دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 355

إلى أن يقول في آخرها :
بوركت مكة إيـهِ منتجع الهدى وحمى الفضيلة بل معينُ سقاها
أيّ الولائد يوم سعـدكِ أنجبتْ خيـر الأنـام محمّداً وبنـاها
ليحرر العقلَ الضليل من الأذى والرق طًُرّاً في القيود عمـاها
ويحيل من شعبٍ تطـاول ليلُه شعباً يـطـاول بالعلاء علاها
يا عيد غادرتِ الفضيلة أهلهـا والشعب أدرج في سجل شقاها
وتبـدلـت تلك المفـاخر جلة والنـاس تخبط في أشد بلاهـا
عذراً إليك رسـالـة مفتـوحة وعظيـم عذري لا أقلُّ لطـاها
وله قصيدة أخرى ـ من البسيط ـ في المولد النبوي الشريف ألقيت بالمناسبة في احتفال أقيم بأبيدجان عام 1409هـ وهي :
غمـائمَ النور هلّي وامـطـري أدباً في موسم الشعر في ذكرى الهدى ذهبا
وحـوّلـي الحـرف في دنيا مآثرِهِ نمـوذجـاً من فريد الشعـر ما كتبـا
فثورة الشعر في مدح الهدى عصفت تـزجـي الغرائبَ والإبـداعَ والعجبا
ومـارد الشعر أضـحـى يوم مولده مـن قمقم الحرف في الأجواء منتصبا
يغدو القوافي ويُذْكـي نـارهـا أبدا ويُطْلـِق النَّغَمَ العِـرفـانَ ملتـهـبـا
ويـوقـظ الوترَ المشدودَ يـرسلـه معزوفة تذهب التغمام(1) والنَّصبـا(2)
عكـاظ(3) ماذا وشعر السوق سلعتُه قُبِّحْـتَ سـوقـاً يبيع الشعـر والأدبا
هنا القـريـض هنا نفـح الشذا أبداً هنا المعـانـي هنا رِيّ الصـَّدا عَذُبا
هنا الجمـال هنا الإبداع قد شـربت منـه القـوافي كـؤوساً والهوى شربا
قيـامة الشعـر قـامـت يوم مولده في كل صقـع فهبّ الكون واضطربا
وأَقبلـت تمـلأ الـدنيـا بشـائـره مـدائحـاً تخـرق الآفـاق والحجبـا
فـالـدين في فَرحٍ والكفر في ترحٍ والطير في مرح في الغصن قـد طربا
والـروض رحَّب مزهـوّاً بمقدمـه والنهـرُ أوشـك من واديه أن يثـبـا

(1) التغمام : من الغم وهو الحزن .
(2) النصب : التعب .
(3) عكاظ : من أسواق العرب الشهيرة قبل الإسلام ، وهي سوق موسمية تجتمع في القبائل لمدة شهر يتفاخرون ويتبارون بما تجود به قرائح شعرائهم .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 356

يا فرحةَ الأعين الجذلى وقُرَّتها وبلسم المدنفِ(1) العاني إذا لَغِبا(2)
إليك حبّي وتقديري وما ملكت يداي بعضٌ من الحقّ الـذي وجبا
وله أبيات ـ من الخفيف ـ أنشأها بمناسبة مولد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وقد ألقاها في نهاية كلمته بالمناسبة :
أشرق البيتُ واستطال الضياءُ وبدا الأفق مشرقـاً والفضاء
وزها الركن فرحة والمصلى وصفا الجو واستطاب الهواء
وبـدا واجـم الحطـم جذولا بشـرهُ اليـوم بَيِّنٌ والرجاءُ
يوم جاد الزمـان بخير طفلٍ بعـد طاها وبـاركتهُ السماءُ
بوليدٍ لم تعرف الأرض مثلاً له لا لا ولا وَلَـدْنَ النسـاءُ
لِعلـيٍ ومَنْ كمثـل عَـلـي لا يسامى جرى بهذا القضاءُ
بـإمام ما أنجب الدهر عِدْلاً لـه زوجـاً فكانتِ الزهراءُ
ومن قصيدة من البسيط ـ في مولد الإمام المهدي عليه السلام(3) يقول في أولها :
هـذي الخمـائـلُ في ذكراه تَأْتَلِقُ والغصن رحَّب والأزهارُ والورقُ
والطير شادٍ على الأفنان(4) مغتبطٌ مرفرفٌ راقـصٌ لاهٍ بهـا نـَزِقُ
والنهر سار وسار الخيـر يصحبهُ جذلان يسرع في الـوادي وينطلقُ
والكون رحَّبَ كل الكون في فرحٍ والنور فاض وفاض الوهج والأَلْقُ
فـي كـل سـاح وناحٍ ذاب لؤلؤهُ والجـو أشـرف والأرجاء والأفق
فـي مـولـد وارف الأفياء يغمرهُ عطر الـولاء لآل البيـت والعبق
فـي مقـدم القائـم المهدي ومولده هذي الحناجر بالترحـاب تنطلـق

(1) المدنف : المريض .
(2) لَغِبَ : تعبَ بشدة .
(3) المهدي : هو الإمام الثاني عشر من أئمة الإمامية محمد بن الحسن العسكري ، ولد بسامراء في النصف من شعبان 255هـ ، وغاب عن الأنظار سنة 260 ، وسيظهر في آخر الزمان ليملأ الأرض عدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً .
(4) الأفنان : الأغصان .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 357

إلى أن يقول :
تغـيـرُ تزحـفُ في صبحٍ وفي غسقٍ سيّان ذاك لديها الصبح والغـسـق
فيها الليوث رجال(1) الحرب من حضر فيها الأشـاوس فيها من لها خُلقوا
يمضـون حتـى يكـون الفتح غايتهم والأرض تفتح(2) والآمال تصطفقُ
ويورثُ العيشُ بعد الجذب(3) في رغدٍ ويمحي الـخـوف والبأساءُ والقَلَقُ
ويُطلـقُ الكـونُ من أسْرٍ أضَرَّ به(4) وتعتـقُ النفـس والأرواح تنعتـق
وينشـر الـعـدل في الأرجـاء رايتَهُ ويأمن البحر والأجواء والطرقُ(5)
عَـجِّـلْ فديتكُ يا ابن الأكـرمين فها كل الأراذل قد طـالـت لهم عنقُ
ولننتقل إلى شعره السياسي بعدما قدمنا بعض العينات من الشعر الديني ومن ذلك قصيدة ـ من مجزوء الرمل ـ تحت عنوان «قدس قسطال(6) الأنين» التي أنشأها في التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك من عام 1417هـ ، وقد ألقاها في مدينة أبيدجان الذي يقول في أولها :
قدسُ قدسُ المجد أنتِ أنتِ قدسُ الأقدسـيـن
أنت فوق المـدح أنتِ فوق وصف الواصفين
أنتِ كـهـف الله أنتِ أنتِ كهف العـالميـن
ولعـشـاق المنـايـا ولكـل الصـامديـن
أنـتِ تبقيـن وتبقيـ ـنَ مـلاذ الـلائدين
رغم أنف الكفر لا بَلْ رغم كل الحـاقديـن
وستبقـيـن وتبقـيـ ـنَ علـى مرّ السنين
رغم كل الكرب والبلـ ـوى وكيد الكـائدين

(1) في نسخة : «ليوث» بدل «رجال» .
(2) في نسخة : «وتفتح الأرضُ» .
(3) في نسخة : «في حصب وفي رغد» بدل «بعد الجدب في رغد» .
(4) وقال الشاعر محمد علي آل كمونة ـ من البسيط ـ :
عجل لعلك من أسرِ أضرَّ بنا تفكنا وتولّى دفن قتلانا
(5) في نسخة : «وتأمن السبل والآفاق والطرق» .
(6) القسطال : قوس قزح ، حمرة الشفق ، ومنه أيضاً كثرة الغبار .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 358

إلى أن يقول :
قدس أصبحتِ بيتـمٍ بيـن قومٍ مجرمـيـن
لا تنادِ اليـوم يا قد سُ فـلا راعٍ أمـيـن
خانكِ الأعراب يا قد سُ فسل عنهم رابين(1)
أيـن عز المسلميـن أين عهـدُ المسلميـن
أفـال حـُرٌَّ أبــيٌّ وغـيـورٌ لا يلـيـن
افـلا ليـثٌ هصور يقـتـل الوحش اللعين
يقتدي بالصيد بالأحـ ـرار جيل الصامدين
بالغيارى ينسفون الـ أرضَ تحـت المعتدين
بالأُبـاة الشوس عشّا ق المنـايـا الثـائرين
وجنـود الليـل أشبا لِ الليـالـي الساهرين
ويقول في أخرى ـ من البسيط ـ عن لبنان أنشأها عام 1418هـ في أبيدجان :
حيث استقرت عيون الشمس تلقانا إنا رفعـنـا إلـى العليـاء لبنانا
تجثو المفـاخـر إجلالاً وتكرمةً أمـامَ تـاريخنـا الزاهي ودنيانا
وتستـريـح المنى تهوى خمائلنا وتستظل العلـى في ظل عليـانا
وفي خطـانـا يسيرُ العلمُ يتبعنا أنّى ارتحلنـا ويسعـى أينما كانا
تهوى المكارم فـي شوق مرابعَنا والفضـل يبسمُ في الآفاق جذلانا
والعزُّ يزهرُ مزهوّاً ومـزدهـرا والفخر يورق في الأنحـاء ريّانا
والمجـد يدرج في أعلى مدارجنا والكـون يرمقنـا سِراً وإعـلانا
حُسنُ المآثر بعضٌ من صنائعنـا كذا الشجـاعة بعض من سجايانا
سلْ مَنْ سألتَ تجد تـاريخنا أبداً يزكـو وينشرُ أطيابا وريحـانـا
سَل الوفاء إلى الأوطان كيف غدا في أرض لبنان بعضاً من شظايانا

(1) رابين : هو إسحاق رابين ، رئيس وزارة إسرائيل السابق ، وفي عهده جرت مباحثات الصلح في أوسلو بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني ، وقع مع ياسر عرفات والرئيس الأميريكي بيل كلينتون في أمريكا اتفاقية أُوسلو ، اغتيل عام 1416هـ في تل أبيب .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 359

سَلْ الجـنـوبَ سَلِ الأرض التي بَذَلَتْ دَمَ الشهـادة حتى فاض طوفانا
سل البقـاع الـذي أعـطـى بلا كلل والجـوُّ يمطرُ أشـلاءً ونيرانـا
سَـلِ المعـارك عـنـّا عـن بسالتنـا فالمـوت يُحجمُ حين الموت يلقانا
نُفجِّـر الأرضَ يوم الرَّوع نَنْسـفـهـا تحت الطغاة فتغدو الأرض بركانا
وتخـرج الصِّيـدُ من آجامها(1) غضباً وتجعـل البيد كـل البيد مَيْدانـا
نحمي المثاب(2) نصونُ العرض نحفظهُ مـن كل باغٍ وطاغٍ رام عُـدوانا
نستنبـتُ الأرضَ أحـْراراً مـسـاورةً ونبـذل النفـس للـرحمان قربانا
هـي الحقـائـق تـبـدو فـي تَأَلّقهـا وذي الوقـائِعُ تنبي عن مزايانـا
شـواهـدٌ حـيـَّةٌ للعـيـن مـاثـلـةٌ تحكـي وتنطـقُ إسراراً وإعلانا
حييت لبـنـان حييـت الأُلـى ركبـوا ظهرََ المنايا وصاروا من ضحايانا
ماتوا فداءً عن الأرض التـي عَشِقـوا أرض النبوَّةِ والتشـريـع مُذْ كانا
أرض المسيـح مسيـر الله صفـوتـه فأحمد الخلـق خير الخلـق ميزانا
لبنـان لبنـان أرض العـِزِّ مـن قِـدَم وغابُ أسدٍ حَوَتْ صيداً وشجعانا(3)

(1) الآجام : مأوى الأسد ، ومنه أيضاً الشجر الكثير الملتف ، والصيد الأسود .
(2) المثاب : مجتمع الناس .
(3) من رسالة الشاعر إلى المؤلف .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 330




دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 361


المُستَدْرَك


دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 362




دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 363

موضعها الطبيعي
بعد رقم (3)
(44)
إبراهيم بن أحمد الحضراني
1338 ـ ...هـ = 1920 ـ ....م

هو الشاعر إبراهيم بن أحمد بن محمد الحضراني(1) اليمني ، ولد في بلدة خربة أبو يابس(2) وذلك عام 1338هـ وترعرع في مسقط رأس ودخل الكتاتيب وأخذ بدايات تعليمه من مشايخ بلدته ، وكان لوالده(3) الأثر البالغ في ترسيخ ولاء أهل البيت عليهم السلام عبر المقطوعات الشعرية التي كانت متداولة والتي منها ما ينسب إلى الصاحب بن عباد(4) من البسيط :
لا عـذب الله امـي انها شربت حـب الـوصي وغذتنيه بـاللبـن(5)
وكان لي والد(6) يهوى ابا حسن فصرت من ذا وذي(7) أهوى ابا حسن
فكان لهاتين وأمثالهما من المقطوعات الولائية الاثر البالغ في بناء شخصيته الولائية والأدبية .

(1) الحضراني : نسبة إلى حضران قرية في جبل الشرق من مدينة آنس .
(2) خربت أبو يابس : تابعة إدارياً لمدينة عنس (عنز) .
(3) كان والده يعيش في تعز ويعمل في كنف ولي العهد اليماني أحمد بن يحيى حميد الدين من أئمة الزيدية .
(4) الصاحب بن عباد : هو إسماعيل بن عباد الملقب بالصاحب (326 ـ 385هـ) الطالقاني الاصفهاني ، تولى الوزارة للبويهيين ، كان شاعراً اديباً ، وعالماً فاضلاً ، وسياسياً محنكا ، مؤلفاً قديراً ، من مؤلفاته عنوان المعارف ، الاقناع في العروض ، أحوال عبد العظيم .
(5) تردد في اليمن : «واستقتنيه باللبن» .
(6) جاء «اب» بدل «والد» .
(7) جاء في ترجمته «وانني مثله أهوى أبا حسن» .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 364

هاجر شاعرنا إلى مدينة ذمار(1) والتي كانت مركزاً لأتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام وفيها أخذ من فنون الفقه على يد السيد اسماعيل السوسوة(2) ودرس فقه المذاهب الاخرى عند الشيخ أحمد بن عبد الوهاب الوريث(3) والشيخ علي بن حمود الديلمي(4) والشيخ أحمد سلامة(5) ثم انه انصرف إلى الادب حيث استذوقها منذ نعومة أظفاره واستطعمها مع الرضاعة ، فاستهوى مجالس الأدباء والتردد عليهم ، وبدأ بمراسلتهم ، فراسل استاذه الوريث ، وكانت أول قصيدة من مجزوء الرمل نشرت وهذه مطلعها :
أيـهـا القـائـم بالْـ أمرِ الذي يرضي الكتاب
دَمُ لَيْلِ الجهلِ في الأُمْـ مَـةِ بـَدراً لـَن يغـاب
ثم انه انتقل إلى مدينة تعز(6) حيث كان والده مقيماً بها وهناك التحق بمدرستها العلمية ، ودرس الادب عند الاديب أحمد بن عثمان القدسي(7) وغيره من الشعراء والادباء ، واتصل بامثل السيد محمد الكوكباني(8) والسيد يحيى بن الهادي(9) كما تردد على عدد من المفكرين كالسيد أحمد الشامي(10) ومن هنا جاء اتصاله بـالأحرار(11) في اليمن ، وكان يمدهم

(1) ذمار : مدينة تقع جنوب العاصمة صنعاء ، وشرق مدينة الحديدة الساحلية وهي قاعدة المحافظة .
(2) السوسوة : من علماء أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام والمدرسين في مدينة ذمار .
(3) الوريث : كان رئيس مجلة الحكمة اليمانية وهو أحد المفكرين الأدباء ، وبيت معروف بالفضل والادب في مدينة ذمار .
(4) الديلمي : من العلماء الافاضل ومدرسي الفقه بمدينة ذمار .
(5) سلامة : من العلماء الافاضل ومدرسي الفقه والحديث بمدينة ذمار .
(6) تعز : قاعدة محافظة في جنوب اليمن تقع في منتصف طريق صنعاء وعدن تقريباً .
(7) القدسي : من المشايخ الفضلاء والادباء والشعراء بمدينة تعز .
(8) الكوكباني : من اشراف الزيدية .
(9) الهادي : من اشراف الزيدية ، حاكم مدينة صبر آنذاك .
(10) الشامي : هو أحمد بن محمد ، ولد في مدينة الضالع باليمن عام 1342هـ ، أديب شاعر ، سياسي كاتب ، تولى المناصب في الدولة ، كالوزارة والسفارة ، تولى سفارة لندن وباريس ، من آثاره : تاريخ اليمن الفكري ، النفس الأولى ، شعراء اليمن .
(11) الأحرار : حركة كانت تطالب بالاصلاح في اليمن عرفت بحركة الدستور .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 365

بشعره وكانت أول قصيدة نشرت له في صوت اليمن التي تتولاها المعارضة وذلك تحت عنوان نشيد الاحرار من مجزوء الخفيف والتي مطلعها :
إن يكنْ بادَ مجدنا وهوى ركنه المشيد
وفي عام 1367هـ قام الأحرار بانقلاب فاشل(1) فألقي القبض عليه في مجموعة كبيرة من الأحرار إلا أن أفرج عنه ولو بعد حين .
تولى مهام إدارية منها عضو الوفد اليمني في الجامعة العربية بالقاهرة ، ومستشار ثقافي في سفارة اليمن بالكويت ، وفي وزارة الثقافة باليمن ، من نتاجه الشعري المطبوع ديوان القطوف الدواني .
هذا وله قصائد في الإمام الحسين عليه السلام أوردناها في ديوان القرن الخامس عشر . ومن شعره غير الحسيني قصيدة من الخفيف بعنوان الشلال منها :
يا حبيبي لقد مَررْنا بهذا النْـ ـنَبْـع يـومـاً وحُبُّنـا دفّـاقُ
ثُم عُدنا إليه والعُشب قد جفْـ ـفَ ، وجفَّتْ في قلبكَ الاشواقُ
هكـذا قـالَـتِ الطَبيعـةُ إنّا هكـذا ، هكـذا لقـىً وفـراق
يا حبيبي سيرجع العُشب غضاً وسيلهـو كعهـدنـا العـشـاقُ
والعصـافير في الروابي تُغنّي والشـذى(2) والزهور والأوراقْ
غير قل لي ربيعنا بعدمـا غا ب ، أيُـرجـى لصبحه إشراقُ

(1) عرفت بثورة 48 ، التي نشبت في شهر بيع الثاني من عام 1367هـ بزعامة عبد الله بن أحمد الوزير ، وعلى أثرها اعتقل عدد كبير من الأدباء والمفكرين والشعراء منهم أحمد الشامي الذي يذكر في مقدمة كتابه تاريخ اليمن الفكري : 1/9 «ساقتني الاقدار مع قافلة العلماء والادباء والوجهاء إلى معتقلات جمة.. وكان السجن يضم الخيرة من رجالات اليمن علماً وأدباً ، وبينهم فطاحل الحفاظ والفقهاء والقراء والشعراء والأدباء وزهرة شبان صنعاء وذمار واب وتعز من طلبة العلم.. وبعد مضي عامين سمح بدخول الكتب الينا.. وتحول السجن إلى جامعة علم وأدب» ومنها تخرج عدد من الادباء والشعراء والمؤلفين ، وفيها صنف المصنفات ومن نتائجها كان كتاب تاريخ اليمن الفكري .
(2) الشذى : كِسر العود ، قوة ذكاء الرائحة .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 366

يا حبيبـي وفي الضـلـوع رماد من بقايا أيامنا عبـّاقُ(1)
ضعه فوق الجراحِ ضعه ولو طر فة عيـن فإنّه تريـاقُ(2)
هـذه لحظـة هـي الدهر لامـا ضٍ تولّى ولا غدٍ سيُطاقُ
ويواصل حديثه ولكنه يتحول إلى قافية النون ليقول :
أنت لست المدان إن ذبل العشـ ـبُ فأودى(3) أو جفّت الغُدران(4)
أنت مَن أنت يا رفيق حـيـاتي وأنـا مـَن أنـا كـِلانـا دُخـانُ
عَصفتْ حولنا الرياحُ العواتـي فهـي لا نحـن يا حبيـبـي تدانُ
إننـي قد سألتُ قلبي لك الغفـ ـران يـا من وجـوده غفـران
أي قلب وكيـف يسمع قلبـي والهـوى فيه صاخـب غضبـانُ
قُضـي الأمرُ يـا أحبةَ قلبـي ليـسَ لـي قـدرةٌ ولا سلـطـانٌ
ويسترسل قائلاً بعد أن ينتقل إلى قافية الحاء :
يـا حبـيـبـي وليس أول جُرح كم حملنا لمن نَحُبُّ جراحـا
ونسيـنـا الجـراح وهـي دوام(5) والمسـاء الحزين والإصباحا
سوف أنسى ، أنساكَ يا مهجةَ النفـ ـسِ وأنسى الهموم والأَتراحا
وعلـيـك الجُنـاح(6) إذ أنّك الظا لـمُ بدءاً أمـّا أنـا لا جُناحا
إنَّ خـوفـي أن يثـأر الحبُّ مِمَّنْ داسـهُ عـامداً وَولّى وراحا
وله قصيدة أخرى ـ من الخفيف ـ بعنوان رمال عطشى :
النُدامى وأينَ منّي النُدامى ذَهبوا يَمْنةٌ وصِرتُ شآما(7)
يا أحبـاءنـا تنكـَّر دَهرٌ كـان بالأمسِ ثَغـرُه بَسّاما

(1) عبق الطيب به : لزق به ، وعبق المكان بالطيب : انتشرت رائحة الطيب فيه .
(2) الترياق : دواء يدفع السموم ، مطلق المرهم المهدئ .
(3) أودى : هلك .
(4) الغُدران : مفرده الغدير وهو مجمع الماء من السيل أو المطر .
(5) دوامي : مفرده دامية .
(6) الجناح : بالضم : الاثم .
(7) الشأم : خلاف اليُمن ، وفي البيت تورية لطيفة .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 367

ما عليكـم فـي هجرنـا مِن مـلامٍ قـد حلمنا عن الليالـي المَلاما
وطَـويْـنـا عـلـى الجراح قُلوبـاً دميتْ لوعـةً وذابتْ غـرامـا
سـوفَ يـَدري مـَن ضيَّعَ العهدَ أنا منه أسمى نفساً وأوفى ذماما(1)
نحـنُ مـَن لَقـّنَ الحمـامَ فغـنـّى ومِـن الشّوقِ عَطّر الأنساما(2)
والـنـدى في الريـاض فيضُ دموع مِـن جفـون لَنا أبتْ أن تناما
كم سجا(3) الليلُ والجوانح(4) هَيْمى(5) بتباريحها(6) تُناجي الظـلامـا
النّـدامـى وأيـنَ منـّي النـُدامـى ذهبوا يَمنةً وَصِـرتُ شـآمـا
الـرمـال العطـشـى وتلك نفـوس تتلظى صَبـابـةً(7) وهياما(8)
هَـوّمي(9) يا رمال مـا دامت النعـ ـماءُ يوماً كلاّ ولا البؤسُ داما
قد بـذلنـا النفيـس من كل شـيء فجنينا الأحـلامَ والأوهاما(10)
يـا لـيـالـي الاحـلام عودي فإنّا قد عشقنـا برغمنا الأحـلاما
نبتـدي حيث ننتهـي مـا بلغـنـا من مرام ولا شفيْنا أُوّاما(11)
وله قصيدة أخرى ـ من السريع ـ بعنوان كلهم يحدثني عنك ، أولها :
حُبُّكِ مـا أقوى وما أعمقا قـد عَلَّم الاشياءَ أنْ تَنْطقا
قالتْ لي الصَخرةُ لا تنسهُ وكيفَ أنسى حُبّي الأسْبَقا
والنهر لما جئتـه مُغـرداً يَسألُني عَن موعد المُلتقى

(1) الذمام : الحرمة ، الحق .
(2) الانسام : مفردها النسيم .
(3) سجن الليل : سكن .
(4) رجل هيمان وامرأة هيمن : محب شديد الوجه كأنه جن من العشق فذهب على وجهه على غير قصد .
(5) التبريح : المشقة .
(6) الجوانح : واحدها الجانحة ، الاضلاع تحت الترائب .
(7) معجم البابطين : 1/80 ـ 81 .
(8) الصَبابة : بالفتح الشوق ، رقة الهوى ، الولع الشديد .
(9) الهيام : الحب ، الجنون من العشق .
[ (10) هوّم : نام قليلا .
(11) الأوام : بالضم شدة العطش ، دوار الرأس .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 368

والروض حتى الروض ما لم تكن بـجـانبي ينظرني مُحنقا(1)
نَسْمتُهُ فـي مسمـعـي عـاصفٌ وزَهرهُ يوشـك أن يُحرقـا
والعطـر يـأبـى كلّمـا رمتـه من غير أنـفـاسكِ أنْ يَعْبَقا
عَلَّمـتُ ما حولـي حديثَ الهوى وكيف يضني قلبي الشَيِّقا(2)
هذا ما أمكن الحصول عليه .

(1) الحنق : الغيظ .
(2) ضنى : هزل ومرض .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 369

النقد

انطلاقاً من مبدأ أنّ الكمال لله وحده جلّ وعلا نرحّب بكل نقد بنّاء يردنا ، وسيؤخذ بعين الاعتبار في سير عملنا إنشاء الله تعالى ، كما وسيثبت نصه في الجزء الأخير من الموسوعة المسمى بالخاتمة والمخصص للتقريظ والنقد ونحوهما .

دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 370

نداء

نهيب بذي القلوب النابضة بالعلم والثقافة ، ونستمد العون من أرباب الفضل والمعرفة لتزويدنا بما لديهم من معلومات حسينية لاسعاف هذه الموسوعة «دائرة المعارف الحسينية» التي تولت دراسة كل ما له علاقة بالإمام الحسين عليه السلام ونهضته المباركة وأنصاره الكرام ، والتفضل بإرسالها على العنوان التالي :
Hussaini Encyclopedia
P.O Box 925
London Nw2 4pz
أو على رقم الفاكس (لندن) Fax : 0181 - 2081140 .


السابق السابق الفهرس