واللّه تعالى يصف المتقين في محكم كتابه، في أول صفحاته، بأنهم (الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون).
وكل نعمة رزق. يقول عليه الصلاة والسلام (نعمتان مغبون فيهما أكثر الناس. الصحة والفراغ) فهاتان نعمتان يسأل عنهما الإنسان. والإمام يقول: « المعروف زكاة النعم ». فالمعروف زكاة واجبة لمجرد الفراغ من التبعات والسلامة من المرض.
ومن التطبيق الإسلامي للإنفاق ووجوهه المادية والمعنوية يظهر أنه العبادة الإسلامية الشاملة لكل الناس، ولكل شيء ولكل ساعة في الحياة يتاح فيها مد يد بالمودة للغير. بالعطاء أو قبول العطاء، والإقراض أو الاقتراض، ودفع الأذى، أو مجرد المعونة. بالفعل أو القول، أو بالعمل المادي، أو بمجرد الكف عن الأذى، وما إلى ذلك من أبواب التعاون بين أفراد المجتمع. سواء بالمال أو بالسعى أو بالجاه أو بمجرد الاهتمام.
واهتمام المسلم بما أهم المسلم هو الذي يهب المقرور دفئا، والمكروب برءاً، والمنكوب طمأنينة.
يقول صاحب الشريعة (من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم)
ولما حصرت الشريعة الفرائض رحمة من اللّه بعباده المكلفين، أطلقت المندوبات، لتتيح لهم أن يتطوعوا بالعمل الصالح كيفما قدروا وحيثما وفقوا - وبخاصة في إنفاق المال - ثم أكثرت الحض عليه، ثم جعلته ممكنا للجميع، وفي وجوه النشاط الإنساني جميعها.
يقول الإمام «ليعن بعضكم بعضا فإن أبانا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول: «إن معونة المسلم خير وأعظم أجرا من صيام شهر واعتكافه شهرا في المسجد الحرام» وإياكم وإعسار أحد من إخوانكم المسلمين فإن أبانا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول «ليس المسلم أن يعسر مسلما. ومن أنظر مسلما أظله اللّه يوم القيامة بظله حيث لا ظل إلا ظله . .»