الإدراك أن تكون حقيقة الشيء متمثّلة عند المدرك يشاهد بها ما به يدرك .
واعلم انّ الإدراك قسمان لأنّ المدرك امّا الحواس الظاهرة أو الباطنة والأوّل الحواس الظاهرة وهي خمس :
الأوّل السماع ومحلّه الصماخ وهو العصب المفروش داخل الإذن شبيه بجلد الطبل فإذا حصل الصوت من قرع أو قلع تموّج الهواء المجاور له وبه لغ حتّى يصل إلى سطح الصمّاخ فتدكره القوّة المودعة فيه .
الثاني الإبصار وهو يحصل بإنطباع صورة المرئى في العين أو بخروج شعاع من العين على شكل مخروط رأسه العين وقاعدته سطح المرئى على إختلاف المذهبين وقيل جعل الله سبحانه في العين قوّة لإدراك المرئى عند مقابلة الحدقة السليم الشروط يعمد الابصار وعدم الحجاب والبعد والقرب مفرطين .
الثالث الشمّ ومحلّه قوّة مودعة في راية بين شبيهتين بحلمتي الثديين في مقدم الدماغ فإذا تكشّف الهواء برائحة ذي الرائحة وتدافع دخل الأنف وفي آخره عظم فيه ثقب ومسام ويتقدّم منه إلى الوقّة الشامّة فتدكره .
الرابع الذوق ومحلّه القوّة المودّعة في جرم اللسان وخلق الله سبحانه تحت اللسان ثقبتين يولّدان اللعاب فإذا تكيّف الريق بطعم ذي الطعم نفذ في مسام اللسان حتّى يصل إلى القوّة الذائقة المودّعة فيه فتدركه .
الخامس : اللمس ومحلّه ظاهر البشرة أودع الله فيها قوّة سارية في سائر جلد