في قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنت وارثي و حامل لوائي و ما هو مكتوب على باب الجنة
من مسند أحمد بن
حنبل رحمه الله : أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) آخى بين المسلمين و قال أنت يا علي مني بمنزلة
هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي أ ما علمت يا علي أن أول من يدعى به يوم
القيامة يدعى بي فأقوم عن يمين العرش فأكسى حلة خضراء من
[338]
حلل الجنة ثم يدعى بالنبيين بعضهم على أثر بعض فيقومون سماطين عن يمين العرش و
يكسون حللا خضرا من حلل الجنة ألا إني أخبرك يا علي أن أمتي أول الأمم يحاسبون يوم
القيامة ثم أنت أول من يدعى بك لقرابتك و منزلتك عندي و يدفع إليك لوائي و هو لواء
الحمد فتسير به بين السماطين آدم (عليه السلام) و جميع خلق الله يستظلون بظل لوائي و طوله
مسيرة ألف سنة سنانه ياقوتة حمراء و له ثلاث ذوائب من نور ذؤابة في المشرق و ذؤابة
في المغرب و الثالثة وسط الدنيا مكتوب عليها ثلاثة أسطر الأول بسم الله الرحمن
الرحيم و الثاني الحمد لله رب العالمين و الثالث لا إله إلا الله محمد رسول الله
طول كل سطر ألف سنة و عرضه ألف سنة قال علي بن عيسى عفا الله عنه هكذا أورده ابن
البطريق رحمه الله و قدرة الله لا يعظم فيها شيء من الممكنات .
قال : فتسير باللواء
و الحسن عن يمينك و الحسين عن يسارك حتى تقف بيني و بين إبراهيم في ظل العرش ثم
تكسى حلة خضراء من حلل الجنة ثم ينادي مناد من تحت العرش نعم الأب أبوك إبراهيم و
نعم الأخ أخوك علي أبشر يا علي إنك تكسى إذا كسيت و تدعى إذا دعيت و تحيا إذا حييت
.
و بالإسناد المقدم عن أبي سعيد قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أعطيت في علي خمس خصال
هي أحب إلي من الدنيا و ما فيها أما واحدة فهو كاب بين يدي الله عز و جل حتى يفرغ
الناس من الحساب و أما الثانية فلواء الحمد بيده و آدم (عليه السلام) و من ولد تحته و أما الثالثة فواقف على عقر حوضي
يسقي من عرف من أمتي
[339]
و أما الرابعة فساتر عورتي و مسلمي
إلى ربي عز و جل و أما الخامسة فلست أخشى عليه أن يرجع زانيا بعد إحصان و لا كافرا
بعد إيمان .
و عن جابر قال : قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رأيت مكتوبا على باب الجنة لا إله إلا الله محمد رسول الله علي أخوه .
و عنه قال : قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مكتوب على باب الجنة محمد رسول الله علي أخو رسول الله قبل أن يخلق
السماوات بألفي عام و مثله من مناقب المغازلي .
و عن بريدة قال : قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لكل نبي وصي و وارث و إن وصيي و وارثي علي بن أبي طالب .
قال ابن البطريق : اعلم أن في هذه الأخبار دليل على نفي الشك عن أمير
المؤمنين إلا أن يكون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أولا لأنه قال إنه وارثه و فسر ما يرثه منه فقال
كتاب الله و سنة الرسول و ذكر أن ذلك هو وراثة الأنبياء قبله و هذا هو غاية
التنويه بذكره في استحقاق الأمر بعده لأن الميراث هو حق جعله الله تعالى لمستحقه
ليس بجعل المتوفى فإذا كان ميراث الأنبياء هو الكتاب و السنة و هما مستحقان من قبل
الله تعالى و بهما صحت النبوة و الإمامة فرع عليها فوارثهما قائم مقام الأنبياء و
جار
على طرائقهم و حينئذ يجب على
الأمة اتباعه و الانقياد إلى طاعته فيكونوا عند ذلك لربهم طائعين و لنبيهم تابعين
لأن من كان وارثا لما به صحت النبوة كان أعلم به و وجب اتباعه و قد ثبتت الإمامة
لعلي (عليه السلام) بما ثبتت به النبوة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فتارك الاقتداء بإمامته (عليه السلام) كتارك الاقتداء
بنبوته (صلى الله عليه وآله وسلم) قال علي بن عيسى رحمه الله هذا ما لخصته من كتاب ابن البطريق من فصل ذكر
المؤاخاة إلى هنا فإن ذكرت شيئا من كتابه بعد هذا نبهت عليه .
[340]