الإمام جعفر الصادق

- ويقول المفضل: قلت؛ أخبرني عن قول اللّه عز وجل (وجعلها باقية في عقبه) قال: (يعني بذلك الإمامة) جعلها في عقب الحسين إلى يوم القيامة) فقلت فكيف صارت الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن وهما جميعا ولدا رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - وسبطاه وسيدا شباب أهل الجنة؟ فقال: إن موسى وهارون كانا نبيين مرسلين أخوين فجعل اللّه النبوة في صلب هارون دون صلب موسى. ولم يكن لأحد أن يقول لم فعل اللّه ذلك. فإن الإمامة خلافة اللّه عز وجل جعلها في صلب الحسين دون صلب الحسن لأن اللّه هو الحكيم في أفعاله. لا يسأل عن فعله وهم يسألون.
- ويعلن الامام رأيه بوجوب الإمامة. فيسأله السائل عن منزلة الأئمة. ومن يشبهون؟ فيقول: كصاحب موسى وذي القرنين. كانا عالمين. ولم يكونا نبيين(1).
- وفي قوله تعالى (يمحو اللّه ما يشاء ويثبت) يقول الإمام « وهل يمحو اللّه إلا ما كان ثابتا. وهل يثبت اللّه إلا ما لم يكن » ويقول (لو علم الناس ما في القول بالبداء من الأجر ما فتروا عن الكلام فيه) وإنما يقصد استجابة اللّه لدعاء العباد. وفي ذلك قوله (ما عظم اللّه بشيء مثل البداء).
- ويسأله عمرو بن عبيد عن الكبائر « من كتاب اللّه ». فيسردها، ويضع في جوار كل كبيرة النص عليها من الكتاب العزيز فهي:


(1) يحدد الصادق الإمامة بتشبيه قرآني يفسر وجوبها، إذ يسأل عن حديث الرسول «من مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهلية» هل هي ميتة كفر؟ فيجب «ميتة ضلال» - وكذلك يحدد جده زين العابدين معنى العصمة بحد قرآني إذ يسأل عن معني المعصوم فيقول (هو من اعتصم بحبل اللّه المتين أي القرآن. فلا يفترق الإمام عن القرآن إلى يوم القيامة فالإمام يهدي الناس إلى القرآن والقرآن يهدي الناس إلى الإمام بقوله تعالى (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ..)
ويلاحظ أن الذي فتق الكلام في الإمامة وفصل وأصل فيها هم تلاميذ الإمام. وربما بدأ الكلام فيها في عهده كما يقول المستشرق رونالدسن. أما التعريفات الوافية فتنسب إلى الإمام الرضا(202) حفيد الإمام الصادق يقول الإمام الرضا (الامامة منزلة الأنبياء. ووراثة الأوصياء. الإمامة خلافة اللّه وخلافة الرسول. والإمامة زمام الدين ونظام المسلمين وصلاح الدنيا وعز المؤمنين) والماوردي من فقهاء أهل السنة يحدد غرضها فيقول (الإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة