back page fehrest page next page

[130]

ليس فيه ذكر النعيم و الآية و تفسيرها إنما رووا أن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة الشهادة و النبوة و موالاة علي بن أبي طالب (ع) .

9-   حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال حدثنا محمد بن موسى الرازي قال حدثني أبي قال ذكر الرضا (ع) يوما القرآن فعظم الحجة فيه و الآية و المعجزة في نظمه قال هو حبل الله المتين و عروته الوثقى و طريقته المثلى المؤدي إلى الجنة و المنجي من النار لا يخلق على الأزمنة و لا يغث على الألسنة لأنه لم يجعل لزمان دون زمان بل جعل دليل البرهان و الحجة على كل إنسان لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد .

10-   حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال حدثني سهل بن القاسم النوشجاني قال قال رجل للرضا (ع) يا ابن رسول الله إنه يروى عن عروة بن الزبير أنه قال توفي رسول الله (ص) و هو في تقية فقال أما بعد قول الله تعالى يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ فإنه أزال كل تقية بضمان الله عز و جل و بين أمر الله تعالى و لكن قريشا فعلت ما اشتهت بعده و أما قبل نزول هذه الآية فلعله .

11-   حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال حدثني محمد بن يحيى الصولي قال حدثني القاسم بن إسماعيل قال حدثنا إبراهيم بن العباس قال حدثنا علي بن موسى الرضا عن أبيه عن جعفر بن محمد (ع) أنه قال إذا أقبلت الدنيا على إنسان أعطته محاسن غيره و إذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه .

[131]

12-   حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال حدثنا أبو ذكوان قال حدثنا إبراهيم بن العباس قال سمعت علي بن موسى الرضا (ع) يقول مودة عشرين سنة قرابة و العلم أجمع لأهله من الآباء .

13-   حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي قال حدثني الحسين بن أحمد بن الفضل إمام جامع أهواز قال حدثنا بكر بن أحمد بن محمد بن إبراهيم القصري غلام الخليل المحلمي قال حدثنا الحسن بن علي عن محمد بن علي بن موسى عن علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر بن محمد (ع) قال لا يكون القائم إلا إمام بن إمام و وصي بن وصي .

14-   و بهذا الإسناد عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي (ع) قال أوصى النبي (ص) إلى علي و الحسن و الحسين (ع) ثم قال في قول الله عز و جل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ قال الأئمة من ولد علي و فاطمة (ع) إلى أن تقوم الساعة .

15-   و حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي قال حدثني أحمد بن الفضل قال حدثني بكر بن أحمد القصري قال حدثني أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى عن أبيه عن آبائه (ع) قال سمعت رسول الله (ص) يقول ليلة أسرى بي ربي عز و جل رأيت في بطنان العرش ملكا بيده سيف من نور يلعب به كما يلعب علي بن أبي طالب (ع) بذي الفقار و إن الملائكة إذا اشتاقوا إلى وجه علي بن أبي طالب (ع) نظروا إلى وجه ذلك الملك فقلت يا رب هذا أخي علي بن أبي طالب (ع) و ابن عمي فقال يا محمد هذا ملك خلقته على صورة علي يعبدني في بطنان عرشي تكتب حسناته و تسبيحه و تقديسه لعلي بن أبي طالب (ع) إلى يوم القيامة .

[132]

16-   و حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي قال حدثنا علي بن محمد بن عيينة قال حدثنا الحسن بن سليمان الملطي قال حدثنا علي بن موسى الرضا (ع) قال حدثنا أبي موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب (ع) قال قال رسول الله (ص) كاد الحسد أن يسبق القدر .

17-   و حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي قال حدثنا علي بن محمد بن عيينة قال حدثنا دارم بن قبيصة النهشلي قال حدثني علي بن موسى الرضا (ع) عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب (ع) قال قال رسول الله (ص) يا علي لا يحفظني فيك إلا الأتقياء الأنقياء الأبرار الأصفياء و ما هم في أمتي إلا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود في الليل الغابر .

18-   حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي قال حدثنا علي بن محمد بن عيينة قال حدثنا الحسين بن محمد العلوي بالجحفة قال حدثنا علي بن موسى الرضا (ع) عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب (ع) قال خرج علينا رسول الله (ص) و في يده خاتم فصه جزع يماني فصلى بنا فلما قضى صلاته دفعه إلي و قال يا علي تختم به في يمينك و صل فيه أ و ما علمت أن الصلاة في الجزع سبعون صلاة و أنه يسبح و يستغفر و أجره لصاحبه و بالله العصمة و التوفيق .

36-   باب دخول الرضا (ع) بنيسابور و ذكر الدار التي نزلها و المحلة :

1-   حدثنا أبو واسع محمد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري قال سمعت جدتي خديجة بنت حمدان بن بسندة قالت لما دخل الرضا (ع) بنيسابور نزل محلة الغربي ناحية تعرف بلاشاباد

[133]

في دار جدي بسندة و إنما سمي بسندة لأن الرضا (ع) ارتضاه من بين الناس .

و بسندة   نما هي كلمة فارسية معناها مرضي فلما نزل (ع) دارنا زرع لوزة في جانب من جوانب الدار فنبتت و صارت شجرة و أثمرت في سنة فعلم الناس بذلك فكانوا يستشفون بلوز تلك الشجرة فمن أصابته علة تبرك بالتناول من ذلك اللوز مستشفيا فعوفي به و من أصابه رمد جعل ذلك اللوز على عينيه فعوفي و كانت الحامل إذا عسر عليها ولادتها تناولت من ذلك اللوز فتخف عليها الولادة و تضع من ساعتها و كان إذا أخذ دابة من الدواب القولنج أخذ من قضبان تلك الشجرة فأمر على بطنها فتعافى و يذهب عنها ريح القولنج ببركة الرضا (ع) فمضت الأيام على تلك الشجرة فيبست فجاء جدي حمدان و قطع أغصانها فعمي و جاء ابن حمدان يقال له أبو عمرو فقطع تلك الشجرة من وجه الأرض فذهب ماله كله بباب فارس و كان مبلغه سبعين ألف درهم إلى ثمانين ألف درهم و لم يبق له شي‏ء و كان لأبي عمرو هذا ابنان و كانا يكتبان لأبي الحسن محمد بن إبراهيم بن سمجور يقال لأحدهما أبو القاسم و للآخر أبو صادق فأرادا عمارة تلك الدار و انفقا عليها عشرين ألف درهم و قلعا الباقي من أصل تلك الشجرة و هما لا يعلمان ما يتولد عليهما من ذلك تولى أحدهما ضياعا لأمير خراسان فرد إلى نيسابور في محمل قد اسودت رجله اليمنى فشرحت رجله فمات من تلك العلة بعد شهر و أما الآخر و هو الأكبر فإنه كان في ديوان سلطان نيسابور يكتب كتابا و على رأسه قوم من الكتاب وقوف فقال واحد منهم دفع الله عين السوء بمن كاتب هذا الخط فارتعشت يده من ساعته و سقط القلم من يده و خرجت بيده بثرة و رجع إلى منزله فدخل إليه أبو العباس الكاتب مع جماعة فقالوا له هذا الذي أصابك من الحرارة فيجب أن تفصد اليوم فافتصد ذلك اليوم فعادوا إليه من الغد و قالوا له يجب أن تفتصد اليوم أيضا ففعل فاسودت يده فتشرحت و مات من ذلك و كان موتهما جميعا في أقل من سنة .

[134]

37-   باب ما حدث به الرضا (ع) في مربعة نيسابور و هو يريد قصد المأمون :

1-   حدثنا أبو سعيد محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق المذكر النيسابوري بنيسابور قال حدثني أبو علي الحسن بن علي الخزرجي الأنصاري السعدي قال حدثنا عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي قال كنت مع علي بن موسى الرضا (ع) حين رحل من نيسابور و هو راكب بغلة شهباء فإذا محمد بن رافع و أحمد بن الحرث و يحيى بن يحيى و إسحاق بن راهويه و عدة من أهل العلم قد تعلقوا بلجام بغلته في المربعة فقالوا بحق آبائك الطاهرين حدثنا بحديث سمعته من أبيك فأخرج رأسه من العمارية و عليه مطرف خز ذو وجهين و قال حدثنا أبي العبد الصالح موسى بن جعفر قال حدثني أبي الصادق جعفر بن محمد قال حدثني أبي أبو جعفر بن علي باقر علوم الأنبياء قال حدثني أبي علي بن الحسين سيد العابدين قال حدثني أبي سيد شباب أهل الجنة الحسين قال حدثني أبي علي بن أبي طالب (ع) قال سمعت النبي (ص) يقول سمعت جبرئيل يقول قال الله جل جلاله إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدوني من جاء منكم بشهادة أن لا إله إلا الله بالإخلاص دخل في حصني و من دخل في حصني أمن من عذابي .

2-   حدثنا أبو الحسين محمد بن علي بن الشاه الفقيه المرورودي في منزله بمرورود قال حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن العامر الطائي بالبصرة قال حدثني أبي قال حدثني علي بن موسى الرضا (ع) قال حدثني أبي موسى بن جعفر قال حدثني أبي جعفر بن محمد قال حدثني أبي محمد بن علي قال حدثني أبي علي بن الحسين قال حدثني أبي الحسين بن علي قال حدثني أبي علي بن أبي طالب (ع) قال قال رسول الله (ص) يقول الله عز و جل لا إله إلا الله حصني فمن دخله أمن من عذابي .

[135]

3-   حدثنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن أحمد بن عبيد الضبي قال حدثنا أبو القاسم محمد بن عبيد الله بن بابويه الرجل الصالح قال حدثنا أبو محمد أحمد بن محمد إبراهيم بن هاشم قال حدثنا الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر أبو السيد المحجوب إمام عصره بمكة قال حدثني أبي علي بن محمد النقي قال حدثني أبي محمد بن علي التقي قال حدثني أبي علي بن موسى الرضا قال حدثني أبي موسى بن جعفر الكاظم قال حدثني أبي جعفر بن محمد الصادق قال حدثني أبي محمد بن علي الباقر قال حدثني أبي علي بن الحسين السجاد زين العابدين قال حدثني أبي الحسين بن علي سيد شباب أهل الجنة قال حدثني أبي علي بن أبي طالب سيد الأوصياء قال حدثني محمد بن عبد الله سيد الأنبياء (ص) قال حدثني جبرئيل سيد الملائكة قال قال الله سيد السادات عز و جل إني أنا الله لا إلا أنا فمن أقر لي بالتوحيد دخل حصني و من دخل حصني أمن من عذابي .

4-   حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال حدثنا أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي قال حدثنا محمد بن الحسين الصولي قال حدثنا يوسف بن عقيل عن إسحاق بن راهويه قال لما وافى أبو الحسن الرضا (ع) نيسابور و أراد أن يخرج منها إلى المأمون اجتمع عليه أصحاب الحديث فقالوا له يا ابن رسول الله ترحل عنا و لا تحدثنا بحديث فنستفيده منك و كان قد قعد في العمارية فأطلع رأسه و قال سمعت أبي موسى بن جعفر يقول سمعت أبي جعفر بن محمد يقول سمعت أبي محمد بن علي يقول سمعت أبي علي بن الحسين يقول سمعت أبي الحسين بن علي يقول سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) يقول سمعت النبي (ص) يقول سمعت الله عز و جل يقول لا إله إلا الله حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي قال فلما مرت الراحلة نادانا بشروطها و أنا من شروطها .

قال مصنف هذا الكتاب ره من شروطها الإقرار للرضا (ع) بأنه إمام من قبل الله عز و جل على العباد مفترض الطاعة عليهم و يقال إن الرضا (ع) لما دخل نيسابور نزل في

[136]

محلة يقال لها الفرويني فيها حمام و هو الحمام المعروف اليوم بحمام الرضا (ع) و كانت هناك عين قد قل ماؤها فأقام عليها من أخرج ماءها حتى توفر و كثر و اتخذ من خارج الدرب حوضا ينزل إليه بالمراقي إلى هذه العين فدخله الرضا (ع) و اغتسل فيه ثم خرج منه و صلى على ظهره و الناس يتناوبون ذلك الحوض و يغتسلون فيه و يشربون منه التماسا للبركة و يصلون على ظهره و يدعون الله عز و جل في حوائجهم فتقضي لهم و هي العين المعروفة بعين كهلان يقصدها الناس إلى يومنا هذا .

38-   باب خبر نادر عن الرضا (ع) :

1-   حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحسيني قال حدثني محمد بن إبراهيم بن محمد الفزاري قال حدثنا عبد الرحمن بن بحر الأهوازي قال حدثني أبو الحسن علي بن عمرو قال حدثنا الحسن بن محمد بن جمهور قال حدثنا علي بن بلال عن علي بن موسى الرضا (ع) عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب (ع) عن النبي (ص) عن جبرئيل عن ميكائيل عن إسرافيل عن اللوح عن القلم قال يقول الله عز و جل ولاية علي بن أبي طالب حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي .

39-   باب خروج الرضا (ع) من نيسابور إلى طوس و منها إلى مرو :

1-   حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي الله عنه قال حدثنا أبي قال حدثنا أحمد بن علي الأنصاري قال حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي قال لما خرج علي بن موسى الرضا (ع) إلى المأمون فبلغ قرب قرية الحمراء قيل له يا ابن رسول الله قد زالت الشمس أ فلا تصلي فنزل (ع) فقال ايتوني بماء فقيل ما معنا ماء فبحث (ع) بيده الأرض فنبع من الماء ماء توضأ به هو و من معه و أثره باق إلى اليوم فلما دخل سناباد استند إلى

[137]

الجبل الذي تنحت منه القدور فقال اللهم أنفع به و بارك فيما يجعل فيه و فيما ينحت منه ثم أمر (ع) فنحت له قدور من الجبل و قال لا يطبخ ما آكله إلا فيها و كان (ع) خفيف الأكل قليل الطعم فاهتدى الناس إليه من ذلك اليوم فظهرت بركة دعائه فيه ثم دخل دار حميد بن قحطبة الطائي و دخل القبة التي فيها قبر هارون الرشيد ثم خط بيده إلى جانبه ثم قال هذه تربتي و فيها أدفن و سيجعل الله هذا المكان مختلف شيعتي و أهل محبتي و الله ما يزورني منهم زائر و لا يسلم علي منهم مسلم إلا وجب له غفران الله و رحمته بشفاعتنا أهل البيت ثم استقبل القبلة فصلى ركعات و دعا بدعوات فلما فرغ سجد سجدة طال مكثه فيها فأحصيت له فيها خمسمائة تسبيحة ثم انصرف .

2-   حدثنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن أحمد بن عبيد الضبي قال سمعت أبي الحسين بن أحمد يقول سمعت جدي يقول سمعت أبي يقول لما قدم علي بن موسى الرضا (ع) نيسابور أيام المأمون قمت في حوائجه و التصرف في أمره ما دام بها فلما خرج إلى مرو شيعته إلى سرخس فلما خرج من سرخس أردت أن أشيعه إلى مرو فلما سار مرحلة أخرج رأسه من العمارية و قال لي يا أبا عبد الله انصرف راشدا فقد قمت بالواجب و ليس للتشييع غاية قال قلت بحق المصطفى و المرتضى و الزهراء لما حدثتني بحديث تشفيني به حتى أرجع فقال تسألني الحديث و قد أخرجت من جوار رسول الله و لا أدري إلى ما يصير أمري قال قلت بحق المصطفى و المرتضى و الزهراء لما حدثتني بحديث تشفيني حتى أرجع فقال حدثني أبي عن جدي عن أبيه أنه سمع أباه يذكر أنه سمع أباه يقول سمعت أبي علي بن أبي طالب (ع) يذكر أنه سمع النبي (ص) يقول قال الله جل جلاله لا إله إلا الله اسمي من قاله مخلصا من قلبه دخل حصني و من دخل حصني أمن من عذابي .

قال مصنف هذا الكتاب رحمه الله أن يحجزه هذا القول عن ما حرم الله عز و جل .

3-   حدثنا محمد بن موسى المتوكل رضي الله عنه قال حدثنا علي بن

[138]

إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن ياسر الخادم قال لما نزل أبو الحسن علي بن موسى الرضا (ع) قصر حميد بن قحطبة نزع ثيابه و ناولها حميدا فاحتملها و ناولها جارية له لتغسلها فما لبثت أن جاءت و معها رقعة فناولتها حميدا و قالت وجدتها في جيب أبي الحسن علي بن موسى الرضا (ع) فقلت جعلت فداك إن الجارية وجدت رقعة في جيب قميصك فما هي قال يا حميد هذه عوذة لا نفارقها فقلت لو شرفتني بها قال (ع) هذه عوذة من أمسكها في جيبه كان مدفوعا عنه و كانت له حرزا من الشيطان الرجيم و من السلطان ثم أملى علي حميد العوذة و هي بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا أو غير تقي أخذت بالله السميع البصير على سمعك و بصرك لا سلطان لك علي و لا على سمعي و لا بصري و لا على شعري و لا على بشري و لا على لحمي و لا على دمي و لا على مخي و لا على عصبي و لا على عظامي و لا على أهلي و لا على مالي و لا على ما رزقني ربي سترت بيني و بينك بسترة النبوة الذي استتر به أنبياء الله من سلطان الفراعنة جبرئيل عن يميني و ميكائيل عن يساري و إسرافيل من ورائي و محمد (ص) أمامي و الله مطلع على ما يمنعك و يمنع الشيطان مني اللهم لا يغلب جهله أناتك أن يستفزني و يستخفني اللهم إليك التجأت اللهم إليك التجأت اللهم إليك التجأت .

40-   باب السبب الذي من أجله قبل علي بن موسى الرضا (ع) ولاية العهد من المأمون و ذكر ما جرى في ذلك و من كرهه و من رضي به و غير ذلك :

1-   حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود العياشي عن أبيه قال حدثنا محمد بن نصير عن الحسن بن موسى قال روى أصحابنا عن الرضا (ع) أنه قال له رجل أصلحك الله كيف صرت إلى ما صرت إليه من المأمون و كأنه أنكر ذلك عليه

[139]

فقال له أبو الحسن الرضا (ع) يا هذا أيهما أفضل النبي أو الوصي فقال لا بل النبي قال فأيهما أفضل مسلم أو مشرك قال لا بل مسلم قال فإن العزيز عزيز مصر كان مشركا و كان يوسف (ع) نبيا و إن المأمون مسلم و أنا وصي و يوسف سأل العزيز أن يوليه حين قال اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ و أنا أجبرت على ذلك و قال (ع) في قوله تعالى اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ قال حافظ لما في يدي عالم بكل لسان .

2-   حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن الريان بن الصلت قال دخلت على علي بن موسى الرضا (ع) فقلت له يا ابن رسول الله الناس يقولون إنك قبلت ولاية العهد مع إظهارك الزهد في الدنيا فقال (ع) قد علم الله كراهتي لذلك فلما خيرت بين قبول ذلك و بين القتل اخترت القبول على القتل ويحهم أ ما علموا أن يوسف (ع) كان نبيا و رسولا فلما دفعته الضرورة إلى تولي خزائن العزيز قالَ اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ و دفعتني الضرورة إلى قبول ذلك على إكراه و إجبار بعد الإشراف على الهلاك على أني ما دخلت في هذا الأمر إلا دخول خارج منه فإلى الله المشتكى و هو المستعان .

3-   حدثنا الحسين بن إبراهيم بن تاتانة رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن أبي الصلت الهروي قال إن المأمون قال للرضا (ع) يا ابن رسول الله قد عرفت علمك و فضلك و زهدك و ورعك و عبادتك و أراك أحق بالخلافة مني فقال الرضا (ع) بالعبودية لله عز و جل أفتخر و بالزهد في الدنيا أرجو النجاة من شر الدنيا و بالورع عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم و بالتواضع في الدنيا أرجو الرفعة عند الله عز و جل فقال له المأمون فإني قد رأيت أن أعزل نفسي عن الخلافة و أجعلها لك و أبايعك فقال له الرضا (ع) إن كانت هذه الخلافة لك و الله جعلها لك فلا يجوز لك أن تخلع لباسا ألبسك الله و تجعله لغيرك و إن كانت الخلافة

[140]

ليست لك فلا يجوز لك أن تجعل لي ما ليس لك فقال له المأمون يا ابن رسول الله فلا بد لك من قبول هذا الأمر فقال لست أفعل ذلك طائعا أبدا فما زال يجهد به أياما حتى يئس من قبوله فقال له فإن لم تقبل الخلافة و لم تجب مبايعتي لك فكن ولي عهدي لتكون لك الخلافة بعدي فقال الرضا (ع) و الله لقد حدثني أبي عن آبائه عن أمير المؤمنين (ع) عن رسول الله (ص) أني أخرج من الدنيا قبلك مسموما مقتولا بالسم مظلوما تبكي علي ملائكة السماء و ملائكة الأرض و أدفن في أرض غربة إلى جنب هارون الرشيد فبكى المأمون ثم قال له يا ابن رسول الله و من الذي يقتلك أو يقدر على الإساءة إليك و أنا حي فقال الرضا (ع) أما إني لو أشاء أن أقول لقلت من الذي يقتلني فقال المأمون يا ابن رسول الله إنما تريد بقولك هذا التخفيف عن نفسك و دفع هذا الأمر عنك ليقول الناس إنك زاهد في الدنيا فقال الرضا (ع) و الله ما كذبت منذ خلقني ربي عز و جل و ما زهدت في الدنيا للدنيا و إني لأعلم ما تريد فقال المأمون و ما أريد قال الأمان على الصدق قال لك الأمان قال تريد بذلك أن يقول الناس إن علي بن موسى الرضا (ع) لم يزهد في الدنيا بل زهدت الدنيا فيه أ لا ترون كيف قبل ولاية العهد طمعا في الخلافة فغضب المأمون ثم قال إنك تتلقاني أبدا بما أكرهه و قد أمنت سطوتي فبالله أقسم لئن قبلت ولاية العهد و إلا أجبرتك على ذلك فإن فعلت و إلا ضربت عنقك فقال الرضا (ع) قد نهاني الله تعالى أن ألقي بيدي التهلكة فإن كان الأمر على هذا فافعل ما بدا لك و أنا أقبل ذلك على أني لا أولي أحدا و لا أعزل أحدا و لا أنقض رسما و لا سنة و أكون في الأمر من بعيد مشيرا فرضي منه بذلك و جعله ولي عهده على كراهة منه (ع) بذلك .

4-   حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن محمد بن إسماعيل البرمكي عن محمد بن عرفة

[141]

قال قلت للرضا (ع) يا ابن رسول الله ما حملك على الدخول في ولاية العهد فقال ما حمل جدي أمير المؤمنين (ع) على الدخول في الشورى .

5-   حدثنا علي بن عبد الله الوراق رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن عبد السلام بن صالح الهروي قال و الله ما دخل الرضا (ع) في هذا الأمر طائعا و لقد حمل إلى الكوفة مكرها ثم أشخص منها على طريق البصرة و فارس إلى مرو .

6-   حدثنا أبو محمد الحسن بن يحيى العلوي الحسيني رضي الله عنه بمدينة السلام قال أخبرني جدي يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين قال حدثني موسى بن سلمة قال كنت بخراسان مع محمد بن جعفر فسمعت أن ذا الرئاستين الفضل بن سهل خرج ذات يوم و هو يقول وا عجبا لقد رأيت عجبا سلوني ما رأيت فقالوا ما رأيت أصلحك الله قال رأيت أمير المؤمنين يقول لعلي بن موسى الرضا قد رأيت أن أقلدك أمر المسلمين و أفسخ ما في رقبتي و أجعله في رقبتك و رأيت علي بن موسى يقول له الله الله لا طاقة لي بذلك و لا قوة فما رأيت خلافه قط كانت أضيع منها أمير المؤمنين يتفصى فيها و يعرضها على علي بن موسى و علي بن موسى يرفضها و يأبى .

7-   حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال حدثني محمد بن يحيى الصولي قال حدثني أحمد بن إسماعيل بن الخصيب قال لما ولي الرضا (ع) العهد خرج إليه إبراهيم بن العباس و دعبل بن علي و كانا لا يفترقان و رزين بن علي أخو دعبل فقطع عليهم الطريق فالتجئوا إلى أن ركبوا إلى بعض المنازل حميرا كانت تحمل

[142]

الشوك فقال إبراهيم و أنشد :

أعيدت بعد حمل الشوك ** أحمالا من الخزف

‏نشاوي لا من الخمر ** بل من شدة الضعف .

ثم قال لرزين بن علي أجز هذا فقال :

فلو كنتم على ذاك ** تصيرون إلى القصف

‏تساوت حالكم فيه ** و لم تبقوا على الخصف .

ثم قال لدعبل أجز يا با علي فقال :

إذا فات الذي فات ** فكونوا من ذوي الظرف

‏و خفوا نقصف اليوم ** فإني بائع خف

8-   حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال حدثني محمد بن يحيى الصولي قال حدثني هارون بن عبد الله المهلبي قال لما وصل إبراهيم بن العباس و دعبل بن علي الخزاعي إلى الرضا (ع) و قد بويع له بالعهد أنشده دعبل :

back page fehrest page next page