[251]
من أن تحصى ، نذكر منها طرفا ولو كان حيا باقيا لما احتاج إليه .
أقول : ثم ذكر ماسنورده من النصوص على الرضا عليه السلام ثم قال : ( 1 ) و
الاخبار في هذا المعنى أكثر من أن تحصى ، هي موجودة في كتب الامامية معروفة
مشهورة ، من أرادها وقف عليها من هناك ، وفي هذا القدر ههنا كفاية إنشاء الله تعالى .
فان قيل : كيف تعولون على هذه الاخبار ، وتدعون العلم بموته ، و
الواقفة تروي أخبارا كثيرة يتضمن أنه لم يمت ، وأنه القائم المشار إليه ( هي )
موجودة في كتبهم وكتب أصحابكم ، فكيف تجمعون بينها ؟ وكيف تدعون العلم
بموته مع ذلك ؟
قلنا : لم نذكر هذه الاخبار إلا على جهة الاستظهار ، والتبرع ، لا لانا
احتجنا إليها في العلم بموته ، لان العلم بموته حاصل لايشك فيه ، كالعلم بموت
آبائه ، والمشكك في موته كالمشكك في موتهم ، وموت كل من علمنا بموته ، وإنما
استظهرنا بايراد هذه الاخبار تأكيدا لهذا العلم كما نروي أخبارا كثيرة فيما
نعلم بالعقل والشرع ، وظاهر القرآن والاجماع وغير ذلك ، فنذكر في ذلك أخبارا
على وجه التأكيد .
فأما ما ترويه الواقفة فكلها أخبار آحاد لايعضدها حجة ، ولا يمكن ادعاء
العلم بصحتها ، ومع هذا فالرواة لها مطعون عليهم ، لايوثق بقولهم ورواياتهم ، و
بعد هذا كله فهي متأولة .
ثم ذكر رحمه الله بعض أخبارهم الموضوعة وأولها ، ومن أراد الاطلاع
عليها فليراجع إلى كتابه ( 2 ) .
ثم قال : ( 3 ) وقد روي السبب الذي دعا قوما إلى القول بالوقف ، فروى الثقات
أن أول من أظهر هذا الاعتقاد علي بن أبي حمزة البطائني ، وزياد بن مروان القندي
___________________________________________________________________
( 1 ) المصدر السابق ص 31 .
( 2 ) المصدر السابق من ص 32 إلى 46 .
( 3 ) المصدر السابق ص 46 .
[252]
وعثمان بن عيسى الرواسي ، طمعوا في الدنيا ، ومالوا إلى حطامها ، واستمالوا قوما
فبذلوا لهم شيئا مما اختانوه من الاموال ، نحو حمزة بن بزيع وابن المكاري وكرام
الخثعمي وأمثالهم .
فروى محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد
عن محمد بن جمهور ، عن أحمد بن الفضل ، عن يونس بن عبدالرحمن قال :
مات أبوإبراهيم عليه السلام وليس من قوامه أحد إلا وعنده المال الكثير ، و
كان ذلك سبب وقفهم وجحدهم موته ، طمعا في الاموال ، كان عند زياد بن مروان
القندي سبعون ألف دينار ، وعند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار ، فلما رأيت
ذلك وتبينت الحق وعرفت من أمر أبي الحسن الرضا ماعلمت ، تكلمت ودعوت
الناس إليه فبعثا إلي وقالا : مايدعوك إلى هذا ؟ إن كنت تريد المال فنحن نغنيك
وضمنا لي عشرة آلاف دينار ، وقالا لي : كف ، فأبيت وقلت لهما : إنا روينا عن
الصادقين عليهم السلام أنهم قالوا : إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه ، فإن لم
يفعل سلب نور الايمان ، وما كنت لادع الجهاد في أمر الله على كل حال ، فناصباني
وأضمرا لي العداوة .
2 ع ( 1 ) ن : ابن الوليد ، عن محمد العطار ، عن أحمد بن الحسين بن سعيد
عن محمد بن جمهور مثله ( 2 ) .
3 كش : محمد بن مسعود ، عن علي بن محمد ، عن محمد بن أحمد ، عن أحمد بن الحسين مثله ( 3 ) .
4 غط : ابن الوليد ، عن الصفار وسعد ، معا ، عن ابن يزيد ، عن بعض
أصحابه قال : مضى أبوإبراهيم وعند زياد القندي سبعون ألف دينار ، وعند عثمان
ابن عيسى الرواسي ثلاثون ألف دينار وخمس جوار ، ومسكنه بمصر ، فبعث إليهم
___________________________________________________________________
( 1 ) علل الشرائع ص 236 طبع النجف .
( 2 ) عيون أخبار الرضا عليه السلام ج 1 ص 112 .
( 3 ) رجال الكشى 307 .
[253]
أبوالحسن الرضا عليه السلام أن احملوا ما قبلكم من المال وما كان اجتمع لابي عندكم
من أثاث وجوار ، فإني وارثه ، وقائم مقامه ، وقد اقتسمنا ميراثه ولا عذر لكم
في حبس ماقد اجتمع لي ولوراثه قبلكم ، أو كلام يشبه هذا ، فأما ابن أبي حمزة
فإنه أنكره ولم يعترف بما عنده ، وكذلك زياد القندي ، وأما عثمان بن عيسى
فإنه كتب إليه : إن أباك صلوات الله عليه لم يمت وهو حي قائم ، ومن ذكر أنه مات
فهو مبطل ، واعمل على أنه قد مضى كما تقول ، فلم يأمرني بدفع شئ إليك ، و
أما الجواري فقد أعتقتهن وتزوجت بهن ( 1 ) .
5 ع ( 2 ) ن : أبي وابن الوليد معا عن محمد العطار ، عن أحمد بن الحسين
ابن سعيد ، عن محمد بن جمهور ، عن أحمد بن حماد قال : كان أحد القوام عثمان
ابن عيسى ، وكان يكون بمصر ، وكان عنده مال كثير وست جواري قال : فبعث
إليه أبوالحسن الرضا عليه السلام فيهن وفي المال قال : فكتب إليه : إن أباك لم يمت
قال : فكتب إليه : إن أبي قد مات وقد اقتسمنا ميراثه وقد صحت الاخبار بموته
واحتج عليه فيه قال : فكتب إليه إن لم يكن أبوك مات فليس لك من ذلك شئ
وإن كان قد مات على ماتحكي فلم يأمرني بدفع شئ إليك وقد أعتقت الجواري
وتزوجتهن ( 3 ) .
6 كش : علي بن محمد ، عن الاشعري ، عن أحمد بن الحسين مثله ( 4 ) .
قال الصدوق ره : لم يكن موسى بن جعفر عليهما السلام ممن يجمع المال ولكنه قد
حصل في وقت الرشيد وكثر أعداؤه ، ولم يقدر على تفريق ماكان يجتمع إلا على
القليل ممن يثق بهم في كتمام السر فاجتمعت هذه الاموال لاجل ذلك وأراد أن
لا يحقق على نفسه قول من كان يسعى به إلى الرشيد ويقول : إنه تحمل إليه
___________________________________________________________________
( 1 ) غيبة الطوسى ص 47 .
( 2 ) علل الشرائع ص 236 .
( 3 ) عيون الاخبار ج 1 ص 113 .
( 4 ) رجال الكشى ص 368 .
[254]
الاموال وتعتقد له الامامة ، ويحمل على الخروج عليه ، ولولا ذلك لفرق ما
اجتمع من هذه الاموال ، على أنها لم تكن أموال الفقراء وإنما كانت أمواله يصل
بها مواليه لتكون له إكراما منهم له وبرا منهم به عليه السلام ( 1 ) .
اقول : قال الصدوق ره في كتاب عيون أخبار الرضا بعد ذكر الاخبار
الدالة على وفاته عليه السلام ما نقلنا عنه في باب شهادته : إنما أوردت هذه الاخبار في
هذا الكتاب ردا على الواقفة على موسى بن جعفر عليه السلام فإنهم يزعمون أنه حي
وينكرون إمامة الرضا وإمامة من بعده من الائمة عليهم السلام وفي صحة وفاة موسى عليه السلام
إبطال مذهبهم ، ولهم في هذه الاخبار كلام يقولون : إن الصادق عليه السلام قال :
الامام لا يغسله إلا إمام ، فلو كان الرضا عليه السلام إماما لما ذكرتم في هذه الاخبار أن
موسى عليه السلام غسله غيره ، ولا حجة لهم علينا في ذلك لان الصادق عليه السلام إنما نهى
أن يغسل الامام إلا من يكون إماما ، فإن دخل من يغسل الامام في نهيه فغسله لم
تبطل بذلك إمامة الامام بعده ، ولم يقل على السلام إن الامام لا يكون إلا الذي يغسل
من قبله من الائمة عليهم السلام فبطل تعلقهم علينا بذلك .
على أنا قد روينا في بعض هذه الاخبار أن الرضا عليه السلام غسل أباه موسى بن
جعفر عليه السلام من حيث خفي على الحاضرين لغسله غير من اطلع عليه ، ولا تنكر الواقفة
أن الامام يجوز أن يطوي الله له البعد حتى يقطع المسافة البعيدة في المدة
اليسيرة ( 2 ) .
7 ك ( 3 ) ن : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن المعلى ، عن علي بن رباط
قال : قلت لعلي بن موسى الرضا عليه السلام إن عندنا رجلا يذكر أن أباك عليه السلام حي
وأنت تعلم من ذلك مايعلم ، فقال عليه السلام : سبحان الله مات رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يمت
___________________________________________________________________
( 1 ) عيون الاخبار ج 1 ص 114 .
( 2 ) نفس المصدر ج 1 ص 105 .
( 3 ) كمال الدين ج 1 ص 120 .
[255]
موسى بن جعفر عليه السلام ، بلى والله ، والله لقد مات وقسمت أمواله ونكحت
جواريه ( 1 ) .
8 ن : الوراق ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ربيع بن عبدالرحمن
قال : كان والله موسى بن جعفر عليه السلام من المتوسمين ، يعلم من يقف عليه بعد موته
ويجحد الامام بعده إمامته ( 2 ) فكان يكظم غيطه عليهم ، ولا يبدي لهم مايعرفه
منهم ، فسمي الكاظم لذلك ( 3 ) .
9 غط : علي بن حبشي بن قوني ، عن الحسين بن أحمد بن الحسين بن علي
ابن فضال قال : كنت أرى عند عمي علي بن الحسن بن فضال شيخا من أهل بغداد
وكان يهازل عمي ، فقال له يوما : ليس في الدنيا شر منكم يامعشر الشيعة أو قال
الرافضة قال له عمي : ولم لعنك الله ؟ قال : أنا زوج بنت أحمد بن أبي بشر السراج
قال لي لما حضرته الوفاة : إنه كان عندي عشرة آلاف دينار وديعة لموسى بن جعفر
فدفعت ابنه عنها بعد موته ، وشهدت أنه لم يمت فالله الله خلصوني من النار وسلموها
إلى الرضا عليه السلام ، فوالله ماأخرجنا حبة ولقد تركناه يصلى في نار جهنم .
قال الشيخ رحمه الله : وإذا كان أصل هذا المذهب أمثال هؤلاء كيف يوثق
برواياتهم أو يعول عليها ، وأما ما روي من الطعن على رواة الواقفة فأكثر من أن
يحصى ، وهو موجود في كتب أصحابنا ، نحن نذكر طرفا منه ( 4 ) :
روى الاشعري عن عبدالله بن محمد ، عن الخشاب ، عن أبي داود قال : كنت
أنا وعيينة بياع القصب عند علي بن أبي حمزة البطائني وكان رئيس الواقفة فسمعته
-بحار الانوار مجلد: 44 من ص 255 سطر 19 الى ص 263 سطر 18
يقول : قال أبوإبراهيم عليه السلام : إنما أنت وأصحابك ياعلي أشباه الحمير ، فقال لي
عيينة : أسمعت ؟ قلت : إي والله لقد سمعت فقال : لا والله لا أنقل إليه قدمي ما
___________________________________________________________________
( 1 ) عيون الاخبار ج 1 ص 106 .
( 2 ) كذا في المصدر وكان في المتن " ويجحد الامامة بعده امامته " .
( 3 ) عيون الاخبار ج 1 ص 112 .
( 4 ) غيبة الشيخ الطوسي ص 48 .
[256]
حييت ( 1 ) .
وروى ابن عقدة ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن محمد بن عمر بن يزيد
وعلي بن أسباط جميعا قالا : قال لنا عثمان بن عيسى الرواسي : حدثني زياد القندي
وابن مسكان قالا : كنا عند أبي إبراهيم عليه السلام إذ قال : يدخل عليكم الساعة خير
أهل الارض ، فدخل أبوالحسن الرضا عليه السلام وهو صبي ، فقلنا : خير أهل الارض
ثم دنا فضمه إليه فقبله وقال : يابني تدري ما قال ذان ؟ قال : نعم ياسيدي
هذان يشكان في .
قال علي بن أسباط : فحدثت بهذا الحديث الحسن بن محبوب فقال : بتر
الحديث ، لا ولكن حدثني علي بن رئاب أن أبا إبراهيم قال لهما : إن حجدتماه
حقه أو خنتماه فعليكما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، يازياد ولا تنجب أنت
وأصحابك أبدا .
قال علي بن رئاب : فلقيت زياد النقدي فقلت له : بلغني أن أبا إبراهيم قال
لك كذا وكذا ؟ فقال : أحسبك قد خولطت ، فمر وتركني فلم اكلمه ولا مررت به
قال الحسن بن محبوب : فلم نزل نتوقع لزياد دعوة أبي إبراهيم عليه السلام حتى ظهر
منه أيام الرضا عليه السلام ماظهر ومات زنديقا ( 2 ) .
بيان : بتر الحديث : أي جعله أبتر وترك آخره ثم ذكر ماحذفه الراوي .
10 غط : العطار ، عن أبيه ، عن ابن أبي الخطاب ، عن صفوان بن يحيى
عن إبراهيم بن يحيى بن أبي البلاد قال : قال الرضا عليه السلام ، ما فعل الشقي حمزة
ابن بزيع ؟ قلت : هو ذا هو قد قدم ، فقال : يزعم أن أبي حي ، هم اليوم شكاك و
لا يموتون غدا إلا على الزندقة ، قال صفوان : فقلت فيما بيني وبين نفسي شكاك
قد عرفتهم ، فكيف يموتون على الزندقة ؟ ! فما لبثنا إلا قليلا حتى بلغنا عن رجل
___________________________________________________________________
( 1 ) غيبة الشيخ الطوسي ص 49 .
( 2 ) نفس المصدر ص 49 .
[257]
منهم أنه قال عند موته وهو كافر برب أماته ، قال صفوان : فقلت : هذا تصديق
الحديث ( 1 ) .
بيان : الضمير في قوله : أماته راجع إلى الكاظم عليه السلام .
11 غط : وروى أبوعلي محمد بن همام ، عن علي بن رباح قال : قلت للقاسم
ابن إسماعيل القرشي وكان ممطورا أي شئ سمعت من محمد بن أبي حمزة ؟ قال :
ماسمعت منه إلا حديثا واحدا قال ابن رباح : ثم أخرج بعد ذلك حديثا كثيرا
فرواه عن محمد بن أبي حمزة ، قال ابن رباح : وسألت القاسم هذا : كم سمعت من حنان
فقال : أربعة أحاديث أو خمسة ، قال : ثم أخرج بعد ذلك حديثا كثيرا فرواه عنه .
وروى أحمد بن محمد بن عيسى ، عن سعد بن سعد ، عن أحمد بن عمر قال :
سمعت الرضا عليه السلام يقول في ابن أبي حمزة : أليس هو الذي يروي أن رأس المهدي
يهدى إلى عيسى بن موسى ، وهو صاحب السفياني وقال : إن أبا إبراهيم يعود إلى
ثمانية أشهر ، فما استبان لهم كذبه ؟
وروى محمد بن أحمد بن يحيى ، عن بعض أصحابنا ، عن محمد بن عيسى بن
عبيد ، عن محمد بن سنان قال : ذكر علي بن أبي حمزة عند الرضا عليه السلام فلعنه ثم قال :
إن علي بن أبي حمزة أراد أن لايعبد الله في سمائه وأرضه فأبى الله إلا أن يتم نوره
ولو كره المشركون ، ولو كره اللعين المشرك ، قلت : المشرك ؟ قال : نعم والله رغم أنفه
كذلك هو في كتاب الله " يريدون أن يطفؤا نور الله بأفواههم " ( 2 ) وقد جرت فيه
وفي أمثاله ، إنه أراد أن يطفئ نور الله ( 3 ) .
والطعون على هذه الطائفة أكثر من أن تحصى لا نطول بذكرها الكتاب
فكيف يوثق بروايات هؤلاء القوم وهذه أحوالهم وأقول السلف الصالح فيهم ، ولولا
معاندد من تعلق بهذه الاخبار التي ذكروها لما كان ينبغي أن يصغى إلى من يذكرها
___________________________________________________________________
( 1 ) نفس المصدر ص 49 .
( 2 ) سورة التوبة الاية : 32 .
( 3 ) غيبة الشيخ الطوسي ص 50 .
[258]
لانا قد بينا من النصوص على الرضا عليه السلام مافيه كفاية ويبطل قولهم ، ويبطل ذلك
أيضا ماظهر من المعجزات على يد الرضا الدالة على صحة إمامته وهي مذكورة في
الكتب ، ولاجلها رجع جماعة من القول بالوقف مثل عبد الرحمن بن الحجاج ( 1 )
ورفاعة بن موسى ( 2 ) ويونس يعقوب ( 3 ) وجميل بن دراج ( 4 ) وحماد بن
___________________________________________________________________
( 1 ) عبدالرحمان بن الحجاج البجلى مولاهم كوفى بياع السابرى ، استاذ صفوان ، سكن
بغداد ورمى بالكيسانية وكان ثقة ثقة وجها ثبتا روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما السلام
وبقى بعد أبي الحسن ولقى الرضا عليه السلام ، وكان وكيلا لابى عبدالله عليه السلام ومات في
عصر الرضا " ع " وكان أبوعبدالله " ع " يقول له : كلم أهل المدينة فانى أحب أن يرى في رجال
الشيعة مثلك ، وكانت وفاته بين الحرمين أو في المدينة ، شهد له الصادق " ع " انه من الامنين
وشهد له الكاظم " ع " بالجنة " باقتضاب وتصرف عن شرح مشيخة الفقيه ص 41 لماحة سيدى
الوالد دام ظله " .
( 2 ) رفاعة بن موسى النخاس الاسدى روى عن الصادق والكاظم عليهما السلام كان
ثقة في حديثه مسكونا إلى روايته حسن الطريقة .
له كتاب مبوب في الفرائض ، رواه عنه
صالح بن خالد المحاملى وابن فضال وابن أبي عمير وصفوان .
( 3 ) يونس بن يعقوب أبوعلى الجلاب البجلى الدهنى الكوفي ، أمه منية بنت عمار
اخت معاوية بن عمار الدهنى ، اختص بأبى عبدالله وأبى الحسن الكاظم عليهما السلام ، وكان
يتوكل لابى الحسن " ع " ومات في المدينة في أيام الرضا " ع " وتولى أمره وبعث بحنوطه
وكفنه وجميع مايحتاج اليه ، وأمر مواليه وموالى أبيه وجده أن يحضروا جنازته وقال
لهم : هذا مولى لابى عبدالله عليه السلام كان يسكن العراق ، وقال لهم : احفروا له في
البقيع فان قال لكم أهل المدينة : انه عراقى ولا ندفنه بالبقيع فقولوا لهم : هذا مولى
لابى عبدالله " ع " كان يسكن العراق ، فان منعتمونا أن ندفنه بالبقيع منعناكم أن تدفنوا
مواليكم في البقيع ، فدفن في البقيع ، ووجه أبوالحسن على بن موسى " ع " إلى زميله
محمد بن الحباب وكان رجلا من أهل الكوفة صل عليه أنت ، ثم أمر عليه السلام
صاحب المقبرة أن يتعاهد قبره ، ويرش عليه الماء أربعين شهرا ، أو أربعين يوما في كل
يوم ، والشك من علي بن الحسن بن فضال راوى الحديث " باقتضاب عن شرح مشيخة
الفقيه ص 46 " .
( 4 ) جميل بن دراج بن الصبيح بن عبدالله أبوعلى النخعى ، قال ابن فضال : أبومحمد
[259]
عيسى ( 1 ) وغيرهم ، وهؤلاء من أصحاب أبيه الذين شكوا فيه ثم رجعوا ، وكذلك
من كان في عصره مثل أحمد بن محمد بن أبي نصر ( 2 ) والحسن بن علي الوشاء ( 3 )
وغيرهم ممن قال : في الوقف فالتزموا الحجة وقالوا : بامامته وإمامة من بعده
___________________________________________________________________
شيخنا ووجه الطائفة ثقة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما السلام ، أخذ عن زرارة
وكان أكبر من أخيه نوح بن دراج القاضى وكان أيضا من أصحابنا وكان يخفى أمره
وعمى جميل في آخر عمره ، ومات في أيام الرضا " ع " ، له كتاب اشترك فيه هو ومحمد بن
حمران ، وآخر اشترك فيه هو ومرازم بن حكيم ، وهو ممن اجمعت العصابة على تصحيح
مايصح عنه وقد وردت في مدحه روايات تدل على سمو مقامه " باقتضاب وتصرف عن شرح
مشيخة الفقيه ص 17 " .
( 1 ) حماد بن عيسى الجهنى البصرى أبومحمد من أصحاب الصادق عليه السلام أصله
كوفى ، بقى إلى زمن الجواد " ع " كان ثقة في حديثه صدوقا قال : سمعت من أبي عبدالله
عليه السلام سبعين حديثا فسلم أزل أدخل الشك في نفسى حتى اقتصرت على هذه العشرين
مات غرقا بوادى قناة في طريق مكة سنة 209 او سنة 208 وله نيف وتسعون سنة في حياة
أبي جعفر الثانى " ع " وهو ممن أجمعت العصابة على تصحيح مايصح عنه ، له كتاب الصلاة
وكتاب الزكاة ، وكتاب النوادر " باقتضاب عن شرح مشيخة الفقيه ص 10 لسماحة سيدنا
الوالد دام ظله " .
( 2 ) أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطى كوفى لقى الرضا والجواد عليهما السلام
وروى عنهما ، كان عظيم المنزلة عندهما وله اختصاص بهما ، جليل القدر ثقة ، أجمع
الاصحاب على تصحيح مايصح عنه وأقروا له بالفقه ، مات سنة 221 بعد وفاة الحسن بن
على بن فضال بثمانية أشهر ، روى عنه جمع من الاصحاب منهم أحمد بن محمد بن عيسى
ويحيى بن سيد الاهوازي ، ومحمد بن عبدالحميد العطار ، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب
وغيرهم .
" عن شرح مشيخة الفقيه ص 18 لسيدنا الوالد دام ظله " .
( 3 ) الحسن بن علي الوشا الخزاز ويعرف بابن بنت الياس الصيرفي ويكنى أبا محمد
كان من وجوه هذه الطائفة ، وعينا من عيونهم ، كثير الرواية من أصحاب الرضا " ع " له
كتب ، وهو الذي سأله أحمد بن محمد بن عيسى أن يخرج له كتابى العلا بن رزين وأبان
ابن عثمان فأخرجهما له فقال له أحمد : أحب ان تجيزهما لى ، فقال له : يرحمك الله
[260]
من ولده ( 1 ) .
12 ن : الوراق ، عن الاسدي ، عن الحسن بن عيسى الخراط ، عن جعفر
ابن محمد النوفلي قال : أتيت الرضا عليه السلام وهو بقنطرة ابريق ( 2 ) فسلمت عليه ثم
جلست وقلت : جعلت فداك إن اناسا يزعمون أن أباك عليه السلام حي فقال : كذبوا
لعنهم الله لو كان حيا ماقسم ميراثه ولا نكح نساؤه ، ولكنه والله ذاق الموت كما
ذاقه علي بن أبي طالب عليه السلام ، قال : فقلت له : ماتأمرني ؟ قال : عليك بابني محمد
من بعدي ، وأما أنا فاني ذاهب في وجه لا أرجع ، بورك قبر بطوس وقبران ببغداد
قال قلت : جعلت فداك عرفنا واحدا فما الثاني ؟ قال : ستعرفونه ، ثم قال عليه السلام :
قبري وقبر هارون هكذا وضم إصبعيه ( 3 ) .
13 كش : خلف بن حماد ، عن أبي سعيد ، عن الحسن بن محمد بن أبي طلحة
عن داود الرقي قال : قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام : جعلت فداك إنه والله مايلج
في صدري من أمرك شئ إلا حديثا سمعته من ذريح يرويه عن أبي جعفر عليه السلام قال
لي : وما هو ؟ قال : سمعته يقول : سابعنا قائمنا إن شآء الله قال : صدقت ، وصدق
ذريح ، وصدق أبوجعفر عليه السلام ، فازددت والله شكا ، ثم قال لي : ياداود بن أبي كلدة
___________________________________________________________________
وماعجلتك ؟ اذهب فاكتبهما واسمع من بعد ، فقال أحمد : لا آمن الحدثان فقال : لو علمت
أن هذا الحديث يكون له هذا الطلب لا ستكثرت منه ، فانى أدركت في هذا المسجد تسع
مائة شيخ كل يقول : حدثنى جعفر بن محمد عليه السلام " باقتضاب عن شرح مشيخة الفقيه
ص 82 لسماحة سيدي الوالد دام ظله " .
( 1 ) غيبة الطوسى ص 51 .
( 2 ) قنطرة اربق : وأربق بفتح ثم السكون وباء موحدة مفتوحة وقد تضم
وقاف ويقال بالكاف : من نواحى رامهرمز من خوزستان وهو بلد وناحية من الاهواز ذات
قرى ومزارع وعنده قنطرة مشهورة .
( 3 ) عيون أخبار الرضا " ع " ج 2 ص 216 .