الإمام جعفر الصادق

هؤلاء أهل بيتي وخاصتي - وفي رواية وحامتي - اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا).
وسيظل وصف أهل البيت قضية بين بني العباس وبني علي. فهو من مسوغات الخلافة واستمرار الرضى عنها. سأل الرشيد يوما الإمام موسى الكاظم بن جعفر الصادق: بم قلتم نحن ذرية رسول اللّه وأنتم بنو علي؟ قال: قال تعالى: (ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهرون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى) وليس لعيسى أب، وإنما ألحق بذرية الأنبياء من قبل أمه. وكذلك ألحقنا بالنبي أمنا فاطمة. وزيادة على ذلك قال عز وجل (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة اللّه على الكاذبين) ولم يدع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عند مباهلة النصارى غير علي وفاطمة والحسن والحسين.
ولم يكن لوصف أهل البيت كبير خطر، في دنيا الملوك من بني أمية، فلقد غلبوا أهل البيت على أمرهم جهارا نهارا، برماحهم، واستقرار الأمور لهم - لكن الدولة في عهد بني العباس قامت على شعار الدعوة «للرضا من آل محمد» دون تسمية أحد بذاته.
ولما أقبلت جيوش خراسان يقودها أبو مسلم الخراساني، بالدولة الجديدة، بعد ربع قرن من الإعداد السري، كان مقدمها استجابة لهذا الشعار.
كتب أبو مسلم الخراساني أيامئذ إلى الإمام جعفر الصادق (إني قد أظهرت الكلمة ودعوت الناس عن بني أمية إلى موالاة «أهل البيت». فإن رغبت فلا مزيد عليك) وأجاب جعفر الصادق معلنا فلسفته

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة