ثالثاً : الدعوة الى مكارم الاخلاق كان (عليه السلام) يدعو الى التمسك بمكارم الاخلاق ومحاسنها، ويعمق هذه الدعوة من خلال نشر أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) التي ترسم للمسلمين المنهج السلوكي السليم، ومن تلك الاحاديث التي رواها : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «المستتر بالحسنة يعدل سبعين حسنة، والمذيع بالسيئة مخذول، والمستتر بها مغفور له»[1]. وقال (صلى الله عليه وآله) : «ان الله بعثني بالرحمة لا بالعقوق»[2]. وقال (صلى الله عليه وآله) : «عدة المؤمن نذر لا كفارة لها»[3]. وكان (عليه السلام) يدعو للاندكاك بقيم الاسلام والسنن الصادرة من الله تعالى ومن رسوله (صلى الله عليه وآله) ومن اولياء الله فيقول : «لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يكون فيه ثلاث خصال : سنة من ربّه، وسنة من نبيّه، وسنة من وليّه، فأمّا سنة من ربّه فكتمان أمره ... وأما السنة من نبيّه فمداراة الناس ... واما السنة من وليّه فالصبر في البأساء والضرّاء»[4]. وحدّد (عليه السلام) المفهوم الحقيقي للتواضع والذي هو حركة سلوكية شاملة، تبتدأ بالنفس وتنتهي بالمجتمع، فقال : «التواضع درجات، منها: ان يعرف المرء قدر نفسه فينزلها منزلتها بقلب سليم، ولا يحبّ أن يأتي الى أحد الاّ مثل ما يؤتى اليه، ان رأى سيئة درأها بالحسنة، كاظم الغيظ، عاف عن الناس، والله يحب المحسنين»[5]. وكان يضرب الامثال في خطوات الاصلاح ويقصّ قصص الصالحين لتبقى شاخصة في العقول والنفوس، ومما جاء في ذلك قوله (عليه السلام) : «إنّ رجلاً كان في بني اسرائيل عَبَدَ الله تبارك وتعالى أربعين سنة، فلم يقبل الله منه، فقال لنفسه : ما اُتيت الاّ منك، ولا الذنب الاّ لك، فأوحى الله تبارك وتعالى اليه : ذمك نفسك أفضل من عبادة اربعين سنة»[6]. وكان ينشد الشعر لتأثيره السريع على الاسماع والممارسات، ويستخدمه كوسيلة لاصلاح الاخلاق، ومما انشده (عليه السلام) في العلاقات الاجتماعية : اعذر أخاك على ذنوبه *** واستر وغطّ على عيوبه واصبر على بهت السفيه *** وللزمان على خطوبه ودع الجواب تفضلاً ***وكِلِ الظلوم الى حسيبه[7] وانشد شعراً لربط المسلمين باليوم الآخر وعدم الانخداع بالاماني، ولاستحضار اليوم الآخر في الاذهان باعتبار تأثيره الكبير في اصلاح الاخلاق قال (عليه السلام) : كلنا يأمل مداً في الأجل*** والمنايا هنّ آفات الأمل لا تغرنّك أباطيل المنى *** والزم القصد ودع عنك العلل إنّما الدنيا كظل زائل *** حل فيه راكب ثم ارتحل [8] وكان (عليه السلام) يدعو المسلمين الى اقامة العلاقات الاجتماعية الصالحة ويدعو الى الإخاء والتآلف والتآزر، ويدعو الى نبذ الاخلاق الطالحة التي تؤدّي الى التقاطع والتدابر، أو تؤدّي الى ارباك العلاقات، كالكذب والغيبة والنميمة والبهتان، والاعتداء على أموال الناس وارواحهم وأعراضهم، وينهى عن جميع الانحرافات الاخلاقية، لكي تكون الاخلاق مطابقة للمنهج الاسلامي السليم، الذي ارسى دعائمه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام). رابعاً : بناء الجماعة الصالحة كان الإمام (عليه السلام) يقوم بأداء دوره التربوي على مستويين : الأوّل : مجموع الاُمة الاسلامية . الثاني: الجماعة الصالحة . فعلى المستوى الأول كان الإمام (عليه السلام) يوجه الاُمة للالتزام بالاخلاق الفاضلة والخصائص الحميدة، ويبعدها عن مزالق الانحراف والرذيلة، تنفيذاً لمسؤوليته في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومجموع الاُمة يشمل الحكّام والمحكومين وهم جميع المسلمين بما فيهم اتباع أهل البيت(عليهم السلام). وعلى المستوى الثاني فإنّ الإمام (عليه السلام) مسؤول عن بناء الجماعة الصالحة التي تتبنى مذهب أهل البيت(عليهم السلام) منهاجاً في الحياة، لكي يربّي كوادر ونماذج رسالية تقوم بدورها في اصلاح الأخلاق وتغيير الانحراف السائد في المجتمع، وهو في هذا المستوى يقوم بأداء دوره بصورة اكثف، ويبدي عناية اضافية ووقتاً اضافياً ليربي عدداً اكبر من المصلحين القادرين على انجاح مهمات الاصلاح والتغيير، لذا نجده (عليه السلام) يعمل ليل نهار، ويلتقي بالافراد فرداً فرداً أو جماعة جماعة من انصاره، ويراسل وكلاءه واتباعه في الأمصار ليقوّم سلوكهم ويهذّب أخلاقهم. وكان يرسم لاتباعه المنهج السلوكي القويم، فعن الحسن بن الحسين انه قال : استحل أحمد بن حمّاد منّي مالاً له خطر، فكتبت رقعة الى أبي الحسن (عليه السلام) وشكوت فيها أحمد بن حماد، فوقّع فيها : خوِّفه بالله !، ففعلت ولم ينفع، فعاودته برقعة أخرى أعلمته أنّي قد فعلت ما أمرتني به فلم انتفع، فوقع : اذا لم يحلّ فيه التخويف بالله، فيكف تخوفه بأنفسنا[9]. وكان (عليه السلام) يشتري العبيد ثم يعتقهم بعد أن يعدّهم اعداداً تربوياً في داره فقد اعتق الف مملوك[10] طول سني حياته، وهذا العدد الكبير له تأثير في سير الاخلاق، حيث يصبح هؤلاء بعد التربية والاعداد الخلقي تياراً من المخلصين الواعين يعمل في وسط الاُمة، ويقوم بأداء دور الاصلاح مبتدءاً بنفسه واُسرته ثم المجتمع الكبير . وقد تخرج من هذا الإعداد مئات المربين والمصلحين، وازداد اتباع الإمام (عليه السلام) في عصره وتوسعت قاعدته الشعبية في مساحة واسعة من الدولة الاسلامية . الاصلاح السياسي1 ـ الإمام الرضا (عليه السلام) وقيادة الحركة الرسالية للتعرف على اسلوب الإمام الرضا (عليه السلام) في قيادة الحركة الرسالية ينبغي إلقاء صورة مختصرة واضحة عن أساليب الائمة (عليهم السلام) في قيادتهم للحركة الرسالية، لنتعرف من خلالها على أساليب قيادة الإمام (عليه السلام) للحركة الرسالية في عصره . انّ من مسؤولية الإمام القائد هي بناء الإنسان والمجتمع بناءاً عقائدياً، وخلقياً، واجتماعياً، وسياسياً، ويتم البناء عن طريق بناء قاعدة شعبية تقتدي بنهج أهل البيت (عليهم السلام) ونظرتهم الإسلامية الى الكون والحياة والمجتمع، ولذلك لم يقتصر العمل على التحرك السياسي أو الوصول الى قمة السلطة والحكومة، وانّما كان العمل السياسي جزءاً من كل، والسلطة وسيلة من وسائل تحقيق الأهداف وليست هدفاً بحد ذاتها. ومن هذا المنطلق كان عمل الائمة(عليهم السلام) . واذا سمحت الظروف للائمة الثلاث الإمام علي والحسن والحسين(عليهم السلام) بقيادة الحركة الرسالية بجميع مجالاتها قيادة مباشرة، فإنها قد تغيّرت في عهد الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) وبقية الائمة (عليهم السلام)، لذا نجدهم قد التجأوا الى الاشراف غير المباشر على سير الأحداث وخصوصاً الأوضاع السياسية والعسكرية منها، فكانوا يقودون جميع خطوط الحركة الرسالية في آن واحد، دون أن تصل الحكومة الى معرفة خطوط الحركة ونشاطاتها التنظيمية ومدى قربها وبعدها من الإمام(عليه السلام) ومدى إشرافه عليها . والعوامل التي كانت تحدد اسلوب التحرك لديهم تتمثل بما يلي : أولاً: المصلحة الاسلامية العامة . ثانياً: المصلحة الاسلامية الخاصة بحركة أهل البيت(عليهم السلام) باعتبارهم مسؤولين عن اصلاح الأوضاع . ثالثاً: الظروف العامة والخاصة من حيث قوة الحركة وقوة القاعدة الشعبية . وبذلك فإن الائمة (عليهم السلام) قد قادوا جميع النشاطات في آن واحد بما فيها الحركات المسلحة ولكن باسلوب غير مباشر تحيطه السرّية والكتمان، من أجل أن لا يتعرض الإمام (عليه السلام) إلى القتل في بداية إمامته، لأنّ إصلاح الاُمة وتربيتها مقدّم على كل شيء، فلو قاد الإمام (عليه السلام) حركة عسكرية أو ثورية فإنه سيقتل وتبقى الاُمة بحاجة إلى من يرفدها بالفكر السليم باعداد الفقهاء والعلماء، ومن يرفدها ببناء طليعة من العبّاد والزهاد والسياسيين وقادة الحركات الثورية . وبتعبير آخر: إنّ الإمام (عليه السلام) كان يقود خطين من خطوط العمل الرسالي: الخط الفكري : ومهمّته طلب العلم ونشره، وأداء مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باُسلوب هادئ سلميّ . خط المواجهة : ومهمّته إعلان التمرد على الحكومات الجائرة، واستخدام القوة لإيقاف انحرافها عن النهج الإسلامي الأصيل . وهذا الاسلوب يتّضح من خلال سيرة الائمة (عليهم السلام)، فالإمام زين العابدين (عليه السلام) بعد استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) وسبي نسائه اتّبع هذا الاسلوب، لأنّ الظروف السياسية قد تغيّرت، إضافة الى توسّع القاعدة الشعبية لأهل البيت (عليهم السلام) واختلاف أتباعه وانصاره في قدراتهم وطاقاتهم. فالتوّابون ثاروا في عهده، ولكن لم تحصل الحكومة الاُموية على دليل واحد تثبت فيه علاقة الإمام (عليه السلام) بهم، وثار المختار في عهده، وفاتحه عمّه محمد بن الحنفية حول تأييده للثورة، فقال(عليه السلام) : «يا عم لو أنَّ عبداً زنجياً تعصّب لنا أهل البيت، لوجب على الناس مؤازرته، وقد ولّيتك هذا الأمر، فاصنع ما شئت»[11]. وقد كان هذا التخطيط سرّياً للغاية ولم يتسرّب إلاّ الى بعض أتباع أهل البيت (عليهم السلام) . وحينما جاء البعض الى محمد بن الحنفية حثّهم على الاشتراك مع المختار، وارسل كتاباً إلى ابراهيم الاشتر يحثّه على ذلك[12]. وحينما حاصر عبدالله بن الزبير محمد بن الحنفية وتوعّده بالقتل والإحراق كتب إلى المختار طالباً نجدته فأرسل له المختار جيشاً فانقذه ممّا هو فيه[13]. وتدلّنا هذه الوقائع على أن الإمام زين العابدين (عليه السلام) قد عيّن ابن الحنفية قائداً للخط والجناح العسكري، وكانت الأوامر تصدر منه مباشرة وليست من الإمام (عليه السلام). وحينما سيطر المختار على الكوفة وانتهت سيطرة الامويين على العراق والحجاز وبعض الامصار أعلن الإمام (عليه السلام) عن ثنائه على المختار لبعض المقرّبين اليه فقال : «الحمد لله الذي ادرك لي ثأري من أعدائي وجزى المختار خيراً»[14]. وفي الوقت نفسه كان الإمام (عليه السلام) قد أرفد الاُمة بعدد من العلماء والفقهاء والرواة، كعبدالله بن الحسن، والزهري، وعمرو بن دينار، وعلي بن زيد بن جدعان، ويحيى بن أم الطويل[15]. واستمر الإمام باعداد القادة للمرحلة القادمة، فقد أعدّ ابنه محمداً الباقر (عليه السلام) للإمامة والقيادة العامة، وأعدّ ابنه زيداً لقيادة الثورة والحركة المسلحة . وحينما أراد زيد الخروج أتى إلى الإمام محمد الباقر (عليه السلام) للقيام بالثورة أجابه (عليه السلام) : «لا تفعل يا زيد فإني اخاف ان تكون المقتول المصلوب بظهر الكوفة»[16]، ولم يخرج زيد في عهده . وزيد معترف بإمامة الباقر (عليه السلام) ومن بعده الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) كما يظهر ذلك في شعره التالي: ثوى باقر العلم في ملحد***إمام الورى طيّب المولد فمن لي سوى جعفر بعده *** إمام الورى الأوحد الأمجد[17] وتصريح الإمام الباقر (عليه السلام) حول نصرة زيد شاهد على انّ الائمة (عليهم السلام) كانوا يقودون الخط العسكري بصورة غير مباشرة . قال (عليه السلام) : «انّ اخي زيد بن علي خارج فمقتول على الحق، فالويل لمن خذله، والويل لمن حاربه، والويل لمن يقتله»[18]. وفي عهد الإمام الصادق (عليه السلام) جاءته جماعة قبل خروج زيد فأخبرته ببيعة زيد، فقال (عليه السلام): «بايعوه»[19]. وكان (عليه السلام) يقول : «اشركني الله في تلك الدماء مضى والله عمّي زيد واصحابه شهداء مثل ما مضى عليه علي بن أبي طالب وأصحابه»[20]. وكان الثوّار لا يحدّدون اسم الإمام القائد وإنّما يكتفون بالدعوة الى الرضى من آل محمد (صلى الله عليه وآله) ; لأن الظروف كانت تستوجب عدم التصريح، وكان الإمام (عليه السلام) يحذّر اصحابه من الخروج مع غير المرتبطين به وكان يقول: «اذا اتاكم آت منّا فانظروا على أيّ شيء تخرجون؟ ولا تقولوا : خرج زيد، فإنّ زيداً كان عالماً وكان صدوقاً، ولم يدعكم الى نفسه، وانما دعاكم الى الرّضى من آل محمد (صلى الله عليه وآله)ولو ظهر لوفى بما دعاكم اليه ...»[21]. والخط العسكري هو درع الأئمة من جهتين : الاولى : الاحتفاظ بالحالة الثورية للمجتمع كي تبقى مستعدة للقيام والتضحية . الثانية : انه من خلاله يمكن الاستمرار في العمل الاصلاحي. وبانشغال الحاكم بمطاردة اتباع هذا الخط يكون المجال مفتوحاً لجميع الاعمال غير العسكرية، ويضمن وجوده سلامة أهل البيت (عليهم السلام) واتباعهم، لأن الحاكم يخشى من تشديد الملاحقة والارهاب الذي قد يؤدي الى انخراط الجميع في الخط العسكري، فكان يعطي قدراً من الحرية لمن لا يحمل السلاح ويتظاهر بطلب العلم أو التجارة أو غير ذلك . وقد عبّر الإمام الصادق (عليه السلام) عن هذه الظاهرة بقوله : «كفّوا السنتكم والزموا بيوتكم، فإنّه لا يصيبكم أمر تخصّون به أبداً، ولا تزال الزيدية لكم وقاءً أبداً»[22]. ويبقى الاشراف على الخط العسكري من قبل الإمام (عليه السلام) في طي الكتمان، وفي اقصى غايات السرّية، ولا يطّلع عليه الاّ من له دور مؤثر في العمل الرسالي، ولم تستطع السلطة كشف العلاقة بين الثوار والإمام من حيث التخطيط والتنسيق والتنفيذ إلاّ انها كانت تتهم الإمام المعصوم (عليه السلام) باسناد الثورات أو تحريكها ولكن لا دليل لها عليه، وكان ابو جعفر المنصور يقول : من يعذرني من جعفر هذا؟ قدّم رِجلاً وأخّر اخرى، ويقول : اتنحّى عن محمد ابن عبدالله بن الحسن فإن ظفر فإنّما الأمر لي، وان تكن الاخرى فكنت قد احرزت نفسي[23]. وكان قادة الخط العسكري لا يصرّحون بذكر اسم الإمام (عليه السلام) وانّما يلمّحون بذلك أمام أتباعهم، فعن الحسين بن علي صاحب فخّ ويحيى بن عبدالله بن الحسن قالا : ما خرجنا حتى شاورنا أهل بيتنا، وشاورنا موسى بن جعفر فأمرنا بالخروج[24]. وكان الإمام الكاظم (عليه السلام) يقول للحسين بن علي : «انّك مقتول فأحدّ الضراب ... فانّا لله وانا اليه راجعون، وعند الله عزّوجل احتسبكم من عصبة»[25]. وكان الحاكم العباسي موسى الهادي يهدّد بقتل الإمام الكاظم (عليه السلام) ويقول: والله ما خرج حسين الاّ عن أمره، ولا اتّبع إلاّ محبته ; لأنّه صاحب الوصية في أهل هذا البيت، فقتلني الله ان ابقيت عليه، فاقنعه ابو يوسف القاضي بعدم صحة ذلك، فسكن غضبه[26]. واتّبع الإمام الرضا (عليه السلام) نفس الاسلوب في التحرك الرسالي فكان يقود جميع الخطوط في آن واحد دون ان تعلم السلطة بخفايا التحرك العسكري حيث كان محاطاً بسريّة تامة يصعب التعرف على خصوصياته . إنّ تأكيد المأمون فيما بعد على أن ينزل الإمام الرضا(عليه السلام) عند رغبة المأمون في قضية ولاية العهد تعتبر شاهداً على مخاوف المأمون من تحرّكات العلويين ويكون قبول الإمام لولاية العهد خطوة لاستيعاب هذه الحركات التي ترى في الإمام قدوة لها وبذلك سوف يفقد العلويون مبرّرات المعارضة للحكم الذي يكون الإمام فيه وليّاً للعهد. |
|