فهرس الكتاب

مكتبة الإمام الجواد (ع)

 

متفرقات

سياحة وعبادة(1)

عن علي بن خالد وكان زيديّاً قال: كنت في العسكر فبلغني أنّ هناك رجلاً محبوساً اتي به من ناحية الشام مكبولاً، وقالوا: إنّه تنبّأ. قال علي: فداريت القوّادين والحجبة، حتى وصلت إليه فإذا رجل له فهم، فقلت له: يا هذا ما قصّتك وما أمرك؟ فقال لي:

كنت رجلاً بالشام أعبد الله عند رأس الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) فبينا أنا في عبادتي إذ أتاني شخص فقال: قم بنا، قال: فقمت معه.

قال: فبينما أنا معه إذا أنا في مسجد الكوفة، فقال لي: تعرف هذا المسجد؟

قلت: نعم، هذا مسجد الكوفة.

قال: فصلّى وصليت معه فبينا أنا معه إذا أنا في مسجد المدينة.

قال: فصلى وصليت معه وصلّى على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ودعا له فبينما أنا معه إذا أنا بمكّة، فلم أزل معه حتّى قضى مناسكه وقضيت مناسكي معه.

قال: فبينما أنا معه إذا أنا بموضعي الذي كنت أعبد الله فيه بالشام، قال: ومضى الرجل.

قال: فلمّا كان عام قابل في أيّام الموسم إذا أنا به وفعل بي مثل فعلته الاولى، فلمّا فرغنا من مناسكنا وردّني إلى الشام وهمّ بمفارقتي، قلت له: سألتك بحقّ الذي أقدرك على ما رأيت إلاّ أخبرتني من أنت؟ قال: فأطرق طويلاً ثمّ نظر إليّ فقال: أنا محمد بن علي بن موسى.

فتراقى الخبر إلى محمد بن عبدالملك الزيّات، قال: فبعث إليّ فأخذني وكبلني في الحديد، وحملني إلى العراق وحبسني كما ترى.

قال: قلت له: ارفع قصّتك إلى محمّد بن عبدالملك؟

فقال: ومن لي يأتيه بالقصّة، قال: فأتيته بقرطاس ودواة فكتب قصّته إلى محمد بن عبدالملك فذكر في قصّته ماكان.

قال: فوقّع في القصّة: قل للذي أخرجك في ليلة من الشام إلى الكوفة، ومن الكوفة إلى المدينة، ومن المدينة إلى المكان أن يخرجك من حبسك.

قال علي: فغمّني أمره ورققت له، وأمرته بالعزاء، قال: ثمّ بكّرت عليه يوماً فإذا الجند، وصاحب الحرس، وصاحب السجن، وخلق عظيم يتفحّصون حاله.

قال: فقلت: ماهذا؟

قالوا: المحمول من الشام الذي تنبّأ افتقد البارحة لاندري خسف به الأرض، وأو اختطفه الطير في الهواء؟

وكان علي بن خالد هذا زيديّاً فقال بالإمامة بعد ذلك وحسن اعتقاده.

رقاع ثلاث(2)

عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري قال: دخلت على أبي جعفر الثاني (عليه السلام) ومعي ثلاث رقاع غير معنونة واشتبهت عليّ واغتممت لذلك فتناول إحداهنّ فقال:

هذه رقعة ريان بن شبيب، ثمّ تناول الثانية وقال: هذه رقعة محمد بن حمزة، وتناول الثالثة وقال: هذه رقعة فلان، فبهتّ، فنظر إليّ وتبسّم.

سوف يستشيرك(3)

روى الحميري أنّ أباهاشم قال لي: إنّ أبا جعفر (عليه السلام) أعطاني ثلاثمائة دينار في صرّة وأمرني أن أحملها إلى بعض بني عمّه، وقال:

أما إنّ سيقول لك: دلّني على حريف أشتري بها منه متاعاً فدلّه عليه.

قال: فأتيته بالدنانير، فقال: يا أبا هاشم دلّني على حريف يشتري لي بها متاعاً، ففعلت.

ضمّه إليك(4)

روي عن أبي هاشم، قال: كلّفني جمّال أن اكلّم أبا جعفر (عليه السلام) له ليدخله في بعض اموره قال: فدخلت عليه لأكلّمه فوجدته مع جماعة فلم يمكنّي كلامه. فقال:

يا أبا هاشم كل!- وقد وضع الطعام بين يديه - ثمّ قال ابتداءً من غير مسالة منّي: يا غلام انظر الجمّال الذي أتانا به أبوهاشم فضمّه إليك.

ذهب عنك(5)

روي عن أبي هاشم قال: دخلت معه (عليه السلام) ذات يوم بستاناً فقلت له: جعلت فداك إنّي مولع بأكل الطين، فادع الله لي فسكت ثمّ قال لي بعد أيّام:

يا أبا هاشم قد أذهب الله عنك أكل الطين.

قلت: فلما شيء أبغض إليّ منه.

يأتيك أبوك(6)

قال أبو هاشم الجعفري: جاء رجل إلى محمد بن علي بن موسى (عليه السلام) فقال: يابن رسول الله إنّ أبي مات وكان له مال ففاجأه الموت ولست أقف على ماله، ولي عيال كثير وأنا من مواليكم فأغثني. فقال له أبو جعفر (عليه السلام):

إذا صلّيت العشاء الآخرة فصلّ على محمّد وآل محمد فإنّ أباك يأتيك في النوم، ويخبرك بأمر المال.

ففعل الرجل ذلك فرأى أباه في النوم فقال: يابنيّ مالي في موضع كذا فخذه واذهب به إلى ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخبره أنّي دللتك على المال، فذهب الرجل فأخذ المال وأخبر الإمام بخبر المال وقال: الحمد لله الذي أكرمك واصطفاك.

سترزق ولداً(7)

عن صالح بن عطية الأضخم قال: حججت فشكوت إلى أبي جعفر (عليه السلام) الوحدة فقال:

أما إنّك لا تخرج من الحرم حتّى تشتري جارية ترزق منها ابناً.

فقلت: تشير إليّ؟ فقال: نعم، وركب إلى النخّاس ونظر إلى جارية.

فقال: اشترها، فاشتريتها فولدت محمّداً ابني.

لا تخرجا(8)

عن اميّة بن علي القيسي قال: دخلت أنا وحمّاد بن عيسى على أبي جعفر (عليه السلام) بالمدينة لنودّعه فقال لنا:

لا تخرجا، أقيما إلى غد.

قال: فلمّا خرجنا من عنده، قال حمّاد: أنا أخرج فقد خرج ثقلي.

قلت: أمّا أنا فاقيم.

قال: فخرج حمّاد فجرى الوادي تلك الليلة فغرق فيه وقبره بسيّالة.

على قدر ما ذهب(9)

عن ابن حديد قال: خرجنا جماعة حجّاجاً فقطع علينا الطريق، فلما دخلنا المدينة لقيت أبا جعفر (عليه السلام) في بعض الطريق فأتيته إلى المنزل فأخبرته بالذي أصابنا فأمر لي بكسوة وأعطاني دنانير، وقال:

فرّقها على أصحابك على قدر ماذهب لهم.

فقسّمتها بينهم فإذا هي على قدر ما ذهب منهم لا أقلّ منه ولا أكثر.

ستضلّون الطريق(10)

روي أنّ أبا جعفر (عليه السلام) قال لنا ذات يوم ونحن في ذلك الوجه:

أما أنّكم ستضلّون الطريق بمكان كذا وتجدونه في مكان كذا بعد ما يذهب من الليل كذا.

فقلنا: ما علم بهذا ولا بصر له بطريق الشام، فكان كما قال.

كذبوا عليّ(11)

روي عن ابن ارومّة أنّه قال: إنّ المعتصم دعا بجماعة من وزرائه فقال: إشهدوا لي على محمد بن علي بن موسى (عليه السلام) زوراً واكتبوا أنّه أراد أن يخرج ثمّ دعاه فقال: إنّك أردت أن تخرج عليّ؟ فقال:

- والله - ما فعلت شيئاً من ذلك.

قال: إنّ فلاناً وفلاناً شهدوا عليك واحضروا فقالوا: نعم هذه الكتب أخذناها من بعض غلمانك.

قال: وكان جالساً في بهو(12) فرفع أبو جعفر (عليه السلام) يده فقال: اللهمّ إن كانوا كذبوا عليّ فخذهم.

قال: فنظرنا إلى ذلك البهو كيف يزحف ويذهب ويجىء وكلّما قام واحد وقع.

فقال المعتصم: يابن رسول الله إنّي تائب ممّا فعلت، فادع ربّك أن يسكّنه.

فقال: اللهمّ سكّنه وإنّك تعلم أنّهم أعداؤك وأعدائي، فسكن.

أخبار السماوات(13)

اجتاز المأمون بابن الرضا (عليه السلام) وهو بين صبيان فهربوا سواه فقال: عليّ به، فقال له: مالك ما هربت في جملة الصبيان؟ قال:

مالي ذنب فأفرّ، ولا الطريق ضيّق فاوسّعه عليك تمرّ من حيث شئت.

فقال: من تكون؟

قال: أنا محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام).

فقال: ما تعرف من العلوم؟

قال: سلني عن أخبار السماوات.

فودّعه ومضى وعلى يده باز أشهب يطلب به الصيد، فلمّا بعد عنه نهض عن يده الباز فنظر يمينه وشماله لم يرصيداً والباز يثب عن يده، فأرسله فطار يطلب الافق حتى غاب عن ناظره ساعة ثمّ عاد إليه وقد صاد حيّة فوضع الحيّة في بيت الطعم، وقال لأصحابه: قد دنا حتف ذلك الصبي في هذا اليوم على يدي.

ثمّ عاد وابن الرضا (عليه السلام) في جملة الصبيان، فقال: ما عندك من أخبار السماوات؟

فقال: نعم، حدثني أبي، عن آبائه، عن النبي، عن جبرئيل عن ربّ العالمين أنّه قال: بين السماء والهواء بحر عجاج، يتلاطم به الأمواج فيه حيّات خضر البطون، رقط الظهور، يصيدها الملوك بالبزاة الشهب يمتحن بها العلماء.

فقال: صدقت وصدق آباؤك وصدق جدّك وصدق ربّك، فأركبه ثمّ زوّجه امّ الفضل.

الوداع الأخير(14)

عن اميّة بن علي قال: كنت مع أبي الحسن بمكّة في السنة التي حجّ فيها ثمّ صار إلى خراسان ومعه أبو جعفر وأبو الحسن يودّع البيت، فلمّا قضى طوافه عدل إلى المقام فصلّى عنده فصار أبو جعفر (عليه السلام) على عنق موفّق يطوف به فصار أبو جعفر إلى الحجر فجلس فيه فأطال، فقال له موفق: قُم جعلت فداك! فقال:

ما أريد أن أبرح من مكاني هذا إلاّ ان يشاء الله واستبان في وجهه الغمّ.

فأتى موفّق أبا الحسن (عليه السلام) فقال له: جعلت فداك! قد جلس أبو جعفر (عليه السلام) في الحجر وهو يأبى أن يقوم.

فقام أبو الحسن (عليه السلام) فأتى أبا جعفر (عليه السلام) فقال: قم يا حبيبي!

فقال: ما اريد أن أبرح من مكاني هذا.

فقال: بلى يا حبيبي، ثمّ قال: كيف أقوم وقد ودّعت البيت وداعاً لا ترجع إليه؟

فقال له: قم يا حبيبي، فقام معه.

سورة أهل البيت (عليهم السلام)(15)

كتبت الى أبي جعفر الثاني (عليه السلام): علّمني شيئاً إذا أنا قلته كنت معكم في الدنيا والآخرة. قال: فكتب بخطّه اعرفه:

اكثر من تلاوة إنّا أنزلناه، ورطّب شفتيك بالاستغفار.

 

1 - بصائر الدرجات 402 - 403، ج 8، ب 13، ح 1، واصول الكافي 1/492-493، ح 1، وكشف الغمّة 3/210 - 212، وإرشاد المفيد 324 - 325، والخرائج والجرائح 1/380-382، ح 10، والإختصاص 320 - 321، واعلام الورى 347 - 348، ب 8، الفصل 3، ودلائل الإمامة 214 - 215: حدثنا محمد بن حسان،..

2 - الخرائج والجرائح 2/ 664، ح 1، والإرشاد 326، واصول الكافي 1/495، ح 5، ومناقب ابن شهر آشوب 4/390:..

3 - الخرائج والجرائح 2/ 665 ح2، واصول الكافي 1/ 495، ضمن ح 5، وإرشاد المفيد 326، ومناقب ابن شهر آشوب 4/ 390:..

4 - الخرائج والجرائح 2/ 665، ح 3، واصول الكافي 1/495، ضمن ح 5، وإرشاد المفيد 326، ومناقب ابن شهر آشوب 4/390:..

5 - الخرائج والجرائح 2/ 665، ح 3، واصول الكافي 1/495، ضمن ح 5، وإرشاد المفيد 326، ومناقب ابن شهر آشوب 4/390:..

6 - الخرائج والجرائح 2/665 - 666، ح 5، ومناقب شهر آشوب 4/ 391:..

7 - الخرائج والجرائح 2/ 666 - 667، ح 7: يوسف بن السخت،..

8 - الخرائج والجرائح 2/667، ح 8، وكشف الغمّة 3/218: أحمد بن هلال،..

9 - الخرائج والجرائح 2/668-669، ح 11: روى أبو سعيد سهل بن زياد،..

10 - الخرائج والجرائح 2/670، ح 14:..

11 - الخرائج والجرائح 2/670-671، ح 18:..

12 - البهو: البيت المقدم أمام البيوت، أو المكان المخصص لاستقبال الضيوف.

13 - مناقب ابن شهر آشوب 4/388 - 389:..

14 - كشف الغمّة 3/215-216 من دلائل الحميري:..

15 - ثواب الأعمال 197 ح 4: أبي (ره) عن سعد بن عبدالله، عن الهيثم بن ابي مسروق النهدي، عن اسماعيل بن سهل قال:..