back page fehrest page next page

[66]

حسن الهيئة و اللباس فسلم على أمير المؤمنين ( ع ) فرد ( ع ) فجلس ثم قال يا أميرالمؤمنين ( ع ) أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهن علمت أن القوم قد ركبوا من أمرك ماأقضي عليهم أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم و لا في آخرتهم و إن تكن الأخرى علمتأنك و هم شرع سواء فقال له أمير المؤمنين ( ع ) سلني عما بدا لك فقال أخبرني عن الرجلإذا نام أين تذهب روحه و عن الرجل كيف يذكر و ينسى و عن الرجل كيف يشبه ولدهالأعمام و الأخوال فالتفت أمير المؤمنين ( ع ) إلى أبي محمد الحسن بن علي ( ع ) فقال ياأبا محمد أجبه فقال ( ع ) أما ما سألت عنه من أمر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه فإنروحه متعلقة بالريح و الريح متعلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة فإنأذن الله تعالى برد تلك الروح على صاحبها جذبت تلك الريح الروح و جذبت تلك الريحالهواء فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها و إن لم يأذن الله عز و جل برد تلك الروحعلى صاحبها جذب الهواء الريح و جذبت الريح الروح فلم ترد على صاحبها إلى وقت مايبعث و أما ما ذكرت من أمر الذكر و النسيان فإن قلب الرجل في حق و على الحق طبقفإن صلى الرجل على ذلك على محمد و آل محمد صلاة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحقفأضاء القلب و ذكر الرجل ما كان نسي فإن هو لم يصل على محمد و آل محمد أو نقص منالصلاة عليهم انطبق ذلك الطبق على ذلك

[67]

الحق فأظلمالقلب و نسي الرجل ما كان ذكره و أما ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه وأخواله فإن الرجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن و عروق هادئة و بدن غير مضطربفاستكنت تلك النطفة في جوف الرحم خرج الولد يشبه أباه و أمه و إن هو أتاها بقلبغير ساكن و عروق غير هادئة و بدن مضطرب اضطربت النطفة فوقعت في حال اضطرابها علىبعض العروق فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه و إن وقعت على عرقمن عروق الأخوال أشبه الولد أخواله فقال الرجل أشهد أن لا إله إلا الله و لم أزلأشهد بها و أشهد أن محمدا رسول الله و لم أزل أشهد بذلك و أشهد أنك وصي رسوله والقائم بحجته و أشار إلى أمير المؤمنين ( ع ) و لم أزل أشهد بها و أشهد أنك وصيه والقائم بحجته بعدك و أشار إلى الحسن ( ع ) و أشهد أن الحسين بن علي وصي أبيك و القائمبحجته بعدك و أشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده و أشهد على محمدبن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين بعده و أشهد على جعفر بن محمد أنه القائمبأمر محمد بن علي و أشهد على موسى بن جعفر أنه القائم بأمر جعفر بن محمد و أشهدعلى علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر و أشهد على محمد بن علي أنه القائمبأمر علي بن موسى و أشهد على علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي و أشهد علىالحسن بن علي أنه القائم بأمر علي بن محمد و أشهد على رجل من ولد الحسن بن علي لايكنى و لا يسمى .

[68]

حتى يظهر في الأرض أمره فيملأها عدلا كماملئت جورا أنه القائم بأمر الحسن بن علي و السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمةالله و بركاته ثم قام و مضى فقال أمير المؤمنين ( ع ) يا أبا محمد اتبعه فانظر أينيقصد فخرج الحسن ( ع ) في أثره قال فما كان إلا أن وضع رجله خارجا من المسجد فما دريتأين أخذ من أرض الله عز و جل فرجعت إلى أمير المؤمنين ( ع ) فأعلمته فقال يا أبا محمدأ تعرفه فقلت الله تعالى و رسوله و أمير المؤمنين أعلم فقال هو الخضر ( ع ) .

36-   حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال حدثناعلي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن عبد السلام بن صالح الهروي قال أخبرنا وكيع عنالربيع بن سعد عن عبد الرحمن بن سليط قال قال الحسين بن علي بن أبي طالب ( ع ) منااثنا عشر مهديا أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) و آخرهم التاسع من ولديو هو القائم بالحق يحيي الله تعالى به الأرض بعد موتها و يظهر به دين الحق علىالدين كله و لو كره المشركون له غيبة يرتد فيها قوم و يثبت على الدين فيها آخرونفيؤذون فيقال لهم متى هذا الوعد إن كنتم صادقين أما إن الصابر في غيبته على الأذىو التكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله ( ص )

[69]

37 -   حدثنا محمد بنإبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قالحدثنا أبو عبد الله العاصمي عن الحسين بن قاسم بن أيوب عن الحسن بن محمد بن سماعةعن ثابت الصباغ عن أبي بصير عن أبي عبد الله ( ع ) قال سمعته يقول منا اثنا عشر مهديامضى ستة و بقي ستة و يصنع الله في السادس ما أحب .

و قد أخرجت الأخبار التي رويتها في هذا المعنى في كتاب كمال الدين وتمام النعمة في إثبات الغيبة و كشف الحيرة و الله تعالى أعلم .

7-   باب جمل من أخبار موسى بن جعفر ( ع ) مع هارون الرشيد و مع موسى بن المهدي:

1-   حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضيالله عنه قال حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال حدثنا أبو العباس أحمد بن عبد الله عنعلي بن محمد بن سليمان النوفلي عن صالح بن علي بن عطية قال كان السبب في وقوع موسىبن جعفر ( ع ) إلى بغداد أن هارون الرشيد أراد أن يقعد الأمر لابنه محمد بن زبيدة وكان له من البنين أربعة عشر ابنا فاختار منهم ثلاثة محمد بن زبيدة و جعله ولي عهدهو عبد الله المأمون و جعل الأمر له بعد ابن زبيدة و القاسم المؤتمن و جعل له الأمرمن بعد المأمون فأراد أن يحكم الأمر في ذلك و يشهره شهرة يقف عليها الخاص و العام

[70]

فحج في سنة تسع و سبعين و مائة و كتب إلى جميعالآفاق يأمر الفقهاء و العلماء و القراء و الأمراء أن يحضروا مكة أيام الموسم فأخذهو طريق المدينة قال علي بن محمد النوفلي فحدثني أبي أنه كان سبب سعاية يحيى بنخالد بموسى بن جعفر ( ع ) وضع الرشيد ابنه محمد بن زبيدة في حجر جعفر بن محمد بنالأشعث فساء ذلك يحيى و قال إذا مات الرشيد و أفضي الأمر إلى محمد انقضت دولتي ودولة ولدي و تحول الأمر إلى جعفر بن محمد بن الأشعث و ولده و كان قد عرف مذهب جعفرفي التشيع فأظهر له أنه على مذهبه فسر به جعفر و أفضى إليه بجميع أموره و ذكر لهما هو عليه في موسى بن جعفر ( ع ) فلما وقف على مذهبه سعى به إلى الرشيد و كان الرشيديرعى له موضعه و موضع أبيه من نصرة الخلافة فكان يقدم في أمره و يؤخر و يحيى لايألو أن يخطب عليه إلى أن دخل يوما إلى الرشيد فأظهر له إكراما و جرى بينهما كلاممزية جعفر لحرمته و حرمة أبيه فأمر له الرشيد في ذلك اليوم بعشرين ألف دينار فأمسكيحيى عن أن يقول فيه شيئا حتى أمسى ثم قال للرشيد يا أمير المؤمنين قد كنت أخبرتكعن جعفر و مذهبه فتكذب عنه و هاهنا أمر فيه الفيصل قال و ما هو قال إنه لا يصلإليه مال من جهة من الجهات إلا أخرج خمسة فوجه به إلى موسى بن جعفر و لست أشك أنهقد فعل ذلك في العشرين الألف دينار التي أمرت بها له فقال هارون إن في هذا لفيصلافأرسل إلى جعفر ليلا و قد كان عرف سعاية يحيى به فتباينا و أظهر كل واحد منهمالصاحبه العداوة فلما طرق جعفر

[71]

رسول الرشيد بالليلخشي أن يكون قد سمع فيه قول يحيى و أنه إنما دعاه ليقتله فأفاض عليه ماء و دعابمسك و كافور فتحنط بهما و لبس برده فوق ثيابه و أقبل إلى الرشيد فلما وقعت عليهعينه و شم رائحة الكافور و رأى البردة عليه قال يا جعفر ما هذا فقال يا أميرالمؤمنين قد علمت أنه سعى بي عندك فلما جاءني رسولك في هذه الساعة لم آمن أن يكونقد قرح في قلبك ما يقول علي فأرسلت إلي لتقتلني قال كلا و لكن قد خبرت أنك تبعثإلى موسى بن جعفر من كل ما يصير إليك بخمسه و أنك قد فعلت بذلك في العشرين الألفدينار فأحببت أن أعلم ذلك فقال جعفر الله أكبر يا أمير المؤمنين تأمر بعض خدمكيذهب فيأتيك بها بخواتيمها فقال الرشيد لخادم له خذ خاتم جعفر و انطلق به حتىتأتيني بهذا المال و سمى له جعفر جاريته التي عندها المال فدفعت إليه البدربخواتيمها فأتى بها الرشيد فقال له جعفر هذا أول ما تعرف به كذب من سعى بي إليكقال صدقت يا جعفر انصرف آمنا فإني لا أقبل فيك قول أحد قال و جعل يحيى يحتال فيإسقاط جعفر قال النوفلي فحدثني علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي عن بعض مشايخه وذلك في حجة الرشيد قبل هذه الحجة قال لقيني علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمد فقاللي ما لك قد أخملت نفسك ما لك لا تدبر أمور الوزير فقد أرسل إلي فعادلته و طلبتالحوائج إليه و كان سبب ذلك أن يحيى بن خالد قال ليحيى .

[72]

بن أبي مريم أ لا تدلني على رجل من آل أبيطالب له رغبة في الدنيا فأوسع له منها قال بلى أدلك على رجل بهذه الصفة و هو عليبن إسماعيل بن جعفر فأرسل إليه يحيى فقال أخبرني عن عمك و عن شيعته و المال الذييحمل إليه فقال له عندي الخبر و سعى بعمه فكان من سعايته أن قال من كثرة المالعنده أنه اشترى ضيعة تسمى البشرية بثلاثين ألف دينار فلما أحضر المال قال البائعلا أريد هذا النقد أريد نقدا كذا و كذا فأمر بها فصبت في بيت ماله و أخرج منهثلاثين ألف دينار من ذلك النقد و وزنه في ثمن الضيعة قال النوفلي قال أبي و كانموسى بن جعفر ( ع ) يأمر لعلي بن إسماعيل و يثق به حتى ربما خرج الكتاب منه إلى بعضشيعته بخط علي بن إسماعيل ثم استوحش منه فلما أراد الرشيد الرحلة إلى العراق بلغموسى بن جعفر أن عليا ابن أخيه يريد الخروج مع السلطان إلى العراق فأرسل إليه مالك و الخروج مع السلطان قال لأن علي دينا فقال دينك علي قال فتدبير عيالي قال أناأكفيهم فأبى إلا الخروج فأرسل إليه مع أخيه محمد بن إسماعيل بن جعفر بثلاثمائةدينار و أربعة آلاف درهم فقال له اجعل هذا في جهازك و لا تؤتم ولدي .

2-   حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب رضي الله عنهقال حدثنا

[73]

علي بن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن عيسىبن عبيد عن موسى بن القاسم البجلي عن علي بن جعفر قال جاءني محمد بن إسماعيل بنجعفر بن محمد و ذكر لي أن محمد بن جعفر دخل على هارون الرشيد فسلم عليه بالخلافةثم قال له ما ظننت أن في الأرض خليفتين حتى رأيت أخي موسى بن جعفر ( ع ) يسلم عليهبالخلافة و كان ممن سعى بموسى بن جعفر ( ع ) يعقوب بن داود و كان يرى رأي الزيدية .

3-   حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قالحدثنا محمد بن يحيى الصولي قال حدثنا أبو العباس أحمد بن عبد الله عن علي بن محمدبن سليمان النوفلي قال حدثنا إبراهيم بن أبي البلاد قال كان يعقوب بن داود يخبرنيأنه قد قال بالإمامة فدخلت عليه بالمدينة في الليلة التي أخذ فيها موسى بن جعفر ( ع ) في صبيحتها فقال لي كنت عند الوزير الساعة يعني يحيى بن خالد فحدثني أنه سمع الرشيديقول عند قبر رسول الله ( ص ) كالمخاطب له بأبي أنت و أمي يا رسول الله إني أعتذر إليكمن أمر قد عزمت عليه فإني أريد أن آخذ موسى بن جعفر فأحبسه لأني قد خشيت أن يلقيبين أمتك حربا تسفك فيها دماؤهم و أنا أحسب أنه سيأخذه غدا فلما كان من الغد أرسلإليه الفضل بن الربيع و هو قائم يصلي في مقام رسول الله ( ص ) فأمر بالقبض عليه و حبسه .

4-   حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال حدثناعلي بن إبراهيم بن هاشم

[74]

عن أبيه عن عبد الله بنصالح قال حدثني صاحب الفضل بن الربيع عن الفضل بن الربيع قال كنت ذات ليلة فيفراشي مع بعض جواري فلما كان في نصف الليل سمعت حركة باب المقصورة فراعني ذلكفقالت الجارية لعل هذا من الريح فلم يمض إلا يسير حتى رأيت باب البيت الذي كنت فيهقد فتح و إذا مسرور الكبير قد دخل علي فقال لي أجب الأمير و لم يسلم علي فأيست فينفسي و قلت هذا مسرور دخل إلى بلا إذن و لم يسلم ما هو إلا القتل و كنت جنبا فلمأجسر أن أسأله إنظاري حتى أغتسل فقالت الجارية لما رأت تحيري و تبلدي ثق بالله عزو جل و انهض فنهضت و لبست ثيابي و خرجت معه حتى أتيت الدار فسلمت على أميرالمؤمنين و هو في مرقده فرد علي السلام فسقطت فقال تداخلك رعب قلت نعم يا أميرالمؤمنين فتركني ساعة حتى سكنت ثم قال لي سر إلى حبسنا فأخرج موسى بن جعفر بن محمدو ادفع إليه ثلاثين ألف درهم فاخلع عليه خمس خلع و احمله على ثلاث مراكب و خيرهبين المقام معنا أو الرحيل

[75]

عنا إلى أي بلد أراد وأحب فقلت يا أمير المؤمنين تأمر بإطلاق موسى بن جعفر قال لي نعم فكررت ذلك عليهثلاث مرات فقال لي نعم ويلك أ تريد أن أنكث العهد فقلت يا أمير المؤمنين و ماالعهد قال بينا أنا في مرقدي هذا إذ ساورني أسود ما رأيت من السودان أعظم منه فقعدعلى صدري و قبض على حلقي و قال لي حبست موسى بن جعفر ظالما له فقلت فأنا أطلقه وأهب له و أخلع عليه فأخذ علي عهد الله عز و جل و ميثاقه و قام عن صدري و قد كادتنفسي تخرج فخرجت من عنده و وافيت موسى بن جعفر ( ع ) و هو في حبسه فرأيته قائما يصليفجلست حتى سلم ثم أبلغته سلام أمير المؤمنين و أعلمته بالذي أمرني به في أمره وأني قد أحضرت ما أوصله به فقال إن كنت أمرت بشي‏ء غير هذا فافعله فقلت لا و حق جدكرسول الله ( ص ) ما أمرت إلا بهذا قال لا حاجة لي في الخلع و الحملان و المال إذا كانتفيه حقوق الأمة فقلت ناشدتك بالله أن لا ترده فيغتاظ فقال اعمل به ما أحببت فأخذتبيده ( ع ) و أخرجته من السجن ثم قلت له يا ابن رسول الله أخبرني السبب الذي نلت بههذه الكرامة من هذا الرجل فقد وجب حقي عليك لبشارتي إياك و لما أجراه الله على يديمن هذا الأمر فقال ( ع ) رأيت النبي ( ص ) ليلة الأربعاء في النوم فقال لي يا موسى أنتمحبوس مظلوم فقلت نعم يا رسول الله ( ص ) محبوس مظلوم فكرر علي ذلك ثلاثا ثم قال و إنأدري لعله فتنة لكم و متاع إلى حين أصبح غدا صائما و أتبعه بصيام الخميس و الجمعةفإذا كانت وقت الإفطار فصل اثنتي

[76]

عشرة ركعة تقرأفي كل ركعة الحمد مرة و اثنتا عشرة مرة قل هو الله أحد فإذا صليت منها أربع ركعاتفاسجد ثم قل يا سابق الفوت و يا سامع كل صوت يا محيي العظام و هي رميم بعد الموتأسألك باسمك العظيم الأعظم أن تصلي على محمد عبدك و رسولك و على أهل بيته الطيبينو أن تعجل لي الفرج مما أنا فيه ففعلت فكان الذي رأيت .

5-   حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال حدثناعلي بن إبراهيم بن هاشم قال حدثني محمد بن الحسن المدني عن أبي عبد الله بن الفضلعن أبيه الفضل قال كنت أحجب الرشيد فأقبل علي يوما غضبان و بيده سيف يقلبه فقاللي يا فضل بقرابتي من رسول الله ( ص ) لئن لم تأتني بابن عمي الآن لآخذن الذي فيهعيناك فقلت بمن أجيئك فقال بهذا الحجازي فقلت و أي الحجازي قال موسى بن جعفر بنمحمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( ع ) قال الفضل فخفت من الله عز و جل أنأجي‏ء به إليه ثم فكرت في النقمة فقلت له أفعل فقال ائتني بسوطين و هسارين وجلادين قال فأتيته بذلك و مضيت إلى منزل أبي إبراهيم موسى بن جعفر ( ع ) فأتيت إلىخربة فيها كوخ من جرائد النخل فإذا أنا بغلام أسود فقلت له استأذن لي على مولاكيرحمك الله فقال لي لج فليس له حاجب و لا بواب فولجت

[77]

إليه فإذا أنا بغلام أسود بيده مقص يأخذ اللحم من جبينه و عرنين أنفه من كثرةسجوده فقلت له السلام عليك يا ابن رسول الله أجب الرشيد فقال ما للرشيد و ما لي أما تشغله نقمته عني ثم وثب مسرعا و هو يقول لو لا أني سمعت في خبر عن جدي رسولالله ( ص ) إن طاعة السلطان للتقية واجبة إذا ما جئت فقلت له استعد للعقوبة يا أباإبراهيم رحمك الله فقال ( ع ) أ ليس معى من يملك الدنيا و الآخرة و لن يقدر اليوم علىسوء بي إن شاء الله تعالى قال فضل بن الربيع فرأيته و قد أدار يده ( ع ) يلوح بها علىرأسه ( ع ) ثلاث مرات فدخلت على الرشيد فإذا هو كأنه امرأة ثكلى قائم حيران فلما رآنيقال لي يا فضل فقلت لبيك فقال جئتني بابن عمي قلت نعم قال لا تكون أزعجته فقلت لاقال لا تكون أعلمته أني عليه غضبان فإني قد هيجت على نفسي ما لم أرده ائذن لهبالدخول فأذنت له فلما رآه وثب إليه قائما و عانقه و قال له مرحبا بابن عمي و أخيو وارث نعمتي ثم أجلسه على فخذيه فقال له ما الذي قطعك عن زيارتنا فقال سعة مملكتكو حبك للدنيا فقال ايتوني بحقة الغالية فأتي بها فغلفه بيده ثم أمر أن يحمل بينيديه خلع و بدرتان دنانير فقال موسى بن جعفر ( ع ) و الله لو لا أني أرى أن أزوج بهامن عزاب بني أبي طالب لئلا ينقطع نسله أبدا ما قبلتها ثم

[78]

تولى ( ع ) و هو يقول الحمد لله رب العالمين فقال الفضل يا أمير المؤمنين أردتأن تعاقبه فخلعت عليه و أكرمته فقال لي يا فضل إنك لما مضيت لتجيئني به رأيتأقواما قد أحدقوا بداري بأيديهم حراب قد غرسوها في أصل الدار يقولون إن أذى ابنرسول الله خسفنا به و إن أحسن إليه انصرفنا عنه و تركناه فتبعته ( ع ) فقلت له ما الذيقلت حتى كفيت أمر الرشيد فقال دعاء جدي علي بن أبي طالب كان إذا دعا به ما برز إلىعسكر إلا هزمه و لا إلى فارس إلا قهره و هو دعاء كفاية البلاء قلت و ما هو قال قلتاللهم بك أسار و بك أحاول و بك أجاور و بك أصول و بك أنتصر و بك أموت و بك أحييأسلمت نفسي إليك و فوضت أمري إليك و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهمإنك خلقتني و رزقتني و سترتني عن العباد بلطف ما خولتني و أغنيتني إذا هويت رددتنيو إذا عثرت قومتني و إذا مرضت شفيتني و إذا دعوت أجبتني يا سيدي ارض عني فقد أرضيتني .

6-   حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عنأبيه عن عثمان بن عيسى عن أصحابه قال قال أبو يوسف للمهدي و عنده موسى بن جعفرع تأذن لي أن أسأله عن مسائل ليس عنده فيها شي‏ء فقال له نعم فقال لموسى بن جعفر ( ع ) أسألك قال نعم قال ما تقول في التظليل للمحرم قال لا يصلح قال فيضرب الخباء فيالأرض و يدخل البيت قال نعم قال فما الفرق بين هذين قال أبو الحسن ( ع )

[79]

ما تقول في الطامث أ تقضي الصلاة قال لا قال فتقضي الصوم قال نعم قالو لم قال هكذا جاء قال أبو الحسن ( ع ) و هكذا جاء هذا فقال المهدي لأبي يوسف ما أراكصنعت شيئا قال رماني بحجر دامغ .

7-   حدثنا أحمد بن يحيى المكتب قال حدثنا أبو الطيبأحمد بن محمد الوراق قال حدثنا علي بن هارون الحميري قال حدثنا علي بن محمد بنسليمان النوفلي قال حدثني أبي عن علي بن يقطين قال أنهي الخبر إلى أبي الحسن موسىبن جعفر ( ع ) و عنده جماعة من أهل بيته بما عزم إليه موسى بن المهدي في أمره فقاللأهل بيته ما تشيرون قالوا نرى أن تتباعد عنه و أن تغيب شخصك فإنه لا يؤمن شره فتبسم أبو الحسن ( ع ) ثم قال :

زعمت سخينة أن ستغلب ربها ** و ليغلبن مغالب الغلاب

ثم قال رفع يده إلى السماء فقال اللهم كم من عدو شحذ لي ظبة مديته و أرهف لي شبا حده و داف لي قواتل سمومه و لم تنم عني عين حراسته فلما رأيت ضعفي عناحتمال الفوادح و عجزي ذلك عن ملمات الحوائج صرفت ذلك عني بذلك بحولك و قوتك لابحولي و قوتي فألقيته في الحفير الذي احتفره لي خائبا مما أمله في دنياه متباعدامما رجاه في آخرته فلك الحمد على ذلك قدر استحقاقك سيدي اللهم فخذه بعزتك و أقلل حده

[80]

عني بقدرتك و اجعل له شغلا فيما يليه و عجزاعمن يناويه اللهم و أعدني عليه من عدوي حاضرة تكون من غيظي شفاء و من حقي عليهوفاء و صل اللهم دعائي بالإجابة و انظم شكايتي بالتغيير و عرفه عما قليل ما وعدتالظالمين و عرفني ما وعدت في إجابة المضطرين إنك ذو الفضل العظيم و المن الكريمقال ثم تفرق القوم فما اجتمعوا إلا لقراءة الكتاب الوارد عليه بموت موسى بن المهدي .

ففي ذلك يقول بعض من حضر موسى بن جعفر ( ع ) من أهل بيته شعرا :

و سارية لم تسر في الأرض تبتغي محلا ** و لم تقطع بها البعد قاطع

‏سرت حيث لم تجد الركاب و لم تنخ لو رد و لم يقصر لها العبد مانع

‏تمر وراء الليل و الليل ضارب ** بجثمانه فيه سمير و هاجع

‏تفتح أبواب السماء و دونها ** إذا قرع الأبواب منهن قارع

‏إذا وردت لم يرد الله وفدها ** على أهلها و الله راء و سامع

‏و إني لأرجو الله حتى كأنما ** أرى بجميل الظن ما الله صانع

8-   حدثنا أبو أحمد هاني بن محمد بن محمود العبدي رضي الله عنه قال حدثني

[81]

أبي بإسناده رفعه أن موسى بن جعفر ( ع ) دخل علىالرشيد فقال له الرشيد يا ابن رسول الله أخبرني عن الطبائع الأربع فقال موسى ( ع ) أماالريح فإنه ملك يدارى و أما الدم فإنه عبد غارم و ربما قتل العبد مولاه و أماالبلغم فإنه خصم جدل إن سددته من جانب انفتح من آخر و أما المرة فإنها الأرض إذااهتزت رجفت بما فوقها فقال له هارون يا ابن رسول الله تنفق على الناس من كنوز اللهو رسوله .

9-   حدثنا أبو أحمد هاني محمد بن محمود العبدي قالحدثنا محمد بن محمود بإسناده رفعه إلى موسى بن جعفر ( ع ) أنه قال لما دخلت على الرشيدسلمت عليه فرد علي السلام ثم قال يا موسى بن جعفر خليفتين يجبى إليهما الخراج فقلتيا أمير المؤمنين أعيذك بالله أن تبوء بإثمي و إثمك و تقبل الباطل من أعدائنا علينافقد علمت أنه قد كذب علينا منذ قبض رسول الله ( ص ) بما علم ذلك عندك فإن رأيت بقرابتكمن رسول الله ( ص ) أن تأذن لي أحدثك بحديث أخبرني به أبي عن آبائه عن جده رسول الله صفقال قد أذنت لك فقلت أخبرني أبي عن آبائه عن جده رسول الله ( ص ) أنه قال إن الرحمإذا مست الرحم تحركت و اضطربت فناولني يدك جعلني الله فداك فقال ادن فدنوت منهفأخذ بيدي ثم جذبني إلى نفسه و عانقني طويلا ثم تركني و قال اجلس يا موسى فليسعليك بأس فنظرت إليه فإذا أنه قد دمعت عيناه فرجعت إلى نفسي فقال صدقت و صدق جدك صلقد تحرك دمي و اضطربت عروقي حتى غلبت علي الرقة و فاضت عيناي و أنا أريد أن أسألكعن أشياء تتلجلج في صدري منذ حين لم أسأل عنها أحدا فإن أنت أجبتني عنها خليت عنكو لم أقبل قول أحد فيك و قد بلغني أنك لم تكذب قط فاصدقني عما أسألك مما في قلبيفقلت ما كان علمه عندي فإني

[82]

مخبرك إن أنت أمنتنيفقال لك الأمان إن صدقتني و تركت التقية التي تعرفون بها معشر بني فاطمة فقلت اسأليا أمير المؤمنين عما شئت قال أخبرني لم فضلتم علينا و نحن في شجرة واحدة و بنوعبد المطلب و نحن و أنتم واحد إنا بنو العباس و أنتم ولد أبي طالب و هما عما رسولالله ( ص ) و قرابتهما منه سواء فقلت نحن أقرب قال و كيف ذلك قلت لأن عبد الله و أباطالب لأب و أم و أبوكم العباس ليس هو من أم عبد الله و لا من أم أبي طالب قال فلمادعيتم أنكم ورثتم النبي ( ص ) و العم يحجب ابن العم و قبض رسول الله ( ص ) و قد توفي أبوطالب قبله و العباس عمه حي فقلت له إن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني من هذه المسألةو يسألني عن كل باب سواه يريده فقال لا أو تجيب فقلت فآمني فقال قد آمنتك قبلالكلام فقلت إن في قول علي بن أبي طالب ( ع ) أنه ليس مع ولد الصلب ذكرا كان أو أنثىلأحد سهم إلا للأبوين و الزوج و الزوجة و لم يثبت للعم مع ولد الصلب ميراث و لمينطق به الكتاب إلا أن تيما و عديا و بني أمية قالوا العم والد رأيا منهم بلاحقيقة و لا أثر عن الرسول ( ص ) و من قال بقول علي ( ع ) من العلماء فقضاياهم خلاف قضاياهؤلاء هذا نوح بن دراج يقول في هذه المسألة بقول علي ( ع ) و قد حكم به و قد ولاه أميرالمؤمنين المصرين الكوفة و البصرة و قد

back page fehrest page next page