دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 52

مضافاً إلى أن نتيجة التخرج هو الانفصال عن هذه الكلية التي تعلم فيها . إذ المفروض أن المتخرج لا يعاود الدراسة فيها ثانية .
نعم يصح أن يقال : تخرجت في الفقه من كلية الشريعة ، كما يصح أن يقال تخرجت في كربلاء من كلية الآداب أو تخرجت في الصيف من كلية الاقتصاد ولا نرجح القول تخرجت في كربلاء ، أوتخرج في كلية الشريعة إلا بالتقدير وإنما جاز في المثال الأول لأنه أراد بالجزء الأول تحديد الموضوع وبالجزء الثاني تحديد المعهد ، وإنما جاز ذلك في المثال الثاني رغم أن متعلقه المكان لأنه أراد تحديد المدينة والمعهد معاً .
ولو قيل بأن كلاً من الحرفين يأتي بمعنى الحرف الآخر فيصح على كلا الوجهين فنقول بأنه لا يخرجه عن الضعف ، إذ أن الغالب في حرف « في » الظرفية وفي حرف «من» ابتداء الغاية ، وإلا فهو جائز والله أعلم .
واستناداً إلى ما قدمناه فقد استخدمنا حرف « من » مع كلمة « تخرج » في هذا المعجم كما في غيره من هذه الموسوعة .

دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 53

شعراء قيد الدرس

ومن خلال متابعاتنا الحثيثة في مسير علمنا الحسيني واطلاعنا على الاضطهاد الذي مورس بالنسبة إلى تراث أهل البيت عليهم السلام وإلى أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام منذ القرن لاأول الهجري وإلى يومنا هذا والذي قد أشرنا إلى جملة منها في مقدمات دواوين القرون ، يمكننا الجزم بأن الشعر الحسيني قد تعرض لعملية الاغتيال وقد تمكنا من تحديد بعض الموارد والتي قد أثبتناه في محله(1) .
وقد ساقنا هذا الاستقصاء إلى القول بأن عدم الاكتراث بشكل عام قد تحالف مع الاضطهاد الذي مارسه الطرف الآخر فأصبح نتاج عدد غير قليل من الشعراء الذين نظموا في الإمام الحسين عليه السلام أثراً بعد عين .
وقد حاولنا الإشارة إلى الموارد المحتملة ذات النسبة العالية تاركين ما انخفضت نسبته بأمل أن يولي القارئ والباحث اهتمامه بذلك علّنا نحصل على جلّها إن لم نتمكن الحصول على كلّها ومن تلك الموارد(2) :
1 ـ إبراهيم بن إبراهيم بن فخر الدين البازوري العاملي من شعراء القرن الثاني عشر الهجري ، ولد في البازورية(3) ، ونشأ بها وأخذ المبادئ بها ثم أكمل دراسته في بلاده ، انتقل إلى طوس (المشهد) وتوفي بها .

(1) راجع مقدمات دواوين القرون .
(2) سنذكرهم حسب الحروف الهجائية مواكبين مع تراجم الشعراء ، وعليه فسنذكر هنا كل من اسم إبراهيم .
(3) البازورية : بلدة على ساحل البحر الأبيض من توابع مدينة صور .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 54

قال عنه الحر العاملي(1) : كان فاضلاً صدوقاً صالحاً شاعراً أديباً من المعاصرين وله ديوان شعر صغير عندي بخطه من جملة ما اشتريته من كتبه ـ بعد وفاته ـ وله ـ كتاب ـ رحلة المسافر وغنية المسامر(2) .
ونقل الحر العاملي والأمين خمسة قصائد من شعره كلها في مدح ورثاء علماء جبل عامل ، مطلع إحداها من البسيط :
أقضوا عليّ أهيل الود أو زوروا إلى متى وعدكم لي بالوفا زور(3)
ومطلع ثانيها من البسيط :
قد أضرمت في الحشا من هجركم نار يا جيرة في الهوى بعد الوفا جاروا(4)
ومن ثالثة من البسيط :
لا زال إنسان عين الدهر ما رشفت شمس الضحى من ثغور الزهر ريق ندا(5)
ومن رابعة من :
إذا تليت في الناس آيات ذكركم لها سجدت أخيارها وطغامها(6)
ومن خامسة من البسيط :
الثامن الضامن الجنات أجمعها يوم القيامة من جود لزوار(7)

(1) الحر العاملي : هو محمد بن الحسن العاملي يصل نسبه إلى الحر بن يزيد الرياحي شهيد كربلاء (1033 ـ 1104هـ) ولد في مشغرة وتوفي في طوس ، من كبار علماء الإمامية ومحدثيها ، له مؤلفات بلغت 55 مؤلفاً ، أشهرها وسائل الشيعة ، إثبات الهداة ، الفصول المهمة ، وله ديوان شعر .
(2) أمل الآمل : 1/25 .
(3) أعيان الشيعة : 2/107 وهي في مدح الشيخ زين الدين بن حسن العاملي صاحب المعالم .
(4) أعيان الشيعة : 2/107 وهي أيضاً في مدح الشيخ زين الدين .
(5) أمل الآمل : 1/26 ، أعيان الشيعة : 2/107 ، وهي في مدح السيد حسين بن محمد الموسوي العاملي .
(6) أمل الآمل : 1/26 ، وهي في مدح الشيخ زين الدين بن محمد العاملي .
(7) أمل الآمل : 1/26 وهي في رثاء الشيخ محمد بن الحسين البهائي العاملي .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 55

2 ـ إبراهيم الحر الصوري العاملي من شعراء القرن الثاني عشر الهجري وهو ليس من أسرة الحر العاملي مؤلف وسائل الشيعة(1) ولعل أباه كان يسمى حراً فهو إذاً إبراهيم بن ا لحر الصوري ، كان شاعراً مجيداً وعالماً فاضلاً من أهل صور جبل عامل بلبنان رد على قصيدة الشيخ عبد الغني النابلسي(2) المتوفى عام 1136هـ والتي في التصوف وهي من الهزج ومطلعها :
وجودي حل عن جسمي وعن روحي وعن عقلي
فجاء الرد من المترجم له بقصيدة من الهزج أيضاً وأولها :
رويداً يا أخا الفضل مزجت الشَهْد بالخل
اذعت السر يا هـذا شربت الجور بالعدل
فتحت القفل يا شامي فقدت العلم بالجهـل
إلى أن يقول في آخرها :
لقد حازت بـه ألبـا ب أهل العلـم والعقل
وأصحاب النهى طراً مع الأملاك والرسل(3)
3 ـ إبراهيم بن علي بن الحسن الحر العاملي الشامي من شعراء القرن 12هـ قال عنه الحر العاملي المتوفى عام 1104هـ : عالم فاضل ماهر معاصر أديب شاعر سكن قسطنطنية ، وله مؤلفات منها : كتاب الصبح المبني عن حيثية المتنبي ، رأيت هذا الكتاب وفيه فوائد كثيرة غير أحواله ـ المتنبي(4) ـ .
4 ـ إبراهيم بن حسن بن محمد علي بن يوسف بن محمد بن

(1) تاريخ جبل عامل : 286 .
(2) النابلسي : هو عبد الغني بن إسماعيل المولود عام 1050هـ ، شاعر أديب وعالم متصوف ولد وتوفي بدمشق ، له مصنفات من أشهرها الحضرة الإنسية ، ذخائر المواريث ، نفحات الأزهار ، توفي عام 1143هـ .
(3) أعيان الشيعة : 2/122 .
(4) أمل الآمل : 1/30 ، أعيان الشيعة : 195 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 56

إسماعيل بن إبراهيم عز الدين العاملي المتوفى عام 1333هـ ، درس في مدرسة حنويه قرب صور اللبنانية ، ثم هاجر إلى النجف بعد وفاة جده الشيخ محمد علي مؤسس مدرسة حنويه ثم رجع إلى مسقط رأسه بعد وفاة والده وتولى إدارة شؤون المدرسية كانت له مصنفات في النحو والمنطق ، وله ديوان شعر كبير .
قال عنه الأمين(1) : «لم يتفق لنا الوقوف عليه» .
ومن شعره من مجزوء الكامل :
جد الغرام فأين تذهـب يا قلب ما في الحب ملعب
ذابـت حشاشة مدنـف علقت حشاه بحـب زينب
وكان جده وأبوه ممن نبغ في الشعر والأدب(2) .
5 ـ إبراهيم بن سعيد (سعد) بن الطيب الرفاعي المتوفى عام 411هـ قال عنه أبو غالب(3) : ما رأيت قط أعلم منه ، وكان شاعراً حسن الشعر جيده ومن شعره من الكامل :
وأحبة ما كنت أحسب أنني أبلى بينهـم فبنت وبانـوا
نأت المسافة فالتذكر حظهم مني وحظي منهم النسيانُ(4)
كان من أدباء الإمامية سكن واسط العراق فاضطهد ، وقال أبو نعيم(5) : رأيت جنازة أبي إسحاق الرفاعي مع غروب الشمس تخرج إلى الجبّانة وخلفها رجلان فحدثت بها شيخنا أبا الفتح بن المختار النحوي(6) فقال : سَمَّى لك الرّجُلين ؟ فقلت لا ، فقال كنت أنا أحدهما وأبو غالب بن

(1) الامين : هو محسن بن عبد الكريم العاملي (1284 ـ 1371هـ) ولد في شقراء وتوفي في بيروت ودفن في صحن السيدة زينب عليها السلام بدمشق من علماء الإمامية ، له مؤلفات جمة منها المجالس السنية ، خطط جبل عامل ، أصدق الأخبار .
(2) راجع تاريخ جبل عامل : 244 ، 289 ، أعيان الشيعة : 2/127 .
(3) أبو غالب : هو ابن بشران .
(4) أعيان الشيعة : 2/147 عن معجم الأدباء : 155 ـ 157 .
(5) أبو نعيم : هو أحمد بن علي ابن أخي سدة المقرئ .
(6) أبو الفتح :
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 57

بشران الآخر ، وما صدّقنا أنّا نَسْلَمُ خوفاً أن نُقْتل ، ومن عجائب ما اتفق أن هذا الرجل توفي وكان على هذا الوصف من الفضل فكانت هذه حاله ، وتوفي في غد يوم وفاته رجل من حشو العامة يعرف بِدَناءَةَ ، كان سواديّاً فأُغلق البلد لأجله وصلى عليه الناس كافة ولم يوصل إلى جنازته من كثرة الزحام(1) .
6 ـ إبراهيم بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن عليه السلام المستشهد في ذي القعدة من عام 145هـ ، كان أديباً شاعراً متضلعاً باللغة العربية وأسرارها عارفاً بأخبار العرب وأيامهم وأشعارهم ، وكان مجاهداً شجاعاً عالماً بالدين والرواية من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام ومن شعره في زوجته بحيرة بنت زياد(2) الشيبانية ـ من الطويل ـ :
ألـم تـعلمي يا بـنت بكـر بأننـي إليك وأنت الشخص ينعـم صاحبه
وعلقت ما لو نيط بالصخر من جوى لهدمـن الصخـر المنيف جـوانبه
رأت رجلاً بين الـركاب ضجيعـه سلاح ويـعبوب فـباتت تـجانبه
تصـد وتـستحـي وتعـلـم أنـه كـريـم فتدنـو نحـوه فـتلاعبه
فـأذهلنا عنهـا ولـم نقـل قربهـا ولـم نقلها دهـر شـديـد تكالـبه
عجاريف فيها عن هوى النفس زاجر إذا اشـتبكـت أنيابـه ومخالبـه(3)
7 ـ إبراهيم بن علي الجصاني : كان من شعراء جصان(4) وفقهائها وشاعراً أديباً وخطيباً مفوهاً ينظم الشعر باللهجتين الفصحى والدارج له ديوان من ثلثمائة صفحة(5) .

(1) أعيان الشيعة : 2/140 عن معجم الأدباء : 1/157 .
(2) بحيرة : جدها أبو زياد الشيباني البصري ، والظاهر أنها ابنة عن أبي بكر يحيى بن حماد بن أبي زياد الشيباني بالولاء الراوي البصري المتوفى عام 215هـ .
(3) أعيان الشيعة : 2/180 ، مقاتل الطالبيين : 273 .
(4) جصان : قضاء تابع لمحافظة الكوت جنوب العراق تقع على نهر الغراف ، أغلبية سكانها من الأكراد الفيليين ، اشتهرت بالفواكه والتمور وبالأخص التمر الأشرسي .
(5) أعيان الشيعة : 2/184 عن مجلة العرفان العدد 10 ـ 11 ، الصفحة : 544 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 58

8 ـ إبراهيم بن محمد حمام الجبشيتي العاملي المتوفى عام 1334هـ .
قال الأمين : كان أديباً شاعراً مغرماً بالتاريخ وجمع الأشعار واختيارها وله مجموعة اختيار فيها قصائد ومقاطيع ، له نظم جيد وغزل جميل ، وكان يحذو بشعره حذو قدماء الشعراء كأبي تمام(1) والمتنبي(2) وقد أدركته حرفة الأدب وقد عين معلماً للمدرسة الابتدائية التي في الزوارية ونقل إلى طيردبا(3) في زمن الأتراك ـ العثمانيين ـ وتوفي بتلك المدة أيام الحرب ومن شعره في الغزل ـ من الرمل ـ قوله :
أقبلت سكرى ومن فَرْطِ الصبا تتثنى مرحـاً ذات الـوشاح
غـادة قامتـهـا غضن النقـا وسنا طلعتها ضـوء الصباح
يستعير الـبدر منهـا مطلعـا إن بدت والليل مسود الجناح(4)
9 ـ إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان بن المغيرة بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة العتكي الأزدي الواسطي البغدادي (244 ـ 322هـ) ولد في واسط وتوفي في بغداد 12/ ربيع الأول .
قال المرزباني : كان يقول من الشعر المقطعات في الغزل والنسيب وما جرى مجراهما كما قال المتأدبون ومن شعره من الطويل :
كفى بالهوى بـلوى وبالحب محنة وبالهـم تعـذيباً وبالعـذل مـغرما
أما والـذي يقضي الأمـور بأمره فمـا شاء أمضاه وما شاء أحكمـا
لقـد حـملتني صـبوتي وصبابتي من الشوق ما أضنى الفؤاد وتيما(5)

(1) أبو تمام : هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي (188 ـ 231هـ) من فحول الشعراء ولد في ضواحي حوران بسورية وسكن مصر وبغداد وتوفي في الموصل ، له ديوان الحماسة ، مختار أشعار القبائل .
(2) المتنبي : هو أحمد بن علي بن حسن الجعفي الكوفي (303 ـ 354هـ) من فحول الشعراء وحكمائهم ، ولد في الكوفة ، قصد حلب والقاهرة ثم بغداد ، وزار بلاد فارس ، قتل بالنعمانية بين بغداد وكربلاء ، له ديوانه المعروف باسمه .
(3) طيردبا : قرية على فرسخ من صور إلى جهة الشرق .
(4) أعيان الشيعة : 2/207 ، وذكره محمد جابر آل صفا في تاريخ جبل عامل : 289 .
(5) أعيان الشيعة : 2/222 عن معجم الشعراء للمرزباني (القسم المخطوط) .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 59

وله أيضاً من الكامل :
لا يـوحشنك ما صنعـت فتثني متجـنياً فـهـواك لا يتـجنب
أنـا البـريء من الإساءة كلها ولك الرضا وأنا المسيء المذنب
وحـياة وجهك وهـو بدر طالع وسواد شعرك وهـو ليل غيهب
ما أنـت إلا مهجتي وهـو التي أحيا بها أثري مـن أغـضب(1)

10 ـ إبراهيم بن محمد بن علي بن مطهر بن نوفل التعلبي الأدفوني الصعيدي المصري قطب الدين المتوفى يوم عرفة من عام 737هـ .
قيل عنه إنه كان في شبابه يتعاطى الغناء ثم عكف على حفظ كتاب الله واستمر في ذلك ولازم الصلاة والتلاوة والعبادة ، كان من أتباع أهل البيت (الشيعة) ومن شعره قصيدة ـ من الخفيف ـ أولها :
ظهر النور عند رفع الحجاب فاستنار الوجود مـن كل باب
وأتانـا البشير يخبـر عنهـم ناطقاً عنهم بفصل الخطاب(2)
11 ـ إبراهيم بن محمد معصوم بن فصيح بن أولياء الحسيني القزويني ويقال له محمد إبراهيم المتوفى عام 1145هـ .
قال ولده(3) له قصائد في مدائح الأئمة ومراثيهم عليهم السلام بالعربية والفارسية وفي تتمة الأمل : له أشعار بالعربية منها قصيدة عارض بها قصيدة البهائي(4) وفي صاحب الزمان عليه السلام ، له تواليف وتصانيف حسنة منها مقامات كمقامات الحريري(5) ، مجاميع تتضمن رسائل من العلوم

(1) أعيان الشيعة : 2/722 عن معجم الأدباء : 1/262 .
(2) أعيان الشيعة : 2/217 عن الطالع السعيد في فضلاء الصعيد .
(3) ولده : هو حسين بن إبراهيم المتوفى عام 1208هـ ، عالم فاضل وفقيه عارف ، من مصنفاته : معارج الأحكام ، الدر الثمين ، اللآلئ الثمينة .
(4) البهائي : هو محمد بن الحسين بن عبد الصمد الجبعي العاملي الحارثي (953 ـ 1031هـ) ، من أعلام الإمامية ، له عدة مصنفات منها : الجامع العباسي ، الكشكول ، تشريح الأفلاك . ولد في بعلبك وتوفي في أصفهان ودفن في طوس .
(5) أعيان الشيعة : 2/228 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 60

وأشعاراً وفوائداً(1) .
12 ـ إبراهيم بن نصر الله بن إبراهيم بن يحيى بن محمد بن سليمان الطيبي العاملي المتوفى عام 1270هـ .
قال عنه الأمين : كان عالماً صالحاً شاعراً أديباً وقد ختم الله له بالشهادة فقتل في قرية عثرون من جبل عامل فمن شعره من الكامل :
أهـلاً بطيـف في الـدجنـة أوّبا حـيّا فأحـيا المستهام فأطـربا
لله لـيـل بات فـيـه مضاجعي ظبـي لـواحظه لها فعـل الظبا
واغـن حيا بالمدامـة فـتيــة جعلوا لهم شرب المدامـة مذهبا
فكأنـه إذا قـام يحـمل كأسـه في كفـه بـدر تحـمل كوكبـا
ظبي يصيد اللـيث سحر جفونـه ولقد عهدنا الليث يصطاد الظبا(2)

(1) أعيان الشيعة : 4/232 .
وهناك عدد من الشعراء يحملون اسم إبراهيم إلا أن احتمال نظمهم في الإمام الحسين عليه السلام ضعيف إما لأنه ليس على خلاف في المعتقد أو أنه تخصص بغرض من الأغراض الشعرية أو ان تخصصه بعلم من العلوم كالنحو فنظم فيه دون غيره أو غيرها .
(2) المقامات : مفردها المقامة ، وهي قطعة أدبية رائعة تُسبك بأسلوب روائي يُهدف منها تجسيد حكمة أو ترسيخ فكرة . وأول من أبدعها هو أحمد بن فارس (329 ـ 395هـ) ثم تلميذه بديع الزمان الهمداني (أحمد بن الحسين 358 ـ 398هـ) وتبعه الحريري ، وهو القاسم بن علي (446 ـ 516هـ) .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 61


حرفُ الألف


دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 62




دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 63

(1)
آمال بنت عبد القادر الزهاوي
1365=......هـ = 1946 =......م

هي الأديبة آمال بنت عبد القادر بن صالح بن محمد فيضي بن أحمد البابان الخالدي الزهاوي(1) ، ولدت في بغداد عام 1365هـ(2) ونشأت في عائلة مثقفة حيث كان جدها الشيخ محمد فيضي(3) مفتي بغداد والذي كان شاعراً وعمها الشاعر جميل صدقي الزهاوي(4) ، والشاعر إبراهيم أدهم الزهاوي(5) وابن عم والدها عبد القادر الزهاوي(6) .
التحقت بالمدارس الحديثة وتدرجت في مراحلها حتى تخرجت من كلية الأداب قسم اللغة العربية (جامعة بغداد) .

(1) الزهاوي : نسبة إلى زهاو التي كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران والنسبة إليهم جاءت من أم الشخ محمد فيض حيث كانت منها .
(2) معجم البابطين : 1/518 .
(3) محمد فيضي : هو ابن الملا أحمد بابان مفتي بغداد ، كردي الأصل ، كان أجداده البابان من أمراء السليمانية توفي بعد عام 1279هـ .
(4) جميل الزهاوي : هو ابن محمد فيضي بن أحمد بابان (1279 ـ 1354هـ) شاعر نحى منحى الفلاسفة ، يعد من طلائع نهضة الأدب العربي في عصره ، ولد وتوفي ببغداد ، نظم بالعربية والفارسية وتولى العديد من المناصب في بغداد ، له عدد من الدواوين منها ترجمة رباعيات الخيام إلى جانب ديوانه .
(5) إبراهيم الزهاوي : هو ابن صالح بن محمد فيضي بن أحمد (1320 ـ 1382هـ) أديب شاعر ، ولد وتوفي في بغداد ، له من المؤلفات بالإضافة إلى ديوان شعره كتاب أبطال اللانهائية ، في الفسفة .
(6) عبد القادر الزهاوي : أديب شاعر وصحافي معاصر ، وكاتب قدير من مواليد بغداد .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 64

بَنَتْ شخصيتها الأدبية من خلال البيئة الأدبية التي عاشتها في البيت وبين العائلة حيث تقول : الحديث عن الشعر كان يدور أمامي والكتب مرصوفة في مكتبات البيت الكبيرة ، وهناك تتناثر كتب الشعر بما في ذلك ديوان « المواكب » لجبران خليل جبران(1) إذاً فأنا قد قرأت الشعر وأنا أتهجى حروف الأبجدية » .
ويبدو أنها نظمت الشعر منذ نعومة أظفارها وقد بدأت بنظم الشعر العمودي إلا أنها تحولت إلى الشعر الحر وقد تأثرت بكلمات جبران خليل جبران ، وجبرا إبراهيم جبرا(2) بدأت بالشعر القومي ، ثم استخدمت الأساطير الإفريقية(3) ، ثم تحولت إلى أساطير شرقية وعربية ، وتقول : وقد كتبت مؤخراً مجموعة قصائد هي مراثي سياسية للمرحلة ، كما كتبت قصائد تأملية صوفية بعنوان : « من فيوضات آمال الزهاوي » وقصيدة تصويرية بعنوان : « جدارا » .
كتبت في الصحافة السورية والعراقية كجريدة البعث ومجلة الطليعة ومجلة ألف باء ثم أنشأت شركة عشتار للطباعة والنشر ، وقد أصدرت من خلالها عدداً من مؤلفاتها ودواوينها ويبلغ مجموعة مؤلفاتها أحد عشر مؤلفاً ، طبع سبعة منها : 1 ـ الفدائي والوحش ، 2 ـ الطارقون بحار الموت ، 3 ـ دائرة في الضوء ، دائرة في الظلمة ، 4 ـ أخوة يوسف ، 5 ـ التداعيات ، 6 ـ يقول قس بن ساعدة ، 7 ـ جداراً ، وأما دواوينها غير المطبوعة فهي : 1 ـ أزهار اللوتس ، 2 ـ تاريخ بني عذرة ، 3 ـ الشتات ،

(1) جبران خليل جبران (1300 ـ 1350هـ) مفكر لبناني وأديب شاعر ولد في بشري ـ لبنان ـ وتوفي في نيويورك ـ أمريكا ـ يعد من أركان الحركة الأدبية في المهجر ، رئيس الرابطة القلمية بنيويورك .
(2) جبرا إبراهيم جبرا : ولد عام 1341هـ (1923م) في بيت لحم ـ فلسطين ـ درس في القدس ، وأكمل دراسته في بريطانيا ، كاتب وشاعر معاصر ، نشرت له عدد من الأبحاث والمقالات باللغتين العربية والانكليزية في الصحف البريطانية واللبنانية ، في مؤلفاته ديوان تموز في المدينة ، ورواية باسم صراخ في ليل طويل .
(3) الإغريق : هم اليونانيون .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 65

4 ـ من فيوضات آمال الزهاوي(1) .
ـ ومن شعرها الحر قولها من قصيدة بعنوان النهر القديم :
أين التقينا قبل هذا اليوم
يا هذي الثواني العابرة
فضّي الغبار وغيبيه عن خلايا الذاكرة
هذا رفيق الحزب هلّ عليك من قوس الزمانْ
لكنّنا قطعاً رأينا بعضنا من قبل
في غير المكانْ
مَن ذا الذي ينشدُّ فيه العنفوانْ ؟(2)
بَطَلٌ من الناس القدامى
هذا أمير الجند نحوك قادمٌ
ومليك قلبك هائمٌ
وعلى وشاحك نسمةٌ من روحه
أهو المعنى يا البشيرة ؟
أم قائد ومَليك روما
قد هام فيك وذي خيوط الضوءِ شدّته إليك
وبلحظة قد ضعت منه وضاعت منك
لما رآك لم يصدقْ قلبَهُ
فضّي الغبار وغيّبيه عن خلايا الذاكرةْ
واسترجعي الأيام والساعات واللحظات
في تلك العصور الغابرةْ
ـ وتقول في أخرى بعنوان فراشة :
المدى شرنقةٌ

(1) أخذنا الترجمة من رسالة الشاعرة الموجهة إلينا .
(2) عنفوان الشباب : أوّله ، وعنفوان الخمر : حدتها .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 66

والرؤى فاضتْ رصاصْ
أأنا في غفوةٍ من هاجس الليل ترامتْ
بين موتي والخلاص
أيقظ البُعدُ مزامير(1) الصدى
وَتَرٌ يجرح في صرخته جسم السكونْ
ساهرتْني نجمةٌ تنضو(2) جوى(3)
فتدَلّتْ وردةٌ في جبهتي
تستدير الريح في نفسي
فيا ظلّ يدي
آه لو أغدو فراشه
والمسافات جناحان تشدّان الهوى
في جسدي
يتعرّى داخلي الكون
يصبّ الورد في قلبي رحيقا
من بشاشة .
ـ ولها من قصيدة ثالثة بعنوان : الشان موجهة إلى ن ـ أ :
قفْ تَمهّلْ فهل من حديث معكْ
واستدرْ لي فلا بدّ أن نلتقي
في مضارب حزني
لتسمعني... أسمَعَكْ

(1) المزامير : مفرده المزمار وهي ما يترنم بها من أناشيد ، وآلة الطرب .
(2) نضا السيف من غمده : سلّه .
(3) الجوى : حرقة العشق أو الحزن .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 67

بي من الشجن المنكفي
لو يفيضُ على الكون مالُه
دفلة(1) القلب في القلب فاضتْ أسى
لي حديث طويل يفيض به الوهج يسري
كيف لي الآن أنْ أُطلِعَكْ
والذي بيننا جزُرُ الغيبِ
ضَمَّتْ بنور الندى مطلعكْ
قف قليلاً... قليلا
فلا بد أن نفصح القول
أوّاه... أوجعتني كل هذه السنين
لي عتابٌ... حسابٌ مريرْ
لماذا انتحرْتَ... دخلْتَ سوار الضياع
وضيعتنا
فاضطررّنا على سُبُل الشوك
أن نقتفي موضعكْ
لستَ أنتَ السجين الوحيدْ
فيا أسفي
كلنا عبر قضباننا... أين كنا معكْ(2) .
ـ وتقول من أخرى بعنوان : من فيوضات :
إنا أعطيناك الألحانْ
والزنبق ورديّ الألوانْ
والفكرة جوهرة الأذهانْ

(1) الدفلة : جمعها دِفلى وهو شجر زهرة كالورد الأحمر .
(2) جريدة الدستور الأردنية في بتاريخ 27/8/1993م .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 68

ووضعنا حولك ألغازا
فكّ عناقيد اللّغز
ولا تفرط حبّات الرّمانْ
انا سَيّجناكَ(1) بقيد العالم
سوط النار أمامك خلفك
ينْصَبُّ من الأرض ومن كل مكان
كيف ستحيا يا إنسان
فكّ اللغز.. ألم نعطك كل الألحان ؟
ـ ولها من أخرى بعنوان : الطريق تقول في آخرها :
أنا بنتُ هذي العواصف أدمنت كل العدابات
أم أنها أدمنتني
وتشرين ينصب شوكته في العيون
وفي الليل عند السهاد أسى
وضربة عنف
فلا تسألوني
لأنا بصفين(2) نمضي إلى مصدر النار
كلانا يسير إلى الوهج مثل الفراش
وفي الوهج كنا نموت
احترقت
احترقنا جناحين في جسد واحد

(1) سيج الكرم : جعل له سياجاً وهو الحائط ، ما أحيط به على كل شيء .
(2) صفين : معركة دارت بين الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ومعاوية بن أبي سفيان عام 37هـ ، في منطقة غرب العراق على نهر الفرات بين الرقة وبالس .

السابق السابق الفهرس التالي التالي