‹ صفحه 98 ›

119 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : من دان بديني وسلك منهاجي واتبع سنتي ، فليدن بتفضيل الأئمة من أهل بيتي على جميع أمتي ، فإن مثلهم في هذه الأمة مثل باب حطة في بني إسرائيل ( 1 ) .

120 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : الأئمة بعدي اثنا عشر ، تسعة من صلب الحسين ( عليه السلام ) ، تاسعهم قائمهم ، ألا إن مثلهم فيكم مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك ، ومثل باب حطة في بني إسرائيل ( 2 ) .

 121 - عباد بن عبد الله الأسدي : بينا أنا عند علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في الرحبة إذ أتاه رجل فسأله عن هذه الآية : * ( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ) * ( 3 ) فقال : ما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إلا قد نزلت فيه طائفة من القرآن ، والله والله لأن يكونوا يعلموا ما سبق لنا أهل البيت على لسان النبي الأمي ( صلى الله عليه وآله ) أحب إلي من أن يكون لي مل ء هذه الرحبة ذهبا وفضة ، والله إن مثلنا في هذه الأمة كمثل سفينة نوح في قوم نوح ، وإن مثلنا في هذه الأمة كمثل باب حطة في بني إسرائيل ( 4 ) .

122 - أبو سعيد الخدري : صلى بنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الصلاة الأولى ، ثم أقبل بوجهه الكريم علينا فقال : معاشر أصحابي ، إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح وباب حطة في بني إسرائيل ، فتمسكوا بأهل بيتي بعدي والأئمة الراشدين من ذريتي ، فإنكم لن تضلوا أبدا .

----------
( 1 ) أمالي الصدوق : 69 / 6 ، تنبيه الخواطر : 2 / 156 كلاهما عن ابن عباس .
( 2 ) المناقب لابن شهرآشوب : 1 / 295 ، كفاية الأثر : 38 كلاهما عن أبي ذر .
( 3 ) هود : 17 .
( 4 ) كنز العمال : 2 / 434 / 4429 عن أبي سهل القطان في أماليه وابن مردويه ، أمالي المفيد : 145 / 5 ، شرح الأخبار : 2 / 480 / 843 ، تفسير فرات الكوفي : 190 / 243 .
‹ صفحه 99 ›

فقيل : يا رسول الله ، كم الأئمة بعدك ؟ فقال : اثنا عشر من أهل بيتي - أو قال : من عترتي - ( 1 ) .

123 - الإمام علي ( عليه السلام ) : نحن باب حطة وهو باب السلام ، من دخله نجا ، ومن تخلف عنه هوى ( 2 ) .

124 - عنه ( عليه السلام ) : ألا إن العلم الذي هبط به آدم وجميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين ، فأين يتاه بكم وأين تذهبون ؟ يا معشر من فسخ من أصحاب السفينة ، فهذا مثل ما فيكم ، وإنهم ما فيكم ، فكما نجا في هاتيك منهم من نجا وكذلك ينحو في هذه منكم من نجا ، ورهن ذمتي ، وويل لمن تخلف عنهم ، إنهم فيكم كأصحاب الكهف ، ومثلهم باب حطة ، وهم باب السلم ، في قوله تعالى : * ( يا أيها الذين آمنوا أدخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان ) * ( 3 ) .

125 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : نحن باب حطتكم ( 4 ) .

( 2 / 3 )

مثلهم مثل بيت الله

126 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) - : مثلكم يا علي مثل بيت الله الحرام ، من دخله كان آمنا ، فمن أحبكم ووالاكم كان آمنا من عذاب النار ، ومن أبغضكم القي في النار . يا علي * ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) * ( 5 ) ومن

----------
( 1 ) كفاية الأثر : 33 .
( 2 ) الخصال : 626 / 10 عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، تفسير فرات الكوفي : 367 / 499 ، غرر الحكم : 10002 وفيه " من دخله سلم ونجا ، ومن تخلف عنه هلك " .
( 3 ) ينابيع المودة : 1 / 332 / 4 ، وراجع تفسير العياشي : 1 / 102 / 300 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، وراجع الغيبة للنعماني : 44 ، المسترشد : 406 .
( 4 ) تفسير العياشي : 1 / 45 / 47 عن سليمان الجعفري عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، مجمع البيان : 1 / 247 .
( 5 ) آل عمران : 97 .
‹ صفحه 100 ›

كان له عذر فله عذره ، ومن كان فقيرا فله عذره ، ومن كان مريضا فله عذره ، وإن الله لا يعذر غنيا ولا فقيرا ، ولا مريضا ولا صحيحا ، ولا أعمى ولا بصيرا في تفريطه في موالاتكم ومحبتكم ( 1 ) .

 ( 2 / 4 )

مثلهم مثل النجوم

 127 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف ، فإذا خالفتها قبيلة من العرب ، اختلفوا فصاروا حزب إبليس ( 2 ) .

 128 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي ، . . . مثلك ومثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ، ومثلكم مثل النجوم ، كلما غاب نجم طلع نجم ، إلى يوم القيامة ( 3 ) .

 129 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : مثلهم ( أهل بيتي ) في أمتي كمثل نجوم السماء ، كلما غاب نجم طلع نجم ، إنهم أئمة هداة مهديون ، لا يضرهم كيد من كادهم ، ولا خذلان من خذلهم ، بل يضر الله بذلك من كادهم وخذلهم ، هم حجج الله في أرضه ، وشهداؤه على خلقه ، من أطاعهم أطاع الله ، ومن عصاهم عصى الله . هم مع القرآن والقرآن معهم ، لا يفارقهم ولا يفارقونه حتى يردوا علي حوضي . وأول الأئمة أخي علي خيرهم ، ثم ابني حسن ، ثم ابني حسين ، ثم تسعة من ولد الحسين ( 4 ) .

----------
 ( 1 ) خصائص الأئمة ( عليهم السلام ) : 77 عن عيسى بن المنصور عن الإمام العسكري عن آبائه ( عليهم السلام ) .
( 2 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 162 / 4715 عن ابن عباس .
( 3 ) أمالي الصدوق : 222 / 18 ، كمال الدين : 241 / 65 ، بشارة المصطفى : 32 ، جامع الأخبار : 52 / 59 ، مائة منقبة : 65 ، فرائد السمطين : 2 / 243 / 517 كلها عن ابن عباس .
( 4 ) الغيبة للنعماني : 84 / 12 عن سليم بن قيس عن الإمام علي ( عليه السلام ) ، كتاب سليم بن قيس : 2 / 686 / 14 عن الإمام علي ( عليه السلام ) ، الفضائل لشاذان بن جبرئيل : 114 عن سليم بن قيس عن أبي ذر والمقداد وسلمان عن الإمام علي ( عليه السلام ) ، مشارق أنوار اليقين : 192 عن سليم بن قيس .
‹ صفحه 101 ›

130 - الإمام علي ( عليه السلام ) : ألا إن آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) كمثل نجوم السماء ، إذا خوى نجم طلع نجم ( 1 ) .

131 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ليس من عالم يموت ويترك خلفا إلا نحن ، كلما ذهب منا عالم طلع مكانه عالم ، نحن النجوم في السماء ( 2 ) .

( 2 / 5 )

مثلهم مثل العينين

132 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : اجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد ومكان العينين من الرأس ، فإن الجسد لا يهتد إلا بالرأس ولا يهتدي الرأس إلا بالعينين ( 3 ) .

----------
( 1 ) نهج البلاغة : الخطبة 100 .
( 2 ) جامع الأحاديث للقمي : 249 عن حصين بن مخارق .
( 3 ) أمالي الطوسي : 482 / 1053 ، كشف الغمة : 2 / 35 كلاهما عن أبي ذر ، وراجع شرح الأخبار : 2 / 269 / 574 ، كفاية الأثر : 111 عن واثلة بن الأسقع .
‹ صفحه 103 ›

الفصل الثالث التحذير من عدم معرفتهم

133 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية ( 1 ) .

134 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية ( 2 ) .

135 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ( 3 ) .

136 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ( 4 ) .

----------
( 1 ) مسند ابن حنبل : 6 / 22 / 16876 ، المعجم الكبير : 19 / 388 / 910 ، الملاحم والفتن : 153 كلها عن معاوية ، مسند أبي داود الطيالسي : 259 عن ابن عمر ، تفسير العياشي : 2 / 303 / 119 عن عمار الساباطي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، الاختصاص : 268 عن عمر بن يزيد عن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) .
( 2 ) الكافي : 1 / 397 / 1 عن سالم بن أبي حفصة عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، وأيضا : 8 / 146 / 123 عن بشير الكناسي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، المعجم الأوسط : 6 / 70 / 5820 ، مسند أبي يعلى : 13 / 366 / 7375 كلاهما عن معاوية ، المعجم الكبير : 10 / 289 / 1687 عن ابن عباس .
( 3 ) الكافي : 2 / 20 / 6 ، ثواب الأعمال : 244 / 1 ، المحاسن : 1 / 252 / 475 كلها عن عيسى بن السري عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) .
( 4 ) صحيح مسلم : 3 / 1478 / 1851 ، السنن الكبرى : 8 / 270 / 16612 كلاهما عن عبد الله بن عمر ، المعجم الكبير : 19 / 334 / 769 عن معاوية .
‹ صفحه 104 ›

137 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : من مات وليس له إمام من ولدي مات ميتة جاهلية ، ويؤخذ بما عمل في الجاهلية والإسلام ( 1 ) .

 138 - أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي أنه سمع من سلمان ومن أبي ذر ومن المقداد حديثا عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية . ثم عرضه على جابر وابن عباس فقالا : صدقوا وبروا ، وقد شهدنا ذلك وسمعناه من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وإن سلمان قال : يا رسول الله ، إنك قلت : من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية ، من هذا الإمام ؟ قال : من أوصيائي يا سلمان ، فمن مات من أمتي وليس له إمام منهم يعرفه فهي ميتة جاهلية ، فإن جهله وعاداه فهو مشرك ، وإن جهله ولم يعاده ولم يوال له عدوا فهو جاهل وليس بمشرك ( 2 ) .

139 - عيسى بن السري : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : حدثني عما بنيت عليه دعائم الاسلام ، إذا أنا أخذت بها زكا عملي ، ولم يضرني جهل ما جهلت بعده ، فقال : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، والإقرار بما جاء به من عند الله ، وحق في الأموال من الزكاة ، والولاية التي أمر الله عز وجل بها ولاية آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : من مات ولا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ، قال الله عز وجل : * ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) * ( 3 ) فكان علي ( عليه السلام ) ، ثم صار من بعده حسن ، ثم من بعده حسين ، ثم من بعده علي بن الحسين ، ثم من بعده محمد بن علي ، ثم هكذا يكون الأمر . إن الأرض لا تصلح

----------
( 1 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 58 / 214 عن أبي محمد الحسن بن عبد الله الرازي التميمي عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) عن آبائه ( عليهم السلام ) ، كنز الفوائد : 1 / 327 .
( 2 ) كمال الدين : 413 / 15 .
( 3 ) النساء : 59 .
‹ صفحه 105 ›

إلا بإمام ، ومن مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ( 1 ) .

140 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله جل وعز ظاهرا عادلا أصبح ضالا تائها ، وإن مات على هذه الحال مات ميتة كفر ونفاق ( 2 ) .

141 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من مات وهو لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ، فعليكم بالطاعة ، قد رأيتم أصحاب علي ، وأنتم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته ، لنا كرائم القرآن ، ونحن أقوام افترض الله طاعتنا ولنا الأنفال ، ولنا صفو المال ( 3 ) .

142 - عنه ( عليه السلام ) : من مات وليس في رقبته بيعة لإمام مات ميتة جاهلية ( 4 ) .

 143 - الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ، وحوسب بما عمل في الاسلام ( 5 ) .

144 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) : من مات ولم يعرفهم - أي الأئمة من أهل البيت ( عليهم السلام ) - مات ميتة جاهلية ( 6 ) .

----------
( 1 ) الكافي : 2 / 21 / 9 ، وراجع تفسير العياشي : 1 / 252 / 175 عن يحيى بن السري .
( 2 ) الكافي : 1 / 375 / 2 عن محمد بن مسلم .
( 3 ) المحاسن : 1 / 251 / 474 عن بشير الدهان .
( 4 ) أعلام الدين : 459 عن أبي بصير .
( 5 ) المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 295 عن أبي خالد .
( 6 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 122 / 1 عن شاذان بن جبرئيل ، وراجع الكافي : 1 / 376 باب من مات وليس له إمام من أئمة الهدى و 371 / 5 و 378 / 2 و 397 / 1 ، و : 8 / 146 / 123 ، المحاسن : 1 / 251 باب 22 من لا يعرف إمامه ، البحار : 23 / 76 باب 4 وجوب معرفة الإمام ، وراجع القسم الخامس / مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) / الفصل الأول ص 242 / 535 .

تحقيق حول أحاديث التحذير

يتفق المسلمون قاطبة على صحة الأحاديث التي تبين أن الموت بدون إمام ميتة جاهلية ، وليس بوسع أحد منهم التشكيك بصدور هذا المضمون عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وإن اختلفوا في المقصود منه ، وقد بلغت هذه الأحاديث حدا من الشهرة والاعتبار ، أضحى من المتعذر معه - حتى على أئمة الجور - إنكارها وجحودها ، ولذا لجأوا إلى استغلالها عن طريق تحريفها وتزييفها .

ويقول العلامة الأميني ( قدس سره ) بعد نقل هذه الأحاديث عن صحاح أهل السنة ومسانيدهم : " هذه حقيقة راهنة أثبتتها الصحاح والمسانيد ، فلا ندحة عن البخوع لمفادها ، ولا يتم إسلام مسلم إلا بالنزول لمؤداها ، ولم يختلف في ذلك اثنان ، ولا أن أحدا خالجه في ذلك شك ، وهذا التعبير ينم عن سوء عاقبة من يموت بلا إمام وأنه في منتأى عن أي نجاح وفلاح ، فإن ميتة الجاهلية إنما هي شر ميتة ، ميتة كفر وإلحاد " ( 1 ) .

----------
( 1 ) الغدير : 10 / 360 .
‹ صفحه 108 ›

ولتفسير هذا الحديث الشريف لا بد من بيان المقصود من عصر الجاهلية : فقد طرح القرآن الكريم وكذلك الأحاديث الإسلامية عصر رسالة النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) على أنه عصر علم وهداية ، وما سبق عهد البعثة على أنه عصر جهل وضلالة . ذلك أن الناس - وبحكم ما طرأ على الأديان السماوية من تحريف وتزوير - لم يكونوا ليستهدوا سبل الهداية والرشاد .

وأن ما هيمن على المجتمعات البشرية آنذاك باسم الدين لم يكن سوى ركام من الأوهام والخرافات . ولطالما كانت الأديان المحرفة والعقائد الواهية أداة بيد حكومات الجور والترف ، تتحكم من خلالها بمصير الانسان ، وهذا ما يؤكده تاريخ ما قبل الاسلام . عند ذلك بزغت شمس عصر العلم بالبعثة المباركة لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

حيث كان من أهم مسؤولياته ( صلى الله عليه وآله ) محاربة الخرافات والأباطيل واستجلاء الحقائق للناس ، فكان يرى من شخصه الكريم أبا لهذه الأمة يزكيها ويعلمها ، وهو يقول : إنما أنا لكم مثل الوالد ، أعلمكم ( 1 ) .

وقد كان ( صلى الله عليه وآله ) يرى نبوته موائمة لموازين العقل والعلم ، وسيتسنى للعلماء - إن هم تحروا دراستها - الوقوف بكل بساطة على صدق مدعاه في ارتباطه بعالم الغيب : * ( ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ) * ( 2 ) . وقد كان ( صلى الله عليه وآله ) يحذر الناس وينذرهم من اتباع ما يرفضه العلم وتأباه المعرفة ، وهو يتلو عليهم كلام الله : * ( ولا تقف ما ليس لك به علم ) * ( 3 ) .

----------
( 1 ) مسند ابن حنبل : 3 / 53 / 7413 ، سنن النسائي : 1 / 38 ، سنن ابن ماجة : 1 / 114 / 313 ، الجامع الصغير : 1 / 394 / 2580 .
( 2 ) سبأ : 6 .
( 3 ) الإسراء : 36 .
‹ صفحه 109 ›

بعد بيان هذه المقدمة يتضح لنا أن المقصود من ضرورة معرفة إمام كل عصر ليس هو قضية شخصية فحسب ، وأن الفرد المسلم إن مات وهو لا يعرف إمامه وقائده فهو ليس بمسلم حقيقي ، ومن ثم فإن إسلامه وكفره سيان ، بل إن القضية الأكثر أهمية التي تشير إليها هذه الأحاديث هي أن عصر العلم الذي بزغت شمسه ببعثة النبي ( صلى الله عليه وآله ) لا يمكنه الاستمرار إلا بمعرفة المسلمين - في أي عصر كانوا - لإمامهم واقتدائهم به . وبعبارة أخرى : إن الإمامة هي الضامن والكفيل لاستمرار عصر العلم أو عصر الاسلام الأصيل . ومع فقدان هذا الضمان فإن المجتمع الإسلامي سيؤوب إلى ما كان عليه من جاهلية قبل الاسلام .

وفي الحقيقة إن هذا الحديث هو إلهام للنظرة الثاقبة لهذه الآية : * ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ) * ( 1 ) .

 ويبين النبي ( صلى الله عليه وآله ) في حديث له يؤكد فيه على ضرورة معرفة الإمام : كيف يمكن أن تقهقر الأمة الإسلامية لتسقط في أوحال الجاهلية السابقة للإسلام ؟ ويبين إمكان وقوع هذه الظاهرة الخطيرة بالتخلي عن الإمامة والقيادة .

 معرفة أي إمام ؟ ولربما أغنانا قليل من التأمل في مضمون الحديث - خصوصا مع ما مر من الشرح السابق - عن الإجابة عن هذا السؤال ، وأن إمامة أي إمام تضمن استمرار الاسلام الأصيل ، وأن فقدان المجتمع الإسلامي لأية إمامة هو تراجع إلى زمان الجاهلية . فهل يمكننا أن نظن بأن مقصود النبي ( صلى الله عليه وآله ) هو وجوب معرفة واتباع أي شخص أخذ بزمام الأمور في المجتمع الإسلامي ؟ ! وأن من لم يعرف إماما كهذا

----------
( 1 ) آل عمران : 144 .
‹ صفحه 110 ›

ابتلي بالميتة الجاهلية ، دونما توجه إلى إمكان اتصاف هذا " الإمام " بالظلم ، فيغدو من أئمة النار حسب التعبير القرآني ؟ ! وبطبيعة الحال فقد حاول أئمة الجور ، في طول التاريخ الإسلامي ، أن يستندوا إلى هذا الحديث لتثبيت أركان حكومتهم وتبرير وجوب إطاعة الناس لهم . ولذا فإننا نرى أن معاوية بن أبي سفيان هو نفسه ممن روى هذا الحديث ( 1 ) .

ومن الطبيعي كذلك أن يعمد وعاظ السلاطين - بنفس تلك الدواعي - إلى تفسير كلام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لينطبق على إمامة أئمة الجور . غير أن من الواضح أن ذلك تلاعب بالألفاظ ، لا سوء استنباط من الحديث أو نقص دراية .

 إنه لا يمكن أبدا أن نتصور أن عبد الله بن عمر - كما جاء في شرح ابن أبي الحديد لنهج البلاغة - يحجم عن مبايعة الإمام علي ( عليه السلام ) لضعف بصيرته وسطحية تفكيره ، ثم يهرع ليلا - وتمسكا بحديث " من مات بغير إمام " الذي يعد هو من رواته - إلى الحجاج بن يوسف لمبايعة خليفة زمانه عبد الملك بن مروان ، لأنه يخشى أن يبيت ليلة بدون إمام ! يقول ابن أبي الحديد : إن عبد الله بن عمر امتنع من بيعة علي ( عليه السلام ) ، وطرق على الحجاج بابه ليلا ليبايع لعبد الملك كي لا يبيت تلك الليلة بلا إمام .

 زعم لأنه روى عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : من مات ولا إمام له مات ميتة جاهلية ، وحتى بلغ من احتقار الحجاج له واسترذاله حاله أن أخرج رجله من الفراش ، فقال : أصفق بيدك عليها ( 2 ) ! أجل ، إن من لا يبايع أمير المؤمنين عليا ( عليه السلام ) - لأنه لا يعده إماما - لا بد أن

----------
 ( 1 ) راجع : ص 103 / 133 و 134 من كتابنا هذا .
 ( 2 ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 13 / 242 .
يرى عبد الملك بن مروان إماما ، يوجب ترك بيعته الكفر والعودة إلى الجاهلية . ولا بد كذلك أن يصفق تحت جنح الظلام - خفة وصغارا - على رجل عامله السفاح الحجاج بن يوسف الثقفي ! هذا وقد آل الأمر بعبد الله بن عمر إلى أن يرى يزيد بن معاوية - مع كل ما جنت يداه بحق الاسلام وعترة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) - مصداقا للإمام في حديث " من مات بغير إمام " توجب مناوأته الكفر والارتداد .

 روي أن أهل المدينة في سنة 63 ه‍ ثاروا على يزيد بن معاوية ، بعد فاجعة كربلاء في سنة 61 ه‍ ، وأدت ثورتهم هذه إلى نشوب واقعة الحرة ، فذهب عبد الله بن عمر إلى عبد الله بن مطيع قائد قريش في هذه الثورة ، فأمر ابن مطيع بوسادة ودعا ابن عمر إلى الجلوس ، فقال له ابن عمر : لم آت لأجلس ، بل أتيت لأروي لك حديثا سمعته عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ( 1 ) .

 فانظر أيها القارئ الكريم كيف يحرف كلام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بدهاء إلى الجهة المعاكسة للمقصود منه ! وذلك هو الداء الخبيث الذي حذر منه ( صلى الله عليه وآله ) في هذا الحديث وعشرات الأحاديث الأخرى ، ودعا الناس إلى إطاعة أئمة الحق والهدى .

 وهكذا يحور إنذار النبي ( صلى الله عليه وآله ) على يد أرباب الزيف والدجل وأذنابهم ، ليستفاد من الحديث في الجهة المقابلة له ، وتستخدم نصوص الاسلام لهدم الاسلام .

 وهكذا ينقضي عصر العلم والإسلام في الأمة الإسلامية ، بتنكرها لمكانة أئمة الهدى وتناسيها لوصايا رسولها الكريم ( صلى الله عليه وآله ) ، لتؤوب إلى الكفر والجاهلية المقيتة .

----------
( 1 ) صحيح مسلم : 3 / 1478 / 1851 وراجع : 103 / 136 من كتابنا هذا .
‹ صفحه 112 ›

وعلى هذا سيكون المقصود - بلا ريب - من الروايات التي تؤكد أن الموت بلا إمام ميتة جاهلية هو الإنذار من ترك التمسك بولاية أهل البيت ، التي جاءت بها أحاديث الثقلين والغدير ومئات الروايات الأخرى .

‹ صفحه 113 ›

الفصل الرابع مكانتهم يوم القيامة

145 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أول من يرد علي الحوض أهل بيتي ومن أحبني من أمتي ( 1 ) .

146 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : أولكم واردا على الحوض ، أولكم إسلاما : علي بن أبي طالب ( 2 ) .

147 - الإمام علي ( عليه السلام ) : دخل علي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأنا نائم على المنامة ، فاستسقى الحسن - أو الحسين - فقام النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى شاة لنا بكيء ( 3 ) فحلبها فدرت ، فجاءه الحسن فنحاه النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقالت فاطمة : يا رسول الله ، كأنه أحبهما إليك ؟ قال : لا ، ولكنه استسقى قبله ، ثم قال : إني وإياك وهذين وهذا الراقد في مكان واحد يوم القيامة ( 4 ) .

----------
( 1 ) السنة لابن أبي عاصم : 334 / 748 عن سفيان بن الليل عن الحسن عن الإمام علي ( عليه السلام ) ، كنز العمال : 12 / 100 / 34178 أخرجه الديلمي عن الإمام علي ( عليه السلام ) .
( 2 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 147 / 4662 ، تاريخ بغداد : 2 / 81 ، المناقب لابن المغازلي : 16 / 22 ، المناقب للخوارزمي : 52 / 15 كلها عن سلمان .
( 3 ) بكأت الناقة والشاة تبكأ بكأ . . . وهي بكي وبكيئة : قل لبنها ، وقيل : انقطع . ( لسان العرب : 1 / 34 ) .
( 4 ) مسند ابن حنبل : 1 / 217 / 792 ، أسد الغابة : 7 / 220 كلاهما عن عبد الرحمن الأزرق ، المعجم الكبير : 3 / 41 / 2622 ، مسند أبي داود الطيالسي : 26 / 190 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسن ( عليه السلام ) " : 110 / 182 وص 118 / 191 كلها عن أبي فاختة ، وراجع السنة لابن أبي عاصم : 584 / 1322 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسن ( عليه السلام ) " : 118 / 192 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " : 111 - 115 ، كتاب سليم بن قيس : 2 / 732 / 21 .
‹ صفحه 114 ›

148 - عنه ( عليه السلام ) : أخبرني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أن أول من يدخل الجنة أنا وفاطمة والحسن والحسين قلت : يا رسول الله ، فمحبونا ؟ قال : من ورائكم ( 1 ) .

149 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين يوم القيامة في قبة تحت العرش ( 2 ) .

150 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : الوسيلة درجة عند الله ليس فوقها درجة ، فسلوا الله أن يؤتيني الوسيلة ( 3 ) .

151 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : في الجنة درجة تدعى " الوسيلة " فإذا سألتم الله فسلوا لي الوسيلة ، قالوا : يا رسول الله ، من يسكن معك فيها ؟ قال : علي وفاطمة والحسن والحسين ( 4 ) .

----------
( 1 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 164 / 4723 ، بشارة المصطفى : 46 كلاهما عن عاصم بن ضمرة ، ذخائر العقبى : 123 .
( 2 ) كنز العمال : 12 / 100 / 34177 نقلا عن الطبراني في معجمه ، مجمع الزوائد : 9 / 276 / 15022 ، شرح الأخبار : 3 / 4 / 914 كلها عن أبي موسى الأشعري ، وراجع المناقب للخوارزمي : 303 / 298 ، بشارة المصطفى : 48 ، كنز العمال : 12 / 98 / 34167 .
( 3 ) مسند ابن حنبل : 4 / 165 / 11783 عن أبي سعيد الخدري ، و ج 3 / 86 / 7601 ، وص 292 / 8778 كلاهما عن أبي هريرة نحوه ، و ج 2 / 571 / 6579 عن عبد الله بن عمرو بن العاصي نحوه ، وراجع صحيح البخاري : 1 / 222 / 589 ، صحيح مسلم : 1 / 289 / 384 ، سنن أبي داود : 1 / 144 / 523 وص 146 / 529 ، سنن الترمذي : 5 / 586 / 3612 و ح 3614 ، سنن النسائي : 2 / 25 / 671 وص 27 / 673 ، سنن ابن ماجة : 1 / 239 / 722 .
( 4 ) كنز العمال : 12 / 103 / 34195 و ج 13 / 639 / 37616 كلاهما عن ابن مردويه عن الإمام علي ( عليه السلام ) ، تفسير ابن كثير : 2 / 68 ، بشارة المصطفى : 270 نحوه كلاهما عن الحارث عن الإمام علي ( عليه السلام ) ، وراجع معاني الأخبار : 116 / 1 ، تفسير القمي : 2 / 324 ، علل الشرايع : 164 / 6 ، بصائر الدرجات : 416 / 11 ، روضة الواعظين : 127 .
‹ صفحه 115 ›

152 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : وسط الجنة لي ولأهل بيتي ( 1 ) .

153 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : أنا الشجرة ، وفاطمة فرعها ، وعلي لقاحها ، والحسن والحسين ثمرتها ، وشيعتنا ورقها ، وأصل الشجرة في جنة عدن ، وسائر ذلك في سائر الجنة ( 2 ) .

154 - حذيفة : سألتني أمي : منذ متى عهدك بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فقلت لها : منذ كذا وكذا ، فنالت مني وسبتني ، فقلت لها : دعيني ، فإني آتي النبي ( صلى الله عليه وآله ) فأصلي معه المغرب ، ثم لا أدعه حتى يستغفر لي ولك ، قال : فأتيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) فصليت معه المغرب ، فصلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) العشاء ، ثم انفتل فتبعته فعرض له عارض فناجاه ، ثم ذهب ، فأتبعته فسمع صوتي ، فقال : " من هذا " ؟ فقلت : حذيفة ، قال : " ما لك " فحدثته بالأمر ، فقال : " غفر الله لك ولأمك " ثم قال : " أما رأيت العارض الذي عرض لي قبيل ؟ " قلت : بلى ، قال : " فهو ملك من الملائكة لم يهبط الأرض قبل هذه الليلة فاستأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة رضي الله عنهم " ( 3 ) .

----------
( 1 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 68 / 314 عن الحسن بن عبد الله التميمي عن أبيه عن الإمام الرضا عن آبائه عن الإمام علي ( عليهم السلام ) .
( 2 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 174 / 4755 عن عبد الرحمن بن عوف .
( 3 ) مسند ابن حنبل : 9 / 91 / 23389 ، سنن الترمذي : 5 / 326 / 3870 ، وراجع خصائص النسائي : 239 / 130 ، مجمع الزوائد : 9 / 324 / 15192 ، حلية الأولياء : 4 / 190 ، أسد الغابة : 7 / 304 / 7410 ، المصنف لابن أبي شيبة : 7 / 164 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 51 / 72 و 73 ، ذخائر العقبى : 121 ، أمالي المفيد : 23 / 4 ، بشارة المصطفى : 277 ، كمال الدين : 263 / 10 ، شرح الأخبار : 3 / 65 / 990 وص 75 / 995 .

القسم الثالث خصائص أهل البيت

وفيه فصلان :

الفصل الأول : أهم خصائصهم

الفصل الثاني :جوامع خصائصهم

‹ صفحه 119 ›

الفصل الأول أهم خصائصهم

( 1 / 1 )

الطهارة

* ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 1 ) .

155 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنا أهل بيت قد أذهب الله عنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ( 2 ) .

156 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله عز وجل قسم الخلق قسمين ، فجعلني في خيرهما قسما ، وذلك قوله : * ( وأصحاب اليمين ) * و * ( أصحاب الشمال ) * فأنا من أصحاب اليمين ، وأنا خير أصحاب اليمين .

ثم جعل القسمين أثلاثا ، فجعلني في خيرها ثلثا ، فذلك قوله تعالى : * ( فأصحاب الميمنة ) * * ( والسابقون السابقون ) * ( 3 ) فأنا من السابقين ، أنا خير السابقين . ثم جعل الأثلاث قبائل ، فجعلني في خيرها قبيلة ، وذلك

----------
( 1 ) الأحزاب : 33 .
( 2 ) الفردوس : 1 / 54 / 144 عن الإمام علي ( عليه السلام ) .
( 3 ) الواقعة : 27 و 41 و 8 و 10 .
‹ صفحه 120 ›

قول الله تعالى : * ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) * ( 1 ) وأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على الله ولا فخر . ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا ، وذلك قوله عز وجل : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * فأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب ( 2 ) .

157 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون ( 3 ) .

158 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : الأئمة بعدي اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل ، كلهم أمناء أتقياء معصومون ( 4 ) .

159 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : نحن أهل بيت طهرهم الله ، من شجرة النبوة ، وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ، وبيت الرحمة ، ومعدن العلم ( 5 ) .

160 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : من سره أن ينظر إلى القضيب الأحمر الذي غرسه الله بيده ويكون متمسكا به فليتول عليا والأئمة من ولده ، فإنهم خيرة الله عز وجل وصفوته ،

----------
( 1 ) الحجرات : 13 .
( 2 ) دلائل النبوة للبيهقي : 1 / 170 ، البداية والنهاية : 2 / 257 ، الدر المنثور : 6 / 605 ، أخرجه الحكيم الترمذي وابن مردويه ، مناقب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للكوفي : 1 / 127 / 70 وص 406 / 324 ، مجمع البيان : 9 / 207 ، إعلام الورى : 16 كلها عن ابن عباس ، وراجع المعجم الكبير : 12 / 81 / 12604 و 3 / 57 / 2674 ، أمالي الشجري : 1 / 151 ، أمالي الصدوق : 503 / 1 ، تفسير القمي : 2 / 347 .
( 3 ) كمال الدين : 280 / 28 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 64 / 30 ، المناقب لابن شهرآشوب : 1 / 295 ، كفاية الأثر : 19 ، الصراط المستقيم : 2 / 110 ، ينابيع المودة : 3 / 291 / 9 ، فرائد السمطين : 2 / 133 / 430 كلها عن ابن عباس .
( 4 ) جامع الأخبار : 62 / 80 .
( 5 ) الدر المنثور : 6 / 606 عن الضحاك بن مزاحم .
وهم المعصومون من كل ذنب وخطيئة ( 1 ) .

161 - الإمام علي ( عليه السلام ) : إنما أمر الله عز وجل بطاعة الرسول لأنه معصوم مطهر ، لا يأمر بمعصيته . وإنما أمر بطاعة أولي الأمر لأنهم معصومون مطهرون ، لا يأمرون بمعصيته ( 2 ) .

162 - عنه ( عليه السلام ) : إن الله عز وجل فضلنا أهل البيت ، وكيف لا يكون كذلك والله عز وجل يقول في كتابه : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ؟ ! فقد طهرنا من الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، فنحن على منهاج الحق ( 3 ) .

163 - الإمام الحسن ( عليه السلام ) : إنا أهل بيت أكرمنا الله بالإسلام ، واختارنا واصطفانا واجتبانا ، فأذهب عنا الرجس وطهرنا تطهيرا ، والرجس هو الشك ، فلا نشك في الله الحق ودينه أبدا ، وطهرنا من كل أفن وغية ( 4 ) .

164 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : إنا لا نوصف ، وكيف يوصف قوم رفع الله عنهم الرجس ، وهو الشك ؟ ! ( 5 ) .

165 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : الأنبياء والأوصياء لا ذنوب لهم ، لأنهم معصومون مطهرون ( 6 ) .

166 - عنه ( عليه السلام ) : إن الشك والمعصية في النار ، ليسا منا ولا إلينا ( 7 ) .

----------
( 1 ) أمالي الصدوق : 467 / 26 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 57 / 211 كلاهما عن محمد بن علي التميمي عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) .
( 2 ) الخصال : 139 / 158 ، علل الشرايع : 123 كلاهما عن سليم بن قيس ، كتاب سليم بن قيس : 2 / 884 / 54 .
( 3 ) تأويل الآيات الظاهرة : 450 عن محمد بن عمارة عن الإمام الصادق عن أبيه ( عليهما السلام ) .
( 4 ) أمالي الطوسي : 562 / 1174 عن عبد الرحمن بن كثير عن الإمام الصادق عن أبيه عن جده ( عليهم السلام ) .
( 5 ) الكافي : 2 / 182 / 16 عن زرارة .
( 6 ) الخصال : 608 / 9 عن الأعمش .
( 7 ) الكافي : 2 / 400 / 5 عن بكر بن محمد .
‹ صفحه 122 ›

167 - عنه ( عليه السلام ) - في قول الله عز وجل : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * - : الرجس هو الشك ( 1 ) .

168 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) : إن الإمامة خص الله عز وجل بها إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) بعد النبوة والخلة ، مرتبة ثالثة ، وفضيلة شرفه بها ، وأشاد بها ذكره ، فقال : * ( إني جاعلك للناس إماما ) * فقال الخليل ( عليه السلام ) سرورا بها : * ( ومن ذريتي ) * ؟ قال الله تبارك وتعالى : * ( لا ينال عهدي الظالمين ) * ( 2 ) .

 فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة ، وصارت في الصفوة . ثم أكرمه الله تعالى بأن جعلها في ذريته أهل الصفوة والطهارة ، فقال : * ( ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين * وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين ) * ( 3 ) ( 4 ) .

169 - الإمام الهادي ( عليه السلام ) - في الزيارة الجامعة التي يزار بها الأئمة - : أشهد أنكم الأئمة الراشدون ، المهديون المعصومون المكرمون . . . عصمكم الله من الزلل ، وآمنكم من الفتن ، وطهركم من الدنس ، وأذهب عنكم الرجس وطهركم تطهيرا ( 5 ) .

----------
( 1 ) معاني الأخبار : 138 / 1 عن عبد الغفار الجازي .
( 2 ) البقرة : 124 .
( 3 ) الأنبياء : 72 و 73 .
( 4 ) الكافي : 1 / 199 / 1 ، كمال الدين : 676 / 31 ، أمالي الصدوق : 537 / 1 ، معاني الأخبار : 97 / 2 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 217 / 1 كلها عن عبد العزيز بن مسلم .
( 5 ) التهذيب : 6 / 97 / 177 ، الفقيه : 2 / 611 / 3213 ، فرائد السمطين : 2 / 180 كلها عن موسى بن عبد الله النخعي ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 273 / 1 عن موسى بن عمران النخعي ، ولعل " عمران " تصحيف " عبد الله " أو يكون نسبة إلى أحد أجداده ، كما في هامش الفقيه .
‹ صفحه 123 ›

الاحتجاجات بمزية الطهارة أشرنا سابقا إلى أن مزية الطهارة المطلقة لأهل البيت ( عليهم السلام ) في العقيدة والأخلاق ، والعمل هي أس الخصائص التي تؤهلهم لهداية الأمة الإسلامية وقيادتها . من هنا تتصدر خصائصهم ومزاياهم جميعها . وقد ورد الاحتجاج بها مرارا لإثبات أحقيتهم أمام من أضاع حقوقهم .

 خاطب أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) أبا بكر عندما امتنع من بيعته في قضية السقيفة ( 1 ) معددا فضائله ، فقال فيما قال له : " أنشدك بالله ، أنا صاحب دعوة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأهلي وولدي يوم الكساء : " اللهم هؤلاء أهلي ، إليك لا إلى النار " أم أنت ؟ قال : بل أنت وأهلك وولدك " ( 2 ) .

 واحتج عليه أيضا بآية التطهير في قضية فدك ، لإثبات أحقية السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) : " أخبرني عن قول الله عز وجل : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم

----------
( 1 ) راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 2 / 21 .
( 2 ) الخصال : 2 / 550 ، الاحتجاج : 1 / 308 .
‹ صفحه 124 ›

الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * فيمن نزلت ، فينا أم في غيرنا ؟ قال : بل فيكم " ( 1 ) .

 واحتج بها أيضا في الشورى التي تشكلت بأمر عمر لتعيين الخليفة بعده ، فخاطبهم لإثبات أهليته قائلا : " فأنشدكم الله ، هل فيكم أحد أنزل فيه آية التطهير حيث يقول : * ( إنما يريد الله . . . ) * غيري ؟ قالوا : اللهم لا " ( 2 ) .

 وعندما كان يذكر فضائله أمام جمع من المهاجرين والأنصار في خلافة عثمان ، وطلبوا منه أن يقول شيئا ، فإنه أشار إلى واقعة الكساء وآية التطهير في سياق تأييده خدماتهم للإسلام ( 3 ) .

 وحينما دعا الناكثين ومساعير الجمل إلى بيعته مرة أخرى ، فإنه عدد فضائله ، وأشار إلى خاصية الطهارة لإثبات أحقيته ، وقال : " ألا ونحن أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس " ( 4 ) .

 وأكد هذه الخاصية في أحد كتبه إلى معاوية بن أبي سفيان ، فقال : " ونحن أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " ( 5 ) .

 وأشار إلى حديث الكساء أيضا ، في خطبة خطبها عند التقاء الجيشين في واقعة صفين ( 6 ) .

 واستند أبناؤه الطاهرون إلى حديث الكساء وآية التطهير في مقام إثبات

----------
( 1 ) الاحتجاج : 1 / 238 ، علل الشرائع : 1 / 191 ، تفسير القمي : 2 / 156 .
( 2 ) المناقب لابن المغازلي : 118 ، وراجع شرح الأخبار : 189 - 190 / 529 ، الاحتجاج : 1 / 322 .
( 3 ) الاحتجاج : 1 / 345 ، كتاب سليم بن قيس : 2 / 646 .
( 4 ) الاحتجاج : 1 / 371 ، البحار : 30 / 136 .
( 5 ) الغارات : 1 / 199 ، وراجع البحار : 33 / 133 .
( 6 ) كتاب سليم بن قيس : 2 / 761 .
‹ صفحه 125 ›

أحقية أهل البيت ( عليهم السلام ) ، سواء من شهد الكساء منهم كالإمام الحسن ( 1 ) والإمام الحسين ( 2 ) ( عليهما السلام ) أم لم يشهد كالإمام زين العابدين ( 3 ) ، والإمام الباقر ( 4 ) ، والإمام الرضا ( 5 ) ( عليهم السلام ) .

وكذلك احتج بطهارة أهل البيت ( عليهم السلام ) إحدى أزواج النبي ( صلى الله عليه وآله ) ( 6 ) ، وجمع من صحابته كابن عباس ( 7 ) ، وسعد بن أبي وقاص ( 8 ) ، وواثلة بن الأسقع ( 9 ) في مواقف مختلفة .

----------
( 1 ) راجع : الفصل الثالث ، أهل البيت ومعنى أهل البيت ( عليهم السلام ) : ص 59 ح 59 و 60 و 61 .
( 2 ) راجع : الفصل الثالث ، أهل البيت ومعنى أهل البيت ( عليهم السلام ) : ص 60 ح 63 .
( 3 ) راجع : الفصل الثالث ، أهل البيت ومعنى أهل البيت ( عليهم السلام ) : ص 60 ح 64 و 65 .
( 4 ) راجع : الفصل الثالث ، أهل البيت ومعنى أهل البيت ( عليهم السلام ) : ص 61 ح 66 وص 361 ح 824 .
( 5 ) راجع : الفصل الثالث ، أهل البيت ومعنى أهل البيت ( عليهم السلام ) : ص 63 ح 70 .
( 6 ) راجع : الفصل الأول ، أزواج النبي ومعنى أهل البيت ( عليهم السلام ) : ص 29 ح 7 ، تفسير فرات الكوفي : 335 و 336 .
( 7 ) راجع : الفصل الثاني ، أصحاب النبي ومعنى أهل البيت ( عليهم السلام ) : ص 50 ح 40 .
( 8 ) راجع : الفصل الثاني ، أصحاب النبي ومعنى أهل البيت ( عليهم السلام ) : ص 49 ح 36 .
( 9 ) راجع : الفصل الثاني ، أصحاب النبي ومعنى أهل البيت ( عليهم السلام ) : ص 54 ح 49 .
 ( 1 / 2 )

عدل القرآن

170 - زيد بن أرقم : قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوما فينا خطيبا بماء يدعى " خما " بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ، ثم قال : أما بعد ، ألا أيها الناس ، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين : أو لهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به . فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال : وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ( 1 ) .

171 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ( 2 ) .

172 - زيد بن أرقم : لما رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ( 3 ) فقال : كأني قد دعيت فأجبت ، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله تعالى وعترتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض . ثم قال : إن الله عز وجل مولاي وأنا مولى كل مؤمن . ثم أخذ بيد علي ( عليه السلام ) فقال : من كنت مولاه فهذا وليه ، اللهم وال

----------
(1)صحيح مسلم : 4 / 1873 / 2408 ، سنن الدارمي : 2 / 889 / 3198 نحوه ، مسند ابن حنبل : 7 / 75 / 19285 ، السنن الكبرى : 10 / 194 / 20335 ، تهذيب تاريخ دمشق : 5 / 439 نحوه ، فرائد السمطين : 2 / 234 / 513 .
( 2 ) سنن الترمذي : 5 / 663 / 3788 عن زيد بن أرقم .
( 3 ) في المصدر " فقمن " والصحيح ما أثبتناه كما في خصائص الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) . والدوحة : الشجرة العظيمة المتسعة ( لسان العرب : 2 / 436 ) .
‹ صفحه 127 ›

من والاه وعاد من عاداه ( 1 ) .

173 - جابر بن عبد الله : رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب ، فسمعته يقول : يا أيها الناس ، إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ( 2 ) .

174 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا أيها الناس ، إني فرط لكم ، وأنتم واردون علي الحوض ، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما : الثقل الأكبر كتاب الله ، سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به ، ولا تضلوا ولا تبدلوا ( 3 ) .

175 - حذيفة بن أسيد الغفاري : لما صدر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجة الوداع نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا تحتهن ، ثم بعث إليهن فقم ما تحتهن من الشوك ، وعمد إليهن فصلى تحتهن ،

ثم قام فقال : يا أيها الناس ، إني قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله ، وإني لأظن أني يوشك أن أدعى فأجيب ، وإني مسؤول ، وإنكم مسؤولون ، فماذا أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنك قد بلغت وجهدت ونصحت ، فجزاك الله خيرا ، فقال : أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ؟ وأن جنته

----------
( 1 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 118 / 4576 ، خصائص الإمام أمير المؤمنين للنسائي : 150 / 79 نحوه ، وراجع كمال الدين : 234 / 250 ، الغدير : 1 / 30 و 34 و 302 .
( 2 ) سنن الترمذي : 5 / 662 / 3786 .
( 3 ) تاريخ بغداد : 8 / 442 عن حذيفة بن أسيد . أقول : كذا في تاريخ بغداد من دون ذكر الثقل الأصغر ، وقد رواه كاملا غير واحد من الحفاظ والمؤرخين عن الراوي نفسه ، وراجع مجمع الزوائد : 9 / 259 / 14966 و : 10 / 658 / 18460 ، المعجم الكبير : 3 / 67 / 2683 ، وص 180 / 3052 وغيرها ، وراجع أيضا الغدير : 1 / 25 / 31 حيث ذكر جملة من مصادر أهل السنة .
‹ صفحه 128 ›

حق وناره حق ؟ وأن الموت حق ؟ وأن البعث بعد الموت حق ؟ وأن الساعة آتية لا ريب فيها ؟ وأن الله يبعث من في القبور ؟ قالوا : بلى نشهد بذلك ، قال : اللهم اشهد .

ثم قال : أيها الناس ، إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فهذا مولاه - يعني عليا - اللهم وال من والاه وعاد من عاداه .

 ثم قال : يا أيها الناس ، إني فرطكم ، وإنكم واردون علي الحوض ، حوض أعرض ما بين بصرى وصنعاء ، فيه عدد النجوم قدحان من فضة ، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، الثقل الأكبر كتاب الله عز وجل ، سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا ، وعترتي أهل بيتي ، فإنه نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا علي الحوض ( 1 ) .

176 - معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري : لما رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجة الوداع ونحن معه أقبل حتى انتهى إلى الجحفة ، فأمر أصحابه بالنزول فنزل القوم منازلهم ، ثم نودي بالصلاة فصلى بأصحابه ركعتين ، ثم أقبل بوجهه إليهم فقال لهم : إنه قد نبأني اللطيف الخبير أني ميت وأنكم ميتون ، وكأني قد دعيت فأجبت وأني مسؤول عما أرسلت به إليكم ، وعما خلفت فيكم من كتاب الله وحجته ، وأنكم مسؤولون ، فما أنتم قائلون لربكم ؟ قالوا : نقول : قد بلغت ونصحت وجاهدت ، فجزاك الله عنا أفضل الجزاء . ثم قال لهم : ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله إليكم ، وأن

----------
( 1 ) المعجم الكبير : 3 / 180 / 3052 .
‹ صفحه 129 ›

الجنة حق ، وأن النار حق ، وأن البعث بعد الموت حق ؟ فقالوا : نشهد بذلك ، قال : اللهم اشهد على ما يقولون ، ألا وإني أشهدكم أني أشهد أن الله مولاي ، وأنا مولى كل مسلم ، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فهل تقرون لي بذلك ، وتشهدون لي به ؟ فقالوا : نعم ، نشهد لك بذلك .

فقال : ألا من كنت مولاه فإن عليا مولاه ، وهو هذا . ثم أخذ بيد علي ( عليه السلام ) فرفعها مع يده حتى بدت آباطهما ، ثم قال : اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، ألا وإني فرطكم وأنتم واردون علي الحوض ، حوضي غدا ، وهو حوض عرضه ما بين بصرى وصنعاء ، فيه أقداح من فضة عدد نجوم السماء ، ألا وإني سائلكم غدا ماذا صنعتم فيما أشهدت الله به عليكم في يومكم هذا إذا وردتم علي حوضي ، وماذا صنعتم بالثقلين من بعدي ، فانظروا كيف تكونون خلفتموني فيهما حين تلقوني ؟

قالوا : وما هذان الثقلان يا رسول الله ؟ قال : أما الثقل الأكبر فكتاب الله عز وجل ، سبب ممدود من الله ومني في أيديكم ، طرفه بيد الله ، والطرف الآخر بأيديكم ، فيه علم ما مضى وما بقي إلى أن تقوم الساعة ، وأما الثقل الأصغر فهو حليف القرآن ، وهو علي بن أبي طالب وعترته ( عليهم السلام ) ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .

قال معروف بن خربوذ : فعرضت هذا الكلام على أبي جعفر ( عليه السلام ) فقال : صدق أبو الطفيل ( رحمه الله ) ، هذا الكلام وجدناه في كتاب علي ( عليه السلام ) وعرفناه ( 1 ) .

177 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إني خلفت فيكم اثنين لن تضلوا بعدهما أبدا : كتاب الله ونسبي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ( 2 ) .

----------
( 1 ) الخصال : 65 / 98 .
( 2 ) مجمع الزوائد : 9 / 256 / 14958 عن أبي هريرة ، وراجع كمال الدين : 235 / 47 عن أبي هريرة وفيه " كتاب الله وسنتي " .
‹ صفحه 130 ›

178 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : إني قد تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ( 1 ) .

179 - أبو سعيد الخدري : إن آخر خطبة خطبنا بها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لخطبة خطبنا في مرضه الذي توفي فيه ، خرج متوكئا على علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وميمونة مولاته ، فجلس على المنبر ، ثم قال : يا أيها الناس ، إني تارك فيكم الثقلين ، وسكت ، فقام رجل فقال : يا رسول الله ، ما هذان الثقلان ؟ فغضب حتى احمر وجهه ثم سكن ، وقال : ما ذكرتهما إلا وأنا أريد أن أخبركم بهما ، ولكن ربوت فلم أستطع ، سبب طرفه بيد الله وطرف بأيديكم ، تعملون فيه كذا وكذا ، ألا وهو القرآن ، والثقل الأصغر أهل بيتي .

ثم قال : وأيم الله ، إني لأقول لكم هذا ورجال في أصلاب أهل الشرك أرجى عندي من كثير منكم .

ثم قال : والله ، لا يحبهم عبد إلا أعطاه الله نورا يوم القيامة حتى يرد علي الحوض ، ولا يبغضهم عبد إلا احتجب الله عنه يوم القيامة ( 2 ) .

180 - محمد بن عبد الله الشيباني بإسناده الصحيح عن رجاله ثقة عن ثقة : إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) خرج في مرضه الذي توفي فيه . . . فاستند إلى جذع من أساطين مسجده - وكان الجذع جريد نخل - فاجتمع الناس وخطب ، وقال في كلامه : معاشر الناس ، إنه لم يمت نبي قط إلا خلف تركة ، وقد خلفت فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي ، ألا فمن ضيعهم ضيعه الله ( 3 ) .

181 - زيد بن علي عن آبائه عن علي ( عليه السلام ) : لما ثقل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مرضه ، والبيت غاص بمن فيه قال : ادعوا لي الحسن والحسين ، فدعوتهما ، فجعل يلثمهما حتى

----------
( 1 ) مسند ابن حنبل : 4 / 54 / 1121 عن أبي سعيد الخدري .
( 2 ) أمالي المفيد : 135 / 3 .
( 3 ) الاحتجاج : 1 / 171 / 36 .
أغمي عليه . قال : فجعل علي ( عليه السلام ) يرفعهما عن وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

 قال : ففتح عينيه فقال : دعهما ، يتمتعان مني وأتمتع منهما ، فإنه سيصيبهما بعدي أثرة . ثم قال : يا أيها الناس ، إني خلفت فيكم كتاب الله وسنتي وعترتي أهل بيتي ، فالمضيع لكتاب الله كالمضيع لسنتي ، والمضيع لسنتي كالمضيع لعترتي ، أما إن ذلك لن يفترقا حتى ألقاه على الحوض ( 1 ) .

182 - سعد الإسكاف : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إني تارك فيكم الثقلين فتمسكوا بهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : لا يزال كتاب الله والدليل منا يدل عليه حتى يردا على الحوض ( 2 ) .

183 - الإمام علي ( عليه السلام ) - في وصيته لكميل - : يا كميل ، نحن الثقل الأصغر ، والقرآن الثقل الأكبر ، وقد أسمعهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقد جمعهم فنادى فيهم الصلاة جامعة يوم كذا وكذا ، وأياما سبعة وقت كذا وكذا ، فلم يتخلف أحد ، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : معاشر الناس ، إني مؤد عن ربي عز وجل ولا مخبر عن نفسي ، فمن صدقني فالله صدق ومن صدق الله أثابه الجنان ، ومن كذبني كذب الله عز وجل ، ومن كذب الله أعقبه النيران .

ثم ناداني فصعدت ، فأقامني دونه ورأسي إلى صدره والحسن والحسين عن يمينه وشماله ، ثم قال : معاشر الناس ، أمرني جبرئيل ( عليه السلام ) عن الله تعالى - إنه ربي وربكم - أن أعلمكم أن القرآن الثقل الأكبر ، وأن وصيي هذا وابني ( 3 ) ومن خلفهم من أصلابهم حاملا وصاياهم الثقل الأصغر ، يشهد الثقل الأكبر للثقل الأصغر ، ويشهد الثقل الأصغر للثقل الأكبر ، كل واحد منهما ملازم لصاحبه غير مفارق له حتى يردا إلى الله ، فيحكم بينهما وبين العباد ( 4 ) .

----------
( 1 ) مسند زيد : 404 .
( 2 ) بصائر الدرجات : 414 / 6 .
( 3 ) في المصدر " ابناي " والظاهر أن الصواب ما أثبتناه .
( 4 ) بشارة المصطفى : 29 .
‹ صفحه 132 ›

184 - عمر بن أبي سلمة عن الإمام علي ( عليه السلام ) - في جمع عسكره من المهاجرين والأنصار - : أنشدكم الله ، أتعلمون أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قام خطيبا ولم يخطب بعدها وقال : يا أيها الناس ، إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما : كتاب الله و [ عترتي ] أهل بيتي ، فإنه قد عهد إلي اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فقالوا : اللهم نعم ، قد شهدنا ذلك كله من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 1 ) .

185 - هشام بن حسان : سمعت أبا محمد الحسن بن علي ( عليهما السلام ) يخطب الناس بعد البيعة له بالأمر فقال : نحن حزب الله الغالبون ، وعترة رسوله الأقربون ، وأهل بيته الطيبون الطاهرون ، وأحد الثقلين اللذين خلفهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في أمته ، والثاني كتاب الله فيه تفصيل كل شئ ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، فالمعول علينا في تفسيره ، لا نتظنى تأويله بل نتيقن حقائقه ( 2 ) .

186 - ثوير بن أبي فاختة عن أبي جعفر ( عليه السلام ) : يا ابن ذر ( 3 ) ، ألا تحدثنا ببعض ما سقط إليكم من حديثنا ؟ قال : بلى يا بن رسول الله ، قال : إني تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله وأهل بيتي إن تمسكتم بهما لن تضلوا .

فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : يا بن ذر ، فإذا لقيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : ما خلفتني في الثقلين ، فماذا تقول له ؟ قال : فبكى ابن ذر حتى رأيت دموعه تسيل على لحيته ،

----------
( 1 ) كتاب سليم بن قيس : 2 / 763 .
( 2 ) أمالي الطوسي : 121 / 188 ، وذكره أيضا في : 691 / 1469 ، أمالي المفيد : 349 / 4 ، بشارة المصطفى : 106 ، وذكر أيضا في : 259 نحوه ، ينابيع المودة : 1 / 74 / 10 ، الاحتجاج : 2 / 94 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 67 كلاهما عن موسى بن عقبة عن الإمام الحسين ( عليه السلام ) نحوه .
( 3 ) هو عمرو بن ذر القاص ، نزل مع ابن قيس الماصر والصلت بن بهرام إلى أبي جعفر ( عليه السلام ) حتى يسألوه عن مسائل كثيرة ، فلما دخلوا عليه لم يتكلموا بشئ وطال ذلك ، فلما رأى ذلك أبو جعفر ( عليه السلام ) قال : يا بن ذر . . . إلى آخر الحديث .
‹ صفحه 133 ›

ثم قال : أما الأكبر فمزقناه وأما الأصغر فقتلناه ( 1 ) .

187 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بالكوفة بعد منصرفه من النهروان ، وبلغه أن معاوية يسبه ويلعنه ويقتل أصحابه ، فقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسول الله ، وذكر ما أنعم الله على نبيه وعليه ، ثم قال : لولا آية في كتاب الله ما ذكرت ما أنا ذاكره في مقامي هذا ، يقول الله عز وجل : * ( وأما بنعمة ربك فحدث ) * ( 2 ) اللهم لك الحمد على نعمك التي لا تحصى وفضلك الذي لا ينسى ، يا أيها الناس ، إنه بلغني ما بلغني ، وإني أراني قد اقترب أجلي فكأني بكم وقد جهلتم أمري ، وإني تارك فيكم ما تركه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : كتاب الله وعترتي ، وهي عترة الهادي إلى النجاة ، خاتم الأنبياء وسيد النجباء والنبي المصطفى ( 3 ) .

188 - الإمام علي ( عليه السلام ) : إن الله تبارك وتعالى طهرنا وعصمنا ، وجعلنا شهداء على خلقه ، وحجته في أرضه ، وجعلنا مع القرآن ، وجعل القرآن معنا ، لا نفارقه ولا يفارقنا ( 4 ) .

----------
( 1 ) رجال الكشي : 2 / 484 / 394 .
( 2 ) الضحى : 11 .
( 3 ) معاني الأخبار : 58 / 9 ، بشارة المصطفى : 12 كلاهما عن جابر الجعفي .
( 4 ) الكافي : 1 / 191 / 5 ، كمال الدين : 240 / 63 ، بصائر الدرجات : 83 / 6 كلها عن سليم بن قيس الهلالي .
‹ صفحه 135 ›

تحقيق حول حديث الثقلين

أ - سند حديث الثقلين :

إن حديث الثقلين ( 1 ) - الذي طرح فيه الرسول ( صلى الله عليه وآله ) أهل بيته كعدل للقرآن ، وأكد للأمة وجوب التمسك بهم - هو من الأحاديث المتواترة ، وموضع اتفاق جميع الرواة والمحدثين . وقد رواه - تحقيقا - عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) 33 صحابيا ( 2 ) ، وهم على الترتيب :

أبو أيوب الأنصاري ، أبو ذر الغفاري ، أبو رافع مولى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أبو سعيد الخدري ، أبو شريح الخزاعي ، أبو قدامة الأنصاري ، أبو ليلى الأنصاري ، أبو الهيثم بن التيهان ، أبو هريرة ، أم سلمة ، أم هاني ، أنس بن مالك ، البراء بن عازب ، جابر بن عبد الله الأنصاري ، جبير بن مطعم ، حذيفة بن أسيد الغفاري ،

----------
 ( 1 ) سماهما ثقلين لأن الأخذ والعمل بهما ثقيل . ويقال لكل خطير : ثقل ، فسماهما ثقلين إعظاما لقدرهما وتفخيما لشأنهما . ( النهاية : 1 / 216 ) .
( 2 ) نقل صاحب العبقات عن السخاوي في " استجلاب ارتقاء الغرف " ، والسهروردي في " جواهر العقدين " أنه قد روى هذا الحديث أكثر من 20 صحابيا ، وذكر هو أسماء 34 صحابيا ، روت عنهم المصادر السنية هذا الحديث . ( راجع نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار : 2 / 87 / 236 ) .
حذيفة بن اليمان ، خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ، زيد بن أرقم ، زيد بن ثابت ، سعد بن أبي وقاص ، سلمان الفارسي ، سهل بن سعد ، ضمرة الأسلمي ، طلحة ابن عبيد الله التميمي ، عامر بن ليلى ، عبد الرحمن بن عوف ، عبد الله بن حنطب ، عبد الله بن عباس ، عدي بن حاتم ، عقبة بن عامر ، عمر بن الخطاب ، عمرو بن العاص ( 1 ) .

 هذا علاوة على الأحاديث التي نقلها الإمام علي ( 2 ) وسائر أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ( 3 ) - على مر العصور - عن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) .

----------
( 1 ) راجع صحيح مسلم : 4 / 1874 / 36 و 37 ، سنن الترمذي : 5 / 662 / 2786 و 2788 ، سنن الدارمي : 2 / 889 / 3198 ، مسند ابن حنبل : 4 / 30 / 11104 و 36 / 11131 و 54 / 11211 و : 7 / 84 / 19332 و : 8 / 138 / 21634 و 154 / 21711 و 118 / 11561 ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 118 / 4577 ، خصائص الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للنسائي : 150 / 79 ، تاريخ بغداد : 8 / 442 ، الطبقات الكبرى : 2 / 196 ، المعجم الصغير : 1 / 131 ، المعجم الكبير : 3 / 65 - 67 / 2678 - 2681 و 2683 ، الدر المنثور : 2 / 60 ، كنز العمال : 1 / 172 باب الاعتصام بالكتاب والسنة ، ينابيع المودة : 1 / 95 / 126 ، مجمع الزوائد : 9 / 257 ، أسد الغابة : 3 / 136 / 2739 و 219 / 2907 ، الصواعق المحرقة : 226 ، البداية والنهاية : 7 / 349 ، جامع الأصول : 9 / 158 ، إحقاق الحق : 9 / 309 - 375 ، نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار : 2 / 88 و 227 ، الخصال : 65 / 97 و : 459 / 2 ، أمالي الطوسي : 1 / 255 و : 2 / 490 ، كمال الدين : 234 - 241 ، معاني الأخبار : 90 / 3 ، أمالي المفيد : 46 / 6 ، أمالي الصدوق : 338 / 15 الإرشاد : 1 / 233 ، كفاية الأثر : 92 و 128 و 137 .
( 2 ) راجع كنز العمال : 1650 و 36441 ، مجمع الزوائد : 9 / 275 ، الكافي : 2 / 415 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 57 / 25 ، نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار : 2 / 227 .
( 3 ) روي الحديث عن الزهراء ( عليهما السلام ) في : ينابيع المودة : 1 / 123 ، نفحات الأزهار : 2 / 236 . وروي عن الإمام الحسن بن علي ( عليهما السلام ) في : ينابيع المودة : 1 / 74 ، كفاية الأثر : 162 ، نفحات الأزهار : 2 / 227 . وروي عن الإمام الحسين بن علي ( عليهما السلام ) في : كمال الدين : 240 / 64 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 67 . وروي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) في الكافي : 3 / 432 / 6 ، أمالي الطوسي : 163 ، روضة الواعظين : 300 . وروي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) في : الكافي : 1 / 294 / 3 ، كمال الدين : 1 / 244 ، تفسير العياشي : 1 / 5 / 9 . وروي عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) في : عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 58 ، البحار : 10 / 369 / 18 . وروي عن الإمام علي الهادي ( عليه السلام ) في : تحف العقول : 458 ، الاحتجاج : 2 / 488 .