الكشكول

فإذا امتدّت وإنفتح المجرى الذي بين التجويف المقدّم إلى التجويف المتوسّط وتأدّت الصورة المتخيّلة إلى الصورة المفكّرة وامّا إذا إنقبضت هذه الخمسة الشبيهة بالدورة ويسدّ المجرى فلم تنفذ الروح من التجويف المقدّم إلى التجويف المتوسّط وحينئذ يمتنع وصول الصورة الخيالة إلى القوّة المدركة ثمّ نقول هذه الدورة في الإمتداد والإنقباض مختلفة في الناس على قدر الأمزجة الأربعة فان كان جوهره غليظاً بارداً كانت حركته بطيئة فلم تنفذ بسرعة ولم تتأدّى الروح من التجويف المقدّم إلى المتوسّط بسرعة فيكون هذا الإنسان غليظ الطبع قليل الحفظ وان كان معتدلا جيّد الإدراك كان سريع الحفظ وان كان مفرطاً في الحرارة كان شديد الإلتهاب مشوّش الفكر والبطن الأوّل يجب أن يكون مزاجه رطباً لتنطبع فيه صور الأشياء بسهولة ومتى كان ضعيف الرطوبة ضعفت تخيلاته لأنّ الرطب سريع الأخذ سريع الترك واليابس بطئ فيهما امّا إذا كان معتدلا فيهما كان جيّد التخيّل سريع التعلّم ممّا يسمعه ويقرئه ويورد على حواسه وكذلك كان الصبي في وقت الصبا أحسّ من غيره لكن الأرواح الدماغية فيه بطيئة فيسهل قبولها لتلك الصور والتجويف .
الثاني يجب أن يكون مائلا إلى الحرارة لأنّ الفكر الحاق شيء بشيء وذلك نوع حركة والحركة إنّما تتمّ بالحرارة فالفكر لا تتمّ إلاّ بالحرارة فان كانت تلك الحرارة كثيرة كان ذلك الروح شديد الإلتهاب وكانت تلك الأفكار مشوشة وان كانت ناقصة كان الفكر في النقصان والبطلان وكان صاحبه بليداً وان كان

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   كتب متفرقة