‹ صفحه 57 ›

الفصل الثالث أهل البيت ومعنى أهل البيت

52 - موسى بن عبد ربه : سمعت الحسين بن علي ( عليهما السلام ) يقول في مسجد النبي ( صلى الله عليه وآله ) - وذلك في حياة أبيه علي ( عليه السلام ) - : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ألا إن أهل بيتي أمان لكم ، فأحبوهم لحبي ، وتمسكوا بهم لن تضلوا .

 قيل : فمن أهل بيتك يا نبي الله ؟ قال : علي وسبطاي ، وتسعة من ولد الحسين أئمة أمناء معصومون ، ألا إنهم أهل بيتي وعترتي من لحمي ودمي ( 1 ) .

 53 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) - عن آبائه ( عليهم السلام ) - : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إني مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كهاتين - وضم بين سبابتيه - . فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري وقال : يا رسول الله ، من عترتك ؟ قال : علي والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين إلى يوم القيامة ( 2 ) .

54 - عنه ( عليه السلام ) - عن آبائه ( عليهم السلام ) - : سئل أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن معنى قول

----------
( 1 ) كفاية الأثر : 171 .
 ( 2 ) كمال الدين : 244 عن محمد بن عمارة عن أبيه ، معاني الأخبار : 91 / 5 عن محمد بن عمارة .
‹ صفحه 58 ›

رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ، من العترة ؟ فقال : أنا والحسن والحسين والأئمة التسعة من ولد الحسين ، تاسعهم مهديهم وقائمهم ، لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حوضه ( 1 ) .

55 - الإمام علي ( عليه السلام ) : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نام ونومني وزوجتي فاطمة وابني الحسن والحسين ، وألقى علينا عباءة قطوانية ، فأنزل الله تبارك وتعالى فينا : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * . وقال جبرئيل ( عليه السلام ) : أنا منكم يا محمد ؟ فكان سادسنا جبرئيل ( عليه السلام ) ( 2 ) .

56 - عنه ( عليه السلام ) : جمعنا رسول الله في بيت أم سلمة ، أنا وفاطمة وحسنا وحسينا ، ثم دخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في كساء له ، وأدخلنا معه ، ثم ضمنا ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . فقالت أم سلمة : يا رسول الله ، فأنا ؟ - ودنت منه - فقال : أنت ممن أنت منه ، وأنت على خير . أعادها رسول الله ، ثلاثا يصنع ذلك ( 3 ) .

57 - الإمام الحسين عن أبيه ( عليهما السلام ) : دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في بيت أم سلمة ، وقد نزلت هذه الآية : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي ، هذه الآية نزلت فيك وفي سبطي والأئمة من ولدك ( 4 ) .

58 - الإمام الحسن ( عليه السلام ) : لما نزلت آية التطهير جمعنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في كساء لأم سلمة خيبري ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وعترتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم

----------
( 1 ) كمال الدين : 240 / 64 ، معاني الأخبار : 90 / 4 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 57 / 25 كلها عن غياث بن إبراهيم .
( 2 ) الخصال : 580 / 1 عن مكحول .
( 3 ) شواهد التنزيل : 2 / 52 / 672 عن عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جده .
( 4 ) كفاية الأثر : 156 عن عيسى بن موسى الهاشمي عن آبائه .
‹ صفحه 59 ›

تطهيرا ( 1 ) .

 59 - عنه ( عليه السلام ) - في خطبة حين قتل علي فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال - : أنا ابن البشير وأنا ابن النذير ، وأنا ابن الداعي إلى الله بإذنه ، وأنا ابن السراج المنير ، وأنا من أهل البيت الذي كان جبريل ينزل إلينا ويصعد من عندنا ، وأنا من أهل البيت الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ( 2 ) .

60 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) عن أبيه عن جده عن الحسن بن علي ( عليهم السلام ) - في بيان قوله تعالى : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * - : فلما نزلت آية التطهير جمعنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنا وأخي وأمي وأبي ، فجللنا ونفسه في كساء لأم سلمة خيبري ، وذلك في حجرتها وفي يومها ، فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، وهؤلاء أهلي وعترتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . فقالت أم سلمة رضي الله عنها : أدخل معهم يا رسول الله ؟ فقال لها ( صلى الله عليه وآله ) : يرحمك الله ، أنت على خير ، وإلى خير ، وما أرضاني عنك ، ولكنها خاصة لي ولهم ( 3 ) .

61 - الإمام الحسن ( عليه السلام ) - في خطبة له - : يا أهل العراق ، اتقوا الله فينا ، فإنا أمراؤكم وضيفانكم ، ونحن أهل البيت الذي قال الله عز وجل : * ( إنما يريد الله ليذهب

----------
 ( 1 ) المناقب لابن المغازلي : 302 / 346 ، أمالي الطوسي : 559 / 1173 ، وراجع مجمع البيان : 8 / 560 كلها عن زاذان .
( 2 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 188 / 4802 عن عمر بن علي عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ، مقاتل الطالبيين : 62 عن زيد بن علي بن الحسين بن زيد بن الحسن ، الإرشاد : 2 / 7 عن أبي إسحاق السبيعي وغيره ، بشارة المصطفى : 240 وليس في الثلاثة الأخيرة " وأنا من أهل البيت الذي كان جبريل ينزل إلينا ويصعد من عندنا " ، أمالي الطوسي : 269 / 501 كلاهما عن أبي الطفيل ، مسائل علي بن جعفر : 328 / 818 عن عمر بن الإمام علي ( عليه السلام ) ، إعلام الورى : 208 كلاهما نحوه .
 ( 3 ) أمالي الطوسي : 564 / 1174 عن عبد الرحمن بن كثير ، وراجع ينابيع المودة : 3 / 368 .
عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 1 ) .

 62 - عنه ( عليه السلام ) - فيما جرى بينه وبين عمرو بن العاص - : إياك عني فإنك رجس ، ونحن أهل بيت الطهارة أذهب الله عنا الرجس وطهرنا تطهيرا ( 2 ) .

63 - الإمام الحسين ( عليه السلام ) - فيما جرى بينه ومروان بن الحكم - : إليك عني ، فإنك رجس ، وإني من أهل بيت الطهارة ، قد أنزل الله فينا : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 3 ) .

 64 - أبو الديلم : قال علي بن الحسين لرجل من أهل الشام : أما قرأت في الأحزاب : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ؟ قال : ولأنتم هم ؟ قال : نعم ( 4 ) .

65 - أبو نعيم عن جماعة خرجوا في صحبة أسارى كربلاء : قالوا : فلما دخلنا دمشق أدخل بالنساء والسبايا بالنهار مكشفات الوجوه ، فقال أهل الشام الجفاة : ما رأينا سبايا أحسن من هؤلاء ، فمن أنتم ؟ فقالت سكينة ابنة الحسين : نحن سبايا آل محمد . فأقيموا على درج المسجد حيث يقام السبايا ، وفيهم علي بن الحسين ( عليه السلام ) ، وهو يومئذ فتى شاب ، فأتاهم شيخ من أشياخ أهل الشام ، فقال لهم : الحمد لله الذي قتلكم وأهلككم وقطع قرن الفتنة . فلم يأل عن شتمهم . فلما انقضى كلامه قال له علي بن الحسين ( عليه السلام ) : أما قرأت كتاب الله عز وجل ؟ قال : نعم ، قال : أما قرأت هذه الآية : * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * ( 5 ) ؟ قال : بلى . قال : فنحن أولئك .

----------
( 1 ) المعجم الكبير : 3 / 93 / 2761 ، المناقب لابن المغازلي : 382 / 431 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسن ( عليه السلام ) " : 180 / 304 و 305 كلها عن أبي جميلة ، وأيضا : 182 / 306 و 307 عن هلال بن يساف .
( 2 ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 16 / 28 .
( 3 ) مقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 185 ، الفتوح : 5 / 17 .
( 4 ) تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 8 .
( 5 ) الشورى : 23 .
‹ صفحه 61 ›

ثم قال : أما قرأت * ( وآت ذا القربى حقه ) * ( 1 ) ؟ قال : بلى ، قال : فنحن هم . قال : فهل قرأت هذه الآية ، * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ؟ قال : بلى ، قال : فنحن هم . فرفع الشامي يده إلى السماء ، ثم قال : اللهم إني أتوب إليك - ثلاث مرات - اللهم إني أبرأ إليك من عدو آل محمد ، ومن قتلة أهل بيت محمد ، لقد قرأت القرآن فما شعرت بهذا قبل اليوم ( 2 ) .

66 - أبو الجارود عن أبي جعفر ( عليه السلام ) - في قوله : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * - : نزلت هذه الآية في رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعلي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، وذلك في بيت أم سلمة زوجة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فدعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليا وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، ثم ألبسهم كساء خيبريا ، ودخل معهم فيه ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي الذين وعدتني فيهم ما وعدتني ، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . نزلت هذه الآية ، فقالت أم سلمة : وأنا معهم يا رسول الله ؟ قال : أبشري يا أم سلمة ، إنك إلى خير .

وقال أبو الجارود : قال زيد بن علي بن الحسين ( عليه السلام ) : إن جهالا من الناس يزعمون أنما أراد بهذه الآية أزواج النبي ، وقد كذبوا وأثموا ، لو عني بها أزواج النبي لقال : ليذهب عنكن الرجس ويطهركن تطهيرا ، ولكان الكلام مؤنثا كما قال : * ( واذكرن ما يتلى في بيوتكن ) * ( 3 ) * ( ولا تبرجن ) * ( 4 ) * ( ولستن كأحد من

----------
( 1 ) الإسراء : 26 .
( 2 ) أمالي الصدوق : 141 / 3 ، وراجع الاحتجاج : 2 / 120 / 172 ، الملهوف : 176 ، مقتل الحسين للخوارزمي : 2 / 61 .
( 3 ) الأحزاب : 34 .
( 4 ) الأحزاب : 33 .
‹ صفحه 62 ›

النساء ) * ( 1 ) ( 2 ) .

67 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) - في حديث طويل - : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ، فكان علي والحسن والحسين وفاطمة ( عليهم السلام ) ، فأدخلهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تحت الكساء في بيت أم سلمة ، ثم قال : اللهم إن لكل نبي أهلا وثقلا ، وهؤلاء أهل بيتي وثقلي . فقالت أم سلمة : ألست من أهلك ؟ فقال : إنك إلى خير ، ولكن هؤلاء أهلي وثقلي ( 3 ) .

68 - أبو بصير : قلت للصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) : من آل محمد ؟ قال : ذريته ، فقلت : من أهل بيته ؟ قال : الأئمة الأوصياء ، فقلت : من عترته ؟ قال : أصحاب العباء ؟ فقلت : من أمته ؟ قال : المؤمنون الذين صدقوا بما جاء من عند الله عز وجل ، المتمسكون ( المستمسكون خ ل ) بالثقلين اللذين أمروا بالتمسك بهما : كتاب الله ، وعترته أهل بيته ، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وهما الخليفتان على الأمة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 4 ) .

 69 - عبد الرحمن بن كثير : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) ، ما عنى الله عز وجل بقوله : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ؟ قال : نزلت في النبي وأمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة ( عليهم السلام ) ، فلما قبض الله عز وجل نبيه كان أمير المؤمنين ، ثم الحسن ، ثم الحسين ( عليهم السلام ) ، ثم وقع تأويل هذه الآية : * ( وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ) * ( 5 )

وكان علي بن الحسين ( عليهما السلام ) إماما ، ثم جرت في الأئمة من ولده الأوصياء ( عليهم السلام ) ، فطاعتهم طاعة الله ، ومعصيتهم

----------
( 1 ) الأحزاب : 32 .
( 2 ) تفسير القمي : 2 / 193 .
( 3 ) الكافي : 1 / 287 / 1 عن أبي بصير .
( 4 ) أمالي الصدوق : 200 / 10 ، روضة الواعظين : 294 .
( 5 ) الأنفال : 75 .
‹ صفحه 63 ›

معصية الله عز وجل ( 1 ) .

70 - الريان بن الصلت : حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو ، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من أهل العراق وخراسان - إلى أن قال : - فقال المأمون : من العترة الطاهرة ؟ فقال الرضا ( عليه السلام ) : الذين وصفهم الله في كتابه فقال جل وعز : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ، وهم الذين قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، وانظروا كيف تخلفوني فيهما . أيها الناس ، لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم .

قالت العلماء : أخبرنا يا أبا الحسن عن العترة ، أهم الآل أو غير الآل ؟ فقال الرضا ( عليه السلام ) : هم الآل ،

فقالت العلماء : فهذا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يؤثر عنه أنه قال : أمتي آلي ، وهؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفاض الذي لا يمكن دفعه : آل محمد أمته ، فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : أخبروني هل تحرم الصدقة على الآل ؟ قالوا : نعم ، قال : فتحرم على الأمة ؟ قالوا : لا ، قال : هذا فرق ما بين الآل والأمة ( 2 ) .

----------
( 1 ) علل الشرائع : 205 / 2 ، الإمامة والتبصرة : 177 / 29 .
( 2 ) أمالي الصدوق : 422 / 1 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 229 / 1 .
‹ صفحه 65 ›

الفصل الرابع تسليم النبي على أهل البيت وتخصيصهم بالأمر بالصلاة

71 - أبو الحمراء خادم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان إذا طلع الفجر يمر ببيت علي وفاطمة ( عليهما السلام ) ، فيقول : السلام عليكم أهل البيت ، الصلاة الصلاة * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 1 ) .

72 - نفيع بن الحارث عن أبي الحمراء خادم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يجئ عند كل صلاة فجر فيأخذ بعضادة هذا الباب ، ثم يقول : السلام عليكم يا أهل البيت ورحمة الله وبركاته . فيردون عليه من البيت : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، فيقول : الصلاة رحمكم الله * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * . فقلت : يا أبا الحمراء ، من كان في البيت ؟ قال : علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ( 2 ) .

----------
 ( 1 ) أسد الغابة : 6 / 74 / 5827 ، وذكر أيضا في : ص 66 وفيه " أقمت بالمدينة شهرا فكان رسول الله يأتي منزل فاطمة وعلي ( عليهما السلام ) كل غداة فيقول . . . " .
( 2 ) شواهد التنزيل : 2 / 74 / 694 .
73 - الإمام علي ( عليه السلام ) : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يأتينا كل غداة فيقول : رحمكم الله الصلاة * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 1 ) .

74 - الإمام الصادق عن أبيه عن جده زين العابدين عن الحسن ( عليهم السلام ) - في احتجاجه على معاوية عند الصلح - : ثم مكث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعد ذلك ( 2 ) بقية عمره حتى قبضه الله إليه ، يأتينا كل يوم عند طلوع الفجر ، فيقول : الصلاة يرحمكم الله * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 3 ) .

 75 - عنه عن آبائه ( عليهم السلام ) : كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقف عند طلوع كل فجر على باب علي وفاطمة ( عليهما السلام ) فيقول : الحمد لله المحسن المجمل ، المنعم المفضل ، الذي بنعمته تتم الصالحات ، سميع سامع ، بحمد الله ونعمته ، وحسن بلائه عندنا ، نعوذ بالله من النار ، نعوذ بالله من صباح النار ، نعوذ بالله من مساء النار ، الصلاة يا أهل البيت * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 4 ) .

76 - في تفسير علي بن إبراهيم : قوله : * ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ) * ( 5 ) : فإن الله أمره أن يخص أهله دون الناس ليعلم الناس أن لأهل محمد ( صلى الله عليه وآله ) عند الله منزلة خاصة ليست للناس ، إذ أمرهم مع الناس عامة ، ثم أمرهم خاصة ، فلما أنزل الله هذه الآية كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يجئ كل يوم عند صلاة الفجر حتى يأتي باب علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) فيقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فيقول علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) وعليك السلام يا رسول الله

----------
( 1 ) أمالي المفيد : 318 / 4 ، أمالي الطوسي : 89 / 138 ، بشارة المصطفى : 264 كلها عن الحارث .
( 2 ) أي بعد نزول آية التطهير وقضية الكساء ، وراجع ص 59 / 60 من كتابنا هذا .
( 3 ) أمالي الطوسي : 565 / 1174 عن عبد الرحمن بن كثير ، ينابيع المودة : 3 / 386 وفيه " لما نزلت * ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ) * يأتينا جدي كل يوم . . . " .
( 4 ) أمالي الصدوق : 124 / 14 عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني .
( 5 ) طه : 132 .
‹ صفحه 67 ›

ورحمة الله وبركاته . ثم يأخذ بعضادتي الباب ويقول : الصلاة الصلاة يرحمكم الله * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ، فلم يزل يفعل ذلك كل يوم إذا شهد المدينة حتى فارق الدنيا . وقال أبو الحمراء خادم النبي ( صلى الله عليه وآله ) : أنا أشهد به يفعل ذلك ( 1 ) .

 راجع تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 7 ، الدر المنثور : 6 / 403 ، تاريخ دمشق "

ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " : 60 الأخبار الواردة في نزول آية التطهير ، مختصر تاريخ دمشق : 7 / 119 ، كنز العمال : 13 / 645 ،

شواهد التنزيل : 2 / 18 ، ينابيع المودة : 1 / 329 باب 35 في تفسير آية التطهير ، المناقب للخوارزمي : 60 الفصل الخامس ،

تفسير فرات الكوفي : 331 ، كشف الغمة : 1 / 40 فصل في تفسير الآل والأهل ، إحقاق الحق : 2 / 501 - 562 ، و 3 / 513 - 531 ، و 9 / 1 - 69 ، و 14 / 40 - 105 ، و 18 / 359 - 382 ، البحار : 35 / 206 باب في آية التطهير .

----------
( 1 ) تفسير القمي : 2 / 67 .
‹ صفحه 69 ›

تحقيق حول أحاديث التسليم

قد روى هذه الواقعة أكابر المحدثين بطرق مختلفة عن أهل البيت ( عليهم السلام ) ( 1 ) وكبار الصحابة كأبي سعيد الخدري ( 2 ) وأنس بن مالك ( 3 ) وعبد الله بن عباس ( 4 ) وأبي الحمراء وغيرهم .

وعلى هذا ، فإن أصل وقوع هذه الحادثة يعد من المسلمات ، وأما عدد المرات التي وقعت ، فإن الروايات تنشعب في هذا الصدد إلى ثلاث طوائف :

الطائفة الأولى : الأحاديث الدالة على أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان يأتي يوميا - عند توجهه إلى المسجد لأداء صلاة الفجر - باب بيت علي وفاطمة ( عليهما السلام ) ويدعوهما

----------
( 1 ) راجع : ص 66 / 73 - 75 ، أمالي الصدوق : 429 / 1 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 240 / 1 ، ينابيع المودة : 2 / 59 / 45 ، مقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 67 ، تفسير فرات الكوفي : 339 .
( 2 ) راجع الدر المنثور : 6 / 606 ، المعجم الكبير : 3 / 56 / 2671 - 2674 ، المناقب للخوارزمي : 60 / 280 ، شواهد التنزيل : 2 / 46 / 665 - 668 ، مجمع البيان : 7 / 59 وقال - بعد ما رواه عن أبي سعيد - : رواه ابن عقدة من طرق كثيرة عن أهل البيت وعن غيرهم مثل أبي برزة وأبي رافع .
( 3 ) راجع : ص 45 / 25 .
( 4 ) راجع الدر المنثور : 6 / 606 ، إحقاق الحق : 9 / 56 .
‹ صفحه 70 ›

بعد السلام وتلاوة آية التطهير - إلى إقامة الصلاة ، حيث لاحظنا هذه الروايات في الفصل الرابع .

الطائفة الثانية : الأحاديث المبينة أن الراوي قد شاهد العمل المذكور عدة مرات ( 1 ) .

الطائفة الثالثة : الأحاديث التي تدل بظاهرها على أن العمل المذكور لم يكن يوميا ، وهي تختلف في عدد الأيام ، وكذلك تخالف روايات الطائفة الأولى ( 2 ) .

ولا تعارض بين الطائفتين الأولى والثانية ، ويعلم بقرينتهما أن أخبار الطائفة الثالثة أيضا - إن كانت سليمة الصدور بأجمعها ولم يطرأ التصحيف عليها - كانت ناظرة إلى ما شاهده الرواة ، ويساعده الاعتبار أيضا . وعلى هذا فإن محصلة روايات هذا الفصل هي أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) - ولأجل إيضاح المقصود من " أهل البيت " في آية التطهير ، ومن " أهلك " في آية * ( وأمر أهلك بالصلاة . . . ) * أكثر فأكثر - كان يأتي بعد نزول آية التطهير يوميا وعند إرادته إقامة صلاة الصبح إلى باب بيت علي وفاطمة ( عليهما السلام ) ، ويدعو أهل البيت - بعد

----------
( 1 ) راجع الدر المنثور : 66 / 76 ، تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 6 ، التاريخ الكبير : 8 / كتاب الكنى 25 / 205 ، أمالي الطوسي : 251 / 447 ، شواهد التنزيل : 2 / 81 / 700 .
( 2 ) في بعض الروايات : 40 يوما ، وراجع الدر المنثور : 6 / 606 ، المناقب للخوارزمي : 60 / 28 ، أمالي الصدوق : 429 / 1 وفي بعض آخر : شهرا واحدا ، وراجع أسد الغابة : 5 / 381 / 5390 ، مسند أبي داود الطيالسي : 274 وفي بعضها : ستة أشهر ، وراجع تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 6 ، الدر المنثور : 6 / 606 و 706 ، ينابيع المودة : 2 / 119 ، ذخائر العقبى : 24 ، العمدة : 45 / 32 وفي بعض منها : سبعة أشهر ، وراجع البداية والنهاية : 5 / 321 ، تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 6 وفي بعض آخر : ثمانية أشهر ، وراجع الدر المنثور : 6 / 606 ، كفاية الطالب : 377 وفي بعض : تسعة أشهر ، وراجع المناقب للخوارزمي : 60 / 29 ، مشكل الآثار : 1 / 337 ، العمدة : 41 / 27 ، ذخائر العقبى : 25 ، كفاية الطالب : 376 . وهنالك بعض الروايات تذكر أعدادا أخرى غير التي ذكرناها .
‹ صفحه 71 ›

السلام وتلاوة آية التطهير - إلى أداء الصلاة . وإن جميع الروايات التي تذكر عددا خاصا في نقل الواقعة ناظرة إلى مشاهدة الراوي ، ولا يستفاد منها الحصر .

هذا ، ولكن يظهر من بعض الروايات ( 1 ) قيام النبي ( صلى الله عليه وآله ) بذلك العمل بعد نزول آية * ( وأمر أهلك بالصلاة . . . ) * .

قال أبو سعيد الخدري : لما نزلت * ( وأمر أهلك بالصلاة . . . ) * كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يجئ إلى باب علي الغداة ثمانية أشهر يقول : الصلاة رحمكم الله * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 2 ) .

قال العلامة الطباطبائي ( قدس سره ) بعد نقل رواية أبي سعيد : وظاهر الرواية كون الآية مدنية ، ولم يذكر ذلك أحد فيما أذكر ، ولعل المراد بيان إتيانه ( صلى الله عليه وآله ) الباب في المدينة عملا بالآية ولو كانت نازلة بمكة ، وإن كانت بعيدا من اللفظ ( 3 ) .

----------
( 1 ) راجع : ص 66 / 76 ، شواهد التنزيل : 2 / 47 / 667 و 668 ، أمالي الصدوق : 429 / 1 ، تأويل الآيات الظاهرة : 316 .
( 2 ) الدر المنثور : 5 / 613 أخرجه ابن مردويه وابن عساكر وابن النجار .
( 3 ) الميزان في تفسير القرآن : 14 / 242 .
‹ صفحه 73 ›

الفصل الخامس عدد الأئمة من أهل البيت

 77 - جابر بن سمرة : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم جمعة عشية رجم الأسلمي يقول : لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة ، أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة ، كلهم من قريش ( 1 ) .

78 - جابر بن سمرة : سمعت النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقول : يكون اثنا عشر أميرا . فقال كلمة لم أسمعها ، فقال أبي : إنه قال : كلهم من قريش ( 2 ) .

79 - جابر بن سمرة : سمعت النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقول : لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا . ثم تكلم النبي ( صلى الله عليه وآله ) بكلمة خفيت علي ، فسألت أبي : ماذا قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فقال : كلهم من قريش ( 3 ) .

80 - جابر بن سمرة : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يكون من بعدي اثنا عشر أميرا . قال : ثم

----------
( 1 ) صحيح مسلم : 3 / 1453 / 10 ، مسند ابن حنبل : 7 / 410 / 20869 ، مسند أبي يعلى : 6 / 473 / 7429 ، الخصال : 473 / 30 وفيهما " و " بدل " أو " .
( 2 ) صحيح البخاري : 6 / 2640 / 6796 .
( 3 ) صحيح مسلم : 3 / 1452 / 6 ، الخصال : 473 / 27 .
‹ صفحه 74 ›

تكلم بشئ لم أفهمه ، فسألت الذي يليني فقال : قال : كلهم من قريش ( 1 ) .

 81 - جابر بن سمرة : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : لا يزال الاسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة . ثم قال كلمة لم أفهمها ، فقلت لأبي : ما قال ؟ فقال : كلهم من قريش ( 2 ) .

82 - أبو جحيفة : كنت مع عمي عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : لا يزال أمر أمتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة ، ثم قال كلمة وخفض بها صوته ، فقلت لعمي وكان أمامي : ما قال يا عم ؟ قال : قال يا بني : كلهم من قريش ( 3 ) .

83 - جابر بن سمرة : دخلت مع أبي على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فسمعته يقول : ألا إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي اثنا عشر خليفة ، ثم تكلم بشئ لم أفهمه ، فقلت لأبي : ما قال ؟ قال : كلهم من قريش ( 4 ) .

84 - جابر بن سمرة : كنت مع أبي عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) فسمعته يقول : بعدي اثنا عشر خليفة . ثم أخفى صوته ، فقلت لأبي : ما الذي أخفى صوته ؟ قال : قال : كلهم من بني هاشم ( 5 ) .

85 - مسروق : كنا جلوسا عند عبد الله بن مسعود وهو يقرؤنا القرآن ، فقال له رجل : يا أبا عبد الرحمن ، هل سألتم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : كم تملك هذه الأمة من خليفة ؟ فقال عبد الله بن مسعود : ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك ، ثم قال :

----------
( 1 ) سنن الترمذي : 4 / 501 / 2223 ، مسند ابن حنبل : 7 / 430 / 20995 .
( 2 ) صحيح مسلم : 3 / 1453 / 7 ، وأيضا في : ح 8 وفيه " هذا الأمر " بدل " الاسلام " ، و ح 9 وفيه " هذا الدين عزيزا منيعا . . . " و " صمنيها الناس " بدل " لم أفهمها " ، مسند ابن حنبل : 7 / 412 / 20882 ، سنن أبي داود : 4 / 106 / 4280 ، تاريخ بغداد : 2 / 126 وفيهما " فكبر الناس وضجوا ثم قال . . . " .
( 3 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 716 / 6589 ، المعجم الكبير : 22 / 120 / 308 ، وراجع التاريخ الكبير : 8 / 411 / 3520 ، أمالي الصدوق : 255 / 8 .
( 4 ) تاريخ واسط : 98 ، الخصال : 470 / 16 نحوه .
( 5 ) ينابيع المودة : 3 / 290 / 4 ، إحقاق الحق : 13 / 30 كلاهما عن مودة القربى .
‹ صفحه 75 ›

نعم ، ولقد سألنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : اثنا عشر ، كعدة نقباء بني إسرائيل ( 1 ) .

86 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من ولدي اثنا عشر نقيبا ، نجباء محدثون مفهمون ، آخرهم القائم بالحق ، يملؤها عدلا كما ملئت جورا ( 2 ) .

87 - ابن عباس - في قوله تعالى * ( والسماء ذات البروج ) * - : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أنا السماء ، وأما البروج فالأئمة من أهل بيتي وعترتي ، أولهم علي وآخرهم المهدي ، وهم اثنا عشر ( 3 ) .

88 - الإمام الباقر عن أبيه عن الحسين ( عليهم السلام ) : دخلت أنا وأخي على جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فأجلسني على فخذه ، وأجلس أخي الحسن على فخذه الأخرى ، ثم قبلنا وقال : بأبي أنتما من إمامين صالحين ، اختاركما الله مني ، ومن أبيكما وأمكما ، واختار من صلبك يا حسين تسعة أئمة ، تاسعهم قائمهم ، وكلكم في الفضل والمنزلة عند الله تعالى سواء ( 4 ) .

89 - عنه ( عليه السلام ) : الاثنا عشر الإمام من آل محمد ( عليهم السلام ) كلهم محدث ، من ولد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومن ولد علي ، ورسول الله وعلي ( عليهما السلام ) هما الوالدان ( 5 ) .

----------
( 1 ) مسند ابن حنبل : 2 / 55 / 3781 ، المستدرك على الصحيحين : 4 / 546 / 8529 ، المعجم الكبير : 10 / 158 / 10310 ، مسند أبي يعلى : 5 / 31 / 5009 ، وراجع الخصال : 467 / 6 - 11 ، أمالي الصدوق : 254 / 4 - 7 .
( 2 ) الكافي : 1 / 534 / 18 عن أبي سعيد رفعه .
( 3 ) ينابيع المودة : 3 / 254 / 59 .
( 4 ) كمال الدين : 269 / 12 عن أبي حمزة الثمالي .
( 5 ) الكافي : 1 / 531 / 7 ، وذكره أيضا في : 533 / 14 كلاهما عن زرارة .
راجع

الكافي : 1 / 525 ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم ، الخصال : 466 باب الخلفاء  والأئمة بعد النبي ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 40 ،  أمالي الصدوق : 97 / 9 ، 114 / 8 ، 502 / 10 ، كمال الدين : 256 باب 24 ما روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) في النص على القائم ( عليه السلام ) وأنه الثاني عشر من الأئمة ( عليهم السلام ) .  الإرشاد : 2 / 345 - 347 ، كفاية الأثر : 69 ، إعلام الورى : 361 الفصل الأول في ذكر بعض الأخبار التي جاءت في النص على عدد الاثني عشر من الأئمة ( عليهم السلام ) من طريق العامة على طريق الاجمال ، الغيبة للطوسي : 127 - 134 ،  اليقين والتحصين لابن طاووس : 244 و 375 و 488 ، 570 ، فرائد السمطين : 2 / 329 / 579 ، بشارة المصطفى : 192 ، الاختصاص : 233 ، جامع الأخبار : 61 الفصل السابع في فضائل الأئمة الاثني عشر ( عليهم السلام ) ، إحقاق الحق : 2 / 353 ، 4 / 94 و 103 و 356 ، 5 / 93 ، 7 / 477 ، 13 / 1 - 74 ، 19 / 628 ، 20 / 538 . ( * )

‹ صفحه 77 ›

تحقيق حول أحاديث عدد الأئمة

روي مضمون الأحاديث ( 77 - 84 ) مرارا في مصادر أهل السنة ( 1 ) مع اختلاف في الألفاظ . ونفس هذه الأحاديث موجودة في بعض مصادر الشيعة أيضا ( 2 ) .

وينم اختلاف متن هذه الروايات عن وجود ملابسات سياسية في نقلها . حيث حذفت كلمة " بعدي " في بعض الروايات ، وأبدل لفظ " الخليفة " بلفظ " الأمير " ( 3 ) . وأبدل " الخليفة " في بعض الروايات ب‍ " القيم " ( 4 ) أو " الملك " ( 5 ) .

----------
( 1 ) في مسند ابن حنبل وحده أكثر من 30 رواية عن جابر بن سمرة ، وراجع ج 7 / 403 - 449 .
( 2 ) نقل ابن بابويه في الخصال 32 حديثا بهذا المضمون أيضا ، وراجع ص 466 باب الخلفاء والأئمة بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
( 3 ) راجع : ص 73 / 78 و 80 .
( 4 ) المعجم الكبير : 2 / 196 / 1794 عن جابر بن سمرة : كنت مع أبي عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : يكون لهذه الأمة اثنا عشر قيما لا يضرهم من خذلهم . ثم همس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بكلمة لم أسمعها ، فقلت لأبي : ما الكلمة التي همس بها النبي ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال : كلهم من قريش .
( 5 ) الخصال : 471 / 19 عن جابر بن سمرة : دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مع أبي فقال : لا تزال هذه الأمة صالحا أمرها ظاهرة على عدوها حتى يمضي اثنا عشر ملكا - أو قال : اثنا عشر خليفة - ثم قال كلمة خفيت علي ، فسألت أبي فقال : قال : كلهم من قريش . وفي مسند ابن حنبل : 7 / 424 / 20959 عن جابر بن سمرة أيضا قال : خطبنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعرفة فقال : لن يزال هذا الدين عزيزا منيعا ظاهرا على من ناوأه لا يضره من فارقه أو خالفه حتى يملك اثنا عشر كلهم من قريش .
‹ صفحه 78 ›

وأنيط قوام الاسلام في بعض تلك الروايات " إلى يوم القيامة " بخلافة خلفاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) الاثني عشر ( 1 ) ، بينما حذفت هذه الإناطة من بعضها الآخر .

وأناطت طائفة من تلك الروايات مصالح الأمة الإسلامية بولايتهم ( 2 ) ، في حين أهملت روايات أخرى هذه الحقيقة .

وأناطت مجموعة من هذه الأخبار جريان الأمور الطبيعية في المجتمع الإسلامي بولايتهم ( 3 ) ، في وقت طوت صاحباتها كشحا دون هذه الحقيقة .

ومن الجدير بالذكر أن هذه الأحاديث ، مع جميع هذه الاختلافات ، تشترك في نقطتين أساسيتين :

1 - تعيين النبي ( صلى الله عليه وآله ) لأفضل الأشخاص الذين سيتسنى لهم قيادة الأمة من بعده لسنين متمادية .

2 - إن عدد الأئمة الذين حظيت قيادتهم بتأييد النبي ( صلى الله عليه وآله ) هو اثنا عشر شخصا . وستتجلى هذه الحقيقة أكثر فأكثر عند الرجوع إلى روايات شيعة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، حيث سنرى أنهم ذكروا - علاوة على تقريرهم لتلك الحقيقة ( 4 ) -

----------
( 1 ) راجع : ص 73 / 77 .
( 2 ) راجع : ص 74 / 82 .
( 3 ) راجع : ص 73 / 79 .
( 4 ) راجع الخصال : 466 ، البحار : 36 / 226 باب نصوص الرسول ( صلى الله عليه وآله ) على الأئمة ( عليهم السلام ) .
‹ صفحه 79 ›

أسماء خلفاء النبي ومواصفاتهم بشكل أدق .

وقد ذكرت هذه الإيضاحات في الروايات ( 86 - 89 ) من هذا الفصل ،

وفي روايات الفصل السادس / أسماء الأئمة من أهل البيت .

أضيف إلى ذلك أن هذا الكلام من النبي الأعظم قد صدر في حجة الوداع ( 1 ) وفي عرفات أو منى ( 2 ) أو فيهما ، وفي المدينة ( 3 ) وهي المواطن التي صدر عنه فيها حديث الثقلين ( 4 ) ، فلا ريب أن مراده من قوله " من قريش " هو الأئمة من أهل بيته . كما قال الإمام علي ( عليه السلام ) : إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن م ن هاشم ، لا تصلح على سواهم ، ولا تصلح الولاة من غيرهم ( 5 ) .

فلا ريب أن حذف المواصفات الدقيقة لخلفاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) الاثني عشر ، من بعض الروايات ، كان لأسباب سياسية . غير أنه يكفي ما ذكرنا لاتضاح الحقيقة ، لأن العدد المذكور لا ينطبق إلا على أئمة أهل البيت . ولو قرنت هذه

----------
( 1 ) مسند ابن حنبل : 7 / 405 / 20840 عن جابر بن سمرة السوائي قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول في حجة الوداع : إن هذا الدين لن يزال ظاهرا على من ناوأه ، لا يضره مخالف ولا مفارق حتى يمضي من أمتي اثنا عشر خليفة . قال : ثم تكلم بشئ لم أفهمه ، فقلت لأبي : ما قال ؟ قال : كلهم من قريش ، وراجع 20843 و 20857 و 20885 و 20892 .
( 2 ) مسند ابن حنبل : 7 / 429 / 20991 عن جابر بن سمرة قال : خطبنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعرفات . وقال المقدمي في حديثه : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يخطب بمنى . وهذا لفظ حديث أبي الربيع : فسمعته يقول : لن يزال هذا الأمر عزيزا ظاهرا حتى يملك اثنا عشر كلهم . ثم لغط القوم وتكلموا فلم أفهم قوله بعد " كلهم " ، فقلت لأبي : يا أبتاه ، ما بعد كلهم ؟ قال : كلهم من قريش . وقال القواريري في حديثه : لا يضره من خالفه أو فارقه حتى يملك اثنا عشر . وراجع : 20922 و 20959 و 20960 و 20990 .
( 3 ) كما يظهر من حديث رجم الأسلمي التي وقعت في المدينة ( راجع صحيح مسلم : 3 / 1318 - 1324 ) .
( 4 ) راجع : ص 137 تحقيق حول حديث الثقلين / تاريخ صدور الحديث .
( 5 ) نهج البلاغة : الخطبة 144 .
‹ صفحه 80 ›

الأحاديث بحديث الثقلين المتواتر - وسائر الأحاديث التي جاءت في هذا الكتاب حول تعريف أهل البيت ووجوب التمسك بهم - لعرفنا أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) حدد - وبمزيد من الدقة والوضوح ، وأكثر من أي شئ آخر - معالم القيادة المستقبلية للأمة الإسلامية والأئمة من بعده ( 1 ) .

----------
 ( 1 ) قال بعض المحققين : إن الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده ( صلى الله عليه وآله ) اثني عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة ، فبشرح الزمان وتعريف الكون والمكان علم أن مراد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حديثه هذا الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته وعترته ، إذ لا يمكن أن يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه ، لقلتهم عن اثني عشر ، ولا يمكن أن يحمل على الملوك الأموية لزيادتهم على اثني عشر ، ولظلمهم الفاحش إلا عمر ابن عبد العزيز ، ولكونهم غير بني هاشم ، لأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : " كلهم من بني هاشم " في رواية عبد الملك عن جابر ، وإخفاء صوته ( صلى الله عليه وآله ) في هذا القول يرجح هذه الرواية ، لأنهم لا يحبون خلافة بني هاشم ، ولا يمكن أن يحمل على الملوك العباسية لزيادتهم على العدد المذكور ، ولقلة رعايتهم لآية * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * وحديث الكساء ، فلا بد من أن يحمل هذا الحديث على الأئمة الاثني عشر من أهل بيته وعترته ( صلى الله عليه وآله ) ، لأنهم كانوا أعلم أهل زمانهم وأجلهم وأورعهم وأتقاهم ، وأعلاهم نسبا ، وأفضلهم حسبا ، وأكرمهم عند الله ، وكان علومهم عن آبائهم متصلة بجدهم ( صلى الله عليه وآله ) وبالوراثة واللدنية ، كذا عرفهم أهل العلم والتحقيق وأهل الكشف والتدقيق . ويؤيد هذا المعنى - أي أن مراد النبي ( صلى الله عليه وآله ) الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته - ويشهد له ويرجحه حديث الثقلين ، والأحاديث المتكثرة المذكورة في هذا الكتاب وغيره ( ينابيع المودة : 2 / 292 ونفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار : 2 / 328 ) .
وقال المولى صدرا ( قدس سره ) : هذه الروايات بأسرها مستصحة الأسانيد من طرق العامة ، مثبتة الصحة في صحاحهم وأصولهم جميعا ، وهنالك من الطريقين مسانيد صحاح وطرق مستفيضة يجمعها أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : الأئمة بعدي من عترتي عدد نقباء بني إسرائيل ، تسعة من صلب الحسين ( عليه السلام ) ، أعطاهم الله علمي وفهمي ، والتاسع مهديهم . وفي صحاحهم الستة وجامع أصولهم : أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : المهدي من عترتي من ولد فاطمة يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، وأنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ، وأنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلا مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا .
قال شارح المشكاة : هذه الأحاديث وأشباهها فيها دليل ظاهر على أن الخلافة مختصة بقريش ، ولا يجوز عقدها لغيرهم . وبين ( صلى الله عليه وآله ) أن هذا الحكم إلى آخر الدهر ما بقي من الناس اثنان .
فنقول : من لم يكن في عقله آفة وعلى بصيرته غشاوة يعلم أن هذه النصوص المتواترة الصحة دالة على أن خلفاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) من بعده اثنا عشر إماما لا غير ، كلهم من قريش ، بهم يقوم الدين ويستقيم الاسلام إلى قيام الساعة ، ولم يوجد هذا العدد ولا هذا الوصف إلا في أئمة الشيعة الإمامية ، فهؤلاء الأوصياء الخلفاء ، فثبت أن الأرض ما زالت إلا ولله فيها الحجة . ( شرح أصول الكافي : 2 / 481 ) .
‹ صفحه 81 ›

الفصل السادس أسماء الأئمة من أهل البيت

90 - جابر بن عبد الله الأنصاري : دخلت على فاطمة ( عليها السلام ) ، وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها ، فعددت اثني عشر ، أحدهم القائم ، ثلاثة منهم محمد وأربعة منهم علي ( 1 ) .

91 - جابر بن عبد الله الأنصاري : لما أنزل الله عز وجل على نبيه محمد ( صلى الله عليه وآله ) * ( يا أيها

----------
( 1 ) الفقيه : 4 / 180 / 5408 الكافي : 1 / 532 / 9 وفيه " ثلاثة " بدل " أربعة " ، والظاهر أنه تصحيف من النساخ ( أنظر مرآة العقول : 6 / 227 / 9 ) ، كمال الدين : 269 / 13 ، وذكره أيضا في : 311 / 3 ، الإرشاد : 2 / 346 ، فرائد السمطين : 2 / 139 كلها عن أبي الجارود عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) .
‹ صفحه 82 ›

الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) * ( 1 ) قلت : يا رسول الله ، عرفنا الله ورسوله فمن أولوا الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله ) : هم خلفائي يا جابر ، وأئمة المسلمين [ من ] بعدي ، أو لهم علي بن أبي طالب ، ثم الحسن والحسين ، ثم علي بن الحسين ، ثم محمد بن علي المعروف في التوراة ب‍ " الباقر " ، وستدركه يا جابر ، فإذا لقيته فأقرئه مني السلام ، ثم الصادق جعفر بن محمد ، ثم موسى بن جعفر ، ثم علي بن موسى ، ثم محمد بن علي ، ثم علي بن محمد ، ثم الحسن بن علي ، ثم سميي وكنيي ، حجة الله في أرضه ، وبقيته في عباده ، ابن الحسن بن علي ، ذاك الذي يفتح الله - تعالى ذكره - على يديه مشارق الأرض ومغاربها ، ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للإيمان ( 2 ) .

92 - جابر بن عبد الله الأنصاري : دخل جندل بن جنادة بن جبير اليهودي على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال - في حديث طويل - : أخبرني يا رسول الله عن أوصيائك من بعدك لأتمسك بهم . قال : أوصيائي الاثنا عشر . قال جندل : هكذا وجدناهم في التوراة ، وقال : يا رسول الله ، سمهم لي .

 فقال : أولهم سيد الأوصياء أبو الأئمة علي ، ثم ابناه الحسن والحسين ، فاستمسك بهم ولا يغرنك جهل الجاهلين ، فإذا ولد علي بن الحسين زين العابدين يقضي الله عليك ، ويكون آخر زادك من الدنيا شربة لبن تشربه .

فقال جندل : وجدنا في التوراة وفي كتب الأنبياء : إيليا وشبرا وشبيرا ، فهذه أسماء علي والحسن والحسين ، فمن بعد الحسين ، وما أساميهم ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : إذا انقضت مدة الحسين فالإمام ابنه علي ويلقب بزين العابدين ،

----------
( 1 ) النساء : 59 .
( 2 ) كمال الدين : 253 / 3 ، المناقب لابن شهرآشوب : 1 / 282 ، تأويل الآيات الظاهرة : 141 ، كفاية الأثر : 53 .
‹ صفحه 83 ›

فبعده ابنه محمد يلقب بالباقر ، فبعده ابنه جعفر يدعى بالصادق ، فبعده ابنه موسى يدعى بالكاظم ، فبعده ابنه علي يدعى بالرضا ، فبعده ابنه محمد يدعى بالتقي والزكي ، فبعده ابنه علي يدعى بالنقي والهادي ، فبعده ابنه الحسن يدعى بالعسكري ، فبعده ابنه محمد يدعى بالمهدي والقائم والحجة ، فيغيب ثم يخرج ، فإذا خرج يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، طوبى للصابرين في غيبته ، طوبى للمقيمين على محبتهم ، أولئك الذين وصفهم الله في كتابه وقال : * ( هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ) * ( 1 ) ثم قال تعالى : * ( أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون ) * ( 2 ) ( 3 ) .

93 - ابن عباس : قدم يهودي على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقال له نعثل ، فقال له : يا محمد ، إني أسألك عن أشياء تلجلج في صدري - إلى أن قال : - أخبرني عن وصيك من هو ؟ فما من نبي إلا وله وصي ، وإن نبينا موسى بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون ، فقال : نعم ، إن وصيي والخليفة من بعدي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وبعده سبطاي الحسن ثم الحسين ، يتلوه تسعة من صلب الحسين ، أئمة أبرار . قال : يا محمد ، فسمهم لي ، قال : نعم ، إذا مضى الحسين فابنه علي ، فإذا مضى علي فابنه محمد ، فإذا مضى محمد فابنه جعفر ، فإذا مضى جعفر فابنه موسى ، فإذا مضى موسى فابنه علي ، فإذا مضى علي فابنه محمد ، ثم ابنه علي ، ثم ابنه الحسن ، ثم الحجة ابن الحسن ، فهذه اثنا عشر إماما عدد نقباء بني إسرائيل ، قال : فأين مكانهم في الجنة ؟ قال : معي في درجتي ( 4 ) .

94 - النضر بن سويد عن عمرو بن أبي المقدام : رأيت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يوم عرفة

----------
( 1 ) البقرة : 2 و 3 .
( 2 ) المجادلة : 22 .
( 3 ) ينابيع المودة : 3 / 283 / 2 .
( 4 ) فرائد السمطين : 2 / 133 / 431 .
‹ صفحه 84 ›

بالموقف ، وهو ينادي بأعلى صوته : أيها الناس ، إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان الإمام ، ثم كان علي بن أبي طالب ، ثم الحسن ، ثم الحسين ، ثم علي بن الحسين ، ثم محمد بن علي ( عليهم السلام ) ، ثم هه ، فينادي ثلاث مرات لمن بين يديه ، وعن يمينه ، وعن يساره ، ومن خلفه اثني عشر صوتا . وقال عمرو : فلما أتيت منى سألت أصحاب العربية عن تفسير " هه " فقالوا : هه لغة بني فلان : أنا فاسألوني . قال : ثم سألت غيرهم أيضا من أصحاب العربية فقالوا مثل ذلك ( 1 ) .

راجع

القسم الثالث / الفصل الأول / أوصياء النبي ( صلى الله عليه وآله ) ،

الكافي : 1 / 286 باب ما نص الله عز وجل ورسوله على الأئمة ( عليهم السلام ) ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 40 باب 6 النصوص على الرضا ( عليه السلام ) بالإمامة في جملة الأئمة الاثني عشر ( عليهم السلام ) ، الفقيه : 4 / 174 باب الوصية من لدن آدم ( عليه السلام ) ، كمال الدين : 1 / 250 - 285 أبواب النصوص على القائم وأنه الثاني عشر من الأئمة ( عليهم السلام ) ، الغيبة للنعماني : 57 باب 4 ما روي في أن الأئمة اثنا عشر إماما ،

المناقب لابن المغازلي : 304 ، إحقاق الحق : 4 / 83 و 13 / 49 ، كفاية الأثر : 149 و 150 و 177 و 264 و 300 و 306 ، الاحتجاج : 1 / 162 - 170 ، الغيبة للطوسي : 134 - 155 ، كتاب سليم بن قيس الهلالي : 2 / 616 و 626 و 645 ، 734 - 758 ، 822 - 837 ، 877 - 924 .

----------
( 1 ) الكافي : 4 / 466 / 10 .
‹ صفحه 85 ›

تبويب الأحاديث التي تفسر آية التطهير بأهل البيت ( عليهم السلام )

تنقسم الأحاديث التي عرفت أهل البيت ( عليهم السلام ) في آية التطهير بصورة مباشرة وغير مباشرة إلى خمسة أقسام :

القسم الأول : الأحاديث الواردة في شأن نزول آية التطهير . فهذه الأحاديث تخصص - بنحو واضح - مجموعة من أقرباء النبي ( صلى الله عليه وآله ) على أنهم أهل البيت ، وهم : علي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين صلوات الله عليهم أجمعين . وتسلب هذا العنوان من أقاربه الآخرين .

 ونقل محدثو أهل السنة هذا القسم من الأحاديث عن أربعة من أقارب النبي ( صلى الله عليه وآله ) هم : علي بن أبي طالب ، والحسن بن علي ، والحسين بن علي ، وعلي بن الحسين ( عليهم السلام ) ( 1 ) ، واثنتان من أزواجه هما : أم سلمة ، وعائشة ( 2 ) ، وسبعة من صحابته هم : أبو سعيد الخدري ، والبراء بن عازب ، وجابر بن عبد الله الأنصاري ، وزينب بنت أبي سلمة ، وسعد بن أبي وقاص ، وصبيح مولى أم

----------
 ( 1 ) راجع : القسم الأول / الفصل الثالث : أهل البيت ومعنى أهل البيت ( عليهم السلام ) .
( 2 ) راجع : القسم الأول / الفصل الأول : أزواج النبي ومعنى أهل البيت ( عليهم السلام ) .
سلمة ، وعبد الله بن جعفر ( 1 ) .

وكذلك نقل محدثو الشيعة هذا القسم من الأحاديث عن سبعة من أهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهم : الإمام علي ، والإمام الحسن بن علي ، والإمام الحسين بن علي ، والإمام علي بن الحسين ، والإمام محمد بن علي الباقر ، والإمام جعفر بن محمد الصادق ، والإمام علي بن موسى الرضا ( عليهم السلام ) ( 2 ) ، واثنتين من أزواج النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وهما : أم سلمة ، وعائشة ( 3 ) ، واثنين من صحابته ، وهما : جابر بن عبد الله الأنصاري ، وسعد بن أبي وقاص ( 4 ) .

 القسم الثاني : الأحاديث الواردة في التفسير العملي الذي أدلى به النبي ( صلى الله عليه وآله ) لآية التطهير . وهي الأحاديث التي تؤكد أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان يأتي إلى باب علي وفاطمة ( عليهما السلام ) كل يوم عند صلاة الصبح بعد نزول آية التطهير .

 ويسلم ويدعو إلى الصلاة ثم يقرأ آية التطهير . وقد فعل ذلك عدة شهور . روى المحدثون الكبار للفريقين هذه الواقعة عن كبار الصحابة وأهل البيت

----------
( 1 ) راجع : القسم الأول / الفصل الثاني : أصحاب النبي ومعنى أهل البيت ( عليهم السلام ) ( 2 / 1 ، 2 / 6 ، 2 / 8 ، 2 / 10 ، 2 / 11 ، 2 / 13 ) .
( 2 ) راجع : القسم الأول / الفصل الثالث : أهل البيت ومعنى أهل البيت ( عليهم السلام ) .
( 3 ) راجع : القسم الأول / الفصل الأول : أزواج النبي ومعنى أهل البيت ( عليهم السلام ) .
( 4 ) راجع : القسم الأول / الفصل الثاني : أصحاب النبي ومعنى أهل البيت ( عليهم السلام ) ( 2 / 8 ، 2 / 11 ) ، وراجع قول العلامة الطباطبائي رضوان الله تعالى عليه في تفسير الميزان : 16 / 311 حيث ذكر أن الروايات التي تدل على أن آية التطهير نزلت في النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعلي وفاطمة والحسنين ( عليهم السلام ) وقال : " وهي روايات جمة تزيد على سبعين حديثا يربو ما ورد منها من طرق أهل السنة على ما ورد منها من طرق الشيعة ، فقد روتها أهل السنة بطرق كثيرة عن أم سلمة وعائشة وأبي سعيد الخدري وسعد ووائلة بن الأسقع وأبي الحمراء وابن عباس وثوبان مولى النبي وعبد الله بن جعفر وعلي والحسن بن علي ( عليهما السلام ) في قريب من أربعين طريقا . وروتها الشيعة عن علي والسجاد والباقر والصادق ( عليهم السلام ) وأم سلمة وأبي ذر وأبي ليلى وأبي الأسود الدؤلي وعمرو بن ميمون الأودي وسعد بن أبي وقاص في بضع وثلاثين طريقا " .
‹ صفحه 87 ›

النبوي ( 1 ) .

القسم الثالث : الأحاديث التي عرفت أهل البيت كما جاء في القسم الأول والثاني بلا إشارة إلى آية التطهير .

وعدد هذه الأحاديث التي ستأتي في فصول وأبواب مختلفة من هذا الكتاب أكثر بكثير من أحاديث القسم الأول والثاني ( 2 ) .

القسم الرابع : الأحاديث التي لا تحدد مصاديق أهل البيت ، لكنها تذكر فضائلهم أو حقوقهم . وأحاديث أخرى تذكر نفس الفضائل والحقوق لمصاديق أهل البيت بدون أن تذكر هذا العنوان .

على سبيل المثال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حديث : " من أحبنا أهل البيت في الله حشر معنا وأدخلناه معنا الجنة " ( 3 ) .

وفي حديث آخر أنه ( صلى الله عليه وآله ) أخذ بيد ولديه الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، وقال : " من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة " ( 4 ) .

وقال أيضا : " أنشدكم الله في أهل بيتي " ( 5 ) .

وقال في حديث آخر : " الله الله في عترتي وأهل بيتي ، فإن فاطمة بضعة مني ، وولديها عضداي ، وأنا وبعلها كالضوء " ( 6 ) .

عدد هذه الأحاديث أكثر من أحاديث الأقسام الثلاثة المتقدمة . وستلاحظون في فصول مختلفة من هذا الكتاب عددا يؤبه له منها .

القسم الخامس : الأحاديث التي إذا ضممنا بعضها إلى بعض ، استبان أن أبناء الحسين ( عليه السلام ) إلى الإمام المهدي ( عليه السلام ) هم في حكم أصحاب الكساء ، وتشملهم

----------
( 1 ) راجع : القسم الأول / الفصل الرابع : تسليم النبي ( صلى الله عليه وآله ) على أهل البيت ( عليهم السلام ) .
 ( 2 ) راجع : القسم الأول / الفصل الثاني : أصحاب النبي ومعنى أهل البيت ( عليهم السلام ) ( 4 / 2 ، 7 / 2 ، 8 / 2 ، 14 / 2 ) .
( 3 ) راجع ص 427 / 1040 .
( 4 ) راجع ص 427 / 1036 .
( 5 ) راجع ص 353 / 788 .
( 6 ) راجع ص 355 / 800 .
‹ صفحه 88 ›

آية التطهير ، كأحاديث الفصل الخامس والسادس من القسم الأول ، ومعظم أحاديث القسم الثاني إلى القسم الثاني عشر .

‹ صفحه 89 ›

القسم الثاني معرفة أهل البيت

وفيه فصول :

الفصل الأول : قيمة معرفتهم

الفصل الثاني : مكانتهم

الفصل الثالث : التحذير من عدم معرفتهم

الفصل الرابع : مكانتهم يوم القيامة

‹ صفحه 91 ›

الفصل الأول قيمة معرفتهم

95 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من من الله عليه بمعرفة أهل بيتي وولايتهم فقد جمع الله له الخير كله ( 1 ) .

96 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : معرفة آل محمد براءة من النار ، وحب آل محمد جواز على الصراط ، والولاية لآل محمد أمان من العذاب ( 2 ) .

97 - سلمان الفارسي : دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوما ، فلما نظر إلي قال : يا سلمان ، إن الله عز وجل لم يبعث نبيا ولا رسولا إلا جعل له اثني عشر نقيبا . . . قلت : يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي ، ما لمن عرف هؤلاء ؟ فقال : يا سلمان ، من عرفهم حق معرفتهم واقتدى بهم ، فوالي وليهم وتبرأ من عدوهم فهو والله منا ، يرد حيث نرد ، ويسكن حيث نسكن ( 3 ) .

----------
( 1 ) أمالي الصدوق : 383 / 9 عن أبي قدامة الفداني ، بشارة المصطفى : 176 .
( 2 ) ينابيع المودة : 1 / 78 / 16 ، فرائد السمطين : 2 / 257 كلاهما عن المقداد بن الأسود ، وراجع إحقاق الحق : 18 / 496 ، 9 / 494 .
( 3 ) البحار : 53 / 142 / 162 عن كتاب المحتضر ، وذكره أيضا في : 25 / 6 / 9 .
‹ صفحه 92 ›

98 - الإمام علي ( عليه السلام ) : أسعد الناس من عرف فضلنا ، وتقرب إلى الله بنا ، وأخلص حبنا ، وعمل بما إليه ندبنا ، وانتهى عما عنه نهينا ، فذاك منا ، وهو في دار المقامة معنا ( 1 ) .

 99 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : خرج الحسين بن علي ( عليهما السلام ) على أصحابه فقال : أيها الناس ، إن الله جل ذكره ما خلق العباد إلا ليعرفوه ، فإذا عرفوه عبدوه ، فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه ، فقال له رجل : يا بن رسول الله ، بأبي أنت وأمي ، فما معرفة الله ؟ قال : معرفة أهل كل زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته ( 2 ) .

 100 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : إنما يعرف الله عز وجل ويعبده من عرف الله وعرف إمامه منا أهل البيت ( 3 ) .

 101 - زرارة : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : أخبرني عن معرفة الإمام منكم واجبة على جميع الخلق ؟ فقال : إن الله عز وجل بعث محمدا ( صلى الله عليه وآله ) إلى الناس أجمعين رسولا وحجة لله على جميع خلقه في أرضه ، فمن آمن بالله وبمحمد رسول الله واتبعه وصدقه فإن معرفة الإمام منا واجبة عليه ( 4 ) .

102 - سالم : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن قول الله عز وجل : * ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ) * ( 5 ) قال : السابق بالخيرات الإمام ، والمقتصد العارف للإمام ، والظالم لنفسه الذي لا يعرف الإمام ( 6 ) .

----------
( 1 ) غرر الحكم : 3297 .
( 2 ) علل الشرائع : 9 / 1 عن سلمة بن عطاء ، وراجع كنز الفوائد : 1 / 328 ، إحقاق الحق : 11 / 594 نقلا عن در بحر المناقب .
( 3 ) الكافي : 1 / 181 / 4 عن جابر .
( 4 ) الكافي : 1 / 180 / 3 .
( 5 ) فاطر : 32 .
( 6 ) الكافي : 1 / 214 / 1 .
‹ صفحه 93 ›

103 - زرعة : قلت للصادق ( عليه السلام ) : أي الأعمال هو أفضل بعد المعرفة ؟ قال : ما من شئ بعد المعرفة يعدل هذه الصلاة ، ولا بعد المعرفة والصلاة شئ يعدل الزكاة ، ولا بعد ذلك شئ يعدل الصوم ، ولا بعد ذلك شئ يعدل الحج ، وفاتحة ذلك كله معرفتنا ، وخاتمته معرفتنا ( 1 ) .

104 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : نحن الذين فرض الله طاعتنا ، لا يسع الناس إلا معرفتنا ، ولا يعذر الناس بجهالتنا . . . ومن لم يعرفنا ولم ينكرنا كان ضالا حتى يرجع إلى الهدى الذي افترض الله عليه من طاعتنا الواجبة ، فإن يمت على ضلالته يفعل الله به ما يشاء ( 2 ) .

 105 - عنه ( عليه السلام ) - في قول الله عز وجل : * ( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ) * ( 3 ) - : طاعة الله ومعرفة الإمام ( 4 ) .

106 - عنه ( عليه السلام ) - في دعاء علمه لزرارة - : اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك ، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني ( 5 ) .

107 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) - في زيارة قبور الأئمة - : السلام على محال معرفة الله . . . من عرفهم فقد عرف الله ، ومن جهلهم فقد جهل الله ( 6 ) .

----------
( 1 ) أمالي الطوسي : 694 / 1478 .
( 2 ) الكافي : 1 / 187 / 11 عن أبي سلمة .
( 3 ) البقرة : 269 .
( 4 ) الكافي : 1 / 185 / 11 عن أبي بصير .
( 5 ) الكافي 1 / 337 / 5 عن زرارة .
( 6 ) الكافي : 4 / 578 / 2 ، كامل الزيارات : 315 كلاهما عن علي بن حسان .
‹ صفحه 95 ›

الفصل الثاني مكانتهم

( 2 / 1 )

مثلهم مثل سفينة نوح

108 - حنش الكناني : سمعت أبا ذر ( رضي الله عنه ) يقول - وهو آخذ بباب الكعبة - : من عرفني فأنا من عرفني ، ومن أنكرني فأنا أبو ذر ، سمعت النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من قومه ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ( 1 ) .

109 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنما مثل أهل بيتي كسفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ( 2 ) .

----------
  ( 1 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 163 / 4720 ، وراجع ينابيع المودة : 1 / 94 / 5 ، شرح الأخبار : 2 / 501 / 887 ، أمالي الطوسي : 60 / 88 و 459 / 1026 و 733 / 1532 ، كمال الدين : 239 / 59 ، الاحتجاج : 1 / 361 / 58 ، كتاب سليم بن قيس : 2 / 937 ، بشارة المصطفى : 88 ، رجال الكشي : 1 / 115 / 52 ، المناقب لابن شهرآشوب : 1 / 295 ، دعائم الاسلام : 1 / 28 .
( 2 ) تاريخ بغداد : 12 / 91 عن أنس بن مالك ، فرائد السمطين : 2 / 242 / 516 عن أبي سعيد الخدري ، العمدة : 359 / 693 عن أبي ذر ، كنز العمال : 12 / 95 / 34151 ، .
110 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك ( 1 ) .

111 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : نحن سفينة النجاة ، من تعلق بها نجا ، ومن حاد عنها هلك ، فمن كان له إلى الله حاجة فليسأل بنا أهل البيت ( 2 ) .

112 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها زج في النار ( 3 ) .

113 - الإمام علي ( عليه السلام ) : يا كميل ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لي قولا والمهاجرون والأنصار متوافرون يوما بعد العصر ، يوم النصف من شهر رمضان ، قائما على قدميه فوق منبره : علي وابناي منه الطيبون مني وأنا منهم ، وهم الطيبون بعد أمهم ، وهم سفينة ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها هوى ، الناجي في الجنة والهاوي في لظى ( 4 ) .

114 - عنه ( عليه السلام ) : إن الحسن والحسين سبطا هذه الأمة ، وهما من محمد كمكان العينين الرأس ، وأما أنا فكمكان اليدين من البدن ، وأما فاطمة فكمكان القلب من الجسد . مثلنا مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ( 5 ) .

115 - عنه ( عليه السلام ) : من اتبع أمرنا سبق ، من ركب غير سفينتنا غرق ( 6 ) .

116 - الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : نحن الفلك الجارية في اللجج الغامرة ، يأمن من ركبها

----------
( 1 ) المناقب لابن المغازلي : 132 / 173 عن ابن عباس ، عوالي اللآلي : 4 / 85 / 59 وفيه " هوى " بدل " هلك " .
( 2 ) فرائد السمطين : 1 / 37 عن أبي هريرة ، إحقاق الحق : 9 / 203 نقلا عن أرجح المطالب .
( 3 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 27 / 10 ، صحيفة الإمام الرضا ( عليه السلام ) : 57 / 76 .
( 4 ) بشارة المصطفى : 30 عن بصير بن زيد بن أرطاة .
( 5 ) كتاب سليم بن قيس : 2 / 830 .
( 6 ) غرر الحكم : 7893 و 7894 .
‹ صفحه 97 ›

ويغرق من تركها ( 1 ) .

117 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : كان علي بن الحسين ( عليهما السلام ) إذا زالت الشمس صلى ثم دعا ، ثم صلى على النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : اللهم صل على محمد وآل محمد ، شجرة النبوة ، وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومعدن العلم ، وأهل بيت الوحي . اللهم صل على محمد وآل محمد ، الفلك الجارية في اللجج الغامرة ، يأمن من ركبها ، ويغرق من تركها ، المتقدم لهم مارق ، والمتأخر عنهم زاهق ، واللازم لهم لاحق ( 2 ) .

 ( 2 / 2 )

مثلهم مثل باب حطة

118 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة ( 3 ) في بني إسرائيل ، من دخله غفر له ( 4 ) .

----------
( 1 ) ينابيع المودة : 1 / 76 / 12 ، وذكره أيضا في : 3 / 359 .
( 2 ) جمال الأسبوع : 251 .
( 3 ) هي فعلة من حط الشئ يحطه إذا أنزله وألقاه . ومنه الحديث في ذكر حطة بني إسرائيل ، وهو قوله تعالى : * ( وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم ) * البقرة : 58 ، أي قولوا : حط عنا ذنوبنا ، وارتفعت على معنى : مسألتنا حطة ، أو أمرنا حطة ، ( النهاية : 1 / 402 ) . أقول : قوله ( صلى الله عليه وآله ) : " مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل " إشارة إلى قوله تعالى خطابا لبني إسرائيل : * ( ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم ) * البقرة : 58 . توضيح ذلك أن " باب حطة " من أبواب بيت المقدس كما عن أبي حيان الأندلسي ، أو باب بلدة " أريحا " أو أول البلد كما احتملهما في تفسير الميزان . وتشبيه أهل البيت في الأمة الإسلامية بباب حطة في بني إسرائيل وتعريفهم بأنهم أبواب مغفرة الله ، دليل على أن التمسك بهم له دور أساسي في إزالة الأدناس الفردية والاجتماعية في المجتمع الإسلامي .
( 4 ) المعجم الأوسط : 6 / 85 / 5870 ، المعجم الصغير : 2 / 22 كلاهما عن أبي سعيد ، الصواعق المحرقة : 152 . الغيبة للنعماني : 44 وفيه " غفرت ذنوبه ، واستحق الرحمة والزيادة من خالقه " .