33- شام علي

زَادَ شَـوقِي لِضِفَـافِ الرَّافِدَينْ وَهنِيئَاً لِعرَاقٍ قَد هَوَى
أَشرَقَ النُّورُ بِبَيتِ اللهِ بَدرَاً
كَعبَةُ الأحرَارِ مِن شَرقٍ وَ غَربٍ
شَرَّفَ اللهُ عَلِيَّاً صنوَ طه
كرَّمَ اللهُ علِيَّاً ميزَاتٍ
فَهوَ مَنْ لَم يَعبُدِ الأوثَانَ طُرَّاً
وَهوَمِن رِيقٍ شَرِيفٍ قَدْ تَغَذَّى الـ
وَ هوَ مَن رَافَقَ طه كُلَّ وَقتٍ
وَ هوَ مَنْ خُصَّ بِبِنتِ البَدرِ طه
وَ هوَ بَابُ المصطَفَى قَولاً وَ فِعلاً
فَدُخُولُ الدِّينِ مَن بَابِ النَّبِي
وَ هوَ للإِيمَانِ قُطبٌ قَدْ تَجَلَّى
يَومَ دَكَّ الشِّركَ فِي (الخَندَقِ) دَكَّاً
وَ بِـ(خُمٍّ) تَوَّجَ الهادِي بِحَقٍّ
فَبِذَا صَارَ وَصِيَّاً بِهُدَاهُ
قِفْ بِأعتَابِ الغَرِيِّ وَ تَأملْ
شَرَّفَ المولَى دِيَارَاً قُدِّستْ
بَلْ وَ فِي الكُوفَةِ صَرحٌ قَدْ تَسَامَى
إِذ سيبقَى قِبلَةً لِلنَّاسِ طُرَّاً
قِفْ وَ قَارِنْ بَينَ مَن نَاوَأَ حِقدَاً
رَاقدٌ فِي حُفرَةِ الطُّغيَانِ دَومَاً
و ارمُقِ الشَّامَ الَّتِي صَارَتْ مَلاذَاً
بِحَكِيمٍ قَادَ أَركَانَ حِمَاهَا
وَ بِهِ أَصبَحَ دَارُ الشامِ رَمزَاً
أَصبَحَتْ عِزَّاً شمُوخَاً بِعَلِيٍّ
وَ بِذَا الشامُ غَدَتْ شَامَ عَلِيٍّ
تُذْعِنُ الدُّنيَا لَهَا شَرقَاً وَ غَربَاً
فَليَعِ العَالَمُ أَنَّ النَّصرَ دَومَاً
نَهجِ طه وَ عَلِيٍّ ؛ قولُ حَقٍّ
فَلنَسِرْ في نَهجِهِمْ قَولاً وَ فِعلاً

 

 

لِوُقُــوفٍ فِي رُبُوع ِالحَـرَمينْ يَومَ ميلادِ أَمِيرِ المؤمِنِينْ
وُلِدَ الإِيمَانُ فِي البَيتِ الأمِينْ
كَان فَخرَاً لِجَمِيع ِالمسلِمِينْ
بِقُدُومٍ فِي رِحابِ القِبْلَتَينْ
خَصَّهُ الرَّحمنُ دُونَ العَالَمينْ
حَارَبَ الشِّركَ وَ دَكَّ المشرِكِينْ
ـعِلْمَ وَ الفِقْهَ بِحُبٍّ وَ يَقينْ
فَهوَ لِلهادِي رَفِيقٌ وَ أَمِينْ
فَاطِمٍ ستِّ نِساءِ العَالمينْ
مَن أَرَادَ الدِّينَ فَالبابُ مَتِينْ
وَ سوَى ذَلِكَ لا يُقْبَلُ دِينْ
فِي حَدِيثِ المصطَفَى لِلمُسلِمِينْ
فَهَوَى عَمروٌ وَ كُلُّ الجَاهِلِينْ
حَيدَرَاً مَولَىً لِكُلِّ المُؤْمِنِينْ
رَحمَةُ اللهِ لِكُلِّ العالَمِينْ
صَرْحَهُ يَعلُو بِأرضِ الرَّافِدَينْ
بِأمِيرِ يْ وَ أَمِيْرِ المُتَّقِينْ
بَيتهُ كعبةُ كُلِّ القَاصدِينْ
رُغمَ أَنفِ المارِقِينَ الظَّالِمِينْ
قَد هوَى بُنيانُهُ في الأسفَلِينْ
هكَذَا تَجنِي أَيَادِي الآثِمينْ
قَد حَبَاهَا اللهُ رَبُّ الأكرَمينْ
مُدرِكٍ نَهجَ الأبَاةِ الطَّاهِرِينْ
قِبلَةَ الأشرَافِ دَومَاً كُلَّ حِينْ
سيِّدِ الأخيَارِ مَولَى المؤمِنِينْ
مِنبَرَ الحَقِّ قَرَارَ الصادِقِينْ
طَالما مِصدَاقُها النَّهجُ المتينْ
كَانَ مَقرُونَاً بِنَهج ِالمُتَّقينْ
هُوَ مِيزَانٌ وَ مِنهَاجٌ أَمينْ
لا نَزِغْ عَن دَربِهِمْ طَرفَةَ عَينْ

 



(
1)







(2)


(3)
(4)








(5) 

الهوامش:

(1) إشارة إلى مولد الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) في الكعبة، وقصة هذا المولد ذكرناها في الهامش(1)ص38.

(2) لقد وضّح الرسول(ص) مصدر العلم الذي يجب على المسلمين أن يقصدوه بعد وفاته وانقطاع مصدر التشريع الأساسي حيث قال:
(أَنَا مَدينَةُ العِلمِ وعَلِيٌّ بَابُها فَمَن أَرادَ المدينَةَ فَلْيَأْتِ البـَاب). (مستدرك الحاكم ج3-ص137)

(3) عمرو: هو عمرو بن عبد ود الفارس المشرك الذي قتله الإمام علي(ع) في معركة الخندق، راجع الهامش (2) من القصيدة الثانية والثلاثين (يا أميري...) تجد قصة الحادثة.

(4) إشارة إلى حديث الغدير الذي ذكرنا تفاصيل عنه في هوامش قصيدة (غديرية النفحات) ص154 .

(5) نعم… إنَّه الحكيم الذي أدرك النهج المحمدي القويم وميّز بين الحقّ والباطل، فدحض الباطل ورفع الحق فوق سماء الشام فغدت شام الحق في عصره الذهبي، وبما أنَّ (علي مع الحق والحق مع علي) كما قال الرسول(ص)، فقد أصبحت الشام شام علي، ذات القرار الذي تذعن له الدنيا شرقاً وغرباً، وهذا ما شهد به العالم في كلمات التأبين التي أُلقِيت في تأبين هذا الرجل العظيم…
رحِم الله القائد الخالد حافظ الأسد وجعل مأواه جنان الخلد بجوار محمد وآله عليهم الصلاة والسلام.