دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 331

الجليل الولي(1) والشيخ محمد رضا آل ياسين(2) والسيد محسن الحكيم(3) ، والشيخ خلف العصفوري(4) وبقي بها بضع سنوات ثم عاد إلى عالي عالماً ومؤلفاً وشاعراً ، واشتغل بالتدريس والإرشاد وإقامة الصلاة ، وبلغت مؤلفاته ستة عشر مؤلفاً منها في العقيدة ومنها في الفلسفة والفقه والسيرة ومنها في الأدب والشعر ، ومن تلك الحاشية على ديوان أبي البحر الخطي(5) ، ديوان المراثي ديوان شعره الكبير(6) ، وديوان آخر باسم السوانح ، ومما جاء في ديوانه هذه القصيدة اللامية ـ من البسيط ـ والتي يقول في أولها :
وعد العراقيب(7) هل آن الوفاء به وطالما وعدت سلمى(8) ولم تفِ لي
قـد عز ريك لي يومٌ عطشـت به وجـاء ريك لـي في يوم منتهلـي
إن أخصبـت أرضهـا أتي لمنتزح لا ناقتي فـي مراعيها ولا جملي(9)
قـد كنـت أكره دين الاعتزال بها في سالك الدهر حتى عدت معتزلي
لـولا جنـايـة أيـام لقيـت بهـا لما احتدمت ولا أنشدت مرتحـلـي
فكم حملـت من الأثقـال راسـيـة توحي إلي بوحي الكاهل العبل(10)

(1) الولي : لم أعثر على ترجمته .
(2) آل ياسين : هو ابن عبد الحسين الكاظمي ، ولد سنة 1297هـ ، من علماء الإمامية ، له مصنفات عديدة منها (لغة الراغبين في فقة آل ياسين) ، وله ديوان شعر ، مات سنة 1370هـ .
(3) الحكيم : هو ابن مهدي بن صالح الحسني الطباطبائي ولد سنة 1306هـ ، له مصنفات عديدة منها : مستمسك العروة الوثقى ، حقائق الاصول ، توفي سنة 1390هـ ودفن في النجف ، كان من مراجع الإمامية وعلمائها .
(4) العصفوري : هو ابن أحمد بن محمد الدرازي الشاخوري البحراني ، ولد سنة 1285هـ وله تصانيف عديدة منها (الأنوار الجعفرية) و(منتخب الفوائد) مات بعد عام 1338هـ .
(5) الخطي : هو جعفر بن محمد بن الحسن بن علي بن ناصر المتوفى بعد عام 1028هـ كان شاعراً أديباً وعالماً فاضلاً .
(6) توجد نسخة مصورة منه في مكتبة المؤلف بلندن .
(7) العراقيب : واحدها العرقوب وهي الحيلة .
(8) سلمى : امرأة يُضرب بها المثل في التغزل .
(9) ضمن المثل المعروف : «لا ناقة لي فيها ولا جمل» .
(10) العبل : ورق مفتول غير منبسط ، أو الساقط من ورق الشجر .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 332

أقمـت فيهـا خمـول الـذكر محتقر وفي الحقيقة مثلي مضرب المثل
سلها وقد جد ضعني في الضحى علنا هل فرقت بين مثوائي ومرتحلي
ألم تكـن علمت أني ابن بجدتهـا(1) يوم الهزائز وابن الضيغم البطل
ما كنـت آسـف إلا أنـنـي رجـل عصري قديم ومأمون من الحيل
إلى أن يقول :
عرفت دهري على وجه اليقين فلا أوليه عتباً ولا شيئـاً مـن الأمـل
لا يبـرح الـدهر لو ترخى أزمته وغـابـرات ليـاليـه على الخطل
نهنه(2) عليك فما تجـدي ملامته لا ، لا كذلك شأن الناكث الرذل(3)

وله في العتب قصيدة ميمية ـ من الطويل ـ يعاتب فيها صديقه الشيخ عبد الحميد الخنيزي(4) .
أخو الود إنا قـد حمدنا إلهنـا بـأنك فينا صاحب الفكر حازم
ولكننـي أشكـو إليـك ملمة غدا القلب من نيرانهـا يتضرم
مضاضة قلب لو أبثك وجدها لخيـل أن العذر منك مظـالـم
تنزهت عن أمثال ذلك جـانباً ولم أعتقـد هذا وربـك عالـم
سوى أنني من بعض ذلك أنفة تجرعها قلبي أسى وهو كاظم(5)

ومن حكمياته قصيدة ـ من الرمل ـ قال في أولها :
ليس من يحيى حقيقياً بالحياة إن تنـاست نفسه سر الممات
أو تناسـى سر ما عاش له والذين شـاركـوه في الحياة
ليس من عـاش خلياً أبلهـا بل هو المضنى بما جاء وفات
ليس من يكفيك أمراً كـافياً بـل هو الكافي مهمات الكفات
ليس مـن أسعر حرباً بطلاً بل هو المبطل إدراك لديـات

(1) ابن بجدتها : أي عالم بالأمر ، وبجدة الأمر : باطنه وحقيقته .
(2) النهنهةُ : الكفّ .
(3) موسوعة شعراء البحرين : 1/40 .
(4) الخنيزي : هو الشيخ عبد الحميد بن علي .
(5) موسوعة شعراء البحرين : 1/42 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 333

ليس من حذلقة(1) السن فتـى بـل هو الأروع حر الموهبـات
ليس من لم يعص يدعى ورعاً بـل هو التـارك كل الشبهـات
ليس من لم يكب يدعى حازماً بل هو الجافي طريق الكبوات(2)

وله أيضاً من قصيدة ـ من البسيط ـ :
بي من بلا الدهر تطويق وتقليد ومـن تـآويـلـه مـد وتشـديـد
يراود الحب قلبـي وهو طيعه وكيف يعصي وأسباب الهوى رود(3)
مآخذ القهر من أين المناص لنا منه وممـا جنته الخرد(4) الخود(5)
تكسرت وأسارت لي فملت لها والقلـب منقبض والطـرف ممدود
جاءت وطرتها من فوق غرتها فـالشمـس طالعـ ة والليل موجود
الـخـد حد له في القلب تخديد والقـد عـود له فـي النفـس تقديد
ولـو دنونا لهم قالوا لنا ابتعدوا ولو دعونـا لهم قلنـا لهم عودوا(6)

ويقول في قصيدة أخرى ـ من البسيط ـ في الصفات الحسنة والسيئة :
من يسمع الحق إن الحق هتاف وكان لله فـي الراجين الطاف
من يفعل الخير لم يعدم نوافله فدولة الخير بين الناس أسلاف
من يعدم الحلم لم يسلم له خلق إن الجنون بغير الحلم أصناف
لا يحمد الناس من مرء مروته حتى يكون لـه عدل وإنصاف
ولا يسود زعيم فـي عشيرته حتـى يكون له بذل و إسعاف
لا تحتقر سر من تبدو دمامته فأحسن الـدر ما تحويه أصداف
ليس الجبان الذي يخشى منيته إن الجبان الذي هالته أرجاف(7)

وقال مخاطباً عاذليه من قصيدة ـ من الوافر ـ :

(1) حذلق الرجل : أظهر وادعى الحذق وهي المهارة .
(2) موسوعة شعراء البحرين : 98 .
(3) الرود : يقال ريح رود أي لينة الهبوب .
(4) الخرد : الجارية ، والبكر لم تُمس قط .
(5) الخود : المرأة الشابة .
(6) موسوعة شعراء البحرين : 122 .
(7) موسوعة شعراء البحرين : 169 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 334

تلطف في ملامك يا عذول وهل أسمعت حياً مـا تقول
عذيرك من عذلت فأنت غر بما بـلـغ الهوى منا جهول
دخولك في الأمور بغير علم فضـولي ومنطقك الفضول
ولسـت الأولـي بما تعاني فشأنكم اقصروا فيه وطولوا
فـإن العاذليـن لنا كثيـر وأما الـعـاذرون فهم قليل
قصير الحب يا هذا طويل وأصـغـر أمره أمر جليل
وأدنى ما يكون من المبادئ يكون لقلب صاحبه الذهول
أتعلم من عذلـت وما هواه تنح فإنـه الخطب المهـول
كأن الناس ليس هم الأناسي بما كانوه بل جن وغول(1)

وقال من قصيدة في التفكر في خلق الله ـ من مجزوء الكامل ـ :
الفكر يصبح فـي انطلاق وعلى صبـوح واغتباق(2)
والـكـون فـي تصريفه آت بــآيـات لـبــاق
تفنـى الخـلائـق كلهـا لـكـن وجه الله بـاقـي
إن كـان آخـري الفنـاء فليـس ينفعنـي أبـاقـي
إن كـان حـكـم الله قدر أي شـيء مـنـه واقـي
والمرء ماض في الطريـ ـق وليس يدري ما يلاقي
والـكـون أمضاء الحكيـ ـم على اختلاف وانتساق
مـن بسـمـة فوق الشفا هِ ودمعة فـوق الـمـراق
مـا بيـن بـاك بالضحى وضاحك تحـت الرواق(3)

وقال يذكر الشيب والموت في قصيدة ـ من مجزوء الكامل ـ :
الشيب من نذر الحرام والموت مستبق الأنام
وجميـع أعناق الأنام مطـوقـات بالحمام
فإذا تصـبـح بالكرام فقـد تغبـق باللئـام
إذ لا يمـانـي لا يبا لي لا يحابي بالسلام

(1) موسوعة شعراء البحرين : 186 .
(2) الاغتباق : العشى .
(3) موسوعة شعراء البحرين : 177 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 335

لم يعشه نور النـهـا رِ ولا يتعتع(1) بالظلام
لا يختشي لمع السيو فِ ولا يُخـوَّف بالسهام
يغدو فيصرع من يلا قيه ويرمي كل رامي(2)

وله أيضاً من قصيدة ـ من الكامل ـ :
وصلت كزورة طيفها المتخيل حذر الرقيب فانهلن وعلل(3)
غفل الرقيب فامكنتها فرصة قد لا يطول زمانها فتعجـل
وإذا وجدت صـدودها فلعلـه كانت هي الأدرى بها فتجمل
وعجبت إذ سمح الزمان لآمل مـاقـي زمانك بغية لمؤمل
حكم الزمان على الكرام وحكمه ماض بـأن لا يكرموا فتقبل
فكـأنهـم غرماؤه لم يستخفوا منـه إلا بلغـة المتـسـول
أمــا اللئـام فـإنهـم أبناؤه ومحلهم من نفسه لم يجهل(4)

وقال ـ من الكامل ـ في قصيدة :
مالي بوادي الأبرقين(5) مرام لولا الذين بثغرتيـه أقاموا
لعن الوشاة بما جنوه عليك يا سلمى عليك تحيـة وسلام
فتكلمي ولتخرس الخطباء عن نطق فما كل الكلام كلام
هذا البياض مشوه شعري وفي أبشاركن صبابة وغـرام
ونحافة الأجسام نقص وهو في أخصاركن تهيّف وقـوام
ذم التثنـي غيـر أن قدودكن موائس(6) تهفو وهن قيام

(1) تعتع الشيء : حركة بعنف وقلقله .
(2) موسوعة شعراء البحرين : 199 .
(3) علله : سقاه سقياً بعد سقي .
(4) موسوعة شعراء البحرين : 189 .
(5) الأبرق : جبل مخلوط برمل ، جاء في معجم البلدان : 1/66 «إذا جاؤوا بالابرقين في شعرهم مثنى فأكثر ما يريدون أبرقي حُجر اليمامة وهي منزل على طريق مكة من البصرة بعد رميلة اللوى للقاص ، مكة ، وقال الزمخشري الابرقان : ماء لبني جعفر» .
(6) الميس : التبختر في المشي .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 336

ويبـكـتـون(1) على الفتور وأنه بلحاظكن على الصباة سهام
ما قدر أسود غير أن شفـاهكـن بها لقلب الـوالهين هيـام
وشعـوركـن إذا أظلـت غـرة فالبدر بدر والظـلام ظلام
مـالـي وما للخرد الخود الحسان ومـا لهـن رعاية وذمـام
يظهـرن للـنـاس الوئـام لهالك فـي حبهـن ومالهـن وئام
يقتلـن بـارزة وفـي حجلاتهـا ولـهـا بآفاق السماء ضرام
وسنابك الميمون تفحص في الثرى فيغير الأجواء منه(2) قتام(3)

ونختم ترجمته بأبيات من قصيدة ـ من البسيط ـ في رثاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويذكر فيها وصيه علياً عليه السلام :
إذا سرى الـبـرق من نجد بتذكار فقد تذكرت ما للدار من جار
حـديثـاً ذو شجـون يابن جارتنا فعد عـلـي بـإيراد وإصدار
واضرب لنا مثلاً بالمصطفى وعلي المرتضى فربيب الدار للـدار
وأنسب ذراعـاً بما فيها إلى عضد والصنو للصنو في طيع وآثار
زكّـاه أكـرمـه ربـّاه علّـمـه مغيبـات مضامين وأقدار(4)

إلى أن يقول :
فالمصطفى مصطفى مما برى الباري والمرتضى مرتضى مما ذرى الذاري
أمير سلم وإسـلام مسلمة له ولايـة أبـرار وفجـار
لا يقبل الله من عبد عبادته إلا به وتذكر منه يا حار(5)

(1) بكت : ضرب ، غلبه بالحجة ، قرعه وعنفه .
(2) القتام : الظلام ، الأسود .
(3) موسوعة شعراء البحرين : 203 .
(4) في حلية الأولياء 10/86 أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : (من سرّه أن يحيا حياتي ويموت مماتي ، ويسكن جنة عدن غرسها ربي ، فليوال علياً من بعدي وليوال وليه ، وليقتد بالأئمة من بعدي فإنهم عترتي خلقوا من طينتي ، رزقوا فهماً وعلماً ، وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي للقاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي) .
(5) إشارة إلى القول المحكي عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، وقد نظم فيه السيد الحميري شعراً ـ من المنسرح ـ منها :
=
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 337

عنى به الحارث بن الأعور الهمدا ني(1) ومن خير أنصار وأخيار

إلى أن يقول :
مات الرسـول فماتت كل كائنة وكـدرت صفـوة الدنيـا بأكدار
وأصبحت حركات الكون ساكنة والأرض مـؤذنـة منـه بتسيـار
وأظلمت صفحات الجو وانطبقت دوائر الأفق واصطكت بأعصار(2)

ولا يخفى أن والده توفي عام 1330هـ فكفله أخوه الشيخ محمد حسين ، ثم ماتت امه عام 1334هـ فعاش يتيم الأبوين وإلى ذلك يشير بقوله ـ من الطويل ـ :
أرواح من يتم لفقر لغـربة تمض الحشايا من مغبتهـا مضّا
تطفلت في أهلي فلم أرَ منهم سوى كبد حرى وأفئدة مرضى(3)

توفي في بلدة عالي التي استوطنها قبل أن يسافر إلى النجف ، ليلة الرابع من شهر رجب بالسكتة القلبية(4) .
وكان إلى جانب علمه وفقاهته وأدبه وشعره ، ينظم باللهجة الدارجة أيضاً .

=
يا حار همدان من يمت يرني من مؤمن أو منـافـق قبلا
يعـرفنـي طرفه وأعـرفه بعينه واسمه ومـا فعـلا
أقول للنـار وهي توقد للعر ض ذَريه لا تقربي الرجلا
ذريه لا تقـريبـه إن لـه حبلاً بحبل الوصي متصلا
(1) الهمداني : هو ابن عبد الله بن كعب الخارفي الحوتي ويقال له الحارث بن عبيد ، مات سنة 65هـ ، وكان شديد الولاء للإمام علي عليه السلام ومن رواة حديثه .
(2) موسوعة شعراء البحرين : 1/151 .
(3) ديوان المرائي للشاعر .
(4) أخذنا ترجمته من نجله الشيخ علي المبارك .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 338

(41)
إبراهيم بن نصر الموصلي
النصف الأول من القرن 6 ـ 610هـ = النصف الأول من القرن 12 ـ 1213م .

هو الشيخ أبو إسحاق إبراهيم ظهير الدين بن نصر بن عسكر الشافعي الموصلي المعروف بقاضي السلامية .
المولود بالسندية(1) ـ العراق ـ في النصف الأول من القرن السادس الهجري والمتوفى بالسلامية(2) ـ العراق ـ يوم الخميس ثالث ربيع الثاني عام 610 هجرية .
درس في بغداد في المدرسة النظامية(3) على الوزير عون الدين يحيى ابن محمد الحنبلي(4) ودرس في الموصل على القاضي أبي عبد الله الحسين بن نصر بن خميس الموصلي(5) حتى أصبح فقيهاً بارعاً وأديباً

(1) السَّنديَّة : بكسر أوّله ، وسكون ثانيه ، بلفظ نسبة المؤنث إلى السند : قرية من قرى بغداد على نهر عيسى بين بغداد والأنبار .
(2) السلامية : من نواحي الموصل كانت تقع على نهر الموصل من الجانب الشرقي أسفل الموصل بينهما مسافة يوم ، فالموصل كانت تقع على الجانب الغربي منها ، وقد خربت السلامية القديمة التي كان الشيخ أبي إسحاق قاضياً بها وأنشأت بالقرب منها بلدة أخرى سموها باسمها أيضاً ، قال الدكتور مصطفى جواد تبعد عن الموصل 5 فراسخ أي زهاء 27 كيلومتراً .
(3) النظامية : تم الانتهاء من بناء المدرسة عام 459هـ ببغداد ، وقام بإنشائها خواجه نظام الملك الطوسي أحد أشهر وزراء العهد السلجوقي ، وقد صرف عليها مائتي ألف دينار من ماله الخاص ، وكان يدرس فيها نحو ستة آلاف طالب .
(4) الحنبلي : هو ابن محمد بن هبيرة بن سعد المكنّى بأبي مظفر المتوفى عام 555هـ .
(5) الموصلي : ويقال له الكعبي الجهني ، من فقهاء الشافعية ، ولد بالموصل عام 460هـ وسكن بغداد ثم عاد إلى الموصل وتوفي فيها عام 552هـ .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 339

شاعراً ومحدثاً فاضلاً ، تولى القضاء في السلامية(1) بموصل العراق ولذلك اشتهر بقاضي السلامية .
ورثى الإمام الحسين عليه السلام رغم كونه على المذهب الشافعي بأبيات ذكرناها في قسم الأشعار .
ومن شعره الذي يصف نفسه فيه ـ من السريع ـ :
لا تنسبونـي يا ثقاتي إلى غدر فليس الغدر من شيمتي
أقسمت بالذاهب من عيشنا وبـالمسـرات التـي ولّت
إني على عهدكـم لم أحل وعقدة الميثـاق ما حلّت(2)

وينصح مكي(3) شيخ زاوية في بلدة البوازيج(4) بالموصل ـ من المتقارب ـ :
ألا قـل لمكي قول النصوح فحـق النصحيـة أن تُستَمع
متـى سمع الناس في دينهم بـأن الغِـنـا سُنـَّةٌ تتبـع
وأن يأكل المرء أكل البعير ويرقص في الجمع حتى يقع
ولو كان طاوي الحشا جائعاً لما دار من طرب واستمـع
وقـالـوا سكرنا بحب الإله وما اسكر القوم إلا القِصَع(5)
كـذاك الحمير إذا أخصبت ينقزها(6) ريّها(7) والشبع(8)

(1) مجلة البلاغ : العدد 2/السنة/1/ الصفحة : 7/ التاريخ : ربيع الأول 1386هـ .
(2) أدب الطف : 24/4 .
(3) مكي : قال ابن خلكان كان في البوازيج زواية لجماعة من الفقراء اسم شيخهم مكي ويظهر من غيره أن هؤلاء كانوا من المتصوفة الذين يستخدمون الدف والغناء وما إلى ذلك في طقوسهم الدينية .
(4) البوازيج : بلدة صغيرة كانت بالقرب من السلامية من نواحي الموصل ـ العراق ـ تقع على فم الزاب الأسفل حيث يصب في دجلة .
(5) القصع : بكسر القاف وفتح الصاد ، وكذلك بفتح القاف وسكون الصاد ، ابتلاع جُرَع الماء والجِرّة .
(6) نقزَت الدابة : قفزت ووثبت ، والنُّقاز : داء يأخذ الغنم فتثغو الشاة منه ثغوة واحدة وتنزو وتنقز فتموت .
(7) الري : الشرب التام للماء .
(8) الوافي بالوفيات : 6/155 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 340

ومن حكيم شعره ـ من البسيط ـ :
جود الكـريـم إذا ما كان عن عـدة وقد تأخر لم يسلم من الـكـدر
إن السحـائـب لا تجـدي بوارقهـا نفعاً إذا هي لم تمطر على الأثر
ومـاطل الوعـد مذموم وإن سمحت يداه من بعد طول المطل بالبُدر(1)
يا دوحة(2) الجود لا عتب على رجل يهزهـا وهو محتاج إلى الثمر(3)

ونقل من شعره أيضاً في هذا الباب ـ من الطويل ـ :
أقول له صلنـي فيصرف وجهه كـأنـي أدعوه لفعل محرّم
فإن كان خوف الإثم يكره وصلتي فمن أعظم الآُثام قتلة مسلم(4)

ذكره ابن خلكان(5) في الوفيات وابن الدميثي(6) في تاريخه ، وابن المستوفي في تاريخه(7) ، والشافعي(8) في الطبقات ، والصفدي(9) في الوافي والعماد(10) في الخريدة ، ودهخدا(11) في لغت نامه ، وشبر في الأدب ،

(1) البدرة : عشرة آلاف ، ومن المال الكمية العظيمة منه .
(2) الدوحة : الشجرة العظيمة .
(3) أدب الطف : 4/25 .
(4) الوافي بالوفيات : 6/155 .
(5) ابن خلكان : هو أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان (608 ـ 681هـ) . صاحب كتاب وفيات الأعيان .
(6) ابن الدبيثي : أبو عبد الله محمد بن سعيد بن محمد ، (558 ـ 632هـ) مؤرخ بغدادي له كتاب : ذيل تاريخ بغداد .
(7) ابن المستوفي : هو شرف الدين المبارك بن أبي الفتح أحمد بن المبارك اللخمي الأربلي ، له تاريخ أربل في أربع مجلدات ، كما له ديون شعر ، توفي في الموصل عام 637هـ .
(8) الشافعي : هو عثمان بن عبد الرحمن الموصلي (577هـ ـ 643هـ) كان من أهل الإفتاء ، له مؤلفات منها : الفتاوى وكتاب الطبقات ويسمى بطبقات الشافعية أيضاً .
(9) الصفدي : هو صلاح الدين خليل بن أيبك بن عبد الله الصفدي (696 ـ764هـ) مؤرخ فلسطيني اشتهر بكتابه الوافي بالوفيات .
(10) الأصفهاني : أبو عبد الله عماد الدين محمد بن محمد صفي الدين بن نفيس الدين حامد ، ولد في أصفهان سنة 519هـ وهو أديب وكاتب ، ويلقب بعماد الدين له مصنفات عديدة منها البرق الشامي ، نصرة الفترة وحضرة الفطرة ، خريدة القصر ، ديوان الرسائل ، مات سنة 597هـ .
(11) دهخدا : هو علي أكبر بن خان بابا الطهراني (1297 ـ 1375هـ) مؤرخ ولغوي
=
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 341

والخاقاني في شعراء الموصل ، وجواد في مجلة البلاغ وأثنوا عليه .
قالوا ابن الدبيثي : روى بإربل(1) عن أبي البركات عبد الرحمان بن محمد الأنباري النحوي(2) شيئاً من مصنفاته ، سُمِع منه ببغداد ، وسمع منه جماعة من أهلها(3) .
ووصفه عماد الدين الأصفهاني بالشاب الفاضل(4) .
وأورد ابن المستوفي ما جرى بينهما من المكاتبات والشعر(5) .
ووصفه ابن خلكان بالفقيه الفاضل ، وقال : وغلب عليه النظم ونظمه رائق ، وكان له ولد(6) ، اجتمعت به في حلب وأنشدني من شعره وشعر أبيه كثيراً وكان شعره جيداً ويقع له المعاني الحسنة(7) .
وقال عنه دهخدا : أبو إسحاق السلامي هو من علماء الموصل وقضاتها درس الفقه في الموصل ثم هاجر إلى بغداد وتوقف بها مدة ثم رجع إلى السلامية وتولى القضاء بها وكان شاعراً بارعاً ورد شعره كثيراً في المجاميع(8) .
وأما شبر : فإنه نقل عن ابن خلكان وغيره وظاهر نقله جاء بشكل يتصور أن رؤية ابنه في حلب كانت مع عماد الدين الأصفهاني الكاتب المتوفى عام 597هـ(9) ، ولكن الصحيح أن ابن خلكان المتوفى عام 681هـ

= إيراني ، له مؤلفات أشهرها لغت نامه أبو ريحان ريحاني ، ترجمة روح القوانين .
(1) إربل : مدينة تقع بين الزابين في شمال العراق وتعد من أعمال الموصل .
(2) النحوي : يلقب كمال الدين ويكنى بأبي البركات عبد الرحمان بن محمد بن أبي الوفاء المتوفى في بغداد عام 577هـ ، قرأ الأدب على أبي منصور الجواليقي وغيره .
(3) وفيات الأعيان : 1/37 عن ذيل تاريخ بغداد لابن الدميثي .
(4) خريدة القصر :
(5) وفيات الأعيان : 1/38 .
(6) ابن قاضي السلامية كان شاعراً كما يظهر من نقل ابن خلكان وكان بحلب إلا أننا لم نتمكن من الحصول على اسمه وترجمته .
(7) وفيات الأعيان : 1/37 ـ 38 .
(8) لغت نامه دهخدا : 1/368 .
(9) أدب الطف : 4/25 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 342

هو الذي رأى ابنه في حلب حيث أن عصره هو المناسب لأن يلتقي به .
عنونه عدد من مترجميه بقاضي السلامية كالصفدي(1) ، وأما ابن خلكان فقد عنونه بابن عسكر الموصلي ، بينما عنونه دهخدا تارة بقاضي السلامية وأخرى بأبي إسحاق السلامي ، ورغم التصريح بأن له شعراً كثيراً إلا أننا لم نتمكن من الحصول عليه .

(1) الوافي بالوفايت : 6/154 .

السابق السابق الفهرس التالي التالي