دلالة أخرى :
23- حدثنا علي بن عبد الله الوراق قال حدثنا أبو الحسين محمد بن جعفر الكوفي الأسدي قال حدثنا الحسن بن عيسى الخراط قال حدثنا جعفر بن محمد النوفلي قال أتيت الرضا و هو بقنطرة أربق فسلمت عليه ثم جلست و قلت جعلت فداك إن أناسا يزعمون أن أباك حي فقال كذبوا لعنهم الله و لو كان حيا ما قسم ميراثه و لا نكح نساؤه و لكنه و الله ذاق الموت كما ذاقه علي بن أبي طالب (ع) قال فقلت له ما تأمرني قال عليك بابني محمد من بعدي و أما أنا فإني ذاهب في وجه الأرض لا أرجع منه بورك قبر بطوس و قبران ببغداد قال قلت جعلت فداك قد عرفنا واحدا فما الثاني قال ستعرفونه ثم قال (ع) قبري و قبر هارون الرشيد هكذا و ضم بإصبعيه .
دلالة أخرى :
24- حدثنا الحسن بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن حفص عن حمزة بن جعفر الأرجاني قال خرج هارون من المسجد الحرام من باب و خرج الرضا (ع) من باب فقال الرضا (ع) و هو يعتبر لهارون ما أبعد الدار و أقرب اللقاء بطوس يا طوس يا طوس ستجمعني و إياه .
دلالة أخرى :
25- حدثنا أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان رضي الله عنه قال أخبرنا أحمد بن إدريس عن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن حفص قال حدثني مولى العبد الصالح أبي الحسن موسى بن جعفر (ع) قال كنت و جماعة مع الرضا (ع) في مفازة فأصابنا عطش شديد و دوابنا حتى خفنا على أنفسنا فقال لنا الرضا (ع) ائتوا موضعا وصفه لنا فإنكم تصيبون الماء فيه قال فأتينا الموضع فأصبنا الماء و سقينا دوابنا حتى رويت [217]
و روينا و من معنا من القافلة ثم رحلنا فأمرنا (ع) بطلب العين فطلبناها فما أصبنا إلا بقرة الإبل و لم نجد للعين أثرا فذكر ذلك لرجل من ولد قنبر كان يزعم أن له مائة و عشرون سنة فأخبرني القنبري بمثل هذا الحديث سواء قال كنت أنا أيضا معه في خدمته و أخبرني القنبري أنه كان في ذلك مصعدا إلى خراسان .
دلالة أخرى :
26- حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رحمه الله قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه قال حدثني محول السجستاني قال لما ورد البريد بإشخاص الرضا (ع) إلى خراسان كنت أنا بالمدينة فدخل المسجد ليودع رسول الله (ص) فودعه مرارا كل ذلك يرجع إلى القبر و يعلو صوته بالبكاء و النحيب فتقدمت إليه و سلمت عليه فرد السلام و هنأته فقال ذرني فإني أخرج من جوار جدي (ص) و أموت في غربة و أدفن في جنب هارون قال فخرجت متبعا لطريقه حتى مات بطوس و دفن إلى جنب هارون .
دلالة أخرى :
27- حدثنا محمد بن أحمد السناني رحمه الله قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثني سعد بن مالك عن أبي حمزة عن ابن أبي كثير قال لما توفي موسى (ع) وقف الناس في أمره فحججت تلك السنة فإذا أنا بالرضا (ع) فأضمرت في قلبي أمرا فقلت أَ بَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ الآية فمر علي (ع) كالبرق الخاطف علي فقال أنا و الله البشر الذي يجب عليك أن تتبعني فقلت معذرة إلى الله تعالى و إليك فقال مغفور لك و حدثني بهذا الحديث غير واحد من المشايخ عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي بهذا الإسناد .
دلالة أخرى :
28- حدثنا أبو محمد جعفر بن نعيم الحاكم الشاذاني رحمه الله قال أخبرنا أحمد بن إدريس عن محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسن بن علي الوشاء قال قال [218]
لي الرضا (ع) إني حيث أرادوا الخروج بي من المدينة جمعت عيالي فأمرتهم أن يبكوا علي حتى أسمع ثم فرقت فيهم اثني عشر ألف دينار ثم قلت أما إني لا أرجع إلى عيالي أبدا .
دلالة أخرى :
29- حدثنا علي بن عبد الله الوراق قال حدثني محمد بن جعفر بن بطة قال حدثني محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عبد الرحمن الهمداني قال حدثني أبو محمد الغفاري قال لزمني دين ثقيل فقلت ما لقضاء ديني غير سيدي و مولاي أبي الحسن علي بن موسى الرضا (ع) فلما أصبحت أتيت منزله فاستأذنت فأذن لي فلما دخلت قال لي ابتداء يا أبا محمد قد عرفنا حاجتك و علينا قضاء دينك فلما أمسينا أتي بطعام للإفطار فأكلنا فقال يا أبا محمد تبيت أو تنصرف فقلت يا سيدي إن قضيت حاجتي فالانصراف أحب إلي قال فتناول (ع) من تحت البساط قبضة فدفعها إلي فخرجت و دنوت من السراج فإذا هي دنانير حمر و صفر فأول دينار وقع بيدي و رأيت نقشه كان عليه يا با محمد الدنانير خمسون ستة و عشرون منها لقضاء دينك و أربعة و عشرون لنفقة عيالك فلما أصبحت فتشت الدنانير فلم أجد ذلك الدينار و إذا هي لا تنقص شيئا .
دلالة أخرى :
30- حدثنا أحمد بن الهارون الفامي رحمه الله قال حدثنا محمد بن جعفر بن بطة قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عيسى بن عبيد عن موسى بن عمر بن بزيع قال كان عندي جاريتان حاملتان فكتبت إلى الرضا (ع) أعلمه ذلك و أسأله أن يدعو الله تعالى أن يجعل ما في بطونهما ذكرين و أن يهب لي ذلك قال فوقع (ع) أفعل إن شاء الله تعالى ثم ابتدأني (ع) بكتاب مفرد نسخته بسم الله الرحمن الرحيم عافانا الله و إياك بأحسن عافية في الدنيا و الآخرة برحمته الأمور بيد الله عز و جل يمضي فيها مقاديره على ما يحب يولد لك غلام و جارية إن شاء الله تعالى فسم [219]
الغلام محمدا و الجارية فاطمة على بركة الله تعالى قال فولد لي غلام و جارية على ما قاله (ع) .
دلالة أخرى :
31- حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب ره قال حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال قال قال لنا عبد الله بن المغيرة كنت واقفيا و حججت على ذلك فلما صرت بمكة اختلج في صدري شيء فتعلقت بالملتزم ثم قلت اللهم قد علمت طلبتي و إرادتي فأرشدني إلى خير الأديان فوقع في نفسي أن آتي الرضا (ع) فأتيت المدينة فوقفت ببابه فقلت للغلام قل لمولاك رجل من أهل العراق بالباب فسمعت نداءه (ع) و هو يقول ادخل يا عبد الله بن المغيرة فدخلت فلما نظر إلي قال قد أجاب الله دعوتك و هداك لدينه فقلت أشهد أنك حجة الله و أمين الله على خلقه .
دلالة أخرى :
32- حدثنا أبي رحمه الله قال حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى بن عبيد عن داود بن رزين قال كان لأبي الحسن موسى بن جعفر (ع) عندي مال فبعث فأخذ بعضه و ترك عندي بعضه و قال من جاءك بعدي يطلب ما بقي عندك فإنه صاحبك فلما مضى (ع) أرسل إلى علي ابنه (ع) ابعث إلي بالذي هو عندك و هو كذا و كذا فبعثت إليه ما كان له عندي .
دلالة أخرى :
33- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي الوشاء قال سألني العباس بن جعفر بن محمد بن الأشعث أن أسأل الرضا (ع) أن يحرق كتبه إذا قرأها مخافة أن تقع في يد غيره قال الوشاء فابتدأني (ع) بكتاب قبل أن أسأله أن يحرق كتبه فيه أعلم صاحبك أني إذا قرأت كتبه إلي حرقتها .
[220]
دلالة أخرى :
34- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال تمنيت في نفسي إذا دخلت على أبي الحسن الرضا (ع) أن أسأله كم أتى عليك من السن فلما دخلت عليه و جلست بين يديه جعل ينظر إلي و يتفرس في وجهي ثم قال كم أتى لك فقلت جعلت فداك كذا و كذا قال فأنا أكبر منك و قد أتى علي اثنتان و أربعون سنة فقلت جعلت فداك قد و الله أردت أن أسألك عن هذا فقال قد أخبرتك .
دلالة أخرى :
35- حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن عيسى بن عبيد قال حدثني فيض بن مالك المدائني قال حدثني زروان المدائني بأنه دخل على أبي الحسن الرضا (ع) يريد أن يسأله عن عبد الله بن جعفر الصادق قال فأخذ بيدي فوضعها على صدري قبل أن أذكر له شيئا مما أردت ثم قال لي يا محمد بن آدم إن عبد الله لم يكن إماما فأخبرني بما أردت أن أسأله عنه قبل أن أسأله .
دلالة أخرى :
36- حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن عيسى اليقطيني قال سمعت الهشام العباسي يقول دخلت على أبي الحسن الرضا (ع) و أنا أريد أن أسأله أن يعوذني لصداع أصابني و أن يهب لي ثوبين من ثيابه أحرم فيهما فلما دخلت سألت عن مسائلي فأجابني و نسيت حوائجي فلما قمت لأخرج و أردت أن أودعه قال لي اجلس فجلست بين يديه فوضع يده على رأسي و عوذني ثم دعا لي بثوبين من ثيابه فدفعهما إلي و قال لي أحرم فيهما قال العباسي و طلبت بمكة ثوبين سعيديين إحداهما لابني فلم أصب بمكة منهما شيئا على نحو ما [221]
أردت فمررت بالمدينة في منصرفي فدخلت على أبي الحسن الرضا (ع) فلما ودعته و أردت الخروج دعا بثوبين سعيديين على عمل الموشى الذي كنت طلبته فدفعهما إلي .
دلالة أخرى :
37- حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن موسى قال خرجنا مع أبي الحسن الرضا (ع) إلى بعض أملاكه في يوم لا سحاب فيه فلما برزنا قال حملتم معكم المماطر قلنا لا و ما حاجتنا إلى المماطر و ليس سحاب و لا نتخوف المطر فقال لكني حملته و ستمطرون قال فما مضينا إلا يسيرا حتى ارتفعت سحابة و مطرنا حتى أهمتنا أنفسنا فما بقي منا أحد إلا ابتل .
دلالة أخرى :
38- حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال حدثني أبي عن محمد بن عيسى عن موسى بن مهران أنه كتب إلى الرضا (ع) يسأله أن يدعو الله لابن له فكتب (ع) إليه وهب الله لك ذكرا صالحا فمات ابنه ذلك و ولد له ابن .
دلالة أخرى :
39- حدثنا علي بن عبد الله الوراق قال حدثنا سعد بن عبد الله عن الهيثم بن أبي المسروق النهدي عن محمد بن الفضيل قال نزلت ببطن مر فأصابني العرق المديني في جنبي و في رجلي فدخلت على الرضا (ع) بالمدينة فقال ما لي أراك متوجعا فقلت إني لما أتيت بطن مر أصابني العرق المديني في جنبي و في رجلي فأشار (ع) إلى الذي في جنبي تحت الإبط و تكلم بكلام و تفل عليه ثم قال (ع) ليس عليك بأس من هذا و نظر إلى الذي في رجلي فقال قال أبو جعفر (ع) من بلي من شيعتنا ببلاء فصبر كتب الله عز و جل له مثل أجر ألف شهيد فقلت في نفسي لا أبرأ و الله من رجلي أبدا قال الهيثم فما زال يعرج منها حتى مات .
دلالة أخرى :
40- حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى بن عبيد عن أبي علي الحسن بن راشد قال قدمت علي أحمال و أتاني رسول الرضا (ع) قبل أن أنظر في الكتب [222]
أو أوجه بها إليه فقال لي يقول الرضا (ع) سرح إلي بدفتر و لم يكن لي في منزلي دفتر أصلا قال فقلت فأطلب ما لا أعرف بالتصديق له فلم أجد شيئا و لم أقع على شيء فلما ولى الرسول قلت مكانك فحللت بعض الأحمال فتلقاني دفتر لم أكن علمت به إلا أني علمت أنه لم يطلب إلا الحق فوجهت به إليه .
دلالة أخرى :
41- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن محمد بن الوليد بن يزيد الكرماني عن أبي محمد المصري قال قدم أبو الحسن الرضا (ع) فكتبت إليه أسأله الإذن في الخروج إلى مصر أتجر إليها فكتب إلي أقم ما شاء الله قال فأقمت سنتين ثم قدم الثالثة فكتبت إليه أستأذنه فكتب إلي اخرج مباركا لك صنع الله لك فإن الأمر يتغير قال فخرجت فأصبت بها خيرا و وقع الهرج ببغداد فسلمت من تلك الفتنة .
دلالة أخرى :
42- حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال حدثني أبي عن محمد بن إسحاق الكوفي عن عمه أحمد بن عبد الله بن حارثة الكرخي قال كان لا يعيش لي ولد و توفي لي بضعة عشر من الولد فحججت و دخلت على أبي الحسن الرضا (ع) فخرج إلي و هو متزر بإزار مورد فسلمت عليه و قبلت يده و سألته عن مسائل ثم شكوت إليه بعد ذلك ما ألقى من قلة بقاء الولد فأطرق طويلا و دعا مليا ثم قال لي إني لأرجو أن تنصرف و لك حمل و أن يولد لك ولد بعد ولد و تمتع بهم أيام حياتك فإن الله تعالى إذا أراد أن يستجيب الدعاء فعل و هو على كل شيء قدير قال فانصرفت من الحج إلى منزلي فأصبت أهلي ابنة خالي حاملا فولدت لي غلاما سميته إبراهيم ثم حملت بعد ذلك فولدت لي غلاما سميته محمدا و كنيته بأبي الحسن فعاش إبراهيم نيفا و ثلاثين سنة و عاش أبو الحسن أربع و عشرين سنة ثم إنهما اعتلا جميعا و خرجت حاجا و انصرفت و هما عليلان فمكثا بعد قدومي شهرين ثم توفي إبراهيم في أول الشهر و توفي محمد في آخر الشهر [223]
ثم مات بعدهما بسنة و نصف و لم يكن يعيش له قبل ذلك ولد إلا أشهر .
دلالة أخرى :
43- حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن سعيد بن سعد عن أبي الحسن الرضا (ع) أنه نظر إلى رجل فقال له يا عبد الله أوص بما تريد و استعد لما لا بد منه فكان كما قال فمات بعد ذلك بثلاثة أيام .
دلالة أخرى :
44- حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن عبد الله بن محمد الهاشمي قال دخلت على المأمون يوما فأجلسني و أخرج من كان عنده ثم دعا بالطعام فطعمنا ثم طيبنا ثم أمر بستارة فضربت ثم أقبل علي بعض من كان في الستارة فقال بالله لما رثيت لنا من بطوس فأخذت يقول .
سقيا بطوس و من أضحى بها قطنا ** من عترة المصطفى أبقى لنا حزنا
قال ثم بكى و قال لي يا عبد الله أ يلومني أهل بيتي و أهل بيتك أن نصبت أبا الحسن الرضا (ع) علما فو الله لأحدثك بحديث تتعجب منه جئته يوما فقلت له جعلت فداك إن آباءك موسى بن جعفر و جعفر بن محمد و محمد بن علي و علي بن الحسين (ع) كان عندهم علم ما كان و ما هو كائن إلى يوم القيامة و أنت وصي القوم و وارثهم و عندك علمهم و قد بدت لي إليك حاجة قال هاتها فقلت هذه الزاهرية خطتني و لا أقدم عليها من جواري قد حملت غير مرة و أسقطت و هي الآن حامل فدلني على ما نتعالج به فتسلم فقال لا تخف من إسقاطها فإنها تسلم و تلد غلاما أشبه الناس بأمه و يكون له خنصر زائدة في يده اليمنى ليست بالمدلاة و في رجله اليسرى خنصر زائدة ليست بالمدلاة فقلت في نفسي أشهد أن الله على كل شيء قدير فولدت الزاهرية غلاما أشبه الناس بأمه في يده اليمنى [224]
خنصر زائدة ليست بالمدلاة و في رجله اليسرى خنصر زائدة ليست بالمدلاة على ما كان وصفه لي الرضا (ع) فمن يلومني على نصبي إياه علما و الحديث فيه زيادة حذفناها و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .
قال مصنف هذا الكتاب إنما علم الرضا (ع) ذلك مما وصل إليه عن آبائه عن رسول الله (ص) و ذلك أن جبرئيل (ع) قد كان نزل عليه بأخبار الخلفاء و أولادهم من بني أمية و ولد العباس و بالحوادث التي تكون في أيامهم و ما يجري على أيديهم و لا قوة إلا بالله .
48- باب دلالة الرضا (ع) في إجابة الله عز و جل دعاءه على بكار بن عبد الله بن مصعب بن الزبير بن بكار لما ظلمه :
1- حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال حدثني محمد بن يحيى الصولي قال حدثني أحمد بن محمد بن إسحاق الخراساني قال سمعت علي بن محمد النوفلي يقول استحلف الزبير بن بكار رجل من الطالبيين على شيء بين القبر و المنبر فحلف فبرص فأنا رأيته و بساقيه و قدميه برص كثير و كان أبوه بكار قد ظلم علي بن موسى الرضا (ع) في شيء فدعا عليه فسقط في وقت دعائه عليه حجر من قصر فاندقت عنقه و أما أبوه عبد الله بن مصعب فإنه مزق عهد يحيى بن عبد الله بن الحسن و أهانه بين يدي الرشيد و قال اقتله يا أمير المؤمنين فإنه لا أمان له فقال يحيى للرشيد إنه خرج مع أخي بالأمس و أنشد أشعارا له فأنكرها فحلفه يحيى بالبراءة و تعجيل العقوبة فحم من وقته و مات بعد ثلاثة و انخسف قبره مرات كثيرة و ذكر خبرا طويلا له اختصرت هذا منه .
49- باب دلالته فيما أخبر به من أمره أنه لا يرى بغداد و لا تراه فكان كما قال (ع) :
1- حدثنا أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال حدثني محمد بن يحيى [225]
الصولي قال حدثنا عون بن محمد قال حدثنا محمد بن أبي عباد قال قال المأمون يوما للرضا (ع) ندخل بغداد إن شاء الله تعالى فنفعل كذا و كذا فقال (ع) له تدخل أنت بغداد يا أمير المؤمنين فلما خلوت به قلت له إني سمعت شيئا غمني و ذكرته له فقال يا حسين و ما أنا و بغداد لا أرى بغداد و لا تراني .
50- باب دلالته (ع) في إجابة الله عز و جل دعاءه في آل برمك و إخباره بما يجري عليهم و بأنه لا يصل إليه من الرشيد مكروه :
1- حدثنا أبي و محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ره قالا حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى بن عبيد قال حدثنا علي بن الحكم عن محمد بن الفضيل قال لما كان في السنة التي بطش هارون بآل برمك بدأ بجعفر بن يحيى و حبس يحيى بن خالد و نزل بالبرامكة ما نزل كان أبو الحسن (ع) واقفا بعرفة يدعو ثم طأطأ رأسه فسئل عن ذلك فقال إني كنت أدعو الله تعالى على البرامكة بما فعلوا بأبي (ع) فاستجاب الله لي اليوم فيهم فلما انصرف لم يلبث إلا يسيرا حتى بطش بجعفر و يحيى و تغيرت أحوالهم .
2- حدثنا محمد بن موسى المتوكل قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي الوشاء عن مسافر قال كنت مع أبي الحسن الرضا (ع) بمنى فمر يحيى بن خالد مع قوم من آل برمك فقال (ع) مساكين هؤلاء لا يدرون ما يحل بهم في هذه السنة ثم قال هاه و أعجب من هذا هارون و أنا كهاتين و ضم بإصبعيه قال مسافر فو الله ما عرفت معنى حديثه حتى دفناه معه .
3- حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار بنيسابور سنة اثنتين و خمسين و ثلاثمائة قال حدثنا علي بن محمد بن قتيبة عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى عن محمد بن يعفور البلخي عن موسى بن مهران قال سمعت جعفر بن [226]
يحيى يقول سمعت عيسى بن جعفر يقول لهارون حيث توجه من الرقة إلى مكة اذكر يمينك التي حلفت بها في آل أبي طالب فإنك حلفت إن ادعى أحد بعد موسى الإمامة ضربت عنقه صبرا و هذا علي ابنه يدعي هذا الأمر و يقال فيه ما يقال في أبيه فنظر إليه مغضبا فقال و ما ترى تريد أن أقتلهم كلهم قال موسى بن مهران فلما سمعت ذلك صرت إليه فأخبرته فقال (ع) ما لي و لهم لا يقدرون إلي على شيء .
4- حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن صفوان بن يحيى قال لما مضى أبو الحسن موسى بن جعفر (ع) و تكلم الرضا (ع) خفنا عليه من ذلك فقلت له إنك قد أظهرت أمرا عظيما و إنا نخاف من هذا الطاغي فقال ليجهد جهده فلا سبيل له علي قال صفوان فأخبرنا الثقة أن يحيى بن خالد قال للطاغي هذا علي ابنه قد قعد و ادعى الأمر لنفسه فقال ما يكفينا ما صنعنا بأبيه تريد أن نقتلهم جميعا و لقد كانت البرامكة مبغضين على بيت رسول الله (ص) مظهرين لهم العداوة .
51- باب دلالته (ع) في أخباره بأنه يدفن مع هارون في بيت واحد :
1- حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن موسى بن مهران قال رأيت علي بن موسى الرضا (ع) في مسجد المدينة و هارون يخطب فقال أ ترونني و إياه ندفن في بيت واحد .
2- حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه عن عمه محمد بن أبي القاسم قال حدثني محمد بن علي القرشي عن محمد بن الفضيل قال أخبرني من سمع الرضا (ع) و هو ينظر إلى هارون بمنى أو بعرفات فقال أنا و هارون هكذا و ضم بين إصبعيه فكنا لا ندري ما يعني بذلك حتى كان من أمره بطوس ما كان فأمر المأمون بدفن الرضا (ع) إلى جنب هارون . 52- باب إخباره (ع) بأنه سيقتل مسموما و يقبر إلى جنب هارون الرشيد :
1- حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن [227]
هاشم عن أبيه عن عبد السلام بن صالح الهروي قال سمعت الرضا (ع) يقول إني سأقتل بالسم مظلوما و أقبر إلى جنب هارون و يجعل الله تربتي مختلف شيعتي و أهل محبتي فمن زارني في غربتي وجبت له زيارتي يوم القيامة و الذي أكرم محمدا (ص) بالنبوة و اصطفاه على جميع الخليقة لا يصلي أحد منكم عند قبري ركعتين إلا استحق المغفرة من الله عز و جل يوم يلقاه و الذي أكرمنا بعد محمد (ص) بالإمامة و خصنا بالوصية إن زوار قبري لأكرم الوفود على الله يوم القيامة و ما من مؤمن يزورني فيصيب وجهه قطرة من الماء إلا حرم الله تعالى جسده على النار .