يـقـرُّ بـعين الـدين أنـك iiنـيِّرٌ بـه حـوزةُ الاسـلام تزهو iiوتزهر
وفـرَّج صـدري كون ناديك iiللتقى وأنــك لـلاحكام فـيه iiالـمصدِّر
فـخاصمتُ فـيك البدر يشرق iiنوره وإنَّ عـلـيه حـجتي مـنه iiأنـور
فـقال: كـلانا زاهـرٌ فـي iiسمائه فـقلت: نـعمْ لـكنْ مـحيّاه iiأزهـر
وقـالت نـجوم الافـق: إنّي iiكثيرةٌ فـقلت: مـزايا شـيخنا مناكِ iiأكثر
وقـال الـنسيم الـغضُّ: إني iiلعاطرٌ فـقلت: شـذا أخـلاقه مـنكَ أعطر
ودعْ راحـتيه يـا سـحابُ iiفـمنهما يـصوب الـندى طبعا وأنت iiمسخّر
لـقد نـشأت مـن رحـمة الله فيهما سـحائبُ عـشر بـالعوارف تمطر
فـيا عـلماء الارض شـرقا iiومغربا كـذا فـليكنْ مَـن لـلهدى iiيـتخيّر
ويـا خـير مَـن يرتاده آمل iiالورى فـمنظره فـي روضـةٍ مـنه iiيحبر
اذا قـيل فيمن روضة الفضل تزهر وأيُ بـحار الـعلم أروى iiوأغـزر؟
الـيكَ غـدت تومي الشريعة لا إلى سـواك وأثـنتْ وانـثنت لك iiتشكر
وإن قـيل مَـن لـلمشكلات iiيـحلها ذُكرتَ ولم تعقدْ(537) بغيرك خنصر
حـليف التقى ما سار ذكرٌ لذي iiتقىً بـمـنـقبةٍ إلاّ وذكــرك iiأسـيـر
لـقد ضـمَّ منك البردُ والبرد iiطاهرٌ فـتىً هـو مـن ماء الغمامة iiأطهر
فـتىً حـببتْه فـي الـنفوس خلائقٌ يـكاد بـها مـن وجهه البِشرُ iiيقطرُ
فـلو لـم أبـتْ فيها من الهمِّ صاحيا لـقلتُ هي الصهباء من حيث تسكر
الـيكَ عـروسا كنتُ أسلفت iiمهرها ولـم تـجلَ لـولا أنـها لـك iiتمهر
شـكرتكَ مـا أسـديته مـن iiصنيعةٍ تـقدِّمت فـيها والـصنيعة iiتُـشكر
عـطايا أتـتْ مـنك ابتداءا iiحسابُها إلـيَّ ومـا كـانت بـباليَ iiتـخطر
وغـير عـجيبٍ إن بـدا من iiمحمدٍ بـمنزلةٍ تـشجى الـحواسدَ iiحـيدر
فـمـا عـصرُنا إلاّ الـقيامة iiشـدة ومـا فـيه إلا حوض جدواك iiكوثر
رمـتْ عـنده الـدنيا كبارَ iiهمومها وهـمـتُّه الـعـلياء مـنهن iiأكـبر
وطـاف رجـاها فـي حـماه iiمحلقا عـن الناس حيث الكلُّ منهم iiمقصِّر
___________________________________
537 في المخطوطة: يعقد.
وقال يمدح الحاج محمد صالح كبه:
بـنور وجـهكَ لا بـالشمس iiوالـقمر أضـاء افـقُ سـماء المجد iiوالخطرِ
وفـي الـبريّة مـن معروفك انتشرتْ روايـة الـشاهدين الـسمع iiوالبصر
تـحدثوا عـنكَ حـتى أن كـل iiفـمٍ بـه عـبيرُ شـذا مـن نشرك iiالعطر
فـذكرُك الـمسك بين الناس يسحق iiبا لـلسان والـفم لا بـالفهر iiوالـحجر
وخلقُك الروضة الغنّاء ترهم(538) في نـطاف بـشرِك لا فـي ريّق iiالمطر
وكـفُّك الـبحر مـا غاض الرجاء iiبه إلا وأبــرز مـنـه أنـفسَ iiالـدرر
ودارُ عــزك تـغدو الـوفد iiنـاعمةً فـيها بـأرغد عـيشٍ نـاعمٍ iiنـضر
بـها الـضيوفُ تـحي منك أكرم iiمَن يـعطى الرغائب من بدوٍ ومن iiحضر
حـيث الـجنان عـلى بعدٍ تضيُ بها لـلـطارقين ضـيأَ الانـجم iiالـزهرِ
لـقد غـدا الافـقُ الـعلويُّ iiيحسدها عـلى مـواقدها فـي سـالف العُصر
وودَّ لــو أنـها كـانت بـه iiبـدلا مـن الـكواكب حـتى الشمس والقمر
فالشهب والبدر يطفي الصبحُ iiضوءهُما والـشمسُ في الليل لم تشرقْ ولم iiتنر
لـكـنَّ دارك لـم تـبرحْ iiمـواقدُها مـضيئةَ تـصل الاصـباحَ بـالسحر
مـازلتَ تـرفع فـيها لـلقِرى iiكرما نـارا شـكا الافـقُ منها لافحَ الشرر
يا مقرضَ الارض في عصرٍ به iiوثقت بـنو الـزمان بـكنز البيض iiوالصفر
كـأنما اللهُ لـم يـندبْ سـواكَ iiإلـى قـرضٍ يـضاعفهُ فـي محكم السور
فـلم تـكنْ بـشرا بل أنتَ روحُ iiندىً لـلعالمين بـدتْ فـي صـورة iiالبشر
يـفدي يـديكَ ابنُ حرصٍ لا حياء iiله يـلقي الـعفاةَ بـوجهٍ قُـدِّ من iiحجر
جـرى لـعلياكَ مـن جهلٍ فقلتُ iiله: لـقد جـريتَ ولـكنْ جـرْى iiمنحدر
سـما بـك الحظُ إلاّ عن علاء أبي ال مـهدي حـطَّك ذلُ الـعجز والـخور
أنـتَ الـمعذبُ بـالاموال iiتـجمعها خـوفَ البغيضين من فقرٍ ومن iiعسر
وهـو الـمفرِّقُ مـا يـحويه iiمدخرا كـنزَ الـخطيرين من حمدٍ ومن iiشكر
مـا ديـمةُ الـقطر من صغرى iiأنامله لـلمحل أقـتلُ فـي أعـوامه iiالـغُبر
يـا نـاظرا سـيرَ الامجاد دونك iiخذْ مـنه الـعيانَ ودع ما جاء في iiالسيَر
تـجدْ بـه مـن أبـيه كـلَ iiمـأثرةٍ مـا لـلحيا مـثلها في الجود من iiأثر
يـريكها هـو أو (عـبدُ الـكريم) iiبلا شــكٍ وأيُّـهما إنْ شـئتَ iiفـاختبر
لا تـطـلبنَّ بـها مـن ثـالثٍ لـهما هـل ثـالثٌ شـاركَ العينين iiبالنظر
تـفرَّعا لـلعلى مـن دوحـةٍ سُـقيتْ مـأَ الـتقى فـزكتْ في أول iiالعصر
وقـد سـما فـرعها الاعلى فأثمرَ iiما بـين الـنجوم بـمثل الانـجم iiالزهر
بـكل صـافي الـمحيّا بـشرُه iiكـرمٌ وكــلُ أخـلاقه صـفوٌ بـلا iiكـدر
مــا أحـدقوا بـالرضا إلاّ iiوخـلتهمُ كـواكبا تـستمدُ الـنورَ مـن iiقـمر
مـهـذّبٌ يُـتـبعُ الـنـعمى بـثانيةٍ دأبـا وجـودُ سـواه بـيضةُ iiالـعقرِ
لــه مـنـاقبُ مـجدٍ كـلها iiغـررٌ فـي جـبهة الدهر بل أبهى من الغرر
زواهـرٌ فـي سـماء الـفضل iiدائرةٌ بـمثلها فـلكُ الـخضراء لـم iiيـدر
رأى الـثـنأَ لـباس الـفخر تـنسجُه يـدُ الـندى لـذوي الـعليأ iiوالخطر
فـجاد حـتى دعـاه البحرُ حسبك iiما أبـقى سـماحُك لي فضلا على iiالبشر
وكـلِّ عـنه لـسانُ الـبرق ثـمّ دعا بـالرعد أكـرمتَ إني عنك ذو قصر
يُـنمي إلى طيّبي الاعراق مَن iiعقدوا عـلى الـعفاف قـديما طـاهرَ iiالازر
أعـزَّةٌ نـورُهم هـادٍ ووجـهُ iiمـسا عـيهم حـسينٌ بـليل الحادث iiالنكر
الـوارثان مـن الـمهديِّ كـلَ iiعُلىً لافـقها طـاهرُ الاوهـام لـم iiيـطر
والـباسطان لـدى الـجدوى iiأكـفَّهما سـحـائبا تـمطرُ الـعافين iiبـالبدر
والـغالبان عـلى الـفخر الكرام iiمعا بـحيثُ لـم يـدعا فـخرا iiلـمفتخر
يـا طـيب فـرعِ سـماحٍ مثمرٍ iiبهما مـا كـلُّ فـرع سـماحٍ طيبُ iiالثمر
لـم يـطلعا غـايةً لـلفخر ليس iiترى شـأوا بـها لـمجيد غـير مـنحسر
إلاّ ولـلـمصطفى أبـصرتَ iiمـالهما يـوم الـرهان مـن الايراد iiوالصدر
أغـرُّ مـا زهـرت لـلشهب iiطلعته إلاّ وغـضـتْ حـيأً وجـهُ iiمـنستر
خـذوا بـني الشرف الوضّاح iiكاعبةً مـولودة الـحسن بين البدو iiوالحضر
لـم تـجل فـي مـجلسٍ إلاّ iiبوصفكم تـبسّمتْ كـابتسام الـروض iiبالزهر
إن يُـصدِ نـقص انـاسٍٍ فكرَ iiمادحهم فـفضلكم صـيقلُ الالـباب والـفكر
لا زال بـيتُ عـلاكم لـلورى iiحرما يـحجه الـوفدُ مـأمونا مـن iiالـغير
___________________________________
538 الرهمة: المطر الخفيف الدائم.
وقال يمدح السيد عبد الرحمن النقيب في ضمن كتاب عن لسان بعض الاشراف:
يـا هـماما iiلفضله يشهدُ السمع iiوالبصر
كـلُّ مـعنىً iiمهذِّبٌ مـن معانيك iiمبتكر
أنـتَ للفضل iiروحُه وجميعُ الورى صور
وكـذا أنـتَ iiللزما ن مـقيلٌ اذا iiعـثر
فاقبلنْ عذرَ من iiأسا مـا مسيٌ من iiاعتذر
وقال يمدح الصدر الاعظم(539) عن لسان العلامة السيد ميرزا جعفر القزويني:
أحـق بـالعزّ مـن لا يرهب iiالخطرا ولا يـعـاقدُ إلاّ الـبيضَ iiوالـسمرا
والـسيفُ أجـدر أن يـستلَّه iiلـوغىً مَـن لـيس يـغمدُه أو يدرك iiالظفرا
وأبـيضُ العرض من في كفه صدرتْ بـيضُ القواضب من ورد الدما iiحمرا
لـم تقض من وصله بكرُ العلى iiوطرا حـتى مـن الهام يقضى سيفُه iiوطرا
وحـوزة الـملك أولـى في iiحياطتها مَـن بات في حفظها يستعذُب iiالسهرا
وذي الـرعيَّة أحـرى فـي سياستها مَـن بـالتجارب غورَ الدهر قد iiسبرا
ولـيـس يـملكُ يـوما رقَّ iiمـملكةٍ مَـن لـيس يملامنها السمعَ iiوالبصرا
ولا تُــراض أقـاليمُ الـبلاد بـمن لـم تـسقِ من خُلقَيه الصفو iiوالكدرا
والـحلُ والـعقد لـم يورد iiصوابهما إلاّ الـذي ثـقة عـن رأيـه صـدرا
ولا تـنـاط امـورُ الـملك iiأجـمعها إلا بـمـن قــارع الايـام iiمـقتدرا
أمـا نـظرتَ لـسلطان الـبرية iiمن عـلى الـرعية ظـلَّ العدل قد نشرا
مَـن ودّت الشهبُ لو في ربعه هبطتْ فـقـبلته وشـمّـت تـربه iiالـعطرا
كـيف اغتدي مودعا أسرارَ iiحضرته صـدرا أحـاط بـأسرار النهى iiخبرا
وكـيـف أنـزلـه مـنـه iiبـمنزلةٍ لـو يـنزل الـبدرُ فـيها تاه وافتخرا
لــم يـبـلِ أخـبارَه إلا رأى iiثـقةً لـلملك صـدَّق مـنه المخبرَ iiالخبرا
فـقال خـذْ مـنصبا أمُّ العلى iiنصبتْ أسـرةً لـكَ فـيه الانـجم iiالـزهرا
هـذي الـوزارةُ فـاحللْ في iiذوائبها فـالحزم لـلشمس أن تستوزرَ iiالقمرا
فـقال فـي رأيـه والسيف يُجمعُ iiمن أطـراف مـملكة الاسـلام ما iiانتشرا
مـؤيـدا بـجـنودٍ مــن iiمـهابته قــد انـتـضى مـعه آراءه زبـرا
وبــات والـدولة الـغراء iiيـكلؤها بـعين مـستيقظٍ لا يـركبُ iiالـغررا
إن يـجرِ فـي حـلبات الرأي iiمبتدرا خـلَّت لـه الـوزرأُ الوردَ iiوالصدرا
رأتــه أوسـعها صـدرا iiوأجـمعها فـكرا وأصـدقها إن شـؤورت نظرا
فـسـلَّمتْ لـعـلاه الامـرَ iiمـذعنةً لـما يـقولُ نـهى إن شـاء أو iiأمرا
فـهل تـضيقُ بخطبٍ جاء من iiبشرٍ ذرعـا وإن جلَّ ذاك الخطب أو iiكبرا
وصـدرُها الاعظم السامي الذي iiتسعُ الـدنـيا بـهمته أعـظمْ بـه iiبـشرا
ذو عـزمةٍ مـثلَ صدر السيف iiباترةٍ لـو لاقـت الـدهرَ قرنا عمرُه iiانبترا
رعـى الـمحبّين فيها البدوَ iiوالحضرا وروَّع الـمبغضين الـرومَ iiوالـخزرا
قـد قـلَّد الـملكَ مـنه سيف iiملحمةٍ لـو يـقرعُ الصخرَ يوما بالدم iiانفجرا
اذا الـجباهُ بـذل الـعجز قد iiوُسمتْ فـي جـبهة الـموت أبقى حدَّه iiأثرا
يـستصغرُ الـحربَ حتى ما iiيباشرها بـنـفسه ولـها إن بـاشرَ iiالـسفرا
لـجـأَ والـهمة الـعليأُ فـيه iiأتـتْ كـالسيل مـن قـلل الاجبال iiمنحدرا
فـي جـحفل إن سرى ضاقت iiبأوله الـدنيا وآخـره لـم يـدرِ أين iiسرى
وخـاض بحرَ الوغى بالحزم iiمحتزما بـالـنقع مـلتئما بـالصبر iiمـتزرا
حـتى تـضج مـلوكُ الارض iiقائلةً كـذا بـني الملك فلينصره من iiنصرا
هـيهات هـذي فـعالٌ لا يـقوم iiلها مَـن قـد قضى منهمُ قدما ومَن iiغبرا
لـو مـدَّ قـيصرُ باعا نحوها iiقصرا أورامـها قبلُ كسرى الفرس لا iiنكسرا
فـعـالُ مـنـتصرٍ لـله قـام iiبـها فــي الله مـنـتهيا لـلـه مـؤتمرا
إنْ يـنـتقمْ فـحـقوق الله iiيـأخذها ولـيس يـلغى حـقوقَ الله إنْ iiغفرا
حـلوُ الـسجايا رقـيقٌ طـبعه iiعذبٌ لـه خـلائقُ يـنفى صـفوها iiالكدرا
خـلائـقٌ كـالـحميّا لـو iiتـرشِّفها مَـن كـان يـبغضه فـي حبّه iiسكرا
آنـستِ يـا وحـشة الدنيا بذي iiكرم أحـيا بـجدواه مـيتَ الجود فانتشرا
___________________________________
539 يرى الاستاذ ابراهيم الوائلي في كتابه (الشعر السياسي العراقي) انها قد تكون
قيلت في مدحت باشا راجع ص 220 ح 48.
|