في ذكر أنه أقرب الناس إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و أنه مولى من كان مولاه
أما قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنت مني بمنزلة هارون من موسى و قوله من كنت مولاه فعلي
مولاه فقد أوردت ذلك في عدة مواضع و هو من من الأحاديث المشهورة التي لم ينفرد أحد
بإيرادها دون أحد بل أوردها أصحاب الصحاح جميعهم و تداولوا حتى تنزلت منزلة
التواتر الذي لا يتداخله ريب و لا يتطرق عليه لبس .
و نقلت من مناقب الخوارزمي .
و قد أورده أحمد في مسنده عن ابن عباس عن
[289]
بريدة
الأسلمي قال : غزوت مع علي إلى اليمن فرأيت منه جفوة فقدمت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فذكرت
عليا (عليه السلام) فنقصته فرأيت وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تغير فقال يا بريدة أ لست أولى بالمؤمنين من
أنفسهم قلت بلى يا رسول الله فقال من كنت مولاه فعلي مولاه .
و نقلت من مسند
أحمد بن حنبل رحمه الله عن بريدة قال : بعثنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في سرية قال فلما قدمنا
قال كيف رأيتم صحابة صاحبكم قال فإما شكوته أو شكاه غيري قال فرفعت رأسي و كنت
رجلا مكبابا قال فإذا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد احمر وجهه و هو يقول من كنت وليه فعلي وليه .
و بالإسناد المذكور نقلا من مسند أحمد قال عبد الله بن بريدة قال حدثني
أبي بريدة قال : أبغضت عليا بغضا لم أبغضه أحدا قط قال و أحببت رجلا من قريش لم أحبه
إلا على بغضه عليا رضي الله عنه قال فبعث ذلك الرجل على خيل فصحبته ما أصحبه إلا
على بغضه عليا قال فأصبنا سبيا قال فكتب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ابعث لنا من يخمسه قال
فبعث إلينا عليا رضي الله عنه و في السبي وصيفة هي من أفضل السبي قال و قسم فخرج و
رأسه يقطر فقلنا يا أبا الحسن ما هذا قال أ لم تروا إلى الوصيفة التي كانت في
السبي فإني قسمت و خمست فصارت في الخمس ثم صارت في أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم صارت في آل
علي و وقعت بها قال فكتب الرجل إلى نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقلت ابعثني مصدقا قال فجعلت أقرأ
الكتاب و أقول صدق قال فأمسك يدي و الكتاب قال أ تبغض عليا قال قلت نعم قال فلا
تبغضه و إن كنت تحبه فازدد له حبا فو الذي نفس محمد بيده لنصيب علي في الخمس أفضل
من وصيفة قال فما كان من الناس أحد بعد قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أحب إلي من علي قال عبد
الله فو الذي لا إله غيره ما بيني و بين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذا الحديث غير أبي بريدة .
[290]
و بالإسناد عن بريدة من المسند المذكور قال : بعث
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعثين إلى اليمن على أحدهما علي بن أبي طالب رضي الله عنه و على الآخر
خالد بن الوليد فقال إذا التقيتم فعلي على الناس و إن افترقتما فكل واحد منكما على
جنده قال فلقينا بني زبيد من أهل اليمن فاقتتلنا فظهر المسلمون على المشركين
فقتلنا المقاتلة و سبينا الذرية فاصطفى علي امرأة من السبي لنفسه . قال بريدة فكتب
معي خالد بن الوليد إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يخبره بذلك فلما أتيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دفعت الكتاب
فقرأ عليه فرأيت الغضب في وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقلت يا رسول الله هذا مكان العائذ بك
بعثتني مع رجل و أمرتني بطاعته ففعلت ما أرسلت به .
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : لا تقع في علي
فإنه مني و أنا منه و هو وليكم بعدي .
و من صحيح الترمذي عن عمران بن حصين قال : بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جيشا و استعمل
عليهم علي بن أبي طالب فمشى في السرية و أصاب جارية فأنكروا عليه و تعاقدوا أربعة
من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا إذا لقينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أخبرناه بما صنع علي و كان
المسلمون إذا رجعوا من سفر بدءوا برسول الله فسلموا عليه ثم انصرفوا إلى رحالهم
فلما قدمت السرية سلموا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و قام أحد الأربعة فقال يا رسول الله أ لم
تر إلى علي بن أبي طالب صنع كذا و كذا فأعرض عنه رسول الله فقام الثاني فقال مثل
مقالته فأعرض عنه ثم قام الثالث فقال مثل مقالته فأعرض عنه ثم قام الرابع فقال مثل
ما قالوا فأقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و الغضب يعرف في وجهه فقال ما تريدون من علي إن عليا
مني و أنا منه و هو ولي كل مؤمن و مؤمنة من بعدي .
و من صحيحه : من كنت مولاه فعلي مولاه .
و منه : رحم الله
عليا اللهم أدر الحق معه حيث دار .
و أنت أيدك الله بلطفه إذا اعتبرت معاني هذه الأحاديث الواردة من هذه
الطرق
[291]
أمكنك معرفة الحق فإن قوله أ لست أولى بالمؤمنين من
أنفسهم و قوله و هو ولي كل مؤمن بعدي إلى غير ذلك صريح في إمامته و ظاهر في
التعيين عليه لا ينكره إلا من يريد دفع الحق بعد ثبوته و التغطية على الصواب بعد
بيانه و ستر نور الشمس بعد انتشار أشعتها شعر :
و ليس يصح في الأفهام شيء *** إذا احتاج النهار إلى دليل
و من أغرب الأشياء و أعجبها : أنهم يقولون إن قوله (صلى الله عليه وآله وسلم ) في مرضه مروا أبا
بكر يصلي بالناس نص خفي في توليته الأمر و تقليده أمر الأمة و هو على تقدير صحته
لا يدل على ذلك ; و متى سمعوا حديثا في أمر علي (عليه السلام) نقلوه عن وجهه و صرفوه عن مدلوله و
أخذوا في تأويله بأبعد محتملاته منكبين عن المفهوم من صريحه أو طعنوا في راويه و
ضعفوه و إن كان من أعيان رجالهم و ذوي الأمانة في غير ذلك عندهم هذا مع كون معاوية
بن أبي سفيان و عمرو بن العاص و المغيرة بن شعبة و عمران بن حطان الخارجي و غيرهم
من أمثالهم من رجال الحديث عندهم و روايتهم في كتب الصحاح عندهم ثابتة عالية يقطع
بها و يعمل عليها في أحكام الشرع و قواعد الدين و متى روى أحد عن زين العابدين علي
بن الحسين و عن ابنه الباقر و ابنه الصادق و غيرهم من الأئمة (عليهم السلام) نبذوا روايته و
اطرحوها و أعرضوا عنها فلم يسمعوها و قالوا رافضي لا اعتماد على مثله و إن تلطفوا
قالوا شيعي ما لنا و لنقله مكابرة للحق و عدولا عنه و رغبة في الباطل و ميلا إليه
و اتباعا لقول من قال إنا وجدنا ءاباءنا على أمة أو لعلهم رأوا ما جرت الحال عليه
أولا من الاستبداد بمنصب الإمامة فقاموا بنصر ذلك محامين عنه غير مظهرين لبطلانه و
لا معترفين به استنانا بحمية الجاهلية و هذا مجال طويل لا حاجة بنا إليه .
و من مناقب الخوارزمي عن جابر قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إن الله لما خلق
السماوات و الأرض دعاهن فأجبنه فعرض عليهن نبوتي و ولاية علي بن أبي طالب
فقبلتاهما ثم خلق الله الخلق و فوض إلينا أمر الدين فالسعيد من سعد بنا و الشقي
[292]
من شقي بنا نحن المحلون لحلاله و المحرمون لحرامه .
و روى الخطيب فخر خوارزم أيضا حديث غدير خم : و كونه (صلى الله عليه وآله وسلم) أخذ بضبعه حتى
نظر الناس إلى بياض إبطه ثم لم يفترقا حتى نزل الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ
دِينَكُمْ ... الآية فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
الله أكبر على
إكمال الدين و إتمام النعمة و رضا الرب برسالتي و الولاية لعلي بن أبي طالب ثم قال
اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله .
و أنشد حسان بن ثابت أبياتا و قد تقدمت .
و عنه عن رجاله عن
المطلب بن عبد الله قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لوفد ثقيف حين جاءوه لتسلمن أو ليبعثن
الله رجلا مني أو قال مثل نفسي فليضربن أعناقكم و ليسبين ذراريكم و ليأخذن أموالكم
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه فو الله ما تمنيت الإمارة إلا يومئذ جعلت أنصب
صدري له رجاء أن يقول هو هذا قال فالتفت إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأخذ بيده فقال : هو
هذا هو هذا .
و منه عن جابر قال :
دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا يوم الطائف فانتجاه فقال الناس لقد طال نجواه مع ابن عمه
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و الله ما أنا انتجيته و لكن الله انتجاه .
و ذكره النسائي في صحيحه و أورده الترمذي أيضا في صحيحه و ذكر بعد و لكن الله انتجاه يعني أن الله أمرني .
و نقلت من مسند أحمد بن حنبل و قد تكرر هذا
الحديث و لكني أوردته حيث جاءت معانيه و الفضائل فيه مجموعة في حديث واحد .
عن عمرو بن ميمون قال : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط قالوا يا
ابن عباس إما أن تقوم معنا و إما أن تخلونا يا هؤلاء قال فقال ابن عباس بل أقوم
معكم قال و هو يومئذ صحيح قبل أن يعمى قال فابتدءوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا
فجاء ينفض ثوبه و يقول أف و تف وقعوا في رجل له عشر وقعوا في رجل قال له النبي
[293]
(صلى الله عليه وآله وسلم) لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا يحب الله و رسوله قال
فاستشرف لها من استشرف قال أين علي قالوا هو في الرحل يطحن قال و ما كان أحدكم
يطحن قال فجاء و هو أرمد العين لا يكاد أن يبصر شيئا قال فنفث في عينه ثم هز
الراية ثلاثا فأعطاها إياه فجاء بصفية بنت حي .
قال : ثم بعث فلانا بسورة التوبة فبعث
عليا (عليه السلام) خلفه فأخذها منه و قال لا يذهب بها إلا رجل هو مني و أنا منه قال و قال
لبني عمه أيكم يواليني في الدنيا و الآخرة قال و علي معهم جالس فأبوا فقال علي أنا
أواليك في الدنيا و الآخرة قال فتركه ثم أقبل على رجل منهم فقال أيكم يواليني في
الدنيا و الآخرة فأبوا فقال علي أنا أواليك في الدنيا و الآخرة فقال أنت وليي في
الدنيا و الآخرة قال و كان علي (عليه السلام) أول من أسلم من الناس معه بعد خديجة قال و أخذ
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثوبه فوضعه على علي و فاطمة و حسن و حسين رحمة الله عليهم فقال
إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ
يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً قال و شرى علي نفسه و لبس ثوب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم نام مكانه قال
و كان المشركون يرمون رسول الله فجاء أبو بكر رحمه الله و علي نائم و أبو بكر يحسب
أنه نبي الله قال فقال يا نبي الله قال فقال له علي إن نبي الله قد انطلق نحو بئر
ميمون فأدركه فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار قال و جعل علي يرمى بالحجارة كما كان
يرمى نبي الله و هو يتضور و قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح ثم كشف عن رأسه
فقالوا إنك للئيم كان صاحبك نرميه و لا يتضور و أنت تتضور و قد استنكرنا ذلك قال و
خرج بالناس في غزوة تبوك قال فقال له علي أخرج معك فقال له نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا فبكى علي (عليه السلام) فقال له أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون
[294]
لوائي و هو
لواء الحمد فتسير به بين السماطين آدم و جميع الخلق يستظلون بظل من موسى (عليه السلام) إلا أنك
لست بنبي لا ينبغي أن أذهب إلا و أنت خليفتي قال و قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنت وليي في
كل مؤمن من بعدي قال و سد أبواب المسجد غير باب علي قال فيدخل المسجد جنبا و هو
طريقه ليس له طريق غيره قال و قال من كنت مولاه فإن مولاه علي و ذكر أنه كان بدريا
.
قلت : و هي فضيلة شاركه فيها غيره ممن شهد بدرا و الباقيات تفرد بهن ع
و قد أوردنا هذا الحديث فيما تقدم من مسند أحمد أيضا و تبعناه في إيراده مرتين
لاختلاف رواته و الحديث إذا أورده جماعة كان الوثوق به أشد و الاعتماد على صحته
أقوى .
و من مناقب
الخوارزمي عن عون بن أبي رافع عن أبيه عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال : دخلت على نبي الله
ص و
هو مريض فإذا رأسه في حجر رجل أحسن ما رأيت من الخلق و النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نائم فلما
دخلت إليه قال الرجل ادن إلى ابن عمك فأنت أحق به مني فدنوت منهما فقام الرجل و
جلست مكانه و وضعت رأس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجري كما كان في حجر الرجل فمكث ساعة ثم إن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) استيقظ فقال أين الرجل الذي كان رأسي في حجره فقلت لما دخلت عليك دعاني ثم
قال ادن إلى ابن عمك فأنت أحق به مني ثم قال فجلست مكانه فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فهل تدري من
الرجل فقلت لا بأبي أنت و أمي فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ذاك جبرئيل (عليه السلام) كان يحدثني حتى خف علي
وجعي و نمت و رأسي في حجره .
و من كتاب المناقب
: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) آخى بين المسلمين ثم قال يا علي أنت أخي و أنت مني بمنزلة هارون من
موسى غير أنه لا نبي بعدي أ ما علمت يا علي أن أول من يدعى به يوم القيامة يدعى بي
قال فأقوم عن يمين العرش في ظله فأكسى حلة خضراء من حلل الجنة ألا و إني أخبرك يا
علي أن أمتي أول الأمم يحاسبون يوم القيامة ثم أنت أول من يدعى لقرابتك مني و
منزلتك عندي و يدفع إليك
[295]
لوائي يوم القيامة و طوله مسيرة
ألف سنة سنانه ياقوتة حمراء قضيبه فضة بيضاء و زجه درة خضراء أوله ثلاث ذوائب من
نور ذؤابة في المشرق و ذؤابة في المغرب و الثالثة وسط الدنيا مكتوب عليه ثلاثة
أسطر الأول بسم الله الرحمن الرحيم و الثاني الحمد لله رب العالمين و الثالث لا
إله إلا الله محمد رسول الله طول كل سطر مسيرة ألف سنة و تسير بلوائي و الحسن عن
يمينك و الحسين عن يسارك حتى تقف بيني و بين إبراهيم في ظل العرش ثم تكسى حلة
خضراء من الجنة ثم ينادي مناد من تحت العرش نعم الأب أبوك إبراهيم و نعم الأخ أخوك
علي أبشر يا علي أبشر يا علي إنك تكسى إذا كسيت و تدعى إذا دعيت و تحيا إذا حييت .
و عن كتاب المناقب عن ابن عباس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا علي بن أبي طالب
أمير المؤمنين لحمه من لحمي و دمه من دمي و هو مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي و
قال يا أم سلمة اسمعي و اشهدي هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و سيد المسلمين و
عيبة علمي و بابي الذي أوتى منه و أخي في الدنيا و خدني في الآخرة و معي في السنام
الأعلى .
و منه عن سليمان بن
عبد الله بن الحرث عن جده عن علي (عليه السلام) قال : مرضت مرضا فعادني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فدخل علي و
أنا مضطجع فأتى إلى جنبي ثم سجاني بثوبه فلما رآني قد ضعفت قام إلى المسجد فصلى
فلما قضى صلاته جاء فرفع الثوب عني ثم قال قم يا علي فقد برأت فقمت كأني ما اشتكيت
قبل ذلك فقال ما سألت ربي شيئا إلا أعطاني و ما سألت شيئا إلا سألت لك .
و منه عن جابر قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنا و علي من شجرة واحدة و الناس من
أشجار شتى .
و منه عن علي بن
الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الخندق
اللهم إنك أخذت مني عبيدة بن الحرث
[296]
يوم بدر و حمزة بن عبد
المطلب يوم أحد و هذا علي بن أبي طالب فلا تذرني فردا و أنت خير الوارثين .
و منه عن ابن عباسقال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علي مني مثل رأسي من بدني .
و منه عن جابر بن
عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مكتوب على باب الجنة محمد رسول الله علي بن
أبي طالب أخو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل أن يخلق الله السماوات و الأرض بألفي عام .
و منه عن سلمان قال : سمعت حبيبي المصطفى محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول كنت أنا و علي نورا
بين يدي الله عز و جل مطيفا يسبح الله ذلك النور و يقدسه قبل أن يخلق آدم بأربعة
عشر ألف عام فلما خلق الله تعالى آدم ركب ذلك النور في صلبه فلم يزل في شيء واحد
حتى افترقنا في صلب عبد المطلب فجزء أنا و جزء علي .
و منه بالإسناد عن
الحسين بن علي عن أبيه (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كنت أنا و علي نورا بين يدي الله
تعالى من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف سنة فلما خلق الله تعالى آدم سلك ذلك
النور في صلبه فلم يزل الله ينقله من صلب إلى صلب حتى أقره في صلب عبد المطلب ثم
أخرجه من صلب عبد المطلب فقسمه قسمين قسما في صلب عبد الله و قسما في صلب أبي طالب
فعلي مني و أنا منه لحمه من لحمي و دمي من دمه فمن أحبه فبحبي أحبه و من أبغضه
فببغضي أبغضه .
و منه عن أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و كانت ألطف نسائه و أشدهن له حبا قال : و كان
لها مولى يحضنها و رباها و كان لا يصلي صلاة إلا سب عليا و شتمه فقالت يا أبة ما
حملك على سب علي قال لأنه قتل عثمان و شرك في دمه قالت أما إنه لو لا أنك مولاي و
ربيتني و أنك عندي بمنزلة والدي ما حدثتك بسر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و لكن اجلس حتى أحدثك عن
علي و ما رأيته :
أقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و كان يومي و إنما كان يصيبني في تسعة أيام يوم واحد
فدخل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و هو مخلل أصابعه في أصابع علي واضعا يده عليه فقال يا أم سلمة اخرجي
من البيت و أخليه لنا فخرجت و أقبلا يتناجيان فأسمع الكلام و لا أدري ما يقولان
حتى إذا قلت قد انتصف النهار
[297]
و أقبلت فقلت السلام عليكم
ألج فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا تلجي و ارجعي مكانك ثم تناجيا طويلا حتى قام عمود الظهر فقلت
ذهب يومي و شغله علي فأقبلت أمشي حتى وقفت على الباب فقلت السلام عليكم ألج فقال
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا تلجي فرجعت فجلست مكاني حتى إذا قلت قد زالت الشمس الآن يخرج إلى
الصلاة فيذهب يومي و لم أر قط أطول منه فأقبلت أمشي حتى وقفت فقلت السلام عليكم
ألج فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نعم فلجي فدخلت و علي واضع يده على يد ركبتي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أدنى
فاه من أذن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و فم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على أذن علي و هما يتساران و علي يقول أ فأمضي و
أفعل و النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول نعم فدخلت و علي معرض وجهه حتى دخلت و خرج فأخذني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) و أقعدني في حجره فالتزمني فأصاب ما يصيب الرجل من أهله من اللطف و الاعتذار ثم
قال يا أم سلمة لا تلوميني فإن جبرئيل أتاني من الله بأمر أن أوصي به عليا بما هو
كائن بعدي و كنت جالسا بين جبرئيل و علي و جبرئيل عن يميني و علي عن شمالي فأمرني
جبرئيل أن آمر عليا بما هو كائن بعدي إلى يوم القيامة فأعذري و لا تلوميني إن الله
عز و جل اختار من كل أمة نبيا و اختار لكل نبي وصيا فأنا نبي هذه الأمة و علي وصيي
في عترتي و أهل بيتي و أمتي من بعدي فهذا ما شهدت من أمر علي الآن يا أبتاه فسبه
أو فدعه فأقبل أبوها يناجي الليل و النهار اللهم اغفر لي ما جهلت من أمر علي فإن
وليي ولي علي و عدوي عدو علي فتاب المولى توبة نصوحا و أقبل فيما بقي من دهره يدعو
الله تعالى أن يغفر له .
و من المناقب عن علي (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أتاني جبرئيل و قد نشر جناحيه
فإذا فيها مكتوب على أحدهما لا إله إلا الله محمد النبي و مكتوب على الآخر لا إله
إلا الله علي الوصي .
و عن زيد بن أرقم
عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : أنه قال لعلي و فاطمة و حسن و حسين أنا حرب لمن حاربكم و سلم لمن
سالمكم
[298]
قلت رواه الخوارزمي بسنده عن زيد بن أرقم عن النبي
ص لمن حاربتم و لمن سالمتم بالتاء .
رواه أحمد بن حنبل
في مسنده عن أبي هريرة قال : نظر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى علي و فاطمة و الحسن و الحسين (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال
أنا حرب لمن حاربكم سلم لمن سالمكم بالكاف .
و من مسند أحمد رحمه الله عن رياح بن الحرث قال : جاء رهط إلى علي (عليه السلام) بالرحبة
فقالوا السلام عليك يا مولانا قال كيف أكون مولاكم و أنتم قوم عرب قالوا سمعنا
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم غدير خم يقول من كنت مولاه فإن هذا مولاه قال رياح فلما مضوا
اتبعتهم فسألت من هؤلاء قالوا نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري .
و من مناقب
الخوارزمي : أن أبا ذر أسند ظهره إلى الكعبة فقال يا أيها الناس هلموا أحدثكم عن
نبيكم (صلى الله عليه وآله وسلم) سمعت رسول الله يقول لعلي ثلاث لئن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من الدنيا
و ما فيها سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لعلي اللهم أعنه و استعن به اللهم انصره و انتصر
به فإنه عبدك و أخو رسولك .
قال و روى الناصر للحق بإسناده في حديث طويل قال : لما قدم علي (عليه السلام) على رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بفتح خيبر قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لو لا أن تقول فيك طائفة من أمتي ما قالت
النصارى في المسيح لقلت اليوم فيك مقالا لا تمر بملإ إلا أخذوا التراب من تحت
قدميك و من فضل طهورك يستشفون به و لكن حسبك أن تكون مني و أنا منك ترثني و أرثك و
أنك مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي و أنك تبرئ ذمتي و تقاتل على سنتي و أنك في الآخرة غدا
أقرب الناس مني و أنك أول من يرد علي الحوض و أول من يكسى معي و أول داخل في الجنة
من أمتي و أن شيعتك على منابر من نور و أن الحق على لسانك و في قلبك و بين عينيك .
الآثار عن سالم قال
: قيل لعمر رضي الله عنه نراك تصنع بعلي شيئا لا تصنعه
[299]
بأحد
من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال إنه مولاي .
و عن أبي جعفر ع
قال : جاء أعرابيان إلى عمر يختصمان فقال عمر يا أبا الحسن اقض بينهما فقضى على
أحدهما فقال المقضى عليه يا أمير المؤمنين هذا يقضي بيننا فوثب إليه عمر فأخذ
بتلبيبه و لببه ثم قال ويحك ما تدري من هذا هذا مولى كل مؤمن و من لم يكن مولاه
فليس بمؤمن .
يقال لببت الرجل تلبيبا إذا جمعت ثيابه عند صدره و نحره في الخصومة
ثم جررته .
عن عبد خير قال :
اجتمع عند عمر رضي الله عنه جماعة من قريش فيهم علي بن أبي طالب فتذاكروا الشرف و
علي (عليه السلام) ساكت فقال عمر ما لك يا أبا الحسن ساكتا و كان عليا (عليه السلام) كره الكلام فقال عمر
لتقولن يا أبا الحسن فقال علي (عليه السلام) :
الله أكرمنا بنصر نبيه *** و بنا أعز شرائع الإسلام
في كل معترك تزيل سيوفنا *** فيه الجماجم عن فراخ الهام
و يزورنا جبريل في أبياتنا *** بفرائض الإسلام والأحكام
فنكون أول مستحل حله و *** محرم لله كل حرام
نحن الخيار من البرية كلها و *** نظامها و زمام كل زمام
إنا لنمنع من أردنا منعه *** و نقيم رأس الأصيد القمقام
و ترد عادية الخميس سيوفنا *** فالحمد للرحمن ذي الإنعام
الصيد بالتحريك مصدر الأصيد و هو الذي يرفع رأسه كبرا و منه قيل للملك
أصيد و أصله داء يصيب البعير فيرفع رأسه و إنما قيل للملك لأنه لا يلتفت يمينا و
شمالا و كذلك الذي لا يستطيع الالتفات من داء يقول منه صيد بكسر الياء و القمقام
السيد و كذلك القماقم و الخميس الجيش و عاديته ظلمه و جوره و شره
[300]
و قال السيد الحميري (رهـ) :
يا بايع الدين بدنياه *** ليس بهذا أمر الله
من أين أبغضت علي الرضا *** وأحمد قد كان يرضاه
من الذي أحمد من بينهم يوم *** غدير الخم ناداه
أقامه من بين أصحابه *** و هم حواليه و سماه
هذا علي بن أبي طالب *** مولى لمن قد كنت مولاه
فوال من والاه يا ذا العلى *** و عاد من قد كان عاداه
و لبديع الزمان أبي الفضل أحمد بن الحسين الهمداني :
يا دار منتجع الرسالة *** بيت مختلف الملائك
يا ابن الفواطم و العواتك و *** الترائك و الأرائك
أنا حائك إن لم أكن *** مولى ولائك و ابن حائك