الصفحة السابقة الصفحة التالية

الأنوار القدسية

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 3

كلمة الناشر:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله سادات الخلق أجمعين. وبعد: فقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم - على ما روي -: إن من البيان لسحرا، وإن من الشعر لحكمة ، ولو لم يكن في الشعر إلا ما نظمه الحكماء والعلماء لكفاه فخرا، وإن من أفخر الشعر ما جادت به قريحة شيخنا العلامة المحقق الكبير آية الله الشيخ محمد حسين الأصفهاني قدس سره وأجود ما بثه من شعر هو ما ملأه من شعوره الفياض بولائه أهل البيت وحبه العميق لهم عليهم الصلاة والسلام، ويتبعه منظومته الرائعة في الحكمة الإلهية. وهذه المجموعة الأنوار القدسية تحتوي على ما نظمه فقيهنا وحكيمنا الشاعر في مدائح أهل البيت عليهم السلام وسرد تاريخهم الحافل بأفضل ما سجل في تاريخ البشرية من مكارم ومآثر. وقد طبعت هذه المجموعة ونشرت إلا أن تلك الطبعة مليئة بالأخطاء مما لا يليق بهذا الأدب الرائق والحكمة المتعالية، فقام أخوانا الباحث الخبير الشيخ علي النهاوندي بتصحيحه وإخراجه بالنحو الذي يليق به. ونحن إذ نتقدم له بجزيل الشكر لما بذله من جهود بهذا الصدد نحمد الله تعالى حيث وفقنا للقيام بطبع هذا الأثر القيم آملين أن يتقبله الله تعالى منا ومنه ومن ناظمه الحبر العلامة قدس الله سره وأسكنه جنانه.

ص 4

كلمة المصحح:

بسم الله الرحمن الرحيم

أقدم للقراء الكرام أثرا ثمينا من آثار العلامة الشيخ محمد حسين الأصفهاني قدس الله نفسه الزكية. هذا الأثر الثمين قد طبع في النجف الأشرف وبيروت وإيران ولكن مع أغلاط كثيرة حتى السقط والتغيير لبعض الألفاظ أو الأبيات في موارد، وقد من الله تبارك وتعالى علي بأن خطر ببالي أن أصححه وأعلق عليه، مع العلم بأنه لم يكن أمرا سهلا، وفي هذا المجال رأيت بعيني التوفيق الرباني حيث لقيت الأستاذ السيد عبد العزيز الطباطبائي دام ظله، ووجدت عنده النسخة المخطوطة من هذا الأثر بقلمه الشريف، وفي ظل إرشاداته وحسن أخلاقه عزمت على قصدي وقويت في عملي جزاه الله. وأوكد أن غرضي في هذا التحقيق ليس الشرح، بل إراءة نسخة صحيحة من هذا الأثر بقدر الوسع. ومن ميزات طبعتنا هذه: الأول: مقابلتها مع النسخة المخطوطة، وأنها قوبلت وصححت على نسخة الأصل بخط شيخنا الحجة ناظم الأنوار القدسية قدس الله سره فقد حدثنا ابنه العلامة الشيخ محمد الغروي أن والده نظم هذه الأراجيز باقتراح من الحجة المجاهد العلامة الأميني صاحب الغدير قدس سره، فلما أتم الشيخ نظمها اهدى له نسخة الأصل بخطه، فلما عزمنا على تحقيقه وطبعه راجعنا نجله العلامة الشيخ رضا الأميني فقال: إن والده وهب له هذه الدرة الثمينة في حياته وتفضل مشكورا بإرسال مصورة عنها مع قصيدة غديرية له أيضا رحمه الله لم تنشر من قبل فشكرا له على ما تفضل به وجزاه الله خيرا. الثاني: إعرابها والضبط الصحيح للمفردات في أبياتها بقدر الوسع. الثالث: شرح اللغات، وشرح كثير من الاصطلاحات العرفانية والفلسفية، وذكر مآخذ الروايات والوقائع التاريخية التي استشهد بها في ضمن الأشعار. الرابع: تعيين الأراجيز والأبيات والتعاليق بالأعداد بصورة مسلسلة. واتبعت في عناوين الأراجيز كما في طبعة النجف الأشرف إلا في موارد قليلة، ونقلت ترجمة الناظم بقلم تلميذه الجليل محمد علي الغروي الاردوبادي قدس سرهما لأنه أعرف وأدق. وفي الختام أشكر الأستاذ السيد عبد العزيز الطباطبائي، والعلامة الشيخ رضا الأميني، والأستاذ الشيخ محمود الفتوحي دام ظلهما، وأرجو من الله تعالى الخير لهما بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين.

ص 5

صورة الصفحة الأولى من النسخة الخطية

ص 7

شيخنا الإمام، نابغة الدهر، وفيلسوف الزمن، وفقيه الأمة، حجة الإسلام، آية الله الشيخ محمد حسين الأصفهاني النجفي رحمة الله واسعة وقدس نفسه الزكية. لا عتب على اليراع إن وقف عن الإفاضة في تحديد هذه الشخصية الفذة المستعصية على البيان، فهي في أرجائها الاسترسال عما يعييها، سارية مع العقل والمنطق. إن التعريف الفني لا يفي ببيان ما هو أجلى منه، وإن حقيقة ملكوتية لا يتسنى لبحاثة عالم الناسوت تحليلها، فقصارى ما يمكن من الإشادة بهذه النفسية الكريمة التي أكسبها وضوحها غموضا، أن صاحبها هو ذلك الإنسان الكامل الذي خضعت له العقول والنفوس، أو الجوهر الفرد الذي ليس بمستطاع لشكل الدهر أن ينتج له نظيرا. إن من المستصعب أن يخوض الباحث في هذا التيار المتدفق فيلتطم به أو اذي ذلك الدأماء. هب أنه تقحم لجة من هاتيك اللجج، فمن ذا الذي يستن به في الطريق المهيع إلى أن أيا منها يستحق التخصيص أو التقديم، فإن شيخنا المترجم فذ في كل نواحيه، ونسبة الفضائل إليه كأسنان المشط لا نفاضل بينها لأنه واقع في نقطة المركز من الدائرة، فالخطوط إليه متساوية فتدخله في أي من العلوم من حكمة وكلام وفقه وأصول وتفسير وحديث وشعر وأدب وتأريخ ومعارف وأخلاق وعرفان، وفي أي من الملكات الفاضلة، والنفسيات الكريمة، والمآثر الجمة، والفواضل الموصوفة، من دؤوب على العبادة، وتهالك في الزهد، وقيام بالليل، وسجدات طويلة ورياضة وتهذيب ومحاسبة، فتدخله في أي منها شرع سواء على الضد مما هو المطرد بين المشاركين في العلوم والمناقب غالبا من تقاعس درجاتهم في كل منها عمن هو متخصص به (ما جعل الله لرجل من

ص 8

قلبين في جوفه) (1)، غير أن في فجوات الدهر معاجز، وللمولى سبحانه بين الفترات مواهب يخص به أفذاذا حقت لهم العبقرية والنبوغ ومن أولئك (شيخنا المترجم) فهو حين تراه فيلسوفا يعرفك حقائق الأشياء على ما هي عليه بقدر الطاقة البشرية تبصر به متكلما يفيض البرهنة كالسيل الآتي فيدع معاقد الشبه كالريشة في مهب الريح، وبينما هو فقيه متبحر يرد الفرع إلى الأصل فلا يدع في قرار عبابه الخضم ثمينة إلا استخرجها فإذا هو في أصوله محقق نسائله يأتي بما تركته له الأوائل، وقصرت عن مثله الأواخر، فتعرف منه نظريا يميز من أجزاء العلوم الذرة من الذرة، ويفرق بين الشعرة والشعرة. وعلى حين أنه كأحد الحفاظ في دراسة الحديث وروايته ودرايته يألفه الباحث النقيد الفذ في تطبيقها على النواميس المطردة والحكم الفاصل في القبول والرد، وربما عطف على آي من الكتاب الحكيم نظرة عميقة فتحسب أنه ينظر إلى الغيب من وراء ستر رقيق. ومتى تنازل إلى نضد الشعر أو سرد القريض فلا يعلم الشاهد أهو وحي يوحى أو سحر يؤثر، نعم إن من الشعر لحكمة، وإن من البيان لسحرا . وإليك شواهد صدق لما سردنا من الدعاوى آثرنا إيقافك عليها لئلا يذهب بك الحسبان إلى أنها فتوى مجردة، وهي ما أبرزه مزبره القويم من منتوجات فكرته النابعة. مصنفاته:

(هامش)

(1) سورة الأحزاب: 4. (*)

ص 9

(1) كتاب في أصول الفقه على أحدث طرز، وأحسن أسلوب، حاول فيه تهذيب هذا العلم واختصاره اختصارا فنيا ضمنه دقائقه، غير أن من المأسوف عليه قد حالت المنية دون إكماله. (2) حاشيته على كفاية الأصول للمحقق الخراساني رحمه الله سماها نهاية الدراية. (3) رسالة في الصحيح والأعم. (4) و(5) رسالتان في المشتق. (6) رسالة في الطلب والإرادة. (7) رسالة في علائم الحقيقة والمجاز. (8) رسالة في الشرط المتأخر. (9) رسالة في الحقيقة الشرعية. (10) رسالة في تقسيم الواضع إلى شخصي ونوعي. (11) رسالة في أن الألفاظ موضوعة للمعاني بما هي هي، أو من حيث كونها مراده. (12) تعليقة على رسالة القطع لشيخ الطائفة الإمام الأنصاري رحمه الله. (13) رسالة في اشتراك الألفاظ. (14) رسالة في موضوع العلم. (15) رسالة في أقسام الوضع والبحث عن المعنى الحرفي. (16) رسالة في أن إطلاق الأمر هل يقتضي التعبدية، أو التوصلية، أو لا. (17) رسالة في إطلاق اللفظ وإرادة نوعه وصنفه وشخصه. (18) رسالة في تحقيق الحق وما يتعلق به. وقد طبعت ملحقة بأول المجلد

ص 10

الأول من حاشية المكاسب الآتي ذكرها. (19) حاشيته على كتاب المكاسب لشيخ الطائفة الإمام الأنصاري رحمه الله، كبيرة ضخمة، ومن أمعن فيها علم أنها أولى الحواشي وإن تأخر ظرفها. (20) رسالة في أخذ الأجرة على الواجبات. (21) رسالة في أربع قواعد فقهية، وقاعدة التجاوز، وقاعدة الفراغ، وأصالة الصحة، وقاعدة اليد. (22) رسالة في الإجارة، مبسوطة. (23) رسالة في صلاة المسافر. (24) رسالة في الطهارة. (25) منظومة في الاعتكاف. (26) منظومة في الصوم. (27) رسالة في صلاة الجماعة. (28) الوسيلة في أهم أبواب الفقه، طبعت ببغداد. (29) تحفة الحكيم، منظومة في الفلسفة العالية نسيج وحدها في تضمنها أصول الفن، وفي جودة السرد، وحسن السبك، وقوة النظم. (30) رسالة في المعاد. (31) رسالة في الاجتهاد والتقليد والعدالة. (32) ديوان شعره الفارسي في مدائح ومراثي آل بيت الوحي صلوات الله عليهم، وكل شعره مشحون بالفلسفة والعرفان الناضج، ويلحقه ديوان غزلياته العرفانية الحكيمة. (33) مجموع أراجيزه في كل من المعصومين الأربعة عشر صلوات الله عليهم، وفي بعض رجالات بيت الوحي عليهم السلام وهي هذه التي يزفها الطبع للقراء الكرام

ص 11

وهناك شيء كثير من نظم ونثر وفوائد لم يجمعها دفتا ديوان. أحسب أن رغباتك الطامحة إلى تعرف الحقائق الراهنة تحدوك إلى الوقوف على مبدء هذه المآثر، وأنه كيف تأتى للفقيد الحصول على تلك المثابة ومن المستصعب أو غير المستطاع للأكثر مثلها، نعم. ليس على الله بمستنكر * أن يجمع العالم في واحد إن الحكمة نور يقذفه الله في قلب من يشاء والتوفيقات منح تختص بها المواد اللائقة، وعلى ذلك لا تهمل طلبتك من عالم الأسباب التي توفرت لشيخنا الأستاذ موجبات النبوغ بأسرها، ومنها أن المقتضي لذلك قورن بعدم المانع فتمت العلة، ومعلولها ما تشاهده من التفرد في مستوى الفضيلة. أساتذته: أتيح لشيخنا المترجم أساتذة من عباقرة الدنيا هم الأوضاح والغرر على جبهة الفضيلة والتنقيب، فاستدر منهم أخلاق العلم، واستنزف ثراءه، فحصل على منة تستخف هضب الرواسي، وتسم قنة تهزأ بشم الجبال فانهال عليه سيله الآتي، وطاوعته أمواجه المتلاطمة، ألا وهم: (1) المحقق الأكبر، سيد نوابغ العالم، السيد محمد الأصفهاني الفشاركي صاحب الأنظار العالية، والأفكار العميقة، والثروة العلمية الطائلة، والتآليف القيمة الجمة. (2) العلامة النيقد، العلم المفرد، المولى محمد كاظم الخراساني الغروي صاحب الكفاية وغيرها، والمحقق الفذ في مستوى العلوم، وانتماء شيخنا المترجم إلى أستاذه هذا أكثر وأشهر لأنه طالت مدته فدأب على التلمذة عليه

ص 12

ثلاثة عشر عاما فقها وأصولا حتى قضى نحبه فاستقل شيخنا بالتدريس. (3) الفقيه البارع الضليع الآقا رضا الهمداني النجفي صاحب مصباح الفقيه وغيره، المعروف ببعد النظر، وإصابة الفكر، وأصالة الرأي، والتقدم في الفقاهة، فإن شيخنا المترجم قد أدرك برهة لا يستهان بها من أيامه وحضر مجلس درسه. (4) أستاذ فلاسفة عصره الحكيم المتأله الحاج ميرزا محمد باقر الاصطهباناتي، فإن شيخنا المترجم أخذ منه الفن الأعلى: الفلسفة. كل هؤلاء الأساتذة في الرعيل الأول من محققي تلمذة الطائفة الإمام المجدد الشيرازي، نزيل سامراء، المتوفى سنة 1312. التقت هذه المبادئ الفياضة بمحل قابل من تابعيه في التفكير، ونضوج في الرأي، وصفاء في الذهن كالمرآة الصافية ينعكس فيها ما يقابله من حقائق ودقائق فلا يكاد أن يزول، كل ذلك منبعث عن دفاع خارق للعادة، وكان من سلامة طبعه، وحدة فكره وذكائه يتوصل إلى عالم يدرسه من العلوم فيحل عويصاته كفتى فيه، ولم تكن الاستفادة منه مقصورة على مجلس درسه لكنه كان: هو البحر من أي النواحي أتيته * فنائله الأفضال والعلم ساحله فكان يسمعنا حتى في غير وقت الدراسة ما لمن تقرط به أذن الدهر من علم وحكمة وفلسفة وأخلاق وأدب وتأريخ ونظم ونثر وفكاهة حتى خسرناه وخسره العلم والدين في الليلة الخامسة من شهر ذي الحجة الحرام سنة 1361 عن عمر يناهز الستة والستين عاما، وكانت ولادته في ثاني محرم الحرام سنة 1296 رحمه الله رحمة واسعة وقدس نفسه الزكية. محمد علي الغروي الاردوبادي

ص 13

(1) في مولد صاحب الرسالة الكبرى وخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم

 1 أشرق كالشمس بغير حاجب * من مشرق الوجوب نور الواجب

2 أو من سماء عالم الأسماء * نور المحمدية البيضاء

 3 لقد تجلى مبدء المبادى * من مصدر الوجود والإيجاد

4 من أمره الماضي على الأشياء * أو علمه الفعلي (1) والقضائي (2)

 5 رقيقة (3) المشيئة الفعلية * أو الحقيقة المحمدية (4)

(هامش)

1. العلم الفعلي: ما لا يؤخذ من الغير (التعريفات للجرجاني ص 67 قال صدر المتألهين رحمه الله: أما العلم الفعلي فكعلم الباري تعالى بما عدا ذاته وكعلم سائر العلل بمعلولاتها (الأسفار، 3، ص 383). 2. القضاء: لغة الحكم وفى الاصطلاح عبارة عن الحكم الكلي الإلهي في أعيان الموجودات على ما هي عليه من الأحوال الجارية في الأزل إلى الأبد (التعريفات للجرجاني ص 76) راجع إلى الأسفار ج 6، ص 291 ونهاية الحكمة للعلامة الطباطبائي ص 293. 3. الرقيقة: هي اللطيفة الروحانية وقد تطلق على الواسطة اللطيفة الرابطة بين شيئين كالمدد الواصل من الحق إلى العبد ويقال لها رقيقة النزول وكالوسيلة التي يتقرب بها العبد إلى الحق من العلوم والأعمال والأخلاق السنية والمقامات الرفيعة ويقال لها العروج ورقيقة الارتقاء وقد تطلق الرقائق على علوم الطريقة والسلوك وكل ما يلطف به سر العبد وتزول به كثافات النفس (اصطلاحات الصوفية للكاشاني ص 150 والتعريفات ص 49). 4 -. هي الذات مع التعين الأول وهو الاسم الأعظم (التعريفات ص 40 واصطلاحات الصوفية للكاشاني ص 60). (*)

ص 14

6 أو هو نفس النفس الرحماني (5)* بصورة بديعة المعاني

 7 أو فيضه (7) المقدس الإطلاقي * فاض على الأنفس والآفاق

 8 أو أنه حقيقة المثاني (7)* وعند أهل الحق حق ثان

 9 لا بل هو الحق فمن رآه * فقد رأى الحق فما أجلاه (8)

10 إذ مقتضى الفناء في الشهود * عينية الشاهد والمشهود

 11 هو التجلي التام والمجلى الأتم * ومالك الحدث سلطان القدم

 12 أبو العقول والنفوس والبشر * وقوة القوى وصورة الصور

13 ولوح ألواح مجامع الحكم * أو قلم (9) الأقلام أو أعلى القلم

 14 أصل الأصول فهو علة العلل * عقل العقول فهو أول الأول

 15 حقيقة الحقائق الكلية * وجوهر الجواهر العلوية

(هامش)

5. النفس الرحماني: راجع إلى التعليلة برقم 426. 6. الفيض في اصطلاح القوم على قسمين: القدس والمقدس فأما الفيض الأقدس هو سر التجلي الذاتي الحبى الموجب لوجود الأشياء واستعداداتها في الحضرة العلمية ثم الفعلية كما قال في الحديث القدسي: كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف... وأما الفيض المقدس فهو عبارة عن التجلي الأسمائي الموجب لظهور ما تقتضيه استعدادات الأعيان في الخارج فالفيض المقدس مرتب على الفيض الأقدس والأقدس مرتب على الأسماء الإلهية والأسماء الإلهية مرتبة على الكمالات الذاتية الأزلية القدسية (رسالة نقد النقود المطبوعة مع جامع الأسرار للسيد حيدر الآملي ص 682 والتعريفات ص 73). 7. المثاني: راجع إلى التعليقة برقم 192. 8. ما أجلاه: صيغة التعجب أي ما أظهره وما أوضحه. 9. واعلم أن الحقيقة الكلية الأولى المتعينة بالتعين الأول عند التحقيق ليس لها اسم ولا رسم ولا وصف ولا نعت لأن الحق التي هي صورته كذلك فاختلاف أساميها بحسب اعتباراتها في مدارج كمالاتها علما وعينا فسموها بحقيقة الحقائق لأن الحقائق كلها ترجع إليها ابتداء وانتهاء وسموها بالقلم الأعلى لأن بها تنتقش العلوم والحقائق على ألواح الأرواح وسطوح النفوس كلها وسموها بمركز الدائرة لأنها كالنقطة بين دائرة الوجود المنتهية إليها خطوط الموجودات كلها. ومن أساميها العقل الأول والتعين الأول والروح القدس والإمام المبين والروح الأعظم والنور والإنسان الكبير والجوهر وخليفة الله وغير ذلك (رسالة نقد النقود المطبوعة مع جامع الأسرار للسيد حيدر الآملي مع التلخيص كثيرا ص 690 إلى 695). (*)

ص 15

16 وجوده جمع جوامع الكلم * والجوهر الفرد (10) الذي لا ينقسم

 17 هو العزيز والشديد في القوى * والملك الذي على العرش استوى

 18 عرش الهوية المحمدية * مقامه المحمود بالختمية

 19 هو المدار في المحيط الأعظم * به انتظام عقده المنظم

 20 بل هو في دائرة الدوائر * مديرها عند أولي البصائر

 21 والملأ الأعلى حريم بابه * والعرش مرقاة (11) إلى جنابه

 22 فاتحة الوجود خاتم الرسل * جل عن الثناء ما شئت فقل

 23 غيب الغيوب سر سر ذاته * وعالم الأسماء من صفاته

 24 ونسخة اللاهوت نقش جبهته * بل هي ذات بهجة ببهجته

 25 طلعته الغراء في الظهور * صرف الظهور فهو صرف النور

 26 ظهوره ظهور ناموس الأزل * فلا يزال ظاهرا ولم يزل

 27 ونوره المحيط بالأنوار * يجل أن يدرك بالأبصار

 28 كل وجود هو من وجوده * فكل موجود رهين جوده

 29 وعالم الابداع (12) من ظهوره * ونشأة التكوين ظل نوره

30 بل هو روح عالم الأرواح (13)* وجاعل الأرواح في الأشباح

 31 فهو حياة عالم الإمكان * محدد الزمان والمكان *

(هامش)

* 10. الجوهر الفرد في اصطلاح المتكلمين الجزء الذي لا يتجزى لا بحسب الخارج ولا بحسب الوهم أو الفرض العقلي وهنا كناية عن مرتبته ص في التجرد أي: وجوده وجود بسيط روحاني مجرد وهو لا ينقسم. 11. المرقاة: المصعد أي آلة الصعود وبالفارسية (نردبان). 12. الإبداع والابتداع إيجاد شيء غير مسبوق بمادة ولا زمان كالعقول وهو يقابل التكوين لكونه مسبوقا بالمادة (التعريفات ص 3). 13. عالم الأرواح والروحانيات هو عالم الغيب والملكوت في مقابل عالم الأجسام والجسمانيات. (*)

ص 16

32 وأين منه عاليات (14) الأحرف * إن هي إلا نقطة في المصحف

 33 من منشئآت (15) فضله المبين * صحيفة الابداع والتكوين

 34 لوح الوجود كله نقش يده * وكله مداده (16) من مدده

35 لا بدع (17) من تلك اليد الفياضة * إن (18) يد الله يد الإفاضة

 (2) معاجزه ومقاماته صلى الله عليه وآله وسلم

 36 في كفه (19) تسبح الحصاة * فهي (20) لكل ممكن حياة

 37 وما الكليم ما العصا وما الحجر * فهو بسبابته شق القمر (21)

38 وأين بيضاء يد الكليم * من يده البيضاء على العموم

(هامش)

14. الحروف العاليات: هي الشئون الذاتية الكامنة في غيب الغيوب كالشجرة في النواة (اصطلاحات الصوفية للكاشاني ص 58 والتعريفات ص 38). 15. المنشئآت: المخلوقات والمحدثات يقال: أنشأ الله الشيء: خلقه وأنشأ الله الخلق: ابتدء خلقهم. 16. المداد: الحبر وفي الفارسية (دوات، مركب، جوهر نوشتن) سمى بذلك لإمداده الكاتب. 17. لا بدع أي لا عجب. 18 إن في موضع التعليل. 19. من معجزاته ص تسبيح الحصى في يده الشريفة، عن ابن عباس قال: قدم ملوك حضر موت على النبي ص فقالوا: كيف نعلم إنك رسول الله؟ فأخذ كفا من حصى فقال: هذا يشهد أني رسول الله، فسيح الحصى في يده وشهد أنه رسول الله ص . (المناقب لابن شهرآشوب، ج 1، ص 90) 20 الضمير للقصة = الشأن. 21. من معجزاته ص شق القمر شقتين في ليلة بدر حين اجتمع المشركون وقالوا: إن كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين قال: إن فعلت تؤمنون؟ قالوا: نعم، فأشار إليه بإصبعه فانشق شقتين... (المناقب لابن شهرآشوب ج 1، ص 122) (*)

ص 17

39 وقلبه مجلى التجلي الذاتي * وصدره خزانة الحياة

40 خزانة الأسرار والمعارف * وما به حياة كل عارف

 41 وعينه عند أولي الأبصار * عين عيون عالم الأسرار

 42 وما رواه ليلة الإسراء * يختص علمه بعين الرائي

 43 وسمعه الملتذ بالخطاب * باب إلى الغيب وأي باب

 44 بل كله لله سمع (22) وبصر * لا ملك يشبهه ولا بشر

 (3) القرآن الكريم ومزاياه وإعجازه

 45 كلامه القرآن والفرقان * وهو لسر ذاته عنوان (23)

46 فهو لسان الله جل شأنه * في وحيه لا هو ترجمانه (24)

 47 لب (25) لباب العلم في كتابه * أكرم (26) بمن أتى وما أتى به

 48 كفاه في بلاغة البيان * ما فيه من بدائع المعاني

 49 فيه أصول الكلمات المحكمة * وكل ما في الصحف المكرمة

 50 وفيه بالنص الصريح والأثر * كل صغير وكبير مستطر (27)

(هامش)

22. سمع خبر ل‍ كله ولله متعلق بمحذوف حال مقدم ل‍ سمع . 23. عنوان بالكسر والضم وعنوان كل شيء هو ما دلك من ظاهره على باطنه يقولون: الظاهر عنوان الباطن أي دليله. 24 ترجمان وترجمان وترجمان: المترجم والشارح. 25. اللب هو خالص كل شيء. 26. أفعل به للتعجب والمراد ب‍ من أتى هو النبي ص وب‍ ما أتى به هو القرآن. 27. مستطر: مكتوب. أقول: إن كان غرض الناظم رحمه الله من النص الصريح هو آية سورة القمر برقم 54 (وكل صغير وكبير مستطر) الظاهر أن هذه الآية مربوط بكتاب الأعمال أو باللوح المحفوظ لا بالقرآن كما ذكر في تفسيرها (مجمع البيان، ج 5، ص 194 في ذيل الآية والميزان، ج 19، ص 88) (*)

ص 18

51 دلائل الإعجاز في آياته * بذاته مصدق لذاته

52 يزداد في مر الدهور نورا * وزاده فائه ظهورا

 53 وفيه من جواهر الأسرار * ما لا تمسه يد الأفكار

 54 ذكر ونور وهدى ورحمة * عدل وفصل (28) وإمام (29) الأمة

 (4) الدين الأبدي الخالد

 55 ودينه في رتبة الكمال * شريعة الجلال والجمال

 56 شريعة الخلاص والمكارم * شريعة الآداب والعزائم (30)

57 شريعة الحقوق والعدل السوي (31)* في الحكم ما بين الضعيف والقوي

 58 فضائل الشرائع المعظمة * في طيها (32) بكل معنى الكلمة

 59 فإنها خاتمة الشرائع * كأنها لها من الطلائع (33)

(هامش)

28. الفصل القضاء بين الحق والباطل وقول فصل: حق ليس بباطل. قال رسول الله ص في وصف القرآن: هو الفصل ليس بالهزل (مجمع البيان، ج 1، ص 16) 29. الإمام من يؤتم به أي يقتدى به. قال رسول الله ص في فضل القرآن: ومن جعله إمامه الذي يقتدى به ومعوله الذي ينتهي إليه آواه الله إلى جنات النعيم والعيش السليم (بحار الأنوار، ج 92، ص 32) 30 العزائم جمع عزيمة والعزيمة في اللغة عبارة عن الإرادة المؤكدة وفي الشريعة اسم لما هو أصل المشروعات غير متعلق بالعوارض (التعريفات للجرجاني، ص 64) وقال في المنجد: عزائم الله هي ما أوجبه الله على عباده. 31. السوي: المستوي والاستواء والإنصاف والاعتدال. 32. في طيها: في ضمنها. 33. الطلائع جمع طليعة والطليعة المقدمة وبالفارسية (جلودار، طلايه دار) (*)

ص 19

60 شريعة (34) طيبة الموارد (35)* زلالها (36) عذب لكل وارد

 61 ماء الحياة من زلال مائها * وبهجة الفردوس من صفائها

 62 شريعة رياضها أنيقة (37) وغرسها على يد الحقيقة

63 على يد الخبير بالمصالح * أكرم به من مرشد وناصح

 64 شريعة لا عسر فيها وحرج * سمحاء (38) سهلة لكل من ولج (39)

 65 سمحاء لا تمجها (40) الطباع * تلتذ من بيانها الأسماع

 (5) فضله على الأنبياء والرسل

 66 وبابه باب نجاة الكل * وفى فنائه حياة الكل

 67 وصفوة (41) الصفي من صفائه * وخلة (42) الخليل من وفائه

 68 ساحل فضله أمان الملتجي * به التجى نوح فسمي النجي (43)*

(هامش)

* 34. الشريعة ههنا مورد الشاربة وبالفارسية (جاى برداشتن آب، جاى آب خوردن آبخورگاه) واستعير للدين. 35. الموارد جمع مورد: موضع الورود والطريق إلى الماء. 36. ماء زلال: عذب صاف يمر سريعا في الحلق والعذب: الطيب والمستساغ من الشراب والطعام وبالفارسية (گوارا، روا) 37. أنيقة: حسنة معجبة. 38. السمحاء والسهلة بمعنى واحد. 39. ولج الشيء في غيره: دخل فيه. 40. لا تمجها: لا تقذفها ولا تستكرهها. 41. الصفوة بافتح والضم والكسر وصفوة كل شيء: خالصة وخياره والصفي لقب آدم (ع). 42. الخلة: الصداقة والخليل: الصديق المختص وهو لقب إبراهيم (ع). 43. النجي: الناجي والمخلص (نجات دهنده) النجى: من تساره (محرم راز). (*)

ص 20

69 مقتبس من نوره الكليم * وفي فناء (44) طوره مقيم

 70 فاز المسيح في الصبا بعهده * كأنه كان رضيع مهده

 (6) المعراج

 71 وما المسيح والعروج في السما * فهو إلى فوق السموات سما (45)

 72 وجاز من سرادقات (46) العظمة * وحاز (47) ما يجل عن كل سمة

 73 فاز (48) بأرقى رتب الشهود * وغاية الغايات في الصعود

 74 شاهد في عروجه الكنز الخفي (49)* ونال من أدناه أقصى الشرف

 75 واتصل الظل بذي الظل فلا * أرفع منه منزلا وموئلا (50)

76 هو النبي حين لا آدم بل * ولا وجود غيره عز وجل

 77 كان ولم يكن مع الله أحد * والواحد المطلق أول العدد

78 بل هو في مراتب الإيجاد * وجوده مقدم (51) الأعداد

(هامش)

44. الفناء: الساحة والإمام. 45. سما: علا وارتفع. 46. سرادقات جمع سرادق: الخيمة معرب سراپرده في الفارسية. 47. حاز الشيء: ضمه وجمعه وحصل عليه. 48. فاز بالأمر: ظفر به. 49. الكنز المخفي هو الهوية الأحدية المكنونة في الغيب وهو أبطن كل باطن (التعريفات للجرجاني ص 81 واصطلاحات الصوفية للقاشاني ص 70). 50. الموئل: الملجأ. 51. في نسخة: وجوده مقوم الأعداد. (*)

ص 21

(7) لواء الحمد

 79 له لواء الحمد والنصر معه * فاز بظله غدا من تبعه

80 ولاية الله له على الورى * من غير حد أو لا وآخرا

 81 وكيف؟ وهو ظله الممدود * أنى له الحدود والقيود؟

 82 كل نبي هو تحت رايته * كل ولي هو في ولايته

83 وكل شيء خاضع لأمره * وكل وصف هو دون قدره

 84 وما لسان الشعر ما أطراه (52)* لوح الوجود كله ثنائه

 85 كفاه مدحا مدح من سواه * وجل أن يدركه سواه

 86 ومن كتابه المجيد ظاهرة * آيات مجده الأصيل (53) الباهرة (54)

 87 يعرب (55) عن شؤون سر ذاته * بمحكماته وبيناته

 88 أم الكتاب من شؤون ذاته * وغاية الإخلاص من صفاته

89 سموه يعرف بالإسراء * وكهفه (56) حرز (57) من البلاء

(هامش)

52. أطراه: أحسن الثناء عليه وبالغ في مدحه، فكأنه جعله غضا. 53. الأصيل: الشريف الأصل وهو صفة ل‍ مجده . 54. الباهرة: الظاهرة والمضيئة وهي صفة ل‍ آيات مجده . 55. يعرب: يبين وبالفارسية (پرده بر مى دارد، آشكار مى كند). 56 الكهف: الملجأ، هو كالبيت المنقور في الجبل فإذا صغر فهو الغار. 57. الحرز: ما تحفظ به الأشياء من صندوق نحوه، ما يمنع من ضياع وتلف. (*)

ص 22

(8) فوز الأنبياء به

90 طأطأ (58) كل الأنبياء لطاها * ذلك عز عز أن يضاهى (59)

 91 تقبلت توبة آدم الصفي * بيمنه أكرم به من خلف

 92 وسجدة الأملاك لا لعزته (60)* بل نور ياسين بدا في غرته

93 به نجى نوح من الطوفان * بمرسلات اللطف والإحسان

94 نجى من الريح العقيم (61) هود * لان لداود به الحديد

95 وفاز إبراهيم بالإمامة * ومنه نال هذه الكرامة

 96 به نجى من كل كيد وبلا * يوسف واستوى على العرش العلا

 97 وكان لقمان رقيق نعمته * أعطي رمزا من دقيق حكمته

 98 به نجاة يونس المسجون * من ظلمة البحر وبطن النون (62)

99 حجر (63) على كل نبي وولي * خلاصه إلا به مما ابتلي

100 وما ابن مريم البتول إلا * مبشرا من العلي الأعلى

 101 وآل عمران على مائدته * بل يستفيد الكل من فائدته

 102 والإنس والجن رجالا ونسا * على بساطه صباحا ومسا

(هامش)

58. طأطأ الرأس وغيره: خفضه. 59. يضاهي: يشاكل ويشابه. 60. في نسخة: لا لغرته. 61. الريح العقيم: الريح الذي لا خير فيه. 62. النون: الحوت. 63. حجر أي ممنوع وحرام. (*)

ص 23

103 فليس في الوجود إلا نعمه * ولا على الأعراف (64) إلا خدمه

 104 وليس قدر ذلك الإنعام * مختفيا إلا على الأنعام

 (9) سلطانه الظافر

 105 والفتح والنصر يدوران معه * فما أعز جاره وأمنعه

 106 وفي اللقاء عونه الرحمن * وفي البلاء حرزه الفرقان

 107 والعاديات (65) خيله المغيرة * والذاريات (66) جنده المثيرة

 108 وبطشه (67) الشديد بالأحزاب * كأنه قارعة العذاب

109 زلزلة الساعة من زلزاله * وهول نوم الحشر من أهواله

 110 ولا يهوله تكاثر العدى * وهل ترى فوق يد الله يدا

 111 وكلما تحزبوا تحزبا * تفرقوا كأنهم أيدي سبا (68)

112 كأنهم وهم ألوف عادية * عاد وأحقاف وريح عاتية

 113 جاثية (69) من هول ذاك المطلع (70)* وانفطرت قلوبهم من الفزع

(هامش)

64. الأعراف: أعالي الحجاب الذي بين الجنة والنار وهو المحل المشرف على الفريقين أهل الجنة وأهل النار جميعا (الميزان، ج 8، ص 121). 65. العاديات هي الخيل في الغزو تعدو في سبيل الله. 66. الذاريات هي الرياح من ذرت الريح التراب إذا طيرته. 67. البطش: الأخذ بصولة وشدة. 68. تفرق القوم أيدي سبا وأيادي سبا: سبا أو سبأ أبو عامة قبائل اليمن والمعنى تبددوا تبددا لا اجتماع بعده وذلك لأن الله أرسل على تلك الأرض السيل فأغرقها وأذهب جناتها فانتزح سبأ وقومه وتبددوا في البلاد فضرب بهم المثل. 69. جاثية أي جالسة على ركبتيها أو قائمة على أطراف أصابعها وبالفارسية (به زانو در آمده). 70. المطلع: المأتي. (*)

ص 24

114 حصونهم مثل الجبال الراسية * لكن كبيت العنكبوت واهية

 115 ذلت له الروم ودانت (71) العرب * وانخذل الفرس به ولا عجب

 116 وأصبحت بعد حروب غاشية (72)* من طلقائه قريش الطاغية

 117 ورنة الرعد تجاه سطوته * كأنه من رعبه وخيفته

 118 صاد قلوب العالمين بالنظر * وشق بالإيمان لبة (73) القمر

 119 وما انشقاق القمر المنير * سطوته تقضي على الأثير (74)

 (10) تدرجه في العظمة

 120 والطور دكة (75) بباب داره * والنور كل النور في مناره

 121 رقي إلى أرقى معارج الهمم * وجاز عن ذات البروج والقلم

122 مقامه المحمود في قاف القدم * وهو مقام لا يمسه قدم

 123 واشتقه من نوره رب الفلق * أين التراب منه بل أين العلق

 124 الشمس كورت (76) لنور بدره * والنجم يهوي لعلو قدره

 125 والنبأ العظيم بعض سيرته * والفجر رمز لجمال طلعته

 126 والتين والزيتون فرع دوحته (77)* وطور سينين حريم ساحته

(هامش)

71. دانت: ذلت. 2 7. الغاشية: المغطية والحالة وبالفارسية (فراگير وفرود آينده). 73. اللبة: موضع عند القلادة من الصدر ولبة العبير موضع نحره وبالفارسية (سر سينه). 74. الأثير: هو عند الابدمين الفلك التاسع، فلك النار، روح العالم. 75. الدكة: ما استوى من الرمل وبالفارسية (ريگستان هموار). 76. كورت الشمس: جمع ضوءها ولف كما تلف العمامة وقيل: اضمحلت وذهبت. 77. الدوحة: الشجرة العظيمة المتسعة. (*)

ص 25

127 مولده في البلد الأمين * أكرم به من بلد ميمون

 128 بيمنه الحج إليه مفترض * كأنه من قصده هو الغرض

 (11) الحجيج والمؤمنون

 129 والمؤمنون أفلحوا بالتلبية * وفي سبيل دينه بالتضحية (78)

130 قاموا بأمره بصدق وصفا * صفا كأنهم صفائح الصفا (79)

 131 وانشرحت صدورهم بنوره * كطارق السماء (80) في ظهوره

 132 قلوبهم خالصة ممتحنة * حقيقة الحق عليها بينة

 133 سيقوا إلى جنات (81) عدن زمرا (82)* طوبى لمن على سياقهم جرى

 134 ومالك الملك بالاستقلال * حباه (83) بالكوثر والأنفال

135 وعصره من أفضل الأعصار * أبهى (84) من الشمس ضحى النهار

 136 نحلته (85) كالنحل في لعابها (86)* قد جعل الشفاء في شرابها

 137 محمد له من المحامد * ما جل عن إحصاء أي حامد

(هامش)

78. التضحية: البذل والتفدى. 79. صفائح الصفا: صفائح جمع صفيحة: الحجر العريض والصفا جمع صفاة: الحجر الصلد الضخم، الصخرة. 80. طارق السماء: كوكب الصبح، الطارق: الآتي ليلا. 81. جنات عدن: جنات إقامة للخلود وأصل ذلك من عدن البلد توطنه. 82. الزمر: جمع زمرة: الجماعة، الفوج. 83. حباه كذا أو بكذا: أعطاه إياه بلا جزاء وبالفارسية (هديه كرد - پيشكش داد). 84. أبهى: أحسن وأجمل. 85. النحلة: الدعوى، المذهب والديانة يقال: ما نحلتك؟ أي: دينك. 86. اللعاب: ما سال من الفم، لعاب النحل: العسل. (*)

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

الأنوار القدسية

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب