كـان ظـني بأن على إثر إن نا ديـتُ، أغـدو بما رجوتُ iiمُجابا
فأذا بي أتابعُ الرسلَ iiتَترى(323) بـكـتابٍ لـلعتب يَـتلو iiكِـتابا
لـستُ أسـخو بأن يقولَ iiلساني: مـسَّ بعضُ التغييرِ ذاكَ iiالجَنابا
يـا تَـنزّهتَ عـن تَطرّقٍ iiظَنٍّ بـسـجاياكَ أن تـحولَ iiانـقلابا
قـد أبـت تـلكمُ الـخلائقُ حتىّ لـلـعِدى أن تـكونَ إلاّ iiعِـذابا
سؤتني يا نسيجَ وحدِك(324) حدّا فَـنسجتُ الـقريضَ فـيك iiعتابا
ان تـجدني أطـلتُ نحوكَ iiتِردا دِيَ بـالـعَتبِ جـيـئةً iiوذِهـابا
فـلـوِدٍ شـكـا وأيـأسُ iiشـاكٍ مَـن يُـداوي بـعتبهِ iiالاَوصـابا
___________________________________
323 وفي نسخة: تسعى.
324 يقال: هو نسيج وحده: أي منفرد الخصال محمودة لا نظير له فيها.
وقال معاتبا بعض اخوانه:
يا خيرَ مَن أعطى الجميلَ في الورى تبرُّعا فيه وأوفى من وَعد
لي عدةٌ عندَك ماذا صنعت؟ كأَنَّ عنها طرفُ ذِكراكَ رَقد
وقال معاتبا بعض اخوانه:
يـا أصـدقَ الـناس وأوفـى مَـن iiوعَد مـا أنـتَ مـن أعـطى الجميلَ واسترد
أبــعِـد بـهـا طـاريـةً iiبـذكـرها يُـخزى أخـو الـمجدِ اذا الـنادي iiانعقد
وخــطّــةً شـنـعـأَ لا يَـركـبُـها إلاّ الـذي فـي عـود عـلياهُ iiأود(325)
وُسـبَّـةً تَـثِـلم مِــن مـجدِ iiالـفتى ثـلمةَ نـقصٍ ضـلَّ مَـن قـال: iiتُـسَد
لــم يـرضَـها إلاّ الـوضـيعُ iiهـمّةً أو مَــن عـلى أخـلاقِه الـذمُّ iiحـشد
لا مَــن سـمـا لـمّا سـما لا iiمـفردا بـل هـو والـحمدُ عـلى الـنجمِ iiصَعد
يــا جـامـعا بـالمنعِ شـملَ iiوفـرِه لا تــرمِ شـمـلَ الـمكرُماتِ iiبـالبَدد
مــجـدٌ أبــوكَ بـالـسماحِ شــادَه حـاشـاكَ أن تـهـدِمَ مـنه مـا iiوطَـد
ذاكَ الــذي كـانـت سـمات iiفـخره فــي جـبـهةِ الـدهرِ سـناها iiيـتّقد
يــمـدُّ كــفّـا مـــن iiرحــمـةٍ فــي الله تُـعطي ولـها مـنه iiالـمَدد
لـو أنَّ فـيها كان رملُ ii((عالج))(326) يُـنـفِقُ مــا أنـفـقَ مـنـهُ iiلَـنـفَد
حـتـى مـضـى تـلـفُّه مـطـارفٌ مـن الـثنا، تَـبقى عـلى الـدهر iiجُدد
فـقـمـتَ أنـــت بـعـدَه iiمـقـامَه فـقيل: (هـذا الـشبلُ مـن ذاك الاسد)
لا مـثـلَ مَــن مـجـدُ أبـيه iiبـعده أضـاعـهُ، فـقـيل: بـئس مـا وَلَـد
كـنـتَ لـعـمري ديـمـةً، iiوإنـمـا ذاب زمـانا عُـرفُها(327) ثـمّ iiجـمد
ولـجـةَ بـالامـس عــادت iiوُشَـلا واردُهـــا الـيـومَ تـمـنّى لا iiورَد
كــم قـلـتَ لـسـتُ حـالفا iiمُـوريّا بـأنَّ هـذا جُـهدُ ما عندي iiوجد(328)
ثــمَّ شـفـعتَ الـوعدَ فـي iiإيـصاله مُـكـرِّرا: لــم لا عـلـيَّ iiتَـعـتمد؟
ولــم أخَــل أنَّ الـسـرابَ iiصـادقٌ حـتـى غَــدا وعـدُك مـنه يَـستمِد
نـعـم صَــددتَ إذ بَـخِـلتَ iiمُـوهِما فـابخل (أبـا الـهادي) وسمِّ البخل صَد
فـيـافدأً لــك مَــن كــان iiلــه وجهٌ من الصخرو عِرضٌ من سرد(329)
تـذكـر كـم فـيك الـقوافي iiفـاخَرَت مَـن سـجد الـناسُ لـه حـتى سـجد
فـكـيف تُـقـذي عـيـنَها iiبـجـفوةٍ مِـن أجـلها طـرفُ الـمعالي قـد iiرَمد
إن يــغـرِك الـحـاسـدُفيها iiفـلـقد أغـراك فـي مـجدِك مـن فرط iiالحسد
أبـعـدَ مـا مـدَّ الـثنا iiطِـرافَه(330) عـلـيك حـتىّ قـيل: بـالحمد iiاِنـفرد
عـنك كـما الـحاسدُ فيك(331) iiيشتهي يـصـبحُ فـي كـفيك مـنزوعَ iiالـعَمد
فـقُل لـمن يـرغبُ عـن كسبِ iiالثنا: مَـن فَـقدَ الـمدحَ تـرى مـاذا iiوجـد؟
أَهــوِن بـمـنشورٍ دفـيـنٍ iiذكــرهُ فـــذاك مـفـقودٌ وإن لــم يُـفـتَقد
صـابـتكَ مِــن بَـوارقـي مُـرِشَّـةٌ مـن عَـتبٍ شُؤبُوبُها(332) لا من iiبَرد
فــي عــدةٍ نـومُك عـن إنـجازِها غـيـظا لــه قـامَ الـقريضُ iiوقَـعد
تـرقـدُ عـنـها والـقـريضُ iiحـالفٌ بـمـجدِك الـشـامخِ عـنها مـا iiرقَـد
مـا الـخُلفُ فـي الوعدِ اكتساب iiشَرفٍ ولـيس فـي مـنع الـندى فـخرُ iiالابد
تـلـك الـيـدُ الـبيضأُ بـعد iiبـسطها عــن الـسماحِ كـفُّها كـيف iiانـعقد؟
وذلـــك الـوجـهُ الـكـريمُ iiمـالَـهُ مِـن بـعد مـا مـأُ الـحيا فـيه iiاطرد
أسـفـرَ بـيـن الـنـاسِ لا يـخـجُله خـلفُ الـمواعيدِ ولا منعُ الصفَد(333)
فـعُـد كـمـا كـنـت، وإلاّ iiانـبعثَت تَـتـرى الـيك الـنافثاتُ فـي iiالـعقد
مِــن الـلـواتي إن أصـاب iiسـهمُها عِـرضَ لـئيمٍ طُـلَّ مـن عـغير iiقَود
وهـي عـلى عِـرضِ الـكريمِ iiنـثرةٌ مـا الـنثرةُ الـحصدأُ منها iiبأرَّد(334)
تـبـدو فـامِّا هـي فـي جـيدِ iiالـفتى طـوقٌ وإمـا هـيَ حـبلٌ مـن iiمَـسد
فـعِـش كـما تـهوى الـعلى iiمُـمدَّحا لا خـيرَ فـي مـيتِ الـعُلى حيِّ iiالجسد
___________________________________
325 الاود: الاعوجاج.
326 عالج: موضع بالبادية معروف بكثرة الرمال، والرمل العالج: المتجمع.
327 العرف: العطاء.
328 وفي نسخة: أجد.
329 السرد: الاديم المثقوب.
330 الطراف: الشرف والمجد.
331 وفي نسخة: منها، فيها.
332 الشؤبوب: المطر.
333 الصفد: العطاء.
334 النزة: الدرع. والنثرة الحصدأ: الدرع الضيقة.
وقال معاتبا العلامة الكبير السيد مهدي القزويني(335):
ولاؤُك أنـفعُ(336) مـا iiيذخرُ وذكـرُك أضـوعُ مـا iiيُـنشرُ
أَجَـل ومـكارمُك iiالـباهراتُ أجــلُّ وأعـظمُ مـا يُـشكَر
(أبـا جـعفرٍ) أنت لطفُ iiالاله وأنــت لـرأفـتهِ مَـظـهر
بــراكَ الالـه لـنا iiرحـمةً يُـعـانُ بـها الـعائلُ iiالـمُقتِر
لـقد صنتَ وجهي عن أن iiيُرى لــدى أحــدٍ مـاؤُه iiيَـقطِر
وعـوَّدتَـني كـرما أن تـجود عـلـيَّ ابـتـدأً بـما يَـغمرُ
فـأضحى لِـساني لديك iiيطولُ وهـو لـدي غـيرِكم iiيَـقصِر
أبـو إخـوةٍ لي على iiالحاسدينَ عـلـى قِـلّـتي بـهمُ أكـثُر
وداد الـورى عَـرَضٌ زائـلٌ وثـابـتُ ودِّهــم iiجَـوهـر
هـم الاطـيبون هـم الانجبون هـم الـسحبُ جودا همُ iiالابحر
وهـم عُـدتَّي حـيثُ لا iiعـدّةٌ وهـم مـعشري حيثُ لا iiمَعشر
وعـنّي بهم كم دفعتُ iiالخطوبَ فـولَّـت بـأذيـالِها iiتَـعـثَر
تَـوعَّـدَني زمـنـي iiبـالظَما وفـي زعـمِه أنـني iiأضـجر
فـقلتُ لـه: خليّ عني iiالوعيدَ أيظمأُ مَن عنده ((جَعفر))(337)
فـتىً أمـلي فـي نـدى كـفِّه كـبـيـرٌ وهـمّـتُه أكـبـر
لـه أنـملٌ سُـحبٌ iiعـشرُها وراحٌ أسـاريُـرهـا iiأبُـحـر
وعَـيشيَ في طيبها ii((صالحٌ)) ريـاضُ الـمُنى فيه لي iiتَزهُر
مـحيّاهُ كـالبدرِ لا بـل iiأتـمّ عـلى أنّـه الـشمسُ بل أنورُ
فـيا رائشي حصنَّ منّي iiالجناحُ فـفي الـوكر طيري لقا iiيَصفِر
ويـا ناعشي أضعفت من iiقُوايَ أمــورٌ بـها كـاهلي iiمُـوقَر
أعِـد نـظرا نحو حالي iiغدت ومـربـعُها طَـلـلٌ iiمُـقـفِر
لـئن أنت فيها غرستَ iiالجميل بـالـشكرِ سـوفَ إذا iiيُـثمِر
وعـن بصري إن جلوتَ iiالقَذا فـانّـي بـهـديك مـستبصِر
وإن كنتَ أخّرت صنع iiالجميلَ بـعـسرٍ ولـيـتَك لا تَـعِسر
فـحسبي صـنايُعك iiالـسالفاتُ واجـبـةُ الـشـكر iiلاتُـكـفر
سـتُعذَرُ عـندي عُـذرَ iiالـذي عـلى نـفسيِه نـفسهُ iiتَـصبر
ولـكن عـلى كـلِّ حالٍ أخالُ بــأن لـكَ نـفسك لا iiتُـعذِر
___________________________________
335 السيد مهدي القزويني: علم فذ، وعلامة جهبذ، وفقيه متضلع جد الاسرة المعروفة
بالحلة اليوم والتي تبتدء سلسلتها في العراق من العلامة السيد احمد القزويني الكبير
المعاصر للحجة السيد مهدي بحر العلوم والمصاهر له على كريمته. هاجر من قزوين إلى
النجف وفيها تألق نجمه واشتهر فيها. والسيد مهدي هذا حفيده وابو الاشبال الاربعة:
(1) الميرزا جعفر
(2) الميرزا صالح
(3) السيد محمد
(4) السيد حسين.
ولد في النجف سنة 1222 هـ ونشأ فيها فدرس العلوم على اعلامها واختص بالعلامة الشيخ
علي بن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء، ولمزيد علمته به زوجه من كريمته أمّ الاشبال.
هاجر من النجف إلى الحلة فأسس فيها دار مجده وانصرف إلى التأليف والكتابة فأكثر من
التأليف بمختلف العلوم والفنون كالفقه والاصول والحديث والرجال والحكمة والكلام
والاخلاق وسائر العلوم العربية وهي لا تزال مخطوطة، ولم ينشر منها إلاّ رسائل لا
تكاد تذكر. كما ساهم في بعث الحركة الادبية وصقلها في اواخر القرن التاسع عشر.
توفي قرب مدينة ((السماوة)) عند عودته من الحج سنة 1300 هـ ونقل جثمانه إلى النجف
فدفن في مقبرته الخاصة؛ ورثاه الشعراء بقصائد كثيرة.
336 وفي نسخة: انفس.
337 جعفر إسم للنهر، ويقصد منه التورية باسم السيد ميرزا جعفر القزويني.
وقال معاتبا العلامة السيد ميرزا صالح القزويني:
مـا بالُ من نوهتُ iiدهرا فـيهِ يـتيهُ عـليَّ iiكِبرا
وكـسوتَه الـعَليا iiفـجرَّ عـليَّ ثوبَ الزهوِ iiفخرا
كـم قـمتُ فـيكَ iiمُفاخرا مَن كان أشرف منك iiقدرا
ومُـوازنا مَـن لا iiيراك بـجنبِ طـودِ عُلاه iiذرَّا
ومُـسايرا مَن كان iiأسيرَ فـي الـمكارمِ منك ذكِرا
ومُـطاولا مَـن لم iiتَقِس أبـدا بـباعك مـنهُ iiفِترا
ومـبـاهيا مَـن لا iiيـعدَّ كـفخره لـعُلاك iiفـخرا
كـنت الـهلال فزدت في مدحي إلى أن صرت بدرا
أنـت الـبغاثُ iiلـمعشرٍ فعلامَ صرت عليَّ iiصقرا
وقال معاتبا العلامة السيد ميرزا جعفر القزويني:
أيـا خيرَ مَن يرتادُه أملُ iiالورى فـمبصرُه فـي روضةٍ منهُ يُحبر
لـديك رَمَت نفسي كبارَ iiهمومِها وهـمَّتُك الـعليأُ مـنهنَّ iiأكـبر
وطـارَ رجـائي في حِماك iiمُحلِّقا عن الناسِ حيثُ الكلُّ منهم مُقصِّر
وعـدتَ بـريٍّ منك حائمةَ الرجا فـهل هكذا تَبقى وجودُك ii(جعفر)
سِـواك يـخيبُ الظنُّ فيه فيُعذر ويـمسكُ بخلا وهو بالبخلِ iiأجدر
وغيرك يُستجدى وما الجودُ iiعندهَ سـوى كـلماتٍ بالاكاذيب iiتسُحر
ولـكنَّك المولى الذي انتشرت له صـنايعُ مـا بـين البريّةِ iiتشكر وقال معاتبا أيضا:
حـيَّـا لــيَ الـباري صـفيَّ iiمـودَّةٍ قــد لــذَّ لـي ولـهُ قـديما كـاسُها
مــازالَ يـفـتِل حـبـلَه مـا iiبـينن بالوصلِ حتى استحصدت أعراسها(338)
وكــأنَّ بـعـض حـواسدي، وأعـيذه باللهِ، وسَـــوسَ عـنـده iiخَـنَّـاسُها
فـنـهى ولـكـن عـن حـقوقِ iiمـودَّةٍ لــم يـغـدُ مـنتقِضا عـليَّ iiأسـاسُها
يـا مـن غـرستُ له المودَّة في iiالحش وعـلى الـصفأِ نَـمت لـه iiأغـراسها
أنـتُـم دعــاةُ الـلّـهِ سـادةُ iiخـلقِه أُمــنـأُ مّــلـةِ ديـنـه iiحُـراّسـها
ومـطـهَّرون مــن الـخـبائثِ iiكـلِّه أبــدا فـلـيس تـمـسُّكم iiأدنـاسُـها
ومـبـجَّلون فـمـا تـطاولتِ iiالـورى وحـضـرتُـم إلاّ وطُـأطِـأَ iiراسـهـا
وأرى الــكـرامَ مـعـادِنا iiفـلُـجينُه وأبـيـك أنـت ومـا سـواك iiنـحاسها
ولانــتَ نـعم مـناخُ وافـدةِ iiالـمُنى وأبـرُّ مـن شُـدَّت لـه iiأحلاسها(339)
تـلـك الـخلايقُ أيـن جـامعُ iiبـشره كـانـت تـفـرّقُ وحـشـتي iiإيـناسها
تـلـك الـمكارمُ أيـن هـامعُ iiقـطره مـا زالَ يُخضب ساحتي iiرجاّسها(340)
عـجـبا دعـوتُك والـخطوبُّ تـلوكني وعـلى حـشاشتي إلـتقت iiأضـراسُها
فـصرفت فـهمك عـن خطاب iiألوكتي تـبدي الـغموضَ بـها وأنـت ii(أياسها)
نـزعت(341) بـرغبتها الـيك فلم يكن مــن غـير خـجلتها لـديك iiلـباسها |