back page fehrest page  

[318]

بالذي ينبغي و يقول ليبلغ الشاهد منكمالغائب و أبلغوني حاجة من لا يقدر على إبلاغ حاجته فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لايقدر على إبلاغها ثبت الله قدميه يوم القيامة لا يذكر عنده إلا ذلك و لا يقبل منأحد غيره يدخلون روادا و لا يفترقون إلا عن ذواق و يخرجون أدلة فقهاء فسألته عنمخرج رسول الله ( ص ) كيف كان يصنع فيه فقال كان رسول الله ( ص ) يخزن لسانه إلا عما يعنيهو يؤلفهم و لا ينفرهم و يكرم كريم كل قوم و يوليه عليهم و يحذر الناس و يحترس منهممن غير أن يطوي عن أحد بشره و لا خلقه و يتفقد أصحابه و يسأل الناس عما في الناس ويحسن الحسن و يقويه و يقبح القبيح و يوهنه معتدل الأمر غير مختلف لا يغفل مخافة أنيغفلوا أو يميلوا و لا يقصر عن الحق و لا يجوزه الذين يلونه من الناس خيارهمأفضلهم عنده و أعمهم نصيحة للمسلمين و أعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة و موازرةقال فسألته عن مجلسه فقال كان ( ص ) لا يجلس و لا يقوم إلا على ذكر و لا يوطن الأماكنو ينهى عن إيطانها و إذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس و يأمر بذلك ويعطي كل جلسائه نصيبه حتى لا يحسب أحد من جلسائه أن أحدا أكرم عليه منه من جالسهصابره حتى يكون هو المنصرف عنه من سأله حاجة لم يرجع إلا بها أو بميسور من القولقد وسع الناس منه خلقه و صار لهم أبا رحيما و صاروا عنده في الحق سواء مجلسه مجلسحلم و حياء و صدق و أمانة لا ترفع فيه الأصوات و لا تؤبن فيه الحرم و لا تثنىفلتاته متعادلين متواصلين فيه بالتقوى متواضعين يوقرون الكبير و يرحمون الصغير ويؤثرون ذا الحاجة و يحفظون الغريب فقلت كيف كان سيرته في جلسائه فقال كان دائمالبشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ و لا غليظ و لا صخاب و لا فحاش و لا عياب و لامزاح و لا مداح يتغافل عما لا يشتهي فلا يؤيس

[319]

منه و لا يخيب فيه مؤمليه قد ترك نفسه من ثلاث المراء و الإكثار و ما لا يعنيه و تركالناس من ثلاث كان لا يذم أحدا و لا يعيره و لا يطلب عثراته و لا عورته و لا يتكلمإلا فيما رجا ثوابه إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رءوسهم الطير و إذا سكت تكلموا و لا يتنازعون عنده الحديث و إذا تكلم عنده أحد أنصتوا له حتى يفرغ من حديثه يضحكمما يضحكون منه و يتعجب مما يتعجبون منه و يصبر للغريب على الجفوة في المسألة و المنطق حتى أن كان أصحابه ليستجلبونهم و يقول إذا رأيتم طالب حاجة يطلبها فارفدوهو لا يقبل الثناء إلا من مكافئ و لا يقطع على أحد كلامه حتى يجوزه فيقطعه بنهي أو قيام قال فسألته عن سكوت رسول الله ( ص ) فقال ( ع ) كان سكوته على أربع الحلم و الحذر والتقدير و التفكر فأما التقدير ففي تسوية النظر و الاستماع بين الناس و أما تفكره ففيما يبقى و يفنى و جمع له الحلم في الصبر فكان لا يغضبه شي‏ء و لا يستفزه و جمعله الحذر في أربع أخذه الحسن ليقتدى به و تركه القبيح لينتهى عنه و اجتهاده الرأي في إصلاح أمته و القيام فيما جمع لهم من خير الدنيا و الآخرة صلوات الله عليه وآله الطاهرين .

و قد رويت هذه الصفة عن مشايخ بأسانيد

[320]

مختلفة قد أخرجتها في كتاب النبوة و إنما ذكرت من طرقي إليها ما كان فيها عنالرضا ( ع ) لأن هذا الكتاب مصنف في ذكر عيون أخباره ( ع ) و قد أخرجت تفسيرها في كتابمعاني الأخبار قد تم المجلد الأول من كتاب عيون أخبار الرضا علي بن موسى بن جعفر صتصنيف الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي رحمه الله ويتلوه إن شاء الله تعالى الجزء الثاني من باب الثلاثين في ما جاء عن الرضا ( ع ) من الأخبارالمنثورة .

back page fehrest page