‹ صفحه 137 ›

وكذلك ذكر صاحب العبقات أسماء 19 تابعيا ( 1 ) وأكثر من 300 من علماء ومشاهير وحفظة الحديث لدى أهل السنة ، على ترتيب الطبقات من القرن الثاني حتى القرن الرابع عشر ، كلهم رووا هذا الحديث ( 2 ) .

ب - تأريخ صدور الحديث ومناسبته :

إن البحث في تأريخ صدور هذا الحديث ومناسبة ذكر النبي له يدلنا على أن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) أكد مرارا على هذه القضية التي يتوقف عليها مصير الأمة الإسلامية سياسيا واجتماعيا ، وإليك المواضع التي تطرق فيها النبي ( صلى الله عليه وآله ) لهذه المسألة :

الأول : في حجة الوداع يوم عرفة ( 3 ) .

الثاني : في مسجد الخيف ( 4 ) .

----------
( 1 ) راجع نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار : 2 / 90 .
( 2 ) المصدر السابق : 1 / 199 و : 2 / 91 .
( 3 ) جابر بن عبد الله : رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب ، فسمعته يقول : يا أيها الناس ، إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ( سنن الترمذي : 5 / 662 / 3786 ) .
( 4 ) سليم بن قيس : قال علي ( عليه السلام ) : إن الذي قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم عرفة على ناقته القصواء ، وفي مسجد خيف ويوم الغدير ويوم قبض في خطبة على المنبر : أيها الناس ، إني تركت فيكم الثقلين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما : الأكبر منهما كتاب الله ، والأصغر عترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير عهد إلي أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كهاتين - أشار بالسبابتين - ولا أن أحدهما أقدم من الآخر ، فتمسكوا بهما لن تضلوا ولا تقدموا منهم ، ولا تخلفوا عنهم ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ( ينابيع المودة : 1 / 109 / 31 ، وراجع أيضا : تفسير القمي : 1 / 3 ) .
‹ صفحه 138 ›

الثالث : في حجة الوداع بغدير خم ( 1 ) .

الرابع : على المنبر في خطبة خطبها ( 2 ) .

الخامس : في مرض موته ، وقد امتلأت الحجرة بأصحابه ( 3 ) .

قال ابن حجر : ثم اعلم أن لحديث التمسك بذلك طرقا كثيرة وردت عن

----------
( 1 ) زيد بن أرقم : لما رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن فقال : كأني قد دعيت فأجبت ، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله تعالى وعترتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض .
ثم قال : إن الله عز وجل مولاي وأنا مولى كل مؤمن ، ثم أخذ بيد علي ( عليه السلام ) فقال : من كنت مولاه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وذكر الحديث بطوله . ( المستدرك على الصحيحين : 3 / 118 / 4576 . ثم قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله ، وأخرجه عن طريق آخر عن زيد بن أرقم من مستدركه : 3 / 613 / 6272 .
ثم قال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، قلت : وأورده الذهبي في " تلخيصه " معترفا بصحته ، وذكر نحوه في خصائص الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للنسائي : 150 / 79 ، وكمال الدين : 234 / 45 وذكره أيضا في ص 238 / 55 ) .
( 2 ) راجع ص 130 / 179 من كتابنا هذا ، والكافي : 2 / 415 ، ينابيع المودة : 1 / 125 / 58 ، الاحتجاج : 1 / 171 / 3 ) .
( 3 ) فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) : سمعت أبي ( صلى الله عليه وآله ) في مرضه الذي قبض فيه يقول - وقد امتلأت الحجرة من أصحابه - : أيها الناس ، يوشك أن أقبض قبضا سريعا وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم ، ألا وإني مخلف فيكم كتاب ربي عز وجل وعترتي أهل بيتي ،
ثم أخذ بيد علي فقال : هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي ، لا يفترقان حتى يردا علي الحوض ، فأسألكم ما تخلفوني فيهما ( ينابيع المودة : 1 / 124 / 56 ، راجع مسند زيد : 404 ) .
‹ صفحه 139 ›

نيف وعشرين صحابيا ، ومر له طرق مبسوطة . . . ، وفي بعض تلك الطرق أنه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة ، وفي أخرى أنه قاله بالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه ، وفي أخرى أنه قال ذلك بغدير خم ، وفي أخرى أنه قال ذلك لما قام خطيبا بعد انصرافه من الطائف ( 1 ) كما مر ، ولا تنافي إذ لا مانع من أنه كرر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها ، اهتماما بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة ( 2 ) .

----------
( 1 ) لم نجده في المصادر ، ولعله إشارة إلى ما روي عن عبد الرحمن بن عوف حيث قال : لما افتتح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مكة انصرف إلى الطائف فحاصرها تسع عشرة أو ثمان عشرة لم يفتحها ثم أوغل روحة أو غدوة ثم نزل ثم هجر . فقال : أيها الناس ! إني فرط لكم وأوصيكم بعترتي خيرا وإن موعدكم الحوض ( مسند أبي يعلى : 1 / 393 / 856 ، المستدرك على الصحيحين : 2 / 131 / 2559 وفيه " ثمانية أو سبعة " ،
تاريخ دمشق : 2 / 368 / 867 وفيه " سبع عشرة ليلة أو ثمان عشرة " ، المطالب العالية : 4 / 56 / 3949 وفيه " سبعة عشر أو ثمانية عشر " ، أمالي الطوسي : 504 / 1104 ، المناقب للكوفي : 1 / 488 / 395 نحوه ) ، التهجير : التبكير إلى كل شئ والمبادرة إليه ، يقال : هجر يهجر تهجيرا فهو مهجر وهي لغة حجازية ( النهاية : 5 / 246 ) .
( 2 ) الصواعق المحرقة : 150 .
‹ صفحه 140 ›

( 1 / 3 )

خلفاء الله

189 - كميل بن زياد : أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فأخرجني إلى الجبان ( 1 ) ، فلما أصحر تنفس الصعداء ، ثم قال : . . . اللهم بلى ! لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة ، إما ظاهرا مشهورا ، وإما خائفا مغمورا ، لئلا تبطل حجج الله وبيناته ، وكم ذا وأين أولئك ؟ ! أولئك - والله - الأقلون عددا ، والأعظمون عند الله قدرا ، يحفظ الله بهم حججه وبيناته ، حتى يودعوها نظراءهم ، ويزرعوها في قلوب أشباههم .

 هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة ، وباشروا روح اليقين ، واستلانوا ما استعوره ( 2 ) المترفون ، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون ، وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى . أولئك خلفاء الله في أرضه ، والدعاة إلى دينه ، آه آه شوقا إلى رؤيتهم ! ( 3 ) .

190 - الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) - في دعائه يوم عرفة - : رب صل على أطائب أهل بيته الذين اخترتهم لأمرك ، وجعلتهم خزنة علمك ، وحفظة دينك ، وخلفاءك في أرضك ، وحججك على عبادك ، وطهرتهم من الرجس والدنس تطهيرا بإرادتك ، وجعلتهم الوسيلة إليك ، والمسلك إلى جنتك ( 4 ) .

----------
( 1 ) الجبان والجبانة : الصحراء . ( الصحاح : 5 / 2091 ) .
( 2 ) أي ما عدوه وعرا وخشنا .
( 3 ) نهج البلاغة : الحكمة 147 ، الخصال : 186 / 257 ، كمال الدين : 291 / 2 ، تاريخ اليعقوبي : 2 / 206 ، خصائص الأئمة ( عليهم السلام ) : 106 ، حلية الأولياء : 1 / 79 ، كنز العمال : 10 / 262 / 29391 ، أمالي الشجري : 1 / 66 ، مناقب الإمام أمير المؤمنين للكوفي : 2 / 95 / 581 نحوه .
( 4 ) الصحيفة السجادية : الدعاء 47 ص 190 .
191 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) : الأئمة خلفاء الله عز وجل في أرضه ( 1 ) .

192 - علي بن حسان : سئل الرضا ( عليه السلام ) في إتيان قبر أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) ، فقال : صلوا في المساجد حوله ، ويجزئ في المواضع كلها أن تقول : السلام على أولياء الله وأصفيائه ، السلام على أمناء الله وأحبائه ، السلام على أنصار الله وخلفائه ( 2 ) .

193 - الإمام الهادي ( عليه السلام ) - في الزيارة الجامعة التي يزار بها الأئمة ( عليهم السلام ) - : أشهد أنكم الأئمة الراشدون المهديون . . . أيدكم بروحه ، ورضيكم خلفاء في أرضه ( 3 ) .

( 1 / 4 )

خلفاء النبي ( صلى الله عليه وآله )

194 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي اثنا عشر ، أولهم أخي وآخرهم ولدي ، قيل : يا رسول الله ، ومن أخوك ؟ قال : علي بن أبي طالب . قيل : فمن ولدك ؟ قال : المهدي الذي يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ( 4 ) .

195 - الإمام علي ( عليه السلام ) - في صفة الإمام المهدي ( عليه السلام ) - : قد لبس للحكمة جنتها ( 5 ) ، وأخذها بجميع أدبها ، من الإقبال عليها والمعرفة بها والتفرغ لها ، فهي عند نفسه ضالته

----------
( 1 ) الكافي : 1 / 193 / 1 عن الجعفري .
( 2 ) الفقيه : 2 / 608 / 3212 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 271 / 1 ، كامل الزيارات : 315 ، الكافي : 4 / 579 / 2 وفيه " علي بن حسان عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) : سئل أبي عن إتيان قبر الحسين ( عليه السلام ) فقال : صلوا . . . " .
( 3 ) التهذيب : 6 / 97 / 177 ، وراجع أيضا : ص 122 / 169 من كتابنا هذا .
( 4 ) كمال الدين : 280 / 27 ، فرائد السمطين : 2 / 312 / 562 كلاهما عن عبد الله بن عباس .
( 5 ) جنة الحكمة : ما يحفظها على صاحبها من الزهد والورع ، فالجنة هي السترة أو الدرع . ( لسان العرب : 13 / 94 ) .
‹ صفحه 142 ›

التي يطلبها ، وحاجته التي يسأل عنها . فهو مغترب إذا اغترب الاسلام ، وضرب بعسيب ( 1 ) ذنبه ، وألصق الأرض بجرانه ( 2 ) . بقية من بقايا حجته خليفة من خلائف أنبيائه ( 3 ) .

196 - عنه ( عليه السلام ) - في صفة آل محمد ( عليهم السلام ) - : هم الأئمة الطاهرون ، والعترة المعصومون ، والذرية الأكرمون ، والخلفاء الراشدون ( 4 ) .

197 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : الأئمة بمنزلة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلا أنهم ليسوا بأنبياء ، ولا يحل لهم من النساء ما يحل للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فأما ما خلا ذلك فهم فيه بمنزلة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 5 ) .

( 1 / 5 )

أوصياء النبي ( صلى الله عليه وآله )

 198 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أنا سيد الأنبياء والمرسلين وأفضل من الملائكة المقربين ، وأوصيائي سادة أوصياء النبيين والمرسلين ( 6 ) .

199 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : أنا سيد النبيين ، وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين ، وإن أوصيائي بعدي اثنا عشر ، أو لهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم ( 7 ) .

----------
(1 ) العسيب : عظم الذنب . ( لسان العرب : 1 / 599 ) .
( 2 ) جران البعير : مقدم عنقه من مذبحه إلى منحره . ( القاموس المحيط : 4 / 209 ) .
( 3 ) نهج البلاغة : الخطبة 182 .
( 4 ) مشارق أنوار اليقين : 118 عن طارق بن شهاب .
( 5 ) الكافي : 1 / 270 / 7 عن محمد بن مسلم .
( 6 ) أمالي الصدوق : 245 / 12 ، بشارة المصطفى : 34 كلاهما عن ابن عباس .
( 7 ) كمال الدين : 280 / 29 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 64 / 31 ، فرائد السمطين : 2 / 313 / 564 كلها عن ابن عباس .
‹ صفحه 143 ›

200 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : لكل نبي وصي ووارث ، وإن عليا وصيي ووارثي ( 1 ) .

201 - سلمان : قلت : يا رسول الله ، لكل نبي وصي فمن وصيك ؟ فسكت عني ، فلما كان بعد رآني فقال : يا سلمان ، فأسرعت إليه قلت : لبيك ، قال : تعلم من وصي موسى ؟ قلت : نعم ، يوشع بن نون ، قال : لم ؟ قلت : لأنه كان أعلمهم ، قال : فإن وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي ابن أبي طالب ( 2 ) .

202 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - في حديث المعراج - : يا رب ، ومن أوصيائي ؟ فنوديت : يا محمد ، أوصياؤك المكتوبون على ساق عرش ، فنظرت وأنا بين يدي ربي جل جلاله إلى ساق العرش ، فرأيت اثني عشر نورا ، في كل نور سطر أخضر مكتوب عليه اسم وصي من أوصيائي ، أولهم علي بن أبي طالب ، وآخرهم مهدي أمتي . فقلت : يا رب ، هؤلاء أوصيائي من بعدي ؟ فنوديت : يا محمد ، هؤلاء أوليائي وأحبائي وأصفيائي وحججي بعدك على بريتي ، وهم أوصياؤك وخلفاؤك وخير خلقي بعدك ( 3 ) .

203 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) - لابنته فاطمة ( عليها السلام ) وقد بكت لما رأته في مرضه الذي قبض فيه وشكت إليه خوفها على نفسها وولديها الضيعة بعده - : يا فاطمة ، أما علمت أنا أهل بيت أختا الله عز وجل لنا الآخرة على الدنيا ، وأنه حتم الفناء على جميع

----------
( 1 ) الفردوس : 3 / 336 / 5009 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 3 / 5 / 1021 و 1022 ، المناقب للخوارزمي : 84 / 74 كلها عن ابن بريدة عن أبيه ، المناقب لابن المغازلي : 200 / 238 عن عبد الله بن بريدة .
( 2 ) المعجم الكبير : 6 / 221 / 6063 ، كشف الغمة : 1 / 157 مختصرا .
( 3 ) علل الشرائع : 6 / 1 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 264 / 22 ، كمال الدين : 256 / 4 كلها عن عبد السلام بن صالح الهروي عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) .
‹ صفحه 144 ›

خلقه ، وأن الله تبارك وتعالى اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختارني من خلقه فجعلني نبيا .

ثم اطلع إلى الأرض اطلاعة ثانية فاختار منها زوجك ، وأوحى إلي أن أزوجك إياه ، وأتخذه وليا ووزيرا ، وأن أجعله خليفتي في أمتي ، فأبوك خير أنبياء الله ورسله ، وبعلك خير الأوصياء ، وأنت أول من يلحق بي من أهلي .

ثم اطلع إلى الأرض اطلاعة ثالثة فاختارك وولديك ، فأنت سيدة نساء أهل الجنة ، وابناك حسن وحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وأبناء بعلك أوصيائي إلى يوم القيامة ، كلهم هادون مهديون ، وأول الأوصياء بعدي أخي علي ، ثم حسن ، ثم حسين ، ثم تسعة من ولد الحسين في درجتي ، وليس في الجنة درجة أقرب إلى الله من درجتي ودرجة أبي إبراهيم ( 1 ) .

204 - الإمام الحسين ( عليه السلام ) : إن الله اصطفى محمدا ( صلى الله عليه وآله ) على خلقه ، وأكرمه بنبوته ، واختاره لرسالته ، ثم قبضه الله إليه وقد نصح لعباده ، وبلغ ما أرسل به ( صلى الله عليه وآله ) .

وكنا أهله وأولياءه وأوصياءه وورثته وأحق الناس بمقامه في الناس ، فاستأثر علينا قومنا بذلك ، فرضينا ، وكرهنا الفرقة ، وأحببنا العافية ، ونحن نعلم أنا أحق بذلك الحق المستحق علينا ممن تولاه ( 2 ) .

205 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : إن أقرب الناس إلى الله عز وجل وأعلمهم به وأرأفهم بالناس محمد ( صلى الله عليه وآله ) والأئمة ( عليهم السلام ) ، فادخلوا أين دخلوا وفارقوا من فارقوا - عني بذلك حسينا وولده ( عليهم السلام ) - فإن الحق فيهم ، وهم الأوصياء ، ومنهم الأئمة ، فأينما رأيتموهم فاتبعوهم ( 3 ) .

206 - محمد بن مسلم : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إن لله عز وجل خلقا من رحمته خلقهم من نوره ورحمته ، من رحمته لرحمته ، فهم عين الله الناظرة ، وأذنه

----------
( 1 ) كمال الدين : 263 / 10 عن سليم بن قيس الهلالي عن سلمان الفارسي ، كتاب سليم بن قيس : 2 / 565 .
 ( 2 ) تاريخ الطبري : 5 / 357 عن أبي عثمان النهدي ، البداية والنهاية : 8 / 157 .
( 3 ) كمال الدين : 328 / 8 عن أبي حمزة الثمالي .
‹ صفحه 145 ›

السامعة ، ولسانه الناطق في خلقه بإذنه ، على ما أنزل من عذر أو نذر أو حجة ، فبهم يمحو السيئات ، وبهم يدفع الضيم ، وبهم ينزل الرحمة ، وبهم يحيي ميتا ، وبهم يميت حيا ، وبهم يبتلي خلقه ، وبهم يقضي في خلقه قضيته . قلت : جعلت فداك ، من هؤلاء ؟ قال : الأوصياء ( 1 ) .

207 - الإمام الهادي ( عليه السلام ) - في الزيارة الجامعة التي يزار بها الأئمة ( عليهم السلام ) - : السلام على محال معرفة الله ، ومساكن بركة الله ، ومعادن حكمة الله ، وحفظة سر الله ، وحملة كتاب الله ، وأوصياء نبي الله ، وذرية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ورحمة الله وبركاته ( 2 ) .

 أقول : إن الأحاديث التي تدل على أن الأئمة من أهل البيت ( عليهم السلام ) هم أوصياء النبي ( صلى الله عليه وآله ) كثيرة جدا .

قال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي : قد وردت الأخبار الصحيحة بالأسانيد القوية أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أوصى بأمر الله تعالى إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وأوصى علي بن أبي طالب إلى الحسن ، وأوصى الحسن إلى الحسين ، وأوصى الحسين إلى علي بن الحسين ، وأوصى علي بن الحسين إلى محمد بن علي الباقر ، وأوصى محمد بن علي الباقر إلى جعفر بن محمد الصادق ، وأوصى جعفر بن محمد الصادق إلى موسى بن جعفر ، وأوصى موسى بن جعفر إلى ابنه علي بن موسى الرضا ، وأوصى علي بن موسى الرضا إلى ابنه محمد بن علي ، وأوصى محمد بن علي إلى ابنه علي بن محمد ، وأوصى علي بن محمد إلى ابنه الحسن بن علي ، وأوصى الحسن بن علي إلى ابنه حجة الله القائم بالحق ، الذي لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملأها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما ، صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين ( 3 ) .

----------
( 1 ) التوحيد : 167 / 1 ، معاني الأخبار : 16 / 10 .
( 2 ) التهذيب : 6 / 96 / 177 ، وراجع ص 122 / 169 من كتابنا هذا .
( 3 ) الفقيه : 4 / 177 باب الوصية من لدن آدم ( عليه السلام ) .
 ( 1 / 6 )

أحب الخلق إلى النبي ( صلى الله عليه وآله )

208 - أم سلمة : إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) بينا هو ذات يوم جالسا إذ أتته فاطمة ( عليها السلام ) ببرمة فيها عصيدة ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : أين علي وابناه ؟ قالت : في البيت ، قال : ادعيهم لي .

فأقبل علي والحسن والحسين بين يديه وفاطمة أمامه ، فلما بصر بهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) تناول كساء كان على المنامة خيبريا ، فجلل به نفسه وعليا والحسن والحسين وفاطمة ، ثم قال : اللهم إن هؤلاء أهل بيتي ، وأحب الخلق إلي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . فأنزل الله تعالى : * ( إنما يريد الله ليذهب . . . ) * ( 1 ) .

209 - الإمام علي ( عليه السلام ) : أتى رجل إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا رسول الله ، أي الخلق أحب إليك ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - وأنا إلى جنبه - : هذا وابناه وأمهما ، هم مني وأنا منهم ، وهم معي في الجنة هكذا - وجمع بين إصبعيه - ( 2 ) .

210 - جميع بن عمير التيمي : دخلت مع عمتي على عائشة ، فسئلت : أي الناس كان أحب إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قالت : فاطمة ، فقيل : من الرجال ؟ قالت : زوجها ، إن كان ما علمت صواما قواما ( 3 ) .

211 - جميع بن عمير : دخلت مع أمي إلى عائشة فسألتها عن علي ، فقالت : تسأليني عن رجل كان من أحب الناس إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكانت تحته ابنته وهي أحب الناس إليه ؟ ! لقد رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دعا عليا وفاطمة والحسن والحسين ، فألقى عليهم ثوبا فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، أذهب عنهم الرجس

----------
( 1 ) كشف الغمة : 1 / 45 ، وذكره أيضا في : 91 نحوه .
( 2 ) أمالي الطوسي : 452 / 100 عن زيد بن علي عن آبائه ( عليهم السلام ) .
( 3 ) سنن الترمذي : 5 / 701 / 3874 .
‹ صفحه 147 ›

وطهرهم تطهيرا ، [ قالت : ] فدنوت منه فقلت : يا رسول الله ، وأنا من أهل البيت ؟ فقال : تنحي فإنك على خير ( 1 ) .

 ( 1 / 7 )

أفضل الخلق

212 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : خير رجالكم علي بن أبي طالب ، وخير شبابكم الحسن والحسين ، وخير نسائكم فاطمة بنت محمد صلى الله عليهما ( 2 ) .

 213 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : أنا وأهل بيتي صفوة الله وخيرته من خلقه ( 3 ) .

 214 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : يا فاطمة ، ونحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع خصال لم يعط أحد قبلنا ولا يعطى أحد بعدنا : أنا خاتمة النبيين وأكرم النبيين على الله وأحب المخلوقين إلى الله عز وجل ، وأنا أبوك ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى الله وهو بعلك ، وشهيدنا خير الشهداء وأحبهم إلى الله ، وهو عمك حمزة بن عبد المطلب وهو عم أبيك وعم بعلك ، ومنا من له جناحان أخضران يطير في الجنة مع الملائكة حيث يشاء وهو ابن عم أبيك وأخو بعلك ، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين وهما سيدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما - والذي بعثني بالحق - خير منهما . يا فاطمة - والذي بعثني بالحق - إن منهما مهدي هذه الأمة ( 4 ) .

‹ صفحه 148 ›

215 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : أنا سيد النبيين ، وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين ، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، والأئمة بعدهما سادات المتقين ، ولينا ولي الله ، وعدونا عدو الله ، وطاعتنا طاعة الله ، ومعصيتنا معصية الله عز وجل ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ( 1 ) .

216 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : علي بن أبي طالب والأئمة من ولده بعدي سادة أهل الأرض وقادة الغر المحجلين يوم القيامة ( 2 ) .

217 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي أنا وأنت والأئمة من ولدك سادة في الدنيا وملوك في الآخرة ، من عرفنا فقد عرف الله ، ومن أنكرنا فقد أنكر الله عز وجل ( 3 ) .

 218 - ابن عباس : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعبد الرحمن بن عوف : يا عبد الرحمن ، أنتم أصحابي وعلي بن أبي طالب مني وأنا من علي ، فهو باب علمي ووصيي ، وهو وفاطمة والحسن والحسين هم خير الأرض عنصرا وشرفا وكرما ( 4 ) .

 219 - الإمام علي ( عليه السلام ) - في خطبة يصف بها النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) - : عترته خير العتر ، وأسرته خير الأسر ، وشجرته خير الشجر ( 5 ) .

 ( 1 / 8 )

مباهلة النبي ( صلى الله عليه وآله ) بهم

220 - عبد الرحمن بن كثير عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن الحسن بن علي ( عليهم السلام )

----------
( 1 ) مناقب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للكوفي : 2 / 132 / 617 .
( 2 ) تاريخ بغداد : 4 / 392 / 2280 عن عبد الله .
( 3 ) إحقاق الحق : 9 / 483 نقلا عن رسالة الاعتقاد عن أنس .
( 4 ) المعجم الكبير : 3 / 57 / 2675 عن علي المكي الهلالي ، وراجع أمالي الطوسي : 154 / 256 ، الخصال : 412 / 16 كلاهما عن أبي أيوب الأنصاري ، الغيبة للطوسي : 191 / 154 ، كشف الغمة : 1 / 154 كلاهما عن أبي سعيد الخدري ، كفاية الأثر : 63 عن جابر بن عبد الله الأنصاري .
( 5 ) نهج البلاغة : الخطبة 94 .
‹ صفحه 149 ›

- في بيان قوله تعالى : * ( ندع أبناءنا وأبناءكم . . . ) * - : أخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من الأنفس معه أبي ، ومن البنين إياي وأخي ، ومن النساء أمي فاطمة من الناس جميعا ، فنحن أهله ولحمه ودمه ونفسه ، ونحن منه وهو منا ( 1 ) .

221 - جابر : قدم على النبي ( صلى الله عليه وآله ) العاقب والطيب فدعاهما إلى الاسلام ، فقالا : أسلمنا يا محمد قبلك ! قال : كذبتما ، إن شئتما أخبرتكما ما يمنعكما من الاسلام .

قالوا : فهات أنبئنا . قال : حب الصليب وشرب الخمر وأكل لحم الخنزير ، قال جابر : فدعاهما إلى الملاعنة ، فواعداه على أن يغادياه بالغداة ، فغدا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيباه وأقرا له ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : والذي بعثني بالحق ، لو فعلا لأمطر الوادي عليهما نارا .

قال جابر : فيهم نزلت : * ( فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم . . . ) * ( 2 ) .

قال الشعبي : قال جابر : * ( أنفسنا وأنفسكم ) * رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعلي ( عليه السلام ) ، * ( وأبناءنا وأبناءكم ) * الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، * ( ونساءنا ونساءكم ) * فاطمة ( عليها السلام ) ( 3 ) .

222 - الزمخشري : روي أنهم لما دعاهم إلى المباهلة قالوا : حتى نرجع وننظر ، فلما تخالوا قالوا للعاقب ، وكان ذا رأيهم : يا عبد المسيح ، ما ترى ؟ فقال : والله لقد عرفتم يا معشر النصارى أن محمدا نبي مرسل ، ولقد جاءكم بالفصل من أمر صاحبكم . والله ، ما باهل قوم نبيا قط فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم ، ولئن فعلتم لتهلكن ، فإن أبيتم إلا إلف دينكم والإقامة على ما أنتم عليه فوادعوا

----------
( 1 ) أمالي الطوسي : 564 / 1174 ، ينابيع المودة : 1 / 165 / 1 .
( 2 ) آل عمران : 61 .
( 3 ) دلائل النبوة لأبي نعيم : 2 / 353 / 244 ، المناقب لابن المغازلي : 263 / 310 عن جابر بن عبد الله ، العمدة : 190 / 291 ، الطرائف : 46 / 38 .
‹ صفحه 150 ›

الرجل وانصرفوا إلى بلادكم .

فأتى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقد غدا محتضنا الحسين آخذا بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفها وهو يقول : إذا أنا دعوت فأمنوا ، فقال أسقف نجران : يا معشر النصارى ، إني لأرى وجوها لو شاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها ، فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة ، فقالوا : يا أبا القاسم ، رأينا أن لا نباهلك وأن نقرك على دينك ونثبت على ديننا .

 قال : فإذا أبيتم المباهلة فأسلموا يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم ، فأبوا .

قال : فإني أناجزكم ، فقالوا : ما لنا بحرب العرب طاقة ، ولكن نصالحك على أن لا تغزونا ولا تخيفنا ولا تردنا عن ديننا على أن نؤدي إليك كل عام ألفي حلة ، ألفا في صفر ، وألفا في رجب ، وثلاثين درعا عادية من حديد .

فصالحهم على ذلك وقال : والذي نفسي بيده ، إن الهلاك قد تدلى على أهل نجران ، ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ، ولاضطرم عليهم الوادي نارا ، ولاستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على رؤوس الشجر ، ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى يهلكوا . . .

ثم قال الزمخشري : وقدمهم في الذكر على الأنفس لينبه على لطف مكانهم وقرب منزلتهم ، وليؤذن بأنهم مقدمون على الأنفس مفدون بها ، وفيه دليل لا شئ أقوى منه على فضل أصحاب الكساء ( عليهم السلام ) ( 1 ) .

----------
  ( 1 ) الكشاف : 1 / 193 ، وراجع تفسير الطبري : 3 / الجزء 3 / 299 ، تفسير الفخر الرازي : 8 / 88 وقال في ذيل الرواية : واعلم أن هذه الرواية كالمتفق على صحتها عند أهل التفسير والحديث ، الإرشاد : 1 / 166 ، مجمع البيان : 2 / 762 ، تفسير القمي : 1 / 104 .
 ( 1 / 9 )

أولوا الأمر

* ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) * ( 1 ) .

223 - الإمام علي ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : شركائي الذين قرنهم الله بنفسه وبي وأنزل فيهم : * ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) * ، فإن خفتم تنازعا في أمر فأرجعوه إلى الله والرسول وأولي الأمر ، قلت : يا نبي الله ، من هم ؟ قال : أنت أو لهم ( 2 ) .

224 - عنه ( عليه السلام ) - لما قدم إلى الكوفة - : عليكم يا أهل هذا المصر بتقوى الله وطاعة من أطاع الله من أهل بيت نبيكم ، الذين هم أولى بطاعتكم فيما أطاعوا الله فيه ، من المنتحلين المدعين المقابلين إلينا ، يتفضلون بفضلنا ، ويجاحدونا ، وينازعونا حقنا ، ويدفعونا عنه . وقد ذاقوا وبال ما اجترحوا فسوف يلقون غيا ( 3 ) .

225 - هشام بن حسان : خطب الحسن بن علي ( عليهما السلام ) بعد بيعة الناس له بالأمر فقال : . . . أطيعونا فإن طاعتنا مفروضة ، إذ كانت بطاعة الله عز وجل ورسوله مقرونة ، قال الله عز وجل : * ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول ) * ، * ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) * ( 4 ) ( 5 ) .

----------
( 1 ) النساء : 59 .
( 2 ) شواهد التنزيل : 1 / 189 / 202 ، وراجع الاعتقادات وتصحيح الاعتقادات : 5 / 121 كلاهما عن سليم بن قيس ، كتاب سليم بن قيس : 6 / 626 .
( 3 ) أمالي المفيد : 127 / 5 عن عبد الرحمن بن عبيد ، الإرشاد : 1 / 260 نحوه .
( 4 ) النساء : 83 .
( 5 ) أمالي المفيد : 349 / 4 ، أمالي الطوسي : 122 / 188 ، وذكره أيضا في : 691 / 1469 ، الاحتجاج : 2 / 94 / 165 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 67 كلاهما عن موسى بن عقبة عن الإمام الحسين ( عليه السلام ) .
‹ صفحه 152 ›

226 - الإمام الحسين ( عليه السلام ) - في خطبته لمن جاء إلى محاصرته بكربلاء - : أما بعد ، أيها الناس ، فإنكم إن تتقوا وتعرفوا الحق لأهله يكن أرضى لله عنكم ، ونحن أهل بيت محمد أولى بولاية هذا الأمر عليكم من هؤلاء المدعين ما ليس لهم ، والسائرين فيكم بالجور والعدوان . وإن أبيتم إلا كراهية لنا والجهل بحقنا ، فكان رأيكم الآن غير ما أتتني به كتبكم وقدمت به علي رسلكم ، انصرفت عنكم ( 1 ) .

227 - الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) - في الدعاء - : . . . وصل على خيرتك اللهم من خلقك محمد وعترته الصفوة من بريتك الطاهرين ، واجعلنا لهم سامعين ومطيعين كما أمرت ( 2 ) .

228 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) - في قوله تعالى : * ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) * - : إيانا عني خاصة ، أمر جميع المؤمنين إلى يوم القيامة بطاعتنا ( 3 ) .

229 - أبو بصير : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن قول الله عز وجل ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) * فقال : نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، فقلت له : إن الناس يقولون : فما له لم يسم عليا وأهل بيته ( عليهم السلام ) في كتاب الله عز وجل ؟ فقال : قولوا لهم : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نزلت عليه الصلاة ولم يسم الله لهم ثلاثا ولا أربعا حتى كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هو الذي فسر ذلك لهم ، ونزلت عليه الزكاة ولم يسم لهم من كل أربعين درهما درهم حتى كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هو الذي فسر ذلك لهم ، ونزل الحج فلم يقل لهم طوفوا أسبوعا حتى كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فسر ذلك لهم ، ونزلت : * ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول

----------
( 1 ) الإرشاد : 2 / 79 ، وقعة الطف : 170 ، الكامل في التاريخ : 2 / 552 .
( 2 ) الصحيفة السجادية : الدعاء 34 ص 138 ، ينابيع المودة : 3 / 417 نقلا عن الصحيفة وزاد فيه " أي بقولك : أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " .
( 3 ) الكافي : 1 / 276 / 1 عن بريد العجلي .
‹ صفحه 153 ›

وأولي الأمر منكم ) * ونزلت في علي والحسن والحسين ( 1 ) .

230 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) - في هذه الآية : * ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) * - : وأولوا الأمر هم الأئمة من أهل البيت ( عليهم السلام ) ( 2 ) .

231 - ابن أبي يعفور : دخلت علي أبي عبد الله ( عليه السلام ) وعنده نفر من أصحابه - في حديث طويل يرويه إلى أن قال : - فقال لي : يا بن أبي يعفور ، إن الله عز وجل هو الآمر بطاعته وطاعة رسوله وطاعة أولي الأمر الذين هم أوصياء رسوله . يا ابن أبي يعفور ، فنحن حجج الله في عباده ، وشهداؤه على خلقه ، وأمناؤه في أرضه ، وخزانه على علمه ، والداعون إلى سبيله ، والعاملون بذلك ، فمن أطاعنا أطاع الله ، ومن عصانا فقد عصى الله ( 3 ) .

 ( 1 / 10 )

 أهل الذكر

232 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - في قول الله عز وجل : * ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) * ( 4 ) - : أنا ، والأئمة أهل الذكر ( 5 ) .

233 - الإمام علي ( عليه السلام ) : نحن أهل الذكر ( 6 ) .

----------
› ( 1 ) الكافي : 1 / 286 / 1 ، شواهد التنزيل : 1 / 191 / 203 ، تفسير العياشي : 1 / 249 / 169 كلاهما عن أبي بصير عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) .
( 2 ) ينابيع المودة : 1 / 341 / 2 ، المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 15 .
( 3 ) الزهد للحسين بن سعيد : 104 / 286 ، وراجع الكافي : 1 / 185 باب فرض طاعة الأئمة ( عليهم السلام ) ، البحار : 23 / 283 باب وجوب طاعتهم وأنهم أولوا الأمر ، إحقاق الحق : 3 / 424 ، و : 14 / 348 .
( 4 ) النحل : 43 .
( 5 ) الكافي : 1 / 210 / 1 عن عبد الله بن عجلان عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، تأويل الآيات الظاهرة : 259 .
( 6 ) ينابيع المودة : 1 / 357 / 12 ، المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 98 ، العمدة : 288 / 468 كلها عن تفسير الثعلبي .
‹ صفحه 154 ›

234 - الحارث : سألت عليا عن هذه الآية : * ( فاسألوا أهل الذكر ) * ، فقال : والله إنا لنحن أهل الذكر ، نحن أهل العلم ، ونحن معدن التأويل والتنزيل ، ولقد سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأته من بابه ( 1 ) .

235 - الإمام علي ( عليه السلام ) : ألا إن الذكر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ونحن أهله ، ونحن الراسخون في العلم ، ونحن منار الهدى ، وأعلام التقى ، ولنا ضربت الأمثال ( 2 ) .

236 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) - في قوله تعالى : * ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) * - : نحن أهل الذكر ( 3 ) .

237 - عنه ( عليه السلام ) - في قوله تعالى : * ( فاسألوا أهل الذكر ) *  : هم الأئمة من عترة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 4 ) .

238 - هشام : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن قول الله تبارك وتعالى : * ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) * من هم ؟ قال : نحن . قلت : علينا أن نسألكم ؟ قال : نعم ، قلت : فعليكم أن تجيبونا ؟ قال : ذاك إلينا ( 5 ) .

239 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : للذكر معنيان : القرآن ومحمد ( صلى الله عليه وآله ) ، ونحن أهل الذكر بكلا معنييه ( 6 ) ، أما معناه القرآن فقوله تعالى : * ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما

----------
( 1 ) شواهد التنزيل : 1 / 432 / 459 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 179 إلى قوله " والتنزيل " .
( 2 ) المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 98 .
( 3 ) تفسير الطبري : 10 / الجزء 17 / 5 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 178 عن محمد بن مسلم وجابر الجعفي ، تفسير فرات الكوفي : 235 / 315 عن حسين بن سعيد ، تأويل الآيات الظاهرة : 259 عن جابر بن يزيد ومحمد بن مسلم ، تفسير القمي : 2 / 68 عن زرارة .
( 4 ) شواهد التنزيل : 1 / 437 / 466 عن الفضيل بن يسار ، وراجع : 434 - 437 .
( 5 ) أمالي الطوسي : 664 / 1390 ، وراجع الكافي : 1 / 211 / 6 .
( 6 ) وفي المصدر " معنيه " والصحيح ما أثبتناه في المتن .
‹ صفحه 155 ›

نزل إليهم ) * ( 1 ) وقوله تعالى : * ( وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ) * ( 2 ) وأما معناه محمد ( صلى الله عليه وآله ) فالآية في سورة الطلاق : * ( فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا * رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ) * ( 3 ) ( 4 ) .

240 - عنه ( عليه السلام ) - في حديث طويل - : قال جل ذكره : * ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) * قال : الكتاب [ هو ] الذكر ، وأهله آل محمد ( عليهم السلام ) ، أمر الله عز وجل بسؤالهم ، ولم يؤمروا بسؤال الجهال ( 5 ) .

241 - عنه ( عليه السلام ) - في قول الله تعالى : * ( وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ) * - : الذكر القرآن ، ونحن قومه ، ونحن المسؤولون ( 6 ) .

 242 - ابن بكير عن حمزة بن محمد الطيار أنه عرض علي أبي عبد الله ( عليه السلام ) بعض خطب أبيه ، حتى إذا بلغ موضعا منها قال له : كف واسكت ، ثم قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : لا يسعكم فيما ينزل بكم مما لا تعلمون إلا الكف عنه والتثبت والرد إلى أئمة الهدى حتى يحملوكم فيه على القصد ، ويجلوا عنكم فيه العمى ، ويعرفوكم فيه الحق ، قال الله تعالى : * ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) * ( 7 ) .

 243 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) - في رسالة إلى أصحابه - : أيتها العصابة المرحومة المفلحة ، إن

----------
( 1 ) النحل : 44 .
( 2 ) الزخرف : 44 .
( 3 ) الطلاق : 10 و 11 .
( 4 ) ينابيع المودة : 1 / 357 / 14 عن عبد الحميد بن أبي الديلم .
( 5 ) الكافي : 1 / 295 / 3 .
( 6 ) الكافي : 1 / 211 / 5 ، تفسير القمي : 2 / 286 عن عبد الرحمن بن كثير ، بصائر الدرجات : 37 / 1 عن الفضيل ، وذكره أيضا في : 37 / 6 عن بريد بن معاوية عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) .
 ( 7 ) الكافي : 1 / 50 / 10 وراجع المحاسن : 1 / 341 / 703 ، تفسير العياشي : 2 / 260 / 30 .
‹ صفحه 156 ›

الله أتم لكم ما آتاكم من الخير ، واعلموا أنه ليس من علم الله ولا من أمره أن يأخذ أحد من خلق الله في دينه بهوى ولا رأي ولا مقاييس ، قد أنزل الله القرآن ، وجعل فيه تبيان كل شئ ، وجعل للقرآن ولتعلم القرآن أهلا ، لا يسع أهل علم القرآن الذين آتاهم الله علمه أن يأخذوا فيه بهوى ولا رأي ولا مقاييس ، أغناهم الله عن ذلك بما آتاهم من علمه ، وخصهم به ، ووضعه عندهم ، كرامة من الله أكرمهم بها ، وهم أهل الذكر الذين أمر الله هذه الأمة بسؤالهم ( 1 ) .

 ( 1 / 11 )

حفظة الدين

- رسول الله ( صلى الله عليه وآله )

244 - لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) - : يا علي ، أنا وأنت وابناك الحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين أركان الدين ودعائم الاسلام ، من تبعنا نجا ، ومن تخلف عنا فإلى النار ( 2 ) .

245 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : إن في كل خلف من أمتي عدلا من أهل بيتي ، ينفي عن هذا الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين . وإن أئمتكم قادتكم إلى الله عز وجل ، فانظروا بمن تقتدون في دينكم وصلاتكم ( 3 ) .

----------
( 1 ) الكافي : 8 / 5 / 1 عن إسماعيل بن مخلد السراج ، وراجع : " في أنهم : أهل الذكر " ، الكافي : 1 / 210 باب أن أهل الذكر الذين أمر الله الخلق بسؤالهم هم الأئمة ( عليهم السلام ) ، وأيضا : 4 / 599 ، و : 1 / 259 / 3 ، البحار : 23 / 172 باب 9 ، أمالي الطوسي : 664 / 1290 ، روضة الواعظين : 224 ، بصائر الدرجات : 37 / 5 و : 40 / 10 و : 511 / 23 ، كامل الزيارات : 54 ، إحقاق الحق : 2 / 482 و 483 ، و : 14 / 371 - 375 .
( 2 ) أمالي المفيد : 217 / 4 ، بشارة المصطفى : 49 وفيه " فإلى النار هوى " وكلاهما عن جابر بن يزيد عن الإمام الباقر عن آبائه ( عليهم السلام ) .
( 3 ) كمال الدين : 221 / 7 عن أبي الحسن الليثي عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، وراجع قرب الإسناد : 77 / 250 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، المناقب لابن شهرآشوب : 1 / 245 ، كنز الفوائد : 1 / 330 .
‹ صفحه 157 ›

246 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن العلماء ورثة الأنبياء ، وذاك أن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا ، وإنما أورثوا أحاديث من أحاديثهم ، فمن أخذ بشئ منها فقد أخذ حظا وافرا ، فانظروا علمكم هذا عمن تأخذونه ؟ فإن فينا أهل البيت في كل خلف عدولا ، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ( 1 ) .

247 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) - في صفة الإمام - : ناصح لعباد الله ، حافظ لدين الله ( 2 ) .

( 1 / 12 )

أبواب الله

 248 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : نحن باب الله الذي يؤتى منه . بنا يهتدي المهتدون ( 3 ) .

249 - الإمام علي ( عليه السلام ) - في خطبة يذكر فيها فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) - : نحن الشعار ( 4 ) والأصحاب ، الخزنة والأبواب ، ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها ، فمن أتاها من غير أبوابها سمي سارقا ( 5 ) .

250 - عنه ( عليه السلام ) : إن الله تبارك وتعالى لو شاء لعرف العباد نفسه ، ولكن جعلنا أبوابه وصراطه ، وسبيله والوجه الذي يؤتى منه ، فمن عدل عن ولايتنا أو فضل علينا غيرنا فإنهم عن الصراط لناكبون ، فلا سواء من اعتصم الناس به ( 6 ) ، ولا سواء

----------
( 1 ) الكافي : 1 / 32 / 2 ، بصائر الدرجات : 10 / 1 كلاهما عن أبي البختري .
( 2 ) الكافي : 1 / 202 / 1 عن عبد العزيز بن مسلم .
( 3 ) فضائل الشيعة : 50 / 7 ، تأويل الآيات الظاهرة : 498 كلاهما عن أبي سعيد الخدري .
( 4 ) الشعار : الثوب الذي يلي الجسد لأنه يلي شعره ، ويراد به الخاصة والبطانة . ( النهاية : 2 / 480 ) .
( 5 ) نهج البلاغة : الخطبة 154 .
( 6 ) قال الفيض الكاشاني : يعني ليس كل من اعتصم به الناس سواء في الهداية ، ولا سواء فيما يسقيهم ، بل بعضهم يهديهم إلى الحق وإلى صراط مستقيم ، ويسقيهم من عيون صافية ، وبعضهم يذهب بهم إلى الباطل وإلى طريق الضلال ، ويسقيهم من عيون كدرة ، كما يفسره فيما بعد ، " يفرغ " أي يصب بعضها في بعض حتى يفرغ ( الوافي : 2 / 87 ) .
‹ صفحه 158 ›

حيث ذهب الناس إلى عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض ، وذهب من ذهب إلينا إلى عيون صافية تجري بأمر ربها ، لا نفاد لها ولا انقطاع ( 1 ) .

 251 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : الأوصياء هم أبواب الله عز وجل التي يؤتى منها ، ولولاهم ما عرف الله عز وجل ، وبهم احتج الله تبارك وتعالى على خلقه ( 2 ) .

 ( 1 / 13 )

عرفاء الله

252 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - لعلي ( عليه السلام ) - : ثلاث اقسم أنهن حق : إنك والأوصياء من بعدك عرفاء لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتكم ، وعرفاء لا يدخل الجنة إلا من عرفكم وعرفتموه ، وعرفاء لا يدخل النار إلا من أنكركم وأنكرتموه ( 3 ) .

253 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) - لعلي ( عليه السلام ) - : يا علي ، أنت والأوصياء من ولدك أعراف بين الجنة والنار ، لا يدخلها إلا من عرفكم وعرفتموه ، ولا يدخل النار إلا من أنكركم وأنكرتموه ( 4 ) .

----------
(1 ) الكافي : 1 / 184 / 9 ، مختصر بصائر الدرجات : 55 كلاهما عن مقرن عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، تفسير فرات الكوفي : 143 / 174 عن الأصبغ بن نباتة نحوه .
( 2 ) الكافي : 1 / 193 / 2 عن أبي بصير .
( 3 ) الخصال : 150 / 183 عن نصر العطار عمن رفعه .
( 4 ) دعائم الاسلام : 1 / 25 ، إرشاد القلوب : 298 عن سليم بن قيس ، المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 233 ، تفسير العياشي : 2 / 18 / 44 وفيه " بعدك " بدل " ولدك " ، ينابيع المودة : 1 / 304 / 3 كلاهما عن سلمان الفارسي .
‹ صفحه 159 ›

254 - الإمام علي ( عليه السلام ) : إنما الأئمة قوام الله على خلقه ، وعرفاؤه على عباده ، ولا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه ، ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه ( 1 ) .

255 - عنه ( عليه السلام ) - في أحوال القيامة - : الأوصياء أصحاب الصراط ، وقوف عليه ، لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه ، ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه ، لأنهم عرفاء الله ، عرفهم عليهم عند أخذ المواثيق عليهم ، ووصفهم في كتابه فقال جل وعز : * ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ) * ( 2 ) هم الشهداء على أوليائهم ، والنبي الشهيد عليهم ( 3 ) .

256 - هلقام عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) : سألته عن قول الله : * ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ) * : ما يعني بقوله * ( وعلى الأعراف رجال ) * ؟ قال : ألستم تعرفون عليكم عرفاء ( 4 ) على قبائلكم ليعرفون ( ليعرفوا - خ ل ) من فيها من صالح أو طالح ؟ قلت : بلى ، قال : فنحن أولئك الرجال الذين يعرفون كلا بسيماهم ( 5 ) .

257 - أبان بن عمر : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) فدخل عليه سفيان بن مصعب العبدي فقال : جعلني الله فداك ، ما تقول في قوله تعالى ذكره : * ( وعلى الأعراف رجال ) * الآية ؟ قال : هم الأوصياء من آل محمد الاثنا عشر ، لا يعرف الله إلا من عرفهم وعرفوه ، قال : فما الأعراف جعلت فداك ؟ قال : كثائب ( 6 ) من مسك عليها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والأوصياء ، يعرفون كلا بسيماهم ( 7 ) .

----------
( 1 ) نهج البلاغة : الخطبة 152 ، غرر الحكم : 3911 .
( 2 ) الأعراف : 46 .
( 3 ) بصائر الدرجات : 498 / 9 عن زر بن حبيش ، مختصر بصائر الدرجات : 53 .
( 4 ) عريف القوم : سيدهم ، والعريف : القيم والسيد لمعرفته بسياسة القوم . ( لسان العرب : 9 / 238 ) .
( 5 ) تفسير العياشي : 2 / 18 / 43 .
( 6 ) الكثائب جمع الكثيب ، وهو التل المستطيل المحدودب من الرمل . ( تاج العروس : 2 / 354 ) .
( 7 ) البحار : 24 / 252 / 13 نقلا عن كتاب المقتضب ، وراجع المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 233 .
‹ صفحه 160 ›

( 1 / 14 )

 أركان الأرض

258 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) باب الله الذي لا يؤتى إلا منه ، وسبيله الذي من سلكه وصل إلى الله عز وجل ، وكذلك كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من بعده ، وجرى للأئمة ( عليهم السلام ) واحدا بعد واحد ، جعلهم الله عز وجل أركان الأرض أن تميد بأهلها ، وعمد الاسلام ، ورابطة على سبيل هداه ، لا يهتدي هاد إلا بهداهم ، ولا يضل خارج من الهدي إلا بتقصير عن حقهم ، أمناء الله على ما أهبط من علم أو عذر أو نذر ، والحجة البالغة على من في الأرض ، يجري لآخرهم من الله مثل الذي جرى لأولهم ، ولا يصل أحد إلى ذلك إلا بعون الله ( 1 ) .

259 - عنه ( عليه السلام ) - في زيارة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) - : أنتم أهل بيت الرحمة ، ودعائم الدين ، وأركان الأرض ، والشجرة الطيبة ( 2 ) .

260 - عنه ( عليه السلام ) : نحن في الأرض بنيان ، وشيعتنا عرى ( 3 ) الاسلام ( 4 ) .

( 1 / 15 )

أركان العالم

261 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - في صفة الأئمة من ولد علي ( عليهم السلام ) - : خلفائي وأوصيائي وأولادي وعترتي . . . بهم يمسك الله عز وجل السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ، وبهم

----------
  ( 1 ) الكافي : 1 / 198 / 3 عن أبي الصامت ، وراجع 196 / 1 ، و : 197 / 2 ، الاختصاص : 21 ، بصائر الدرجات : 199 / 1 .
( 2 ) التهذيب : 6 / 28 / 53 عن موسى بن ظبيان ، الفقيه : 2 / 591 / 3197 مرسلا ، كامل الزيارات : 45 مرسلا .
( 3 ) العروة : المقبض ، وجمعها عرى . ( لسان العرب : 15 / 45 ) .
( 4 ) تفسير العياشي : 2 / 243 / 18 عن أبي بصير .
يحفظ الله الأرض أن تميد بأهلها ( 1 ) .

262 - الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : نحن أئمة المسلمين ، وحجج الله على العالمين ، وسادة المؤمنين ، وقادة الغر المحجلين ، وموالي المؤمنين ، ونحن أمان أهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء ، ونحن الذين بنا يمسك الله السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ، وبنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها ، وبنا ينزل الغيث ، وبنا ينشر الرحمة ، ويخرج بركات الأرض ، ولولا ما في الأرض منا لساخت بأهلها ( 2 ) .

263 - الإمام الهادي ( عليه السلام ) - في الزيارة الجامعة التي يزار بها الأئمة ( عليهم السلام ) - : موالي لا أحصي ثناءكم ، ولا أبلغ من المدح كنهكم ، ومن الوصف قدركم ، وأنتم نور الأخيار ، وهداة الأبرار ، وحجج الجبار ، بكم فتح الله ، وبكم يختم ، وبكم ينزل الغيث ، وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ( 3 ) .

 ( 1 / 16 )

أمان أهل الأرض

264 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : النجوم أمان لأهل السماء ، إذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض ( 4 ) .

----------
( 1 ) كمال الدين : 258 / 3 ، الاحتجاج : 1 / 168 / 34 ، كفاية الأثر : 145 ، كلها عن علي بن أبي حمزة عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) .
( 2 ) أمالي الصدوق : 156 / 15 ، كمال الدين : 207 / 22 ، ينابيع المودة : 1 / 75 / 11 ، فرائد السمطين : 1 / 45 / 11 كلها عن الأعمش عن الإمام الصادق عن أبيه ( عليهما السلام ) ، روضة الواعظين : 220 عن عمرو بن دينار .
( 3 ) التهذيب : 6 / 99 / 177 ، وراجع : ص 122 / 169 من كتابنا هذا .
( 4 ) فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 671 / 1145 ، الفردوس : 4 / 311 / 6913 ، ينابيع المودة : 1 / 71 / 1 كلها عن الإمام علي ( عليه السلام ) ، أمالي الطوسي : 379 / 812 ، جامع الأحاديث للقمي : 259 كلاهما عن ابن عباس وفيهما " لأمتي " بدل " لأهل الأرض " .
‹ صفحه 162 ›

265 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا ذهب أهل بيتي جاء أهل الأرض من الآيات ما كانوا يوعدون ( 1 ) .

266 - الإمام علي ( عليه السلام ) : نحن بيت النبوة ، ومعدن الحكمة ، أمان لأهل الأرض ، ونجاة لمن طلب ( 2 ) . ( 1 / 17 ) معدن الرسالة

267 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : نحن أهل بيت شجرة النبوة ، ومعدن الرسالة ، ليس أحد من الخلائق يفضل أهل بيتي غيري ( 3 ) .

268 - الإمام الحسين ( عليه السلام ) - لعتبة بن أبي سفيان - : إنا أهل بيت الكرامة ، ومعدن الرسالة ، وأعلام الحق الذين أودعه الله عز وجل قلوبنا ، وأنطق به ألسنتنا ( 4 ) .

269 - عنه ( عليه السلام ) - للوليد والي المدينة - : أيها الأمير ، إنا أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومهبط الرحمة ، بنا فتح الله وبنا ختم ( 5 ) .

270 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) - في خطبة له - : الحمد لله الذي حمد في الكتاب نفسه . . . وصلى الله على محمد خاتم النبوة وخير البرية ، وعلى آله آل الرحمة ، وشجرة النعمة

----------
( 1 ) ينابيع المودة : 1 / 71 / 2 عن أنس ، وراجع المستدرك على الصحيحين : 2 / 486 / 3676 ، مناقب الإمام أمير المؤمنين للكوفي : 2 / 142 / 623 ، علل الشرائع : 123 / 2 .
( 2 ) نثر الدر : 1 / 310 .
( 3 ) أمالي الشجري : 1 / 154 عن الإمام علي ( عليه السلام ) ، إحقاق الحق : 9 / 378 نقلا عن مناقب ابن المغازلي .
( 4 ) أمالي الصدوق : 130 / 1 عن عبد الله بن منصور عن الإمام الصادق عن أبيه عن جده ( عليهم السلام ) .
( 5 ) مقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 184 ، الملهوف : 98 .
‹ صفحه 163 ›

ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ( 1 ) .

271 - ابن عباس - في قوله تعالى : * ( فاسألوا أهل الذكر ) * - : هو محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) . هم أهل الذكر والعلم والعقل والبيان ، وهم أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ( 2 ) .

272 - ابن عباس : لما كان يوم وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقف ملك الموت على الباب فقال : السلام عليكم أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ، فاستأذن للدخول ، فقالت فاطمة : إنه لمشغول عنك ، حتى استأذن ثلاثا ، فالتفت رسول الله فقال : هو ملك الموت ( 3 ) .

273 - الإمام الهادي ( عليه السلام ) - في الزيارة الجامعة التي يزار بها الأئمة ( عليهم السلام ) - : السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومهبط الوحي ، ومعدن الرحمة ( 4 ) .

( 1 / 18 )

دعائم الحق

274 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - في صفة الأئمة ( عليهم السلام ) - : أئمة أبرار ، هم مع الحق والحق معهم ( 5 ) .

275 - الإمام علي ( عليه السلام ) : ألا وإن الله سبحانه قد جعل للخير أهلا ، وللحق دعائم ، وللطاعة

----------
( 1 ) الكافي : 5 / 373 / 7 ، عوالي اللآلي : 3 / 297 / 77 كلاهما عن معاوية بن حكيم .
( 2 ) إحقاق الحق : 3 / 482 ، الطرائف : 94 / 131 ، نهج الحق : 210 كلها عن الحافظ محمد بن موسى الشيرازي من علماء الجمهور ، واستخرجه من التفاسير الاثني عشر عن ابن عباس .
( 3 ) إحقاق الحق : 9 / 402 عن روضة الأحباب .
( 4 ) التهذيب : 6 / 96 / 177 ، وراجع : ص 122 / 169 من كتابنا هذا .
( 5 ) كفاية الأثر : 177 عن عطاء عن الإمام الحسين ( عليه السلام ) .
‹ صفحه 164 ›

عصما ( 1 ) .

276 - عنه ( عليه السلام ) : نحن دعاة الحق وأئمة الخلق وألسنة الصدق ، من أطاعنا ملك ، ومن عصانا هلك ( 2 ) .

277 - عنه ( عليه السلام ) : نحن أقمنا عمود الحق ، وهزمنا جيوش الباطل ( 3 ) .

 278 - عنه ( عليه السلام ) : نحن أمناء الله على عباده ومقيموا الحق في بلاده ، بنا ينجو الموالي وبنا يهلك المعادي ( 4 ) .

279 - عنه ( عليه السلام ) : لا تزلوا عن الحق وأهله ، فإنه من استبدل بنا أهل البيت هلك وفاتته الدنيا والآخرة ( 5 ) .

280 - الإمام الحسين ( عليه السلام ) : إنا أهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، والحق فينا ، وبالحق تنطق ألسنتنا ( 6 ) .

281 - الإمام الهادي ( عليه السلام ) - في الزيارة الجامعة التي يزار بها الأئمة ( عليهم السلام ) - : الحق معكم وفيكم ، ومنكم وإليكم ، وأنتم أهله ومعدنه ( 7 ) .

 ( 1 / 19 )

أمراء الكلام

282 - الإمام علي ( عليه السلام ) : إنا لأمراء الكلام ، وفينا تنشبت عروقه ( 8 ) ، وعلينا تهدلت

----------
( 1 ) نهج البلاغة : الخطبة 214 ، مختصر بصائر الدرجات : 195 .
( 2 ) غرر الحكم : 10001 .
( 3 ) غرر الحكم : 9969 .
( 4 ) غرر الحكم : 10004 .
( 5 ) غرر الحكم : 10413 ، الخصال : 626 / 10 عن أبي بصير ومحمد بن مسلم وفيه " لا تزولوا عن الحق وولاية أهل الحق . . . " .
( 6 ) الفتوح : 5 / 17 ، مقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 185 .
( 7 ) التهذيب : 6 / 97 / 177 ، وراجع : ص 122 / 169 من كتابنا هذا .
( 8 ) تنشبت العروق : علقت وثبتت ، والمراد من العروق الأفكار العالية والعلوم السامية . ( كما في هامش نهج البلاغة ، صبحي الصالح ) .
‹ صفحه 165 ›

غصونه ( 1 ) .

283 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) - في صفة الأئمة ( عليهم السلام ) - : جعلهم الله حياة للأنام ، ومصابيح للظلام ، ومفاتيح للكلام ( 2 ) .

( 1 / 20 )

سلمهم سلم النبي وحربهم حربه

284 - زيد بن أرقم : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) : أنا حرب لمن حاربتم ، وسلم لمن سالمتم ( 3 ) .

285 - زيد بن أرقم : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حنا في مرضه الذي قبض فيه على علي وفاطمة وحسن وحسين ، فقال : أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم ( 4 ) .

286 - أبو هريرة : نظر النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى علي وحسن وحسين وفاطمة ( عليهم السلام ) فقال : أنا حرب لمن حاربكم ، وسلم لمن سالمكم ( 5 ) .

287 - زيد بن أرقم : كنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو في الحجرة يوحى إليه ونحن ننتظره

----------
( 1 ) نهج البلاغة : الخطبة 233 ، غرر الحكم : 2774 وفيه " فروعه وأغصانه " بدل " عروقه وغصونه " .
( 2 ) الكافي : 1 / 204 / 2 عن إسحاق بن غالب .
( 3 ) سنن الترمذي : 5 / 699 / 3870 ، سنن ابن ماجة : 1 / 52 / 145 بتقديم وتأخير ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 161 / 4714 ، المعجم الكبير : 3 / 40 / 2619 ، مناقب الإمام أمير المؤمنين للكوفي : 2 / 156 / 634 ، وذكره أيضا في : 178 / 655 ، بشارة المصطفى : 61 ، وذكره أيضا في : 64 ، كشف الغمة : 2 / 154 .
( 4 ) تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر : 319 ، وراجع أمالي الطوسي : 336 / 680 .
( 5 ) مسند ابن حنبل : 3 / 446 / 9704 ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 161 / 4713 ، تاريخ بغداد : 7 / 137 ، المعجم الكبير : 3 / 40 / 2621 ، البداية والنهاية : 8 / 36 ، العمدة : 51 / 45 ، روضة الواعظين : 175 ، وراجع الغدير : 2 / 154 .
‹ صفحه 166 ›

حتى اشتد الحر ، فجاء علي بن أبي طالب ومعه فاطمة وحسن وحسين ( عليهم السلام ) ، فقعدوا في ظل حائط ينتظرونه ، فلما خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) رآهم فأتاهم ، ووقفنا نحن مكاننا ، ثم جاء إلينا هو يظلهم بثوبه ، ممسكا بطرف الثوب ، وعلي ممسك بطرفه الآخر وهو يقول : اللهم إني أحبهم ، فأحبهم ، اللهم إني سلم لمن سالمهم ، وحرب لمن حاربهم ، فقال ذلك ثلاث مرات ( 1 ) .

288 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا معاشر المسلمين ، أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة ( 2 ) ، وحرب لمن حاربهم ، وولي لمن والاهم ، لا يحبهم إلا سعيد الجد ( 3 ) طيب المولد ، ولا يبغضهم إلا شقي الجد ، ردئ الولادة ( 4 ) .

 289 - الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذات يوم جالسا وعنده علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، فقال : والذي بعثني بالحق بشيرا ، ما على وجه الأرض خلق أحب إلى الله عز وجل ولا أكرم عليه منا ، إن الله تبارك وتعالى شق لي اسما من أسمائه فهو محمود وأنا محمد ، وشق لك يا علي اسما من أسمائه فهو العلي الأعلى وأنت علي ، وشق لك يا حسن اسما من أسمائه فهو المحسن وأنت حسن ، وشق لك يا حسين اسما من أسمائه فهو ذو الإحسان وأنت حسين ، وشق لك يا فاطمة اسما من أسمائه فهو الفاطر وأنت فاطمة . ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) : اللهم إني أشهدك أني سلم لمن سالمهم ، وحرب لمن حاربهم ، ومحب لمن أحبهم ، ومبغض لمن أبغضهم ، وعدو لمن عاداهم ، وولي لمن والاهم ، لأنهم مني وأنا منهم ( 5 ) .

----------
( 1 ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 3 / 207 .
( 2 ) وفي الخيمة : علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) .
( 3 ) الجد : الحظ . ( القاموس المحيط : 1 / 281 ) .
( 4 ) المناقب للخوارزمي : 297 / 291 عن زيد بن يثيع عن أبي بكر .
( 5 ) معاني الأخبار : 55 / 3 عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن الإمام الصادق عن أبيه ( عليهما السلام ) .
‹ صفحه 167 ›

( 1 / 21 )

بهم فتح الدين وبهم يختم

290 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - لعلي ( عليه السلام ) - : يا علي ، إن بنا ختم الله الدين كما بنا فتحه ، وبنا يؤلف الله بين قلوبكم ( 1 ) بعد العداوة والبغضاء ( 2 ) .

291 - الإمام علي ( عليه السلام ) - في حديث أخبره فيه النبي ( صلى الله عليه وآله ) ما يقع على أمته من الفتن بعده ( صلى الله عليه وآله ) حتى يدركهم العدل - : يا رسول الله ، العدل منا أم من غيرنا ؟ فقال : بل منا ، بنا فتح الله وبنا يختم ، وبنا ألف الله بين القلوب بعد الشرك ، وبنا يؤلف بين القلوب بعد الفتنة ، فقلت : الحمد لله على ما وهب لنا من فضله ( 3 ) .

292 - عمر بن علي عن أبيه الإمام علي ( عليه السلام ) أنه قال للنبي ( صلى الله عليه وآله ) : أمنا المهدي أم من غيرنا يا رسول الله ؟ قال : بل منا [ بنا ] يختم الله كما بنا فتح ، وبنا يستنقذون من الشرك ، وبنا يؤلف الله بين قلوبهم بعد عداوة بينة ، كما بنا ألف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك . قال الإمام علي ( عليه السلام ) : أمؤمنون أم كافرون ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله ) : مفتون وكافر ( 4 ) .

293 - الإمام علي ( عليه السلام ) : قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي ، بكم يفتح هذا الأمر ، وبكم يختم ، عليكم بالصبر ، فإن العاقبة للمتقين ( 5 ) .

----------
( 1 ) كذا في المصدر ، ولعلها " قلوبهم " والله تعالى هو العالم .
( 2 ) أمالي المفيد : 251 / 4 ، أمالي الطوسي : 21 / 24 كلاهما عن عمر بن علي عن الإمام علي ( عليه السلام ) .
( 3 ) أمالي الطوسي : 66 / 96 ، أمالي المفيد : 9 / 290 كلاهما عن عمر بن علي ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 9 / 206 قال بعد الحديث : قد رواه كثير من المحدثين .
( 4 ) المعجم الأوسط : 1 / 57 / 157 ، الحاوي للفتاوي : 2 / 217 .
( 5 ) أمالي المفيد : 110 / 9 عن محمد بن عبد الله عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) .