back page fehrest page next page

[118]

و وجب عليه الفداء لأنه بمنزلة من وجب عليه صوم فلم يستطع أداءه فوجب عليه الفداء كما قال الله عز و جل فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً و كما قال الله عز و جل فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فأقام الصدقة مقام الصيام إذا عسر عليه فإن قال فلم فإن لم يستطع إذ ذاك فهو الآن فيستطيع قيل له لأنه لما دخل عليه شهر رمضان آخر وجب عليه الفداء للماضي لأنه كان بمنزلة من وجب عليه صوم في كفارة فلم يستطعه فوجب عليه الفداء و إذا وجب الفداء سقط الصوم و الصوم ساقط و الفداء لازم فإن أفاق فيما بينهما و لم يصمه وجب عليه الفداء لتضييعه و الصوم لاستطاعته فإن قال فلم جعل الصوم السنة قيل ليكمل فيه الصوم الفرض فإن قال فلم جعل في كل شهر ثلاثة أيام و في كل عشرة أيام يوما قيل لأن الله تبارك و تعالى يقول مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها فمن صام في كل عشرة أيام يوما واحدا فكأنما صام الدهر كله كما قال سلمان الفارسي رحمة الله عليه صوم ثلاثة أيام في شهر صوم الدهر كله فمن وجد شيئا غير الدهر فليصمه فإن قال فلم جعل أول خميس من العشر الأول و آخر خميس في العشر الآخر و أربعاء في العشر الأوسط قيل أما الخميس فإنه قال الصادق (ع) يعرض في كل خميس أعمال العباد على الله عز و جل فأحب أن يعرض عمل العبد على الله تعالى و هو صائم فإن قال فلم جعل آخر لخميس قيل لأنه إذا عرض عليه عمل ثمانية أيام و العبد صائم كان أشرف و أفضل من أن يعرض عمل يومين و هو صائم و إنما جعل الأربعاء في العشر الأوسط لأن الصادق (ع) أخبر بأن الله عز و جل خلق النار في ذلك اليوم و فيه أهلك القرون الأولى و هو يوم نحس مستمر فأحب أن يدفع العبد عن .

[119]

نفسه نحس ذلك اليوم بصومه فإن قال فلم وجب في الكفارة على من لم يجد تحرير رقبة الصيام دون الحج و الصلاة و غيرهما قيل لأن الصلاة و الحج و سائر الفرائض مانعة للإنسان من التقلب في أمر دنياه و مصلحة معيشته مع تلك العلل التي ذكرناها في الحائض التي تقضي الصيام و لا تقضي الصلاة فإن قال فلم وجب عليه صوم شهرين متتابعين دون أن يجب عليه شهر واحد أو ثلاثة أشهر قيل لأن الفرض الذي فرض الله على الخلق و هو شهر واحد فضوعف في هذا الشهر في كفارته توكيدا و تغليظا عليه فإن قال فلم جعلت متتابعين قيل لئلا يهون عليه الأداء فيستخف به لأنه إذا قضاه متفرقا هان عليه القضاء فإن قال فلم أمر بالحج قيل لعلة الوفادة إلى الله عز و جل و طلب الزيادة و الخروج من كل ما اقترف العبد تائبا مما مضى مستأنفا لما يستقبل مع ما فيه من إخراج الأموال و تعب الأبدان و الاشتغال عن الأهل و الولد و حظر الأنفس عن اللذات شاخص في الحر و البرد ثابت ذلك عليه دائم مع الخضوع و الاستكانة و التذلل مع ما في ذلك لجميع الخلق من المنافع في شرق الأرض و غربها و من في البرد و الحر ممن يحج و ممن لا يحج من بين تاجر و جالب و بائع و مشتر و كاسب و مسكين و مكار و فقير و قضاء حوائج أهل الأطراف في المواضع الممكن لهم الاجتماع فيها مع ما فيه من التفقه و نقل أخبار الأئمة (ع) إلى كل صقع و ناحية كما قال الله تعالى فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ و لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ

[120]

فإن قال فلم أمروا بحجة واحدة لا أكثر من ذلك قيل له لأن الله تعالى وضع الفرائض على أدنى القوم مرة كما قال الله عز و جل فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ يعني شاة ليسع له القوي و الضعيف و كذلك سائر الفرائض إنما وضعت على أدنى القوم قوة فكان من تلك الفرائض الحج المفروض واحدا ثم رغب بعد أهل القوة بقدر طاقتهم فإن قال فلم أمروا بالتمتع بالعمرة إلى الحج قيل ذلك تخفيف من ربكم و رحمة لأن يسلم الناس من إحرامهم و لا يطول عليهم ذلك فتداخل عليهم الفساد و لأن يكون الحج و العمرة واجبين جميعا فلا تعطل العمرة و لا تبطل و لأن يكون الحج مفردا من العمرة و يكون بينهما فصل تمييز و قال النبي (ص) دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة و لو لا أنه (ص) كان ساق الهدي و لم يكن له أن يحل حتى يبلغ الهدي محله لفعل كما أمر الناس و لذلك قال لو استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت كما أمرتكم و لكني سقت الهدي و ليس لسائق الهدي أن يحل حتى يبلغ الهدي محله فقام إليه رجل فقال يا رسول الله نخرج حجاجا و رءوسنا تقطر من ماء الجنابة فقال إنك لن تؤمن بهذا أبدا فإن قال فلم جعل وقتها عشر ذي الحجة قيل لأن الله تعالى أحب أن يعبد بهذه العبادة في أيام التشريق و كان أول ما حجت إليه الملائكة و طافت به في هذا الوقت فجعله سنة و وقتا إلى يوم القيامة فأما النبيون آدم و نوح و إبراهيم و موسى و عيسى و محمد صلى الله عليه و عليهم أجمعين و غيرهم من الأنبياء إنما حجوا في هذا الوقت فجعلت سنة في أولادهم إلى يوم القيامة فإن قال فلم أمروا بالإحرام قيل لأن يخشعوا قبل دخول حرم الله عز و جل و أمنه .

[121]

و لئلا يلهوا و يشتغلوا بشي‏ء من أمر الدنيا و زينتها و لذاتها و يكون جادين فيما هم فيه قاصدين نحوه مقبلين عليه بكليتهم مع ما فيه من التعظيم لله تعالى و لبيته و التذلل لأنفسهم عند قصدهم إلى الله تعالى و وفادتهم إليه راجين ثوابه راهبين من عقابه ماضين نحوه مقبلين إليه بالذل و الاستكانة و الخضوع و صلى الله على محمد و آله و سلم .

2 -   حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار رضي الله عنه قال حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري قال قلت للفضل بن شاذان لما سمعت منه هذه العلل أخبرني عن هذه العلل التي ذكرتها عن الاستنباط و الاستخراج و هي من نتائج العقل أو هي مما سمعته و رويته فقال لي ما كنت لأعلم مراد الله تعالى بما فرض و لا مراد رسول الله (ص) بما شرع و سن و لا أعلل ذلك من ذات نفسي بل سمعتها من مولاي أبي الحسن علي بن موسى الرضا (ع) المرة بعد المرة و الشي‏ء بعد الشي‏ء فجمعتها فقلت له فأحدث بها عنك عن الرضا (ع) قال نعم .

3-   حدثنا الحاكم أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان النيسابوري رضي الله عنه عن عمه أبي عبد الله محمد بن شاذان عن الفضل بن شاذان أنه قال سمعت هذه العلل من مولاي أبي الحسن بن موسى الرضا (ع) فجمعتها متفرقة و ألفتها .

35-   باب ما كتبه الرضا (ع) للمأمون في محض الإسلام و شرائع الدين :

1-   حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار رضي الله عنه بنيسابور في شعبان سنة اثنتين و خمسين و ثلاثمائة قال حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري عن الفضل بن شاذان قال سأل المأمون علي بن موسى الرضا (ع) أن يكتب له محض الإسلام على سبيل الإيجاز و الاختصار فكتب (ع) له أن محض الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا أحدا فردا صمدا قيوما سميعا بصيرا قديرا قديما قائما باقيا عالما لا يجهل قادرا لا يعجز غنيا لا يحتاج عدلا لا يجور و أنه خالق كل شي‏ء و ليس كمثله شي‏ء لا شبه له و لا ضد له و لا ند له و لا كف‏ء له و أنه المقصود بالعبادة

[122]

و الدعاء و الرغبة و الرهبة و أن محمدا عبده و رسوله و أمينه و صفيه و صفوته من خلقه و سيد المرسلين و خاتم النبيين و أفضل العالمين لا نبي بعده و لا تبديل لملته و لا تغيير لشريعته و أن جميع ما جاء به محمد بن عبد الله هو الحق المبين و التصديق به و بجميع من مضى قبله من رسل الله و أنبيائه و حججه و التصديق بكتابه الصادق العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد و أنه المهيمن على الكتب كلها و أنه حق من فاتحته إلى خاتمته نؤمن بمحكمه و متشابهه و خاصه و عامه و وعده و وعيده و ناسخه و منسوخه و قصصه و أخباره لا يقدر أحد من المخلوقين أن يأتي بمثله و أن الدليل بعده و الحجة على المؤمنين و القائم بأمر المسلمين و الناطق عن القرآن و العالم بأحكامه أخوه و خليفته و وصيه و وليه و الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى علي بن أبي طالب (ع) أمير المؤمنين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين و أفضل الوصيين و وارث علم النبيين و المرسلين و بعده الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة ثم علي بن الحسين زين العابدين ثم محمد بن علي باقر علم النبيين ثم جعفر بن محمد الصادق وارث علم الوصيين ثم موسى بن جعفر الكاظم ثم علي بن موسى الرضا ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم الحجة القائم المنتظر صلوات الله عليهم أجمعين أشهد لهم بالوصية و الإمامة و أن الأرض لا تخلو من حجة الله تعالى على خلقه في كل عصر و أوان و أنهم العروة الوثقى و أئمة الهدى و الحجة على أهل الدنيا إلى أن يرث الله الأرض و من عليها و أن كل من خالفهم ضال مضل باطل تارك للحق و الهدى و أنهم المعبرون عن القرآن و الناطقون عن الرسول (ص) بالبيان و من مات و لم يعرفهم مات ميتة جاهلية و أن من دينهم الورع و العفة و الصدق و الصلاح و الاستقامة و الاجتهاد و أداء الأمانة إلى البر و الفاجر و طول السجود و صيام النهار و قيام الليل و اجتناب المحارم و انتظار الفرج بالصبر و حسن العزاء و كرم الصحبة ثم الوضوء كما أمر الله تعالى في كتابه غسل الوجه و اليدين من .

[123]

المرفقين و مسح الرأس و الرجلين مرة واحدة و لا ينقض الوضوء إلا غائط أو بول أو ريح أو نوم أو جنابة و أن من مسح على الخفين فقد خالف الله تعالى و رسوله و ترك فريضة و كتابه و غسل يوم الجمعة سنة و غسل العيدين و غسل دخول مكة و المدينة و غسل الزيارة و غسل الإحرام و أول ليلة من شهر رمضان و ليلة سبعة عشرة و ليلة تسعة عشرة و ليلة إحدى و عشرين و ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان هذه الأغسال سنة و غسل الجنابة فريضة و غسل الحيض مثله و الصلاة الفريضة الظهر أربع ركعات و العصر أربع ركعات و المغرب ثلاث ركعات و العشاء الآخرة أربع ركعات و الغداة ركعتان هذه سبع عشر ركعة و السنة أربع و ثلاثون ركعة ثمان ركعات قبل فريضة الظهر و ثمان ركعات قبل العصر و أربع ركعات بعد المغرب و ركعتان من جلوس بعد العتمة تعدان بركعة و ثمان ركعات في السحر و الشفع و الوتر ثلاث ركعات يسلم بعد الركعتين و ركعتا الفجر و الصلاة في أول الوقت أفضل و فضل الجماعة على الفرد أربع و عشرون و لا صلاة خلف الفاجر و لا يقتدى إلا بأهل الولاية و لا يصلى في جلود الميتة و لا في جلود السباع و لا يجوز أن يقول في التشهد الأول السلام علينا و على عباد الله الصالحين لأن تحليل الصلاة التسليم فإذا قلت هذا فقد سلمت و التقصير في ثمانية فراسخ و ما زاد و إذا قصرت أفطرت و من لم يفطر لم يجزئ عنه صومه في السفر و عليه القضاء لأنه ليس عليه صوم في السفر و القنوت سنة واجبة في الغداة و الظهر و العصر و المغرب و العشاء الآخرة و الصلاة على الميت خمس تكبيرات فمن نقص فقد خالف سنة و الميت يسل من قبل رجليه و يرفق به إذا أدخل قبره و الإجهار ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ في جميع الصلوات سنة و الزكاة الفريضة في كل مأتي درهم خمسة دراهم و لا يجب فيما دون ذلك شي‏ء و لا تجب الزكاة على المال حتى يحول عليه الحول و لا يجوز أن يعطى الزكاة غير أهل الولاية المعروفين و العشر من الحنطة و الشعير و التمر و الزبيب إذا بلغ خمسة أوساق و الوسق ستون صاعا و الصاع أربعة أمداد و زكاة الفطر فريضة على كل رأس صغير أو كبير حر أو عبد ذكر أو أنثى من الحنطة و الشعير و التمر و الزبيب .

[124]

صاع و هو أربعة أمداد و لا يجوز دفعها إلا إلى أهل الولاية و أكثر الحيض عشرة أيام و أقله ثلاثة أيام و المستحاضة تحتشي و تغتسل و تصلي و الحائض تترك الصلاة و لا تقضي و تترك الصوم و تقضي و صيام شهر رمضان فريضة يصام للرؤية و يفطر للرؤية و لا يجوز أن يصلى التطوع في جماعة لأن ذلك بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار و صوم ثلاثة أيام من كل شهر سنة في كل عشرة أيام يوم أربعا بين خميسين و صوم شعبان حسن لمن صامه و إن قضيت فوائت شهر رمضان متفرقة أجزأ و حج البيت فريضة على من استطاع إليه سبيلا و السبيل الزاد و الراحلة مع الصحة و لا يجوز الحج إلا تمتعا و لا يجوز القران و الإفراد الذي يستعمله العامة إلا لأهل مكة و حاضريها و لا يجوز الإحرام دون الميقات قال الله تعالى وَ أَتِمُّوا الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ لِلَّهِ و لا يجوز أن يضحى بالخصي لأنه ناقص و لا يجوز الموجوء و الجهاد واجب مع الإمام العدل و من قتل دون ماله فهو شهيد و لا يجوز قتل أحد من الكفار و النصاب في دار التقية إلا قاتل أو ساع في فساد و ذلك إذا لم تخف على نفسك و على أصحابك و التقية في دار التقية واجبة و لا حنث على من حلف تقية يدفع بها ظلما عن نفسه و الطلاق للسنة على ما ذكره الله تعالى في كتابه و سنة نبيه (ص) و لا يكون طلاق لغير سنة و كل طلاق يخالف الكتاب فليس بطلاق كما أن كل نكاح يخالف الكتاب فليس بنكاح و لا يجوز أن يجمع بين أكثر من أربع حرائر و إذا طلقت المرأة للعدة ثلاث مرات لم تحل لزوجها حتى تنكح زوجا غيره و قال أمير المؤمنين (ع) اتقوا تزويج المطلقات ثلاثا في موضع واحد فإنهن ذوات أزواج و الصلوات على النبي (ص) واجبة في كل موطن و عند العطاس و الذبائح و غير ذلك و حب أولياء الله تعالى واجب و كذلك بغض أعداء الله و البراءة منهم و من أئمتهم و بر الوالدين واجب و إن كانا مشركين و لا طاعة لهما في معصية الله عز و جل و لا لغيرهما فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق و ذكاة الجنين ذكاة أمه إذا أشعر و أوبر و تحليل المتعتين اللتين أنزلهما الله تعالى في كتابه و سنهما رسول .

[125]

الله (ص) متعة النساء و متعة الحج و الفرائض على ما أنزل الله تعالى في كتابه و لا عول فيها و لا يرث مع الولد و الوالدين أحد إلا الزوج و المرأة و ذو السهم أحق ممن لا سهم له و ليست العصبة من دين الله تعالى و العقيقة عن المولود للذكر و الأنثى واجبة و كذلك تسميته و حلق رأسه يوم السابع و يتصدق بوزن الشعر ذهبا أو فضة و الختان سنة واجبة للرجال و مكرمة للنساء و أن الله تبارك و تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها و أن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى خلق تقدير لا خلق تكوين و الله خالق كل شي‏ء و لا نقول بالجبر و التفويض و لا يأخذ الله البري‏ء بالسقيم و لا يعذب الله تعالى الأطفال بذنوب الآباء و لا تزر وازرة وزر أخرى و أن ليس للإنسان إلا ما سعى و لله أن يعفو و يتفضل و لا يجور و لا يظلم لأنه تعالى منزه عن ذلك و لا يفرض الله عز و جل طاعة من يعلم أنه يضلهم و يغويهم و لا يختار لرسالته و لا يصطفي من عباده من يعلم أنه يكفر به و بعبادته و يعبد الشيطان دونه و أن الإسلام غير الإيمان و كل مؤمن مسلم و ليس كل مسلم مؤمن و لا يسرق السارق حين يسرق و هو مؤمن و لا يزني الزاني حين يزني و هو مؤمن و أصحاب الحدود مسلمون لا مؤمنون و لا كافرون و الله تعالى لا يدخل النار مؤمنا و قد وعده الجنة و لا يخرج من النار كافرا و قد أوعده النار و الخلود فيها و لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء و مذنبو أهل التوحيد لا يخلدون في النار و يخرجون منها و الشفاعة جائزة لهم و إن الدار اليوم دار تقية و هي دار الإسلام لا دار كفر و لا دار إيمان و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر واجبان إذا أمكن و لم يكن خيفة على النفس و الإيمان هو أداء الأمانة و اجتناب جميع الكبائر و هو معرفة بالقلب و إقرار باللسان و عمل بالأركان و التكبير في العيدين واجب في الفطر في دبر خمس صلوات و يبدأ به في دبر صلاة المغرب ليلة الفطر و في الأضحى في دبر عشر صلوات و يبدأ به من صلاة الظهر يوم النحر و بمنى في دبر خمس عشرة صلاة و النفساء لا تقعد عن الصلاة أكثر من ثمانية عشر يوما فإن طهرت قبل ذلك صلت و إن لم تطهر حتى تجاوز ثمانية عشر يوما اغتسلت و صلت و عملت ما تعمل المستحاضة و يؤمن بعذاب القبر و منكر و نكير و البعث بعد الموت و الميزان و الصراط و البراءة من الذين ظلموا آل محمد (ص) و هموا بإخراجهم و سنوا ظلمهم و غيروا سنة نبيهم (ص) و البراءة .

[126]

من الناكثين و القاسطين و المارقين الذين هتكوا حجاب رسول الله (ص) و نكثوا بيعة إمامهم و أخرجوا المرأة و حاربوا أمير المؤمنين (ع) و قتلوا الشيعة المتقين رحمة الله عليهم واجبة و البراءة ممن نفى الأخيار و شردهم و آوى الطرداء اللعناء و جعل الأموال دولة بين الأغنياء و استعمل السفهاء مثل معاوية و عمرو بن العاص لعيني رسول الله (ص) و البراءة من أشياعهم و الذين حاربوا أمير المؤمنين (ع) و قتلوا الأنصار و المهاجرين و أهل الفضل و الصلاح من السابقين و البراءة من أهل الاستيثار و من أبي موسى الأشعري و أهل ولايته الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا أولئك الذين كفروا بآيات ربهم و بولاية أمير المؤمنين (ع) و لقائه كفروا بأن لقوا الله بغير إمامته فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا فهم كلاب أهل النار و البراءة من الأنصاب و الأزلام أئمة الضلالة و قادة الجور كلهم أولهم و آخرهم و البراءة من أشباه عاقري الناقة أشقياء الأولين و الآخرين و ممن يتولاهم و الولاية لأمير المؤمنين (ع) و الذين مضوا على منهاج نبيهم (ع) و لم يغيروا و لم يبدلوا مثل سلمان الفارسي و أبي ذر الغفاري و المقداد بن الأسود و عمار بن ياسر و حذيفة اليماني و أبي الهيثم بن التيهان و سهل بن حنيف و عبادة بن الصامت و أبي أيوب الأنصاري و خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين و أبي سعيد الخدري و أمثالهم رضي الله عنهم و رحمة الله عليهم و الولاية لأتباعهم و أشياعهم و المهتدين بهداهم و السالكين منهاجهم رضوان الله عليهم و تحريم الخمر قليلها و كثيرها و تحريم كل شراب مسكر قليله و كثيره و ما أسكر كثيره فقليله حرام و المضطر لا يشرب الخمر لأنها تقتله و تحريم كل ذي ناب من السباع و كل ذي مخلب من الطير و تحريم الطحال فإنه دم و تحريم الجري و السمك و الطافي و المارماهي و الزمير و كل سمك لا يكون له فلس و اجتناب الكبائر و هي

[127]

قتل النفس التي حرم الله تعالى و الزناء و السرقة و شرب الخمر و عقوق الوالدين و الفرار من الزحف و أكل مال اليتيم ظلما و أكل الميتة و الدم و لحم الخنزير و ما أهل لغير الله به من غير ضرورة و أكل الربا بعد البينة و السحت و الميسر و القمار و البخس في المكيال و الميزان و قذف المحصنات و اللواط و شهادة الزور و اليأس من روح الله و الأمن من مكر الله و القنوط من رحمة الله و معونة الظالمين و الركون إليهم و اليمين الغموس و حبس الحقوق من غير العسرة و الكذب و الكبر و الإسراف و التبذير و الخيانة و الاستخفاف بالحج و المحاربة لأولياء الله تعالى و الاشتغال بالملاهي و الإصرار على الذنوب .

2-   حدثني بذلك حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) قال حدثني أبو نصر قنبر بن علي بن شاذان عن أبيه عن الفضل بن شاذان عن الرضا (ع) إلا أنه لم يذكر في حديثه أنه كتب ذلك إلى المأمون و ذكر فيه الفطرة مدين من حنطة و صاعا من الشعير و التمر و الزبيب و ذكر فيه أن الوضوء مرة مرة فريضة و اثنتان إسباغ و ذكر فيه أن ذنوب الأنبياء (ع) صغائرهم موهوبة و ذكر فيه أن الزكاة على تسعة أشياء على الحنطة و الشعير و التمر و الزبيب و الإبل و البقر و الغنم و الذهب و الفضة .

و حديث عبد الواحد بن محمد بن عبدوس رضي الله عنه عندي أصح و لا قوة إلا بالله .

3-   و حدثنا الحاكم أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان رضي الله عنه عن عمه أبي عبد الله محمد بن شاذان عن الفضل بن شاذان عن الرضا (ع) مثل حديث عبد الواحد بن محمد بن عبدوس .

و من أخباره (ع) .

4-   حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال حدثني محمد بن يحيى الصولي قال حدثني المبرد قال حدثني الرياشي قال حدثنا أبو عاصم و رواه عن الرضا (ع) أن موسى بن جعفر (ع) تكلم يوما بين يدي أبيه (ع) فأحسن فقال له يا بني الحمد لله الذي جعلك خلفا من الآباء و سرورا من الأبناء و عوضا عن الأصدقاء .

[128]

5-   حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال حدثنا عون بن محمد الكندي قال حدثني أبو الحسين محمد بن أبي عباد و كان مشتهرا بالسماع و بشرب النبيذ قال سألت الرضا (ع) عن السماع قال لأهل الحجاز رأي فيه و هو في حيز الباطل و اللهو أ ما سمعت الله تعالى يقول وَ إِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً .

6-   حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال حدثني محمد بن يحيى الصولي قال حدثنا عون بن محمد الكندي قال حدثنا سهل بن القاسم النوشجاني قال قال لي الرضا (ع) بخراسان إن بيننا و بينكم نسبا قلت و ما هو أيها الأمير قال إن عبد الله بن عامر بن كريز لما افتتح خراسان أصاب ابنتين ليزدجرد بن شهريار ملك الأعاجم فبعث بهما إلى عثمان بن عفان فوهب إحداهما للحسن و الأخرى للحسين (ع) فماتتا عندهما نفساوين و كانت صاحبة الحسين (ع) نفست بعلي بن الحسين (ع) فكفل عليا (ع) بعض أمهات ولد أبيه فنشأ و هو لا يعرف أما غيرها ثم علم أنها مولاته فكان الناس يسمونها أمه و زعموا أنه زوج أمه و معاذ الله إنما زوج هذه على ما ذكرناه و كان سبب ذلك أنه واقع بعض نسائه ثم خرج يغتسل فلقيته أمه هذه فقال لها إن كان في نفسك من هذا الأمر شي‏ء فاتقي الله و أعلميني فقالت نعم فزوجها فقال الناس زوج علي بن الحسين (ع) أمه و قال لي عون قال لي سهل بن القاسم ما بقي طالبي عندنا إلا كتب عني هذا الحديث عن الرضا (ع) .

7-   حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال حدثنا عون بن محمد قال حدثنا أبو الحسين محمد بن أبي عباد قال سمعت الرضا (ع) يقول يوما يا غلام ائتني الغداء فكأني أنكرت ذلك فتبين الإنكار في

[129]

فقرأ قالَ لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا فقلت الأمير أعلم الناس و أفضلهم .

8-   حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال حدثنا أبو ذكوان القاسم بن إسماعيل بسيراف سنة خمس و ثمانين و مائتين قال حدثنا إبراهيم بن عباس الصولي الكاتب بالأهواز سنة سبع و عشرين و مائتين قال كنا يوما بين يدي علي بن موسى (ع) فقال لي ليس في الدنيا نعيم حقيقي فقال له بعض الفقهاء ممن يحضره فيقول الله عز و جل ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ أما هذا النعيم في الدنيا و هو الماء البارد فقال له الرضا (ع) و علا صوته كذا فسرتموه أنتم و جعلتموه على ضروب فقالت طائفة هو الماء البارد و قال غيرهم هو الطعام الطيب و قال آخرون هو النوم الطيب قال الرضا (ع) و لقد حدثني أبي عن أبيه أبي عبد الله الصادق (ع) أن أقوالكم هذه ذكرت عنده في قول الله تعالى ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ فغضب (ع) و قال إن الله عز و جل لا يسأل عباده عما تفضل عليهم به و لا يمن بذلك عليهم و الامتنان بالإنعام مستقبح من المخلوقين فكيف يضاف إلى الخالق عز و جل ما لا يرضى المخلوق به و لكن النعيم حبنا أهل البيت و موالاتنا يسأل الله عباده عنه بعد التوحيد و النبوة لأن العبد إذا وفى بذلك أداه إلى نعيم الجنة الذي لا يزول و لقد حدثني بذلك أبي عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال قال رسول الله (ص) يا علي إن أول ما يسأل عنه العبد بعد موته شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله (ص) و أنك ولي المؤمنين بما جعله الله و جعلته لك فمن أقر بذلك و كان يعتقده صار إلى النعيم الذي لا زوال له فقال لي أبو ذكوان بعد أن حدثني بهذا الحديث مبتديا من غير سؤال أحدثك بهذا من جهات منها لقصدك لي من البصرة و منها أن عمك أفادنيه و منها أني كنت مشغولا باللغة و الأشعار و لا أعول على غيرهما فرأيت النبي (ص) في النوم و الناس يسلمون عليه و يجيبهم فسلمت فما رد علي فقلت أ ما أنا من أمتك يا رسول الله قال لي بلى و لكن حدث الناس بحديث النعيم الذي سمعته من إبراهيم قال الصولي و هذا حديث قد رواه الناس عن النبي (ص) إلا أنه

back page fehrest page next page