والآخرون يرونها سنداً صحيحاً في تكريم علي ولا يرونها سنداً في الإمامة بالمعنى الذي يريده الشيعة.
ولقد كان الصحابة يجلون عليا كل الإجلال. والكثرة منهم لا تسلم له بأولوية الخلافة على سابقيه من الخلفاء. ثم جاء جيل جديد أصبح فيه إنكار هذه الأولوية وسيلة للسلطة لتثبيت شرعيتها، بل طريقا إلى أصحاب السلطة، يسلكه من يلتمسون المصلحة أو الجاه أو الراحة .
لكن الأمة بقيت على حب علي وإبنائه. وكثرتها ككثرة الصحابة في إجلاله.
فالشافعي- أكبر عقل علمي- يضع حب أهل البيت بين فرائض الدين. ويذكر المسلمين بأن الصلاة على أهل البيت جزء من الصلاة لله يقول :
يا أهل بيت رسول الله حبكمو
|
|
فرض من الله في القرآن أنزله
|
كفاكمو من عظيم القدر أنكو
|
|
من لم يصل عليكم لا صلاة له
|
والإمام أحمد يقول (ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله من الفضائل ما جاء لعلي) وتشيع أبوحنيفة محل إقرار أو إنكار. وهو القائل (لولا السنتان لهلك النعمان) قاصداً مدة دراسته على الإمام الصادق. ومالك بن أنس من أنبه تلاميذ الإمام جعفر ذكرا. والأربعة أئمة أهل السنة.
أخرج أحمد بن حنبل عن عائشة (جاء رجل فوقع في علي وعمار عند عائشة. فقالت: أما علي فلست قائلة لك فيه شيئا. وأما عمار فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه (لا يخير بين أمرين إلا اختار أرشدهما).
ولقد كان عمار من أول حياته في الإسلام، حيث كان في آخر يوم في حياته في الدنيا، مع علي. وفي جنده مات في صفين وهو في التسعين. قتلته الفئة الباغية عليه وعلى علي معه.