لهفـي عـلـى تلك الديار وأهلهـا |
|
لـو كـان تنفـع غلتـي لهفاتي |
يا ليت شعري هل أرى ذاك الحمى |
|
حـال مـن الفتيـان والفتيـات |
سرعـان مـا درجت أويقات اللقا |
|
إن البـروق سـريعـة الخطوات |
أشكـو إلـى الرحـمـان بعد أحبة |
|
عصف الزمان بهـم وقرب عداة |
خطب دعـاني للخروج من الحمى |
|
فخـرجـت بـعـد تلوم وأنـاة |
وتركتـه خـوف الهـوان وربمـا |
|
ألقي الغريب عصاه بين عصاة(1) |
غـرام وتشتيت وشـوق مبـرح |
|
فلـلـه ما يلـقـى الفـؤاد المـقـرح |
أما والهوى يا مي(3) لولا معاهد |
|
لأحبـابـنـا فيهـن مسـرى ومسـرح |
لما بت في نار من الوجد اصطلي |
|
لظـاهـا وفـي بحر مـن الدمع أسبح |
أما تتقيـن الله يا مي في فـتـى |
|
على سروات(4) النيب(5) يمسي ويصبح |
يشيم(6) بروق الشام وهو بفارس |
|
لقـد بعـد المغـدى وشـط الـمـروح |
ليسقيكـم يا جيرة الشـام وابـل |
|
مـن الـمـزن محلـول النطاقين مدلح(7) |
وما زلت قد فـارقتكم في صبابة |
|
لـواعجهـا في حبـة القلـب تـقـدح |
وتضطرب الأحشاء عند ادكاركم(8) |
|
كمـا اضطـرب المـذبوح ساعة يذبح(9) |
يا نزولاً بين جمـع والمصلـى |
|
قـتـل مثلي في هواكم كيف حلاّ(2) |
عَقَـد الصـبُ بـكـم آمـاله |
|
لـيـت شعري من لذاك العقد حلا(3) |
قال لي العاذل أضناك الهـوى |
|
فـانتجـع غيـر هواهم قلت كـلا(4) |
فـانثنى عني وما زال المنـى |
|
من فتى أمسـى على الأحباب كلا(5) |
أيها البـارق سلهم عن دمـي |
|
إن تـوسطـت حمـاهم كيف طُلاّ(6) |
واسق جيران اللوى والمنحنـى |
|
وابـلاً تحـيـا بـه الأرض وطلا(7) |
لا تـرم مـنـي سلوّاً بعدهـم |
|
نـأيهم والهجر سلّ الصـبـر سلا(8) |
مـا عـلـى طيفهم لو زارني |
|
وأمـاط الحزن عن قلبـي وسـلاّ(9) |
لـي قلـبٌ سبـق الناس إلـى |
|
حبهـم واعـتـاقـه السقم فصلى(10) |
عجباً كيف استباحوا مهجـتـي |
|
وهي مغنى خير من صا م وصلى(11) |
حسن الأخلاق سبـط المصطفى |
|
مفـزع النـاس إذا ما الخطب جلا(12) |
طـالـمـا أذهب عن ذي فاقة |
|
بنـداه ظلمـة الفـقـر وجـلـى(13) |
ماجد تسري المعالي إن سرى |
|
وتنـادي بحلـول حـيـث حلا(1) |
وقـع الله بـه قـدر العلـى |
|
وبـه جيـد الهـدى والدين حلى(2) |
أي راع لا يـراعـي أحـداً |
|
غير مَن يـرعـى لديـن الله إلا(3) |
حجـة الله الإمـام المجتبـى |
|
ذو الأيـادي خير خلـق الله إلا(4) |
خيـر حبـل مدّة الله لمـن |
|
صـدّه الشيطـان عـنـه وأزلا(5) |
نشـر العـدل فكم من ظبية |
|
تمتـطـي في مهمهٍ(6) ذئباً أزلا(7) |
ذو بنانٍ كشـآبيب(8) الحيا |
|
أنهل الـحـران(9) منهن وعلاّ(10) |
خفض البخل ومن دان بـه |
|
وبناء الجود والإحـسـان علّى(11) |
رفعـتـه قـدرة الله إلـى |
|
مـا تمـنـى فدنـا ثم تدلّـى(12) |
دوحة العلم الإلهـي التـي |
|
فرعـهـا في جنة الخلد تدلـى(13) |
سيـدي يا حجة الله الـذي |
|
لأمور الإنس والجن(14) تولى(15) |
فاز والله وما خـاب فتـى |
|
بكـم يـا خيـرة الله تـولـى(16) |
عبقٌ يفـوح بجوهـا وسماها |
|
وسناً يذوب بسهلـهـا وذراها |
هذا يعطر بالأريج شعـابـهـا |
|
وبذا تـلألأ روعة عليـاهـا |
فتسيـر أنفـاس النسيـم بليلة |
|
همساتها خلف الهضاب تناهى |
وتسيل من رئة الصباح يسوقها |
|
شـوق لتلثم للورود و شفاهها |
وتذوب في وهج العنـاق بقبلةٍ |
|
كعروس صـبّ عانقت لفتاها |
وترين أوراد الخميل بسكـرها |
|
وشـافهـا حَبَبُ الندى يغشاها |
وكـأنمـا موجٌ النسيم سحائب |
|
تشكو لصاديه الغصون هواها |
وكـأنمـا الأوراق أشرعةٌ بها |
|
قـد أبحرت جذلاً بكـل حباها |