back page fehrest page next page

53-   باب صحة فراسة الرضا (ع) و معرفته بأهل الإيمان و أهل النفاق :

1-   حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا عبد الله بن عامر بن سعد عن عبد الرحمن بن أبي نجران قال كتب أبو الحسن الرضا (ع) و أقرأنيه رسالة إلى بعض أصحابنا إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان و بحقيقة النفاق .

54-   باب معرفته (ع) بجميع اللغات :

1-   حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن جزك عن ياسر الخادم قال كان غلمان لأبي الحسن (ع) في البيت الصقالبة و رومية و كان أبو الحسن (ع) قريبا منهم فسمعهم بالليل يتراطنون بالصقلبية و الرومية و يقولون إنا كنا نفتصد في كل سنة في بلادنا ثم ليس نفتصد هاهنا فلما كان

[228]

من الغد وجه أبو الحسن إلى بعض الأطباء فقال له افصد فلانا عرق كذا و افصد فلانا عرق كذا و افصد فلانا عرق كذا و افصد هذا عرق كذا ثم قال يا ياسر لا تفتصد أنت قال فافتصدت فورمت يدي و احمرت فقال لي يا ياسر ما لك فأخبرته فقال أ لم أنهك عن ذلك هلم يدك فمسح يده عليها و تفل فيها ثم أوصاني أن لا أتعشى فمكثت بعد ذلك ما شاء الله لا أتعشى ثم أغافل فأتعشى فيضرب علي .

2-   حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال حدثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري قال كنت أتغدى مع أبي الحسن (ع) فيدعو بعض غلمانه بالصقلبية و الفارسية و ربما بعثت غلامي هذا بشي‏ء من الفارسية فيعلمه و ربما كان ينغلق الكلام على غلامه بالفارسية فيفتح هو على غلامه .

3-   حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبي الصلت الهروي قال كان الرضا (ع) يكلم الناس بلغاتهم و كان و الله أفصح الناس و أعلمهم بكل لسان و لغة فقلت له يوما يا ابن رسول الله إني لأعجب من معرفتك بهذه اللغات على اختلافها فقال يا أبا الصلت أنا حجة الله على خلقه و ما كان الله ليتخذ حجة على قوم و هو لا يعرف لغاتهم أ و ما بلغك قول أمير المؤمنين (ع) أوتينا فصل الخطاب فهل فصل الخطاب إلا معرفة اللغات .

55-   باب دلالته (ع) في إجابته الحسن بن علي الوشاء عن المسائل التي أراد أن يسأله عنها قبل السؤال :

1-   حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أبو الخير

[229]

صالح بن أبي حماد عن الحسن بن علي الوشاء قال كنت كتبت معي مسائل كثيرة قبل أن أقطع على أبي الحسن (ع) و جمعتها في كتاب مما روي عن آبائه (ع) و غير ذلك و أحببت أن أثبت في أمره و أختبره فحملت الكتاب في كمي و صرت إلى منزله و أردت أن آخذ منه خلوة فأناوله الكتاب فجلست ناحية و أنا متفكر في طلب الإذن عليه و بالباب جماعة جلوس يتحدثون فبينا أنا كذلك في الفكرة في الاحتيال للدخول عليه إذ أنا بغلام قد خرج من الدار في يده كتاب فنادى أيكم الحسن بن علي الوشاء ابن بنت إلياس البغدادي فقمت إليه فقلت أنا الحسن بن علي فما حاجتك فقال هذا الكتاب أمرت بدفعه إليك فهاك خذه فأخذته و تنحيت ناحية فقرأته فإذا و الله فيه جواب مسألة مسألة فعند ذلك قطعت عليه و تركت الوقف .

دلالة أخرى له (ع) :

1-   حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أبو الخير صالح بن أبي حماد عن الحسن بن علي الوشاء قال بعث إلي أبو الحسن الرضا (ع) غلامه و معه رقعة فيها ابعث إلي بثوب من ثياب موضع كذا و كذا من ضرب كذا فكتبت إليه و قلت للرسول ليس عندي ثوب بهذه الصفة و ما أعرف هذا الضرب من الثياب فأعاد الرسول إلي و قال فاطلبه فأعدت إليه الرسول و قلت ليس عندي من هذا الضرب شي‏ء فأعاد إلي الرسول اطلبه فإنه عندك منه قال الحسن بن علي الوشاء و قد كان أبضع مني رجل ثوبا منها و أمرني ببيعه و كنت قد نسيته فطلبت كل شي‏ء كان معي فوجدته في سفط تحت الثياب كلها فحملته إليه .

دلالة أخرى له (ع) :

1-   حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن صفوان بن يحيى قال كنت عند الرضا (ع) فدخل عليه

[230]

الحسين بن خالد الصيرفي فقال له جعلت فداك إني أريد الخروج إلى الأعوض فقال حيث ما ظفرت بالعافية فالزمه فلم يقنعه ذلك فخرج يريد الأعوض فقطع عليه الطريق و أخذ كل شي‏ء كان معه من المال .

56-   باب جواب الرضا (ع) عن سؤال أبي قرة صاحب الجاثليق :

1-   حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني و الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هاشم المكتب و علي بن عبد الله الوراق رضي الله عنهم قالوا حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن صفوان بن يحيى صاحب السابري قال سألني أبو قرة صاحب الجاثليق أن أوصله إلى الرضا (ع) فاستأذنته في ذلك فقال (ع) أدخله علي فلما دخل عليه قبل بساطه و قال هكذا علينا في ديننا أن نفعل بأشراف أهل زماننا ثم قال أصلحك الله ما تقول في فرقة ادعت دعوى فشهدت لهم فرقة أخرى معدلون قال الدعوى لهم قال فادعت فرقة أخرى دعوى فلم يجدوا شهودا من غيرهم قال لا شي‏ء لهم قال فإنا نحن ادعينا أن عيسى روح الله و كلمته ألقاها فوافقنا على ذلك المسلمون و ادعى المسلمون أن محمدا نبي فلم نتابعهم عليه و ما أجمعنا عليه خير مما افترقنا فيه فقال له الرضا (ع) ما اسمك قال يوحنا قال يا يوحنا إنا آمنا بعيسى ابن مريم (ع) روح الله و كلمته الذي كان يؤمن بمحمد (ص) و يبشر به و يقر على نفسه أنه عبد مربوب فإن كان عيسى الذي هو عندك روح الله و كلمته ليس هو الذي آمن بمحمد (ص) و بشر به و لا هو الذي أقر لله عز و جل بالعبودية و الربوبية فنحن منه برءاء فأين اجتمعنا فقام و قال لصفوان بن يحيى قم فما كان أغنانا عن هذا المجلس .

[231]

57-   باب ذكر ما كلم به الرضا (ع) يحيى بن الضحاك السمرقندي في الإمامة عند المأمون .

1-   حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال حدثني محمد بن يحيى الصولي قال يحكى عن الرضا (ع) خبر مختلف الألفاظ لم تقع لي روايته بإسناد أعمل عليه و قد اختلفت ألفاظ من رواه إلا أني سآتي به و بمعانيه و إن اختلفت ألفاظه كان المأمون في باطنه يحب سقطات الرضا (ع) و أن يعلوه المحتج و إن أظهر غير ذلك فاجتمع عنده الفقهاء و المتكلمون فدس إليهم أن ناظروه في الإمامة فقال لهم الرضا (ع) اقتصروا على واحد منكم يلزمكم ما يلزمه فرضوا برجل يعرف بيحيى بن الضحاك السمرقندي و لم يكن بخراسان مثله فقال له الرضا (ع) يا يحيى سل عما شئت فقال نتكلم في الإمامة كيف ادعيت لمن لم يؤم و تركت من أم و وقع الرضا به فقال له يا يحيى أخبرني عمن صدق كاذبا على نفسه أو كذب صادقا على نفسه أ يكون محقا مصيبا أو مبطلا مخطئا فسكت يحيى فقال له المأمون أجبه فقال يعفيني أمير المؤمنين من جوابه فقال المأمون يا أبا الحسن عرفنا الغرض في هذه المسألة فقال لا بد ليحيي من أن يخبر عن أئمته أنهم كذبوا على أنفسهم أو صدقوا فإن زعم أنهم كذبوا فلا أمانة لكذاب و إن زعم أنهم صدقوا فقد قال أولهم وليتكم و لست بخيركم و قال تاليه كانت بيعته فلتة فمن عاد لمثلها فاقتلوه فو الله ما رضي لمن فعل مثل فعلهم إلا بالقتل فمن لم يكن بخير الناس و الخيرية لا تقع إلا بنعوت منها العلم و منها الجهاد و منها سائر الفضائل و ليست فيه و من كانت بيعته

[232]

فلتة يجب القتل على من فعل مثلها كيف يقبل عهده إلى غيره و هذه صورته ثم يقول على المنبر إن لي شيطانا يعتريني فإذا مال بي فقوموني و إذا أخطأت فأرشدوني فليسوا أئمة بقولهم إن صدقوا أو كذبوا فما عند يحيى في هذا جواب فعجب المأمون من كلامه و قال يا أبا الحسن ما في الأرض من يحسن هذا سواك .

58-   باب قول الرضا (ع) لأخيه زيد بن موسى حين افتخر على من في مجلسه و قوله (ع) فيمن يسي‏ء عشرة الشيعة من أهل بيته و يترك المراقبة :

1-   حدثنا محمد بن أحمد السناني قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثنا أبو الفيض صالح بن أحمد قال حدثنا سهل بن زياد قال حدثنا صالح بن أبي حماد قال حدثنا الحسن بن موسى بن علي الوشاء البغدادي قال كنت بخراسان مع علي بن موسى الرضا (ع) في مجلسه و زيد بن موسى حاضر قد أقبل على جماعة في المجلس يفتخر عليهم و يقول نحن و نحن و أبو الحسن (ع) مقبل على قوم يحدثهم فسمع مقالة زيد فالتفت إليه فقال يا زيد أ غرك قول ناقلي الكوفة أن فاطمة (ع) أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار فو الله ما ذاك إلا للحسن و الحسين و ولد بطنها خاصة فأما أن يكون موسى بن جعفر (ع) يطيع الله و يصوم نهاره و يقوم ليله و تعصيه أنت ثم تجيئان يوم القيامة سواء لأنت أعز على الله عز و جل منه إن علي بن الحسين (ع) كان يقول لمحسننا كفلان من الأجر و لمسيئنا ضعفان من العذاب قال الحسن الوشاء ثم التفت إلي فقال لي يا حسن كيف تقرءون هذه الآية قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فقلت من الناس من يقرأ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ و منهم من يقرأ إنه عمل غير صالح فمن قرأ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فقد نفاه عن أبيه فقال (ع) كلا لقد كان ابنه و لكن لما عصى الله عز و جل نفاه عن أبيه كذا من كان منا لم يطع الله عز و جل فليس منا و أنت إذا أطعت الله عز و جل فأنت منا أهل البيت .

2-   حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال حدثني محمد بن يحيى الصولي

[233]

قال حدثنا محمد بن يزيد النحوي قال حدثني ابن أبي عبدون عن أبيه قال لما جي‏ء بزيد بن موسى أخي الرضا (ع) إلى المأمون و قد خرج بالبصرة و أحرق دور العباسيين و ذلك في سنة تسع و تسعين و مائة فسمي زيد النار قال له المأمون يا زيد خرجت بالبصرة و تركت أن تبدأ بدور أعدائنا من بني أمية و ثقيف و عدي و باهلة و آل زياد و قصدت دور بني عمك قال و كان مزاحا أخطأت يا أمير المؤمنين من كل جهة و إن عدت بدأت بأعدائنا فضحك المأمون و بعث به إلى أخيه الرضا (ع) و قال قد وهبت جرمه لك فلما جاءوا به عنفه و خلى سبيله و حلف أن لا يكلمه أبدا ما عاش .

3-   حدثنا أبو الخير علي بن أحمد النسابة عن مشايخه أن زيد بن موسى كان ينادم المستنصر و كان في لسانه فضل و كان زيديا و كان زيد هذا ينزل بغداد على نهر كرخايا و هو الذي كان بالكوفة أيام أبي السرايا فولاه فلما قتل أبو السرايا تفرق الطالبيون فتوارى بعضهم ببغداد و بعضهم بالكوفة و صار بعضهم إلى المدينة و كان ممن توارى زيد بن موسى هذا فطلبه الحسن بن سهل حتى دل عليه فأتي به فحبسه ثم أحضره على أن يضرب عنقه و جرد السياف السيف ليضرب عنقه و كان حضر هناك الحجاج بن خثيمة فقال أيها الأمير إن رأيت أن لا تعجل و تدعوني إليك فإن عندي نصيحة ففعل و أمسك السياف فلما دنا منه قال أيها الأمير أتاك بما تريد أن تفعله أمر من أمير المؤمنين قال لا قال فعلام تقتل ابن عم أمير المؤمنين من غير إذنه و أمره و استطلاع رأيه فيه ثم حدثه بحديث أبي عبد الله بن أفطس و إن الرشيد حبسه عند جعفر بن يحيى فأقدم عليه جعفر فقتله من غير أمره و بعث برأسه إليه في طبق مع هدايا النيروز و إن الرشيد لما أمر مسرور الكبير بقتل جعفر بن يحيى قال له إذا سألك جعفر عن ذنبه الذي تقتله به فقل له إنما أقتلك بابن عمي ابن الأفطس الذي قتلته من غير أمري ثم قال الحجاج بن خثيمة للحسن بن سهل

[234]

أ فتأمن أيها الأمير حادثة تحدث بينك و بين أمير المؤمنين و قد قتلت هذا الرجل فيحتج عليك بمثل ما احتج به الرشيد على جعفر بن يحيى فقال الحسن للحجاج جزاك الله خيرا ثم أمر برفع زيد و أن يرد إلى محبسه فلم يزل محبوسا إلى أن ظهر أمر إبراهيم بن المهتدي فخير أهل بغداد بالحسن بن سهل فأخرجوه عنها فلم يزل محبوسا حتى حمل إلى المأمون فبعث به إلى أخيه الرضا (ع) فأطلقه و عاش زيد بن موسى إلى آخر خلافة المتوكل و مات بسر من رأى .

4-   حدثنا محمد بن علي ماجيلويه و محمد بن موسى المتوكل و أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنهم قالوا حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال حدثني ياسر أنه خرج زيد بن موسى أخو أبي الحسن (ع) بالمدينة و أحرق و قتل و كان يسمى زيد النار فبعث إليه المأمون فأسر و حمل إلى المأمون فقال المأمون اذهبوا به إلى أبي الحسن قال ياسر فلما أدخل إليه قال له أبو الحسن (ع) يا زيد أ غرك قول سفلة أهل الكوفة إن فاطمة (ع) أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار ذلك للحسن و الحسين خاصة إن كنت ترى أنك تعصي الله عز و جل و تدخل الجنة و موسى بن جعفر (ع) أطاع الله و دخل الجنة فأنت إذا أكرم على الله عز و جل من موسى بن جعفر (ع) و الله ما ينال أحد ما عند الله عز و جل إلا بطاعته و زعمت أنك تناله بمعصيته فبئس ما زعمت فقال له زيد أنا أخوك و ابن أبيك فقال له أبو الحسن (ع) أنت أخي ما أطعت الله عز و جل إن نوحا (ع) قال رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَ إِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَ أَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ فقال الله عز و جل يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فأخرجه الله عز و جل من أن يكون من أهله بمعصيته .

5- حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي الله عنه قال حدثنا أبو علي أحمد بن علي الأنصاري عن أبي الصلت الهروي قال سمعت الرضا (ع) يحدث عن أبيه أن إسماعيل قال للصادق (ع) يا أبتاه ما تقول في المذنب منا و من

[235]

غيرنا فقال (ع) لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَ لا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ .

6- حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثنا أبو الخير صالح بن أبي حماد عن الحسن بن الجهم قال كنت عند الرضا (ع) و عنده زيد بن موسى أخوه و هو يقول يا زيد اتق الله فإنه بلغنا ما بلغنا بالتقوى فمن لم يتق الله و لم يراقبه فليس منا و لسنا منه يا زيد إياك أن تهين من به تصول من شيعتنا فيذهب نورك يا زيد إن شيعتنا إنما أبغضهم الناس و عادوهم و استحلوا دماءهم و أموالهم لمحبتهم لنا و اعتقادهم لولايتنا فإن أنت أسأت إليهم ظلمت نفسك و أبطلت حقك قال الحسن بن الجهم ثم التفت (ع) إلي فقال لي يا ابن الجهم من خالف دين الله فابرأ منه كائنا من كان من أي قبيلة كان و من عادى الله فلا تواله كائنا من كان من أي قبيلة كان فقلت له يا ابن رسول الله و من الذي يعادي الله تعالى قال من يعصيه .

7- حدثنا أبو محمد جعفر بن نعيم الشاذاني رضي الله عنه قال أخبرنا أحمد بن إدريس قال حدثنا إبراهيم بن هاشم عن إبراهيم بن محمد الهمداني قال سمعت الرضا (ع) يقول من أحب عاصيا فهو عاص و من أحب مطيعا فهو مطيع و من أعان ظالما فهو ظالم و من خذل عادلا فهو ظالم إنه ليس بين الله و بين أحد قرابة و لا ينال أحد ولاية الله إلا بالطاعة و لقد قال رسول الله (ص) لبني عبد المطلب ايتوني بأعمالكم لا بأحسابكم و أنسابكم قال الله تعالى فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَ لا يَتَساءَلُونَ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ .

[236]

8-   حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي البصري قال حدثنا أبو الحسن صالح بن شعيب الغرياني من قرى الغازيات قال حدثنا زيد بن محمد البغدادي قال حدثنا علي بن أحمد العسكري قال حدثنا عبد الله بن داود بن قبيصة الأنصاري عن موسى بن علي القرشي عن أبي الحسن الرضا (ع) قال رفع القلم عن شيعتنا فقلت يا سيدي كيف ذاك قال لأنهم أخذ عليهم العهد بالتقية في دولة الباطل يأمن الناس و يخوفون و يكفرون فينا و لا نكفر فيهم و يقتلون بنا و لا نقتل بهم ما من أحد من شيعتنا ارتكب ذنبا أو خطأ إلا ناله في ذلك غم يمحص عنه ذنوبه و لو أنه أتى بذنوب بعدد القطر و المطر و بعدد الحصى و الرمل و بعدد الشوك و الشجر فإن لم ينله في نفسه ففي أهله و ماله فإن لم ينله في أمر دنياه و ما يغتم به تخايل له في منامه ما يغتم به فيكون ذلك تمحيصا لذنوبه .

9- حدثنا علي بن عبد الله الوراق رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثني الحسين بن أبي قتادة عن محمد بن سنان قال قال أبو الحسن الرضا (ع) إنا أهل بيت وجب حقنا برسول الله (ص) فمن أخذ برسول الله حقا و لم يعط الناس من نفسه مثله فلا حق له .

10- حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال حدثني محمد بن يحيى الصولي قال حدثني أبو عبد الله محمد بن موسى بن نصر الرازي قال سمعت أبي يقول قال رجل للرضا (ع) و الله ما على وجه الأرض أشرف منك أبا فقال التقوى شرفهم و طاعة الله أحظتهم فقال له آخر أنت و الله خير الناس فقال له لا تحلف يا هذا خير مني من كان أتقى لله تعالى و أطوع له و الله ما نسخت هذه الآية وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ .

[237]

11-   حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال حدثني محمد بن يحيى الصولي قال حدثنا أبو ذكوان قال سمعت إبراهيم بن العباس يقول سمعت علي بن موسى الرضا (ع) يقول حلفت بالعتق ألا أحلف بالعتق إلا أعتقت رقبة و أعتقت بعدها جميع ما أملك إن كان يرى أنه خير من هذا و أومى إلى عبد أسود من غلمانه بقرابتي من رسول الله (ص) إلا أن يكون لي عمل صالح فأكون أفضل به منه .

59-   باب الأسباب التي من أجلها قتل المأمون علي بن موسى الرضا (ع) بالسم :

1-   حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب و علي بن عبد الله الوراق و أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنهم قالوا حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن سنان قال كنت عند مولاي الرضا (ع) بخراسان و كان المأمون يقعده على يمينه إذا قعد للناس يوم الإثنين و يوم الخميس فرفع إلى المأمون أن رجلا من الصوفية سرق فأمر بإحضاره فلما نظر إليه وجده متقشفا بين عينيه أثر السجود فقال له سوأة لهذه الآثار الجميلة و لهذا الفعل القبيح أ تنسب إلى السرقة مع ما أرى من جميل آثارك و ظاهرك قال فعلت ذلك اضطرارا لا اختيارا حين منعتني حقي من الخمس و الفي‏ء فقال المأمون أي حق لك في الخمس و الفي‏ء قال إن الله تعالى قسم الخمس ستة أقسام و قال الله تعالى وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَ ما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ و قسم الفي‏ء على ستة أقسام فقال الله تعالى ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ

[238]

وَ لِذِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ قال الصوفي فمنعتني حقي و أنا ابن السبيل منقطع بي و مسكين لا أرجع على شي‏ء و من حملة القرآن فقال له المأمون أعطل حدا من حدود الله و حكما من أحكامه في السارق من أجل أساطيرك هذه فقال الصوفي ابدأ بنفسك تطهرها ثم طهر غيرك و أقم حد الله عليها ثم على غيرك فالتفت المأمون إلى أبي الحسن الرضا (ع) فقال ما يقول فقال إنه يقول سرق فسرق فغضب المأمون غضبا شديدا ثم قال للصوفي و الله لأقطعنك فقال الصوفي أ تقطعني و أنت عبد لي فقال المأمون ويلك و من أين صرت عبدا لك قال لأن أمك اشتريت من مال المسلمين فأنت عبد لمن في المشرق و المغرب حتى يعتقوك و أنا لم أعتقك ثم بلعت الخمس و بعد ذلك فلا أعطيت آل الرسول حقا و لا أعطيتني و نظرائي حقنا و الأخرى أن الخبيث لا يطهر خبيثا مثله إنما يطهره طاهر و من في جنبه الحد لا يقيم الحدود على غيره حتى يبدأ بنفسه أ ما سمعت الله تعالى يقول أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَ أَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ فالتفت المأمون إلى الرضا (ع) فقال ما ترى في أمره فقال (ع) إن الله تعالى قال لمحمد (ص) قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ و هي التي لم تبلغ الجاهل فيعلمها على جهله كما يعلمها العالم بعلمه و الدنيا و الآخرة قائمتان بالحجة و قد احتج الرجل فأمر المأمون عند ذلك بإطلاق الصوفي و احتجب عن الناس و اشتغل بالرضا (ع) حتى سمه فقتله و قد كان قتل الفضل بن سهل و جماعة من الشيعة .

قال مصنف هذا الكتاب (ره) روي هذا الحديث كما حكيته و أنا بري‏ء من عهدة صحته .

2-   حدثنا أبو الطيب الحسين بن أحمد بن محمد الرازي رضي الله عنه بنيسابور سنة اثنتين و خمسين و ثلاثمائة قال حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال حدثنا أحمد بن محمد بن خالد البرقي قال أخبرني أبي قال أخبرني الريان بن شبيب خال المعتصم أخو

[239]

ماردة أن المأمون لما أراد أن يأخذ البيعة لنفسه بإمرة المؤمنين و لأبي الحسن علي بن موسى الرضا (ع) بولاية العهد و لفضل بن سهل بالوزارة أمر بثلاثة كراسي فنصبت لهم فلما قعدوا عليها أذن للناس فدخلوا يبايعون فكانوا يصفقون بأيمانهم على أيمان الثلاثة من أعلى الإبهام إلى الخنصر و يخرجون حتى بايع في آخر الناس فتى من الأنصار فصفق بيمينه من أعلى الخنصر إلى أعلى الإبهام فتبسم أبو الحسن الرضا (ع) ثم قال كل من بايعنا بايع بفسخ البيعة غير هذا الفتى فإنه بايعنا بعقدها فقال المأمون و ما فسخ البيعة من عقدها قال أبو الحسن (ع) عقد البيعة هو من أعلى الخنصر إلى أعلى الإبهام و فسخها من أعلى الإبهام إلى أعلى الخنصر قال فماج الناس في ذلك و أمر المأمون بإعادة الناس إلى البيعة على ما وصفه أبو الحسن (ع) و قال الناس كيف يستحق الإمامة من لا يعرف عقد البيعة إن من علم لأولى بها ممن لا يعلم قال فحمله ذلك على ما فعله من سمه .

3-   حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي الله عنه قال حدثنا أبي عن أحمد بن علي الأنصاري قال سألت أبا الصلت الهروي فقلت له كيف طابت نفس المأمون بقتل الرضا (ع) مع إكرامه و محبته له و ما جعل له من ولاية العهد بعده فقال إن المأمون إنما كان يكرمه و يحبه لمعرفته بفضله و جعل له ولاية العهد من بعده ليري الناس أنه راغب في الدنيا فيسقط محله من نفوسهم فلما لم يظهر منه في ذلك للناس إلا ما ازداد به فضلا عندهم و محلا في نفوسهم جلب عليه المتكلمين من البلدان طمعا في أن يقطعه واحد منهم فيسقط محله عند العلماء و بسببهم يشتهر نقصه عند العامة فكان لا يكلمه خصم من اليهود و النصارى و المجوس و الصابئين و البراهمة و الملحدين و الدهرية و لا خصم من فرق المسلمين المخالفين إلا قطعه و ألزمه الحجة و كان الناس يقولون و الله إنه أولى بالخلافة من المأمون و كان أصحاب الأخبار يرفعون ذلك إليه فيغتاظ من ذلك و يشتد حسده له و كان الرضا (ع) لا يحابي المأمون من حق و كان يجيبه بما يكره في أكثر أحواله فيغيظه ذلك و يحقده عليه و لا يظهره له فلما أعيته الحيلة في أمره اغتاله فقتله بالسم .

[240]

60-   باب نص الرضا (ع) على ابنه أبي جعفر محمد بن علي (ع) بالإمامة و الخلافة :

1-   حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال حدثني محمد بن يحيى الصولي قال حدثنا عون بن محمد قال حدثنا أبو الحسين بن محمد بن أبي عباد و كان يكتب للرضا (ع) ضمه إليه الفضل بن سهل قال ما كان (ع) يذكر محمدا ابنه إلا بكنيته يقول كتب إلى أبو جعفر (ع) و كنت أكتب إلى أبي جعفر (ع) و هو صبي بالمدينة فيخاطبه بالتعظيم و ترد كتب أبي جعفر (ع) في نهاية البلاغة و الحسن فسمعته يقول أبو جعفر وصيي و خليفتي في أهلي من بعدي .

back page fehrest page next page