كشف الغمة في معرفة الأئمة / المجلد الثاني
تتمة الجزء الثاني
[447]
الجزء الثاني من كتاب
كشف الغمة في معرفة الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين
جمع الصاحب الكبير المعظم جامع شتات الفضائل المبرز في جلسات السبق
على الأواخر و الأوائل مالك أزمة البيان واسطة عقد الزمان ملك الفصحاء قدوة
البلغاء بهاء الحق و الملة و الدين ركن الإسلام و المسلمين أبي الحسن علي بن
السعيد فخر الدين عيسى بن أبي الفتح الإربلي تغمده الله برحمته و رضوانه و أجزل له
مضاعفات الخير من فضله و كرمه و إحسانه و أسكنه على الغرفات في دار خلده و جنانه
بكرمه و امتنانه إنه جواد كريم ذو الطول العظيم و الفضل العميم و هو حسبنا و نعم
الوكيل نعم المولى و نعم النصير.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و سلام على
عباده الذين اصطفى .
قال المؤلف علي بن عيسى بن أبي الفتح أيده الله تعالى : لا شبهة
أن بني علي (عليه السلام) لهم شرف ظاهر على بني الأعمام و فضائل تجري على ألسنة الخاص و العام
و مناقب يرويها كابر عن كابر و سجايا يهديها أول إلى آخر لما ثبت لأمير المؤمنين [448]
(عليه السلام) من المفاخر المشهورة و المآثر المأثورة و الأفعال التي هي في صفحات
الأيام مسطورة و بألسنة الكتاب و الأثر مشكورة و لما له من حق السابقة إلى الإسلام
و الجهاد الذي ثل به عروش عباد الأصنام و لمواقفه التي ذب بها عن رسول الله و قد
لاذ من لاذ بالانهزام و لمواساته له في اليقظة و بذل نفسه دونه في المنام و لموضع
تربيته إياه و تفرسه فيه الاستعداد و ما قارب سن الاحتلام و هذه الصفات تستند إلى
نصوص لا شك فيها و لا لبس و كيف لا و قد خصه من تقريبه بما لم يزل يومه فيه مربيا
على الأمس و رفعه في درج الاصطفاء منتقلا من الكوكب إلى القمر إلى الشمس و نبه على
مكانه منه بلسان القرآن نائبا عنه فجعله بمنزلة النفس فعلا شرفه بذلك عن المحاولة
و ارتفعت سماؤه عن اللمس و مع هذه الشيم و الخلال فقد استضافوا ب فاطمة (عليها السلام) إلى
مزاياهم مزايا و أنار بها شرفهم فأشرق إشراق المزايا و زادوا بها عزا أفادهم
المرباع من المجد و الصفايا و قضى لهم القدر بعلو القدر في كل القضايا و لبني
فاطمة (عليها السلام) على إخوتهم من بني علي شرف إذا عدت مراتب الشرف و مكانة حصلوا منها في
الرأس و إخوتهم في الطرف و جلالة أدرعوا برودها و عزة ارتضعن برودها و علاء بلغ
السماء ذات البروج و محل علا توقلوه فلم يطمع غيرهم في الارتقاء إليه و العروج
فإنهم شاركوا بني أبيهم في سؤدد الآباء و انفردوا بسؤدد الأمهات و قد أوضح الله
ذلك فقال وَ رَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ فجمعوا بين مجدين تليد و
طريف و ضموا إلى علامة تعريفهم علامة تعريف و عدوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أبا و جدا و ارتدوا من
نسبه من قبل أبيهم بردا و من قبل أمهم بردا فأصبح كل منهم معلم لطرفين ظاهر
الشرفين مترفعا عن الأمثال و الأنظار متعاليا عن أعين النظار سابقا من يجاريه إلى
المضمار و هذا مجال للقلم فيه سنح و إجمال له إيضاح و شرح.