فـبـمن يـغتدي الـهدى مـستجيرا؟ فـقـدتْ كـعـبةُ الـهدى الـمستجارا
ولــه أصـبـحَ الـحـطيمُ iiحـطيما يـتوارى فـي الـترب حـين توارى
ودجا(756) الافق في دجى غيهب الحز نِ وهـبَّـت ريـحُ الـصبا iiإعـصارا
سـوّمـي يـا خـطوبُ خـيلك iiفـينا تـغنمي أيـن مـا قـصدت iiالـمغارا
وارتـعي فـي حـمى الـورى iiفالمنايا أنـشـبت فــي هـزبرها الاظـفارا
مَـن حـماها عـن أن تُـراعَ iiوقسرا ردَّ أيــدي الايــام عـنها iiقـصارا
هـممٌ حـيث لا يُـرى الـبدرُ iiسـيرا مـصـعداتٌ لا تـعـرف الانـحدارا
كـيف تـخلو لـه مـن الـحزن iiدارٌ والـنـدى مـنـه لـم يـفت iiديّـارا
مـلـكَ الـنـاسَ بـالـسماح iiعـبيدا فــغـدوا بـعـد فـقـده iiأحــرارا
يــا بـغـاة الاســلام لا تـتناجوا بـانتقاص الـدين الـحنيف سـرارا؟
لا تـخـالوا ((مـحمدا)) لـم iiيـخلِّف لــلـورى نـاهـيـا ولا أمّـــارا
فـالامـامُ الـمـهديُّ قـد قـام iiفـيهم عـلـما يـرشـد الــورى iiومـنارا
مــا بـنـي اللهُ مـن سـماء عـلومٍ وهـو بـدرٌ فـي افـقها قـد iiأنـارا
لازم الـحـقَ فــي هـداه فـأضحى مــعـه الـحـقُّ حـيـثما دار iiدارا
مـنه مـل الابـراد عـدلٌ iiوتـوحي دٌ وفـخـرٌ مــن هـاشمٍ لا يـجاري
والـحُـبا فـي الـندىِّ تـضمن iiمـنه ركـنَ رضـوى حـلما وأرسى iiوقارا
فـترى الـناس هـيبةَ مـنه iiحـرسا يـتـناجون فــي الـحديث iiسـرارا
يــا أجــلَّ الـورى عـلاً iiوقـدرا وأعــزَّ الانــام نـفـسا iiوجــارا
عـقـد الـعـيُّ مـنطقي أن iiاعـزِّيك ومـنـك الـعـزا غــدا iiمـستعارا
وقـبـيحٌ مّـنـي اذا قـلـتُ iiصـبرا لـلـذي عـلَّـم الـورى الاصـطبارا
___________________________________
756 دجا: أظلم.
وقال يرثي العلامة السيد محمد تقي الطباطبائي ويعزّي العلامة السيد مهدي
القزويني:ـ
مـاذا تـريدين بـالدنيا يـدَ iiالـقدرِ لـقد ذهـبت بـسمع الدهر iiوالبصرِ
سـوَّدتِ مـشرقها الـقاصي iiومغربها بـكاسف الابـيضين الشمس iiوالقمر
وغــودر الافـقُ مـعتلاً iiوأنـجمه مـن غاثرٍ ضوؤه منها iiومنكدر(757)
وأصـبح النجف الاعلى يغصُّ iiشجىً لـله مـا صـنعتْ فـيه يـدُ الـغيَر
طـويـتِ خـيرَ مـعدٍّ كـلها iiنـسبا وأكـرمَ الـناس مـن بـادٍ iiومحتضر
طـأطأتِ من هاشمٍ للارض هام عليً مـا طـأطأتها ظـبا الـهندية iiالـبتر
أرغـمتِ مـنها أنـوفا كـلُها iiشـممٌ مـا أرغمت بين أطراف القنا iiالسمر
أريـتها يـومَها مـن قبلُ حين iiسرت بـمشبع الـطير فـي أعوامها iiالغبر
فاسأل بها اليوم هل وارت ((محمدَها)) أم شـيبة الحمد في ذاك الثرى iiالعطر
خـطبٌ لـوت عـنقَ الاسلام منه iiيدٌ يـا شـلَّها اللهُ قـد ألوت على iiمضر
مـضـى بـأجمعها قـلبا iiوأقـطعها غـربـا وأمـنعها لـلخائف iiالـحذر
فـالان لـم يـبقَ كـهفٌ للمروع ولا مـأوىً يـحطُّ الـيه راكـبُ الخطر
قـد طوِّحت جبلَ المجد المنيف iiعُلىً عـلى الـورى نكباتُ الحادث iiالنكر
يا من عن المجد أضحى مزمعا iiسفرا مـا كـان أبـرحه لـلمجد من iiسفر
أمـهل فـواقا فـزوِّد أنـفسا iiبـقيت مـوقوفةً فـيك بـين الـبثّ iiوالفكَر
قـل لـلنوائب مـا مـن غاية iiبقيت ورأَ هــذا فـأنىّ شـئتِ iiفـابتدري
تالله زلـزلـت الـدنـيا iiبـقـارعةٍ مـن الـقيامة نـادت بالسما iiانفطري
هـوِّن عـليك وإنْ داعي المنون iiدعا يـا أنـجمَ الـفضل من آفاقك iiانتثري
لا تـحسب الـمّلة الـغرّاء قد iiبقيت بـعد الـذين مـضوا عنها بلا iiوزر
هـيهات قـد حـفظ الباري iiمحجّتها البيضأَ بالخلف ((المهديَّ)) من iiمضر
بـقـائمٍ بـهـدانا غـيـر iiمـنتظرٍ يـنوب عـن قـائم بـالامر iiمنتظر
لــه نـفـائسُ عـلـمٍ كـلُّها iiدررٌ والـبحرُ يـبرز مـنه أنـفس الدرر
لـو أصـبحت عـلمأُ الارض iiواردةً مـنه لـما رغـبت عنه إلى iiالصدر
مـقدَّمٌ بـين أهـل الفضل قد عُرفتْ لـه الـرياسةُ في الماضي من العصر
يـفوق فـي المدح عينَ القوم iiاثرهم ومـدحه شـرعٌ فـي الـعين والاثر
أغــرُّ يـبسط كـفا لا تـقوم لـها بـشكر مـا صـنعته ألـسنُ iiالـبشر
هـذي سـما الدين فانظر كيف زينتُها بـأنجم الـعلم مـن أبـنائها iiالـزهر
فـروعُ دوحـة مـجدٍ أثـمرتْ iiكرما لـلـمعتفين وكـم فـرع بـلا iiثـمر
أبـنـاؤهم زهــرٌ آثـارهم iiزبـرٌ آلاؤهـم مـطرٌ يـغني عـن iiالمطر
كـأنما خـلقَ الـلّهُ الـورى iiصورا جـمـيعَها وهـم الارواحُ iiلـلصور
يـا مـن غـفرنا ذنوبَ الحادثات به وكـلـها لـيـس لــولاه iiبـمغتفر
بـك الـهدى قـد تـعزّى في iiرزَّيته عـن ذاهـبٍ لم يدع صبرا iiلمصطبر
فـاسلم وحـسبُك عـنه سـلوةً iiبعل ىِّ الـقدر سـيّد أهـل العلم والخطر
و((بـالحسين)) أخـي العلياء iiتلوهما فـي الفضل واحد أهل الرأي iiوالنظر
وبـالنقيِّ ((عـليٍّ)) فـرع iiدوحـته وكـلّـهم طـاب مـنه مـعقدُ الازر
قـومٌ اذا ذكـروا بـحرَ العلوم iiسموا إلـى الـعُلى حـيث لا مرقى iiلمفتخر
ولا تـزال غـوادي الـسحب iiواكفةً تـعـتاده بـيـن مـنـهلٍّ iiومـنهمر
حـتى يـعودَ ثـراه روضـةً iiانـقا تستوقف الطرفَ في وشيٍ من iiالزهر
___________________________________
757 في المخطوطة: ومن كدر.
وقال راثيا الحاج سليمان چلبي ومحمد بن ابراهيم بابان بالتماس أولادهما:ـ
أطـار بـكَ الـناعي فؤادَ العُلى iiذُعرا غـداةَ نـعي فـي نعيك المجدَ iiوالفخرا
دعـا بـك فـابيضَّت لـنعيكَ عـينُها مـن الـحزن وارفضَّت مدامعُها iiحمرا
بـكتكَ فـجارت جـود كفيك إذ iiجرت بـدمعٍ تـعدّى الـقطرَ إذ ساجل iiالقطرا
ألا إنَّ روضَ الـمـكرمات iiبـرغـمها ذوي بـعدما قد كان غضَّ الحيا iiنضرا
وتـلـك قـناةُ الـعزِّ طـارت iiبـكفه شـظايا إلـى أن كـلها نـفدت iiكسرا
فـيا مـوحشا نـادى الـنهى iiبـرحيله ويـا تـاركا عـين الندى أسفا iiعبري
لـيومك جـرحٌ في حشا المجد لم iiيجد مـعالجُه طـولَ الـزمان لـه iiسـبرا
أصـاب الـردى لـمّا أصـابك iiمقتلا مـن الـحسب السامي به قتل iiالصبرا
وغــادر افـقَ الـمجدِ أغـبر iiقـائما بـحثو الـثرى لـمّا تـوسَّد في iiالغبرا
لـمن بـعدك الـفيحأُ تـذخر iiدمـعَها وقـد كـنت عـند النائبات لها iiذخرا؟
حـرامٌ بـأن يُـهدي بـها عاطرُ iiالثنا فـبعد عـروس سـائرُ الدهر لا iiعطرا
بلى فلتكن في النوح ((خنساء)) عصرها وإن جـلَّ عن صخرٍ ((سليمانها)) iiقدرا
قـفـا نـاشداها أيـن بـان iiعـميدُها وهـل بـعده حـامٍ تـسدُّ بـه iiثـغرا؟
غـدت بـين ذؤبـان الخطوب iiفريسةً بـها كيف شاءت تنشب الناب والظفرا؟
مـضى ابـنُ جلاها لا ومثواه لا iiترى مـن الـقوم من يجلو دجى همها الدهرا
أمـرَّ(758) لـديها الـعيشُ بعد iiإفتقاده وكـان حـلا فـيه لابـنائها iiعـصرا؟
فـعـذرا إذا إن تـشتك الـيتمَ iiبـعده فـقد فـقدتْ مـنه أبـا لـم يـزل برّا
بـرغم أخـيه الـجود ودّع iiشـخصه وعـاد إلـى لـقياه يـنتظر iiالـحشرا
فـفي الـقلب مـنه كـلما مـرَّ iiخاطرٌ تـذكّر مـحزونا وأنـى لـه iiالـذكرى
فـتىً شـدَّ أزرَ الـمجد فـيه iiأطـايبٌ عـلى عـفةٍ مـنذ ارتدوا شدوَّا iiالازرا
كـرامٌ عـلى اولـي الـزمان iiرحابُهم لـمنتجعي مـعروفهم لـم تزل iiخُضرا
لـهم شـرفُ الـبيت الـقديم iiووفدُهم يـحيّون فـيه مـنهم الـبدرَ iiفـالبدرا
ثـلـمن الـمنايا عـزَّهم ii((بـمحمدٍ)) فـشـلَّت يـدٌ فـيها تـناولنه iiقـسرا
فـتىٍ كـان سـيفا فاصلا في يد iiالعُلى يـقدُّ ولـو لاقـي ضـريبته iiالـدهرا
وكـان لـها فـي نـحرها عـقد سؤددٍ فـلو شـعرت يـوما به باهت iiالشعرى
تــرى هـل دري نـاعيه أن iiنـعيَّه مـن الشرف الوضّاح قد قصم الظهرا؟
وحــرَّ بــه قـلب الـنهى iiفـكأنما سـرى بـين أضلاع النهى نعيُه iiجمرا
فـيـا حـامـليه هـل عـلمتم iiبـأنكم حـملتم عـلى أعـواده النهىَ iiوالامرا؟
ويـا دافـنيه فـي الـثرى هل iiعلمتمُ بـأنكمُ واريـتمُ فـي الـثرى iiبـحرا؟
لـقد كـان إن جـن الدجى ليلَ iiحادثٍ يـشقُّ لـها مـن نـور طـلعته فجرا
أغــرُّ اذا مـا قـطَّب الـعامُ iiمـجدبا تـبـسَّم فـيـه لـلندى وجـلا iiثـغرا
وإن قـبـضت يـمنى الـكرام بـنانَها مـخافة إعـسارٍ بـه بـسط iiالـيسرى
ضـحوك الـمحيا بُـوركت منه iiطلعةٌ تـشعُّ لـو اسـتقطرتها قطرت iiبشرى
اذا مـا نـشرنا فـي الـمجالس iiذكرَه تــأرَّج فـي الـدنيا فـطبَّقها iiنـشرا
لـئن غـاب فهو البدر موفٍ فقد iiمضى وأعـقب فـي افـق العُلى أنجما iiزهرا
ومـا مـخدرٌ أخـلى الـردى منه غابه اذا مـنـعت أشـبـاله بـعده iiالـخدرا
غـطـارفةٌ غــرُّ الـمساعي iiتـقيّلوا أبــا فـأبـا كـانوا غـطارفةً iiغَـرا
اذا فـوخـروا يـومـا أتـوا iiبـأبيهم وعـدُّوا مـزاياهم فـقيل كـفى iiفخرا
بـحارٌ ولـكنْ فـي يـدي كـل iiواحدٍ نـشأن لـمرتاد الـنهى أبـحرٌ iiعشرا
لـقـد عـذبوا بـين الانـام iiخـلائقا تـرشّفها حـتى انـتشى كـلّهم iiسكرا
مـناجيبُ قـد أفنى التراثَ على iiالندى أبـوهم وأبـقى فـي العُلى لهم iiالذكرى
مـضى مَـن نـضت امُّ الفخار iiحدادَها عـليه ولـم تـمسح مـفارقها iiالـغبرا
وقـد اودعـت شـطرا بـلحد ii(محمدٍ) ولـحد ((سـليمانٍ)) به اودعت iiشطرا
فـلا يـشمت الـحسّادُ في موت iiماجدٍ قـضى حـين وافـته الملائكُ iiبالبشرى
فـهذا عـليُّ الـقدر قـام مـن iiالعُلى مـقامَ ((سـليمانٍ)) فـزيدت بـه iiفخرا
خـضمُّ نـدىً مـا البحرُ يطفح iiموجه بـأغزر لـجا مـن بـنانته iiالصغرى
وهـضبة حـلمٍ لـو وزنت به iiالورى وجـدتـهم فــي جـنـبه كـلَّهم iiذرّا
وراءكــم يــا حـاسـديه iiمـكـانه بـأنـدية الـعليا فـإنَّ لـه iiالـصدرا
وكـم مـوكبٍ لـلفخر ضـمكُم iiمـعا فـكنتم بـغاثا وهـو كـان بـه iiصقرا
أخـو اخـوةٍ فـي الـمكرمات iiجميعهم أتـوا شـرَعا فاستغرقوا الحمد iiوالشكرا
عـلـيُّهم فـي الـمجد مـحسنُهم iiبـدا ومـحـسنهم مـنـسيُّهم نـائلا غـمرا
بـني الـحلم أنـتم أرسخُ الناس هضبةً وأرحـبهم فـي كـل نـازلةٍ iiصـدرا
نـقـول لـكم صـبرا ونـعلم iiأنـكم أجــلُّ ولـكنْ عـادةٌ قـولنا iiصـبرا
لـكـم خـتـم اللهُ الـرزايـا iiبـهـذه فـلا طـرقت أبـياتكم بـعدها iiاخرى
___________________________________
758 صار مرا.
|