 |
 |
|
[955]
فأقام داود (عليه السلام) في بني إسرائيل نبيا يحكم بالإلهام .
كذلك درع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما استوت على أحد بعد النبي إلا على علي و ما استوت بعد علي (عليه السلام) على أحد من الأئمة و لا على غيرهم فكلهم (عليه السلام) قالوا إنها تستوي على المهدي (عليه السلام) و إنه يقتل الجواليت و الطواغيت ثم إنه يحكم بالإلهام كحكم داود (عليه السلام) .
فصل :
و عن أبي عبد الله (عليه السلام) : أن للقائم منا غيبة يطول أمدها قيل و لم ذلك قال لأن الله تعالى أبى إلا أن تجري فيه سنن من الأنبياء في غيباتهم فإنه لا بد له من استيفاء مدة الغيبات قال الله تعالى لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ أي سنن من كان قبلكم .
و قال (عليه السلام) : لا بد للغلام من غيبة
[956]
قيل و لم قال يخاف على نفسه و أومأ إلى بطنه .
و قال (عليه السلام) : صاحب هذا الأمر تغيب ولادته عن هذا الخلق لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج فيصلح الله أمره في ليلة قيل له ما وجه الحكمة في غيبته قال وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج الله إن وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلا بعد ظهوره كما لم ينكشف وجه الحكمة لما أتاه الخضر (عليه السلام) من خرق السفينة و قتل الغلام و إقامة الجدار لموسى (عليه السلام)
[957]
إلى وقت افتراقهما .
فصل :
و عن ابن بابويه نا علي بن الحسن بن الفرج المؤذن نا محمد بن الحسن الكرخي سمعت أبا هارون رجلا من أصحابنا يقول : رأيت صاحب الزمان (عليه السلام) و وجهه يضيء كأنه القمر ليلة البدر و رأيت على سرته شعرا يجري كالخط و كشف الثوب عنه فوجدته مختونا فسألت أبا محمد (عليه السلام) عن ذلك فقال هكذا ولد موسى (عليه السلام) و كذلك ولدنا و لكنا سنمر الموسى عليه لإصابة السنة .
و عن ضوء بن علي العجلي عن رجل من أهل فارس قال : أتيت سرمنرأى فلزمت باب أبي محمد (عليه السلام) فدعى بي من غير أن أستأذن فلما دخلت و سلمت قال لي يا أبا فلان كيف حالك فدعاني بكنيتي ثم قال لي يا فلان فسماني باسمي
[958]
ثم سألني عن رجل رجل من رجال و نساء من أهلي فتعجبت من ذلك ثم قال لي ما الذي أقدمك قلت رغبة في خدمتك فقال الزم الدار فكنت في الدار مع الخدم أقضي لهم الحوائج في السوق و كنت أدخل من غير إذن إذا كان في دار الرجال فدخلت عليه يوما و هو في دار الرجال فسمعت حركة في البيت و ناداني و قال مكانك لا تبرح فلم أجسر أن أخرج و لا أدخل فخرجت علي جارية معها شيء مغطى ثم ناداني ادخل فدخلت و نادى الجارية فرجعت فقال لها اكشفي عنه فكشفت عن غلام أبيض حسن الوجه و كشفت عن بطنه فإذا الشعر نابت من لبته إلى سرته أخضر ليس بأسود فقال (عليه السلام) هذا صاحبكم ثم أمرها فحملته فما رأيته بعد ذلك حتى مضى أبو محمد (عليه السلام) .
و عن يعقوب بن منقوش قال : دخلت على أبي محمد (عليه السلام) و هو جالس على دكان في الدار و عن يمينه بيت عليه ستر مسبل قلت له سيدي من صاحب هذا الأمر فقال ارفع الستر
[959]
فرفعته فخرج إلينا غلام خماسي له عشر أو ثمان أو نحو ذلك واضح الجبين أبيض الوجه دري المقلتين شثن الكفين في خده الأيمن خال و في رأسه ذؤابة فجلس على فخذ أبي محمد (عليه السلام) ثم قال لي هذا صاحبكم ثم وثب فقال له يا بني ادخل إلى الوقت المعلوم فدخل البيت و أنا أنظر إليه ثم قال لي يا يعقوب انظر من في البيت فدخلت فما رأيت أحدا .
فصل :
و عن ابن بابويه نا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي نا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه حدثنا جعفر بن معروف قال : كتب إلي
[960]
أبو عبد الله البلخي حدثني عبد الله السوري قال صرت إلى بستان بني عامر فرأيت غلمانا يلعبون في غدير الماء و فتى جالس على مصلى واضعا كمه على فيه فقلت من هذا قالوا محمد بن الحسن و كان في صورة أبيه .
و بإسناده عن أبي عبد الله البلخي عن محمد بن صالح بن علي بن محمد بن قنبر الكبير مولى الرضا (عليه السلام) قال : خرج صاحب الزمان (عليه السلام) على جعفر الكذاب من موضع لم يعلم به عند ما نازع في الميراث بعد مضي أبي محمد (عليه السلام) فقال يا جعفر ما لك تعرض في حقوقي فتحير جعفر و بهت ثم غاب عنه فطلبه جعفر بعد ذلك في الناس فلم يره فلما ماتت الجدة أم الحسن أمرت أن تدفن في الدار فنازع جعفر و قال هي داري لا تدفن فيها فخرج (عليه السلام) فقال له يا جعفر أ دارك هي ثم غاب عنه فلم يره بعد ذلك .
و عن ابن بابويه نا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) نا أبو الحسين بن وجناء حدثني
[961]
أبي عن جده : أنه كان في دار الحسن بن علي الأخير فكبستنا الخيل و فيهم جعفر الكذاب و اشتغلوا بالنهب و الغارة و كان همي في مولاي القائم (عليه السلام) قال فإذا أنا به (عليه السلام) قد أقبل و خرج عليهم بالباب و أنا أنظر إليه و هو ابن ست سنين فلم يره أحد حتى غاب (عليه السلام) .
فصل :
و عن ابن بابويه نا محمد بن إبراهيم الطالقاني نا علي بن أحمد الكوفي المعروف بأبي القاسم الخديجي نا سليمان بن إبراهيم الرقي نا أبو محمد الحسن بن وجناء النصيبي قال : كنت ساجدا تحت الميزاب في رابع أربع و خمسين حجة بعد العتمة و أنا أتضرع في الدعاء إذ حركني محرك فقال قم يا حسن بن وجناء فقمت فإذا جارية صفراء نحيفة البدن أقول إنها من بنات الأربعين فما فوقها فمشت بين يدي و أنا لا أسألها عن شيء حتى أتت في دار خديجة فرأيت بيتا بابه في وسط الحائط و له درجة ساج يرتقى إليه فصعدت الجارية و جاءني النداء اصعد يا حسن فصعدت فوقفت بالباب فقال لي صاحب الزمان (عليه السلام) يا حسن أ تظن أنك خفيت علي و الله ما من وقت في حجك إلا و أنا معك فيه ثم جعل يعد علي أوقاتي فوقعت على وجهي
[962]
ثم قمت فقال يا حسن الزم بالمدينة دار جعفر بن محمد (عليه السلام) و لا يهمنك طعامك و لا شرابك و لا ما يستر عورتك ثم دفع إلي دفترا فيه دعاء الفرج و الصلاة عليه فقال بهذا فادع و هكذا صل علي و لا تعطيه إلا محقي أوليائي و إن الله جل و أعز يوفقك فقلت مولاي لا أراك بعدها فقال يا حسن إذا شاء الله قال فانصرفت من حجتي و لزمت دار جعفر بن محمد (عليه السلام) بالمدينة فأنا لا أخرج منها و لا أعود إليها إلا لثلاث خصال لتجديد وضوء أو النوم أو لوقت الإفطار فأدخل بيتي وقت الإفطار فأصيب كوزي مملوءا ماء و رغيفا على رأسه عليه ما تشتهي نفسي بالنهار فأكمل ذلك كفاية لي و كسوة الشتاء في وقت الشتاء و كسوة الصيف في وقت الصيف فإني لآخذ الماء بالنهار فأرش به البيت و أدع الكوز فارغا و أؤتى بالطعام و لا حاجة لي إليه فأصدق به لئلا يعلم به من معي .
فصل :
و عن محمد بن شاذان عن الكابلي و قد كنت رأيته عند أبي سعيد غانم بن سعيد الهندي فذكر : أنه خرج من كابل مرتادا طالبا و أنه وجد صحة هذا الدين في الإنجيل و به اهتدى .
[963]
قال ابن بابويه فحدثني محمد بن شاذان بنيشابور قال : بلغني أنه قد وصل فترصدت له حتى لقيته فسألته عن خبره فذكر أنه لم يزل في الطلب و أنه أقام بالمدينة فكان لا يذكره لأحد إلا زجره و أشهره فلقي شيخا من بني هاشم و هو يحيى بن محمد العريضي فقال له إن الذي تطلبه بصريا فقصدت صريا و جئت إلى دهليز مرشوش فطرحت نفسي على الدكان فخرج إلي غلام أسود فزجرني و انتهرني و قال قم من هذا المكان فاستويت و قلت لا أفعل فدخل الدار ثم خرج و قال ادخل فدخلت فسلمت فإذا مولاي (عليه السلام) قاعدا وسط الدار فلما نظر إلي سماني باسم لم يعرفه أحد إلا أهلي بكابل و أخبرني بأشياء فقلت إن نفقتي ضاعت و كانت باقية فقال أما إنها ستذهب منك بكذبك و أعطاني نفقة فضاع ما كان معي و سلم ما أعطاني ثم انصرفت في السنة الثانية فلم أجد في الدار أحدا .
[964]
فصل :
و عن ابن بابويه أخبرنا محمد بن علي بن بشار القزويني أخبرنا أبو الفرج المظفر بن أحمد أخبرنا محمد بن جعفر الكوفي أخبرنا محمد بن إسماعيل البرمكي عن الحسن بن محمد بن صالح البزاز سمعت الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) يقول : إن ابني هو القائم من بعدي و هو الذي تجري فيه سنن الأنبياء بالتعمير و الغيبة حتى تقسو قلوب لطول الأمد فلا يثبت على القول به إلا من كتب الله في قلبه الإيمان و أيده بروح منه .
و بالإسناد عن جعفر عن أبيه عن جده (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عاش آدم أبو البشر سبعمائة و ثلاثين سنة و عاش نوح ألفي سنة و أربعمائة و خمسين سنة و عاش إبراهيم مائة و خمسا و سبعين سنة و عاش إسماعيل مائة و عشرين سنة و عاش إسحاق مائة و ثمانين سنة و عاش يعقوب مائة و ستا و أربعين سنة و عاش يوسف مائة و عشرين سنة و عاش موسى مائة و عشرين سنة
[965]
و عاش هارون مائة و ثلاث و ثلاثين سنة و عاش داود مائة و أربعين سنة و عاش سليمان سبعمائة سنة .
و عن ابن بابويه نا محمد بن أحمد الشيباني نا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي عن حمزة بن حمران عن أبيه عن سعيد بن جبير سمعت سيد العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) يقول في القائم : سنة من نوح (عليه السلام) و هي طول العمر .
 |
 |
|