الكشكول

شخص من اشخاص النوع لغيره عمّا في ضميره من الامور المعقولة ولم يكن شيء منها اخف من الفعل ولا اخف ولا اسهل من بين الافعال من الاصوات المتغايرة لما يعرض لها من الحيثيات المسموعة المختلفة باختلاف المخارج التي يمكن ان يدل بها على الامور المتغايرة ومع هذا لا يستقرّ ولا يزدحم بل ينمحى ويفنى عند الاستغناء عند لذلك ابتعت نحو هذا الطريق وما لتاليها في تحصيل غرضها المذكور لان الطبيعة تقتضي بحسب ذاتها الاّ تتوجّه بالطريق الاصعب نحو مطلوبها لو كان لها طريق اسهل ثم انها قد احتاجت .
ثانياً في اعلام الغئبين إلى ضرب آخر غير المنطق يفيد اعلام ما لهم بتدوين ما ادرك وحقق تكميلاً للصناعة التي لا تتم الاّ بالتعاون أو تيمماً لما ادركه الاوايل أو تقرير الما شفع الأواخر وتمهيد الما به يتمكن اللواحق ان يتمم وتحقيق القول فيما لم يسبق به السابق فتوجهت .
ثالثاً : إلى اختراع نقوش الكتابة على وجه يكون مطابقاً للالفاظ مطابقة الالفاظ للمعاني وانكان لها ان تخبر عنها على وجه آخر نسبتها إلى المعاني نسبة الألفاظ معها لكن بطريق الاسهل انما يكون بان يوضع بازاء المباري اللّفظية القليلة العدد اشكالا كتابية ليحاوي بتأليفها رقما تاليف تلك المبادى لفظاً فجعلت الكتابة دالة على العبارة وهي على المعاني الذهنية ثم لما كانت العلاقة بينها وبين المعاني قد انسدت بحيث يعبر علينا في الاغلب ان نتصوّر المعاني من غير ان نتخيل معها الفاظاً ذهنية بل صار كالممتنع ان تركب المفهومات

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   كتب متفرقة