|
لـيس الـسحائبُ تـحكيه وقد iiعلمتْ مـن كـفه مـاؤها قـد كان iiمعتصرا
ولا الـبحارُ تـضاهيه وقـد طمحتْ أمـواجها فـهي بـخلا تحرز iiالدررا
لـم يجر حاتمُ طيِ أو أبو iiدلفٍ(540) إلاّ وعـن شـأوه بـالجود قد iiحسرا
وإنَ (معنا)(541) على ما فيه من كرمٍ لـو كـان عاصرهَ في الجود ما iiذكرا
يـا مـن ترى الناسَ أنّى غابَ iiغائبةً جـميعها وحـضورا أيـنما iiحـضرا
أمـجلسا لك هدى الارض قد iiجُمعتْ أم أنـتَ قـد ضـمنتْ أبرادُك البشرا
إنّ الـصدارة لـم يـصلحْ سواك لها كـأنـها أبـدا عـينٌ وأنـتَ iiكـرى
لا زال سـعـدُك بـالاقبال iiمـقترنا يـستخدم الـمبهجين النصرَ iiوالظفرا
___________________________________
540 هو أبو دلف القاسم بن عيسى بن ادريس بن معقل، من بني عجل بن لجيم، أمير الكرخ،
وسيد قومه. قلده الرشيد أعمال (الجبل) ثمّ صار أحد قادة جيش المأمون. توفي ببغداد
عام 226 هـ ـ 840 م له كتب منها ((سياسة الملوك)) و((البزاة والصيد)) وقد قال الشعر
ولحنه. ترجمت له في كتابي ((شعراء بغداد)) ج 9.
541 هو أبو الوليد معن بن زائدة بن عبد اللّه بن مطر الشيباني، من مشاهير أجواد
العرب، وأحد الشجعان الفصحاء، أدرك العصرين الاموي والعباسي، ولاه المنصور على
اليمن، ثمّ ولاه سجستان، قتل غبلة عام 151 هـ ـ 768 م ورثاه شعراء عصره بأخلد
الشعر.
وقال مادحا مدحت باشا(542) بالتماس من الحاج مصطفى كبه:
رواقــك ذا لا بـل ولـيجةُ iiخـادرِ بـل الـليثُ يخطو دونه خطوَ iiقاصر
لـكَ الـعسكرُ الـجرار والهيبة iiالتي مـخـافتُها تـكـفيك جـرَّ iiالـعساكر
خطبتَ الوغى بالرمح والسيف iiشاغلا لـسـانيهما بـين الـكلى iiوالـمغافر
فـسـيفُكَ فـيها نـاثرٌ غـير iiنـاظمِ ورمـحُك فـيها نـاظمٌ غـير iiنـاثر
وكـم مـن عـدوّ قـد خـلقتَ iiلقلبه جـناحين مـن ذعـرٍ ورعبٍ مخامر
فـهابكَ حـتى سـاعةً الـسلم لم iiيكن لـيلقاك إلاّ فـي حـشا مـنكَ iiطـائر
وخـافكَ حـتى لـيس يـخلو iiبـسرِّه كـأنَّ رقـيبا مـنك خـلف الـسرائر
طـلـعتَ ثـنيات الـتجارب iiكـلها فصرتَ ترى في الورد ما في المصادر
رويـدَ الاعـادي إنّ حـزمك iiعـودُه عـلى الـغمز يـوما لا يلينُ iiلهاصر
وإنْ جـهلتْ يـوما حـسامكَ iiفـلتسلْ بـها هـامَها عـن عـهدها iiبالمغافر
لـك الـقلمَ الـنفّاث فـي عقد iiالنهى بـديعَ بـيانٍ مـن مـعانٍ iiسـواحر
فـوالله مـا أدري أهـلْ نـثرُ ساحر على الطرس يبدو منه أو سحر iiناثر؟
وفـكـرُكَ يـوحي أيَّ نـظمٍ وإنـها لـقولُ كـريم جـلَّ لا قـولُ شـاعر
___________________________________
542 مدحت باشا، أشهر والي جاء بغداد وعرف باصلاحاته وتفكيره واتصاله بمختلف أعلام
العراق وادبائه. ولد في اسطنبول 1238 هـ، وتغلب في عدة مناصب فكان قبل مجيئه واليا
على الدانوب ثمّ رئيسا لمجلس
شورى الدولة، ثمّ جاء بغداد فاصلح كثيرا من الامور ووسع الادارة وأحسن التصرف في
تعديل الطرق والمواصلات وقام بفتح بلاد نجد واخماد فتنة عبد الكريم الجربا وعودة
عشيرة شمر إلى الاستقرار، ثمّ عين صدرا
أعظم وأخيرا نقم عليه السلطان عبد الحميد فسجنه مدة واتهمه باتهامات كان يبغي من
ورائها القضاء عليه فكان ما أراد في عام 1301 هـ. كتب عنه كتابا خاصا الاستاذ صديق
الدملوجي.
ولقد تحدث الدكتور يوسف عز الدين في كتابه ((الشعر العراقي)) خصائصه وأهدافه، في
القرن التاسع عشر عن مناسبة نظم الشاعر لهذه القصيدة في ص 61 ـ 62 كما تحدث في موضع
اخرى من الكتاب عن خواطر
الشاعر وميزاته.
وقال يمدح نسب الحاج محمّد حسن كبه:
نسبٌ أناف على الانام به شرفا فطالَ به على قِصره
هو عقدُ فضلٍ لم يزل أبدا تتزّين العلياء في درره
وقال مراسلا بعض اخوانه:
إلـى مَـن مـناقبه الـزاهراتُ بدتْ أنجما في سما الفضل زُهرا
فـتىً ورث الـمجدَ مـن iiهاشمٍ فـكان بـه أرفـع الناس iiقدرا
فـأخلاقه (عـينُ مـاء iiالحياة) بها صرتُ والحمد لله ii(خضرا)
جـرى قـلمُ الحب في iiمهجتي فـاثبت فـيها لـه الودُّ iiسطرا
يـمثله الـشوقُ فـي iiنـاظري فـأنظرُ مـنه الـمحيّا iiالاغـرا
أراه قـريـبا بـعـين iiالـهوى عـلـى بُـعده فـاحيِّيه بـدرا
هـمامٌ تـضوَّع مـن iiعِـطفه عـبيرُ نهىً طبَّق الكون iiعطرا
لـذكركَ فـرَّغتُ شـطرَ iiالفؤاد ومـنه الـشواغل يملانَ شطرا
وقال يمدح النقيب حين سار إلى الحج بالتماس بعض الاكابر:
يــا مـليكا بـه الـملوك iiأطـافوا بُــتْ مـعـافا تـحـفَّك الالـطافُ
لـلـمنى أيــن مـا أقـمتَ مـقامٌ ولـه أيـن مـا انـصرفتَ انصراف
غـير بـدعِ بـأن تُـخافَ iiوتُـرجى سـيـدُ الـقـوم يُـرتجى iiويُـخاف
أيُّ أرضٍ حـلـلتها فـهـي iiروضٌ لانُــوف الـمـلوك فـيه iiاسـتياف
يــا نـقيب الاشـراف وهـو iiنـدأٌ لــك تـعـلو بـذكـره iiالاشـراف
نـفـحتْ مـنـهم بـنـشرٍ iiولـكن مــن غـوالي فـخاركَ iiالاعـطاف
بـك طـابوا ويـكسب الـمأُ iiطـيبا حـين يـغدو لـلورد وهـو مضاف
افــرش الله أخـمـصيكَ خــدودا من عدا عنك قد زواها انحراف(543)
ضـلَّ مَـن فـيك قـاسها حيث iiمنها لـم تـنلْ كـعب رجـلكَ الاكـتاف
فـطـأ الـيوم أيـنما شـئتَ iiفـخرا رغـمـتْ تـحـت نـعلكَ iiالانـاف
لـك وجـهٌ لـو بـاهلَ الشمس iiيوما لـعـرا وجـهها الـمنيرَ iiانـكساف
شـفَّ تـوديعك الـورى حين iiقالوا: مـزمـعٌ جـوهر الـعلى iiالـشفاف
ودَّعـتْ مـنك مـنصفا فـهي iiتدعو سـرْ عـلى الـيمُن أنت iiوالانصاف
لا تـسـلْ عــن قـلوبنا iiفـلعمري كـلُّـها فــي غـدٍ الـيك iiلـهاف
كـلـما جــدَّ فـي ركـابك iiسـيرٌ جــدَّ لـلاشـتياق فـيها iiاعـتساف
بـوركـتْ نـيـةٌ دعـتـكَ iiلـبيتٍ لـعـلاه آبـاك قـدما iiأنـافوا(544)
سـتؤدي فـرضَ الـطواف وتـأتي لـحـمىً فـيـه لـلسرور iiمـطافُ
ثــمّ أهــدى الـيكَ تـحفةَ iiبـشرٍ مـا حـوتْ مـثلَ درِّهـا iiالاصداف
فــي تـهانٍ لـها الـيك iiاخـتلافٌ وسـعـودٍ لـهـا عـلـيكَ iiائـتلاف
كـريـاض الـربيع تـونق iiزهـرا راق لـلـناظرين مـنـها اقـتطاف
___________________________________
543 كذا جاء في المخطوطة. وفي المطبوع: قد رواها.
544 في المطبوع: بعلاه.
وقال مادحا بعضهم:
أهـدي اليكَ أخا الفخار iiتحيةً رقَّـت كـرقة طبعكَ iiالشفافِ
وافـتكَ تـحسب أنـها iiداريَّةٌ حـملتْ شذاك لانفك iiالمستاف
وفـد السرورُ بها لتهنئة iiالعلى فـيما حبيتَ به من iiالالطاف
أنـت الذي عكفَ الثنأُ iiبربعه وأطـاف فيه الحمدُ أيَّ مطاف
شهدتْ لك (الفيحاء) أنك زدتها شـرفا لانك صفوةُ iiالاشراف
وبـها لك انتهت الرياسة iiكلُّها فـرفلتَ في حبراتها الافواف
وبـها قدمتَ فكان أيمنُ iiمقدمٍ طـرقَ الـعداة بمرغم iiالاناف
كـانت أمـاني أنفسِ مكذوبةٍ دعـت الحسود لقلة iiالانصاف
وقال يمدح السيد سلمان النقيب وقد التمسه الحاج مصطفى كبه وذلك ببغداد سنة 1295 هـ:
بـنى العشق ما أحلى إلي كل عاشقِ طِـلا لـمشوقِ زفـها كـفُّ iiشائق
ولـم أرَ فـي الاحشاء ألطفَ iiموقعا وأرشـقَ مـن نبل العيون iiالرواشق
وأغـرق أهلُ الحب في الحب iiمهجةً بـكل غـريرٍ فـي الـمحاسن iiفائق
أظـنُّهم حـتى عـلى لـحظ iiعـينه بـما احـمرَّ مـن وردٍ بخديه iiرائق
ومـا الـعمرُ عـندي كلمُّه غير iiليلةٍ يـبيت رهـيفُ الخصر فيها iiمعانقي
تـرفُّ عـلى صدري خوافقُ iiفرعه رفـيفَ حشا منى على الشوق iiخافق
كــأنَّ الـثـريّا طـوقته iiهـلالها ومـن حـسدٍ مـدّتْ له كفَ iiسارق
مـن الريم لم يألفْ سوى الرمل ملعبا ولــم يـرتبعْ إلا بـاحناء iiبـارق
ونـشوانَ مـن مـشمولة الـدلِّ iiقدُّه أرقُّ مـن الـغصن انـعطافا لوامق
مـورّدُ مـا بـين الـعذارين iiزارني فـنـزَّه أحـداقي بـلون iiالـحدائق
وقـلتُ وقد أرخى على الخد iiصدغه لـقد سـلسلَ الـريحان فوق الشقائق
اقـبـلُ طـورا وردَ خـديه iiنـاشقا عـبيرَ شـذىً ما شقَ عرنين iiناشق
وألـثمُ طـورا ثـغره العذبَ iiراشفا سـلافة خـمرٍ لـم تـدنسْ بـذائق
خـلوتُ ومـا بـي ريبةٌ غير iiنظرةٍ تـزوَّدتـها مـنه بـعيني iiمُـسارق
وراودتـه لـكنْ مـن الـثغر iiقـبلةً ألـذَّ وأشـهى مـن غـبوقٍ iiلـغابق
وأعـرضتُ عـما دون عـقد iiأزاره عـفافا وقـد زالـتْ جميع iiالعوائق
وحـسبُكَ مـنّي شـيمةً قـد iiورثتُها مـن الـغالبيين الـكرام iiالـمعارق
خـليليّ مـا لـلكأس كّـفي ولا فمي ولا كـبـدي لـلـناهدات iiالـعوانق
نـسيتُ ومـا بـي يـعلم الله iiصبوةٌ ولا اجـتذبتْ أحشاي بعض iiالعلائق
عـشقتُ ولـكن غـيرَ جارية iiالمها ومـا الـعيشُ إلاّ لـلمعالي iiبـلائق
خـذا من لساني ما يروقُ ذوي iiالنهى ويـترك أهـلَ النظم خرس الشقاشق
مـديحا لـه تـجلو مـفارقُها iiالعلى وسـلمانُ مـنها غـرةٌ فـي المفارق
وقـورٌ عـلى الاحـداث لا iiتستخفه اذا طـرقتْ في الدهر احدى iiالسوابق
ومَـن كـعليِّ الـقدر كـان أبـا iiله يـزنً بـحجاهُ راسـيات iiالـشواهق
نـقيبُ بـني الاشراف أعلى iiكرامهم عـمـادا وأسـنـاهم فـنأً iiلـطارق
فـمـا قـلـبتْ امُّ الـنـقابة iiقـبله ولا بـعده فـي مـثله طرفَ iiرامق
فـتىً إن سـرى يوما لاحراز iiمفخرٍ فـليس لـه غـيرُ العلى من iiمرافق
لـقد غـدت الـدنيا عـليه iiجميعُها مـغـاربها تُـثـنى ثـنأَ الـمشارق
تـطرَّق امَّ الـمجد فـي بيت iiسؤددٍ يـظـللّلُ عـزا بـالبنود iiالـخوافق
فـانجبَ مـن سلمان وهو ذكا العلى بـبدر نـهىً يـجلو ظلام iiالغواسق
هـمـامٌ نـمـته دوحــةٌ iiنـبوية إلـى مـثمرٍ في المجد منها iiووارق
لـه النسبُ الوضّاح في جبهة iiالعلى مـع الـحسب السامي جميع الخلائق
يـعـدُّ رسـول الله فـخرا iiلـمجده وحـسبك مجدا في الذرى والشواهق
تـضـوعُ بـعطفيه الـسيادة مـثلما تـضوَّع عـرف المسك طيبا لناشق
بـه اقـتدحتْ زنـد الـنجابة هاشمٌ فـفي وجـهه مـن نورها لمعُ iiبارق
سـما فـي الـمعالي طالبا قدرَ iiنفسه إلـى شـرفٍ فـوق الكواكب iiباسق
وفـاتَ جـميعَ الـسابقين إلى iiالعلى فـقصّر عـن إدراكـه كـلُّ iiسابق
وقـالوا: رويـدا حكَّ عاتقكَ iiالسهى فـقال: ومـا قدرُ السهى حكُّ iiعاتقي
تـمنطق طـفلا بـالرياسة iiواحتذى بـأخمصها تـيجانَ أهـل الـمناطق
الـيكم ملوكَ الارض عن ذي iiسرادقٍ تـجمعت الـدنيا بـه فـي iiالسرادق
تـقبِّل أهـلُ الـفخر أعـتابَ iiداره فـيأرج مـنها طـيبُها فـي iiالمفارق
فـداء مـفاتيح الـندى مـن iiبـنانه أكــفُّ عـلى أمـوالها iiكـالمغالق
تـعـللّ راجـيها اذا اسـودَّ iiلـيله بـكاذب وعـدٍ فـجرُه غـير صادق
نـدىُّ بـنان الـكف فـي كل شتوةٍ يـجفُّ بـها ضـرع الغيوم iiالدوافق
فـحين تـشيمُ الـمجدبون iiبـوارقا تـمنَّوا نـداه غـيث تـلك iiالبوارق
وضـئُ الـمجالي والـمعالي كليهما وعـذبُ الـسجايا والندى iiوالخلائق
أخـفُّ على الارواح طبعا من iiالهوى ولـكنَّه فـي الـحلم هـضبة iiشاهق
فـما طـلعةُ الـبدر الـمنير iiمضيئة كـطلعته الـغراء فـي كـل iiغاسق
مـهيبٌ فـلولا مـا بـه مـن iiتكرُّمٍ لـما لـمحته هـيبةً عـينُ iiرامـق
فـما هـيبةُ الـضرغام دون iiعرينه كـهـيبته الـقعساء دون الـسرادق
لـقد كـتب اللهُ الـفخارَ لـه iiعـلى لـواء عُلىً في الغرب والشرق iiخافق
تـضايقت الـدنيا بـبعض iiفـخاره عـلى أنـه فـرّاجُ كـل الـمضايق
يضيع فضأُ الارض في رحب iiصدره اذا هي غصتْ في الخطوب الطوارق
مـن الـفاطميين الـذين تـراضعتْ قـناهم طـلى الاعداء في كل iiمازق
هـمُ تـوجوا هـامَ الملوك iiببيضهم وداسـوا عـلى انـماطهم iiبالسوابق
اذا نـزلوا كـانوا ربـيعَ بني iiالمنى وإن ركـبوا كـانوا حـماةَ iiالحقائق
تـعانق فـوق الـخيل عـاليةُ iiالقنا عـناقَ سـواها الـغيد فوق iiالنمارق
هـم الـقومُ مـا للشيخ منهم iiلكهلهم ومـا مـنهم فـي كـهلهم iiللمراهق
وهـذا ابـنهم سـلمانُ والفرع iiطيبه يـجيُ عـلى مـقدار طيب iiالمعارق
اذا مـسحتْ مـنه العلى وجهَ iiسابق جـلتْ مـن أبي محمود غرّة iiلاحق
فـتىً عـلمه يـحكي غـزارة iiجوده ومـا عـلمُ قومٍ غير محض iiالتشادق
وقـد قـوّمت مـنه الاصـابة iiرأيه فـكان لـفتق الـدهر أحـزم iiراتق
ومـنطيقُ فـصلٍ لـو يـشاء iiلسانه لـفلَّ حـدودَ الـفاصلات iiالـبوارق
يـحاكي بـقطع الخصم أسياف iiقومه فـيمضى مضاها في الطلى والمرافق |
