الإمام جعفر الصادق

سكينة بنت الحسين(117) رضي اللّه عنهما. وكانت برزة، تساجل فحول الشعراء، بل الفقهاء.
وهي بهذه المساجلات إمام في استعمال الحرية الشخصية والفكرية(1) تعلم المسلمين والمسلمات، أن المرأة نصف الناس، وأن إظهار مواهبها، وصقلها وتنميتها، خير للنصف الذي هو المرأة، وخير للنصف الآخر. ومن المساواة بينهما تقررت للمرأة حقوقها كاملة، وسلم لها بالحرية الفكرية التي قد تفهم من كلمات الإمام علي بن أبي طالب يوم لقي عائشة، في إثر انتصاره يوم الجمل، فقال لها: غفر اللّه لك. قالت: ولك .. وما استغفر لها إلا لخطأ منها في الاجتهاد رآه.
وإذا كان النصفان يجتهدان ويجاهدان، فالأمة كلها في حالة تقدم، أو محاولة تقدم - والاجتهاد في ذاته تقدم - بالعلم أو السعي إليه. وهو بعض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وبهما وبالتقوى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون باللّه).
4 - وفي الهدأة الوقور في هذه البيئة ازدهر العلم. على النحو الذي كان حريا بالمدينة، وبأهل البيت، من حفظ لحديث الرسول وتريث


(1) زارها الفرزدق بالمدينة. فقالت له: من أشعر الناس؟ قال أنا. قالت: بل جرير حيث يقول فعاد لها في الغداة بشعر جديد يسوغ له قصب السبق. قالت بل جرير حيث يقول . وكذلك صنعت في اليوم الثالث إذ عاد بجديد.
ووقفت يوما على عروة بن أذينة شيخ مالك بن أنس فقالت له: أنت الذي يقال له الرجل الصالح وأنت تقول:


إذا وجدت أوار الحب في كبدي


عمدت نحو سقاء القوم أبترد


هبني بردت ببرد الماء ظاهره


فمن لنا على الأحشاء تتقد

قال نعم.
قالت: وأنت القائل:


قالت وابثثتها وجدي وبحت به


قد كنت عندي تحب الستر فاستتر


ألست تبصر من حولي ؟ فقلت لها


غطى هواك وما ألقي على بصري

قال نعم:
فالتفتت إلى جوار، كن حولها، وقالت: هن حرائر إذا كان خرج هذا من قلب سليم قط

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة