الإمام جعفر الصادق

ينزل عن بغلته ليركب من يأخذ بزمامها معه . ويقول لمن يريد حمل شيء بدلا منه (صاحب الشيء أولى بحمله).
أما أمير المؤمنين علي فيحمل لأهله التمر والبلح في ثوبه ويقول:


لا ينقص الكامل من كماله


ما جر من نفع إلى عياله

ويروي «علي» أن الزهراء أجرت الرحى حتى أثرت الرحى بيدها. وقمت البيت حتى اغبرت ثيابها. وأوقدت القدر حتى اسودت ثيابها وأصابها من ذلك ضر. ويقول عطاء.
إن كانت فاطمة لتعجن حتى أن قصتها لتصيب الجفنة.
وأي عظمة في الدنيا كعظمة اليد العليا، وهي تعمل لبناية الدنيا فتعطي.
لقد قبل رسول اللّه اليد التي تحمل المسحاة يوم أقبل من تبوك، فلقيه سعد الأنصاري فنظر إلى يد سعد وقال: «ما هذا الذي أكتب يديك»؟ فقال: يا رسول اللّه أضرب بالمر والمسحاة فأنفقه على عيالي. فقبل رسول اللّه يده وقال: «هذه يد لا تمسها النار».
ولما أعطى الرسول اليد العاملة أمانا من النار، جعل العمل عبادة. وإن ورد النص على العمل البدني. فما هي إلا إشارة لكل عمل. وهو عليه الصلاة والسلام القائل (لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي الجبل فيجيء بحزمة حطب على ظهره فيبيعها. ويستغني، خير له من أن يسأل الناس. أعطوه أو منعوه).
وهو عليه الصلاة و السلام - وعلى آله - ينبه على قيمة الوقت والالتزام بالواجب . والبدء بالعمل النافع فيقول (إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها. وإن استطاع ألا تقوم الساعة حتى يغرسها فليغرسها).
وأي جلال كجلال رسول اللّه وهو يعمل بيده، من أجل تحرير شيخ من أشياخ الشيعة العظماء، ليحفظ الشيعة لأنفسهم وللدنيا

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة