الصفحة السابقة

الأنوار القدسية

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 156

1741 بدر الكمال في سماء المجد * ووارث المجد أبا عن جد

 1742 أزكى فروع دوحة النبوة * في المجد والمنعة والفتوة

 1743 بدر الدجى في أفق الكرامة * شمس الضحى في فلك الشهامة

 1744 هو الفتى بكل معنى الكلمة * بل أسد الأسود يوم الملحمة (575)

 1745 وكيف وهو ليث آل غالب * وعنده الأسود كالثعالب

 1746 أكرم به من فارس يوم اللقا * من لا يخاف الشر عند الملتقى

 1747 قطب محيط الحرب في ثباته * تغنيك حرب الطف عن إثباته

 1748 تهابه الكماة والأبطال * تفر من خيفته الرجال

 (128) حمر مستنفرة

 1749 كأنما هم حمر (576) مستنفرة (577)* فرت إذا شدت عليها قسورة

 1750 بارقة الرحمة في جبينه * صاعقة العذاب في يمينه

 1751 بارقه كالرعد في رعيده * كان يوم الحرب يوم عيده

 1752 يمثل الكرار في شجاعته * وكيف والأرواح تحت طاعته

 1753 فإن هذا الشبل من ذاك الأسد * فأمره في الروح ماض والجسد

 1754 يختطف (578) الأرواح من أبدانها * ويحصد الرؤس من فرسانها

(هامش)

575 الملحمة: الموقعة العظيمة القتل في الحرب وذلك مأخوذ من اشتباك الناس واختلاطهم فيها كاشتباك لحمة الثوب بالسدى. 576. الحمر: جمع الحمار والمراد منه الحمار الوحشي لأن هذا العنوان مأخوذ من الآية والمشهور أنها تخاف من الأسد كثيرا بحيث لو سمعت صوته أو عاينته هربت منه بسرعة. 577. المستنفرة: النافرة وبالفارسية (گريزنده) والقسورة: الأسد. 578. يختطف: ينتزع ويجتذب ويستلب. (*)

ص 157

1755 وغاص (579) بالبتار في تيارها (580)* حتى أزال الخيل عن قرارها

 1756 جاهد في إحياء دين الباري * وذب (581) عن شريعة المختار

 1757 فدا ببذل روحه قلب الهدى * على ظما كاد يفت (582) الكبدا1758

 سطا على (583) الألوف وهو واحد * فيا بنفسي ذلك المجاهد

 1759 لف صفوف البغي بالصفوف * ببارق يبرق بالحتوف

 (129) هوى صريعا

1760 حتى إذا مزقهم (584) جميعا * بضربة الأزدي (585) هوى (586) صريعا

 1761 كأنه من التجلي صعقا * مذ روحه القدسي حاول اللقا

1762 لهفي عليه مذ أتاه عمه * فاشتبك (587) الحرب وزاد غمه

 1763 فكيف حال مهجة الرسول * بين يدي حوافر (588) الخيول

 1764 فسل عظام صدره يا ويلي * هل سلمت بعد هجوم الخيل

(هامش)

579. غاص: انغمس ونزل وغطس والبتار: السيف القاطع. 580. التيار: موج البحر الهائج. 581. ذب: دفع ومنع وحامى. 582. يفت: يكسر، يضعف. 583. سطا عليه: وثب عليه وقهره وبالفارسية (حملة كرد، مغلوب كرد، سخت گرفت). 584. مزقهم: شقهم وفرقهم. 585. الأزدي: هو عمر بن سعد الأزدي586. هوى: سقط من علو إلى أسفل وصريعا حال أي: حال كونه مصروعا ومطروحا على الأرض. 587. اشتبك: اختلط، تداخل بعضه في بعض. 588. حوافر: جمع الحافر وهو للدابة بمنزلة القدم للإنسان. (*)

ص 158

(130) الندب والبكاء عليه

 1765 بكاه عمه على بلائه * كاد يذوب الصخر من بكائه

 1766 وقد بكى على فتى الفتيان * فتيان فهر وبني عدنان

 1767 بكى على شبابه شبانها * ناح على فارسها فرسانها

 1768 وصرخة العقائل الزواكي (589)* لقد علت إلى ذرى (590) الأفلاك

 1769 بكى على مهجته الرسول * ناحت على بهجتها البتول

 1770 بكاه جده الوصي المرتضى * مذقت في ساعده (591) حكم القضا

 1771 وحق أن يبكي أبوه المجتبى * دما فإن نور عينه خبا

 1772 وكيف لا يبكي على خضابه * من دمه وهو على شبابه

 1773 لم يتهنأ (592) بشبابه ولا * بالعيش في أوانه ولا ول

ا 1774 بكى على عارضه السحاب * حن شجا (593) لخده التراب

 1775 والحور في قصورها صوائح * صوائح تتبعها نوائح

 1776 خرر لرزئه السماك (594) الرامح * وكيف لا والخطب خطب فادح (595)

(هامش)

589. العقائل الزواكي: النساء المكرمة الصالحة. 590. الذرى: راجع إلى التعليقة برقم 317. 591. فت في ساعده: اضعفه. 592. لم يتهنأ: لم يفرح. 593. حن شجا: صوت حزنا وهما. 594. السما كان: كوكبان نيران يقال لأحدهما السماك الرامح لأن أمامه كوكبا صغيرا يقال له راية السماك ورمحه وللآخر السماك الاعزال لأن ليس أمامه شيء. 595. الخطب خطب فادح أي الامر امر صعب مثقل. (*)

ص 159

1777 والأرض زلزلت له زلزالها * مذ فقدت بفقده جمالها

 1778 وانهملت (596) لرزئه عين السما * دما فكاد أن يصيبها العمى

 1779 اظلمت الدنيا بعين عمه * واحزني لهمه وغمه

 1780 لما رأى قرة عينه على * وجه الثرى يفحص (597) من عظم البلا

1781 قد عجبت من صبره الأملاك * ولا يحيط وصفه الادراك

(هامش)

596. انهملت: فاضت وسالت. 597. يفحص: يحفر التراب. (*)

ص 160

(131)

 في أول الشهداء مسلم بن عقيل سلام الله عليه

 1782 يا ربي المحمود في فعاله * صل على محمد وآله

 1783 وصل بالإشراق والأصيل (598)* على الإمام من بني عقيل

 1784 أول فاد فاز بالشهادة * وحاز أقصى رتب السعادة

 1785 أول رافع لراية الهدى * خص بفضل السبق بين الشهدا

 1786 درة تاج الفضل والكرامة * قرة عين المجد والشهامة

 1787 غرة وجه الدهر في السعادة * فإنه فاتحة الشهادة

(132) النيابة الخاصة

 1788 كفاه فخرا منصب السفارة * وهو دليل القدس والطهارة

 1789 كفاه فضلا شرف الرسالة * عن معدن العزة والجلالة

(هامش)

598. الاشراق: وقت طلوع الشمس والأصيل: الوقت بين العصر والمغرب أو العشي. الاشراق والأصيل بالفارسية (صبحگاهان وشبانگاه). (*)

ص 161

1790 وهو أخ ابن عمه المظلوم * نائبه الخاص على العموم

1791 وعينه كانت به قريرة * حيث رآه نافذ البصيرة

1792 لسانه الداعي إلى الصواب * بمحكم السنة والكتاب

 1793 منطقة الناطق بالحقائق * فهو ممثل الكتاب الناطق

 1794 وليه المنصوب للهداية * فهو ولي صاحب الولاية

 (133) علومه

 1795 له من العلوم ما يليق به * بمقتضى رتبته ومنصبه

 1796 يمينه في القبض والبسط معا * فما أجل شأنه وارفعا

 1797 فارس عدنان وليث غابها * وسيفها الصقيل في حرابها (599)

 1798 بل هو سيف السبط سيف الباري * وليث غاب عترة المختار

 1799 أشرق كوفان (600) بنور ربها * مذ حل فيها رب أرباب النهى

 1800 بايعه من أهلها ألوف * والغدر منهم شايع معروف

 (134) يحكي عمه أمير المؤمنين عليهما السلام

 1801 ثباته من بعد غدر الغدرة * ثبات عمه أمير البررة

(هامش)

599. الحراب: جمع الحربة وهي آلة الحرب. 600. الكوفان: الكوفة والضمير من ربها راجع إليها. (*)

ص 162

1802 بل هو في وحدته وغربته * كعمه في بأسه وسطوته

 1803 له من الشهامة الشماء (601)* ما جاز حد المدح والثناء

 1804 أيامه مشهودة معروفة * يعرفها أبطال أهل الكوفة

 1805 كم فارس فيها فريسته الأسد * كم بطل فارق روحه الجسد

 1806 وكم كمي حد سيفه قضى * على حياته كمحتوم القضا

 1807 وكم شجاع ذهبت قواه * وذات قلبه إذا رآه

 1808 شد عليهم شدة الليث الحرب * قرت عيون آل عبد المطلب

 1809 بل عين عمه العلي قدرا * إذ هو بالبارق أحصى بدرا

 1810 ذكر يوم خيبر وخندق * بصولة تبيد (602) كل فيلق (603)

 (135) الليث يقتنص (604)

 1811 تكاثروا عليه وهو واحد * لا ناصر له ولا مساعد

1812 رموه بالنار من السطوح * لروحه الفداء كل روح

 1813 حتى إذا أثخن (605) بالجراح * واشتد ضعفه عن الكفاح

 1814 لم يظفروا عليه بالقتال * فاتخذوا طريق الاحتيال

 1815 فساقه القضا إلى الجفيرة * أو ذروة القدس من الحظيرة

(هامش)

601. الشماء: العالي الشأن. 602. تبيد: تهلك. 603. الفيلق: الرجل العظيم، الجيش العظيم. 604. يقتنص: يصطاد. 605. أثخن: أوهن واضعف. (*)

ص 163

(136) أمير يؤسر

 1816 أصبح مسلم أسير الكفرة * تعسا وبؤسا للئام الغدرة

1817 كان أميرا فغدا أسيرا * كذاك شأن الدهر أن يجورا

 1818 أدخل مكتوفا على ابن العاهرة * عذبه الله بنار الآخرة

 1819 أسمعه سبا وشتما فاحشا * رماه باطلا بما يدمي الحشى

 1820 وما اشتفى (606) بمسلم بما لقي * حتى اشتفى منه بضرب العنق

 1821 وبعده رماه من أعلى البنا * فانكسرت عظامه واحزنا (607)

 (137) زعيما مضر

 (608) يجران 1822 وشد رجلاه ورجلا هاني * بالحبل يا للذل والهوان

 1823 فأصبحا ملعبة الأطفال * بالسحب (609) في الأسواق بالحبال

 (138) المناحة والبكاء

1824 فلتبكه عين السما دما فما * أجل رزء مسلم وأعظما

(هامش)

606. في نسخة: وما اشتفى من مسلم بما لقي. 607. أحزن: صار في الأرض الغليظة. 608. مضر أو مضر: اسم قبيلة. 609. السحب: الجر على وجه الأرض. (*)

ص 164

1825 وقد بكاه السبط حين مانعي (610)* إليه مسلم بقلب موجع

 1826 فارتجت (611) الارجاء بالبكاء * على عميد الملة البيضاء

 1827 واهتز عرش الملك الجليل * على فقيد الشرف الأصيل

 1828 وناحت العقول والأرواح * لما استحلو منه واستباحوا

1829 صبت دموع خاتم النبوة * على فقيد المجد والفتوة

 1830 بكاه عمه على مصابه * وحق أن يبكي دما لما به

 1831 بكى على غربته آل العبا * وكيف لا وهو غريب الغربا

 1832 ناحت عليه أهل بيت العصمة * فياله من مثله ملمة (612)

(هامش)

610. نعي إليه مسلم: أخبر إليه بموت مسلم. 611. أي خافت النواحي والأطراف عليه بسبب بكائه أي: نواحي الأرض والسماء. 612. الملمة: النازلة الشديدة من نوازل الدنيا وهي في هذا البيت تميز ل‍ من مثله . (*)

ص 165

(139)

 في ابن عم الرسول الأعظم جعفر الطيار صلوات الله عليهم

 1833 لذي الجناحين أخفض الجناحا * ولذ به (613) لكي ترى النجاحا

 1834 فإنه في كرم الخصال * أبو المساكين أخو المعالي

 1835 وهو سليل سيد البطحاء * سلالة المنعة والإباء

 1836 عنقاء قاف المجد والفخار * جعفر المنعوت بالطيار

 1837 بل وهو الطيار في جو الأزل * فلا يزال راقيا ولم يزل

 1838 نال المعالي بسليم فطرته * رقي سماءها بعالي همته

 1839 بل كاد أن يدنو إلى حيث دنا * من جاز عن أقصى مراتب الفنا

 1840 وكيف وهو ذو الجناحين فلا * يفوته على مراتب العل

ا 1841 ومن غدا نقطة ملتقاها * لا بدع (614) أن يرقى إلى أرقاها

(هامش)

613. لذ: التجئ. 614. في نسخة: لا بد أن.... (*)

ص 166

(140) الشمائل النورية

 1842 غرته غرة سيد الرسل * فما تشاء في محياه فقل

 1843 طلعته بدر سماء المعرفة * تقدست عن أي نعت وصفة

 1844 ونوره في أفق الكرامة * كأنه من فلك الإمامة

 1845 وزيد في حسن النظام الحسن * لما تجلى نور وجهه السني (615)

 1846 له شمائل محمدية * في طيها فضائل علية

 1847 دلائل التوحيد في شمائله * والعدل والإنصاف من فضائله

 1848 وآية النور على سيمائه * وكل نور هو من سمائه

 1849 بوارق العزة من ألحاظه (616)* شوارق الحكمة في ألفاظه

 1850 وفيه من مكارم الأخلاق * ما ليس في الأنفس والآفاق

 1851 إذ هو في المكارم السنية * من دوحة المجد المحمدية

 1852 وذانه في شرف الأصالة * لؤلؤة من صدف الرسالة

 (141) صنو (617) على

 1853 صنو على في علو المرتبة * فيا لها فضيلة ومنقبة

(هامش)

615. السني: الرفيع. 616. الألحاظ: جمع اللحظ: النظر والبوارق جمع البارقة: سحابة ذات برق. 617. الصنو: إذا خرجت نخلتان أو أكثر من أصل واحد فكل واحدة منها هي صنو أو صنو وكل عود يقطع من شجرته فيغرس صنو. (*)

ص 167

1854 صنو في الجلال والجمال * من دوحة العلياء والكمال

 1855 هما رضيعا لبن الولاية * غذتهما الحكمة والعناية

 1856 هما جناحا سيد البرايا * عوناه في الخطوب والرزايا

 1857 وفيهما لخاتم النبوة * أتم عدة وأقوى قوة

 1858 يداه في المعروف والأيادي * وفي شديد البطش بالأعادي

 1859 وصليا مع النبي السامي * والناس عكف (618) على الأصنام

 1860 وافتخر الوصي بالطيار * وفيه كل الفضل والفخار

 1861 وكم به استغاث عند الشدة * وهو بغير عدة وعدة

 1862 مذ هجم العدى على بيت الهدى * ولم يجد عونا عليهم أحدا

 1863 واستبشر الطهر بلقيا طلعته * لما أتاه قادما من هجرته

 1864 هرول (619) في استقباله تكرما * فما أجل قدره وأعظما

 (142) صلاة جعفر

 1865 حباه (620) إكراما له لما ورد * بتحفة باقية إلى الأبد

 1866 تقاصرت عن قدره المفاخر * كيف وللطيار صيت طائر

 1867 يمثل النبي في مهابته * فإنه النابت من منابته

 1868 يمثل الوصي في الفتوة * فإنه بمقتضى الأخوة

(هامش)

618. العكف: جمع العاكف: المقيم. 619. هرول: أسرع في مشيه. 620. حباه: أعطاه. (*)

ص 168

1869 وكان يحذو حذوه (621) عند اللقا * حتى ارتقى في المجد خير مرتقى

 1870 له من الجرأة والإقدام * ما لا تناله يد الأوهام

1871 له من الثبات في النزال (622)* ما جل أن يخطر في الخيال

 1872 ما زال عن مركزه في الحرب * بالرمي والطعن (623) ولا بالضرب

 (143) يداه الكريمتان

 1873 ولم يزل في يده لواه * حتى إذا ما قطعت يداه

 1874 له اليد البيضا على دين الهدى * فداه باليدين في حرب العدى

 1875 وقد (624) نصفين بسيف الرومي * شلت يمين ذلك المشوم

 1876 ثم علت على رماح جثته * علت بذلك العلو رتبته

 1877 منها إلى حظيرة القدس ارتقى * فما أجل المرتقى والمرتقى

 1878 وهو فقيد أهل بيت العصمة * بكاه كالغيب نبي الرحمة

 1879 وكيف لا يبكيه سيد الورى * وقد جرى على الفقيد ما جرى

 1880 وهو فقيد المجد والفخار * عميد أهل بيته الأطهار

 1881 ومن سماع نعيه (625) أسود الفضا * بعين صنوه الوصي المرتضى

 1882 وكيف لا ونور عينه خبا * يا ساعد الله الوصي المجتبى

(هامش)

621. يحذو حذوة: يمتثل به، يقتدى به، يتشبه به. 622. النزال في الحرب هو أن ينزل الفريقان فيتضاربوا. 623. الطعن: الضرب بالرمح. 624. قد: قطع مستأصلا، شق، قطع طولا. 625. النعي: الخبر بالوفاة. (*)

ص 169

1883 بكاه لما بان منه ساعده * بيت الهدى تهدمت قواعده

 1884 فجيعة قاصمة للظهر * فحق أن يبكيه طول الدهر

 1885 بكته عين المجد والسيادة * بل كل ما في الغيب والشهادة

 1886 يحق للسماء أن تبكي دما * مذ رفعت جثته نحو السما

 (144) في شيخ الأمة ووالد الأئمة أبي طالب عليه السلام

 1887 نور الهدى في قلب عم المصطفى * في غاية الظهور في عين الخفا

 1888 في سره حقيقة الإيمان * سر تعالى شأنه عن شأن

 1889 إيمانه يمثل الواجب في * مقام غيب الذات والكنز الخفي

 1890 إيمانه المكنون سام (626) اسمه * إلا المطهرون لا يمسه

1891 إيمانه بالغيب غيب ذاته * له التجلي التام في آياته

 1892 آياته عند أولي الأبصار * أجلى من الشمس ضحى النهار

 1893 وهو كفيل خاتم النبوة * وعنه قد حامى بكل قوة

 1894 ناصره الوحيد في زمانه * وركنه الشديد في أوانه

 (145) الكهف الحصين

 1895 عميد أهله زعيم أسرته * وكهفه الحصين يوم عسرته

(هامش)

626. السامي: الرفيع والعالي. (*)

ص 170

1896 حجابه العزيز عن أعدائه * وحرزه الحريز في ضرائه (627)

 1897 فمن أجل شرفا وجاها * من حرز ياسين وكهف طاها

 1898 قام بنصرة النبي السامي * حتى استوت قواعد الإسلام

 1899 جاهد عنه أعظم الجهاد * حتى علا أمر النبي الهادي

 1900 حماه عن أذى قريش الكفرة * بصولة ذلت له الجبابرة

 1901 صابر كل محنة وكربة * والشعب من تلك الكروب شعبة

 1902 أكرم به من ناصر وحام * وكافل للسيد الأنام

 1903 كفاه فخر أشرف الكفالة * لصاحب الدعوة والرسالة

 1904 لسانه البليغ في ثنائه * أمضى من السيف على أعدائه

 1905 له من المنظوم والمنثور * ما جعل العالم ملأ النور

 1906 ينبئ عن إيمانه بقلبه * وأنه على هدى من ربه

 1907 وأشرقت أم القرى بنوره * وكل نور هو نور طوره

 (146) أبوا الأنوار

 1908 وكيف لا وهو أبو الأنوار * ومطلع الشموس والأقمار

 1909 مبدأ كل نير وشارق * وكيف وهو مشرق المشارق

 1910 بل هو بيضاء سماء المجد * مليك عرشه أبا عن جد

1911 له السمو كابرا (628) عن كابر * فهو تراثه من الأكابر

(هامش)

627. الضراء بتخفيف الراء الاستخفاء وبتشديدها الشدة والنقص في الأموال والأنفس. 628. الكابر: الجد الأكبر، الكبير، السيد، الرفيع الشأن. (*)

ص 171

1912 أزكى فروع دوحة الخليل * فياله من شرف أصيل

 1913 بل شرف الأشراف من عدنان * ملاذها (629) في نوب (630) الزمان

 1914 له من السمو ما يسمو على * ذرى الضراح (631) والسماوات العلى

 1915 وكيف لا وهو كفيل المصطفى * أبو الميامين الهداة الخلفا

 1916 ووالد الوصي والطيار * وهو لعمري منتهى الفخار

 1917 بضوئه أضاءت البطحاء * لا بل به اضاءت السماء

 1918 والنير الأعظم في سمائه * مثل السهى (632) في النور من سيمائه

 (147) نور العلي الأعلى

 1919 كيف ومن غرته تجلى * لأهله نور العلي الأعلى

 1920 ساد الورى بمكة المكرمة * فحاز بالسؤدد كل مكرمة

 1921 بل هو فخر البلد الحرام * بل شرف المشاعر العظام

 1922 وقبلة الآمال والأماني * بل مستجار كعبة الإيمان

 1923 وفي حمى (633) سؤدده وهيبته * تم لداع الحق أمر دعوته

 1924 ما تمت الدعوة للمختار * لولاه فهو أصل دين الباري

 1925 كيف وظل الله في الأنام * في ظله دعا إلى الإسلام

(هامش)

629. الملاذ: الحصن والمجأ. 630. النوب: جمع النوبة: المصيبة، النازلة. 631. الضراح: اسم للبيت المعمور في السماء الرابعة المحاذي للكعبة. 632. السهى: كوكب خفي من بنات نعش الصغرى والناس يمتحنون به أبصارهم. 633 الحمى: ما يحمى ويدافع عنه. (*)

ص 172

1926 وانتشر الإسلام في حماه * مكرمة ما نالها سواه

 1927 رايته علت بعالي همته * كفاه هذا في علو رتبته

 1928 مفاخر يعلو بها الفخار * مآثر تحلو بها الآثار

 1929 ذاك أبو طالب المنعوت * من قصرت عن شأنه النعوت

 1930 يجل عن أي مديح قدره * لكنه يحيى القلوب ذكره

 (148) إفك وزور (634)

 1931 وما به رماه عابد الوثن * إفك وزور وشقاء (635) وأحن (636)

 1933 فقد رمى الوصي بالإلحاد * وسن سبه على الأعواد

1932 فإنه أولى بما رماه * فما أضله وما أعماه

 1934 وحارب النبي غير مرة * ثم على الكرار كر كرة

 1935 واغتصب الإمرة والولاية * من أهل بيت الرشد والهداية

 1936 وغيلة سم الزكي المجتبى * وكم أباد الصلحاء النجبا

 1937. فهذه النبذة من آثامه * نصيبه الوافر من إسلامه

(هامش)

634. الإفك والزور: الكذب والباطل. 635. الشقاء: نقيض السعادة. 636. الإحن: إضمار العداوة والحقد. (*)

ص 173

(149)

 في سيد الشهداء عم رسول الله حمزة بن عبد المطلب عليهما السلام

1938 إن غاظك (637) الزمان والدهر الحرب (638)* فلذ بحمزة بن عبد المطلب

 1939 فهو سليل السادة الأكارم * من دوحة العلياء والمكارم

 1940 من دوحة النبوة الغراء * من جنة الصفات والأسماء

 1941 هو العزيز ما أعز جاره * يجير باللطف من استجاره

 1942 إليه تنتهي مكارم الأولى * فهو ربيب المجد بل رب العلا

(150) مثال الشرف

 1943 وهو مثال الشرف الأصيل * وهيكل المجد بلا مثيل

 1944 بل هو في عين أولي الأبصار * إنسان عين المجد والفخار

(هامش)

637. غاظك: حملك على الغيظ. 638. الحرب: الشديد الغيظ. (*)

ص 174

1945 وكيف وهو مفخر الأئمة * سيد أعمام نبي الرحمة

 1946 وهو له أخ من الرضاعة * نال به القوة والشجاعة

 1947 بل مكرمات خاتم النبوة * تراثه من طرف الأخوة

 1948 آيات فضله المبين محكمة * بينة في الصحف المكرمة

 (151) طلعته

 1949 طلعته تشرق بالشهامة * غرته تبرق بالكرامة

 1950 منطقه ناطقة الفصاحة * وكفه كالغيث في السماحة

 1951 وقلبه مشكاة نور المعرفة * معرفة المبدء ذاتا وصفة

 1952 جوامع الحكمة في لطيفته * مكارم الأخلاق في صحيفته

1953 والعز والإباء والحمية * إحدى معالي نفسه الأبية (639)

1954 وهو ملاذ أهل بيت العصمة * والغوث في الشدائد الملمة

 1955 وفارس الإسلام في حروبها * ومفزع الأيام في خطوبها

 1956 مفترس (640) الذئاب والأسود * وليث غاب الغيب والشهود

 (152) أسد الله

 1957 بل أسد الله فجلت قدرته * تقضي على كل كمي صولته

 1958 تقر منه الأسد كالثعالب * قرت به عيون آل غالب

(هامش)

639. الأبية: المرتفعة عن الدنايا. 640. المفترس: المصطاد وبالفارسية (شكار كننده). (*)

ص 175

1959 ترعد من صولته الضراغمة (641)* وكيف وهو ضيغم الضياغمة

 1960 بل فيه من مهابة الرسول * ما كاد أن يذهب بالعقول

 1961 بل هو سيف الله في هام (642) العدى * وليس سيف الله ينبو (643) أبدا

 1962 وسهمه الصائب في مرماه * فليس يعدوه إلى سواه

 (153) ببدر وأحد

 1963 له مواقف ببدر وأحد * والفضل للساعد منه والعضد

 1964 فساعد الدين الحنيف ساعده * واستحكمت بعزمه قواعده

 1965 وفت (644) في أعضاد عباد الصنم * بالعضد الأقوى من الطود (645) الأشم

 1966 فكم أباد من عتاة الكفرة * وأوقع الكسر على الجبابرة

 1967 كم من كتيبة (646) لهم محاها * بحد سيفه متى وافاها (647)

 1968 كم راية نكسها بسطوته * كم هامة حطمها بهمته

 1969 كم خاص بالبتار في تيارها * وكم أزال الخيل عن قرارها

(هامش)

641. الضراغم جمع الضرغم والضياغم جمع الضيغم وهما بمعنى الأسد. 642. الهام: جمع الهامة: رأس كل شيء وتطلق على الجثة. 643. ينبو: يكل ولا يقطع وبالفارسية (كند شود وكار نكند). 644. أي كسر قوتهم وفرق عنهم أعوانهم. 645. الطود الأشم: الجبل المرتفع. 646. الكتيبة: القطعة من الجيش أو الجماعة من الخيل. 647. وافاها: أتاها وفاجأها. (*)

ص 176

(154) آنس اللقاء

 1970 حتى إذا اشتاق إلى دار البقا * من طعنة الوحشي آنس اللقا

 1971 هوى على وجه الثرى قتيلا * فمثلت (648) هند به تمثيلا

 1972 حتى غدت تلوك (649) منه الكبدا * بل كبد الدين ومهجة الهدى

 1973 فسميت آكلة الأكباد * والله للظالم بالمرصاد

 1974 فهل تريها أخذت بثأرها * بل ذهبت بعارها ونارها

 1975 فدا (650) بنفسه النبي الأمي * فديته أكرم به من عم

 1976 وقد بكاه سيد البرايا * وهو عليه أعظم الرزايا

 1977 بل أغيظ المواقف الملمة * موقفه على نبي الرحمة

 1978 كيف وقد مثل تمثيلا بمن * لم يسمح (651) الدهر بمثله ولن

 (155) المثل الأعلى

 1979 بالمثل الأعلى لكل مكرمة * بالآية العظمى لنور العظمة

 1980 بمهجة الجد وبهجة الشرف * بهيكل القدس وصفوة السلف

1981 فلتبكه عيون أملاك السما * فإن عرش المجد قد تهدما

(هامش)

648. مثلت به: جدعته وظهرت آثار فعلها عليه تنكيلا. 649. تلوك الكبد: تمضغه أهون المضغ وتديره في فمها. 650. فدى فلانا بنفسه: قال له جعلت فداك . 651. لم يسمح: لم يجد ولم يعط. (*)

ص 177

1982 ولتبكه عيون آل فهر * فإنه إنسان عين الدهر

 1983 بكته عين العز والإباء * بكته عين المجد والعلياء

 1984 وقد بكاه سيفه الصقيل * حيث أصاب حده الفلول (652) (156) فهل يضن (653)

 1985 فهل يضن مسلم بعبرته (654)* على فقيد المصطفى وعترته

 1986 ناحت عليه الملة البيضاء * وحنت الشريعة الغراء

 1987 ناحت عليه أخته صفية * تندبه بندبة شجية (655)

1988 تذيب قلب الصخرة الصماء (656)* أشجى شجى من ندبة الخنساء (657)

 (157) في أبي جعفر محمد ابن الإمام الهادي وأخي الإمام العسكري وعم الإمام الحجة المهدي صلوات الله عليه

 1989 يا طالب المعروف والأيادي * لذ بمحمد سليل الهادي

(هامش)

652. الفلول: جمع الفل: الكسر والثلمة في حد السيف. 653. يضن: يبخل. 654. العبرة: الدمعة، الحزن بلا بكاء. 655. الشجية: الحزينة. 656. الصماء: الصلبة والغليظة مؤنث الأصم. 657. الخنساء: أعظم شواعر العرب قتل أخواها معاوية وصخر فرثتهما محرضة قومها على الأخذ بالثار أسلمت مع قومها واشترك أولادها الأربعة في وقعة القادسية وفيها قتلوا لها ديوان أكثره في الرثاء. وفي حاشية النسخة المخطوطة: [تذيب قلب الصخر بالبكاء * تكاد تنسى ندبة الخنساء] (*)

ص 178

1990 فإنه السيد وابن السادة * في ملكوت الغيب والشهادة

1991 أكرم به من سيد مطاع * في عالم التكوين والإبداع

 1992 وكيف لا وهو ابن من تدلى * سر أبيه فيه قد تجلى

 1993 يمثل المبعوث بالرسالة * في العز والرفعة والجلالة

 1994 أخلاقه الغر محمدية * وكل مكرماته علية

 1995 خلاصة الأمجاد والأكارم * وصفوة الإيجاد في المكارم

 (158) صفاته الفاضلة

 1996 صفاته الفاصلة القدسية * ديباجة الفضائل النفسية

 1997 وكيف وهو وارث النبوة * في المجد والمنعة (658) والفتوة

1998 ومن مصادر العلوم الحقة * علومه مشتقة بالدقة

 1999 إذ هو غصن دوحة الإمامة * في العلم والحكمة والكرامة

 2000 بل هو في ولاية الإرشاد * إلى الهدى سر أبيه الهادي

 2001 مقامه الكريم من أبيه * يبدو من البداء في أخيه

 2002 وكفه كالدرة اليتيمة (659)* ليس كمثلها يد كريمة

 2003 بل يده في الجود والعوالي (660)* يد النبي المصطفى والآل

 2004 أكرم بها فإنها يد الندى * مبسوطة على البرايا أبدا

(هامش)

658. المنعة: القوة التي تمنع من يريد أحدا بسوء. 659. الدرة اليتيمة: الدرة الثمينة لا نظير لها. 660. العوالي جمع العالية وعالية الشيء: أرفعه. (*)

ص 179

2005 تلك يد المعروف ما أنداها * وكل خير هو من نداها

 (159) مختلف الأملاك

 2006 وبابه مختلف الأملاك * معتكف العباد والنساك

 2007 وكعبة الوفود (661) للوفاد * وقبلة الشهود للأوتاد

2008 وبابه مطاف كل طائف * ومستجار الكل في المخاوف

 2009 وبابه الرفيع باب العظمة * ومشعر الشعائر المعظمة

 2010 وبابه باب النجاة والفرج * عن كل شدة وضيق وحرج

 2011 وبابه منهل كل صاد * ومشرع (662) الحياة للوراد

 (160) الخوارق والكرامات

 2012 وكم بدت فيه من الخوارق * حتى بها أقر كل مارق

 2013 لا غر وأنه ابن من شق القمر * وذاك في أسرع من لمح البصر

 2014 وأنه ابن بجدة (663) الكرامة * تراثه شهامة الإمامة

 2015 من عنصر النبوة الختمية * من جوهر الولاية العلية

(هامش)

661. الوفود: الورود على أمير أو شخص عظيم. 662. المشرع والمنهل: مورد الشاربة وبالفارسية آبخورگاه والصادي: العطشان. 663. ابن بجدة: بالفارسية (آشنا واهل فن: داناى به كنه وحقيقت كار). (*)

ص 180

(161) اليد البيضاء

 2016 له يد البيضاء في التصرف * يفعل ما يشاء سره الخفي

 2017 وحاز من مراتب الكمال * ما جاز حد الوصف بالمقال

 2018 مقامه السامي من الولاية * فوق السماء لا إلى النهاية

 2019 فاز بأرقى رتب الكرامة * بكل معناها سوى الإمامة

2020فنوره نور مصابيح الهدى * وجوده جود مفاتيح الندى

2021 بله هو في وجوده الرباني * إنسان عين نشأة الأعيان

 (162) الكلمات المحكمة

 2022 وهو أتم الكلمات المحكمة * إذ نقطة الباء لسيماه سمة

 2023 بل نوره من نير النبوة * وفيه كل غاية مرجوة

 2024 به استدار الفلك الدوار * لا بل به استنارت الأنوار

 2025 لا بل بنور علمه الإلهي * حقيقة الحق بدت كما هي

 2026 بل ذاته مرآة حسن الذات والصورة الأسماء والصفات

 2027 أكرم به من عنصر ربوبي * مستودع الأسرار والغيوب

 2028 قد فاز من لاذ به في كربته * فالفوز كل الفوز عند تربته

 2029 روضته خير رياض الجنة * فإنها من البلاء جنة

ص 181

2030 روضة خير رياض القدس * يشم منه نفحات الأنس

 2031 روضته جنة أهل المعرفة * فيها تجلى كل اسم وصفة

 2032 ضريحه أسمى من الضراح * وكيف وهو معقل

 (664) الأرواح

 2033 قبته من قبة السماء * كقاب قوسين من الغبراء (665)

2034 حريمه حرز من المخاوف * والحرم الآمن لكل خائف

 2035 حصن منيع للورى جواره * يا حبذا جواره وجاره

 2036 لذ بفنائه بعزم صائب * تجده عونا لك في النوائب

 2037 وفي فنائه دواء الداء * وغاية المأمول والرجاء

 2038 واليسر بعد العسر في فنائه * بل كل خير هو من عطائه

 تم الكتاب بعون الله تعالى والحمد لله رب العالمين

(هامش)

664. المعقل: الملجأ، الجبل المرتفع. 665. الغبراء: الأرض لغبرة لونها. (*)

ص 182

قصيدة غديرية

 للناظم قدس سره

 ولم تطبع إلا في هذه الطبعة وأخذت من النسخة المخطوطة ولهذا أفردت بالذكر وما ألحقت في ضمن الديون

 1 أكرم بيوم الغدير عيدا * لك الهنا دم (666) به سعيدا

 2 وعش بأصفى عيش وأهنئ * فالعيش فيه غدا رغيدا (667)

 3 بنعمة الله فيه حدث * واشكر لتستوجب المزيدا

4 فالدين قد نال منه حظا * لا زال غضا (668) به جديدا

 5 يوم به الحق قد تجلى * وقد غدا غيبه شهودا

 6 يوم به الدين قد تعالى * ونال من سعده سعودا

 7 يوم بدا فيه سر قدس * كالصبح إذ مثل العمودا

(هامش)

666. دم: فعل أمر من دام يدوم أي أثبت واستمر. 667. الرغيد: الطيب والمتسع. 668. الغض: الطري، الناعم. (*)

ص 183

8 فشاهدوا فيه طود نور * من غير أن يسمعوا رعيدا

 9 وأشرقت ذروة المعالي * بربها سوددا (669) وجودا

10 وكم أرادوا ليطفئوه * لكن أبى نوره الخمودا

11 وللهدى شيد (670) فيه قصر * على التقى لم يزل مشيدا

 12 بناه رب السما رفيعا * ليذكروا اسمه المجيدا

 13 تروح (671) أملاكها وتغدو (672)* ببابه ركعا سجودا

14 جاز السماوات ارتفاعا * وسدرة المنتهى صعودا

15 وسل (673) لله فيه سيف * بحده يقطع الحديدا

16 وفي لظى (674) الحرب وهو فرد * يفرق الجمع والعديدا

 17 وما رأينا لولاه دينا * ولا رسوما ولا حدودا

 18 لولا نفاق ولا شقاق * لم يبق كفرا ولا جحودا

 19 إن كنت تبغى شهود صدق * سل عنه بدرا أو الوليدا

 20 سل خندقا وابن عبد ود * سل خبيرا عنه واليهودا

 21 وجاز حد الثنا بأحد * حيث ارتقى مرتقى بعيدا

22 وفيه فاض الغدير حتى * كادت له الأرض أن تميدا

 23 أحيى به الله كل قلب * ما كان صلدا (675) ولا حقودا

 24 ويل لمن غاظه الغدير * ويل على من أبى الودودا

(هامش)

669. السودد والسؤدد: كرم المنصب، السيادة، القدر الرفيع. 670. شيد: رفع. 671. تروح: تجئ أو تذهب في الرواح إلى العشي وتعمل فيه. 672. تغدو: تذهب غدوة. 673. سل: أخرج من الغمد. 674. اللظى: التلهب وبالفارسية (بر افروخته شدن شعله). 675. الصلد: البخيل. (*)

ص 184

25 فغن واطرب ألست تسمع * من ملكوت السما نشيدا (676)

26 إن السماوات راقصات * صفق (677) لها إن تكن رشيدا

 27 واخضر فيه عود (678) الأماني * حيث الغواني ضربن عودا

28 وطوق (679) العز أي عز * بإمرة المؤمنين جيدا

 29 جيد له ذل كل جيد * يقود سلطانه الجنودا

30 أتته من مبدء المبادي * خلافة أعقبت وجودا

 31 ولاية لا أجل منها * ولا عليها ترى مزيدا

32 ولاية معنوية لا * محيص عنها ولا محيدا

 33 لحكمها انقاد كل شيء * طوعا وكرها كما أريدا

 34 قم وارو عني حديث عهد * قد كان ميثاقه أكيدا

35 لما أتى الوحي يوم خم * وقد حوى الوعد والوعيدا

 36 قام نبي الهدى خطيبا * وكان رب الورى شهيدا

 37 فبلغ الأمر في علي * بكل ما يرغم (680) الحسودا

 38 فقال في خطبة تفوق * بلفظها الجوهر النضيدا

 39 ألست أولى بكم فقالوا * بلى وقد أضمروا الحقودا

40 فقال من كنت مولاه هذا * مولاه أكرم به عميدا

41 فقد تغذى بعلم ربي * إذ كان في بيته وليدا

 42 وأمره من ماضيه أمضى * على البرايا بيضا وسودا

(هامش)

676. النشيد: الشعر الذي ينشده القوم بعضهم بعضا وما يترنم به من النثر والشعر. 677. صفق أي أضرب بباطن الراحة على الأخرى وبالفارسية (كف بزن، دست) 678العود في المصراع الأول بمعنى الغصن بعدان يقطع وفي الثاني آلة من المعارف يضرب بها. 679. طوق العز جيدا أي ألبسه إياه والجيد العنق. 680. يرغم: يكره. (*)

ص 185

43 ورأيه في الأمور طرا (681)* كرمحه قد بدا سديدا

44 به رحى الحق مستدير * فقد غدا قطبه الوحيدا

 45 له من المكرمات ما لا * يحصى بلا مرية عديدا

46 كفاه آي (682) الكتاب مدحا * فلو أرومن (683) لن أزيدا

 47 فاهتز عرش العلا لمولى * له الورى أصبحوا عبيدا

 48 فبايعوه وخالفوه * لما رأوا بأسه شديدا

49 وحين غاب النبي عنهم * أكرم به غائبا فقيدا

 50 مالوا عن الحق واستحلوا * ذمامه خالقوا العهودا

 51 وصالح المؤمنين فيهم * أصبح مستضعفا فريدا

52 لولا القضا ربهم أتاهم * بصيحة أهلكت ثمودا

53 عودا على البدء قل وكرر * أكرم بيوم الغدير عيدا

(هامش)

681. طرا أي جميعا وهو منصوب على الحال. 682. آي: جمع آية. أرومن: أريدن. (*)

 

الصفحة السابقة

الأنوار القدسية

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب