[261]

أما والله لولا أن موسى قال للعالم : " ستجدني إن شاء الله صابرا " ( 1 ) ماسأله عن شئ ، وكذلك أبوجعفر عليه السلام لولا أن قال إن شآء الله لكان كما قال : فقطعت عليه ( 2 ) .
14 كش : علي بن محمد ، عن محمد بن أحمد ، عن أبي عبدالله الرازي ، عن البزنطي ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي الحسن عليه السلام قال : قلت : جعلت فداك إني خلفت ابن أبي حمزة ، وابن مهران ، وابن أبي سعيد أشد أهل الدنيا عداوة لله تعالى قال : فقال لي : ماضرك من ضل إذا اهتديت ، إنهم كذبوا رسول الله صلى الله عليه وآله و كذبوا فلانا وفلانا وكذبوا جعفرا وموسى عليهم السلام ، ولي بآبائي اسوة ، فقلت : جعلت فداك إنا نروي أنك قلت لابن مهران : أذهب الله نور قلبك وأدخل الفقر بيتك ؟ فقال : كيف حاله وحال بره ؟ فقلت : ياسيدي أشد حال ، هم مكروبون ببغداد لم يقدر الحسين أن يخرج إلى العمرة ، فسكت .
وسمعته يقول في ابن أبي حمزة : أما استبان لكم كذبه ، أليس هو الذي روى أن رأس المهدي يهدى إلى عيسى بن موسى ؟ وهو صاحب السفياني ؟ وقال : إن أبا الحسن عليه السلام يعود إلى ثمانية أشهر ؟ ( 3 ) .
15 كش : حمدويه ، عن الحسن بن موسى ، عن داود بن محمد ، عن أحمد ابن محمد ، قال : وقف علي أبوالحسن في بني زريق فقال لي : وهو رافع صوته : يا أحمد ! قلت : لبيك قال : إنه لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله جهد الناس في إطفاء نور الله فأبى الله إلا أن يتم نوره بأمير المؤمنين عليه السلام فلما توفي أبوالحسن عليه السلام جهد علي بن أبي حمزة وأصحابه في إطفاء نور الله فأبى إلا أن يتم نوره ، وإن أهل الحق إذا دخل عليهم داخل سروا به ، وإذا خرج عنهم خارج لم يجزعوا عليه ، و

___________________________________________________________________
( 1 ) سورة الكهف الاية 69 .
( 2 ) رجال الكشى ص 238 .
( 3 ) نفس المصدر ص 255 بأدنى تفاوت .

[262]

ذلك أنهم على يقين من أمرهم ، وإن أهل الباطل إذا دخل فيهم داخل سروا به وإذا خرج عنهم خارج جزعوا عليه ، وذلك أنهم على شك من أمرهم ، إن الله جل جلاله يقول : " فمستقر ومستوع " ( 1 ) قال : ثم قال أبوعبدالله عليه السلام : المستقر الثابت ، والمستودع المعار ( 2 ) .
16 كش : جعفر بن أحمد ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن الحسين بن عمر قال : قلت له : إن أبي أخبرني أنه دخل على أبيك فقال له : إني أحتج عليك عند الجبار أنك أمرتني بترك عبدالله وأنك قلت : أنا إمام ؟ فقال : نعم ، فما كان من إثم ففي عنقي فقال : وإني أحتج عليك بمثل حجة أبي على أبيك فإنك أخبرتني أن أباك قد مضى وأنك صاحب هذا الامر من بعده ؟ فقال : نعم ، فقلت له : إني لم أخرج من مكة حتى كاد يتبين لي الامر وذلك أن فلانا أقرأني كتابك يذكر أن تركة صاحبنا عندك فقال : صدقت وصدق ، أما والله ما فعلت ذلك حتى لم أجد بدا ، ولقد قلته على مثل جدع أنفي ، ولكني خفت الضلال والفرقة ( 3 ) .
بيان : تركة صاحبنا أي ما تركه علي عليه السلام من علامات الامامة ، كالسلاح والجفر وغير ذلك ، ويحتمل القائم عليه السلام على الاضافة إلى المفعول ، قوله عليه السلام : على مثل جدع أنفي : الجدع قطع الانف أي كان يشق ذكر ذلك علي كجدع الانف للتقية ، ولكن قلته لئلا يضلوا .
17 كش : خلف بن حماد ، عن سهل ، عن الحسين بن بشار قال : لما مات موسى بن جعفر عليه السلام خرجت إلى علي بن موسى عليه السلام غير مؤمن بموت موسى ولا مقرا بامامة علي عليه السلام إلا أن في نفسي أن أسأله وأصدقه ، فلما صرت إلى المدينة انتهيت إليه وهو بالصوار ( 4 ) فاستأذنت عليه ودخلت فأدناني وألطفني وأردت أن

___________________________________________________________________
( 1 ) سورة الانعام الاية 98 .
( 2 ) رجال الكشى ص 278 .
( 3 ) نفس المصدر ص 267 .
( 4 ) الصؤار : موضع بالمدينة " المراصد ، العجم " .

[263]

أسأله ، عن أبيه عليه السلام فبادرني فقال لي : ياحسين إن أردت أن ينظر الله إليك من غير حجاب وتنظر إلى الله من غير حجاب فوال آل محمد ووال ولي الامر منهم قال : قلت أنظر إلى الله عزوجل ؟ قال : إي والله قال حسين : فجزمت على موت أبيه وإمامته ثم قال لي : ماأردت أن آذن لك لشدة الامر وضيقه ولكني علمت الامر الذي أنت عليه ، ثم سكت قليلا ثم قال : خبرت بأمرك ؟ قال : قلت له : أجل ( 1 ) .
بيان : قد مر تأويل النظر إلى الله تعالى في كتاب التوحيد .
18 كش : محمد بن مسعود ومحمد بن الحسن البراثي ، عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن فارس ، عن أحمد بن عبدوس الخلنجي أو غيره ، عن علي بن عبدالله الزبيري قال : كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام أسأله عن الواقفة فكتب : الواقف حائد عن الحق ومقيم على سيئة ، إن مات بها كانت جهنم مأواه وبئس المصير ( 2 ) .
جعفر بن معروف عن سهل بن بحر ، عن الفضل بن شاذان رفعه عن الرضا عليه السلام قال : سئل عن الواقفة فقال : يعيشون حيارى ويموتون زنادقة ( 3 ) .
19 كش : وجدت بخط جبرئيل بن أحمد في كتابه حدثني سهل بن زياد الآدمي ، عن محمد بن أحمد بن الربيع الاقرع ، عن جعفر بن بكر ، عن يوسف ابن يعقوب قال : قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام اعطي هؤلاء الذين يزعمون أن أباك حي من الزكاة شيئا ؟ قال : لاتعطهم فانهم كفار مشركون زنادقة ( 4 ) .
20 كش : عدة من أصحابنا ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : سمعناه يقول : يعيشون شكاكا ويموتون زنادقة ، قال : فقال بعضنا : أما الشكاك فقد علمنا
-بحار الانوار مجلد: 44 من ص 263 سطر 19 الى ص 271 سطر 18 فكيف يموتون زنادقة ؟ قال : فقال : حضرت رجلا منهم وقد احتضر قال : فسمعته

___________________________________________________________________
( 1 ) رجال الكشى ص 281 وفيه " بالصوا " في الاصل مكان " بالصؤار " كما أن في هامشه " بالصواء " .
( 2 ) نفس المصدر ص 284 وفيه " الزهرى " مكان الزبيرى .
( 3 ) المصدر السابق ص 284 .
( 4 ) المصدر السابق ص 284 .

[264]

يقول : هو كافر إن مات موسى بن جعفر عليه السلام قال : فقلت : هو هذا ( 1 ) .
21 كش : أبوصالح خلف بن حماد الكشي ، عن الحسن بن طلحة ، عن بكر بن صالح قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول : ماتقول الناس في هذه الآية ؟ قلت : جعلت فداك فأي آية ؟ قال : قول الله عزوجل " وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء " ( 2 ) قلت : اختلفوا فيها قال أبوالحسن عليه السلام : ولكني أقول : نزلت في الواقفة إنهم قالوا : لا إمام بعد موسى ، فرد الله عليهم : بل يداه مبسوطتان ، واليد هو الامام في باطن الكتاب وإنما عنى بقولهم لا إمام بعد موسى بن جعفر ( 3 ) .
22 كش : خلف ، عن الحسن بن طلحة المروزي ، عن محمد بن عاصم قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول : يامحمد بن عاصم بلغني أنك تجالس الواقفة ؟ قلت : نعم جعلت فداك اجالسهم وأنا مخالف لهم قال : لاتجالسهم فان الله عزوجل يقول " وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزئ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم " ( 4 ) يعني بالآيات الاوصياء الذين كفروا بها الواقفة ( 5 ) .
23 كش : خلف ، قال حدثني الحسن بن علي ، عن سليمان بن الجعفري قال : كنت عند أبي الحسن عليه السلام بالمدينة إذ دخل عليه رجل من أهل المدينة فسأله عن الواقفة فقال أبو الحسن عليه السلام : " ملعونين أينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا * سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا " ( 6 ) والله إن الله لايبدلها

___________________________________________________________________
( 1 ) المصدر السابق ص 284 وفيه في الاخر تقديم وتأخير .
( 2 ) سورة المائدة الاية : 64 .
( 3 ) رجال الكشى ص 284 .
( 4 ) سورة النساء الاية : 140 .
( 5 ) رجال الكشى ص 285 .
( 6 ) سورة الاحزاب الاية : 61 .

[265]

حتى يقتلوا عن آخرهم ( 1 ) .
بيان : لعل المراد قتلهم في الرجعة .
24 كش : محمد بن الحسن البراثي ، عن أبي علي الفارسي ، عن عبدوس الكوفي ، عن حمدويه ، عمن حدثه ، عن الحكم بن مسكين ، قال : وحدثني بذلك إسماعيل بن محمد بن موسى بن سلام ، عن الحكم بن عيض قال : دخلت مع خالي سليمان بن خالد على أبي عبدالله عليه السلام فقال : ياسليمان من هذا الغلام ؟ فقال : ابن اختي فقال : هل يعرف هذا الامر ؟ فقال : نعم فقال : الحمد لله الذي لم يخلقه شيطانا ، ثم قال : ياسليمان عوذ بالله ولدك من فتنة شيعتنا ، فقلت : جعلت فداك وما تلك الفتنة ؟ قال : إنكارهم الائمة عليهم السلام ووقوفهم على ابني موسى ، قال : ينكرون موته ويزعمون أن لا إمام بعده اولئك شر الخلق ( 2 ) .
25 كش : محمد بن الحسن البراثي ، عن أبي علي ، عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير ، عن رجل من أصحابنا قال : قلت للرضا عليه السلام : جعلت فداك قوم قد وقفوا على أبيك يزعمون أنه لم يمت قال : كذبوا وهم كفار بما أنزل الله عزوجل على محمد صلى الله عليه وآله ، ولو كان الله يمد في أجل أحد من بني آدم لحاجة الخلق إليه لمد الله في أجل رسول الله صلى الله عليه وآله ( 3 ) .
بيان : لعلهم كانوا يستدلون على عدم موته عليه السلام بحاجة الخلق إليه فأجابهم بالنقض برسول الله صلى الله عليه وآله ، فلا ينافي المد في أجل القائم عليه السلام لمصالح اخر ، أو يكون المراد المد بعد حضور الاجل المقدر .
26 كش : محمد بن الحسن البراثي ، عن أبي علي الفارسي ، عن ميمون النحاس عن محمد بن الفضيل قال : قلت للرضا عليه السلام : ما حال قوم وقفوا على أبيك موسى عليه السلام ؟ قال : لعنهم الله ماأشد كذبهم أما إنهم يزعمون أني عقيم ، وينكرون من يلي هذا

___________________________________________________________________
( 1 ) رجال الكشى ص 285 .
( 2 ) رجال الكشى ص 285 .
( 3 ) نفس المصدر ص 285 .

[266]

الامر من ولدى ( 1 ) .
27 كش : محمد بن الحسن البراثي ، عن أبي علي ، عن الحسين بن محمد بن عمر بن يزيد ، عن عمه ، عن جده عمر بن يزيد قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فحدثني مليا في فضائل الشيعة ثم قال : إن من الشيعة بعدنا من هم شر من النصاب ، قلت : جعلت فداك أليس ينتحلون حبكم ويتولونكم ويتبرؤن من عدوكم ؟ قال : نعم ، قال : قلت : جعلت فداك بين لنا نعرفهم فلسنا منهم ؟ قال : كلا يا عمر ماأنت منهم ، إنما هم قوم يفتنون بزيد ويفتنون بموسى .
البراثي ، عن أبي علي ، عن محمد بن إسماعيل ، عن موسى بن القاسم البجلي عن علي بن جعفر قال : رجل أتى أخي عليه السلام فقال له : جعلت فداك من صاحب هذا الامر ؟ فقال : أما إنهم يفتنون بعد موتي فيقولون : هو القائم وما القائم إلا بعدي بسنين .
البراثي ، عن أبي علي ، عن الحسين بن محمد بن عمر بن يزيد ، عن عمه قال : كان بدء الواقفة أنه كان اجتمع ثلاثون ألف دينار عند الاشاعثة زكاة أموالهم وما كان يجب عليهم فيها فحملوا إلى وكيلين لموسى عليه السلام بالكوفة أحدهما حيان السراج ( 2 ) والآخر كان معه ، وكان موسى عليه السلام في الحبس فاتخذوا بذلك دورا ، وعقدوا العقود ، واشتروا الغلات ، فلما مات موسى عليه السلام فانتهى الخبر إليهما أنكرا موته وأذاعا في الشيعة أنه لايموت لانه هو القائم ، فاعتمدت عليه طائفة من الشيعة وانتشر

___________________________________________________________________
( 1 ) المصدر السابق ص 286 .
( 2 ) حيان السراج كان كيسانيا وقد روى الكشى في رجاله ص 202 203 روايات تدل على تعصبه في كيسانيته منها قول حيان للصادق عليه السلام : انما مثل محمد بن الحنفية في هذه الامة مثل عيسى بن مريم ، فقال الصادق عليه السلام ويحك ياحيان شبه على أعدائه ؟ فقال : بلى شبه على أعدائه ، فقال : تزعم أن أبا جعفر عدو محمد بن علي ! لا ولكنك تصدف ياحيان وقد قال الله عزوجل في كتابه " سنجزى الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون " .

[267]

قولهما في الناس ، حتى كان عند موتهما أوصيا بدفع المال إلى ورثة موسى عليه السلام واستبان للشيعة أنهما قالا ذلك حرصا على المال .
البراثى ، عن أبي علي ، عن محمد بن رجا الحناط ، عن محمد بن علي الرضا عليه السلام أنه قال : الواقفة هم حمير الشيعة ثم تلا هذه الآية " إن هم إلا كالانعام بل هم أضل سبيلا ( 1 ) .
البراثي ، عن أبي علي قال : حكى منصور ، عن الصادق محمد بن علي الرضا عليهما السلام : أن الزيدية والواقفية والنصاب عنده بمنزلة واحدة .
البراثي ، عن أبي علي ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عمن حدثه قال : سألت محمد بن علي الرضا عليه السلام عن هذه الآية " وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة " ( 2 ) قال : نزلت في النصاب والزيدية ، والواقفة من النصاب .
البراثي ، عن أبي علي ، عن إبراهيم بن عقبة قال : كتبت إلى العسكري عليه السلام جعلت فداك قد عرفت هؤلاء الممطورة فأقنت عليهم في صلواتي ؟ قال : نعم اقنت عليهم في صلواتك .
حمدويه ، عن محمد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عقبة مثله ( 3 ) .
بيان : كانوا يسمونهم وأضرابهم من فرق الشيعة سوى الفرقة المحقة الكلاب الممطورة لسراية خبثهم إلى من يقرب منهم .
28 كش : البراثي ، عن أبي علي ، عن محمد بن الحسن الكوفي ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن عمرو بن فرات قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الواقفة قال : يعيشون حيارى ويموتون زنادقة .
وبهذا الاسناد ، عن أحمد بن محمد البرقي ، عن جعفر بن محمد بن يونس

___________________________________________________________________
( 1 ) سورة الفرقان الاية : 44 .
( 2 ) سورة الغاشية الاية : 2 و 3 .
( 3 ) رجال الكشى ص 286 و 287 وفى الاول من هذه الاحاديث " فلعلنا منهم " مكان " فلسنا منهم " .

[268]

قال : جاءني جماعة من أصحابنا معهم رقاع فيها جوابات المسائل إلا رقعة الواقف قد رجعت على حالها لم يوقع فيها شئ .
إبراهيم بن محمد بن عباس الختلي ، عن أحمد بن إدريس القمي ، عن محمد ابن أحمد بن يحيى ، عن العباس بن معروف ، عن الحجال ، عن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : ذكرت الممطورة وشكهم فقال : يعيشون ماعاشوا على شك ثم يموتون زنادقة .
خلف بن حماد الكشي قال : أخبرني الحسن بن طلحة المروزي ، عن يحيى ابن المبارك قال : كتبت إلى الرضا عليه السلام بمسائل فأجابني ، وذكرت في آخر الكتاب قول الله عزوجل " مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء " ( 1 ) فقال : نزلت في الواقفة ، ووجدت الجواب كله بخطه : ليس هم من المؤمنين ولا من المسلمين ، هم ممن كذب بآيات الله ، ونحن أشهر معلومات فلا جدال فينا ، ولا رفث ولا فسوق فينا .
انصب لهم يايحيى من العداوة مااستطعت ( 2 ) .
محمد بن الحسن ، عن أبي علي ، عن محمد بن صباح ، عن إسماعيل بن عامر ، عن أبان ، عن حبيب الخثعمي ، عن ابن أبي يعفور قال : كنت عند الصادق عليه السلام إذ دخل موسى عليه السلام فجلس فقال أبو عبدالله عليه السلام : ياابن أبي يعفور هذا خير ولدي وأحبهم إلي ، غير أن الله عزوجل يضل قوما من شيعتنا ، فاعلم أنهم قوم لا خلاق لهم في الآخرة ، ولا يكلمهم الله يوم القيامة ، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم قلت : جعلت فداك قد أزغت قلبي عن هؤلاء قال : يضل به قوم من شيعتنا بعد موته جزعا عليه فيقولون لم يمت ، وينكرون الائمة عليهم السلام من بعده ، ويدعون الشيعة إلى ضلالتهم ، وفي ذلك إبطال حقوقنا وهدم دين الله ، ياابن أبي يعفور فالله ورسوله منهم برئ ونحن منهم براء .
وبهذا الاسناد عن أيوب بن نوح ، عن سعيد العطار ، عن حمزة الزيات قال :

___________________________________________________________________
( 1 ) سورة النساء الاية : 143 .
( 2 ) رجال الكشى ص 287 .

[269]

سمعت حمران بن أيعن يقول : قلت لابي جعفر عليه السلام أمن شيعتكم أنا ؟ قال : إي والله في الدنيا والآخرة ، وما أحد من شيعتنا إلا وهو مكتوب عندنا اسمه واسم أبيه إلا من يتولى منهم عنا ، قال : قلت : جعلت فداك أو من شيعتكم من يتولى عنكم بعد المعرفة ؟ قال : ياحمران نعم ، وأنت لاتدركهم ، قال حمزة : فتناظرنا في هذا الحديث قال : فكتبنا به إلى الرضا عليه السلام نسأله عمن استثنى به أبوجعفر فكتب : هم الواقفة على موسى بن جعفر عليهما السلام ( 1 ) .
29 كش : محمد بن مسعود ، عن جعفر بن أحمد ، عن حمدان بن سليمان ، عن منصور بن العباس ، عن إسماعيل بن سهل قال : حدثنا بعض أصحابنا وسألني أن أكتم اسمه قال : كنت عند الرضا عليه السلام فدخل عليه علي بن أبي حمزة ( 2 ) وابن السراج ( 3 ) وابن المكاري ( 4 ) فقال له ابن أبي حمزة : مافعل أبوك ؟ قال : مضى قال : مضى موتا قال فقال : نعم ، قال : فقال : إلى من عهد ؟ قال : إلي قال : فأنت إمام مفترض الطاعة من الله ؟ قال : نعم .
قال ابن السراج وابن المكاري : قد والله أمكنك من نفسه ، قال عليه السلام : ويلك وبما أمكنت أتريد أن آتي بغداد وأقول لهارون : إني إمام مفترض طاعتي

___________________________________________________________________
( 1 ) رجال الكشى ص 288 .
( 2 ) علي بن ابي حمزة سالم البطائنى يكنى أبا الحسن مولى الانصار كوفي ، وكان قائد أبي بصير يحيى بن القاسم ، روى عن الصادق والكاظم عليهما السلام ثم وقف ، وهو أحد عمد الواقفة ، سنف عدة كتب روى عنه ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى وأحمد بن الحسن الميثمى وغيرهم باقتضاب عن شرح مشيخة الفقيه ص 87 88 .
( 3 ) ابن السراج : هو أحمد بن أبى بشر السراج كوفي مولى يكنى أبا جعفر ثقة في الحديث واقفى ، لاحظ ماذكره الكشى في ذمه وذم علي بن أبي حمزة كما في المتن .
( 4 ) ابن أبي سعيد المكارى هو الحسين بن هاشم بن حيان المكارى أبوعبدالله ، كان هو وأبوه وجهين في الواقفة وقد ذكر الكشى ذموما فيه كما في المتن فراجع رجال الكشى ص 290 .

[270]

والله ماذك علي ، وإنما قلت ذلك لكم عندما بلغني من اختلاف كلمتكم وشتت أمركم لئلا يصير سركم في يد عدوكم .
قال له ابن أبي حمزة : لقد أظهرت شيئا ما كان يظهره أحد من آبائكم ولا يتكلم به ، قال : بلى والله لقد تكلم به خير آبائي رسول الله صلى الله عليه وآله لما أمره الله أن ينذر عشيرته الاقربين جمع من أهل بيته أربعين رجلا وقال لهم : إني رسول الله إليكم فكان أشدهم تكذيبا وتأليبا عليه عمه أبولهب ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وآله إن خدشني خدش فلست بنبي ، فهذا أول ماابدع لكم من آية النبوة ، وأنا أقول : إن خدشني هارون خدشا فلست بامام ، فهذا أول ماابدع لكم من آية الامامة .
قال له علي : إنا روينا عن آبائك عليهم السلام أن الامام لا يلي أمره إلا إمام مثله فقال له أبوالحسن : فأخبرني عن الحسين بن علي عليه السلام كان إماما أو كان غير إمام ؟ قال : كان إماما ، قال : فمن ولي أمره ؟ قال علي بن الحسين ، قال : وأين كان علي ابن الحسين ؟ كان محبوسا في يد عبيد الله بن زياد ! قال : خرج وهم كانوا لايعلمون حتى ولي أمر أبيه ثم انصرف .
فقال له أبو الحسن عليه السلام : إن هذا أمكن علي بن الحسين عليه السلام أن يأتي كربلا فيلي أمر أبيه فهو يمكن صاحب الامر أن يأتي بغداد فيلي أمر أبيه ثم ينصرف وليس في حبس ولا في أسار قال له علي : إنا روينا أن الامام لايمضي حتى يرى عقبه قال : فقال أبوالحسن عليه السلام : أما رويتم في هذا غير هذا الحديث ؟ قال : لا ، قال : بلى والله لقد رويتم فيه إلا القائم وأنتم لاتدرون مامعناه ولم قيل ، قال فقال له علي : بلى والله إن هذا لفي الحديث ، قال له أبوالحسن عليه السلام ويلك كيف اجترأت على شئ تدع بعضه ثم قال : ياشيخ اتق الله ولا تكن من الذين يصدون عن دين الله تعالى ( 1 ) .
بيان : التأليب التحريض والافساد .

___________________________________________________________________
( 1 ) رجال الكشى ص 289 بأدنى تفاوت .