[111]

بالحنا من قرنه إلى قدمه كان أمانا له من الجنون ، والجذام ، والبرص ، والاكلة إلى مثله من النورة ( 1 ) .
16 كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسين بن الحسن بن عاصم عن أبيه قال : دخلت على أبي إبراهيم عليه السلام وفي يده مشط عاج يتمشط به فقلت له : جعلت فداك إن عندنا بالعراق من يزعم أنه لايحل التمشط بالعاج قال : ولم ؟ فقد كان لابي منها مشط أو مشطان ؟ فقال : تمشطوا بالعاج فان العاج يذهب بالوبآء ( 2 ) .
17 كا : علي بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن موسى بن بكر قال : رأيت أبا الحسن عليه السلام يتمشط بمشط عاج واشتريته له ( 3 ) .
18 كا : علي ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمد ، عن المنقري ، عن حفص قال : مارأيت أحدا أشد خوفا على نفسه من موسى بن جعفر عليه السلام ولا أرجى للناس منه وكانت قراءته حزنا فاذا قرأ فكأنه يخاطب إنسانا ( 4 ) .
19 كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن مرازم قال : دخلت مع أبي الحسن عليه السلام الحمام ، فلما خرج إلى المسلخ ( 5 ) دعا بمجمرة فتجمر به ، ثم
-بحار الانوار مجلد: 44 من ص 111 سطر 15 الى ص 119 سطر 15 قال : جمروا مرازما قال : قلت : من أراد يأخذ نصيبه يأخذ ؟ قال : نعم ( 6 ) .
20 كا : محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن علي بن الريان ، عن أحمد ابن أبي خلف مولى أبي الحسن عليه السلام وكان اشتراه وأباه وامه وأخاه فأعتقهم ، واستكتب أحمد ، وجعله قهرمانه ، قال أحمد : كن نساء أبي الحسن عليه السلام إذا تبخرن

___________________________________________________________________
( 1 ) الكافى ج 6 ص 509 والاكلة فيه هى الحكة .
( 2 ) نفس المصدر ج 6 ص 488 .
( 3 ) المصدر السابق ج 6 ص 489 .
( 4 ) المصدر السابق ج 2 ص 606 ذيل حديث .
( 5 ) المسلخ : في الحمام محل يعد لنزع الثياب فيه مأخوذ من سلخ بمعنى نزع .
( 6 ) الكافى ج 6 ص 518 .

[112]

أخذن نواة من نوى الصيحاني ، ممسوحة من التمر ، منقاة التمر والقشارة ، فألقينها على النار قبل البخور ، فاذا دخنت النواة أدنى دخان ، رمين النواة وتبخرن من بعد وكن يقلن هو أعبق وأطيب للبخور ، وكن يأمرن بذلك ( 1 ) .
21 كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن علي بن عطية أنه رأى كتبا لابي الحسن عليه السلام متربة ( 2 ) .
22 كا : علي ، عن أبيه ، والعدة ، عن البرقي جميعا ، عن محمد بن خالد ، عن خلف بن حماد ، ورواه أحمد أيضا عن محمد بن أسلم ، عن خلف بن حماد الكوفي قال : تزوج بعض أصحابنا جارية معصرا لم تطمث فلما افتضها سال الدم فمكث سائلا لاينقطع نحوا من عشرة أيام قال : فأروها القوابل ، ومن ظنوا أنه يبصر ذلك من النساء ، فاختلفن فقال بعض : هذا من دم الحيض وقال بعض : هو من دم العذرة ( 3 ) .
فسألوه عن ذلك فقهاءهم مثل أبي حنيفة وغيره من فقهائهم فقالوا : هذا شئ قد أشكل والصلاة فريضة واجبة ، فلتتوضأ ولتصل ، وليمسك عنها زوجها ، حتى ترى البياض ، فان كان دم الحيض لم تضرها الصلاة ، وإن كان دم العذرة كانت قد أدت الفريضة ، ففعلت الجارية ذلك .
وحججت في تلك السنة ، فلما صرنا بمنى بعثت إلى أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام فقلت : جعلت فداك إن لنا مسألة قد ضقنا بها ذرعا فان رأيت أن تأذن لي فآتيك فأسألك عنها فبعث إلي : إذا هدأت الرجل ، وانقطع الطريق ، فأقبل إن شاء الله قال خلف : فرعيت الليل حتى إذا رأيت الناس قد قل اختلافهم بمنى توجهت إلى مضربه ( 4 ) .

___________________________________________________________________
( 1 ) نفس المصدر ج 6 ص 518 .
( 2 ) المصدر السابق ج 2 ص 673 .
( 3 ) العذرة : بالضم ، البكارة .
( 4 ) المضرب : بكسر الميم ، الخيمة العظيمة ، جمع مضارب .

[113]

فلما كنت قريبا إذا أنا بأسود قاعد على الطريق فقال : من الرجل ؟ فقلت : رجل من الحاج فقال : ما اسمك ؟ قلت : خلف بن حماد فقال : إدخل بغير إذن فقد أمرني أن أقعد ههنا ، فاذا أتيت أذنت لك ، فدخلت فسلمت فرد علي السلام وهو جالس على فراشه وحده ، مافي الفسطاط غيره ، فلما صرت بين يديه سألني و سألته عن حاله .
فقلت له : إن رجلا من مواليك تزوج جارية معصرا لم تطمث ، فلما افتضها فافترعها سال الدم ، فمكث سائلا لاينقطع نحوا من عشرة أيام ، وإن القوابل اختلفن في ذلك فقال بعضهم : دم الحيض وقال بعضهن : دم العذرة ، فما ينبغي لها أن تصنع ؟ قال : فلتتق الله ، فان كان من دم الحيض فلتمسك عن الصلاة حتى ترى الطهر ، وليمسك عنها بعلها ، وإن كان من العذرة فلتتق الله ولتتوض ولتصل ويأتيها بعلها إن أحب ذلك ، فقلت له : وكيف لهم أن يعلموا مما هي ؟ حتى يفعلوا ماينبغي ؟ قال : فالتفت يمينا وشمالا في الفسطاط مخافة أن يسمع كلامه أحد قال : ثم نهد إلي فقال : ياخلف سر الله ، فلا تذيعوه ، ولا تعلموا هذا الخلق أصول دين الله ، بل ارضوا لهم مارضي الله لهم من ضلال قال : ثم عقد بيده اليسرى تسعين ثم قال : تستدخل القطنة ثم تدعها مليا ثم تخرجها إخراجا رفيقا فان كان الدم مطوقا في القطنة فهو من العذرة ، وإن كان مستنقعا في القطنة فهو من الحيض .
قال خلف : فاستخفني الفرح ، فبكيت فلما سكن بكائي فقال : ماأبكاك ؟ قلت : جعلت فداك من كان يحسن هذا غيرك قال : فرفع يده إلى السماء وقال : والله إني ما اخبرك إلا عن رسول الله صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عن الله عزوجل ( 1 ) .
بيان : المعصر الجارية أول ماأدركت وحاضت ، أو هي التي قاربت الحيض قوله عليه السلام وهدأت الرجل أي بعد مايسكن الناس عن المشي والاختلاف ، قوله : ثم نهد إلي أي نهض ، قوله : ثم عقد بيده اليسرى تسعين أي موضع رأس ظفر

___________________________________________________________________
( 1 ) الكافى ج 3 ص 92 .

[114]

مسبحة يسراه على المفصل الاسفل من إبهامها أي هكذا تدخل إبهامها لادخال القطنة ولعل المراد أنه عليه السلام عقد عقدا لو كان باليمنى لكان تسعين ، وإلا فكلما في اليمنى موضع للعشرات ، ففي اليسرى موضع للمآت ، ويحتمل أن يكون الراوي وهم في التعبير ، أو يكون إشارة إلى اصطلاح آخر سوى ماهو المشهور .
23 كا : علي بن إبراهيم رفعه قال : خرج أبوحنيفة من عند أبي عبدالله وأبوالحسن موسى عليهما السلام قائم وهو غلام ، فقال له أبوحنيفة : ياغلام أين يضع الغريب ببلدكم ؟ فقال : اجتنب أفنية المساجد ، وشطوط الانهار ، ومساقط الثمار ومنازل النزال ، ولا تستقبل القبلة بغائط ، ولا بول ، وارفع ثوبك ، وضع حيث شئت ( 1 ) .
24 كا : الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن ابن أسباط ، عن عدة من أصحابنا أن أبا الحسن الاول عليه السلام كان إذا اهتم ترك النافلة ( 2 ) .
25 كا : علي ، عن أبيه ، عن الحسن بن إبراهيم ، عن يونس ، عن هشام ابن الحكم في حديث بريه أنه لما جاء معه إلى أبي عبدالله فلقي أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام فحكى له هشام الحكاية فلما فرغ قال أبوالحسن لبريه : يابريه كيف علمك بكتابك ؟ قال : أنابه عالم ثم قال : كيف ثقتك بتأويله ؟ قال : ماأوثقني بعلمي فيه ! قال : فابتدأ أبوالحسن يقرأ الانجيل ، فقال بريه : إياك كنت أطلب منذ خمسين سنة أو مثلك قال : فقال : فآمن بريه وحسن إيمانه ، وآمنت المرأة التي كانت معه .
فدخل هشام وبريه والمرأة على أبي عبدالله عليه السلام فحكى له هشام الكلام الذي جرى بين أبي الحسن موسى عليه السلام وبين بريه فقال أبوعبدالله عليه السلام : " ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم " ( 3 ) .

___________________________________________________________________
( 1 ) الكافى ج 3 ص 16 .
( 2 ) الكافى ج 3 ص 454 .
( 3 ) سورة آل عمران الاية : 34 .

[115]

فقال برية : أنى لكم التوراة والانجيل وكتب الانبياء ؟ قال : هي عندنا وراثة من عندهم ، نقرأها كما قرؤوها ونقولها كما قالوا ، إن الله لايجعل حجة في أرضه يسأل عن شئ فيقول لاأدري ( 1 ) .
26 كا : العدة ، عن البرقي ، عن سعدان ، عن معتب قال : كان أبوالحسن موسى عليه السلام في حائط له يصرم ( 2 ) فنظرت إلى غلام له قد أخذ كارة من تمر فرمى بها وراء الحائط ، فأتيته فأخذته وذهبت به إليه فقلت له : جعلت فداك إني وجدت هذا وهذه الكارة فقال الغلام : فلان ! قال : لبيك قال : أتجوع ؟ قال : لا ياسيدي قال : فتعرى ؟ قال : لا ياسيدي قال : فلاي شئ أخذت هذه ؟ قال : اشتهيت ذلك قال : اذهب فهي لك وقال : خلوا عنه ( 3 ) .
27 كا : العدة ، عن سهل ، عن الجاموراني ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه قال : رأيت أبا الحسن عليه السلام يعمل في أرض له قد استنقعت قدماه في العرق فقلت : جعلت فداك أين الرجال ؟ فقال : يا علي قد عمل باليد من هو خير مني في أرضه ومن أبي فقلت : ومن هو ؟ فقال : رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأمير المؤمنين عليه السلام ، وآبائي كلهم كانوا قد عملوا بأيديهم ، وهو من عمل النبيين والمرسلين والاوصيآء والصالحين ( 4 ) .
28 كا : العدة ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن علي بن الحكم رفعه إلى أبي بصير قال : دخلت على أبي الحسن موسى عليه السلام في السنة التي قبض فيها أبوعبدالله عليه السلام فقلت : جعلت فداك مالك ذبحت كبشا ونحر فلان بدنة ؟ فقال : يا أبا محمد إن نوحا عليه السلام كان في السفينة ، وكان فيها ماشآء الله ، وكانت السفينة مأمورة فطاف بالبيت وهو طواف النساء ، وخلى سبيلها نوح عليه السلام فأوحى الله عزوجل

___________________________________________________________________
( 1 ) الكافى ج 1 ص 227 وفي هامش المصدر بريهه .
( 2 ) الصرم : هو القطع البائن ، وصرم فلان النخل والشجر جزه .
( 3 ) الكافى ج 1 ص 108 .
( 4 ) نفس المصدر ج 5 ص 75 .

[116]

إلى الجبال إني واضع سفينة نوح عبدي على جبل منكن ، فتطاولت وشمخت وتواضع الجودي وهو جبل عندكم ، فضربت السفينة بجؤجؤها ( 1 ) الجبل قال : فقال نوح عند ذلك : يا ماوي اتقن ، وهو بالسريانية رب أصلح ، قال : فظننت أن أبا الحسن عليه السلام عرض بنفسه ( 2 ) .
29 كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن علي بن عطية ، عن هشام ابن أحمر قال : كنت أسير مع أبي الحسن عليه السلام في بعض أطراف المدينة إذ ثنى رجله عن دابته فخر ساجدا فأطال وأطال ، ثم رفع رأسه وركب دابته فقلت : جعلت فداك قد أطلت السجود ؟ ! فقال : إنني ذكرت نعمة أنعم الله بها علي فأحببت أن أشكر ربي ( 3 ) .
30 كا ، علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حفص بن البختري وغيره عن عيسى شلقان قال : كنت قاعدا فمر أبوالحسن موسى عليه السلام ومعه بهيمة قال : فقلت : ياغلام ماترى مايصنع أبوك ؟ يأمرنا بالشئ ثم ينهانا عنه : أمرنا أن نتولى أبا الخطاب ثم أمرنا أن نلعنه ونتبرأ منه ؟ فقال أبوالحسن عليه السلام وهو غلام : إن الله خلق خلقا للايمان لا زوال له ، وخلق خلقا للكفر لا زوال له ، وخلق خلقا بين ذلك أعارهم الله الايمان يسمون المعارين إذا شاء سلبهم ، وكان أبوالخطاب ممن اعير الايمان ، قال : فدخلت على أبي عبدالله عليه السلام فأخبرته ماقلت لابي الحسن عليه السلام وما قال لي ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : إنه نبعة نبوة ( 4 ) .
31 كا : علي بن محمد ، عن إسحاق بن محمد النخعي ، عن محمد بن جمهور عن فضالة ، عن موسى بن بكر قال : ماأحصى ماسمعت أبا الحسن موسى صلوات الله عليه ينشد :

___________________________________________________________________
( 1 ) الجؤجؤ : من الطائر والسفينة ، الصدر ، جمع جآجئ .
( 2 ) الكافى ج 2 ص 124 .
( 3 ) نفس المصدر ج 2 ص 98 .
( 4 ) المصدر السابق ج 2 ص 418 .

[117]

فان يك ياأميم علي دين فعمران بن موسى يستدين ( 1 ) 32 كا : العدة ، عن سهل ، وأحمد بن محمد جميعا ، عن ابن محبوب ، عن يونس بن يعقوب ، عن عبدالحميد بن سعيد قال : بعث أبوالحسن عليه السلام غلاما يشتري له بيضا فأخذ الغلام بيضة أو بيضتين فقامر بها فلما أتى به أكله فقال له مولى له : إن فيه من القمار قال : فدعا بطشت فتقيا فقاءه ( 2 ) .
33 كا : علي بن محمد بن بندار ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن محسن بن أحمد عن يونس بن يعقوب ، عن معتب قال : كان أبوالحسن عليه السلام يأمرنا إذا أدركت الثمرة أن نخرجها فنبيعها ، ونشتري مع المسلمين يوما بيوم ( 3 ) .
34 نى : أحمد بن سليمان بن هوذة ، عن النهاوندي ، عن عبدالله بن حماد عن معاوية بن وهب قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فرأيت أبا الحسن موسى عليه السلام وله يومئذ ثلاث سنين ومعه عناق من هذه المكية وهو آخذ بخطامها وهو يقول لها : اسجدي فلا تفعل ذلك ثلاث مرات فقال غلام له صغير : ياسيدي قل لها : تموت فقال موسى عليه السلام : ويحك أنا احيي واميت ؟ ! الله يحيي ويميت ( 4 ) .
35 مكا : عن كتاب البصائر ، عن محمد بن جعفر العاصمي ، عن أبيه ، عن جده قال : حججت ومعي جماعة من أصحابنا فأتيت المدينة ، فقصدنا مكانا ننزله فاستقبلنا أبوالحسن موسى عليه السلام على حمار أخضر يتبعه طعام ، ونزلنا بين النخل وجآء ونزل واتي بالطست والماء والاشنان ، فبدأ بغسل يديه ، وادير الطست عن يمينه حتى بلغ آخرنا ، ثم اعيد إلى من على يساره حتى أتى إلى آخرنا ، ثم قدم الطعام ، فبدأ بالملح ، ثم قال : كلوا بسم الله الرحمن الرحيم ، ثم ثنى بالخل ثم اتي بكتف مشوي فقال : كلوا بسم الله الرحمن الرحيم فان هذا طعام كان

___________________________________________________________________
( 1 ) المصدر السابق ج 5 ص 94 .
( 2 ) الكافى ج 5 ص 123 .
( 3 ) نفس المصدر ج 5 ص 166 .
( 4 ) غيبة النعماني ص 179 .

[118]

يعجب رسول الله صلى الله عليه وآله .
ثم اتي بالخل والزيت فقال : كلوا بسم الله الرحمن الرحيم فان هذا طعام كان يعجب فاطمة عليها السلام ، ثم اتي بسكباج ( 1 ) فقال : كلوا بسم الله الرحمن الرحيم فهذا طعام كان يعجب أمير المؤمنين عليه السلام .
ثم اتي بلحم مقلو فيه باذنجان فقال : كلوا بسم الله الرحمن الرحيم فان هذا الطعام كان يعجب الحسن بن علي عليه السلام .
ثم اتي بلبن حامض قد ثرد فيه فقال : كلوا بسم الله الرحمن الرحيم فان هذا طعام كان يعجب الحسين بن علي عليه السلام ثم اتي بجبن مبزر ( 2 ) فقال : كلوا بسم الله الرحمن الرحيم فان هذا طعام كان يعجب محمد بن علي عليهما السلام ثم أتي بتور ( 3 ) فيه بيض كالعجة ( 4 ) فقال : كلوا بسم الله الرحمن الرحيم فان هذا طعام كان يعجب أبي جعفرا عليه السلام ثم اتي بحلواء فقال : كلوا بسم الله الرحمن الرحيم فان هذا طعام كان يعجبني ، ورفعت المائدة فذهب أحدنا ليلقط ماكان تحتها فقال عليه السلام : إنما ذلك في المنازل تحت السقوف ، فأما في مثل هذا الموضع فهو لعافية الطير والبهائم .
ثم اتي بالخلال ( 5 ) فقال : من حق الخلال أن تدير لسانك في فمك ، فما أجابك ابتلعته وما امتنع ثم بالخلال تخرجه فتلفظه ، واتي بالطست والماء فابتدئ بأول من على يساره حتى انتهى إليه فغسل ثم غسل من على يمينه حتى أتى على آخرهم ثم قال : ياعاصم كيف أنتم في التواصل والتبار ؟ فقال : على أفضل ماكان عليه أحد فقال : أيأتي أحدكم عند الضيقة منزل أخيه فلا يجده ، فيأمر بإخراج كيسه فيخرج

___________________________________________________________________
( 1 ) السكباج : بكسر السين ، طعام معروف ، يصنع من خل وزعفران ولحم .
( 2 ) جبن مبزر : أي مطيب بالابازير ، وهى التوابل التي تجعل في الطعام .
( 3 ) التور : بفتح التاء ، اناء صغير .
( 4 ) العجة : بضم العين ، طعام من بيض ودقيق وسمن أو زيت .
( 5 ) الخلال : والخلالة ، بكسر الخاء ، ماتخلل به الاسنان .

[119]

فيفض ختمه فيأخذ من ذلك حاجته ، فلا ينكر عليه ؟ ! قال : لا ، قال : لستم على مااحب من التواصل والضيقة والفقر ( 1 ) .
36 ين : إبراهيم بن أبي البلاد قال : قال لي أبوالحسن عليه السلام : إني أستغفر الله في كل يوم خمسة آلاف مرة ( 2 ) .
37 ب : محمد بن الحسين ، عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن الحسين بن أبي العرندس قال : رأيت أبا الحسن عليه السلام بمنى وعليه نقبة ورداء وهو متكئ على جواليق ( 3 ) سود متكئ على يمينه ، فأتاه غلام أسود بصحفة ( 4 ) فيها رطب فجعل يتناول بيساره فيأكل وهو متكئ على يمينه ، فحدثت بهذا الحديث رجلا من أصحابنا قال : فقال لي : أنت رأيته يأكل بيساره ؟ قال : قلت : نعم قال : أما والله لحدثني سليمان بن خالد أنه سمع أبا عبدالله عليه السلام يقول : صاحب هذا الامر كلتا يديه يمين ( 5 ) .
بيان : النقبة بالضم ثوب كالازار تجعل له حجزة مطيفة من غير نيفق كذا ذكره الفيروزآبادي ( 6 ) والحجزة هي التي تجعل فيها التكة ونيفق السراويل الموضع المتسع منها .
38 ب : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن موسى بن جعفر ، عن امه قالت :
-بحار الانوار مجلد: 44 من ص 119 سطر 16 الى ص 127 سطر 16 كنت أغمز قدم أبي الحسن عليه السلام وهو نائم مستقبلا في السطح فقام مبادرا يجر إزاره

___________________________________________________________________
( 1 ) مكارم الاخلاق ص 165 بتفاوت .
( 2 ) كتاب الزهد للحسين بن سعيد الاهوازي باب التوبة والاستغفار " مخطوط بمكتبتى الخاصة " .
( 3 ) الجواليق : جمع جوالق وجوالق ، وهو العدل من صوف أو شعر ، والكلمة معربة .
( 4 ) الصحفة : بفتح الصاد ، قصعة كبيرة منبسطة تشبع الخمسة ، جمع صحاف .
( 5 ) قرب الاسناد ص 173 .
( 6 ) القاموس ج 1 ص 133 .

[120]

مسرعا ، فتبعته فاذا غلامان له يكلمان جاريتين له ، وبينهما حائط لايصلان إليهما فتسمع عليهما ثم التفت إلي فقال : متى جئت ههنا ؟ فقلت : حيث قمت من نومك مسرعا فزعت فتبعتك قال : لم تسمعي الكلام ؟ قلت : بلى فلما أصبح بعث الغلامين إلى بلد ، وبعث بالجاريتين إلى بلد آخر ، فباعهم ( 1 ) .
39 يج : روي أن المهدي أمر بحفر بئر بقرب قبر العبادى ، لعطش الحاج هناك فحفرا أكثر من مائة قامة فبينما هم يحفرون إذ خرقوا خرقا فإذا تحته هواء لايدرى قعره ، وهو مظلم ، وللريح فيه دوي ، فأدخلوا رجلين فلما خرجا تغيرت ألوانهما فقالا : رأينا هواءا ورأينا بيوتا قائمة ، ورجالا ، ونسآءا ، وإبلا ، وبقرأ وغنما ، كلما مسسنا شيئا منها رأيناه هباءا ، فسألنا الفقهآء عن ذلك فلم يدر أحد ما هو ، فقدم أبو الحسن موسى على المهدي فسأله عنه فقال : اولئك أصحاب الاحقاف هم بقية من قوم عاد ، ساخت بهم منازلهم وذكر على مثل قول الرجلين ( 2 ) .

___________________________________________________________________
( 1 ) قرب الاسناد ص 190 .
( 2 ) الخرائج والجرائح ص 253 .