(ما أنت من رجالي. ولا الزمان زماني)(1)
وفي الوقت ذاته بعد أبو سلمة الخلال - الملقب بوزير آل محمد، والذي سيصبح وزيرا للسفاح أول خلفاء بني العباس - إلى جعفر الصادق، وعبد اللّه بن «الحسن»، وعمرو الأشرف، من أبناء علي، مع رجل من موالي أبي سلمة قائلا له: إن أجاب جعفر فلا تذهب إلى غيره، وإن لم يجب فاقصد إلى عبد اللّه. فإن أجاب فأبطل كتاب عمرو. وذهب الرسول إلى جعفر فقال: مالي ولأبي سلمة، وهو شيعة لغيري. ووضع الكتاب في النار حتى احترق - وأبى أن يقرأه. قال الرسول: ألا تجيبه ؟ قال: قد رأيت الجواب.
ثم مضى الرسول إلى عبد اللّه. فقرأ الكتاب. وقصد إلى جعفر الصادق ينبئه بورود الكتاب إليه من شيعته بخراسان. قال الصادق له: ومتى كان لك شيعة بخراسان؟ أأنت وجهت أبا مسلم إليهم ؟ هل تعرف أحدا منهم باسمه ؟ فكيف يكونون شيعتك وهم لا يعرفونك وأنت لا تعرفهم
قال عبد اللّه: كأن هذا الكلام منك لشيء؟
قال الصادق: قد علم اللّه أني أوجب النصح على نفسي لكل مسلم. فكيف أدخره عنك؟ فلا تمن نفسك فإن الدولة ستتم لهؤلاء.
وذات يوم دخل على جعفر الصادق سدير الصيرفي قال: يا أبا عبد اللّه. ما يسعك القعود. قال لم ؟ قال لكثرة أنصارك مائة ألف. مائتي ألف. فتساءل الإمام عن عدد المخلصين منهم. وأبدى زهدا وبصرا بالعواقب.
(1) خرج عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب على بني مروان سنة 127 في الري بخراسان ثم استسلم لأبي مسلم بعد إذ ظفر الأخير بجيوش بني مروان. وكتب إليه يستعطفه بقوله (من الأسير بين يديه بلا ذنب إليه ولا خلاف عليه. فان الناس من حوضك رواء ونحن منه ظماء رزقنا اللّه منك التحنن ... فإنك أمين مستودع ورائد مصطنع. والسلام عليكم ورحمة اللّه) ولم يطلقه أبو مسلم. بل أورده حتفه. وقيل سمه.