 |
 |
|
[278]
و لا قال و رحمة الله و بركاته إنك حميد مجيد سلام ولي غير راغب عنكم و لا مستبدل بكم و لا مؤثر عليكم و لا منحرف عنكم و لا زاهد في قربكم لا جعله الله آخر العهد من زيارة قبوركم و إتيان مشاهدكم و السلام عليكم و حشرني الله في زمرتكم و أوردني حوضكم و جعلني من حزبكم و أرضاكم عني و مكنني من دولتكم و أحياني في رجعتكم و ملكني في أيامكم و شكر سعيي بكم و غفر ذنبي بشفاعتكم و أقال عثرتي بحبكم و أعلى كعبي بموالاتكم و شرفني بطاعتكم و أعزني بهداكم و جعلني ممن انقلب مفلحا منجحا غانما سالما معافا غنيا فائزا برضوان الله و فضله و كفايته بأفضل ما ينقلب به أحد من زواركم و مواليكم و محبيكم و شيعتكم و رزقني الله العود ثم العود أبدا ما أبقاني ربي بنية صادقة و إيمان و تقوى و إخبات و رزق واسع حلال طيب اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتهم و ذكرهم و الصلاة عليهم و أوجب إلي المغفرة و الخير و البركة و النور و الإيمان و حسن الإجابة كما لأوليائك العارفين بحقهم الموجبين لطاعتهم و الراغبين في زيارتهم المتقربين إليك و إليهم بأبي أنتم و أمي و نفسي و أهلي و مالي اجعلوني في همتكم و صيروني في حزبكم و أدخلوني في شفاعتكم و اذكروني عند ربكم اللهم صل على محمد و آل محمد و أبلغ أرواحهم و أجسادهم مني السلام و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و صلى الله على سيدنا محمد و آله و سلم تسليما كثيرا و حسبنا الله و نعم الوكيل .
69- باب ذكر ما ظهر للناس في وقتنا من بركة هذا المشهد و علاماته و استجابة الدعاء فيه :
1- حدثنا أبو طالب الحسين بن عبد الله بن بنان الطائي قال سمعت محمد بن عمر النوقاني يقول بينما أنا نائم بنوقان في علية لنا في ليلة ظلماء إذا انتبهت فنظرت إلى الناحية التي فيها مشهد علي بن موسى الرضا (ع) بسناباد فرأيت نورا قد علا حتى امتلأ منه المشهد و صار مضيئا كأنه نهار و كنت شاكا في أمر الرضا (ع) و لم أكن علمت أنه حق فقالت لي أمي و كانت مخالفة ما لك يا بني فقلت لها رأيت نورا [279]
ساطعا قد امتلأ منه المشهد فأعلمت أمي ذلك و جئت بها إلى المكان الذي كنت فيه حتى رأت ما رأيت من النور و امتلأ المشهد منه فاستعظمت ذلك فأخذت في الحمد لله إلا أنها لم تؤمن بها كإيماني فقصدت المشهد فوجدت الباب مغلقا فقلت اللهم إن كان أمر الرضا (ع) حقا فافتح هذا الباب ثم دفعته بيدي فانفتح فقلت في نفسي لعله لم يكن مغلقا على ما وجب فغلقته حتى علمت أنه لم يمكن فتحه إلا بمفاتح ثم قلت اللهم إن كان أمر الرضا (ع) حقا فافتح لي هذا الباب ثم دفعته بيدي فانفتح فدخلت و زرت و صليت و استبصرت في أمر الرضا (ع) فكنت أقصده بعد ذلك في كل ليلة جمعة زائرا من نوقان و أصلي عنده إلى وقتي هذا .
2- حدثنا أبو طالب الحسين بن عبد الله بن بنان الطائي قال سمعت أبا منصور بن عبد الرزاق يقول للحاكم بطوس المعروف بالبيوردي هل لك ولد فقال لا فقال له أبو منصور لم لا تقصد مشهد الرضا (ع) و تدعو الله عنده حتى يرزقك ولدا فإني سألت الله تعالى هناك في حوائج فقضيت لي قال الحاكم فقصدت المشهد على ساكنه السلام و دعوت الله عز و جل عند الرضا (ع) أن يرزقني ولدا فرزقني الله عز و جل ولدا ذكرا فجئت إلى أبي منصور بن عبد الله الرزاق و أخبرته باستجابة الله تعالى في هذا المشهد فوهب لي و أعطاني و أكرمني على ذلك .
قال مصنف هذا الكتاب ره لما استأذنت الأمير السعيد ركن الدولة في زيارة مشهد الرضا (ع) فأذن لي في ذلك في رجب من سنة اثنتين و خمسين و ثلاثمائة فلما انقلبت عنه ردني فقال لي هذا مشهد مبارك قد زرته و سألت الله تعالى حوائج كانت في نفسي فقضاها لي فلا تقصر في الدعاء لي هناك و الزيارة عني فإن الدعاء فيه مستجاب فضمنت ذلك له و وفيت به فلما عدت من المشهد على ساكنه التحية و السلام و دخلت إليه فقال لي هل دعوت لنا و زرت عنا فقلت نعم فقال لي قد أحسنت قد صح لي أن الدعاء في ذلك المشهد مستجاب .
3- حدثنا أبو نصر أحمد بن الحسين الضبي و ما لقيت أنصب منه و بلغ [280]
من نصبه أنه كان يقول اللهم صل على محمد فردا و يمتنع من الصلاة على آله قال سمعت أبا بكر الحمامي الفراء في سكة حرب نيسابور و كان من أصحاب الحديث يقول أودعني بعض الناس وديعة فدفنتها و نسيت موضعها فتحيرت فلما أتى على ذلك مدة جاءني صاحب الوديعة يطالبني بها فلم أعرف موضعها و تحيرت و اتهمني صاحب الوديعة فخرجت من بيتي مغموما متحيرا و رأيت جماعة من الناس يتوجهون إلى مشهد الرضا (ع) فخرجت معهم إلى المشهد و زرت و دعوت الله عز و جل أن يبين لي موضع الوديعة فرأيت هناك فيما يرى النائم كأن آتيا أتاني فقال لي دفنت الوديعة في موضع كذا و كذا فرجعت إلى صاحب الوديعة فأرشدته إلى ذلك الموضع الذي رأيته في المنام و أنا غير مصدق بما رأيت فقصد صاحب الوديعة ذلك المكان فحفره و استخرج منه الوديعة بختم صاحبها فكان الرجل بعد ذلك يحدث الناس بهذا الحديث و يحثهم على زيارة هذا المشهد على ساكنه التحية و السلام .
4- حدثنا أبو جعفر محمد بن أبي القاسم بن محمد بن الفضل التميمي الهروي ره قال سمعت أبا الحسن علي بن الحسن القهستاني قال كنت بمرورود فلقيت بها رجلا من أهل مصر مجتازا اسمه حمزة فذكر أنه خرج من مصر زائرا إلى مشهد الرضا (ع) بطوس و أنه لما دخل المشهد كان قرب غروب الشمس فزار و صلى و لم يكن ذلك اليوم زائر غيره فلما صلى العتمة أراد خادم القبر أن يخرجه و يغلق الباب فسأله أن يغلق عليه الباب و يدعه في المشهد ليصلي فيه فإنه جاء من بلد شاسع و لا يخرجه و أنه لا حاجة له في الخروج فتركه و غلق عليه الباب و أنه كان يصلي وحده إلى أن أعيا فجلس و وضع رأسه على ركبتيه ليستريح ساعة فلما رفع رأسه رأى في الجدار مواجهة وجهه رقعة عليها هذان البيتان :
[281]
من سره أن يرى قبرا برؤيته ** يفرج الله عمن زاره كربه
فليأت ذا القبر إن الله أسكنه ** سلالة من نبي الله منتجبه
قال فقمت و أخذت في الصلاة إلى وقت السحر ثم جلست كجلستي الأولى و وضعت رأسي على ركبتي فلما رفعت رأسي لم أر ما على الجدار شيئا و كان الذي أراه مكتوبا رطبا كأنه كتب في تلك الساعة قال فانفلق الصبح و فتح الباب و خرجت من هناك .
5- حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى المعاذي النيسابوري قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن علي البصري المعدل قال رأى رجل من الصالحين فيما يرى النائم رسول الله (ص) فقال يا رسول الله من أزور من أولادك فقال (ص) إن من أولادي من أتاني مسموما و إن من أولادي من أتاني مقتولا قال فقلت له فمن أزور منهم يا رسول الله مع تشتت مشاهدهم أو قال أماكنهم قال من هو أقرب منك يعني بالمجاورة و هو مدفون بأرض الغربة قال فقلت يا رسول الله تعني الرضا (ع) فقال (ص) قل صلى الله عليه قل صلى الله عليه ثلاثا .
6-حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى المعاذي قال حدثنا أبو عمرو و محمد بن عبد الله الحكمي الحاكم بنوقان قال خرج علينا رجلان من الري برسالة بعض السلاطين بها إلى الأمير نصر بن أحمد ببخارا و كان أحدهما من أهل الري و الآخر من أهل قم و كان القمي على المذهب الذي كان قديما بقم في النصب و كان الرازي متشيعا فلما بلغا بنيسابور قال الرازي للقمي أ لا تبدأ بزيارة الرضا (ع) ثم نتوجه إلى بخارا فقال القمي قد بعثنا سلطاننا برسالة إلى الحضرة ببخارا فلا يجوز لنا أن نشتغل بغيرها حتى نفرغ منها فقصدا البخارا و أديا الرسالة و رجعا حتى إذا حاذيا طوس فقال الرازي للقمي أ لا تزور الرضا (ع) فقال خرجت من الري مرجئا لا ارجع إليها رافضيا قال [282]
فسلم الرازي أمتعته و دوابه إليه و ركب حمارا و قصد مشهد الرضا (ع) و قال لخدام المشهد خلوا لي المشهد هذه الليلة و ادفعوا إلي مفتاحه ففعلوا ذلك قال فدخلت المشهد و غلقت الباب و زرت الرضا (ع) ثم قمت عند رأسه و صليت ما شاء الله تعالى و ابتدأت في قراءة القرآن من أوله قال فكنت أسمع صوتا بالقرآن كما أقرأ فقطعت صوتي و زرت المشهد كله و طلبت نواحيه فلم أر أحدا فعدت إلى مكاني و أخذت في القراءة من أول القرآن فكنت أسمع الصوت كما أقرأ لا ينقطع فسكت هنيئة و أصغيت بأذني فإذا الصوت من القبر فكنت أسمع مثل ما أقرأ حتى بلغت آخر سورة مريم (ع) فقرأت يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً وَ نَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً
فسمعت الصوت من القبر يوم يحشر المتقون إلى الرحمن وفدا و يساق المجرمون إلى جهنم وردا حتى ختمت القرآن و ختم فلما أصبحت رجعت إلى نوقان فسألت من بها من المقرءين عن هذه القراءة فقالوا هذا في اللفظ و المعنى مستقيم لكنا لا نعرفه في قراءة أحد قال فرجعت إلى نيسابور فسألت من بها من المقرءين عن هذه القراءة فلم يعرفها أحد منهم حتى رجعت إلى الري فسألت بعض المقرءين عن هذه القراءة فقلت من قرأ يوم يحشر المتقون إلى الرحمن وفدا و يساق المجرمون إلى جهنم وردا فقال لي من أين جئت بهذا فقلت وقع لي احتياج إلى معرفتها في أمر حدث لي فقال هذه قراءة رسول الله (ص) من رواية أهل البيت (ع) ثم استحكاني السبب الذي من أجله سألت عن هذه القراءة فقصصت عليه القصة و صحت لي القراءة .
 |
 |
|