الحيوان يدرك بها التفرقة بين الحار والبارد والرطب واليابس والخشن والهشّ وهو أنفع الإدراكات .

القسم الثاني في الحواس الباطنة :

الأوّل الحسّ المشترك ويسمّى بنطاسيا وشأن هذه الحاسّة إدراك الخيالات الظاهرة بالتأدي إليها ومحلّها مقدم البطن الأوّل من الدماغ .
الثاني الخيال وهي قوّة معيّنة للحسّ المشترك بالحفظ ويرتسم فيها مثل جميع الصفة المحسوسات بعد عيانها عن الحواس الظاهرة وهي خزانة الحسّ المشترك فتلك مدركة للصور وهذه حافظة لا مثلتها بعد غيابها فالأولى قابلة والثانية حافظة مثلا تؤدّي بسبب إدراك الحواس الظاهرة طعم حلو لذي لون فوقع ذلك في بنطاسيا ثمّ إنقطع ذلك التأدّي فلو لم تكن هناك قوّة اُخرى لحفظ تلك الصورة المدركة بعد غيابها وترتسم فيها انّ هذا الطعم لصاحب ذلك اللون لأنعدمت معرفة المحسوس بعد إنقطاع التأدية وزوال صورته فلهذا قلنا وهي تبعية الحس المشترك وهي خزانته ومحلّها مؤخّر البطن الأوّل من الدماغ .
الثالث الوهم وهي قوّة تدرك النفس معاني جزئية لم تتأدّ من الحواس الظاهرة إليها كالعداوة والصداقة والموافقة والمخالفة كإدراك الشاة معنى في الذئب وإدراك الكبش معنى في النعجة فتدرك هذه الأشياء إدراكاً جزئياً ويحكم بها كما يحكم الحسّ الظاهر بما نشاهده ومحلّها كلّ الدماغ لكن الأخصّ بها مؤخّر البطن الأوسط .