|
 |
 |
أهل البيت في الكتاب والسنة
محمد الريشهري
تحقيق مؤسسة دار الحديث الثقافية
‹ صفحه 2 ›
الريشهري ، محمد ، 1325
- أهل البيت في الكتاب والسنة / محمد الريشهري .
- قم : دار الحديث ، 1375 . 649 ص .
المصادر بالهامش وص 615 - 649 .
العنوان بالإنجليزية bayt _ ahl ol
هذا الكتاب هو جزء من " موسوعة ميزان
الحكمة " الذي انتشر بصورة مستقلة .
1 . سيرة أهل البيت .
2 . الإمامة .
3 . أحاديث الشيعة .
4. أحاديث أهل السنة .
الف . العنوان .
9 الف 9 ر / bp 21 95 / 297
شابك : 6 - 19 - 5985 - 964 ، 6 - 19 - 5985 -
964 : i s b n
الكتاب : أهل البيت في الكتاب والسنة
المؤلف : محمد الريشهري
التحقيق : دار الحديث
الناشر : دار الحديث
ليتوغراف : تيز هوش
المطبعة : دار الحديث
الطبعة الثانية مع التصحيح والإضافات
الكمية : 5000
السعر : 2000 تومان
الهاتف : 31575 ، 710487 - 251 - 98 + ، 929221
- 21 - 98 +
فاكس : 719190 - 251 - 98 + ص . ب : 3418 /
37185
‹ صفحه 3 ›
بسم الله الرحمن الرحيم
‹ صفحه 5 ›
فهرس الموضوعات
‹ صفحه 17 ›
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على
عبده المصطفى محمد وآله الطاهرين وخيار صحابته أجمعين وبعد الكتاب الذي بين يديك
الآن - أيها القارئ الكريم - هو عصارة وخلاصة لمئات الكتب وآلاف الأحاديث التي
أخرجت فيه بحلة جديدة ، لتدخل إلى عالم الحديث والمعارف الإسلامية لأول مرة .
وقد جاء هذا الكتاب حصيلة لسنين متمادية من
البحث والاستقصاء والتنقيب .
وهو أول رسالة تنشر مستقلة من " موسوعة
ميزان الحكمة " . وإن نظرة إجمالية إلى قائمة مصادر الكتاب يمكنها تعريف
القارئ العزيز ببعض ما أنفق عليه من جهد وعناء .
ومن الجدير بالذكر أن البدء بتأليف "
موسوعة ميزان الحكمة " كان - بعد ما حظي به كتاب " ميزان الحكمة "
من الترحاب والقبول - منذ عام 1407 ه . ق ، وبمعونة جمع من فضلاء الحوزة العلمية
في مدينة قم المقدسة ، وأدى فيما بعد إلى إنشاء " مؤسسة دار الحديث الثقافية
" في سنة 1415 ه . ق .
وقد أنجز إلى الآن قسم كبير من هذه الموسوعة
الضخمة ، وآمل - بفضل الله ومنه - أن ينشر هذا
‹ صفحه 18 ›
الأثر الفاخر بأكمله في المستقبل القريب .
ونظرا إلى حاجة المجتمع الإسلامي الشديدة ، في
الوقت الحاضر ، إلى كثير من موضوعات هذه الموسوعة التي يمكن نشرها مستقلة ارتأينا
نشر طائفة من هذه الموضوعات على نحو مستقل وبشكل تدريجي ، حتى يحين موعد إصدار
الموسوعة الكاملة مرة واحدة ، إن شاء الله تعالى .
ولحسن الطالع كان أول كتاب أعد للنشر في مؤسسة
" دار الحديث " مرتبطا بمعرفة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
وأغتنم هذه البداية الميمونة لأقدم هذا الكتاب
هدية بين يدي الصديقة الكبرى فاطمة بنت رسول الله سلام الله عليها ، راجيا الله
تبارك وتعالى - وببركة دعائها ( عليها السلام ) - أن يتقبل هذا المجهود المتواضع ،
ويجعله ذخرا لنا في مماتنا وحشرنا ، وأن يجعل آثاره - في تعريف أهل البيت ( عليهم
السلام ) وتعزيز وحدة كلمة المسلمين حول محور عترة النبي الأكرم ( صلى الله عليه
وآله ) - أكثر مما نتوقعه ونرجوه .
وختاما ، أرى لزاما علي أن أتقدم بالشكر الجزيل
لجميع الإخوة الأعزاء في " مركز تحقيقات دار الحديث " إذ ساعدوني في
تأليف هذه المجموعة الثمينة ، لا سيما الأخ الفاضل الأعز السيد رسول الموسوي الذي
اضطلع بالمهمة الأساسية ، جزاهم الله عن الاسلام خير الجزاء في الدارين .
محمد الريشهري شعبان المعظم 1417 ه
‹ صفحه 19 ›
المدخل
‹ صفحه 21 ›
* ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويطهركم تطهيرا ) * ( 1 ) .
حول آية التطهير :
نزلت هذه الآية الكريمة في أواخر حياة النبي (
صلى الله عليه وآله ) ، وهو في بيت أم سلمة . فدعى عليا وفاطمة والحسن والحسين (
عليهم السلام ) ، وغشاهم بكساء له خيبري ، ثم قال :
اللهم هؤلاء أهل بيتي . فقالت له أم سلمة : أين
أنا يا رسول الله ؟ فقال لها النبي : أنت في خير ، وإلى خير .
وفي رواية أخرى قالت له أم سلمة : ألست فيهم ؟
قال : أنت على خير .
وفي ثالثة قالت أم سلمة : فرفعت الكساء لأدخل
معهم ، فجذبه من يدي ، وقال : إنك على خير .
الأحاديث التي فسرت " أهل البيت " في
آية التطهير المباركة بأصحاب الكساء ، على نحو مباشر ، قد فاقت حد التواتر ( 2 ) .
وقد حددت هذه النصوص المصاديق الحقيقية لأهل
البيت بجلاء ووضوح ، فلا يظل للباحث المنصف مجال لأدنى شك وارتياب .
----------
( 1 ) الأحزاب : 33 .
( 2 ) راجع : ص 85 تبويب الأحاديث التي تفسر أهل
البيت ( عليهم السلام ) .
‹ صفحه 22 ›
مضمون الآية الكريمة وسياقها ( 1 ) أيضا يدعم
الأحاديث المأثورة في شأن نزولها أو التي فسرت " أهل البيت " بجمع خاص
من أقرباء النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
وسيرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) في تفسير
آية التطهير ، منذ أن منع زوجته الصالحة أم سلمة من الالتحاق بأصحاب الكساء - رفعا
لاحتمال دخول أزواجه تحت عنوان " أهل البيت " - إلى يوم وفاته ، كانت
بشكل لا يثير أي خلاف حول معنى أهل البيت ومصداقهم .
ولم يدع بهذا العنوان إلا جمع خاص من أقربائه
الذين كانوا أهلا لهداية الأمة الإسلامية وقيادتها .
وإذا تأملنا ما أشير إليه وفي تفصيله الذي سيأتي
في هذا الكتاب ، تبين لنا أن الشك والترديد ( 2 ) في معنى " أهل البيت "
ومصداقهم الوارد في آية التطهير ليس لهما قيمة علمية تذكر .
وفي ضوء هذه الآية الكريمة أراد الله تعالى ،
بحكمته ، أن يصون جمعا خاصا من قرابة نبيه ( صلى الله عليه وآله ) من كل ضروب
الرجس والدنس العقيدية والأخلاقية والعملية .
ولما كانت إرادته الأزلية جل شأنه غير منفصلة عن
المراد ، تسنى لنا أن نستنتج بوضوح أن أهل البيت مطهرون من جميع أنواع الرجس ،
شأنهم في ذلك شأن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
تأتي خاصية الطهارة العقيدية الأخلاقية العملية
المطلقة على رأس الخصائص التي يتصف بها أهل البيت ( عليهم السلام ) ، بل هي أساس
الخصائص كلها . وهي التي تجعلهم أهلا لهداية الأمة الإسلامية وقيادتها .
من هنا ، ستتصدر القسم الثالث من هذا الكتاب
الذي يتناول خصائص أهل البيت ( عليهم السلام ) بالدراسة والبحث .
----------
( 1 ) راجع مجمع البيان : 8 / 560 ، الميزان في
تفسير القرآن : 16 / 311 ، بحار الأنوار : 35 / 233 ، آية التطهير رؤية مبتكرة ،
أهل البيت في آية التطهير للسيد جعفر مرتضى العاملي .
( 2 ) هناك أقوال عديدة حول المراد من أهل البيت في
الآية الكريمة .
راجع كتاب أهل البيت في آية التطهير للسيد جعفر
مرتضى العاملي : الفصل الأول / آراء وأقوال .
‹ صفحه 23 ›
رمز مجد المسلمين وعظمتهم : إن الأحاديث الواردة
في هذا الكتاب حول معرفة " أهل البيت " ومزاياهم وعلومهم وحقوقهم وحبهم
وبغضهم تثبت لنا جليا أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد عين - بأبلغ الأساليب
وأوضحها - عدة من أقربائه قادة لهذه الأمة سياسيا وعلميا وأخلاقيا .
ولا بد للمسلمين - لأجل معرفة الاسلام الأصيل
والتحرز من الزيغ والضلال ، وإقامة حكومة التوحيد بمفهومها الحقيقي الناصع وبلوغ
عزهم وسؤددهم - أن يقتدوا بأهل البيت ، بعد التمسك بكتاب الله العزيز .
ولا يمكن الشعوب الإسلامية بلوغ المنزلة الرفيعة
التي توخاها الاسلام لها بدون التمسك بكلا هذين الثقلين .
التبري من الغلاة :
إن الشيعة الحقيقيين ليسوا أهل غلو في "
أهل البيت " ، وهم براء من الغلاة . ذلك أنهم يتبعون - في تقديسهم لأئمتهم
وأدائهم لحقوقهم - ما ورد في القرآن وأثر من معتبر الأحاديث .
وقد خصص باب في هذا الكتاب لدفع أي إبهام وإيهام
في هذا المجال .
قصة أحزان أهل البيت :
لقد تعرض أهل البيت - مع بالغ الأسى ، وعلى
الرغم من نص القرآن ووصايا النبي المكررة والمؤكدة - لأنواع من الظلم والبغي يعجز
عن بيانها القلم ، ويكل عن ذكرها اللسان ( 1 ) .
ولو أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد أمر
بإيذاء أهل بيته ( عليهم السلام ) لأمكننا القول بأنه لا يمكن أن يلاقوا أكثر مما
لا قوة بالفعل .
وموجز القول أن آلام أهل البيت كانت تجسيدا
لمعاني الغم والمرارة والأسى ، وجدير بتلك المآسي أن تبكيها العيون دما . ولو بحث
ما حل بهم ( عليهم السلام ) من ويلات
----------
( 1 ) راجع القسم الحادي عشر : الظلم على أهل البيت
.
‹ صفحه 24 ›
وكوارث بشئ من الدراية والإنصاف لتكشفت لنا
أسرار هجران القرآن وانحطاط المجتمعات الإسلامية . أجل ، إنها حكاية هجران القرآن
العزيز ، وليست قصة مصائب أهل البيت فحسب .
وعي الأمة الإسلامية :
لقد سنحت الفرصة للجميع - ببركة انتصار الثورة
الإسلامية في إيران ، والوعي المتزايد للأمة الإسلامية في الوقت الحاضر أكثر من أي
وقت مضى - لأن ينهلوا من معين علوم أهل البيت ( عليهم السلام ) .
وانتعش الأمل في توحيد المسلمين كلمتهم في ظل
العمل بكتاب الله وسنة نبيه والتمسك بالثقلين ، وانتهاء حكاية الآلام والمآسي في
هجران القرآن وأهل البيت ( عليهم السلام ) ، وما هذا الكتاب إلا خطوة قصيرة في هذا
المضمار .
‹ صفحه 25 ›
القسم الأول معنى أهل البيت وفيه فصول :
الفصل الأول : أزواج النبي ( صلى الله عليه وآله
) ومعنى أهل البيت
الفصل الثاني : أصحاب النبي ( صلى الله عليه
وآله ) ومعنى أهل البيت
الفصل الثالث : أهل البيت ومعنى أهل البيت
الفصل الرابع : تسليم النبي ( صلى الله عليه
وآله ) على أهل البيت وتخصيصهم بالأمر بالصلاة
الفصل الخامس : عدد الأئمة من أهل البيت
الفصل السادس : أسماء الأئمة من أهل البيت
الفصل الأول أزواج النبي ومعنى أهل البيت
( 1 / 1 )
أم سلمة
1 - عطاء بن يسار عن أم سلمة : في بيتي نزلت :
* ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * .
قالت : فأرسل رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
إلى علي وفاطمة والحسن والحسين ، فقال : هؤلاء أهل بيتي ( 1 ) .
2 - عطاء بن يسار عن أم سلمة : في بيتي نزلت هذه
الآية : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * .
قالت : فأرسل رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
إلى علي وفاطمة والحسن والحسين رضوان الله عليهم أجمعين ، فقال : اللهم هؤلاء أهل
بيتي . قالت أم سلمة : يا رسول الله ، ما أنا من أهل البيت ؟ قال : إنك أهلي ( 2 )
----------
( 1 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 158 / 4705 ،
وراجع السنن الكبرى : 2 / 214 / 2861 .
( 2 ) كذا في النسخة المطبوعة ، والظاهر أنه تصحيف
، والصحيح " لعلى خير " كما يظهر من سائر الروايات .
‹ صفحه 28 ›
خير ، وهؤلاء أهل بيتي ، اللهم أهلي أحق ( 1 ) .
3 - أبو سعيد الخدري عن أم سلمة : نزلت هذه
الآية في بيتي : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )
* . قلت : يا رسول الله ، ألست من أهل البيت ؟ قال : إنك إلى خير ، إنك من أزواج
رسول الله . قالت : وأهل البيت ( عليهم السلام ) رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( 2 ) .
4 - أبو سعيد الخدري عن أم سلمة : لما نزلت هذه
الآية * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا * دعا رسول
الله ( صلى الله عليه وآله ) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فجلل عليهم كساء خيبريا ،
فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . قالت أم
سلمة : ألست منهم ؟ قال : أنت إلى خير ( 3 ) .
5 - أبو سعيد الخدري عن أم سلمة : إن هذه الآية
نزلت في بيتها : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )
* . قالت : وأنا جالسة على باب البيت ، فقلت : أنا يا رسول الله ألست من أهل البيت
؟ قال : إنك إلى خير ، أنت من أزواج النبي . قالت : وفي البيت رسول الله ( صلى
الله عليه وآله ) وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم ( 4 ) .
6 - أبو هريرة عن أم سلمة : جاءت فاطمة إلى رسول
الله ( صلى الله عليه وآله ) ببرمة ( 5 ) لها قد صنعت
----------
( 1 ) المستدرك على الصحيحين : 2 / 451 / 3558 .
( 2 ) تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسن ( عليه
السلام ) " : 70 / 127 ، وراجع تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه
السلام ) " : 73 / 106 ، تاريخ بغداد : 9 / 126 ، المعجم الكبير : 3 / 52 /
2662 .
( 3 ) تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 7 .
( 4 ) تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 7 .
( 5 ) البرمة : القدر مطلقا ، وهي في الأصل المتخذة
من الحجر المعروف بالحجاز واليمن . ( النهاية : 1 / 121 ) .
‹ صفحه 29 ›
فيها عصيدة تحلها ( 1 ) على طبق ، فوضعته بين
يديه ، فقال : أين ابن عمك وابناك ؟ فقالت : في البيت ، فقال : ادعيهم . فجاءت إلى
علي ، فقالت : أجب النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنت وابناك .
قالت أم سلمة : فلما رآهم مقبلين مد يده إلى
كساء كان على المنامة ، فمده وبسطه وأجلسهم عليه ، ثم أخذ بأطراف الكساء الأربعة
بشماله ، فضمه فوق رؤوسهم وأومأ بيده اليمنى إلى ربه ، فقال : هؤلاء أهل البيت ،
فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ( 2 ) .
7 - حكيم بن سعد : ذكرنا علي بن أبي طالب ( رضي
الله عنه ) عند أم سلمة ، قالت : فيه نزلت : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس
أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * .
قالت أم سلمة : جاء النبي ( صلى الله عليه وآله
) إلى بيتي ، فقال : لا تأذني لأحد ، فجاءت فاطمة ، فلم أستطع أن أحجبها عن أبيها
، ثم جاء الحسن ، فلم أستطع أن أمنعه أن يدخل على جده وأمه ، وجاء الحسين ، فلم
أستطع أن أحجبه ، فاجتمعوا حول النبي ( صلى الله عليه وآله ) على بساط ، فجللهم
نبي الله بكساء كان عليه ، ثم قال : هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم
تطهيرا ، فنزلت هذه الآية حين اجتمعوا على البساط . قالت : فقلت : يا رسول الله ،
وأنا ؟ قالت : فوالله ما أنعم ، وقال : إنك إلى خير ( 3 ) .
8 - شهر بن حوشب عن أم سلمة : إن النبي ( صلى
الله عليه وآله ) جلل على علي وحسن وحسين وفاطمة كساء ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل
بيتي وخاصتي ، اللهم أذهب عنهم
----------
( 1 ) كذا في النسخة المطبوعة ، والظاهر أن الأصح
" تحملها " .
( 2 ) تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 7 ، وراجع :
146 / 208 من كتابنا هذا .
( 3 ) تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 8 .
‹ صفحه 30 ›
الرجس وطهرهم تطهيرا . فقالت أم سلمة : وأنا
منهم ؟ قال : إنك إلى خير ( 1 ) .
9 - شهر بن حوشب عن أم سلمة : جاءت فاطمة بنت
النبي إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) متوركة الحسن والحسين ، في يدها برمة
للحسن فيها سخين ، حتى أتت بها النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فلما وضعتها قدامه
قال لها : أين أبو الحسن ؟ قالت : في البيت ، فدعاه فجلس النبي ( صلى الله عليه وآله
) وعلي وفاطمة والحسن والحسين يأكلون . قالت أم سلمة : وما سامني النبي ( صلى الله
عليه وآله ) وما أكل طعاما قط إلا وأنا عنده إلا سامنيه قبل ذلك اليوم - تعني ب
" سامني " : دعاني إليه - فلما فرغ التف عليهم بثوبه ، ثم قال : اللهم
عاد من عاداهم ، ووال من والاهم ( 2 ) .
10 - شهر بن حوشب عن أم سلمة : إن رسول الله (
صلى الله عليه وآله ) قال لفاطمة : ائتيني بزوجك وابنيك ، فجاءت بهم ، فألقى عليهم
كساء فدكيا ، قال : ثم وضع يده عليهم ثم قال : اللهم إن هؤلاء آل محمد فاجعل
صلواتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد إنك حميد مجيد . قالت أم سلمة : فرفعت
الكساء لأدخل معهم ، فجذبه من يدي وقال : إنك على خير ( 3 ) .
11 - شهر بن حوشب عن أم سلمة : كان النبي ( صلى
الله عليه وآله ) عندي وعلي وفاطمة والحسن
----------
( 1 ) مسند ابن حنبل : 10 / 197 / 26659 ، سنن
الترمذي : 5 / 699 / 3871 وفيه " أنا معهم يا رسول الله ؟ " ، مسند أبي
يعلى : 6 / 290 / 6985 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام )
" : 62 / 88 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسن ( عليه السلام ) "
: 65 / 118 وفي الثلاثة الأخيرة " حامتي " بدل " خاصتي " .
( 2 ) مسند أبي يعلى : 6 / 264 / 6915 ، مجمع
الزوائد : 9 / 262 / 14971 .
( 3 ) مسند ابن حنبل : 10 / 228 / 26808 ، المعجم
الكبير : 3 / 53 / 2664 ، وذكره أيضا في : 23 / 336 / 779 ، تاريخ دمشق "
ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " : 64 / 93 ، تاريخ دمشق " ترجمة
الإمام الحسن ( عليه السلام ) " : 65 / 116 ، وذكر أيضا في : 67 / 120 نحوه ،
مسند أبي يعلى : 6 / 248 / 6876 .
‹ صفحه 31 ›
والحسين ، فجعلت لهم خزيرة ( 1 ) ، فأكلوا
وناموا ، وغطى عليهم عباءة أو قطيفة ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، أذهب عنهم
الرجس وطهرهم تطهيرا ( 2 ) .
12 - عبد الله بن مغيرة مولى أم سلمة زوج النبي
( صلى الله عليه وآله ) أنها قالت : نزلت هذه الآية في بيتها : * ( إنما يريد الله
ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * أمرني رسول الله ( صلى الله عليه
وآله ) أن أرسل إلى علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، فلما أتوه اعتنق
عليا بيمينه ، والحسن بشماله ، والحسين على بطنه ، وفاطمة عند رجله فقال : اللهم
هؤلاء أهلي وعترتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قالها ثلاث مرات . قلت : فأنا
يا رسول الله ؟ فقال : إنك على خير إن شاء الله ( 3 ) .
13 - عطاء بن أبي رباح : حدثني من سمع أم سلمة
تذكر : أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان في بيتها ، فأتته فاطمة ببرمة فيها
خزيرة ، فدخلت بها عليه فقال لها : ادعي زوجك وابنيك قالت : فجاء علي والحسن
والحسين ( عليهم السلام ) فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة ، وهو على
منامة له ، على دكان ( 4 ) تحته كساء له خيبري .
قالت : وأنا أصلي في الحجرة ، فأنزل الله عز وجل
هذه الآية : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * .
قالت : فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ، ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء ثم قال :
اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، اللهم هؤلاء أهل
بيتي وخاصتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .
----------
( 1 ) الخزيرة : مرقة ، وهي أن تصفى بلالة النخالة
ثم تطبخ ( لسان العرب : 4 / 237 ) .
( 2 ) تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 6 .
( 3 ) أمالي الطوسي : 263 / 482 ، تاريخ دمشق "
ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " : 67 / 97 عن عبد الله بن معين مولى
أم سلمة ، وهو موافق لما في بعض نسخ الأمالي .
( 4 ) الدكان : الدكة المبنية للجلوس عليها . ( لسان
العرب : 13 / 157 ) .
‹ صفحه 32 ›
قالت : فأدخلت رأسي البيت فقلت : وأنا معكم يا
رسول الله ؟ قال : إنك إلى خير ، إنك إلى خير ( 1 ) .
14 - عمرة بنت أفعى : سمعت أم سلمة رضي الله
عنها تقول : نزلت هذه الآية في بيتي : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل
البيت ويطهركم تطهيرا ) * .
وفي البيت سبعة : جبرئيل ، وميكائيل ، ورسول
الله ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ( عليهم السلام ) قالت : وأنا على باب
البيت ، فقلت : يا رسول الله ألست من أهل البيت ؟ قال : إنك على خير ، إنك من
أزواج النبي ، وما قال : إنك من أهل البيت ( 2 ) .
15 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) عن آبائه (
عليهم السلام ) عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) ، عن أم سلمة قالت : نزلت هذه
الآية في بيتي وفي يومي ، كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عندي فدعا عليا
وفاطمة والحسن والحسين ، وجاء جبرئيل فمد عليهم كساء فدكيا ثم قال : اللهم هؤلاء
أهل بيتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .
قال جبرئيل : وأنا منكم يا محمد ؟ فقال النبي (
صلى الله عليه وآله ) : وأنت منا يا جبرئيل . قالت أم سلمة : فقلت : يا رسول الله
، وأنا من أهل بيتك ، وجئت لأدخل معهم ، فقال : كوني مكانك يا أم سلمة ، إنك إلى
خير ، أنت من أزواج نبي الله . فقال جبرئيل : إقرأ يا محمد : * ( إنما يريد الله
ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
----------
( 1 ) مسند ابن حنبل : 10 / 177 / 26570 وراجع فضائل
الصحابة : 2 / 587 / 994 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسن ( عليه السلام )
" : 68 / 123 ، المناقب لابن المغازلي : 304 / 348 ، مناقب الإمام أمير
المؤمنين للكوفي : 2 / 161 / 638 وكلاهما عن أبي ليلى الكندي عن أم سلمة .
( 2 ) تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه
السلام ) " : 69 / 102 ، وذكره أيضا في : 68 / 101 إلى قوله " الحسين
" ، الدر المنثور : 6 / 604 نقلا عن ابن مردويه عن أم سلمة إلى قوله "
إنك من أزواج النبي " ، الخصال : 403 / 113 ، أمالي الصدوق : 381 / 4 ، روضة
الواعظين : 175 ، تفسير فرات الكوفي : 334 / 454 عن أبي سعيد عن أم سلمة .
‹ صفحه 33 ›
ويطهركم تطهيرا ) * في النبي وعلي وفاطمة والحسن
والحسين ( عليهم السلام ) ( 1 ) . ( 1 / 2 )
عائشة
16 - صفية بنت شيبة : قالت عائشة : خرج النبي (
صلى الله عليه وآله ) غداة وعليه مرط مرحل ( 2 ) من شعر أسود ، فجاء الحسن بن علي
فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ،
ثم قال : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 3 )
.
17 - العوام بن حوشب عن التميمي قال : دخلت على
عائشة فحدثتنا أنها رأت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دعا عليا وفاطمة والحسن
والحسين ( عليهم السلام ) فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم
تطهيرا ( 4 ) .
18 - جميع بن عمير ( 5 ) : دخلت مع أمي على
عائشة [ فسألتها أمي ] قالت : أخبريني كيف كان حب رسول الله ( صلى الله عليه وآله
) لعلي ؟
----------
( 1 ) أمالي الطوسي : 368 / 783 عن علي بن علي بن
رزين .
( 2 ) مرط مرحل : إزار خز فيه علم ، وسمي مرحلا لما
عليه من تصاوير رحل وما ضاهاه . ( لسان العرب : 11 / 278 ) .
( 3 ) صحيح مسلم : 4 / 1883 / 2424 ، المستدرك على
الصحيحين : 3 / 159 / 4707 نحوه ، تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 6 وفيه "
فجاء الحسن فأدخله معه ثم قال : إنما . . . " ولم يذكر بقية أصحاب الكساء من
أهل البيت ( عليهم السلام ) ، السنن الكبرى : 2 / 212 / 2858 ، المصنف لابن أبي شيبة
: 7 / 501 / 39 ، مسند إسحاق بن راهويه : 3 / 678 / 1271 وفيه " دعا رسول
الله " بدل " جاء " ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسن ( عليه
السلام ) " : 63 / 113 نحوه .
( 4 ) أمالي الصدوق : 382 / 5 .
( 5 ) في تاريخ دمشق " عمير بن جميع " وهو
تصحيف ، وأثبتنا الصواب الموافق لما في باقي المصادر ، والذي ضبطه ابن حجر في
تهذيب التهذيب : 2 / 96 / 177 بقوله " جميع بن عمير التيمي الكوفي " روى
عن عائشة ، وروى عنه العوام بن حوشب .
‹ صفحه 34 ›
فقالت عائشة : كان أحب [ الرجال ] إلى رسول الله
( صلى الله عليه وآله ) ، لقد رأيته وقد أدخله تحت ثوبه ، وفاطمة وحسنا وحسينا ،
ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .
قالت : فذهبت لأدخل رأسي فدفعني ، فقلت : يا
رسول الله ، أولست من أهلك ؟ قال : إنك على خير ، إنك على خير ( 1 ) .
راجع : ص 547 " ترجمة الذين رووا في تفسير
أهل البيت "
----------
( 1 ) تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه
السلام ) " : 2 / 164 / 642 ، وراجع شواهد التنزيل : 2 / 61 / 682 - 684 ،
العمدة : 40 / 23 ، مجمع البيان : 8 / 559 ، وأيضا : ص 146 / 211 من كتابنا هذا .
‹ صفحه 35 ›
أضواء حول حديث الكساء
حادثة الكساء من أهم الحوادث المشرقة في تاريخ
حياة النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) في مضمار التعريف بأئمة الاسلام وهداته
.
كما تعد من النقاط المضيئة البارزة في خصائص
أهل البيت الكريم وفضائلهم .
ومن الضروري الالتفات إلى النقاط الآتية من أجل
التعرف على هذه الحادثة المهمة بنحو أدق :
1 - سند حادثة الكساء
لا مجال للتشكيك في وقوع هذه الحادثة ، فقد
نقلها المحدثون الكبار في كتبهم المعتبرة بطرق مستفيضة . بل جاز لنا أن نقول
بتواترها إذا ما توسعنا في دراستها .
وثمة قرائن كثيرة تدل على أن من قرأ التاريخ
الإسلامي لا يتسنى له أن يمتري فيها . وقد بلغت من الشهرة في المجتمع الإسلامي
مبلغا أن سمي اليوم الذي كانت فيه حادثة الكساء يوم الكساء ( 1 ) .
ولقب الخمسة الطيبون الذين شملتهم العناية
الإلهية الخاصة يومئذ بأصحاب
----------
( 1 ) راجع الخصال : 2 / 550 ، الغدير : 4 / 40 .
الكساء ( 1 ) .
2 - كيف وقعت حادثة الكساء
الأحاديث الواردة في حادثة الكساء لم تبين هذه
الحادثة بنحو واف ، بل أشار كل منها إلى قسم منها . من هنا ، نحاول أن نعرض فيما
يأتي صورة تامة لهذه الحادثة استهداء بها جميعا .
دخل النبي ( صلى الله عليه وآله ) ذات يوم بيت
زوجته الكريمة أم سلمة ، وكان موعودا بنبأ مهم يأتيه من الله تعالى في عدد من
أقاربه ذلك اليوم . من هنا طلب من زوجته مؤكدا ألا تأذن لأحد في الدخول . من جانب
آخر ، عزمت فاطمة ( عليها السلام ) في اليوم نفسه أن تعد لأبيها العزيز ( صلى الله
عليه وآله ) طعاما مناسبا يدعى عصيدة ( 2 ) .
فأعدته في قدر صغير من الحجر ، ووضعته في طبق ،
وجاءت به .
تقول أم سلمة : لم يسعني أن أمنع فاطمة من
الدخول . وأنى لها أن تحول بين النبي ( صلى الله عليه وآله ) وبضعته ؟ ! علما أن
طلب النبي ( صلى الله عليه وآله ) من أم سلمة أن لا تأذن لأحد في الدخول لا يشمل
فاطمة ( عليها السلام ) عادة .
بل إنه أخلى البيت ذلك اليوم لها ولبعلها
وولديها . أجل ، أقبلت فاطمة ( عليها السلام ) إلى أبيها بالعصيدة ، بيد أن حضورها
وحدها لا يكفي الآن ، لذلك أمرها أن تدعو له بعلها وابنيها .
فعادت إلى بيتها ، وما لبثت أن جاءت بهم إلى
بيت أبيها . وكان الحسنان ( عليهما السلام ) صغيرين يومئذ . قامت أم سلمة بإشارة
من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ووقفت ناحية تصلي .
----------
( 1 ) راجع البحار : 22 / 245 / 15 وص 494 / 40 ،
مجمع البيان : 9 / 44 .
( 2 ) دقيق يلث بالسمن ويطبخ ( لسان العرب : 3 / 291
) .
‹ صفحه 37 ›
وغدا المجلس خاصا تماما ، يغمره الأنس والقداسة
، فقد جلس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى مائدة فاطمة ( عليها السلام )
التي كان يسميها بضعته ، مع علي ( عليه السلام ) الذي كان يراه نفسه ، وابنيه
الحسن والحسين ( عليهما السلام ) اللذين كان يسميهما ريحانتيه .
وكان من عادة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ألا
يأكل طعاما إلا مع إحدى أزواجه ، لكن الأمر اليوم على نحو آخر ، والمائدة مائدة
أخرى ! ولو كانت أم سلمة جلست على المائدة لكان كلام الله تعالى فسر في أهل بيت
النبي ( صلى الله عليه وآله ) بشكل آخر غدا .
من هنا ، لم يدع ( صلى الله عليه وآله ) زوجته
إلى تناول الطعام استثناء . نزل جبريل الأمين ( عليه السلام ) بهذه الآية :
* ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويطهركم تطهيرا ) * فمد النبي ( صلى الله عليه وآله ) الكساء الخيبري على صهره ،
وابنته ، وولديه ، وأومأ بيده اليمنى إلى ربه ، فقال : " هؤلاء أهل البيت ،
فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " .
وفي رواية أخرى : " اللهم هؤلاء أهل بيتي
وخاصتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " .
وفي رواية أخرى : " اللهم هؤلاء آل محمد ،
فأجعل صلواتك وبركاتك على محمد وآل محمد ، إنك حميد مجيد " .
إلى هنا كانت أم سلمة قرب الحجرة ، وهي تشهد هذا
الحدث النوراني المعنوي بشكل من الأشكال ، فلم يطاوعها قلبها ، فتقدمت ورفعت جانبا
من الكساء لعلها تستمتع بهذه الأجواء النورانية ، لكن النبي ( صلى الله عليه وآله
) جر الكساء من يدها ، ومنعها من الدخول في أجواء أهل بيته القرآني .
ويبدو أن أم سلمة قد ساءها ذلك فقالت : ألست من
أهل البيت ؟ فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " إنك إلى خير ،
إنك من أزواج رسول الله " .
3 - جو الحادثة
إذا تأملنا في حادثة الكساء والأحاديث الواردة
فيها ، تبين لنا بجلاء أن
‹ صفحه 38 ›
هذه الحادثة ليست كما تصورها بعض الكتاب بأنها
حادثة عادية اكتسبت شأنا فيما بعد . بل هي حادثة تعد من أخص الحوادث في تاريخ
السيرة النبوية في سياق التعريف بأئمة المجتمع الإسلامي وقادته في المستقبل ،
ويعود ذلك إلى الجو الخاص للحادثة المذكورة وصلته بنزول آية التطهير .
ويدل دعاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) وكثير
من الأحاديث التي روت حادثة الكساء على أنها كانت بعد نزول آية التطهير ، وقد حدثت
لتفسير الآية وبيانها .
ونقل أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان يدعو
أصحاب الكساء إلى صلاة الصبح حتى آخر عمره المبارك مناديا إياهم بأهل البيت ، وهذا
مما يعبر عن أهمية الحادثة .
4 - حادثة الكساء في بيت أم سلمة
إن التأمل في الأحاديث المأثورة التي ذكرت حادثة
الكساء يثبت أن نزول آية التطهير وقضية الكساء كانا في بيت أم سلمة لا محالة . وقد
أقرت عائشة بهذه الحقيقة أيضا .
كما روي ذلك عن أبي عبد الله الجدلي أنه قال :
دخلت على عائشة ، فقلت : أين نزلت هذه الآية : إنما يريد الله . . . ؟ قالت : نزلت
في بيت أم سلمة ( 1 ) .
وفي رواية أخرى ، قالت أم سلمة : لو سألت عائشة
لحدثتك أن هذه الآية نزلت في بيتي ( 2 ) .
وقال أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان
الملقب بالمفيد : روى أصحاب الحديث أن عمر سئل عن هذه الآية ، فقال : سلوا عنها
عائشة . فقالت عائشة : إنها نزلت في بيت أختي أم سلمة . فاسألوها عنها ، فإنها
أعلم بها مني ( 3 ) .
وأما الأخبار التي قد تشعر ( 4 ) بأن قضية
الكساء وقعت في بيت غيرها من
----------
( 1 و 2 ) تفسير فرات الكوفي : 334 / 455 .
( 3 ) الفصول المختارة : 53 و 54 .
( 4 ) راجع ص 33 / 18 و 50 / 39 من كتابنا هذا .
‹ صفحه 39 ›
أزواج النبي ( صلى الله عليه وآله ) فإنها لو
صحت لدلت على أن أشخاصا آخرين قد شهدوا حادثة الكساء أيضا كعائشة ، وزينب .
وأنهم طلبوا من النبي ( صلى الله عليه وآله ) ما
طلبته أم سلمة ، فأجابهم بالنفي . وأما ما احتمله بعض المحدثين ( 1 ) من تكرار هذه
الحادثة عدة مرات فهو أمر مستبعد .
5 - كلام حول ما اشتهر بحديث الكساء
استبان إلى هنا أن حديث الكساء قطعي لا يقبل
الشك والترديد ، كما مر بنا . وهو يعبر عن واحدة من أهم خصائص أهل البيت النبوي
الكريم . ونريد بها خاصية الطهارة والعصمة .
لكن شاع أخيرا حديث يحمل عنوان حديث الكساء ،
وهو واه لا أساس له . وكان المرحوم المحدث القمي رضوان الله تعالى عليه أول من نبه
على ضعفه . ومن العجيب أنه لم يجز لأحد أن يزيد على كتابه ( مفاتيح الجنان ) شيئا
، ودعا على من يقوم بذلك ( 2 ) ، لكن نلاحظ أن الحديث المذكور قد أضيف إليه !
والأدلة على ضعف هذا الحديث كثيرة ، نشير فيما يأتي إلى بعضها :
1ـ لم يرد هذا الحديث في أي كتاب من الكتب
المعتبرة للفريقين ، بما فيها الكتب التي تعمد إلى جمع الأحاديث المنسوبة إلى أهل
البيت ( عليهم السلام ) كبحار الأنوار .
قال المرحوم المحدث القمي في كتاب ( منتهى
الآمال ) حول الحديث الشائع ، بعد أن أثبت تواتر حديث الكساء : " أما الحديث
المعروف بحديث الكساء الشائع في عصرنا بهذا الشكل فلم
----------
( 1 ) راجع ذخائر العقبى : 57 ، الصواعق المحرقة :
144 ، ينابيع المودة : 1 / 323 ، أهل البيت ( عليهم السلام ) في آية التطهير : 51
.
( 2 ) راجع مفاتيح الجنان : 572 ( مقدمة الملحقات )
.
يلحظ في الكتب المعتبرة المعروفة وأصول الحديث
والمجامع المتقنة للمحدثين .
وجاز لنا أن نقول : إنه من خصائص كتاب ( المنتخب
) " ( 1 ) .
2 - إن أول كتاب - فيما نعلم - نقل هذا الحديث
بلا سند - كما أشار إليه المحدث القمي - هو كتاب " المنتخب " ( 2 ) .
وهذا يعني أن الحديث المذكور لا يلاحظ له أثر
في كتب الحديث منذ عصر صدر الاسلام حتى ألف سنة بعده !
3 - من العجيب أن هذا الحديث غير المسند ورد في
حاشية كتاب " العوالم " مسندا كالآتي :
" رأيت بخط الشيخ الجليل السيد هاشم ، عن
شيخه السيد ماجد البحراني عن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني ، عن شيخه المقدس
الأردبيلي ، عن شيخه علي بن العالي الكركي ، عن الشيخ علي بن هلال الجزائري . عن
الشيخ أحمد بن فهد الحلي ، عن الشيخ علي بن الخازن الحائري ، عن الشيخ ضياء الدين
علي ابن الشهيد الأول ، عن أبيه ، عن فخر المحققين ، عن شيخه العلامة الحلي ، عن
شيخه المحقق ، عن شيخه ابن نما الحلي ، عن شيخه محمد بن إدريس الحلي ، عن ابن حمزة
الطوسي صاحب " ثاقب المناقب " عن الشيخ الجليل محمد بن شهرآشوب ، عن
الطبرسي صاحب " الاحتجاج " عن شيخه الجليل الحسن بن محمد بن الحسن
الطوسي ، عن أبيه شيخ الطائفة ، عن شيخه المفيد ، عن شيخه ابن قولويه القمي ، عن
شيخه الكليني ، عن علي بن إبراهيم ، [ عن أبيه إبراهيم ] بن هاشم عن أحمد بن محمد
بن أبي نصر البزنطي ، عن قاسم بن يحيى الجلاء الكوفي ، عن أبي بصير ، عن أبان بن
تغلب البكري ،
----------
( 1 ) منتهى الآمال : 1 / 527 .
( 2 ) للشيخ فخر الدين محمد بن علي بن أحمد طريح
المسلمي الأسدي الرماحي النجفي المعروف بالشيخ الطريحي ولد بالنجف وتوفي 1085 ه .
ق ، راجع أعيان الشيعة : 8 / 395 ، رياض العلماء : 4 / 334 ، الذريعة : 22 / 420 .
‹ صفحه 41 ›
عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن جابر بن عبد الله
الأنصاري ، عن فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله
) ، قال : سمعت فاطمة أنها قالت : دخل علي أبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
في بعض الأيام فقال : السلام عليك يا فاطمة . . . " ( 1 )
وفيما يأتي ملاحظاتنا حول السند :
أ - المستند الوحيد للسند المذكور هو كلام الشيخ
عبد الله نور الدين البحراني ، إذ يقول ، على فرض ثبوته : " رأيت بخط السيد
هاشم البحراني . . . " . ولكن لا يعلم من ذا الذي يضمن صحة تشخيصه بأن الخط
هو خط السيد هاشم البحراني حتما ؟
ب - لم يذكر السيد هاشم البحراني ( 2 ) المنسوب
إليه السند هذا الحديث في كتابيه : " تفسير البرهان " ، و " غاية
المرام " ، مع اهتمامه بجمع الأحاديث لا تصحيحها في هذين الكتابين . بل إن ما
ذكره يخالف ما نسب إليه سندا ومتنا .
----------
( 1 ) عوالم العلوم : 2 / 930 .
( 2 ) هو السيد هاشم بن إسماعيل بن عبد الجواد بن
علي بن سليمان بن ناصر الموسوي الكتكاني التوبلي البحراني . ولد في كتكان من توابع
البحرين ، وتوفي سنة 1107 ه . أثنى أصحاب التراجم على شخصيته العلمية والعملية .
أجازه الشيخ الحر العاملي في نقل الحديث ، وقال : فاضل عالم ماهر مدقق فقيه عارف
بالتفسير والعربية والرجال .
من مشايخه في إجازة الحديث : الشيخ فخر الدين بن
طريح ، والسيد عبد العظيم بن عباس الأسترابادي . ويستشف من ترجمته وكتبه أنه كان
يقوم غالبا باستنساخ أحاديث أهل البيت وجمعها وضبطها ومقابلتها وتصحيحها وتبويبها
.
وقيل : إنه صنف ( 75 ) كتابا كبيرا ومتوسطا وصغيرا .
وأشكل عليه البعض أن كتبه لا تخلو من الغلو والضعف والاعتماد على مصادر غير موثوقة
، ( راجع أعيان الشيعة : 10 / 249 ، أمل الآمل : 2 / 341 ، رياض العلماء : 5 / 310
، والعلامة سيد هاشم البحراني تأليف فارس تبريزيان ) .
‹ صفحه 42 ›
ج - إن كثيرا من المحدثين الكبار المذكورين في
سلسلة السند كالكليني ، والطوسي ، والمفيد ، والطبرسي ، وابن شهرآشوب رووا في
كتبهم حديث الكساء بالشكل الوارد في متن الكتاب ، وهو لا يتفق مع الحديث الشائع .
د - سلسلة السند المذكور لهذا الحديث في حاشية
" العوالم " مليئة بالإشكالات ، حتى إن من كان له أدنى اطلاع على علم
الرجال يدرك سقمه بوضوح ( 1 ) .
ه - متن الحديث يخالف جميع المتون المعتبرة ،
ويضاف إليه أن فيه نقاط ضعف لا تخفى على المتأمل .
----------
( 1 ) راجع عوالم العلوم : 2 / 930 " الحاشية
الثانية " .
‹ صفحه 43 ›
الفصل الثاني أصحاب النبي ومعنى أهل البيت
( 2 / 1 )
أبو سعيد الخدري
19 - عطية عن أبي سعيد الخدري : قال رسول الله (
صلى الله عليه وآله ) : نزلت هذه الآية في خمسة : في ، وفي علي ، وحسن ، وحسين
وفاطمة : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 1 )
.
20 - عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري عن النبي (
صلى الله عليه وآله ) - في قوله تعالى : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل
البيت ويطهركم تطهيرا ) * - قال : جمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليا
وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ثم أدار عليهم الكساء ، فقال :
هؤلاء أهل بيتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم
تطهيرا ، وأم سلمة على الباب ، فقالت : يا رسول الله ، ألست منهم ؟ فقال : إنك
لعلى خير - أو إلى خير - ( 2 ) .
----------
( 1 ) تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 6 ، الدر
المنثور : 6 / 604 ، العمدة : 39 / 21 .
( 2 ) تاريخ بغداد : 10 / 278 ، شواهد التنزيل : 2 /
38 / 657 إلى قوله " وطهرهم تطهيرا " و ح : 658 ، وذكر أيضا في : 2 /
139 / 774 نحوه ، تنبيه الخواطر : 1 / 23 .
‹ صفحه 44 ›
21 - أبو أيوب الصيرفي : سمعت عطية العوفي يذكر
أنه سأل أبا سعيد الخدري عن قول الله تعالى : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس
أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ، فأخبره أنها نزلت في رسول الله ( صلى الله عليه
وآله ) وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ( 1 ) .
( 2 / 2 )
أبو برزة
22ـ أبو برزة : صليت مع رسول الله سبعة عشر شهرا
، فإذا خرج من بيته أتى باب فاطمة فقال : الصلاة رحمكم الله * ( إنما يريد الله
ليذهب عنكم الرجس ) * ( 2 ) .
( 2 / 3 )
أبو الحمراء
23ـ أبو داود عن أبي الحمراء : رابطت المدينة
سبعة أشهر على عهد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : رأيت النبي ( صلى الله
عليه وآله ) إذا طلع الفجر جاء إلى باب علي وفاطمة فقال : الصلاة الصلاة * ( إنما
يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 3 ) .
( 2 / 4 )
أبو ليلى الأنصاري
24 - عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن النبي (
صلى الله عليه وآله ) أنه قال لعلي ( عليه السلام ) : أنا أول من
----------
( 1 ) أمالي الطوسي : 248 / 438 ، المعجم الكبير : 3
/ 56 / 2673 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " : 75
/ 108 نحوه ، وذكره أيضا في : 109 ، أسباب نزول القرآن : 368 / 696 .
( 2 ) مجمع الزوائد : 9 / 267 / 14986 .
( 3 ) تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 6 وراجع الفصل
الرابع : تسليم النبي على أهل البيت وتخصيصهم بالأمر بالصلاة : 65 / 71 و 72 .
‹ صفحه 45 ›
يدخل الجنة وأنت بعدي تدخلها والحسن والحسين
وفاطمة . . . اللهم إنهم أهلي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، اللهم اكلأهم
وارعهم وكن لهم ، وانصرهم وأعنهم ، وأعزهم ولا تذلهم ، واخلفني فيهم ، إنك على كل
شئ قدير ( 1 ) .
( 2 / 5 )
أنس بن مالك
25 - أنس : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول : الصلاة يا أهل البيت *
( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 2 ) .
( 2 / 6 )
البراء بن عازب
26 - البراء بن عازب : جاء علي وفاطمة والحسن
والحسين إلى باب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقام بردائه وطرحه عليهم ، ثم قال
: اللهم هؤلاء عترتي ( 3 ) .
( 2 / 7 )
ثوبان
27 - سليمان المنبهي ، عن ثوبان مولى رسول الله
( صلى الله عليه وآله ) قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذا
----------
( 1 ) أمالي الطوسي : 351 / 726 ، المناقب للخوارزمي
: 62 / 31 .
( 2 ) سنن الترمذي : 5 / 352 / 3206 ، مسند ابن حنبل
: 4 / 516 / 13730 ، فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 761 / 1340 و 1341 نحوه ،
المستدرك على الصحيحين : 3 / 172 / 4748 ، المعجم الكبير : 3 / 56 / 2671 ، المصنف
لابن أبي شيبة : 7 / 527 / 4 ، تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 6 وفيه " كلما
خرج إلى الصلاة " بدل " إذا خرج إلى صلاة الفجر " .
( 3 ) تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه
السلام ) " : 2 / 437 / 944 ، شواهد التنزيل : 2 / 26 / 645 وذكره أيضا في :
646 .
‹ صفحه 46 ›
سافر كان آخر عهده بإنسان من أهله فاطمة ، وأول
من يدخل عليها إذا قدم فاطمة ، فقدم من غزاة له وقد علقت مسحا أو سترا على بابها ،
وحلت الحسن والحسين قلبين ( 1 ) من فضة ، فقدم فلم يدخل ، فظنت أن ما منعه أن يدخل
ما رأى ، فهتكت الستر وفككت القلبين عن الصبيين وقطعته بينهما ، فانطلقا إلى رسول
الله ( صلى الله عليه وآله ) وهما يبكيان ، فأخذه منهما ، وقال : يا ثوبان ، اذهب
بهذا إلى آل فلان - أهل بيت بالمدينة - إن هؤلاء أهل بيتي أكره أن يأكلوا طيباتهم
في حياتهم الدنيا . يا ثوبان ، اشتر لفاطمة قلادة من عصب ، وسوارين من عاج ( 2 ) .
28 - أبو هريرة وثوبان قالا : كان النبي يبدأ في
سفره بفاطمة ويختم بها ، فجعلت وقتا سترا من كساء خيبرية لقدوم أبيها وزوجها ،
فلما رآه النبي تجاوز عنها ، وقد عرف الغضب في وجهه حتى جلس عند المنبر ، فنزعت
قلادتها وقرطيها ومسكتيها ( 3 ) ، ونزعت الستر ، فبعثت به إلى أبيها وقالت : اجعل
هذا في سبيل الله . فلما أتاه قال ( صلى الله عليه وآله ) : قد فعلت ، فداها أبوها
- ثلاث مرات - ما لآل محمد وللدنيا ؟ ! فإنهم خلقوا للآخرة ، وخلقت الدنيا لغيرهم
( 4 ) .
( 2 / 8 )
جابر بن عبد الله
29 - ابن أبي عتيق عن جابر بن عبد الله : إن
رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دعا عليا وابنيه وفاطمة
----------
( 1 ) القلب : السوار ( لسان العرب : 1 / 688 ) .
( 2 ) سنن أبي داود : 4 / 87 / 4213 ، مسند ابن حنبل
: 8 / 320 / 22426 نحوه ، السنن الكبرى : 1 / 41 / 91 ، وراجع إحقاق الحق : 10 /
234 ، 291 .
( 3 ) المسكة : واحدة المسك ، وهي الأساور والخلاخيل
من القرون أو العاج ونحوها . ( المعجم الوسيط : 2 / 869 ) .
( 4 ) المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 343 .
‹ صفحه 47 ›
فألبسهم من ثوبه ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهلي ،
هؤلاء أهلي ( 1 ) .
30 - جابر بن عبد الله الأنصاري : كنت عند النبي
( صلى الله عليه وآله ) في بيت أم سلمة ، فأنزل الله هذه الآية : * ( إنما يريد
الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ، فدعا النبي ( صلى الله عليه
وآله ) بالحسن والحسين وفاطمة وأجلسهم بين يديه ، فدعا عليا فأجلسه خلف ظهره ،
وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .
فقالت أم سلمة : وأنا معهم يا رسول الله ؟ فقال
لها : إنك على خير . فقلت : يا رسول الله ، لقد أكرم الله هذه العترة الطاهرة
والذرية المباركة بذهاب الرجس عنهم .
قال : يا جابر لأنهم عترتي من لحمي ودمي ، فأخي
سيد الأوصياء ، وابني خير الأسباط ، وابنتي سيدة النسوان ، ومنا المهدي ( 2 ) .
( 2 / 9 )
زيد بن أرقم
31 - يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم - بعد ذكر
حديث الثقلين - : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله . . . وأهل بيتي ، فقلنا : من
أهل بيته ؟ نساؤه ؟ قال : لا ، وأيم الله ، إن المرأة تكون مع الرجل العصر من
الدهر ، ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها . أهل بيته أصله ، وعصبته الذين حرموا
الصدقة بعده ( 3 ) .
( 2 / 10 )
زينب بنت أبي سلمة
32 - ابن لهيعة : حدثني عمرو بن شعيب أنه دخل
على زينب بنت أبي سلمة ،
----------
( 1 ) شواهد التنزيل : 2 / 28 / 647 ، وراجع : 29 /
648 ، مجمع البيان : 8 / 560 .
( 2 ) كفاية الأثر : 66 .
( 3 ) صحيح مسلم : 4 / 1874 / 37 .
‹ صفحه 48 ›
فحدثتهم أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
كان عند أم سلمة فدخل عليها بالحسن والحسين وفاطمة ، فجعل الحسن من شق ، والحسين
من شق ، وفاطمة في حجره ، ثم قال : * ( رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه
حميد مجيد ) * ( 1 ) .
( 2 / 11 )
سعد بن أبي وقاص
33 - عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه : لما
نزلت هذه الآية : * ( فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناء كم ) * ( 2 ) دعا رسول الله (
صلى الله عليه وآله ) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فقال : اللهم هؤلاء أهلي ( 3 ) .
34 - عامر بن سعد : قال سعد : نزل على رسول الله
( صلى الله عليه وآله ) الوحي ، فأدخل عليا وفاطمة وابنيهما تحت ثوبه ، ثم قال :
اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي ( 4 ) .
35 - سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كنت عند
معاوية - وقد نزل بذي طوى - فجاءه سعد بن أبي وقاص فسلم عليه ، فقال معاوية : يا
أهل الشام ، هذا سعد ابن أبي وقاص وهو صديق لعلي . قال : فطأطأ القوم رؤوسهم ،
وسبوا عليا ( عليه السلام ) فبكى سعد ، فقال له معاوية : ما الذي أبكاك ؟ قال :
ولم لا أبكي لرجل من
----------
( 1 ) المعجم الكبير : 24 / 281 / 713 والآية 73 من
سورة هود .
( 2 ) آل عمران : 61 .
( 3 ) صحيح مسلم : 4 / 1871 / 32 ، سنن الترمذي : 5
/ 225 / 2999 ، مسند ابن حنبل : 1 / 391 / 1608 ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 163
/ 4719 ، السنن الكبرى : 7 / 101 / 13392 ، الدر المنثور : 2 / 233 ، تاريخ دمشق
" ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 1 / 207 / 271 ، أمالي الطوسي :
307 / 616 .
( 4 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 159 / 4708 ،
السنن الكبرى : 7 / 101 / 13391 ، تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 8 نحوه ، الدر
المنثور : 6 / 605 .
‹ صفحه 49 ›
أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يسب
عندك ولا أستطيع أن أغير ؟ ! وقد كان في علي خصال لإن تكون في واحدة منهم ( 1 )
أحب من الدنيا وما فيها - إلى أن قال - : والخامسة : نزلت هذه الآية * ( إنما يريد
الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * فدعا النبي ( صلى الله عليه
وآله ) عليا وحسنا وحسينا وفاطمة ( عليهم السلام ) ، فقال : اللهم هؤلاء أهلي ،
فأذهب عنهم الرجس ، وطهرهم تطهيرا ( 2 ) .
36 - عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه : أمر
معاوية بن أبي سفيان سعدا ، فقال : ما يمنعك أن تسب أبا تراب ؟ قال : أما ما ذكرت
ثلاثا قالهن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فلن أسبه ، لإن تكون لي واحدة منهن
أحب إلي من حمر النعم . . . وأنزلت هذه الآية : * ( قل تعالوا ندع أبناءنا
وأبناءكم ) * ، دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا
فقال : اللهم هؤلاء أهلي ( 3 ) .
( 2 / 12 )
صبيح مولى أم سلمة
37 - إبراهيم بن عبد الرحمن بن صبيح مولى أم
سلمة ، عن جده صبيح : كنت بباب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فجاء علي
وفاطمة والحسن والحسين ، فجلسوا ناحية ، فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
إلينا ، فقال : إنكم على خير ، وعليه كساء خيبري ، فجللهم به وقال : أنا حرب لمن
حاربكم ، سلم لمن سالمكم ( 4 ) .
----------
(1) كذا في المصدر ، والأنسب : " منها " .
( 2 ) أمالي الطوسي : 598 / 1243 .
( 3 ) سنن الترمذي : 5 / 638 / 3724 ، وراجع خصائص
الإمام أمير المؤمنين للنسائي : 44 / 9 و 119 / 55 ، شواهد التنزيل : 2 / 33 / 36
، تفسير العياشي : 1 / 177 / 59 .
( 4 ) المعجم الأوسط : 3 / 179 / 2854 ، أسد الغابة
: 3 / 7 / 2481 .
( 2 / 13 )
عبد الله بن جعفر
38 - إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب
عن أبيه : لما نظر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى الرحمة هابطة قال : ادعوا
إلي ، ادعوا إلي ، فقالت صفية : من يا رسول الله ؟ قال : أهل بيتي ، عليا وفاطمة
والحسن والحسين ، فجئ بهم فألقى عليهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) كساءه ، ثم
رفع يديه ثم قال : اللهم هؤلاء آلي ، فصل على محمد وعلى آل محمد . وأنزل الله عز
وجل : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 1 ) .
39 - إسماعيل بن عبد الله بن جعفر الطيار عن
أبيه قال : لما نظر النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى جبرئيل هابطا من السماء قال
: من يدعو لي ؟ من يدعو لي ؟ فقالت زينب : أنا يا رسول الله ، فقال : ادعي لي عليا
وفاطمة وحسنا وحسينا ، فجعل حسنا عن يمينه ، وحسينا عن يساره ، وعليا وفاطمة
تجاههم ، ثم غشاهم بكساء خيبري وقال : اللهم إن لكل نبي أهلا ، وإن هؤلاء أهلي .
فأنزل الله تعالى : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ) * . فقالت
زينب : ألا أدخل معكم ؟ قال : مكانك ، فإنك على خير إن شاء الله ( 2 ) .
( 2 / 14 )
عبد الله بن عباس
40 - عمرو بن ميمون : إني لجالس إلى ابن عباس
إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا ابن
----------
( 1 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 160 / 4709 ،
شواهد التنزيل : 2 / 55 / 675 نحوه وفيه " زينب " بدل " صفية
" وفي هامشه " كذا في النسخة اليمنية وفي النسخة الكرمانية : فقالت زينب
صفية خ " .
( 2 ) شواهد التنزيل : 2 / 53 / 673 ، وذكر أيضا في
: 674 نحوه ، فرائد السمطين : 2 / 18 / 362 نحوه . العمدة : 40 / 24 نحوه ، وراجع
إحقاق الحق : 9 / 52 .
‹ صفحه 51 ›
عباس ، إما أن تقوم معنا وإما أن تخلو بنا من
بين هؤلاء ، فقال ابن عباس : بل أنا أقوم معكم ، وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى .
قال : فابتدؤوا فتحدثوا ، فلا ندري ما قالوا ،
قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف ! وقعوا في رجل له بضع عشرة فضائل ليست لأحد
غيره ، وقعوا في رجل قال له النبي ( صلى الله عليه وآله ) : لأبعثن رجلا لا يخزيه
الله أبدا ، يحب الله ورسوله - إلى أن قال : - وأخذ رسول الله ( صلى الله عليه
وآله ) ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين وقال : * ( إنما يريد الله ليذهب
عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 1 ) .
41 - عمرو بن ميمون عن ابن عباس : دعا رسول الله
( صلى الله عليه وآله ) الحسن والحسين ، وعليا وفاطمة ، ومد عليهم ثوبا ثم قال :
اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ( 2 ) .
42 - سعيد بن جبير عن ابن عباس قال النبي ( صلى
الله عليه وآله ) : . . . اللهم من كان له من أنبيائك ورسلك ثقل وأهل بيت فعلي
وفاطمة والحسن والحسين أهل بيتي وثقلي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ( 3 ) .
43 - سعيد بن المسيب عن ابن عباس : إن رسول الله
( صلى الله عليه وآله ) كان جالسا ذات يوم وعنده علي وفاطمة والحسن والحسين (
عليهم السلام ) فقال : اللهم إنك تعلم أن هؤلاء أهل بيتي ، وأكرم الناس علي ، فأحب
من أحبهم وأبغض من أبغضهم ، ووال من والاهم وعاد من عاداهم ، وأعن من أعانهم ،
واجعلهم مطهرين من كل رجس ، معصومين من كل ذنب ، وأيدهم بروح القدس منك . . . ثم
رفع ( صلى الله عليه وآله ) يده إلى السماء
----------
( 1 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 143 / 4652 ،
مسند ابن حنبل : 1 / 708 / 3062 ، خصائص الإمام أمير المؤمنين للنسائي : 70 / 23 ،
تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 1 / 185 / 250 .
( 2 ) تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه
السلام ) " : 1 / 184 / 249 ، شواهد التنزيل : 2 / 50 / 670 ، وراجع إحقاق
الحق : 15 / 628 - 631 .
( 3 ) الفقيه : 4 / 179 / 5404 ، وذكره أيضا في :
420 / .
‹ صفحه 52 ›
فقال : اللهم إني أشهدك أني محب لمن أحبهم ،
ومبغض لمن أبغضهم ، وسلم لمن سالمهم ، وحرب لمن حاربهم ، وعدو لمن عاداهم ، وولي
لمن والاهم ( 1 ) .
44 - ابن عباس في حديث زواج فاطمة وعلي (
عليهما السلام ) : ثم التزمهما [ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ] فقال : اللهم
إنهما مني وأنا منهما ، اللهم كما أذهبت عني الرجس وطهرتني فطهرهما ( 2 ) .
( 2 / 15 )
عمر بن أبي سلمة
45 - عطاء بن أبي رباح عن عمر بن أبي سلمة -
ربيب النبي ( صلى الله عليه وآله ) - : نزلت هذه الآية على النبي ( صلى الله عليه
وآله ) : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * في
بيت أم سلمة ، فدعا النبي ( صلى الله عليه وآله ) فاطمة وحسنا وحسينا ، فجللهم
بكساء ، وعلي خلف ظهره فجلله بكساء ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم
الرجس وطهرهم تطهيرا . قالت أم سلمة : وأنا معهم يا نبي الله ؟ قال : أنت على مكانك
، وأنت إلى خير ( 3 ) .
( 2 / 16 )
عمر بن الخطاب
46 - عيسى بن عبد الله بن مالك عن عمر بن الخطاب
: سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : أيها
----------
( 1 ) أمالي الصدوق : 393 / 18 ، بشارة المصطفى :
177 .
( 2 ) المعجم الكبير : 24 / 134 / 362 ، و 22 / 412
/ 1022 ، المصنف لعبد الرزاق : 5 / 489 / 9782 وفيهما " ثم التزمها "
بصيغة المفرد إلى آخر الحديث .
( 3 ) سنن الترمذي : 5 / 663 / 3787 ، وراجع : 5 /
351 / 3205 ، أسد الغابة : 2 / 17 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه
السلام ) " : 71 / 104 ، تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 8 ، إحقاق الحق : 3
/ 528 ، 2 / 510 .
‹ صفحه 53 ›
الناس ، إني فرط لكم وإنكم واردون علي الحوض ،
حوضا عرضه ما بين صنعاء إلى بصرى ، فيه قدحان عدد النجوم من فضة ، وإني سائلكم حين
تردون علي عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، السبب الأكبر كتاب الله طرفه
بيد الله وطرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به ولا تبدلوا ، وعترتي أهل بيتي ، فإنه قد
نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .
فقلت : يا رسول الله ، من عترتك ؟ قال : أهل
بيتي من ولد علي وفاطمة ، وتسعة من صلب الحسين ، أئمة أبرار ، هم عترتي من لحمي
ودمي ( 1 ) . ( 2 / 17 )
واثلة بن الأسقع
47 - أبو عمار عن واثلة بن الأسقع : أتيت عليا
فلم أجده ، فقالت لي فاطمة : انطلق إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يدعوه .
فجاء مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فدخلا ودخلت معهما ، فدعا رسول الله (
صلى الله عليه وآله ) الحسن والحسين ، فأقعد كل واحد منهما على فخذيه ، وأدنى
فاطمة من حجره وزوجها ، ثم لف عليهم ثوبا وقال : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم
الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * . ثم قال : هؤلاء أهل بيتي ، اللهم أهل بيتي
أحق ( 2 ) .
48 - أبو عمار شداد : دخلت على واثلة بن الأسقع
وعنده قوم ، فذكروا عليا فشتموه فشتمته معهم ، فلما قاموا قال لي : لم شتمت هذا
الرجل ؟ قلت : رأيت القوم شتموه فشتمته معهم ، فقال : ألا أخبرك بما رأيت من رسول
الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قلت : بلى ، فقال : أتيت فاطمة أسألها عن علي فقالت
: توجه إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فجلست
----------
( 1 ) كفاية الأثر : 91 ، تفسير البرهان : 1 / 9
نقلا عن ابن بابويه في كتاب النصوص على الأئمة ( عليهم السلام ) .
( 2 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 159 / 4706 ، وفي
: 451 / 3559 .
‹ صفحه 54 ›
أنتظره حتى جاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله
) ومعه علي وحسن وحسين آخذا كل واحد منهما بيده حتى دخل ، فأدنى عليا وفاطمة
فأجلسهما بين يديه وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه ، ثم لف عليهم ثوبه -
أو قال كساء - ثم تلا هذه الآية : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
) * ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، وأهل بيتي أحق ( 1 ) .
49 - شداد بن عبد الله : سمعت واثلة بن الأسقع
، وقد جئ برأس الحسين بن علي ، قال : فلقيه رجل من أهل الشام ، فغضب واثلة وقال :
والله ، لا أزال أحب عليا وحسنا وحسينا وفاطمة أبدا بعد إذ سمعت رسول الله ( صلى
الله عليه وآله ) ، وهو في منزل أم سلمة ، يقول فيهم ما قال .
قال واثلة : رأيتني ذات يوم وقد جئت رسول الله (
صلى الله عليه وآله ) وهو في منزل أم سلمة ، وجاء الحسن فأجلسه على فخذه اليمنى
وقبله ، وجاء الحسين فأجلسه على فخذه اليسرى وقبله ، ثم جاءت فاطمة فأجلسها بين
يديه ، ثم دعا بعلي فجاء ، ثم أغدف عليهم كساء خيبريا - كأني أنظر إليه - ثم قال :
* ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ، فقلت لواثلة
: ما الرجس ؟ قال : الشك في الله عز وجل ( 2 ) .
50 - أبو عمار شداد عن واثلة بن الأسقع : أقعد
النبي ( صلى الله عليه وآله ) عليا عن يمينه وفاطمة عن يساره وحسنا وحسينا بين
يديه ، وغطى عليهم بثوب وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، وأهل بيتي أتوا إليك لا إلى
النار ( 3 ) .
51 - أبو الأزهر عن واثلة بن الأسقع : لما جمع
رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليا وفاطمة والحسن
----------
( 1 ) فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 577 / 978 ،
وراجع مسند ابن حنبل : 6 / 45 / 16985 ، المصنف لابن أبي شيبة : 7 / 501 / 40 ،
العمدة : 40 / 25 .
( 2 ) فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 672 / 1149 ،
وراجع أسد الغابة : 2 / 27 ، العمدة : 34 / 15 .
( 3 ) مسند أبي يعلى : 6 / 479 / 7448 ، وراجع نثر
الدر : 1 / 236 ، السنن الكبرى : 2 / 217 / 2870 .
‹ صفحه 55 ›
والحسين ( عليهم السلام ) تحت ثوبه قال : اللهم
قد جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك على إبراهيم وآل إبراهيم ، اللهم إنهم مني
وأنا منهم ، فاجعل صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك علي وعليهم ( 1 ) .
راجع :
ص 547 " ترجمة الذين رووا في تفسير أهل
البيت "
----------
(1 ) المناقب للخوارزمي : 63 / 32 ، كنز العمال : 13
/ 603 / 37544 نقلا عن الديلمي عن واثلة ، وذكر أيضا في : 12 / 101 / 34186 نحوه .
|
 |
 |