أهل البيت في الكتاب والسنة

محمد الريشهري

تحقيق مؤسسة دار الحديث الثقافية

‹ صفحه 2 ›

الريشهري ، محمد ، 1325

- أهل البيت في الكتاب والسنة / محمد الريشهري .

- قم : دار الحديث ، 1375 . 649 ص .

المصادر بالهامش وص 615 - 649 .

العنوان بالإنجليزية bayt _ ahl ol

هذا الكتاب هو جزء من " موسوعة ميزان الحكمة " الذي انتشر بصورة مستقلة .

1 . سيرة أهل البيت .

2 . الإمامة .

3 . أحاديث الشيعة .

4. أحاديث أهل السنة .

الف . العنوان .

 9 الف 9 ر / bp 21 95 / 297

شابك : 6 - 19 - 5985 - 964 ، 6 - 19 - 5985 - 964 : i s b n

الكتاب : أهل البيت في الكتاب والسنة

المؤلف : محمد الريشهري

التحقيق : دار الحديث

الناشر : دار الحديث

ليتوغراف : تيز هوش

المطبعة : دار الحديث

الطبعة الثانية مع التصحيح والإضافات

الكمية : 5000

السعر : 2000 تومان

الهاتف : 31575 ، 710487 - 251 - 98 + ، 929221 - 21 - 98 +

فاكس : 719190 - 251 - 98 + ص . ب : 3418 / 37185

‹ صفحه 3 ›

بسم الله الرحمن الرحيم

‹ صفحه 5 ›

فهرس الموضوعات

‹ صفحه 17 ›

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على عبده المصطفى محمد وآله الطاهرين وخيار صحابته أجمعين وبعد الكتاب الذي بين يديك الآن - أيها القارئ الكريم - هو عصارة وخلاصة لمئات الكتب وآلاف الأحاديث التي أخرجت فيه بحلة جديدة ، لتدخل إلى عالم الحديث والمعارف الإسلامية لأول مرة .

وقد جاء هذا الكتاب حصيلة لسنين متمادية من البحث والاستقصاء والتنقيب .

وهو أول رسالة تنشر مستقلة من " موسوعة ميزان الحكمة " . وإن نظرة إجمالية إلى قائمة مصادر الكتاب يمكنها تعريف القارئ العزيز ببعض ما أنفق عليه من جهد وعناء .

ومن الجدير بالذكر أن البدء بتأليف " موسوعة ميزان الحكمة " كان - بعد ما حظي به كتاب " ميزان الحكمة " من الترحاب والقبول - منذ عام 1407 ه‍ . ق ، وبمعونة جمع من فضلاء الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة ، وأدى فيما بعد إلى إنشاء " مؤسسة دار الحديث الثقافية " في سنة 1415 ه‍ . ق .

 وقد أنجز إلى الآن قسم كبير من هذه الموسوعة الضخمة ، وآمل - بفضل الله ومنه - أن ينشر هذا

‹ صفحه 18 ›

الأثر الفاخر بأكمله في المستقبل القريب .

ونظرا إلى حاجة المجتمع الإسلامي الشديدة ، في الوقت الحاضر ، إلى كثير من موضوعات هذه الموسوعة التي يمكن نشرها مستقلة ارتأينا نشر طائفة من هذه الموضوعات على نحو مستقل وبشكل تدريجي ، حتى يحين موعد إصدار الموسوعة الكاملة مرة واحدة ، إن شاء الله تعالى .

ولحسن الطالع كان أول كتاب أعد للنشر في مؤسسة " دار الحديث " مرتبطا بمعرفة أهل البيت ( عليهم السلام ) .

 وأغتنم هذه البداية الميمونة لأقدم هذا الكتاب هدية بين يدي الصديقة الكبرى فاطمة بنت رسول الله سلام الله عليها ، راجيا الله تبارك وتعالى - وببركة دعائها ( عليها السلام ) - أن يتقبل هذا المجهود المتواضع ، ويجعله ذخرا لنا في مماتنا وحشرنا ، وأن يجعل آثاره - في تعريف أهل البيت ( عليهم السلام ) وتعزيز وحدة كلمة المسلمين حول محور عترة النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) - أكثر مما نتوقعه ونرجوه .

وختاما ، أرى لزاما علي أن أتقدم بالشكر الجزيل لجميع الإخوة الأعزاء في " مركز تحقيقات دار الحديث " إذ ساعدوني في تأليف هذه المجموعة الثمينة ، لا سيما الأخ الفاضل الأعز السيد رسول الموسوي الذي اضطلع بالمهمة الأساسية ، جزاهم الله عن الاسلام خير الجزاء في الدارين .

محمد الريشهري شعبان المعظم 1417 ه‍

‹ صفحه 19 ›

المدخل

‹ صفحه 21 ›

* ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 1 ) .

حول آية التطهير :

نزلت هذه الآية الكريمة في أواخر حياة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو في بيت أم سلمة . فدعى عليا وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، وغشاهم بكساء له خيبري ، ثم قال :

اللهم هؤلاء أهل بيتي . فقالت له أم سلمة : أين أنا يا رسول الله ؟ فقال لها النبي : أنت في خير ، وإلى خير .

وفي رواية أخرى قالت له أم سلمة : ألست فيهم ؟ قال : أنت على خير .

وفي ثالثة قالت أم سلمة : فرفعت الكساء لأدخل معهم ، فجذبه من يدي ، وقال : إنك على خير .

الأحاديث التي فسرت " أهل البيت " في آية التطهير المباركة بأصحاب الكساء ، على نحو مباشر ، قد فاقت حد التواتر ( 2 ) .

وقد حددت هذه النصوص المصاديق الحقيقية لأهل البيت بجلاء ووضوح ، فلا يظل للباحث المنصف مجال لأدنى شك وارتياب .

----------
( 1 ) الأحزاب : 33 .
( 2 ) راجع : ص 85 تبويب الأحاديث التي تفسر أهل البيت ( عليهم السلام ) .
‹ صفحه 22 ›

مضمون الآية الكريمة وسياقها ( 1 ) أيضا يدعم الأحاديث المأثورة في شأن نزولها أو التي فسرت " أهل البيت " بجمع خاص من أقرباء النبي ( صلى الله عليه وآله ) .

وسيرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) في تفسير آية التطهير ، منذ أن منع زوجته الصالحة أم سلمة من الالتحاق بأصحاب الكساء - رفعا لاحتمال دخول أزواجه تحت عنوان " أهل البيت " - إلى يوم وفاته ، كانت بشكل لا يثير أي خلاف حول معنى أهل البيت ومصداقهم .

ولم يدع بهذا العنوان إلا جمع خاص من أقربائه الذين كانوا أهلا لهداية الأمة الإسلامية وقيادتها .

وإذا تأملنا ما أشير إليه وفي تفصيله الذي سيأتي في هذا الكتاب ، تبين لنا أن الشك والترديد ( 2 ) في معنى " أهل البيت " ومصداقهم الوارد في آية التطهير ليس لهما قيمة علمية تذكر .

وفي ضوء هذه الآية الكريمة أراد الله تعالى ، بحكمته ، أن يصون جمعا خاصا من قرابة نبيه ( صلى الله عليه وآله ) من كل ضروب الرجس والدنس العقيدية والأخلاقية والعملية .

ولما كانت إرادته الأزلية جل شأنه غير منفصلة عن المراد ، تسنى لنا أن نستنتج بوضوح أن أهل البيت مطهرون من جميع أنواع الرجس ، شأنهم في ذلك شأن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

تأتي خاصية الطهارة العقيدية الأخلاقية العملية المطلقة على رأس الخصائص التي يتصف بها أهل البيت ( عليهم السلام ) ، بل هي أساس الخصائص كلها . وهي التي تجعلهم أهلا لهداية الأمة الإسلامية وقيادتها .

من هنا ، ستتصدر القسم الثالث من هذا الكتاب الذي يتناول خصائص أهل البيت ( عليهم السلام ) بالدراسة والبحث .

----------
( 1 ) راجع مجمع البيان : 8 / 560 ، الميزان في تفسير القرآن : 16 / 311 ، بحار الأنوار : 35 / 233 ، آية التطهير رؤية مبتكرة ، أهل البيت في آية التطهير للسيد جعفر مرتضى العاملي .
( 2 ) هناك أقوال عديدة حول المراد من أهل البيت في الآية الكريمة .
راجع كتاب أهل البيت في آية التطهير للسيد جعفر مرتضى العاملي : الفصل الأول / آراء وأقوال .
‹ صفحه 23 ›

رمز مجد المسلمين وعظمتهم : إن الأحاديث الواردة في هذا الكتاب حول معرفة " أهل البيت " ومزاياهم وعلومهم وحقوقهم وحبهم وبغضهم تثبت لنا جليا أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد عين - بأبلغ الأساليب وأوضحها - عدة من أقربائه قادة لهذه الأمة سياسيا وعلميا وأخلاقيا .

ولا بد للمسلمين - لأجل معرفة الاسلام الأصيل والتحرز من الزيغ والضلال ، وإقامة حكومة التوحيد بمفهومها الحقيقي الناصع وبلوغ عزهم وسؤددهم - أن يقتدوا بأهل البيت ، بعد التمسك بكتاب الله العزيز .

ولا يمكن الشعوب الإسلامية بلوغ المنزلة الرفيعة التي توخاها الاسلام لها بدون التمسك بكلا هذين الثقلين .

التبري من الغلاة :

إن الشيعة الحقيقيين ليسوا أهل غلو في " أهل البيت " ، وهم براء من الغلاة . ذلك أنهم يتبعون - في تقديسهم لأئمتهم وأدائهم لحقوقهم - ما ورد في القرآن وأثر من معتبر الأحاديث .

وقد خصص باب في هذا الكتاب لدفع أي إبهام وإيهام في هذا المجال .

قصة أحزان أهل البيت :

لقد تعرض أهل البيت - مع بالغ الأسى ، وعلى الرغم من نص القرآن ووصايا النبي المكررة والمؤكدة - لأنواع من الظلم والبغي يعجز عن بيانها القلم ، ويكل عن ذكرها اللسان ( 1 ) .

ولو أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد أمر بإيذاء أهل بيته ( عليهم السلام ) لأمكننا القول بأنه لا يمكن أن يلاقوا أكثر مما لا قوة بالفعل .

وموجز القول أن آلام أهل البيت كانت تجسيدا لمعاني الغم والمرارة والأسى ، وجدير بتلك المآسي أن تبكيها العيون دما . ولو بحث ما حل بهم ( عليهم السلام ) من ويلات

----------
( 1 ) راجع القسم الحادي عشر : الظلم على أهل البيت .
‹ صفحه 24 ›

وكوارث بشئ من الدراية والإنصاف لتكشفت لنا أسرار هجران القرآن وانحطاط المجتمعات الإسلامية . أجل ، إنها حكاية هجران القرآن العزيز ، وليست قصة مصائب أهل البيت فحسب .

وعي الأمة الإسلامية :

لقد سنحت الفرصة للجميع - ببركة انتصار الثورة الإسلامية في إيران ، والوعي المتزايد للأمة الإسلامية في الوقت الحاضر أكثر من أي وقت مضى - لأن ينهلوا من معين علوم أهل البيت ( عليهم السلام ) .

وانتعش الأمل في توحيد المسلمين كلمتهم في ظل العمل بكتاب الله وسنة نبيه والتمسك بالثقلين ، وانتهاء حكاية الآلام والمآسي في هجران القرآن وأهل البيت ( عليهم السلام ) ، وما هذا الكتاب إلا خطوة قصيرة في هذا المضمار .

‹ صفحه 25 ›

القسم الأول معنى أهل البيت وفيه فصول :

الفصل الأول : أزواج النبي ( صلى الله عليه وآله ) ومعنى أهل البيت

الفصل الثاني : أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ومعنى أهل البيت

الفصل الثالث : أهل البيت ومعنى أهل البيت

الفصل الرابع : تسليم النبي ( صلى الله عليه وآله ) على أهل البيت وتخصيصهم بالأمر بالصلاة

الفصل الخامس : عدد الأئمة من أهل البيت

الفصل السادس : أسماء الأئمة من أهل البيت

  

الفصل الأول أزواج النبي ومعنى أهل البيت

( 1 / 1 )

أم سلمة

 1 - عطاء بن يسار عن أم سلمة : في بيتي نزلت : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * .

قالت : فأرسل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى علي وفاطمة والحسن والحسين ، فقال : هؤلاء أهل بيتي ( 1 ) .

2 - عطاء بن يسار عن أم سلمة : في بيتي نزلت هذه الآية : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * .

قالت : فأرسل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى علي وفاطمة والحسن والحسين رضوان الله عليهم أجمعين ، فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي . قالت أم سلمة : يا رسول الله ، ما أنا من أهل البيت ؟ قال : إنك أهلي ( 2 )

----------
( 1 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 158 / 4705 ، وراجع السنن الكبرى : 2 / 214 / 2861 .
 ( 2 ) كذا في النسخة المطبوعة ، والظاهر أنه تصحيف ، والصحيح " لعلى خير " كما يظهر من سائر الروايات .
‹ صفحه 28 ›

خير ، وهؤلاء أهل بيتي ، اللهم أهلي أحق ( 1 ) .

 3 - أبو سعيد الخدري عن أم سلمة : نزلت هذه الآية في بيتي : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * . قلت : يا رسول الله ، ألست من أهل البيت ؟ قال : إنك إلى خير ، إنك من أزواج رسول الله . قالت : وأهل البيت ( عليهم السلام ) رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( 2 ) .

4 - أبو سعيد الخدري عن أم سلمة : لما نزلت هذه الآية * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا * دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فجلل عليهم كساء خيبريا ، فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . قالت أم سلمة : ألست منهم ؟ قال : أنت إلى خير ( 3 ) .

5 - أبو سعيد الخدري عن أم سلمة : إن هذه الآية نزلت في بيتها : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * . قالت : وأنا جالسة على باب البيت ، فقلت : أنا يا رسول الله ألست من أهل البيت ؟ قال : إنك إلى خير ، أنت من أزواج النبي . قالت : وفي البيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم ( 4 ) .

6 - أبو هريرة عن أم سلمة : جاءت فاطمة إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ببرمة ( 5 ) لها قد صنعت

----------
( 1 ) المستدرك على الصحيحين : 2 / 451 / 3558 .
( 2 ) تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسن ( عليه السلام ) " : 70 / 127 ، وراجع تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " : 73 / 106 ، تاريخ بغداد : 9 / 126 ، المعجم الكبير : 3 / 52 / 2662 .
( 3 ) تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 7 .
( 4 ) تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 7 .
( 5 ) البرمة : القدر مطلقا ، وهي في الأصل المتخذة من الحجر المعروف بالحجاز واليمن . ( النهاية : 1 / 121 ) .
‹ صفحه 29 ›

فيها عصيدة تحلها ( 1 ) على طبق ، فوضعته بين يديه ، فقال : أين ابن عمك وابناك ؟ فقالت : في البيت ، فقال : ادعيهم . فجاءت إلى علي ، فقالت : أجب النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنت وابناك .

قالت أم سلمة : فلما رآهم مقبلين مد يده إلى كساء كان على المنامة ، فمده وبسطه وأجلسهم عليه ، ثم أخذ بأطراف الكساء الأربعة بشماله ، فضمه فوق رؤوسهم وأومأ بيده اليمنى إلى ربه ، فقال : هؤلاء أهل البيت ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ( 2 ) .

7 - حكيم بن سعد : ذكرنا علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) عند أم سلمة ، قالت : فيه نزلت : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * .

قالت أم سلمة : جاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى بيتي ، فقال : لا تأذني لأحد ، فجاءت فاطمة ، فلم أستطع أن أحجبها عن أبيها ، ثم جاء الحسن ، فلم أستطع أن أمنعه أن يدخل على جده وأمه ، وجاء الحسين ، فلم أستطع أن أحجبه ، فاجتمعوا حول النبي ( صلى الله عليه وآله ) على بساط ، فجللهم نبي الله بكساء كان عليه ، ثم قال : هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، فنزلت هذه الآية حين اجتمعوا على البساط . قالت : فقلت : يا رسول الله ، وأنا ؟ قالت : فوالله ما أنعم ، وقال : إنك إلى خير ( 3 ) .

8 - شهر بن حوشب عن أم سلمة : إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) جلل على علي وحسن وحسين وفاطمة كساء ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، اللهم أذهب عنهم

----------
( 1 ) كذا في النسخة المطبوعة ، والظاهر أن الأصح " تحملها " .
( 2 ) تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 7 ، وراجع : 146 / 208 من كتابنا هذا .
( 3 ) تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 8 .
‹ صفحه 30 ›

الرجس وطهرهم تطهيرا . فقالت أم سلمة : وأنا منهم ؟ قال : إنك إلى خير ( 1 ) .

9 - شهر بن حوشب عن أم سلمة : جاءت فاطمة بنت النبي إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) متوركة الحسن والحسين ، في يدها برمة للحسن فيها سخين ، حتى أتت بها النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فلما وضعتها قدامه قال لها : أين أبو الحسن ؟ قالت : في البيت ، فدعاه فجلس النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعلي وفاطمة والحسن والحسين يأكلون . قالت أم سلمة : وما سامني النبي ( صلى الله عليه وآله ) وما أكل طعاما قط إلا وأنا عنده إلا سامنيه قبل ذلك اليوم - تعني ب‍ " سامني " : دعاني إليه - فلما فرغ التف عليهم بثوبه ، ثم قال : اللهم عاد من عاداهم ، ووال من والاهم ( 2 ) .

10 - شهر بن حوشب عن أم سلمة : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لفاطمة : ائتيني بزوجك وابنيك ، فجاءت بهم ، فألقى عليهم كساء فدكيا ، قال : ثم وضع يده عليهم ثم قال : اللهم إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد إنك حميد مجيد . قالت أم سلمة : فرفعت الكساء لأدخل معهم ، فجذبه من يدي وقال : إنك على خير ( 3 ) .

11 - شهر بن حوشب عن أم سلمة : كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) عندي وعلي وفاطمة والحسن

----------
( 1 ) مسند ابن حنبل : 10 / 197 / 26659 ، سنن الترمذي : 5 / 699 / 3871 وفيه " أنا معهم يا رسول الله ؟ " ، مسند أبي يعلى : 6 / 290 / 6985 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " : 62 / 88 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسن ( عليه السلام ) " : 65 / 118 وفي الثلاثة الأخيرة " حامتي " بدل " خاصتي " .
( 2 ) مسند أبي يعلى : 6 / 264 / 6915 ، مجمع الزوائد : 9 / 262 / 14971 .
( 3 ) مسند ابن حنبل : 10 / 228 / 26808 ، المعجم الكبير : 3 / 53 / 2664 ، وذكره أيضا في : 23 / 336 / 779 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " : 64 / 93 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسن ( عليه السلام ) " : 65 / 116 ، وذكر أيضا في : 67 / 120 نحوه ، مسند أبي يعلى : 6 / 248 / 6876 .
‹ صفحه 31 ›

والحسين ، فجعلت لهم خزيرة ( 1 ) ، فأكلوا وناموا ، وغطى عليهم عباءة أو قطيفة ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ( 2 ) .

12 - عبد الله بن مغيرة مولى أم سلمة زوج النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنها قالت : نزلت هذه الآية في بيتها : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * أمرني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن أرسل إلى علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، فلما أتوه اعتنق عليا بيمينه ، والحسن بشماله ، والحسين على بطنه ، وفاطمة عند رجله فقال : اللهم هؤلاء أهلي وعترتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قالها ثلاث مرات . قلت : فأنا يا رسول الله ؟ فقال : إنك على خير إن شاء الله ( 3 ) .

13 - عطاء بن أبي رباح : حدثني من سمع أم سلمة تذكر : أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان في بيتها ، فأتته فاطمة ببرمة فيها خزيرة ، فدخلت بها عليه فقال لها : ادعي زوجك وابنيك قالت : فجاء علي والحسن والحسين ( عليهم السلام ) فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة ، وهو على منامة له ، على دكان ( 4 ) تحته كساء له خيبري .

قالت : وأنا أصلي في الحجرة ، فأنزل الله عز وجل هذه الآية : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * . قالت : فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ، ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .

----------
( 1 ) الخزيرة : مرقة ، وهي أن تصفى بلالة النخالة ثم تطبخ ( لسان العرب : 4 / 237 ) .
( 2 ) تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 6 .
( 3 ) أمالي الطوسي : 263 / 482 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " : 67 / 97 عن عبد الله بن معين مولى أم سلمة ، وهو موافق لما في بعض نسخ الأمالي .
( 4 ) الدكان : الدكة المبنية للجلوس عليها . ( لسان العرب : 13 / 157 ) .
‹ صفحه 32 ›

قالت : فأدخلت رأسي البيت فقلت : وأنا معكم يا رسول الله ؟ قال : إنك إلى خير ، إنك إلى خير ( 1 ) .

14 - عمرة بنت أفعى : سمعت أم سلمة رضي الله عنها تقول : نزلت هذه الآية في بيتي : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * .

وفي البيت سبعة : جبرئيل ، وميكائيل ، ورسول الله ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ( عليهم السلام ) قالت : وأنا على باب البيت ، فقلت : يا رسول الله ألست من أهل البيت ؟ قال : إنك على خير ، إنك من أزواج النبي ، وما قال : إنك من أهل البيت ( 2 ) .

15 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) عن آبائه ( عليهم السلام ) عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) ، عن أم سلمة قالت : نزلت هذه الآية في بيتي وفي يومي ، كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عندي فدعا عليا وفاطمة والحسن والحسين ، وجاء جبرئيل فمد عليهم كساء فدكيا ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .

قال جبرئيل : وأنا منكم يا محمد ؟ فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : وأنت منا يا جبرئيل . قالت أم سلمة : فقلت : يا رسول الله ، وأنا من أهل بيتك ، وجئت لأدخل معهم ، فقال : كوني مكانك يا أم سلمة ، إنك إلى خير ، أنت من أزواج نبي الله . فقال جبرئيل : إقرأ يا محمد : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت

----------
( 1 ) مسند ابن حنبل : 10 / 177 / 26570 وراجع فضائل الصحابة : 2 / 587 / 994 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسن ( عليه السلام ) " : 68 / 123 ، المناقب لابن المغازلي : 304 / 348 ، مناقب الإمام أمير المؤمنين للكوفي : 2 / 161 / 638 وكلاهما عن أبي ليلى الكندي عن أم سلمة .
( 2 ) تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " : 69 / 102 ، وذكره أيضا في : 68 / 101 إلى قوله " الحسين " ، الدر المنثور : 6 / 604 نقلا عن ابن مردويه عن أم سلمة إلى قوله " إنك من أزواج النبي " ، الخصال : 403 / 113 ، أمالي الصدوق : 381 / 4 ، روضة الواعظين : 175 ، تفسير فرات الكوفي : 334 / 454 عن أبي سعيد عن أم سلمة .
‹ صفحه 33 ›

ويطهركم تطهيرا ) * في النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ( 1 ) . ( 1 / 2 )

عائشة

16 - صفية بنت شيبة : قالت عائشة : خرج النبي ( صلى الله عليه وآله ) غداة وعليه مرط مرحل ( 2 ) من شعر أسود ، فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 3 ) .

17 - العوام بن حوشب عن التميمي قال : دخلت على عائشة فحدثتنا أنها رأت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دعا عليا وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ( 4 ) .

18 - جميع بن عمير ( 5 ) : دخلت مع أمي على عائشة [ فسألتها أمي ] قالت : أخبريني كيف كان حب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ؟

----------
( 1 ) أمالي الطوسي : 368 / 783 عن علي بن علي بن رزين .
( 2 ) مرط مرحل : إزار خز فيه علم ، وسمي مرحلا لما عليه من تصاوير رحل وما ضاهاه . ( لسان العرب : 11 / 278 ) .
( 3 ) صحيح مسلم : 4 / 1883 / 2424 ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 159 / 4707 نحوه ، تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 6 وفيه " فجاء الحسن فأدخله معه ثم قال : إنما . . . " ولم يذكر بقية أصحاب الكساء من أهل البيت ( عليهم السلام ) ، السنن الكبرى : 2 / 212 / 2858 ، المصنف لابن أبي شيبة : 7 / 501 / 39 ، مسند إسحاق بن راهويه : 3 / 678 / 1271 وفيه " دعا رسول الله " بدل " جاء " ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسن ( عليه السلام ) " : 63 / 113 نحوه .
( 4 ) أمالي الصدوق : 382 / 5 .
( 5 ) في تاريخ دمشق " عمير بن جميع " وهو تصحيف ، وأثبتنا الصواب الموافق لما في باقي المصادر ، والذي ضبطه ابن حجر في تهذيب التهذيب : 2 / 96 / 177 بقوله " جميع بن عمير التيمي الكوفي " روى عن عائشة ، وروى عنه العوام بن حوشب .
‹ صفحه 34 ›

فقالت عائشة : كان أحب [ الرجال ] إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، لقد رأيته وقد أدخله تحت ثوبه ، وفاطمة وحسنا وحسينا ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .

 قالت : فذهبت لأدخل رأسي فدفعني ، فقلت : يا رسول الله ، أولست من أهلك ؟ قال : إنك على خير ، إنك على خير ( 1 ) .

راجع : ص 547 " ترجمة الذين رووا في تفسير أهل البيت "

----------
( 1 ) تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 2 / 164 / 642 ، وراجع شواهد التنزيل : 2 / 61 / 682 - 684 ، العمدة : 40 / 23 ، مجمع البيان : 8 / 559 ، وأيضا : ص 146 / 211 من كتابنا هذا .
‹ صفحه 35 ›

أضواء حول حديث الكساء

حادثة الكساء من أهم الحوادث المشرقة في تاريخ حياة النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) في مضمار التعريف بأئمة الاسلام وهداته .

 كما تعد من النقاط المضيئة البارزة في خصائص أهل البيت الكريم وفضائلهم .

ومن الضروري الالتفات إلى النقاط الآتية من أجل التعرف على هذه الحادثة المهمة بنحو أدق :

1 - سند حادثة الكساء

لا مجال للتشكيك في وقوع هذه الحادثة ، فقد نقلها المحدثون الكبار في كتبهم المعتبرة بطرق مستفيضة . بل جاز لنا أن نقول بتواترها إذا ما توسعنا في دراستها .

وثمة قرائن كثيرة تدل على أن من قرأ التاريخ الإسلامي لا يتسنى له أن يمتري فيها . وقد بلغت من الشهرة في المجتمع الإسلامي مبلغا أن سمي اليوم الذي كانت فيه حادثة الكساء يوم الكساء ( 1 ) .

ولقب الخمسة الطيبون الذين شملتهم العناية الإلهية الخاصة يومئذ بأصحاب

----------
   ( 1 ) راجع الخصال : 2 / 550 ، الغدير : 4 / 40 .
الكساء ( 1 ) .

2 - كيف وقعت حادثة الكساء

الأحاديث الواردة في حادثة الكساء لم تبين هذه الحادثة بنحو واف ، بل أشار كل منها إلى قسم منها . من هنا ، نحاول أن نعرض فيما يأتي صورة تامة لهذه الحادثة استهداء بها جميعا .

دخل النبي ( صلى الله عليه وآله ) ذات يوم بيت زوجته الكريمة أم سلمة ، وكان موعودا بنبأ مهم يأتيه من الله تعالى في عدد من أقاربه ذلك اليوم . من هنا طلب من زوجته مؤكدا ألا تأذن لأحد في الدخول . من جانب آخر ، عزمت فاطمة ( عليها السلام ) في اليوم نفسه أن تعد لأبيها العزيز ( صلى الله عليه وآله ) طعاما مناسبا يدعى عصيدة ( 2 ) .

 فأعدته في قدر صغير من الحجر ، ووضعته في طبق ، وجاءت به .

تقول أم سلمة : لم يسعني أن أمنع فاطمة من الدخول . وأنى لها أن تحول بين النبي ( صلى الله عليه وآله ) وبضعته ؟ ! علما أن طلب النبي ( صلى الله عليه وآله ) من أم سلمة أن لا تأذن لأحد في الدخول لا يشمل فاطمة ( عليها السلام ) عادة .

بل إنه أخلى البيت ذلك اليوم لها ولبعلها وولديها . أجل ، أقبلت فاطمة ( عليها السلام ) إلى أبيها بالعصيدة ، بيد أن حضورها وحدها لا يكفي الآن ، لذلك أمرها أن تدعو له بعلها وابنيها .

 فعادت إلى بيتها ، وما لبثت أن جاءت بهم إلى بيت أبيها . وكان الحسنان ( عليهما السلام ) صغيرين يومئذ . قامت أم سلمة بإشارة من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ووقفت ناحية تصلي .

----------
( 1 ) راجع البحار : 22 / 245 / 15 وص 494 / 40 ، مجمع البيان : 9 / 44 .
( 2 ) دقيق يلث بالسمن ويطبخ ( لسان العرب : 3 / 291 ) .
‹ صفحه 37 ›

وغدا المجلس خاصا تماما ، يغمره الأنس والقداسة ، فقد جلس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى مائدة فاطمة ( عليها السلام ) التي كان يسميها بضعته ، مع علي ( عليه السلام ) الذي كان يراه نفسه ، وابنيه الحسن والحسين ( عليهما السلام ) اللذين كان يسميهما ريحانتيه .

وكان من عادة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ألا يأكل طعاما إلا مع إحدى أزواجه ، لكن الأمر اليوم على نحو آخر ، والمائدة مائدة أخرى ! ولو كانت أم سلمة جلست على المائدة لكان كلام الله تعالى فسر في أهل بيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) بشكل آخر غدا .

 من هنا ، لم يدع ( صلى الله عليه وآله ) زوجته إلى تناول الطعام استثناء . نزل جبريل الأمين ( عليه السلام ) بهذه الآية :

* ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * فمد النبي ( صلى الله عليه وآله ) الكساء الخيبري على صهره ، وابنته ، وولديه ، وأومأ بيده اليمنى إلى ربه ، فقال : " هؤلاء أهل البيت ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " .

وفي رواية أخرى : " اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " .

وفي رواية أخرى : " اللهم هؤلاء آل محمد ، فأجعل صلواتك وبركاتك على محمد وآل محمد ، إنك حميد مجيد " .

إلى هنا كانت أم سلمة قرب الحجرة ، وهي تشهد هذا الحدث النوراني المعنوي بشكل من الأشكال ، فلم يطاوعها قلبها ، فتقدمت ورفعت جانبا من الكساء لعلها تستمتع بهذه الأجواء النورانية ، لكن النبي ( صلى الله عليه وآله ) جر الكساء من يدها ، ومنعها من الدخول في أجواء أهل بيته القرآني .

 ويبدو أن أم سلمة قد ساءها ذلك فقالت : ألست من أهل البيت ؟ فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " إنك إلى خير ، إنك من أزواج رسول الله " .

3 - جو الحادثة

إذا تأملنا في حادثة الكساء والأحاديث الواردة فيها ، تبين لنا بجلاء أن

‹ صفحه 38 ›

هذه الحادثة ليست كما تصورها بعض الكتاب بأنها حادثة عادية اكتسبت شأنا فيما بعد . بل هي حادثة تعد من أخص الحوادث في تاريخ السيرة النبوية في سياق التعريف بأئمة المجتمع الإسلامي وقادته في المستقبل ، ويعود ذلك إلى الجو الخاص للحادثة المذكورة وصلته بنزول آية التطهير .

ويدل دعاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) وكثير من الأحاديث التي روت حادثة الكساء على أنها كانت بعد نزول آية التطهير ، وقد حدثت لتفسير الآية وبيانها .

ونقل أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان يدعو أصحاب الكساء إلى صلاة الصبح حتى آخر عمره المبارك مناديا إياهم بأهل البيت ، وهذا مما يعبر عن أهمية الحادثة .

4 - حادثة الكساء في بيت أم سلمة

إن التأمل في الأحاديث المأثورة التي ذكرت حادثة الكساء يثبت أن نزول آية التطهير وقضية الكساء كانا في بيت أم سلمة لا محالة . وقد أقرت عائشة بهذه الحقيقة أيضا .

كما روي ذلك عن أبي عبد الله الجدلي أنه قال : دخلت على عائشة ، فقلت : أين نزلت هذه الآية : إنما يريد الله . . . ؟ قالت : نزلت في بيت أم سلمة ( 1 ) .

وفي رواية أخرى ، قالت أم سلمة : لو سألت عائشة لحدثتك أن هذه الآية نزلت في بيتي ( 2 ) .

 وقال أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الملقب بالمفيد : روى أصحاب الحديث أن عمر سئل عن هذه الآية ، فقال : سلوا عنها عائشة . فقالت عائشة : إنها نزلت في بيت أختي أم سلمة . فاسألوها عنها ، فإنها أعلم بها مني ( 3 ) .

 وأما الأخبار التي قد تشعر ( 4 ) بأن قضية الكساء وقعت في بيت غيرها من

----------
( 1 و 2 ) تفسير فرات الكوفي : 334 / 455 .
( 3 ) الفصول المختارة : 53 و 54 .
( 4 ) راجع ص 33 / 18 و 50 / 39 من كتابنا هذا .
‹ صفحه 39 ›

أزواج النبي ( صلى الله عليه وآله ) فإنها لو صحت لدلت على أن أشخاصا آخرين قد شهدوا حادثة الكساء أيضا كعائشة ، وزينب .

وأنهم طلبوا من النبي ( صلى الله عليه وآله ) ما طلبته أم سلمة ، فأجابهم بالنفي . وأما ما احتمله بعض المحدثين ( 1 ) من تكرار هذه الحادثة عدة مرات فهو أمر مستبعد .

5 - كلام حول ما اشتهر بحديث الكساء

استبان إلى هنا أن حديث الكساء قطعي لا يقبل الشك والترديد ، كما مر بنا . وهو يعبر عن واحدة من أهم خصائص أهل البيت النبوي الكريم . ونريد بها خاصية الطهارة والعصمة .

لكن شاع أخيرا حديث يحمل عنوان حديث الكساء ، وهو واه لا أساس له . وكان المرحوم المحدث القمي رضوان الله تعالى عليه أول من نبه على ضعفه . ومن العجيب أنه لم يجز لأحد أن يزيد على كتابه ( مفاتيح الجنان ) شيئا ، ودعا على من يقوم بذلك ( 2 ) ، لكن نلاحظ أن الحديث المذكور قد أضيف إليه ! والأدلة على ضعف هذا الحديث كثيرة ، نشير فيما يأتي إلى بعضها :

1ـ لم يرد هذا الحديث في أي كتاب من الكتب المعتبرة للفريقين ، بما فيها الكتب التي تعمد إلى جمع الأحاديث المنسوبة إلى أهل البيت ( عليهم السلام ) كبحار الأنوار .

 قال المرحوم المحدث القمي في كتاب ( منتهى الآمال ) حول الحديث الشائع ، بعد أن أثبت تواتر حديث الكساء : " أما الحديث المعروف بحديث الكساء الشائع في عصرنا بهذا الشكل فلم

----------
( 1 ) راجع ذخائر العقبى : 57 ، الصواعق المحرقة : 144 ، ينابيع المودة : 1 / 323 ، أهل البيت ( عليهم السلام ) في آية التطهير : 51 .
 ( 2 ) راجع مفاتيح الجنان : 572 ( مقدمة الملحقات ) .
يلحظ في الكتب المعتبرة المعروفة وأصول الحديث والمجامع المتقنة للمحدثين .

وجاز لنا أن نقول : إنه من خصائص كتاب ( المنتخب ) " ( 1 ) .

2 - إن أول كتاب - فيما نعلم - نقل هذا الحديث بلا سند - كما أشار إليه المحدث القمي - هو كتاب " المنتخب " ( 2 ) .

 وهذا يعني أن الحديث المذكور لا يلاحظ له أثر في كتب الحديث منذ عصر صدر الاسلام حتى ألف سنة بعده !

3 - من العجيب أن هذا الحديث غير المسند ورد في حاشية كتاب " العوالم " مسندا كالآتي :

 " رأيت بخط الشيخ الجليل السيد هاشم ، عن شيخه السيد ماجد البحراني عن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني ، عن شيخه المقدس الأردبيلي ، عن شيخه علي بن العالي الكركي ، عن الشيخ علي بن هلال الجزائري . عن الشيخ أحمد بن فهد الحلي ، عن الشيخ علي بن الخازن الحائري ، عن الشيخ ضياء الدين علي ابن الشهيد الأول ، عن أبيه ، عن فخر المحققين ، عن شيخه العلامة الحلي ، عن شيخه المحقق ، عن شيخه ابن نما الحلي ، عن شيخه محمد بن إدريس الحلي ، عن ابن حمزة الطوسي صاحب " ثاقب المناقب " عن الشيخ الجليل محمد بن شهرآشوب ، عن الطبرسي صاحب " الاحتجاج " عن شيخه الجليل الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ، عن أبيه شيخ الطائفة ، عن شيخه المفيد ، عن شيخه ابن قولويه القمي ، عن شيخه الكليني ، عن علي بن إبراهيم ، [ عن أبيه إبراهيم ] بن هاشم عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، عن قاسم بن يحيى الجلاء الكوفي ، عن أبي بصير ، عن أبان بن تغلب البكري ،

----------
( 1 ) منتهى الآمال : 1 / 527 .
( 2 ) للشيخ فخر الدين محمد بن علي بن أحمد طريح المسلمي الأسدي الرماحي النجفي المعروف بالشيخ الطريحي ولد بالنجف وتوفي 1085 ه‍ . ق ، راجع أعيان الشيعة : 8 / 395 ، رياض العلماء : 4 / 334 ، الذريعة : 22 / 420 .
‹ صفحه 41 ›

عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، عن فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : سمعت فاطمة أنها قالت : دخل علي أبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في بعض الأيام فقال : السلام عليك يا فاطمة . . . " ( 1 )

وفيما يأتي ملاحظاتنا حول السند :

أ - المستند الوحيد للسند المذكور هو كلام الشيخ عبد الله نور الدين البحراني ، إذ يقول ، على فرض ثبوته : " رأيت بخط السيد هاشم البحراني . . . " . ولكن لا يعلم من ذا الذي يضمن صحة تشخيصه بأن الخط هو خط السيد هاشم البحراني حتما ؟

ب - لم يذكر السيد هاشم البحراني ( 2 ) المنسوب إليه السند هذا الحديث في كتابيه : " تفسير البرهان " ، و " غاية المرام " ، مع اهتمامه بجمع الأحاديث لا تصحيحها في هذين الكتابين . بل إن ما ذكره يخالف ما نسب إليه سندا ومتنا .

----------
( 1 ) عوالم العلوم : 2 / 930 .
( 2 ) هو السيد هاشم بن إسماعيل بن عبد الجواد بن علي بن سليمان بن ناصر الموسوي الكتكاني التوبلي البحراني . ولد في كتكان من توابع البحرين ، وتوفي سنة 1107 ه‍ . أثنى أصحاب التراجم على شخصيته العلمية والعملية . أجازه الشيخ الحر العاملي في نقل الحديث ، وقال : فاضل عالم ماهر مدقق فقيه عارف بالتفسير والعربية والرجال .
من مشايخه في إجازة الحديث : الشيخ فخر الدين بن طريح ، والسيد عبد العظيم بن عباس الأسترابادي . ويستشف من ترجمته وكتبه أنه كان يقوم غالبا باستنساخ أحاديث أهل البيت وجمعها وضبطها ومقابلتها وتصحيحها وتبويبها .
وقيل : إنه صنف ( 75 ) كتابا كبيرا ومتوسطا وصغيرا . وأشكل عليه البعض أن كتبه لا تخلو من الغلو والضعف والاعتماد على مصادر غير موثوقة ، ( راجع أعيان الشيعة : 10 / 249 ، أمل الآمل : 2 / 341 ، رياض العلماء : 5 / 310 ، والعلامة سيد هاشم البحراني تأليف فارس تبريزيان ) .
‹ صفحه 42 ›

ج - إن كثيرا من المحدثين الكبار المذكورين في سلسلة السند كالكليني ، والطوسي ، والمفيد ، والطبرسي ، وابن شهرآشوب رووا في كتبهم حديث الكساء بالشكل الوارد في متن الكتاب ، وهو لا يتفق مع الحديث الشائع .

د - سلسلة السند المذكور لهذا الحديث في حاشية " العوالم " مليئة بالإشكالات ، حتى إن من كان له أدنى اطلاع على علم الرجال يدرك سقمه بوضوح ( 1 ) .

ه‍ - متن الحديث يخالف جميع المتون المعتبرة ، ويضاف إليه أن فيه نقاط ضعف لا تخفى على المتأمل .

----------
( 1 ) راجع عوالم العلوم : 2 / 930 " الحاشية الثانية " .
‹ صفحه 43 ›

الفصل الثاني  أصحاب النبي ومعنى أهل البيت

( 2 / 1 )

أبو سعيد الخدري

19 - عطية عن أبي سعيد الخدري : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : نزلت هذه الآية في خمسة : في ، وفي علي ، وحسن ، وحسين وفاطمة : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 1 ) .

20 - عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) - في قوله تعالى : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * - قال : جمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليا وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ثم أدار عليهم الكساء ، فقال :

هؤلاء أهل بيتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وأم سلمة على الباب ، فقالت : يا رسول الله ، ألست منهم ؟ فقال : إنك لعلى خير - أو إلى خير - ( 2 ) .

----------
( 1 ) تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 6 ، الدر المنثور : 6 / 604 ، العمدة : 39 / 21 .
( 2 ) تاريخ بغداد : 10 / 278 ، شواهد التنزيل : 2 / 38 / 657 إلى قوله " وطهرهم تطهيرا " و ح : 658 ، وذكر أيضا في : 2 / 139 / 774 نحوه ، تنبيه الخواطر : 1 / 23 .
‹ صفحه 44 ›

21 - أبو أيوب الصيرفي : سمعت عطية العوفي يذكر أنه سأل أبا سعيد الخدري عن قول الله تعالى : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ، فأخبره أنها نزلت في رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ( 1 ) .

( 2 / 2 )

 أبو برزة

22ـ أبو برزة : صليت مع رسول الله سبعة عشر شهرا ، فإذا خرج من بيته أتى باب فاطمة فقال : الصلاة رحمكم الله * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ) * ( 2 ) .

 ( 2 / 3 )

أبو الحمراء

23ـ أبو داود عن أبي الحمراء : رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : رأيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) إذا طلع الفجر جاء إلى باب علي وفاطمة فقال : الصلاة الصلاة * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 3 ) .

( 2 / 4 )

أبو ليلى الأنصاري

24 - عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال لعلي ( عليه السلام ) : أنا أول من

----------
( 1 ) أمالي الطوسي : 248 / 438 ، المعجم الكبير : 3 / 56 / 2673 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " : 75 / 108 نحوه ، وذكره أيضا في : 109 ، أسباب نزول القرآن : 368 / 696 .
( 2 ) مجمع الزوائد : 9 / 267 / 14986 .
( 3 ) تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 6 وراجع الفصل الرابع : تسليم النبي على أهل البيت وتخصيصهم بالأمر بالصلاة : 65 / 71 و 72 .
‹ صفحه 45 ›

يدخل الجنة وأنت بعدي تدخلها والحسن والحسين وفاطمة . . . اللهم إنهم أهلي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، اللهم اكلأهم وارعهم وكن لهم ، وانصرهم وأعنهم ، وأعزهم ولا تذلهم ، واخلفني فيهم ، إنك على كل شئ قدير ( 1 ) .

 ( 2 / 5 )

أنس بن مالك

25 - أنس : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول : الصلاة يا أهل البيت * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 2 ) .

( 2 / 6 )

البراء بن عازب

26 - البراء بن عازب : جاء علي وفاطمة والحسن والحسين إلى باب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقام بردائه وطرحه عليهم ، ثم قال : اللهم هؤلاء عترتي ( 3 ) .

 ( 2 / 7 )

ثوبان

27 - سليمان المنبهي ، عن ثوبان مولى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذا

----------
( 1 ) أمالي الطوسي : 351 / 726 ، المناقب للخوارزمي : 62 / 31 .
( 2 ) سنن الترمذي : 5 / 352 / 3206 ، مسند ابن حنبل : 4 / 516 / 13730 ، فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 761 / 1340 و 1341 نحوه ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 172 / 4748 ، المعجم الكبير : 3 / 56 / 2671 ، المصنف لابن أبي شيبة : 7 / 527 / 4 ، تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 6 وفيه " كلما خرج إلى الصلاة " بدل " إذا خرج إلى صلاة الفجر " .
( 3 ) تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 2 / 437 / 944 ، شواهد التنزيل : 2 / 26 / 645 وذكره أيضا في : 646 .
‹ صفحه 46 ›

سافر كان آخر عهده بإنسان من أهله فاطمة ، وأول من يدخل عليها إذا قدم فاطمة ، فقدم من غزاة له وقد علقت مسحا أو سترا على بابها ، وحلت الحسن والحسين قلبين ( 1 ) من فضة ، فقدم فلم يدخل ، فظنت أن ما منعه أن يدخل ما رأى ، فهتكت الستر وفككت القلبين عن الصبيين وقطعته بينهما ، فانطلقا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهما يبكيان ، فأخذه منهما ، وقال : يا ثوبان ، اذهب بهذا إلى آل فلان - أهل بيت بالمدينة - إن هؤلاء أهل بيتي أكره أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا . يا ثوبان ، اشتر لفاطمة قلادة من عصب ، وسوارين من عاج ( 2 ) .

28 - أبو هريرة وثوبان قالا : كان النبي يبدأ في سفره بفاطمة ويختم بها ، فجعلت وقتا سترا من كساء خيبرية لقدوم أبيها وزوجها ، فلما رآه النبي تجاوز عنها ، وقد عرف الغضب في وجهه حتى جلس عند المنبر ، فنزعت قلادتها وقرطيها ومسكتيها ( 3 ) ، ونزعت الستر ، فبعثت به إلى أبيها وقالت : اجعل هذا في سبيل الله . فلما أتاه قال ( صلى الله عليه وآله ) : قد فعلت ، فداها أبوها - ثلاث مرات - ما لآل محمد وللدنيا ؟ ! فإنهم خلقوا للآخرة ، وخلقت الدنيا لغيرهم ( 4 ) .

( 2 / 8 )

جابر بن عبد الله

29 - ابن أبي عتيق عن جابر بن عبد الله : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دعا عليا وابنيه وفاطمة

----------
( 1 ) القلب : السوار ( لسان العرب : 1 / 688 ) .
( 2 ) سنن أبي داود : 4 / 87 / 4213 ، مسند ابن حنبل : 8 / 320 / 22426 نحوه ، السنن الكبرى : 1 / 41 / 91 ، وراجع إحقاق الحق : 10 / 234 ، 291 .
( 3 ) المسكة : واحدة المسك ، وهي الأساور والخلاخيل من القرون أو العاج ونحوها . ( المعجم الوسيط : 2 / 869 ) .
( 4 ) المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 343 .
‹ صفحه 47 ›

فألبسهم من ثوبه ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهلي ، هؤلاء أهلي ( 1 ) .

30 - جابر بن عبد الله الأنصاري : كنت عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) في بيت أم سلمة ، فأنزل الله هذه الآية : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ، فدعا النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالحسن والحسين وفاطمة وأجلسهم بين يديه ، فدعا عليا فأجلسه خلف ظهره ، وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .

فقالت أم سلمة : وأنا معهم يا رسول الله ؟ فقال لها : إنك على خير . فقلت : يا رسول الله ، لقد أكرم الله هذه العترة الطاهرة والذرية المباركة بذهاب الرجس عنهم .

 قال : يا جابر لأنهم عترتي من لحمي ودمي ، فأخي سيد الأوصياء ، وابني خير الأسباط ، وابنتي سيدة النسوان ، ومنا المهدي ( 2 ) .

( 2 / 9 )

زيد بن أرقم

31 - يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم - بعد ذكر حديث الثقلين - : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله . . . وأهل بيتي ، فقلنا : من أهل بيته ؟ نساؤه ؟ قال : لا ، وأيم الله ، إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ، ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها . أهل بيته أصله ، وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده ( 3 ) .

( 2 / 10 )

زينب بنت أبي سلمة

32 - ابن لهيعة : حدثني عمرو بن شعيب أنه دخل على زينب بنت أبي سلمة ،

----------
( 1 ) شواهد التنزيل : 2 / 28 / 647 ، وراجع : 29 / 648 ، مجمع البيان : 8 / 560 .
( 2 ) كفاية الأثر : 66 .
( 3 ) صحيح مسلم : 4 / 1874 / 37 .
‹ صفحه 48 ›

فحدثتهم أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان عند أم سلمة فدخل عليها بالحسن والحسين وفاطمة ، فجعل الحسن من شق ، والحسين من شق ، وفاطمة في حجره ، ثم قال : * ( رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ) * ( 1 ) .

( 2 / 11 )

سعد بن أبي وقاص

33 - عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه : لما نزلت هذه الآية : * ( فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناء كم ) * ( 2 ) دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فقال : اللهم هؤلاء أهلي ( 3 ) .

34 - عامر بن سعد : قال سعد : نزل على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الوحي ، فأدخل عليا وفاطمة وابنيهما تحت ثوبه ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي ( 4 ) .

 35 - سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كنت عند معاوية - وقد نزل بذي طوى - فجاءه سعد بن أبي وقاص فسلم عليه ، فقال معاوية : يا أهل الشام ، هذا سعد ابن أبي وقاص وهو صديق لعلي . قال : فطأطأ القوم رؤوسهم ، وسبوا عليا ( عليه السلام ) فبكى سعد ، فقال له معاوية : ما الذي أبكاك ؟ قال : ولم لا أبكي لرجل من

----------
( 1 ) المعجم الكبير : 24 / 281 / 713 والآية 73 من سورة هود .
( 2 ) آل عمران : 61 .
( 3 ) صحيح مسلم : 4 / 1871 / 32 ، سنن الترمذي : 5 / 225 / 2999 ، مسند ابن حنبل : 1 / 391 / 1608 ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 163 / 4719 ، السنن الكبرى : 7 / 101 / 13392 ، الدر المنثور : 2 / 233 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 1 / 207 / 271 ، أمالي الطوسي : 307 / 616 .
( 4 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 159 / 4708 ، السنن الكبرى : 7 / 101 / 13391 ، تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 8 نحوه ، الدر المنثور : 6 / 605 .
‹ صفحه 49 ›

أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يسب عندك ولا أستطيع أن أغير ؟ ! وقد كان في علي خصال لإن تكون في واحدة منهم ( 1 ) أحب من الدنيا وما فيها - إلى أن قال - : والخامسة : نزلت هذه الآية * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * فدعا النبي ( صلى الله عليه وآله ) عليا وحسنا وحسينا وفاطمة ( عليهم السلام ) ، فقال : اللهم هؤلاء أهلي ، فأذهب عنهم الرجس ، وطهرهم تطهيرا ( 2 ) .

36 - عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه : أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا ، فقال : ما يمنعك أن تسب أبا تراب ؟ قال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فلن أسبه ، لإن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم . . . وأنزلت هذه الآية : * ( قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ) * ، دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللهم هؤلاء أهلي ( 3 ) .

( 2 / 12 )

صبيح مولى أم سلمة

 37 - إبراهيم بن عبد الرحمن بن صبيح مولى أم سلمة ، عن جده صبيح : كنت بباب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فجاء علي وفاطمة والحسن والحسين ، فجلسوا ناحية ، فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلينا ، فقال : إنكم على خير ، وعليه كساء خيبري ، فجللهم به وقال : أنا حرب لمن حاربكم ، سلم لمن سالمكم ( 4 ) .

----------
(1) كذا في المصدر ، والأنسب : " منها " .
( 2 ) أمالي الطوسي : 598 / 1243 .
( 3 ) سنن الترمذي : 5 / 638 / 3724 ، وراجع خصائص الإمام أمير المؤمنين للنسائي : 44 / 9 و 119 / 55 ، شواهد التنزيل : 2 / 33 / 36 ، تفسير العياشي : 1 / 177 / 59 .
( 4 ) المعجم الأوسط : 3 / 179 / 2854 ، أسد الغابة : 3 / 7 / 2481 .
 ( 2 / 13 )

عبد الله بن جعفر

38 - إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن أبيه : لما نظر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى الرحمة هابطة قال : ادعوا إلي ، ادعوا إلي ، فقالت صفية : من يا رسول الله ؟ قال : أهل بيتي ، عليا وفاطمة والحسن والحسين ، فجئ بهم فألقى عليهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) كساءه ، ثم رفع يديه ثم قال : اللهم هؤلاء آلي ، فصل على محمد وعلى آل محمد . وأنزل الله عز وجل : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 1 ) .

39 - إسماعيل بن عبد الله بن جعفر الطيار عن أبيه قال : لما نظر النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى جبرئيل هابطا من السماء قال : من يدعو لي ؟ من يدعو لي ؟ فقالت زينب : أنا يا رسول الله ، فقال : ادعي لي عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فجعل حسنا عن يمينه ، وحسينا عن يساره ، وعليا وفاطمة تجاههم ، ثم غشاهم بكساء خيبري وقال : اللهم إن لكل نبي أهلا ، وإن هؤلاء أهلي . فأنزل الله تعالى : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ) * . فقالت زينب : ألا أدخل معكم ؟ قال : مكانك ، فإنك على خير إن شاء الله ( 2 ) .

( 2 / 14 )

عبد الله بن عباس

 40 - عمرو بن ميمون : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا ابن

----------
( 1 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 160 / 4709 ، شواهد التنزيل : 2 / 55 / 675 نحوه وفيه " زينب " بدل " صفية " وفي هامشه " كذا في النسخة اليمنية وفي النسخة الكرمانية : فقالت زينب صفية خ " .
 ( 2 ) شواهد التنزيل : 2 / 53 / 673 ، وذكر أيضا في : 674 نحوه ، فرائد السمطين : 2 / 18 / 362 نحوه . العمدة : 40 / 24 نحوه ، وراجع إحقاق الحق : 9 / 52 .
‹ صفحه 51 ›

عباس ، إما أن تقوم معنا وإما أن تخلو بنا من بين هؤلاء ، فقال ابن عباس : بل أنا أقوم معكم ، وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى .

قال : فابتدؤوا فتحدثوا ، فلا ندري ما قالوا ، قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف ! وقعوا في رجل له بضع عشرة فضائل ليست لأحد غيره ، وقعوا في رجل قال له النبي ( صلى الله عليه وآله ) : لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا ، يحب الله ورسوله - إلى أن قال : - وأخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين وقال : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 1 ) .

41 - عمرو بن ميمون عن ابن عباس : دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الحسن والحسين ، وعليا وفاطمة ، ومد عليهم ثوبا ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ( 2 ) .

42 - سعيد بن جبير عن ابن عباس قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : . . . اللهم من كان له من أنبيائك ورسلك ثقل وأهل بيت فعلي وفاطمة والحسن والحسين أهل بيتي وثقلي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ( 3 ) .

43 - سعيد بن المسيب عن ابن عباس : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان جالسا ذات يوم وعنده علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) فقال : اللهم إنك تعلم أن هؤلاء أهل بيتي ، وأكرم الناس علي ، فأحب من أحبهم وأبغض من أبغضهم ، ووال من والاهم وعاد من عاداهم ، وأعن من أعانهم ، واجعلهم مطهرين من كل رجس ، معصومين من كل ذنب ، وأيدهم بروح القدس منك . . . ثم رفع ( صلى الله عليه وآله ) يده إلى السماء

----------
( 1 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 143 / 4652 ، مسند ابن حنبل : 1 / 708 / 3062 ، خصائص الإمام أمير المؤمنين للنسائي : 70 / 23 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 1 / 185 / 250 .
 ( 2 ) تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 1 / 184 / 249 ، شواهد التنزيل : 2 / 50 / 670 ، وراجع إحقاق الحق : 15 / 628 - 631 .
 ( 3 ) الفقيه : 4 / 179 / 5404 ، وذكره أيضا في : 420 / .
‹ صفحه 52 ›

فقال : اللهم إني أشهدك أني محب لمن أحبهم ، ومبغض لمن أبغضهم ، وسلم لمن سالمهم ، وحرب لمن حاربهم ، وعدو لمن عاداهم ، وولي لمن والاهم ( 1 ) .

 44 - ابن عباس في حديث زواج فاطمة وعلي ( عليهما السلام ) : ثم التزمهما [ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ] فقال : اللهم إنهما مني وأنا منهما ، اللهم كما أذهبت عني الرجس وطهرتني فطهرهما ( 2 ) .

 ( 2 / 15 )

عمر بن أبي سلمة

45 - عطاء بن أبي رباح عن عمر بن أبي سلمة - ربيب النبي ( صلى الله عليه وآله ) - : نزلت هذه الآية على النبي ( صلى الله عليه وآله ) : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * في بيت أم سلمة ، فدعا النبي ( صلى الله عليه وآله ) فاطمة وحسنا وحسينا ، فجللهم بكساء ، وعلي خلف ظهره فجلله بكساء ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . قالت أم سلمة : وأنا معهم يا نبي الله ؟ قال : أنت على مكانك ، وأنت إلى خير ( 3 ) .

 ( 2 / 16 )

عمر بن الخطاب

46 - عيسى بن عبد الله بن مالك عن عمر بن الخطاب : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : أيها

----------
( 1 ) أمالي الصدوق : 393 / 18 ، بشارة المصطفى : 177 .
( 2 ) المعجم الكبير : 24 / 134 / 362 ، و 22 / 412 / 1022 ، المصنف لعبد الرزاق : 5 / 489 / 9782 وفيهما " ثم التزمها " بصيغة المفرد إلى آخر الحديث .
( 3 ) سنن الترمذي : 5 / 663 / 3787 ، وراجع : 5 / 351 / 3205 ، أسد الغابة : 2 / 17 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " : 71 / 104 ، تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 8 ، إحقاق الحق : 3 / 528 ، 2 / 510 .
‹ صفحه 53 ›

الناس ، إني فرط لكم وإنكم واردون علي الحوض ، حوضا عرضه ما بين صنعاء إلى بصرى ، فيه قدحان عدد النجوم من فضة ، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، السبب الأكبر كتاب الله طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به ولا تبدلوا ، وعترتي أهل بيتي ، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .

 فقلت : يا رسول الله ، من عترتك ؟ قال : أهل بيتي من ولد علي وفاطمة ، وتسعة من صلب الحسين ، أئمة أبرار ، هم عترتي من لحمي ودمي ( 1 ) . ( 2 / 17 )

واثلة بن الأسقع

47 - أبو عمار عن واثلة بن الأسقع : أتيت عليا فلم أجده ، فقالت لي فاطمة : انطلق إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يدعوه . فجاء مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فدخلا ودخلت معهما ، فدعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الحسن والحسين ، فأقعد كل واحد منهما على فخذيه ، وأدنى فاطمة من حجره وزوجها ، ثم لف عليهم ثوبا وقال : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * . ثم قال : هؤلاء أهل بيتي ، اللهم أهل بيتي أحق ( 2 ) .

 48 - أبو عمار شداد : دخلت على واثلة بن الأسقع وعنده قوم ، فذكروا عليا فشتموه فشتمته معهم ، فلما قاموا قال لي : لم شتمت هذا الرجل ؟ قلت : رأيت القوم شتموه فشتمته معهم ، فقال : ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قلت : بلى ، فقال : أتيت فاطمة أسألها عن علي فقالت : توجه إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فجلست

----------
( 1 ) كفاية الأثر : 91 ، تفسير البرهان : 1 / 9 نقلا عن ابن بابويه في كتاب النصوص على الأئمة ( عليهم السلام ) .
( 2 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 159 / 4706 ، وفي : 451 / 3559 .
‹ صفحه 54 ›

أنتظره حتى جاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومعه علي وحسن وحسين آخذا كل واحد منهما بيده حتى دخل ، فأدنى عليا وفاطمة فأجلسهما بين يديه وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه ، ثم لف عليهم ثوبه - أو قال كساء - ثم تلا هذه الآية : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ) * ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، وأهل بيتي أحق ( 1 ) .

 49 - شداد بن عبد الله : سمعت واثلة بن الأسقع ، وقد جئ برأس الحسين بن علي ، قال : فلقيه رجل من أهل الشام ، فغضب واثلة وقال : والله ، لا أزال أحب عليا وحسنا وحسينا وفاطمة أبدا بعد إذ سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو في منزل أم سلمة ، يقول فيهم ما قال .

قال واثلة : رأيتني ذات يوم وقد جئت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو في منزل أم سلمة ، وجاء الحسن فأجلسه على فخذه اليمنى وقبله ، وجاء الحسين فأجلسه على فخذه اليسرى وقبله ، ثم جاءت فاطمة فأجلسها بين يديه ، ثم دعا بعلي فجاء ، ثم أغدف عليهم كساء خيبريا - كأني أنظر إليه - ثم قال : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ، فقلت لواثلة : ما الرجس ؟ قال : الشك في الله عز وجل ( 2 ) .

50 - أبو عمار شداد عن واثلة بن الأسقع : أقعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) عليا عن يمينه وفاطمة عن يساره وحسنا وحسينا بين يديه ، وغطى عليهم بثوب وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، وأهل بيتي أتوا إليك لا إلى النار ( 3 ) .

51 - أبو الأزهر عن واثلة بن الأسقع : لما جمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليا وفاطمة والحسن

----------
( 1 ) فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 577 / 978 ، وراجع مسند ابن حنبل : 6 / 45 / 16985 ، المصنف لابن أبي شيبة : 7 / 501 / 40 ، العمدة : 40 / 25 .
( 2 ) فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 672 / 1149 ، وراجع أسد الغابة : 2 / 27 ، العمدة : 34 / 15 .
( 3 ) مسند أبي يعلى : 6 / 479 / 7448 ، وراجع نثر الدر : 1 / 236 ، السنن الكبرى : 2 / 217 / 2870 .
‹ صفحه 55 ›

والحسين ( عليهم السلام ) تحت ثوبه قال : اللهم قد جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك على إبراهيم وآل إبراهيم ، اللهم إنهم مني وأنا منهم ، فاجعل صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك علي وعليهم ( 1 ) .

راجع :

ص 547 " ترجمة الذين رووا في تفسير أهل البيت "

----------
(1 ) المناقب للخوارزمي : 63 / 32 ، كنز العمال : 13 / 603 / 37544 نقلا عن الديلمي عن واثلة ، وذكر أيضا في : 12 / 101 / 34186 نحوه .