‹ صفحه 98 ›
119 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : من دان
بديني وسلك منهاجي واتبع سنتي ، فليدن بتفضيل الأئمة من أهل بيتي على جميع أمتي ،
فإن مثلهم في هذه الأمة مثل باب حطة في بني إسرائيل ( 1 ) .
120 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : الأئمة بعدي
اثنا عشر ، تسعة من صلب الحسين ( عليه السلام ) ، تاسعهم قائمهم ، ألا إن مثلهم
فيكم مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك ، ومثل باب حطة في بني
إسرائيل ( 2 ) .
121 - عباد بن عبد الله الأسدي : بينا أنا عند
علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في الرحبة إذ أتاه رجل فسأله عن هذه الآية : * (
أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ) * ( 3 ) فقال : ما من رجل من قريش جرت
عليه المواسي إلا قد نزلت فيه طائفة من القرآن ، والله والله لأن يكونوا يعلموا ما
سبق لنا أهل البيت على لسان النبي الأمي ( صلى الله عليه وآله ) أحب إلي من أن
يكون لي مل ء هذه الرحبة ذهبا وفضة ، والله إن مثلنا في هذه الأمة كمثل سفينة نوح
في قوم نوح ، وإن مثلنا في هذه الأمة كمثل باب حطة في بني إسرائيل ( 4 ) .
122 - أبو سعيد الخدري : صلى بنا رسول الله (
صلى الله عليه وآله ) الصلاة الأولى ، ثم أقبل بوجهه الكريم علينا فقال : معاشر
أصحابي ، إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح وباب حطة في بني إسرائيل ، فتمسكوا
بأهل بيتي بعدي والأئمة الراشدين من ذريتي ، فإنكم لن تضلوا أبدا .
----------
( 1 ) أمالي الصدوق : 69 / 6 ، تنبيه الخواطر : 2 /
156 كلاهما عن ابن عباس .
( 2 ) المناقب لابن شهرآشوب : 1 / 295 ، كفاية الأثر
: 38 كلاهما عن أبي ذر .
( 3 ) هود : 17 .
( 4 ) كنز العمال : 2 / 434 / 4429 عن أبي سهل
القطان في أماليه وابن مردويه ، أمالي المفيد : 145 / 5 ، شرح الأخبار : 2 / 480 /
843 ، تفسير فرات الكوفي : 190 / 243 .
‹ صفحه 99 ›
فقيل : يا رسول الله ، كم الأئمة بعدك ؟ فقال :
اثنا عشر من أهل بيتي - أو قال : من عترتي - ( 1 ) .
123 - الإمام علي ( عليه السلام ) : نحن باب حطة
وهو باب السلام ، من دخله نجا ، ومن تخلف عنه هوى ( 2 ) .
124 - عنه ( عليه السلام ) : ألا إن العلم الذي
هبط به آدم وجميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين ،
فأين يتاه بكم وأين تذهبون ؟ يا معشر من فسخ من أصحاب السفينة ، فهذا مثل ما فيكم
، وإنهم ما فيكم ، فكما نجا في هاتيك منهم من نجا وكذلك ينحو في هذه منكم من نجا ،
ورهن ذمتي ، وويل لمن تخلف عنهم ، إنهم فيكم كأصحاب الكهف ، ومثلهم باب حطة ، وهم
باب السلم ، في قوله تعالى : * ( يا أيها الذين آمنوا أدخلوا في السلم كافة ولا
تتبعوا خطوات الشيطان ) * ( 3 ) .
125 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : نحن باب
حطتكم ( 4 ) .
( 2 / 3 )
مثلهم مثل بيت الله
126 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - لعلي
بن أبي طالب ( عليه السلام ) - : مثلكم يا علي مثل بيت الله الحرام ، من دخله كان
آمنا ، فمن أحبكم ووالاكم كان آمنا من عذاب النار ، ومن أبغضكم القي في النار . يا
علي * ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) * ( 5 ) ومن
----------
( 1 ) كفاية الأثر : 33 .
( 2 ) الخصال : 626 / 10 عن أبي بصير ومحمد بن مسلم
عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، تفسير فرات الكوفي : 367 / 499 ،
غرر الحكم : 10002 وفيه " من دخله سلم ونجا ، ومن تخلف عنه هلك " .
( 3 ) ينابيع المودة : 1 / 332 / 4 ، وراجع تفسير
العياشي : 1 / 102 / 300 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم
السلام ) ، وراجع الغيبة للنعماني : 44 ، المسترشد : 406 .
( 4 ) تفسير العياشي : 1 / 45 / 47 عن سليمان
الجعفري عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، مجمع البيان : 1 / 247 .
( 5 ) آل عمران : 97 .
‹ صفحه 100 ›
كان له عذر فله عذره ، ومن كان فقيرا فله عذره ،
ومن كان مريضا فله عذره ، وإن الله لا يعذر غنيا ولا فقيرا ، ولا مريضا ولا صحيحا
، ولا أعمى ولا بصيرا في تفريطه في موالاتكم ومحبتكم ( 1 ) .
( 2 / 4 )
مثلهم مثل النجوم
127 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف ، فإذا
خالفتها قبيلة من العرب ، اختلفوا فصاروا حزب إبليس ( 2 ) .
128 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي ، .
. . مثلك ومثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها
غرق ، ومثلكم مثل النجوم ، كلما غاب نجم طلع نجم ، إلى يوم القيامة ( 3 ) .
129 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : مثلهم (
أهل بيتي ) في أمتي كمثل نجوم السماء ، كلما غاب نجم طلع نجم ، إنهم أئمة هداة
مهديون ، لا يضرهم كيد من كادهم ، ولا خذلان من خذلهم ، بل يضر الله بذلك من كادهم
وخذلهم ، هم حجج الله في أرضه ، وشهداؤه على خلقه ، من أطاعهم أطاع الله ، ومن
عصاهم عصى الله . هم مع القرآن والقرآن معهم ، لا يفارقهم ولا يفارقونه حتى يردوا
علي حوضي . وأول الأئمة أخي علي خيرهم ، ثم ابني حسن ، ثم ابني حسين ، ثم تسعة من
ولد الحسين ( 4 ) .
----------
( 1 ) خصائص الأئمة ( عليهم السلام ) : 77 عن عيسى
بن المنصور عن الإمام العسكري عن آبائه ( عليهم السلام ) .
( 2 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 162 / 4715 عن
ابن عباس .
( 3 ) أمالي الصدوق : 222 / 18 ، كمال الدين : 241 /
65 ، بشارة المصطفى : 32 ، جامع الأخبار : 52 / 59 ، مائة منقبة : 65 ، فرائد
السمطين : 2 / 243 / 517 كلها عن ابن عباس .
( 4 ) الغيبة للنعماني : 84 / 12 عن سليم بن قيس عن
الإمام علي ( عليه السلام ) ، كتاب سليم بن قيس : 2 / 686 / 14 عن الإمام علي (
عليه السلام ) ، الفضائل لشاذان بن جبرئيل : 114 عن سليم بن قيس عن أبي ذر
والمقداد وسلمان عن الإمام علي ( عليه السلام ) ، مشارق أنوار اليقين : 192 عن
سليم بن قيس .
‹ صفحه 101 ›
130 - الإمام علي ( عليه السلام ) : ألا إن آل
محمد ( صلى الله عليه وآله ) كمثل نجوم السماء ، إذا خوى نجم طلع نجم ( 1 ) .
131 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ليس من
عالم يموت ويترك خلفا إلا نحن ، كلما ذهب منا عالم طلع مكانه عالم ، نحن النجوم في
السماء ( 2 ) .
( 2 / 5 )
مثلهم مثل العينين
132 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
اجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد ومكان العينين من الرأس ، فإن الجسد لا
يهتد إلا بالرأس ولا يهتدي الرأس إلا بالعينين ( 3 ) .
----------
( 1 ) نهج البلاغة : الخطبة 100 .
( 2 ) جامع الأحاديث للقمي : 249 عن حصين بن مخارق .
( 3 ) أمالي الطوسي : 482 / 1053 ، كشف الغمة : 2 /
35 كلاهما عن أبي ذر ، وراجع شرح الأخبار : 2 / 269 / 574 ، كفاية الأثر : 111 عن
واثلة بن الأسقع .
‹ صفحه 103 ›
الفصل الثالث التحذير من عدم معرفتهم
133 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من
مات بغير إمام مات ميتة جاهلية ( 1 ) .
134 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : من مات وليس
عليه إمام مات ميتة جاهلية ( 2 ) .
135 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : من مات لا
يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ( 3 ) .
136 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : من مات وليس
في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ( 4 ) .
----------
( 1 ) مسند ابن حنبل : 6 / 22 / 16876 ، المعجم الكبير
: 19 / 388 / 910 ، الملاحم والفتن : 153 كلها عن معاوية ، مسند أبي داود الطيالسي
: 259 عن ابن عمر ، تفسير العياشي : 2 / 303 / 119 عن عمار الساباطي عن الإمام
الصادق ( عليه السلام ) ، الاختصاص : 268 عن عمر بن يزيد عن الإمام الكاظم ( عليه
السلام ) .
( 2 ) الكافي : 1 / 397 / 1 عن سالم بن أبي حفصة عن
الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، وأيضا : 8 / 146 / 123 عن بشير الكناسي عن الإمام
الصادق ( عليه السلام ) ، المعجم الأوسط : 6 / 70 / 5820 ، مسند أبي يعلى : 13 /
366 / 7375 كلاهما عن معاوية ، المعجم الكبير : 10 / 289 / 1687 عن ابن عباس .
( 3 ) الكافي : 2 / 20 / 6 ، ثواب الأعمال : 244 / 1
، المحاسن : 1 / 252 / 475 كلها عن عيسى بن السري عن الإمام الصادق ( عليه السلام
) .
( 4 ) صحيح مسلم : 3 / 1478 / 1851 ، السنن الكبرى :
8 / 270 / 16612 كلاهما عن عبد الله بن عمر ، المعجم الكبير : 19 / 334 / 769 عن
معاوية .
‹ صفحه 104 ›
137 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : من مات وليس
له إمام من ولدي مات ميتة جاهلية ، ويؤخذ بما عمل في الجاهلية والإسلام ( 1 ) .
138 - أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي
أنه سمع من سلمان ومن أبي ذر ومن المقداد حديثا عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله
) ، أنه قال : من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية . ثم عرضه على جابر وابن عباس
فقالا : صدقوا وبروا ، وقد شهدنا ذلك وسمعناه من رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
، وإن سلمان قال : يا رسول الله ، إنك قلت : من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية
، من هذا الإمام ؟ قال : من أوصيائي يا سلمان ، فمن مات من أمتي وليس له إمام منهم
يعرفه فهي ميتة جاهلية ، فإن جهله وعاداه فهو مشرك ، وإن جهله ولم يعاده ولم يوال
له عدوا فهو جاهل وليس بمشرك ( 2 ) .
139 - عيسى بن السري : قلت لأبي عبد الله ( عليه
السلام ) : حدثني عما بنيت عليه دعائم الاسلام ، إذا أنا أخذت بها زكا عملي ، ولم
يضرني جهل ما جهلت بعده ، فقال : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله
( صلى الله عليه وآله ) ، والإقرار بما جاء به من عند الله ، وحق في الأموال من الزكاة
، والولاية التي أمر الله عز وجل بها ولاية آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، فإن
رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : من مات ولا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ،
قال الله عز وجل : * ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) * ( 3 )
فكان علي ( عليه السلام ) ، ثم صار من بعده حسن ، ثم من بعده حسين ، ثم من بعده
علي بن الحسين ، ثم من بعده محمد بن علي ، ثم هكذا يكون الأمر . إن الأرض لا تصلح
----------
( 1 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 58 /
214 عن أبي محمد الحسن بن عبد الله الرازي التميمي عن الإمام الرضا ( عليه السلام
) عن آبائه ( عليهم السلام ) ، كنز الفوائد : 1 / 327 .
( 2 ) كمال الدين : 413 / 15 .
( 3 ) النساء : 59 .
‹ صفحه 105 ›
إلا بإمام ، ومن مات لا يعرف إمامه مات ميتة
جاهلية ( 1 ) .
140 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : من أصبح
من هذه الأمة لا إمام له من الله جل وعز ظاهرا عادلا أصبح ضالا تائها ، وإن مات
على هذه الحال مات ميتة كفر ونفاق ( 2 ) .
141 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : قال رسول
الله ( صلى الله عليه وآله ) : من مات وهو لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ، فعليكم
بالطاعة ، قد رأيتم أصحاب علي ، وأنتم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته ، لنا
كرائم القرآن ، ونحن أقوام افترض الله طاعتنا ولنا الأنفال ، ولنا صفو المال ( 3 )
.
142 - عنه ( عليه السلام ) : من مات وليس في
رقبته بيعة لإمام مات ميتة جاهلية ( 4 ) .
143 - الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : من مات
لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ، وحوسب بما عمل في الاسلام ( 5 ) .
144 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) : من مات
ولم يعرفهم - أي الأئمة من أهل البيت ( عليهم السلام ) - مات ميتة جاهلية ( 6 ) .
----------
( 1 ) الكافي : 2 / 21 / 9 ، وراجع تفسير العياشي :
1 / 252 / 175 عن يحيى بن السري .
( 2 ) الكافي : 1 / 375 / 2 عن محمد بن مسلم .
( 3 ) المحاسن : 1 / 251 / 474 عن بشير الدهان .
( 4 ) أعلام الدين : 459 عن أبي بصير .
( 5 ) المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 295 عن أبي خالد .
( 6 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 122 /
1 عن شاذان بن جبرئيل ، وراجع الكافي : 1 / 376 باب من مات وليس له إمام من أئمة
الهدى و 371 / 5 و 378 / 2 و 397 / 1 ، و : 8 / 146 / 123 ، المحاسن : 1 / 251 باب
22 من لا يعرف إمامه ، البحار : 23 / 76 باب 4 وجوب معرفة الإمام ، وراجع القسم
الخامس / مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) / الفصل الأول ص 242 / 535 .
تحقيق حول أحاديث التحذير
يتفق المسلمون قاطبة على صحة الأحاديث التي تبين
أن الموت بدون إمام ميتة جاهلية ، وليس بوسع أحد منهم التشكيك بصدور هذا المضمون
عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وإن اختلفوا في المقصود منه ، وقد بلغت هذه
الأحاديث حدا من الشهرة والاعتبار ، أضحى من المتعذر معه - حتى على أئمة الجور -
إنكارها وجحودها ، ولذا لجأوا إلى استغلالها عن طريق تحريفها وتزييفها .
ويقول العلامة الأميني ( قدس سره ) بعد نقل هذه
الأحاديث عن صحاح أهل السنة ومسانيدهم : " هذه حقيقة راهنة أثبتتها الصحاح
والمسانيد ، فلا ندحة عن البخوع لمفادها ، ولا يتم إسلام مسلم إلا بالنزول لمؤداها
، ولم يختلف في ذلك اثنان ، ولا أن أحدا خالجه في ذلك شك ، وهذا التعبير ينم عن
سوء عاقبة من يموت بلا إمام وأنه في منتأى عن أي نجاح وفلاح ، فإن ميتة الجاهلية
إنما هي شر ميتة ، ميتة كفر وإلحاد " ( 1 ) .
----------
( 1 ) الغدير : 10 / 360 .
‹ صفحه 108 ›
ولتفسير هذا الحديث الشريف لا بد من بيان
المقصود من عصر الجاهلية : فقد طرح القرآن الكريم وكذلك الأحاديث الإسلامية عصر
رسالة النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) على أنه عصر علم وهداية ، وما سبق عهد
البعثة على أنه عصر جهل وضلالة . ذلك أن الناس - وبحكم ما طرأ على الأديان
السماوية من تحريف وتزوير - لم يكونوا ليستهدوا سبل الهداية والرشاد .
وأن ما هيمن على المجتمعات البشرية آنذاك باسم
الدين لم يكن سوى ركام من الأوهام والخرافات . ولطالما كانت الأديان المحرفة
والعقائد الواهية أداة بيد حكومات الجور والترف ، تتحكم من خلالها بمصير الانسان ،
وهذا ما يؤكده تاريخ ما قبل الاسلام . عند ذلك بزغت شمس عصر العلم بالبعثة
المباركة لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
حيث كان من أهم مسؤولياته ( صلى الله عليه وآله
) محاربة الخرافات والأباطيل واستجلاء الحقائق للناس ، فكان يرى من شخصه الكريم
أبا لهذه الأمة يزكيها ويعلمها ، وهو يقول : إنما أنا لكم مثل الوالد ، أعلمكم ( 1
) .
وقد كان ( صلى الله عليه وآله ) يرى نبوته
موائمة لموازين العقل والعلم ، وسيتسنى للعلماء - إن هم تحروا دراستها - الوقوف
بكل بساطة على صدق مدعاه في ارتباطه بعالم الغيب : * ( ويرى الذين أوتوا العلم
الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ) * ( 2 ) . وقد كان ( صلى الله عليه وآله ) يحذر
الناس وينذرهم من اتباع ما يرفضه العلم وتأباه المعرفة ، وهو يتلو عليهم كلام الله
: * ( ولا تقف ما ليس لك به علم ) * ( 3 ) .
----------
( 1 ) مسند ابن حنبل : 3 / 53 / 7413 ، سنن النسائي
: 1 / 38 ، سنن ابن ماجة : 1 / 114 / 313 ، الجامع الصغير : 1 / 394 / 2580 .
( 2 ) سبأ : 6 .
( 3 ) الإسراء : 36 .
‹ صفحه 109 ›
بعد بيان هذه المقدمة يتضح لنا أن المقصود من
ضرورة معرفة إمام كل عصر ليس هو قضية شخصية فحسب ، وأن الفرد المسلم إن مات وهو لا
يعرف إمامه وقائده فهو ليس بمسلم حقيقي ، ومن ثم فإن إسلامه وكفره سيان ، بل إن
القضية الأكثر أهمية التي تشير إليها هذه الأحاديث هي أن عصر العلم الذي بزغت شمسه
ببعثة النبي ( صلى الله عليه وآله ) لا يمكنه الاستمرار إلا بمعرفة المسلمين - في
أي عصر كانوا - لإمامهم واقتدائهم به . وبعبارة أخرى : إن الإمامة هي الضامن
والكفيل لاستمرار عصر العلم أو عصر الاسلام الأصيل . ومع فقدان هذا الضمان فإن
المجتمع الإسلامي سيؤوب إلى ما كان عليه من جاهلية قبل الاسلام .
وفي الحقيقة إن هذا الحديث هو إلهام للنظرة
الثاقبة لهذه الآية : * ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل
انقلبتم على أعقابكم ) * ( 1 ) .
ويبين النبي ( صلى الله عليه وآله ) في حديث له
يؤكد فيه على ضرورة معرفة الإمام : كيف يمكن أن تقهقر الأمة الإسلامية لتسقط في أوحال
الجاهلية السابقة للإسلام ؟ ويبين إمكان وقوع هذه الظاهرة الخطيرة بالتخلي عن
الإمامة والقيادة .
معرفة أي إمام ؟ ولربما أغنانا قليل من التأمل
في مضمون الحديث - خصوصا مع ما مر من الشرح السابق - عن الإجابة عن هذا السؤال ،
وأن إمامة أي إمام تضمن استمرار الاسلام الأصيل ، وأن فقدان المجتمع الإسلامي لأية
إمامة هو تراجع إلى زمان الجاهلية . فهل يمكننا أن نظن بأن مقصود النبي ( صلى الله
عليه وآله ) هو وجوب معرفة واتباع أي شخص أخذ بزمام الأمور في المجتمع الإسلامي ؟
! وأن من لم يعرف إماما كهذا
----------
( 1 ) آل عمران : 144 .
‹ صفحه 110 ›
ابتلي بالميتة الجاهلية ، دونما توجه إلى إمكان
اتصاف هذا " الإمام " بالظلم ، فيغدو من أئمة النار حسب التعبير القرآني
؟ ! وبطبيعة الحال فقد حاول أئمة الجور ، في طول التاريخ الإسلامي ، أن يستندوا
إلى هذا الحديث لتثبيت أركان حكومتهم وتبرير وجوب إطاعة الناس لهم . ولذا فإننا
نرى أن معاوية بن أبي سفيان هو نفسه ممن روى هذا الحديث ( 1 ) .
ومن الطبيعي كذلك أن يعمد وعاظ السلاطين - بنفس
تلك الدواعي - إلى تفسير كلام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لينطبق على إمامة
أئمة الجور . غير أن من الواضح أن ذلك تلاعب بالألفاظ ، لا سوء استنباط من الحديث
أو نقص دراية .
إنه لا يمكن أبدا أن نتصور أن عبد الله بن عمر
- كما جاء في شرح ابن أبي الحديد لنهج البلاغة - يحجم عن مبايعة الإمام علي ( عليه
السلام ) لضعف بصيرته وسطحية تفكيره ، ثم يهرع ليلا - وتمسكا بحديث " من مات
بغير إمام " الذي يعد هو من رواته - إلى الحجاج بن يوسف لمبايعة خليفة زمانه
عبد الملك بن مروان ، لأنه يخشى أن يبيت ليلة بدون إمام ! يقول ابن أبي الحديد :
إن عبد الله بن عمر امتنع من بيعة علي ( عليه السلام ) ، وطرق على الحجاج بابه
ليلا ليبايع لعبد الملك كي لا يبيت تلك الليلة بلا إمام .
زعم لأنه روى عن النبي ( صلى الله عليه وآله )
أنه قال : من مات ولا إمام له مات ميتة جاهلية ، وحتى بلغ من احتقار الحجاج له
واسترذاله حاله أن أخرج رجله من الفراش ، فقال : أصفق بيدك عليها ( 2 ) ! أجل ، إن
من لا يبايع أمير المؤمنين عليا ( عليه السلام ) - لأنه لا يعده إماما - لا بد أن
----------
( 1 ) راجع : ص 103 / 133 و 134 من كتابنا هذا .
( 2 ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 13 / 242
.
يرى عبد الملك بن مروان إماما ، يوجب ترك بيعته
الكفر والعودة إلى الجاهلية . ولا بد كذلك أن يصفق تحت جنح الظلام - خفة وصغارا -
على رجل عامله السفاح الحجاج بن يوسف الثقفي ! هذا وقد آل الأمر بعبد الله بن عمر
إلى أن يرى يزيد بن معاوية - مع كل ما جنت يداه بحق الاسلام وعترة الرسول ( صلى
الله عليه وآله ) - مصداقا للإمام في حديث " من مات بغير إمام " توجب
مناوأته الكفر والارتداد .
روي أن أهل المدينة في سنة 63 ه ثاروا على
يزيد بن معاوية ، بعد فاجعة كربلاء في سنة 61 ه ، وأدت ثورتهم هذه إلى نشوب واقعة
الحرة ، فذهب عبد الله بن عمر إلى عبد الله بن مطيع قائد قريش في هذه الثورة ،
فأمر ابن مطيع بوسادة ودعا ابن عمر إلى الجلوس ، فقال له ابن عمر : لم آت لأجلس ،
بل أتيت لأروي لك حديثا سمعته عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، سمعت رسول الله (
صلى الله عليه وآله ) يقول : من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ،
ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ( 1 ) .
فانظر أيها القارئ الكريم كيف يحرف كلام رسول
الله ( صلى الله عليه وآله ) بدهاء إلى الجهة المعاكسة للمقصود منه ! وذلك هو
الداء الخبيث الذي حذر منه ( صلى الله عليه وآله ) في هذا الحديث وعشرات الأحاديث
الأخرى ، ودعا الناس إلى إطاعة أئمة الحق والهدى .
وهكذا يحور إنذار النبي ( صلى الله عليه وآله )
على يد أرباب الزيف والدجل وأذنابهم ، ليستفاد من الحديث في الجهة المقابلة له ،
وتستخدم نصوص الاسلام لهدم الاسلام .
وهكذا ينقضي عصر العلم والإسلام في الأمة
الإسلامية ، بتنكرها لمكانة أئمة الهدى وتناسيها لوصايا رسولها الكريم ( صلى الله
عليه وآله ) ، لتؤوب إلى الكفر والجاهلية المقيتة .
----------
( 1 ) صحيح مسلم : 3 / 1478 / 1851 وراجع : 103 /
136 من كتابنا هذا .
‹ صفحه 112 ›
وعلى هذا سيكون المقصود - بلا ريب - من الروايات
التي تؤكد أن الموت بلا إمام ميتة جاهلية هو الإنذار من ترك التمسك بولاية أهل
البيت ، التي جاءت بها أحاديث الثقلين والغدير ومئات الروايات الأخرى .
‹ صفحه 113 ›
الفصل الرابع مكانتهم يوم القيامة
145 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أول
من يرد علي الحوض أهل بيتي ومن أحبني من أمتي ( 1 ) .
146 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : أولكم واردا
على الحوض ، أولكم إسلاما : علي بن أبي طالب ( 2 ) .
147 - الإمام علي ( عليه السلام ) : دخل علي
رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأنا نائم على المنامة ، فاستسقى الحسن - أو
الحسين - فقام النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى شاة لنا بكيء ( 3 ) فحلبها فدرت ،
فجاءه الحسن فنحاه النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقالت فاطمة : يا رسول الله ،
كأنه أحبهما إليك ؟ قال : لا ، ولكنه استسقى قبله ، ثم قال : إني وإياك وهذين وهذا
الراقد في مكان واحد يوم القيامة ( 4 ) .
----------
( 1 ) السنة لابن أبي عاصم : 334 / 748 عن سفيان بن
الليل عن الحسن عن الإمام علي ( عليه السلام ) ، كنز العمال : 12 / 100 / 34178
أخرجه الديلمي عن الإمام علي ( عليه السلام ) .
( 2 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 147 / 4662 ،
تاريخ بغداد : 2 / 81 ، المناقب لابن المغازلي : 16 / 22 ، المناقب للخوارزمي : 52
/ 15 كلها عن سلمان .
( 3 ) بكأت الناقة والشاة تبكأ بكأ . . . وهي بكي
وبكيئة : قل لبنها ، وقيل : انقطع . ( لسان العرب : 1 / 34 ) .
( 4 ) مسند ابن حنبل : 1 / 217 / 792 ، أسد الغابة :
7 / 220 كلاهما عن عبد الرحمن الأزرق ، المعجم الكبير : 3 / 41 / 2622 ، مسند أبي
داود الطيالسي : 26 / 190 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسن ( عليه السلام )
" : 110 / 182 وص 118 / 191 كلها عن أبي فاختة ، وراجع السنة لابن أبي عاصم :
584 / 1322 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسن ( عليه السلام ) " : 118
/ 192 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " : 111 -
115 ، كتاب سليم بن قيس : 2 / 732 / 21 .
‹ صفحه 114 ›
148 - عنه ( عليه السلام ) : أخبرني رسول الله (
صلى الله عليه وآله ) : أن أول من يدخل الجنة أنا وفاطمة والحسن والحسين قلت : يا
رسول الله ، فمحبونا ؟ قال : من ورائكم ( 1 ) .
149 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أنا
وعلي وفاطمة والحسن والحسين يوم القيامة في قبة تحت العرش ( 2 ) .
150 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : الوسيلة
درجة عند الله ليس فوقها درجة ، فسلوا الله أن يؤتيني الوسيلة ( 3 ) .
151 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : في الجنة
درجة تدعى " الوسيلة " فإذا سألتم الله فسلوا لي الوسيلة ، قالوا : يا
رسول الله ، من يسكن معك فيها ؟ قال : علي وفاطمة والحسن والحسين ( 4 ) .
----------
( 1 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 164 / 4723 ،
بشارة المصطفى : 46 كلاهما عن عاصم بن ضمرة ، ذخائر العقبى : 123 .
( 2 ) كنز العمال : 12 / 100 / 34177 نقلا عن
الطبراني في معجمه ، مجمع الزوائد : 9 / 276 / 15022 ، شرح الأخبار : 3 / 4 / 914
كلها عن أبي موسى الأشعري ، وراجع المناقب للخوارزمي : 303 / 298 ، بشارة المصطفى
: 48 ، كنز العمال : 12 / 98 / 34167 .
( 3 ) مسند ابن حنبل : 4 / 165 / 11783 عن أبي سعيد
الخدري ، و ج 3 / 86 / 7601 ، وص 292 / 8778 كلاهما عن أبي هريرة نحوه ، و ج 2 /
571 / 6579 عن عبد الله بن عمرو بن العاصي نحوه ، وراجع صحيح البخاري : 1 / 222 /
589 ، صحيح مسلم : 1 / 289 / 384 ، سنن أبي داود : 1 / 144 / 523 وص 146 / 529 ،
سنن الترمذي : 5 / 586 / 3612 و ح 3614 ، سنن النسائي : 2 / 25 / 671 وص 27 / 673
، سنن ابن ماجة : 1 / 239 / 722 .
( 4 ) كنز العمال : 12 / 103 / 34195 و ج 13 / 639 /
37616 كلاهما عن ابن مردويه عن الإمام علي ( عليه السلام ) ، تفسير ابن كثير : 2 /
68 ، بشارة المصطفى : 270 نحوه كلاهما عن الحارث عن الإمام علي ( عليه السلام ) ،
وراجع معاني الأخبار : 116 / 1 ، تفسير القمي : 2 / 324 ، علل الشرايع : 164 / 6 ،
بصائر الدرجات : 416 / 11 ، روضة الواعظين : 127 .
‹ صفحه 115 ›
152 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : وسط الجنة
لي ولأهل بيتي ( 1 ) .
153 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : أنا الشجرة
، وفاطمة فرعها ، وعلي لقاحها ، والحسن والحسين ثمرتها ، وشيعتنا ورقها ، وأصل
الشجرة في جنة عدن ، وسائر ذلك في سائر الجنة ( 2 ) .
154 - حذيفة : سألتني أمي : منذ متى عهدك بالنبي
( صلى الله عليه وآله ) ؟ فقلت لها : منذ كذا وكذا ، فنالت مني وسبتني ، فقلت لها
: دعيني ، فإني آتي النبي ( صلى الله عليه وآله ) فأصلي معه المغرب ، ثم لا أدعه
حتى يستغفر لي ولك ، قال : فأتيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) فصليت معه المغرب ،
فصلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) العشاء ، ثم انفتل فتبعته فعرض له عارض فناجاه
، ثم ذهب ، فأتبعته فسمع صوتي ، فقال : " من هذا " ؟ فقلت : حذيفة ، قال
: " ما لك " فحدثته بالأمر ، فقال : " غفر الله لك ولأمك " ثم
قال : " أما رأيت العارض الذي عرض لي قبيل ؟ " قلت : بلى ، قال : "
فهو ملك من الملائكة لم يهبط الأرض قبل هذه الليلة فاستأذن ربه أن يسلم علي
ويبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة
رضي الله عنهم " ( 3 ) .
----------
( 1 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 68 /
314 عن الحسن بن عبد الله التميمي عن أبيه عن الإمام الرضا عن آبائه عن الإمام علي
( عليهم السلام ) .
( 2 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 174 / 4755 عن
عبد الرحمن بن عوف .
( 3 ) مسند ابن حنبل : 9 / 91 / 23389 ، سنن الترمذي
: 5 / 326 / 3870 ، وراجع خصائص النسائي : 239 / 130 ، مجمع الزوائد : 9 / 324 /
15192 ، حلية الأولياء : 4 / 190 ، أسد الغابة : 7 / 304 / 7410 ، المصنف لابن أبي
شيبة : 7 / 164 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 51
/ 72 و 73 ، ذخائر العقبى : 121 ، أمالي المفيد : 23 / 4 ، بشارة المصطفى : 277 ،
كمال الدين : 263 / 10 ، شرح الأخبار : 3 / 65 / 990 وص 75 / 995 .
القسم الثالث خصائص أهل البيت
وفيه فصلان :
الفصل الأول : أهم خصائصهم
الفصل الثاني :جوامع خصائصهم
‹ صفحه 119 ›
الفصل الأول أهم خصائصهم
( 1 / 1 )
الطهارة
* ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويطهركم تطهيرا ) * ( 1 ) .
155 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنا
أهل بيت قد أذهب الله عنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ( 2 ) .
156 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله عز
وجل قسم الخلق قسمين ، فجعلني في خيرهما قسما ، وذلك قوله : * ( وأصحاب اليمين ) *
و * ( أصحاب الشمال ) * فأنا من أصحاب اليمين ، وأنا خير أصحاب اليمين .
ثم جعل القسمين أثلاثا ، فجعلني في خيرها ثلثا ،
فذلك قوله تعالى : * ( فأصحاب الميمنة ) * * ( والسابقون السابقون ) * ( 3 ) فأنا
من السابقين ، أنا خير السابقين . ثم جعل الأثلاث قبائل ، فجعلني في خيرها قبيلة ،
وذلك
----------
( 1 ) الأحزاب : 33 .
( 2 ) الفردوس : 1 / 54 / 144 عن الإمام علي ( عليه
السلام ) .
( 3 ) الواقعة : 27 و 41 و 8 و 10 .
‹ صفحه 120 ›
قول الله تعالى : * ( وجعلناكم شعوبا وقبائل
لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) * ( 1 ) وأنا أتقى ولد
آدم وأكرمهم على الله ولا فخر . ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا ، وذلك
قوله عز وجل : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) *
فأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب ( 2 ) .
157 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : أنا وعلي
والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون ( 3 ) .
158 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : الأئمة بعدي
اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل ، كلهم أمناء أتقياء معصومون ( 4 ) .
159 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : نحن أهل بيت
طهرهم الله ، من شجرة النبوة ، وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ، وبيت الرحمة ،
ومعدن العلم ( 5 ) .
160 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : من سره أن
ينظر إلى القضيب الأحمر الذي غرسه الله بيده ويكون متمسكا به فليتول عليا والأئمة
من ولده ، فإنهم خيرة الله عز وجل وصفوته ،
----------
( 1 ) الحجرات : 13 .
( 2 ) دلائل النبوة للبيهقي : 1 / 170 ، البداية
والنهاية : 2 / 257 ، الدر المنثور : 6 / 605 ، أخرجه الحكيم الترمذي وابن مردويه
، مناقب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للكوفي : 1 / 127 / 70 وص 406 / 324
، مجمع البيان : 9 / 207 ، إعلام الورى : 16 كلها عن ابن عباس ، وراجع المعجم
الكبير : 12 / 81 / 12604 و 3 / 57 / 2674 ، أمالي الشجري : 1 / 151 ، أمالي
الصدوق : 503 / 1 ، تفسير القمي : 2 / 347 .
( 3 ) كمال الدين : 280 / 28 ، عيون أخبار الرضا (
عليه السلام ) : 1 / 64 / 30 ، المناقب لابن شهرآشوب : 1 / 295 ، كفاية الأثر : 19
، الصراط المستقيم : 2 / 110 ، ينابيع المودة : 3 / 291 / 9 ، فرائد السمطين : 2 /
133 / 430 كلها عن ابن عباس .
( 4 ) جامع الأخبار : 62 / 80 .
( 5 ) الدر المنثور : 6 / 606 عن الضحاك بن مزاحم .
وهم المعصومون من كل ذنب وخطيئة ( 1 ) .
161 - الإمام علي ( عليه السلام ) : إنما أمر
الله عز وجل بطاعة الرسول لأنه معصوم مطهر ، لا يأمر بمعصيته . وإنما أمر بطاعة
أولي الأمر لأنهم معصومون مطهرون ، لا يأمرون بمعصيته ( 2 ) .
162 - عنه ( عليه السلام ) : إن الله عز وجل
فضلنا أهل البيت ، وكيف لا يكون كذلك والله عز وجل يقول في كتابه : * ( إنما يريد
الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ؟ ! فقد طهرنا من الفواحش ما
ظهر منها وما بطن ، فنحن على منهاج الحق ( 3 ) .
163 - الإمام الحسن ( عليه السلام ) : إنا أهل
بيت أكرمنا الله بالإسلام ، واختارنا واصطفانا واجتبانا ، فأذهب عنا الرجس وطهرنا
تطهيرا ، والرجس هو الشك ، فلا نشك في الله الحق ودينه أبدا ، وطهرنا من كل أفن
وغية ( 4 ) .
164 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : إنا لا
نوصف ، وكيف يوصف قوم رفع الله عنهم الرجس ، وهو الشك ؟ ! ( 5 ) .
165 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : الأنبياء
والأوصياء لا ذنوب لهم ، لأنهم معصومون مطهرون ( 6 ) .
166 - عنه ( عليه السلام ) : إن الشك والمعصية
في النار ، ليسا منا ولا إلينا ( 7 ) .
----------
( 1 ) أمالي الصدوق : 467 / 26 ، عيون أخبار الرضا (
عليه السلام ) : 2 / 57 / 211 كلاهما عن محمد بن علي التميمي عن الإمام الرضا عن
آبائه ( عليهم السلام ) .
( 2 ) الخصال : 139 / 158 ، علل الشرايع : 123
كلاهما عن سليم بن قيس ، كتاب سليم بن قيس : 2 / 884 / 54 .
( 3 ) تأويل الآيات الظاهرة : 450 عن محمد بن عمارة
عن الإمام الصادق عن أبيه ( عليهما السلام ) .
( 4 ) أمالي الطوسي : 562 / 1174 عن عبد الرحمن بن
كثير عن الإمام الصادق عن أبيه عن جده ( عليهم السلام ) .
( 5 ) الكافي : 2 / 182 / 16 عن زرارة .
( 6 ) الخصال : 608 / 9 عن الأعمش .
( 7 ) الكافي : 2 / 400 / 5 عن بكر بن محمد .
‹ صفحه 122 ›
167 - عنه ( عليه السلام ) - في قول الله عز وجل
: * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * - : الرجس هو
الشك ( 1 ) .
168 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) : إن
الإمامة خص الله عز وجل بها إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) بعد النبوة والخلة ،
مرتبة ثالثة ، وفضيلة شرفه بها ، وأشاد بها ذكره ، فقال : * ( إني جاعلك للناس
إماما ) * فقال الخليل ( عليه السلام ) سرورا بها : * ( ومن ذريتي ) * ؟ قال الله
تبارك وتعالى : * ( لا ينال عهدي الظالمين ) * ( 2 ) .
فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم
القيامة ، وصارت في الصفوة . ثم أكرمه الله تعالى بأن جعلها في ذريته أهل الصفوة
والطهارة ، فقال : * ( ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين * وجعلناهم
أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا
لنا عابدين ) * ( 3 ) ( 4 ) .
169 - الإمام الهادي ( عليه السلام ) - في
الزيارة الجامعة التي يزار بها الأئمة - : أشهد أنكم الأئمة الراشدون ، المهديون
المعصومون المكرمون . . . عصمكم الله من الزلل ، وآمنكم من الفتن ، وطهركم من
الدنس ، وأذهب عنكم الرجس وطهركم تطهيرا ( 5 ) .
----------
( 1 ) معاني الأخبار : 138 / 1 عن عبد الغفار الجازي
.
( 2 ) البقرة : 124 .
( 3 ) الأنبياء : 72 و 73 .
( 4 ) الكافي : 1 / 199 / 1 ، كمال الدين : 676 / 31
، أمالي الصدوق : 537 / 1 ، معاني الأخبار : 97 / 2 ، عيون أخبار الرضا ( عليه
السلام ) : 1 / 217 / 1 كلها عن عبد العزيز بن مسلم .
( 5 ) التهذيب : 6 / 97 / 177 ، الفقيه : 2 / 611 /
3213 ، فرائد السمطين : 2 / 180 كلها عن موسى بن عبد الله النخعي ، عيون أخبار
الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 273 / 1 عن موسى بن عمران النخعي ، ولعل " عمران
" تصحيف " عبد الله " أو يكون نسبة إلى أحد أجداده ، كما في هامش
الفقيه .
‹ صفحه 123 ›
الاحتجاجات بمزية الطهارة أشرنا سابقا إلى أن
مزية الطهارة المطلقة لأهل البيت ( عليهم السلام ) في العقيدة والأخلاق ، والعمل
هي أس الخصائص التي تؤهلهم لهداية الأمة الإسلامية وقيادتها . من هنا تتصدر
خصائصهم ومزاياهم جميعها . وقد ورد الاحتجاج بها مرارا لإثبات أحقيتهم أمام من أضاع
حقوقهم .
خاطب أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) أبا
بكر عندما امتنع من بيعته في قضية السقيفة ( 1 ) معددا فضائله ، فقال فيما قال له
: " أنشدك بالله ، أنا صاحب دعوة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأهلي
وولدي يوم الكساء : " اللهم هؤلاء أهلي ، إليك لا إلى النار " أم أنت ؟
قال : بل أنت وأهلك وولدك " ( 2 ) .
واحتج عليه أيضا بآية التطهير في قضية فدك ،
لإثبات أحقية السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) : " أخبرني عن قول الله
عز وجل : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم
----------
( 1 ) راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 2 /
21 .
( 2 ) الخصال : 2 / 550 ، الاحتجاج : 1 / 308 .
‹ صفحه 124 ›
الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * فيمن نزلت ،
فينا أم في غيرنا ؟ قال : بل فيكم " ( 1 ) .
واحتج بها أيضا في الشورى التي تشكلت بأمر عمر
لتعيين الخليفة بعده ، فخاطبهم لإثبات أهليته قائلا : " فأنشدكم الله ، هل
فيكم أحد أنزل فيه آية التطهير حيث يقول : * ( إنما يريد الله . . . ) * غيري ؟
قالوا : اللهم لا " ( 2 ) .
وعندما كان يذكر فضائله أمام جمع من المهاجرين
والأنصار في خلافة عثمان ، وطلبوا منه أن يقول شيئا ، فإنه أشار إلى واقعة الكساء
وآية التطهير في سياق تأييده خدماتهم للإسلام ( 3 ) .
وحينما دعا الناكثين ومساعير الجمل إلى بيعته
مرة أخرى ، فإنه عدد فضائله ، وأشار إلى خاصية الطهارة لإثبات أحقيته ، وقال :
" ألا ونحن أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس " ( 4 ) .
وأكد هذه الخاصية في أحد كتبه إلى معاوية بن
أبي سفيان ، فقال : " ونحن أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم
تطهيرا " ( 5 ) .
وأشار إلى حديث الكساء أيضا ، في خطبة خطبها
عند التقاء الجيشين في واقعة صفين ( 6 ) .
واستند أبناؤه الطاهرون إلى حديث الكساء وآية
التطهير في مقام إثبات
----------
( 1 ) الاحتجاج : 1 / 238 ، علل الشرائع : 1 / 191 ،
تفسير القمي : 2 / 156 .
( 2 ) المناقب لابن المغازلي : 118 ، وراجع شرح
الأخبار : 189 - 190 / 529 ، الاحتجاج : 1 / 322 .
( 3 ) الاحتجاج : 1 / 345 ، كتاب سليم بن قيس : 2 /
646 .
( 4 ) الاحتجاج : 1 / 371 ، البحار : 30 / 136 .
( 5 ) الغارات : 1 / 199 ، وراجع البحار : 33 / 133
.
( 6 ) كتاب سليم بن قيس : 2 / 761 .
‹ صفحه 125 ›
أحقية أهل البيت ( عليهم السلام ) ، سواء من شهد
الكساء منهم كالإمام الحسن ( 1 ) والإمام الحسين ( 2 ) ( عليهما السلام ) أم لم
يشهد كالإمام زين العابدين ( 3 ) ، والإمام الباقر ( 4 ) ، والإمام الرضا ( 5 ) (
عليهم السلام ) .
وكذلك احتج بطهارة أهل البيت ( عليهم السلام )
إحدى أزواج النبي ( صلى الله عليه وآله ) ( 6 ) ، وجمع من صحابته كابن عباس ( 7 )
، وسعد بن أبي وقاص ( 8 ) ، وواثلة بن الأسقع ( 9 ) في مواقف مختلفة .
----------
( 1 ) راجع : الفصل الثالث ، أهل البيت ومعنى أهل
البيت ( عليهم السلام ) : ص 59 ح 59 و 60 و 61 .
( 2 ) راجع : الفصل الثالث ، أهل البيت ومعنى أهل
البيت ( عليهم السلام ) : ص 60 ح 63 .
( 3 ) راجع : الفصل الثالث ، أهل البيت ومعنى أهل
البيت ( عليهم السلام ) : ص 60 ح 64 و 65 .
( 4 ) راجع : الفصل الثالث ، أهل البيت ومعنى أهل
البيت ( عليهم السلام ) : ص 61 ح 66 وص 361 ح 824 .
( 5 ) راجع : الفصل الثالث ، أهل البيت ومعنى أهل
البيت ( عليهم السلام ) : ص 63 ح 70 .
( 6 ) راجع : الفصل الأول ، أزواج النبي ومعنى أهل
البيت ( عليهم السلام ) : ص 29 ح 7 ، تفسير فرات الكوفي : 335 و 336 .
( 7 ) راجع : الفصل الثاني ، أصحاب النبي ومعنى أهل
البيت ( عليهم السلام ) : ص 50 ح 40 .
( 8 ) راجع : الفصل الثاني ، أصحاب النبي ومعنى أهل
البيت ( عليهم السلام ) : ص 49 ح 36 .
( 9 ) راجع : الفصل الثاني ، أصحاب النبي ومعنى أهل
البيت ( عليهم السلام ) : ص 54 ح 49 .
( 1 / 2 )
عدل القرآن
170 - زيد بن أرقم : قام رسول الله ( صلى الله
عليه وآله ) يوما فينا خطيبا بماء يدعى " خما " بين مكة والمدينة ، فحمد
الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ، ثم قال : أما بعد ، ألا أيها الناس ، فإنما أنا بشر
يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين : أو لهما كتاب الله فيه
الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به . فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم
قال : وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم
الله في أهل بيتي ( 1 ) .
171 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إني
تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل
ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ،
فانظروا كيف تخلفوني فيهما ( 2 ) .
172 - زيد بن أرقم : لما رجع رسول الله ( صلى
الله عليه وآله ) من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ( 3 ) فقال : كأني
قد دعيت فأجبت ، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله تعالى
وعترتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض . ثم
قال : إن الله عز وجل مولاي وأنا مولى كل مؤمن . ثم أخذ بيد علي ( عليه السلام )
فقال : من كنت مولاه فهذا وليه ، اللهم وال
----------
(1)صحيح مسلم : 4 / 1873 / 2408 ، سنن الدارمي : 2 /
889 / 3198 نحوه ، مسند ابن حنبل : 7 / 75 / 19285 ، السنن الكبرى : 10 / 194 /
20335 ، تهذيب تاريخ دمشق : 5 / 439 نحوه ، فرائد السمطين : 2 / 234 / 513 .
( 2 ) سنن الترمذي : 5 / 663 / 3788 عن زيد بن أرقم
.
( 3 ) في المصدر " فقمن " والصحيح ما
أثبتناه كما في خصائص الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) . والدوحة : الشجرة
العظيمة المتسعة ( لسان العرب : 2 / 436 ) .
‹ صفحه 127 ›
من والاه وعاد من عاداه ( 1 ) .
173 - جابر بن عبد الله : رأيت رسول الله ( صلى
الله عليه وآله ) في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب ، فسمعته يقول : يا
أيها الناس ، إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل
بيتي ( 2 ) .
174 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا
أيها الناس ، إني فرط لكم ، وأنتم واردون علي الحوض ، وإني سائلكم حين تردون علي
عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما : الثقل الأكبر كتاب الله ، سبب طرفه بيد
الله وطرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به ، ولا تضلوا ولا تبدلوا ( 3 ) .
175 - حذيفة بن أسيد الغفاري : لما صدر رسول
الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجة الوداع نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات
أن ينزلوا تحتهن ، ثم بعث إليهن فقم ما تحتهن من الشوك ، وعمد إليهن فصلى تحتهن ،
ثم قام فقال : يا أيها الناس ، إني قد نبأني
اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله ، وإني لأظن أني
يوشك أن أدعى فأجيب ، وإني مسؤول ، وإنكم مسؤولون ، فماذا أنتم قائلون ؟ قالوا :
نشهد أنك قد بلغت وجهدت ونصحت ، فجزاك الله خيرا ، فقال : أليس تشهدون أن لا إله
إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ؟ وأن جنته
----------
( 1 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 118 / 4576 ،
خصائص الإمام أمير المؤمنين للنسائي : 150 / 79 نحوه ، وراجع كمال الدين : 234 /
250 ، الغدير : 1 / 30 و 34 و 302 .
( 2 ) سنن الترمذي : 5 / 662 / 3786 .
( 3 ) تاريخ بغداد : 8 / 442 عن حذيفة بن أسيد .
أقول : كذا في تاريخ بغداد من دون ذكر الثقل الأصغر ، وقد رواه كاملا غير واحد من
الحفاظ والمؤرخين عن الراوي نفسه ، وراجع مجمع الزوائد : 9 / 259 / 14966 و : 10 /
658 / 18460 ، المعجم الكبير : 3 / 67 / 2683 ، وص 180 / 3052 وغيرها ، وراجع أيضا
الغدير : 1 / 25 / 31 حيث ذكر جملة من مصادر أهل السنة .
‹ صفحه 128 ›
حق وناره حق ؟ وأن الموت حق ؟ وأن البعث بعد
الموت حق ؟ وأن الساعة آتية لا ريب فيها ؟ وأن الله يبعث من في القبور ؟ قالوا :
بلى نشهد بذلك ، قال : اللهم اشهد .
ثم قال : أيها الناس ، إن الله مولاي وأنا مولى
المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فهذا مولاه - يعني عليا -
اللهم وال من والاه وعاد من عاداه .
ثم قال : يا أيها الناس ، إني فرطكم ، وإنكم
واردون علي الحوض ، حوض أعرض ما بين بصرى وصنعاء ، فيه عدد النجوم قدحان من فضة ،
وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، الثقل الأكبر
كتاب الله عز وجل ، سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به لا تضلوا ولا
تبدلوا ، وعترتي أهل بيتي ، فإنه نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا
علي الحوض ( 1 ) .
176 - معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عامر بن
واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري : لما رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من
حجة الوداع ونحن معه أقبل حتى انتهى إلى الجحفة ، فأمر أصحابه بالنزول فنزل القوم
منازلهم ، ثم نودي بالصلاة فصلى بأصحابه ركعتين ، ثم أقبل بوجهه إليهم فقال لهم :
إنه قد نبأني اللطيف الخبير أني ميت وأنكم ميتون ، وكأني قد دعيت فأجبت وأني مسؤول
عما أرسلت به إليكم ، وعما خلفت فيكم من كتاب الله وحجته ، وأنكم مسؤولون ، فما
أنتم قائلون لربكم ؟ قالوا : نقول : قد بلغت ونصحت وجاهدت ، فجزاك الله عنا أفضل
الجزاء . ثم قال لهم : ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله إليكم ،
وأن
----------
( 1 ) المعجم الكبير : 3 / 180 / 3052 .
‹ صفحه 129 ›
الجنة حق ، وأن النار حق ، وأن البعث بعد الموت حق
؟ فقالوا : نشهد بذلك ، قال : اللهم اشهد على ما يقولون ، ألا وإني أشهدكم أني
أشهد أن الله مولاي ، وأنا مولى كل مسلم ، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فهل
تقرون لي بذلك ، وتشهدون لي به ؟ فقالوا : نعم ، نشهد لك بذلك .
فقال : ألا من كنت مولاه فإن عليا مولاه ، وهو
هذا . ثم أخذ بيد علي ( عليه السلام ) فرفعها مع يده حتى بدت آباطهما ، ثم قال :
اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، ألا وإني
فرطكم وأنتم واردون علي الحوض ، حوضي غدا ، وهو حوض عرضه ما بين بصرى وصنعاء ، فيه
أقداح من فضة عدد نجوم السماء ، ألا وإني سائلكم غدا ماذا صنعتم فيما أشهدت الله
به عليكم في يومكم هذا إذا وردتم علي حوضي ، وماذا صنعتم بالثقلين من بعدي ،
فانظروا كيف تكونون خلفتموني فيهما حين تلقوني ؟
قالوا : وما هذان الثقلان يا رسول الله ؟ قال :
أما الثقل الأكبر فكتاب الله عز وجل ، سبب ممدود من الله ومني في أيديكم ، طرفه
بيد الله ، والطرف الآخر بأيديكم ، فيه علم ما مضى وما بقي إلى أن تقوم الساعة ،
وأما الثقل الأصغر فهو حليف القرآن ، وهو علي بن أبي طالب وعترته ( عليهم السلام )
، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .
قال معروف بن خربوذ : فعرضت هذا الكلام على أبي
جعفر ( عليه السلام ) فقال : صدق أبو الطفيل ( رحمه الله ) ، هذا الكلام وجدناه في
كتاب علي ( عليه السلام ) وعرفناه ( 1 ) .
177 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إني
خلفت فيكم اثنين لن تضلوا بعدهما أبدا : كتاب الله ونسبي ، ولن يتفرقا حتى يردا
علي الحوض ( 2 ) .
----------
( 1 ) الخصال : 65 / 98 .
( 2 ) مجمع الزوائد : 9 / 256 / 14958 عن أبي هريرة
، وراجع كمال الدين : 235 / 47 عن أبي هريرة وفيه " كتاب الله وسنتي " .
‹ صفحه 130 ›
178 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : إني قد تركت
فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء إلى
الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ( 1 ) .
179 - أبو سعيد الخدري : إن آخر خطبة خطبنا بها
رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لخطبة خطبنا في مرضه الذي توفي فيه ، خرج متوكئا
على علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وميمونة مولاته ، فجلس على المنبر ، ثم قال :
يا أيها الناس ، إني تارك فيكم الثقلين ، وسكت ، فقام رجل فقال : يا رسول الله ،
ما هذان الثقلان ؟ فغضب حتى احمر وجهه ثم سكن ، وقال : ما ذكرتهما إلا وأنا أريد
أن أخبركم بهما ، ولكن ربوت فلم أستطع ، سبب طرفه بيد الله وطرف بأيديكم ، تعملون
فيه كذا وكذا ، ألا وهو القرآن ، والثقل الأصغر أهل بيتي .
ثم قال : وأيم الله ، إني لأقول لكم هذا ورجال
في أصلاب أهل الشرك أرجى عندي من كثير منكم .
ثم قال : والله ، لا يحبهم عبد إلا أعطاه الله
نورا يوم القيامة حتى يرد علي الحوض ، ولا يبغضهم عبد إلا احتجب الله عنه يوم
القيامة ( 2 ) .
180 - محمد بن عبد الله الشيباني بإسناده الصحيح
عن رجاله ثقة عن ثقة : إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) خرج في مرضه الذي توفي فيه
. . . فاستند إلى جذع من أساطين مسجده - وكان الجذع جريد نخل - فاجتمع الناس وخطب
، وقال في كلامه : معاشر الناس ، إنه لم يمت نبي قط إلا خلف تركة ، وقد خلفت فيكم
الثقلين كتاب الله وأهل بيتي ، ألا فمن ضيعهم ضيعه الله ( 3 ) .
181 - زيد بن علي عن آبائه عن علي ( عليه السلام
) : لما ثقل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مرضه ، والبيت غاص بمن فيه قال :
ادعوا لي الحسن والحسين ، فدعوتهما ، فجعل يلثمهما حتى
----------
( 1 ) مسند ابن حنبل : 4 / 54 / 1121 عن أبي سعيد
الخدري .
( 2 ) أمالي المفيد : 135 / 3 .
( 3 ) الاحتجاج : 1 / 171 / 36 .
أغمي عليه . قال : فجعل علي ( عليه السلام )
يرفعهما عن وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
قال : ففتح عينيه فقال : دعهما ، يتمتعان مني
وأتمتع منهما ، فإنه سيصيبهما بعدي أثرة . ثم قال : يا أيها الناس ، إني خلفت فيكم
كتاب الله وسنتي وعترتي أهل بيتي ، فالمضيع لكتاب الله كالمضيع لسنتي ، والمضيع
لسنتي كالمضيع لعترتي ، أما إن ذلك لن يفترقا حتى ألقاه على الحوض ( 1 ) .
182 - سعد الإسكاف : سألت أبا جعفر ( عليه
السلام ) عن قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إني تارك فيكم الثقلين فتمسكوا
بهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : لا
يزال كتاب الله والدليل منا يدل عليه حتى يردا على الحوض ( 2 ) .
183 - الإمام علي ( عليه السلام ) - في وصيته
لكميل - : يا كميل ، نحن الثقل الأصغر ، والقرآن الثقل الأكبر ، وقد أسمعهم رسول
الله ( صلى الله عليه وآله ) وقد جمعهم فنادى فيهم الصلاة جامعة يوم كذا وكذا ،
وأياما سبعة وقت كذا وكذا ، فلم يتخلف أحد ، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم
قال : معاشر الناس ، إني مؤد عن ربي عز وجل ولا مخبر عن نفسي ، فمن صدقني فالله
صدق ومن صدق الله أثابه الجنان ، ومن كذبني كذب الله عز وجل ، ومن كذب الله أعقبه
النيران .
ثم ناداني فصعدت ، فأقامني دونه ورأسي إلى صدره
والحسن والحسين عن يمينه وشماله ، ثم قال : معاشر الناس ، أمرني جبرئيل ( عليه
السلام ) عن الله تعالى - إنه ربي وربكم - أن أعلمكم أن القرآن الثقل الأكبر ، وأن
وصيي هذا وابني ( 3 ) ومن خلفهم من أصلابهم حاملا وصاياهم الثقل الأصغر ، يشهد
الثقل الأكبر للثقل الأصغر ، ويشهد الثقل الأصغر للثقل الأكبر ، كل واحد منهما
ملازم لصاحبه غير مفارق له حتى يردا إلى الله ، فيحكم بينهما وبين العباد ( 4 ) .
----------
( 1 ) مسند زيد : 404 .
( 2 ) بصائر الدرجات : 414 / 6 .
( 3 ) في المصدر " ابناي " والظاهر أن
الصواب ما أثبتناه .
( 4 ) بشارة المصطفى : 29 .
‹ صفحه 132 ›
184 - عمر بن أبي سلمة عن الإمام علي ( عليه
السلام ) - في جمع عسكره من المهاجرين والأنصار - : أنشدكم الله ، أتعلمون أن رسول
الله ( صلى الله عليه وآله ) قام خطيبا ولم يخطب بعدها وقال : يا أيها الناس ، إني
قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما : كتاب الله و [ عترتي ] أهل بيتي ،
فإنه قد عهد إلي اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فقالوا :
اللهم نعم ، قد شهدنا ذلك كله من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 1 ) .
185 - هشام بن حسان : سمعت أبا محمد الحسن بن
علي ( عليهما السلام ) يخطب الناس بعد البيعة له بالأمر فقال : نحن حزب الله
الغالبون ، وعترة رسوله الأقربون ، وأهل بيته الطيبون الطاهرون ، وأحد الثقلين
اللذين خلفهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في أمته ، والثاني كتاب الله فيه
تفصيل كل شئ ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، فالمعول علينا في تفسيره
، لا نتظنى تأويله بل نتيقن حقائقه ( 2 ) .
186 - ثوير بن أبي فاختة عن أبي جعفر ( عليه
السلام ) : يا ابن ذر ( 3 ) ، ألا تحدثنا ببعض ما سقط إليكم من حديثنا ؟ قال : بلى
يا بن رسول الله ، قال : إني تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله
وأهل بيتي إن تمسكتم بهما لن تضلوا .
فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : يا بن ذر ،
فإذا لقيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : ما خلفتني في الثقلين ، فماذا
تقول له ؟ قال : فبكى ابن ذر حتى رأيت دموعه تسيل على لحيته ،
----------
( 1 ) كتاب سليم بن قيس : 2 / 763 .
( 2 ) أمالي الطوسي : 121 / 188 ، وذكره أيضا في :
691 / 1469 ، أمالي المفيد : 349 / 4 ، بشارة المصطفى : 106 ، وذكر أيضا في : 259
نحوه ، ينابيع المودة : 1 / 74 / 10 ، الاحتجاج : 2 / 94 ، المناقب لابن شهرآشوب :
4 / 67 كلاهما عن موسى بن عقبة عن الإمام الحسين ( عليه السلام ) نحوه .
( 3 ) هو عمرو بن ذر القاص ، نزل مع ابن قيس الماصر
والصلت بن بهرام إلى أبي جعفر ( عليه السلام ) حتى يسألوه عن مسائل كثيرة ، فلما
دخلوا عليه لم يتكلموا بشئ وطال ذلك ، فلما رأى ذلك أبو جعفر ( عليه السلام ) قال
: يا بن ذر . . . إلى آخر الحديث .
‹ صفحه 133 ›
ثم قال : أما الأكبر فمزقناه وأما الأصغر
فقتلناه ( 1 ) .
187 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : خطب أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بالكوفة بعد منصرفه من النهروان ، وبلغه
أن معاوية يسبه ويلعنه ويقتل أصحابه ، فقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وصلى على
رسول الله ، وذكر ما أنعم الله على نبيه وعليه ، ثم قال : لولا آية في كتاب الله
ما ذكرت ما أنا ذاكره في مقامي هذا ، يقول الله عز وجل : * ( وأما بنعمة ربك فحدث
) * ( 2 ) اللهم لك الحمد على نعمك التي لا تحصى وفضلك الذي لا ينسى ، يا أيها
الناس ، إنه بلغني ما بلغني ، وإني أراني قد اقترب أجلي فكأني بكم وقد جهلتم أمري
، وإني تارك فيكم ما تركه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : كتاب الله وعترتي ،
وهي عترة الهادي إلى النجاة ، خاتم الأنبياء وسيد النجباء والنبي المصطفى ( 3 ) .
188 - الإمام علي ( عليه السلام ) : إن الله
تبارك وتعالى طهرنا وعصمنا ، وجعلنا شهداء على خلقه ، وحجته في أرضه ، وجعلنا مع
القرآن ، وجعل القرآن معنا ، لا نفارقه ولا يفارقنا ( 4 ) .
----------
( 1 ) رجال الكشي : 2 / 484 / 394 .
( 2 ) الضحى : 11 .
( 3 ) معاني الأخبار : 58 / 9 ، بشارة المصطفى : 12
كلاهما عن جابر الجعفي .
( 4 ) الكافي : 1 / 191 / 5 ، كمال الدين : 240 / 63
، بصائر الدرجات : 83 / 6 كلها عن سليم بن قيس الهلالي .
‹ صفحه 135 ›
تحقيق حول حديث الثقلين
أ - سند حديث الثقلين :
إن حديث الثقلين ( 1 ) - الذي طرح فيه الرسول (
صلى الله عليه وآله ) أهل بيته كعدل للقرآن ، وأكد للأمة وجوب التمسك بهم - هو من
الأحاديث المتواترة ، وموضع اتفاق جميع الرواة والمحدثين . وقد رواه - تحقيقا - عن
النبي ( صلى الله عليه وآله ) 33 صحابيا ( 2 ) ، وهم على الترتيب :
أبو أيوب الأنصاري ، أبو ذر الغفاري ، أبو رافع
مولى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أبو سعيد الخدري ، أبو شريح الخزاعي ،
أبو قدامة الأنصاري ، أبو ليلى الأنصاري ، أبو الهيثم بن التيهان ، أبو هريرة ، أم
سلمة ، أم هاني ، أنس بن مالك ، البراء بن عازب ، جابر بن عبد الله الأنصاري ،
جبير بن مطعم ، حذيفة بن أسيد الغفاري ،
----------
( 1 ) سماهما ثقلين لأن الأخذ والعمل بهما ثقيل .
ويقال لكل خطير : ثقل ، فسماهما ثقلين إعظاما لقدرهما وتفخيما لشأنهما . ( النهاية
: 1 / 216 ) .
( 2 ) نقل صاحب العبقات عن السخاوي في "
استجلاب ارتقاء الغرف " ، والسهروردي في " جواهر العقدين " أنه قد
روى هذا الحديث أكثر من 20 صحابيا ، وذكر هو أسماء 34 صحابيا ، روت عنهم المصادر
السنية هذا الحديث . ( راجع نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار : 2 / 87 / 236
) .
حذيفة بن اليمان ، خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ،
زيد بن أرقم ، زيد بن ثابت ، سعد بن أبي وقاص ، سلمان الفارسي ، سهل بن سعد ، ضمرة
الأسلمي ، طلحة ابن عبيد الله التميمي ، عامر بن ليلى ، عبد الرحمن بن عوف ، عبد
الله بن حنطب ، عبد الله بن عباس ، عدي بن حاتم ، عقبة بن عامر ، عمر بن الخطاب ،
عمرو بن العاص ( 1 ) .
هذا علاوة على الأحاديث التي نقلها الإمام علي
( 2 ) وسائر أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ( 3 ) - على مر العصور - عن الرسول (
صلى الله عليه وآله ) .
----------
( 1 ) راجع صحيح مسلم : 4 / 1874 / 36 و 37 ، سنن
الترمذي : 5 / 662 / 2786 و 2788 ، سنن الدارمي : 2 / 889 / 3198 ، مسند ابن حنبل
: 4 / 30 / 11104 و 36 / 11131 و 54 / 11211 و : 7 / 84 / 19332 و : 8 / 138 / 21634
و 154 / 21711 و 118 / 11561 ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 118 / 4577 ، خصائص
الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للنسائي : 150 / 79 ، تاريخ بغداد : 8 / 442
، الطبقات الكبرى : 2 / 196 ، المعجم الصغير : 1 / 131 ، المعجم الكبير : 3 / 65 -
67 / 2678 - 2681 و 2683 ، الدر المنثور : 2 / 60 ، كنز العمال : 1 / 172 باب
الاعتصام بالكتاب والسنة ، ينابيع المودة : 1 / 95 / 126 ، مجمع الزوائد : 9 / 257
، أسد الغابة : 3 / 136 / 2739 و 219 / 2907 ، الصواعق المحرقة : 226 ، البداية
والنهاية : 7 / 349 ، جامع الأصول : 9 / 158 ، إحقاق الحق : 9 / 309 - 375 ، نفحات
الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار : 2 / 88 و 227 ، الخصال : 65 / 97 و : 459 / 2 ،
أمالي الطوسي : 1 / 255 و : 2 / 490 ، كمال الدين : 234 - 241 ، معاني الأخبار :
90 / 3 ، أمالي المفيد : 46 / 6 ، أمالي الصدوق : 338 / 15 الإرشاد : 1 / 233 ،
كفاية الأثر : 92 و 128 و 137 .
( 2 ) راجع كنز العمال : 1650 و 36441 ، مجمع
الزوائد : 9 / 275 ، الكافي : 2 / 415 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 /
57 / 25 ، نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار : 2 / 227 .
( 3 ) روي الحديث عن الزهراء ( عليهما السلام ) في :
ينابيع المودة : 1 / 123 ، نفحات الأزهار : 2 / 236 . وروي عن الإمام الحسن بن علي
( عليهما السلام ) في : ينابيع المودة : 1 / 74 ، كفاية الأثر : 162 ، نفحات
الأزهار : 2 / 227 . وروي عن الإمام الحسين بن علي ( عليهما السلام ) في : كمال
الدين : 240 / 64 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 67 . وروي عن الإمام الباقر ( عليه
السلام ) في الكافي : 3 / 432 / 6 ، أمالي الطوسي : 163 ، روضة الواعظين : 300 .
وروي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) في : الكافي : 1 / 294 / 3 ، كمال الدين :
1 / 244 ، تفسير العياشي : 1 / 5 / 9 . وروي عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) في :
عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 58 ، البحار : 10 / 369 / 18 . وروي عن
الإمام علي الهادي ( عليه السلام ) في : تحف العقول : 458 ، الاحتجاج : 2 / 488 .