بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّد الأنبياء
والمرسلين محمّد صلّى الله عليه واَله وسلّم ، وعلى الأئمّة الأطهار من آَله
الأخيار ، وعلى الأبرار من أصحابهم والتابعين لهم بإحسان .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ص4
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مُلاحَظات
*الأحاديث الواردة في هذا الكتاب، كلّها مأخوذة من رواية الحافظ
ابن عساكر في تاريخ دمشق ، جزء ترجمة الإمام الحسين عليه السلام، من النسخة التي
طبعها الشيخ المحمودي، في بيروت الطبعة الاُولى سنة 1398 هج .
*وقد وضعتُ بين معقوفين أرقام أحاديث النسخة ، في بداية كلّ
رواية نقلتها.
* ثمّ قابلتُ نصوص الروايات بما أورده العلاّمة ابن منظور
الأنصاريّ في مختصر تاريخ دمشق، من الجزء السابع من النسخة التي حقّقها أحمد راتب
حمروش ومحمّد ناجي العمر , ونشرتها دار الفكر بدمشق سنة 1405هج. وأرجَعْتُ إلى
مواضع الأحاديث في الهامش.
*ورتّبتُ الكتاب على فقراتٍ مرقّمة حسب العناوين المتعدّدة.
*ونظّمتُ الفهارس حسب أرقام الفقرات التي أثبتها في الكتاب.
*والحرف (ص) في أي موضع يعني: (الصفحة) برقمها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ص5
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
على سيرتي في المناسبات و الأحداث ، وأنا ألتزمُ بقراءة ما
يخصّها ، لأتَعَرّفَ على مجرياتها ومداخلاتها ، رغبةً في العلم ، وأملاً في أنْ
أُؤدّيَ حقّ ما أقومُ به من خدماتٍ دينيّة وتراثيّة أعتزُّ بها , بدأتُ - في أوّل
يومٍ من شهر محرّم الحرام سنة 1415 هجرية - بقراءة الجزء الخاصّ بترجمة الإمام
السبط الشهيد سيّدنا أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام ، من كتاب
( تاريخ دمشق ) تأليف الحافظ المؤرّخ الدمشقيّ ابن عساكر، عليّ بن الحسن بن هبة
الله (499 - 571هج).
وهو كتاب حافل بالروايات التي أسندها ابن عساكر، المعروف بسعة
العلم ، و التضلّع في الفنّ ، بما يجعله جديراً بكلّ عنايةٍ واهتمام .
وقد ناهزتْ أحاديثُ هذه الترجمة، حسب ترقيم محقّق الكتاب (400)
حديثاً ، ترتبط بالإمام الحسين عليه السلام وشؤون حياته : سماتٍ ، وسيرةً، قبل
كربلاء ، وفيها ، وبعدها.
والكتاب - مثله مثل سائر المؤلّفات القديمة - يعتمد اُسلوب
الإسناد، فيُكثرُ من الأسانيد ويعدّدها ويكرّرها ، الأمر الذي له أهمّيته وضرورته
في مجال النقد والتقييم للتراث ، إلاّ أنّه يجعله شاقّاً على غير العلماء
والمتخصّصين ، أنْ يراجعوه ويستفيدوا منه ، لاستثقالهم لمثل هذا الأُسلوب التراثيّ
، فلا يُقدمون على اقتناء مثله ، ولا يستسيغون مطالعته والاستفادة منه ، فعزّ عليَّ
أنْ يبقى هذا الكتاب وما فيه من ثروة حديثيّة وعلميّة بعيداً عن متناول أكثر محبّي
المعرفة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ص8
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقمتُ باستخلاص الأحاديث من ذلك الكتاب العظيم ، وعمدتُ إلى
تنظيمها بشكل يستذوقه عامّةُ القُرّاء , ولمزيد التيسير و الرغبة في متابعتها ،
وضعتُ كلّ حديثٍ في إطارٍٍ معيّنٍ ، يحدّد الأبعاد المنظورة - وحتّى غير المنظورة -
لمؤدّاهُ ، ممّا يتوقّفُ عليه فهمُ النصّ : لغويّاً ، وتاريخيّاً ، وعقائديّاً ،
ومنهجيّاً ، كي لا يبقى النصُّ جامداً ، ولا مبهَماً ، في صورة بُعده عن القرائن
الحالية أو المقالية، المتوافرة في بيئاتِ صدوره ، وربّما في بيئاتٍ أخرى لها الصلة
الوثيقة بالنصّ ومدلوله ، ممّا يفرضُ ذكر القرائن ، و يؤكّد ضرورتها لتوضيح النصّ
وفهمه.
أمّا غير تاريخ ابن عساكر , فقد التزمتُ بعدم النقل منه ، إلاّ
بعض الشؤون التي اعتمدتُ فيها أساساً على كتاباتي السابقة، وخصوصاً ما احتوى منها
على قضايا حسينيّة.
ورغم أنّ عملي هذا متواضعٌ ، فإنّ أملي بالله واسع: أَنْ
يتقبّلَهُ بقبولٍ حَسَنٍ ، فأحظى بأنْ يؤهّلني لشفاعة الحسين عليه السلام يومَ
الورود ، وأنْ يثبّتَ لي قدمَ صدقٍ عنده ، مع الحسين ، وأصحاب الحسين ، الذين بذلوا
مُهَجَهم دون الحسين عليه السلام.
حرّر في محرّم الحرام سنة 1415 هجريّة .
وكتب السيد محمّد رضا الحسيني الجلالي كان الله له