الرابع الحافظة وشأن هذه القوّة حفظ المعاني الجزئية المتأدّية إليها فنسبتها إلى الوهم كنسبة الخيال إلى نبساطيا فالحسّ المشترك يدرك الصورة والخيال يحفظها والوهم يدرك المعنى الجزئي والحافظة تحفظه ومحلّها البطن المؤخّر من الدماغ وتسمّى أيضاً الذاكرة لأنّ الذكر لا يتمّ إلاّ بها .
الخامس المتخيلّة وشأن هذه القوّة تركيب الصورة المأخوذة عن الحسّ المشترك والمعاني المذكورة مع بعض كتركيبها صفة الإنسان له جناحان فتارةً تركّب الصورة بالصورة بالمعنى وتارةً تركّب الصورة بالمعنى وكذلك تفصل الصورة عن المعنى والمعنى عن الصورة فان كان التصرّف سبب القوّة العقليّة سمّيت متفكّرة وان كانت باستعمال الوهم دون تصرّف عقلي سمّيت متخيّلة ومحلّها مقدم البطن الأوسط من الدماغ وقد يجعل من هذا التحقيق الحسّ المشترك لإدراك الصور والخيال لحفظها والوهم لإدراكها لهذه المعاني والحافظة لحفظها والمتخيّلة ترادفها المتفكّرة فهذه المعاني الثلاث من الخمس تعتور عليها ستّة أسماء ويبقى معنيان يختّص باسميهما الوهم والخيال في الدماغ ثلاث تجويفات ويقال ثلاثة بطون .

فالأوّل فيه قوّتان بنطاسيا في مقدّمة والخيال في مؤخّره .

والثاني فيه أيضاً المتخيّلة في أوّله والوهم في آخره .

والثالث هو بطن المؤخّر فيه الحافظة فقط وفي التجويف المقدّم إلى التجويف الأوسط خمسة شبيه بالدورة وله قوّتان تمتدّ تارةً وتقصر اُخرى