[311]
الصادق عليه السلام : عد عن العلة ، واذكر ما جئت له ، فقال له :
ألبسك الله منه عافية * في نومك المعتري وفي أرقك
يخرج من جسمك السقام كما * أخرج ذل السؤال من عنقك
فقال : يا غلام إيش معك ؟ قال : أربعمائة درهم ، قال : أعطها للاشجع
قال : فأخذها وشكرو ولى ، فقال : ردوه فقال : يا سيدي سألت فأعطيت ، وأغنيت
فلم رددتني ؟ قال : حدثني أبي ، عن آبائه ، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : خير العطاء
ما أبقى نعمة باقية ، وإن الذى أعطيتك لا يبقي لك نعمة باقية ، وهذا خاتمي ، فان
اعطيت به عشرة آلاف درهم ، وإلا فعد إلي وقت كذا وكذا ، أوفك إياها ، قال :
يا سيدي قد أغنيتني ، وأنا كثير الاسفار ، وأحصل في المواضع المفزعة ، فتعلمني
ما آمن به على نفسي قال : فإذا خفت أمرا فاترك يمينك على ام رأسك ، واقرأ
برفيع صوتك : " أفغير دين الله تبغون وله اسلم من في السموات طوعا وكرها وإليه
ترجعون " ( 1 ) .
قال أشجع : فحصلت في واد تعبث فيه الجن ، فسمعت قائلا يقول : خذوه
فقرأتها فقال قائل : كيف نأخذه ، وقد احتجز بآية طيبة ( 2 ) .
2 - دعوات الراوندى : مرسلا مثله .
3 - ما : المفيد ، عن محمد بن عمران ، عن عبيد الله بن الحسن ، عن محمد بن
رشيد قال : آخر شعر قاله السيد ابن محمد رحمه الله قبل وفاته بساعة وذلك أنه اغمي
عليه واسود لونه ، ثم أفاق وقد ابيض وجهه وهو يقول :
احب الذي من مات من أهل وده * تلقاه بالبشرى لدى الموت يضحك
ومن مات يهوى غيره من عدوه * فليس له إلا إلى النار مسلك
أبا حسن تفديك نفسي واسرتي * ومالي وما أصبحت في الارض أملك
أبا حسن إني بفضلك عارف * وإني بحبل من هواك لممسك
___________________________________________________________________
( 1 ) سورة آل عمران الاية : 83 .
( 2 ) امالى الشيخ الطوسى ص 176 .
[312]
وأنت وصي المصطفى وابن عمه * وإنا نعادي مبغضيك وننزك
مواليك ناج مؤمن بين الهدى * وقاليك معروف الضلالة مشرك
ولاح لحاني في علي وحزبه * فقلت لحاك الله إنك أعفك
ومعنى أعفك أحمق ( 1 ) .
بيان : قال الجوهري ( 2 ) لحيت الرجل لحاء ولحيا إذا المته ، وقولهم :
لحاه الله أي قبحه ولعنه .
4 - ما : جماعة ، أبي المفضل ، عن يحيى بن علي بن عبدالجبار ، عن
علي بن الحسين بن أبي حرب ، عن أبيه قال : دخلت على السيد ابن محمد الحميري
عائدا في علته التي مات فيها ، فوجدته يساق به ، ووجدت عنده جماعة من جيرانه
وكانوا عثمانية ، وكان السيد جميل الوجه ، رجب الجبهة ، عريض ما بين السالفتين ( 3 )
فبدت في وجهه نكتة سوداء مثل النقطة من المداد ، ثم لم تزل تزيد وتنمى حتى
طبقت وجهه - يعني اسودادا - فاغتم لذلك من حضره من الشيعة ، وظهر من الناصبة
سرور وشماتة ، فلم يلبث بذلك الا قليلا حتى بدت في ذلك المكان من وجهه لمعة
بيضاء ، فلم تزيد أيضا وتنمى حتى أسفر وجهه وأشرق ، وافتر السيد ضاحكا
وأنشأ يقول :
___________________________________________________________________
( 1 ) أمالى الشيخ الطوسى ص 31 وأخرج الحديث والشعر الشيخ الجليل أبوجعفر
الطبرى في بشارة المصطفى ص 92 طبع النجف ( الطبعة الاولى ) بزيادة في الابيات وهى
عنده ثلاثة عشر بيتا ، وأخرجها أيضا الكشى في رجاله ص 185 والابيات عنده سبعة
كما في الاصل بتقديم وتأخير وصاحب الروضات في كتابه ص 30 ونحوه السيد الامين في الاعيان
ج 12 ص 207 والامينى في الغدير ج 2 ص 274 لكن القاضى نور الله في مجالسه ج 2
ص 514 ذكر الابيات بنحو مما في الاصل في الترتيب .
وبيتان منها في مناقب ابن شهر آشوب
ج 3 ص 24 .
( 2 ) الصحاح ج 6 ص 2481 طبع دار الكتاب العربى .
( 3 ) السالفتين : صفحتا العنق عند معلق الفرط .
[313]
كذب الزاعمون أن عليا * لن ينجي محبه من هنات
قد وربي دخلت جنة عدن * وعفالي الا له عن سيئاتي
فابشروا اليوم أولياء علي * وتولوا علي حتى الممات
ثم من بعده تولوا بنيه * واحدا بعد واحد بالصفات
ثم أتبع قوله هذا : أشهد أن لا إله إلا الله حقا حقا ، أشهد أن محمدا رسول
الله حقا حقا ، أشهد أن عليا أمير المؤمنين حقا حقا ، أشهد أن لا إله إلا الله
ثم أغمض عينه بنفسه فكأنما كانت روحه ذبالة طفئت ، أو حصاة سقطت ، فانتشر
هذا القول في الناس ، فشهد جنازته والله الموافق والمفارق ( 1 ) .
5 - كش : محمد بن رشيد الهروي ، قال حدثني السيد وسماه وذكر أنه
خير ( 2 ) قال سألته عن الخبر الذي يروى أن السيد اسود وجهه عند موته فقال :
الشعر الذي يروى له في ذلك ، حدثني أبوالحسن بن أيوب المروزي ، قال :
روي أن السيد ابن محمد الشاعر اسود وجهه عند الموت فقال : هكذا يفعل بأوليائكم
يا أمير المؤمنين ! ؟ قال : فابيض وجهه كأنه القمر ليلة البدر ، فأنشأ يقول :
" احب الذي من مات من أهل وده " إلى آخر الابيات ( 3 ) .
___________________________________________________________________
( 1 ) أمالى ابن الشيخ الطوسى ص 43 وأخرج الحديث والشعر الاربلى في كشف الغمة
ج 1 ص 549 والروضاتى في روضات الجنات ص 30 وابن شهر آشوب في المناقب ج 3 ص
23 والقاضى نور الله في مجالسه ج 2 ص 515 وسيد الاعيان في كتابه ج 12 ص 206 والشيخ
الاميني في الغدير ج 2 ص 274 وذكر الابيات الحافظ المرزبانى في أخبار السيد الحميرى
ص 47 طبع النجف الاشرف - قال حدثنا بعض أصحابنا عن محمد بن زيد النحوى عن
بعض الاشياخ انه رأى السيد ابن محمد في النوم فقال له ما فعل الله بك ؟ فقال : غفرلى ثم
انشأ يقول : وذكر الشعر .
( 2 ) الظاهر سقوط واسطة في السند ممن يضاف إلى السيد كغلام السيد أو صاحب السيد أو
ابن السيد ممن له المام بحال السيد وكان حاضرا عند موته ، وهو محذوف اما لنسيان الكشى
لاسمه أو أن الهروى نسيه واكتفى بوصف كونه خيرا .
( 3 ) رجال الكشى ص 185 وقد تقدمت الابيات مع ذكر مصادرها قريبا فراجع .
[314]
6 - ما : المفيد ، عن محمد بن عمران المرزباني ، عن محمد بن يحيى ، عن
جبلة بن محمد بن جبلة ، عن أبيه قال : اجتمع عندنا السيد ابن محمد الحميري و
جعفر بن عفان الطائي ( 1 ) فقال له السيد : ويك تقول في آل محمد عليهم السلام :
___________________________________________________________________
( 1 ) هو أبوعبدالله الطائي المكفوف كان من شعراء الكوفة ، وله اشعار كثيرة في معان
مختلفة وقد ذكره الكشى في رجاله ص 187 باسم جعفر بن عثمان الطائى ، وقد ذكر السيد
الامين في أعيان الشيعة ج 16 ص 58 أنه ورد في نسخة من الخلاصة للعالمة الحلى عنده
مخطوطة مقابلة على نسخة ولد ولد المصنف نقله عن الكشى جعفر بن عفان لاعثمان .
أقول
ذكره الكشى وروى عن زيد الشحام دخول جعفر المذكور على الامام الصادق عليه السلام
فقربه وأدناه واستنشده شعره في رثاء الحسين عليه السلام وبكائه لما أنشده وقال : يا جعفر والله
لقد شهدت ملائكة الله المقربون هاهنا يسمعون قولك في الحسين عليه السلام ولقد بكواكما
بكينا أو أكثر ، ولقد أوجب الله تعالى لك يا جعفر في ساعتك الجنة بأسرها وغفرلك ، فقال
يا جعفر ألا أزيدك ؟ قال نعم يا سيدى قال : ما من أحد قال في الحسين شعرا فبكى وأبكى
به الا أوجب الله له الجنة وغفر له وذكر سيد الاعيان من شعره في أهل البيت عليهم السلام
في كتابه .
ومما ذكره رده على مروان بن أبى حفصة قوله :
أنى يكون وليس ذاك بكائن * لنبى البنات وراثة الاعمام
ونقل ذلك عن الاغانى وقد ذكره أبوالفرج في الاغانى ج 9 ص 45 بسنده عن محمد
ابن يحيى بن أبي مرة التغلبى قال مررت بجعفر بن عفان الطائى يوما وهو على باب منزله
فسلمت عليه فقال له : مرحبا يا أخا تغلب اجلس فجلست فقال لى : أما تعجب من ابن
أبى حفصة لعنه الله حيث يقول :
أنى يكون وليس ذاك بكائن * لبنى النبات وراثة الاعمام
فقلت : بلى والله انى لا تعجب منه واكثر اللعن له فهل قلت في ذلك شيئا ؟ فقال :
نعم قلت :
لم لا يكون وان ذاك لكائن * لبنى البنات وراثة الاعمام
للبنت نصف كامل من ماله * والعم متروك بغير سهام
ما للطليق وللتراث وانما * صلى الطليق مخافة الصمصام
توفي جعفر بن عفان الشاعر المذكور في حدود سنة 150 .
[315]
ما بال بيتكم تخرب سقفه * وثيابكم من أرذل الاثواب
فقال جعفر : ما أنكرت من ذلك ؟ فقال له السيد : إذا لم تحسن المدح فاسكت
أتوصف آل محمد صلى الله عليه وآله بمثل هذا ، ولكني أعذرك هذا طبعك وعلمك ومنتهاك ، وقد
قلت أمحو عنهم عار مدحك :
اقسم بالله وآلائه * والمرء عما قال مسئول
إن علي بن أبي طالب * التقى والبر مجبول
وإنه كان الامام الذي * له على الامة تفضيل
يقول بالحق ويعني به * ولا تلهيه الاباطيل
كان إذا الحرب مرتها القنا * وأحجمت عنها البهاليل
يمشي إلى القرن وفي كفه * أبيض ماضي الحد مصقول
مشي العفرنى بين أشباله * أبرزه للقنص الغيل
ذاك الذي سلم في ليلة * عليه ميكال وجبريل
ميكال في ألف وجبريل في * ألف ويتلوهم سرافيل
ليلة بدر مددا انزلوا * كأنهم طير أبابيل
فسلموا لما أتوا حذوه وذاك إعظام وتبجيل
كذا يقال فيه يا جعفر ، وشعرك يقال مثله لاهل الخصاصة والضعف ، فقبل
جعفر رأسه وقال : أنت والله الرأس يا أبا هاشم ونحن الاذناب ( 1 ) .
___________________________________________________________________
( 1 ) أمالى الشيخ الطوسى ص 124 وأخرج الحديث الشيخ أبوجعفر الطبرى في
بشارة المصطفى ص 64 بسنده عن الشيخ أبى علي بن الشيخ الطوسى عن أبيه شيخ الطائفة
إلى آخر اسناده كما في أماليه وعنه صاحب الروضات فيها ص 29 وذكر أبوالفرج الاصبهاني
في أغانيه ج 7 ص 247 طبعة دارالكتب بمصر عن اسحاق بن محمد قال : سمعت العتبى
يقول : ليس في عصرنا هذا أحسن مذهبا في شعره ولا أنقى ألفاظا من السيد ، ثم قال لبعض
من حضر : أنشدنا قصيدته اللامية التى أنشدتناها اليوم فأنشده قوله :
هل عند من أحببت تنويل * ام لا فان اللوم تضليل
[316]
ايضاح : قال الفيروز آبادي ( 1 ) البهلول : كسر سور الضحاك ، والسيد الجامع
لكل خير ، وأسد عفرنى شديد والاشبال جمع الشبل وهو ولد الاسد ، وقال : القنص
محركة ابنا معد بن عدنان ( 2 ) وإبل أو بقرغيل بضمتين كثيرة أو سمان .
7 - ما : المفيد ، عن المرزباني ، قال : وجدت بخط محمد بن القاسم بن مهرويه
قال : حدثني الحمدوني الشاعر قال : سمعت الرياشي ينشد للسيد ابن محمد
الحميري :
إن امرءا خصمه أبوحسن * لعازب الرأي داحض الحجج
لا يقبل الله منه معذرة * ولا يلقنه حجة الفلج ( 3 )
___________________________________________________________________
أم في الحشى منك حوى باطن * ليس تدوايه الاباطيل
علقت يا مغرور خداعة * بالوعد منها لك تخييل
ريا رداح النوم خصمانة * كأنها ادماء عطبول
يشفيك منها حين تخلوبها * ضم إلى النحر وتقبيل
وذوق ريق طيب طعمه * كأنه بالمسك معلول
في نسوة مثل المها خرد * تضيق عنهن الخلاخيل
يقول فيها :
أقسم بالله وآلائه * والمرء فما قال مسئول
ان علي بن أبي طالب * على التقى والبر مجبول
فقال العتبى : أحسن والله ما شاء ، هذا والله الشعر الذى يهجم على القلب بلا حجاب اه
وروى حديث أبى الفرج السيد الامين في الاعيان ج 12 ص 146 كما روى الشيخ الامينى
حديث الامالى في الغدير ج 2 ص 268 وذكر أبيات المدح فقط كما في الاصل الاربلى في
كشف الغمة ج 1 ص 523 .
/ / ( 1 ) القاموس ج 3 ص 339 .
( 2 ) في القاموس : قناصة وقنص محركة ابنا معد بن عدنان .
( 3 ) أمالى الشيخ ص 144 وذكر البيتين الاربلى في كشف الغمة ج 1 ص 528
والقاضى نور الله في مجالسه ج 2 ص 513 والامين في اعيان الشيعة ج 12 ص 237
وغيرهم .
[317]
8 - ك : ابن عبدوس ، عن ابن قتيبة ، عن حمدان بن سليمان ، عن محمد
ابن إسماعيل ، عن حيان السراج قال : سمعت السيد ابن محمد الحميري يقال :
كنت أقول بالغلو وأعتقد غيبة محمد بن علي بن الحنفية رضي الله عنه ، قد ضللت
في ذلك زمانا ، فمن الله علي بالصادق جعفر بن محمد عليهما السلام ، وأنقذني به من النار
وهداني إلى سواء الصراط ، فسألته بعد ما صح عندي بالدلائل التي شاهدتها منه
أنه حجة الله علي وعلى جميع أهل زمانه ، وأنه الامام الذي فرض الله طاعته
وأوجب الاقتداء به .
فقلت له : يا ابن رسول الله قد روي لنا أخبار عن آبائك عليهم السلام في الغيبة وصحة
كونها فأخبرني بمن يقع ؟ فقال عليه السلام : ستقع بالسادس من ولدي وهو الثاني عشر
من الائمة الهداة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله أولهم أمير المؤمنين علي بن أبيطالب وآخرهم
القائم بالحق ، بقية الله في الارض ، وصاحب الزمان ، والله لو بقي في غيبته ما بقي
نوح في قومه ، لم يخرج من الدنيا حتى يظهر ، فيملا الارض قسطا وعدلا كما
ملئت جورا وظلما قال السيد : فلما سمعت ذلك من مولاي الصادق جعفر بن محمد
عليهما السلام تبت إلى الله تعالى ذكره على يديه ، وقلت قصيدة أولها :
فلما رأيت الناس في الدين قد غووا * تجعفرت باسم الله فيمن تجعفروا
تجعفرت باسم الله والله أكبر * أيقنت أن الله يعفو ويغفر
ودنت بدين غير ما كنت دينا * به ونهاني واحد الناس جعفر
فقلت فهبني قد تهودت برهة * وإلا فديني دين من يتنصر
-بحار الانوار مجلد: 43 من ص 317 سطر 19 الى ص 325 سطر 18
وإني إلى الرحمان من ذاك تائب * وإني قد أسلمت والله أكبر
فلست بغال ما حييت وراجع * إلى ما عليه كنت اخفي واظهر
ولا قائلا حي برضوى محمد * وإن عاب جهال مقالي فأكثروا
ولكنه ممن مضى لسبيله * على أفضل الحالات يقفى ويخبر
مع الطيبين الطاهرين الاولى لهم * من المصطفى فرع زكي وعنصر
إلى آخر القصيدة ، وقلت بعد ذلك :
[318]
أيا راكبا نحو المدينة حسرة * عذافرة يطوى بها كل سبسب
إذا ما هداك الله عاينت جعفرا * فقل لولي الله وابن المهذب
ألا يا أمين الله وابن أمينه * أتوب إلى الرحمان ثم تأوبي
إليك من الامر الذي كنت مبطنا * احارب فيه جاهدا كل معرب
وما كان قولي في ابن خولة مطنبا * ومعاندة مني لنسل المطيب
ولكن روينا عن وصي محمد * وما كان فيما قال بالمتكذب
بأن ولي الله يفقد لا يرى * سنين كفعل الخائف المترقب
فتقسم أموال الفقيد كأنما * تغيبه بين الصفيح المنصب
فيمكث حينا ثم ينبع نبعة * كنبعة جدي من الافق كوكب
يسير بنصر الله من بيت ربه * على سؤدد منه وأمر مسببب
يسير إلى أعدائه بلوائه * فيقتلهم قتلا كجران مغضب
فلما روي أن ابن خولة غائب * صرفنا إليه قولنا لم نكذب
وقلنا هو المهدي والعالم الذي * يعيش به من عدله كل مجدب
فإذ قلت : لا ، فالحق قولك والذي * أمرت فحتم غير ما متعصب
واشهد ربي أن قولك حجة * على الناس طرا من مطيع ومذنب
بأن ولي الامر والعالم الذي * تطلع نفسي نحوه بتطرب
له غيبة لابد من أن يغيبها * فصلى عليه الله من متغيب
فيمكث حينا ثم يظهر حينه * فيملا عدلا كل شرق ومغرب
بذاك أدين الله سرا وجهرة * ولست وإن عوتبت فيه بمعتب
وكان حيان السراج الرواي لهذا الحديث من الكيسانية ( 1 ) .
___________________________________________________________________
( 1 ) كمال الدين وتمام النعمة ج 1 ص 112 - 115 وذكر المرزبانى في أخبار السيد
ص 40 طبع النجف الاشرف بيتا من قصيدته الرائية وهو قوله ( تجعفرت باسم الله والله
أكبر - الخ ) اما ابن المعتز فقد ذكره في طبقاته ص 7 وزاد عليه قوله :
ويثبت مهما شاء ربى بأمره * ومحو ويقضى في الامور ويقدر
[319]
9 - شا : وفيه يقول السيد الحميري : وقد رجع عن قوله بمذهب الكيسانية
لما بلغه إنكار أبي عبدالله عليه السلام مقاله ، ودعاؤه إلى القول بنظام الامامة ، ثم ذكر
الابيات مع اختصار ( 1 ) .
بيان : " العذافرة " العظيمة الشديدة من الابل ، و " السبب " المفازة أو الارض
المستوية البعيدة ، وقال الفيروز آبادي : ( 2 ) الصفيح السماء ، ووجه كل شئ
عريض ، وهنا يحتمل الوجهين ، وعلى الثاني يكون المراد الحجر الذي يفرش على
القبر واللبن التي تنضد على اللحد ، ويقال : جرن جرونا تعود الامر ومرن ، وما
في قوله " غير ما متعصب " زائدة ، وقوله طرا أي جميعا .
10 - يج : روي أن الباقر عليه السلام دعا للكميت لما أراد أعداء آل محمد
أخذه وإهلاكه ، وكان متواريا ، فخرج في ظلمة الليل هاربا ، وقد أقعدوا على كل
طريق جماعة ، ليأخذوه إذا ما خرج في خفية ، فلما وصل الكميت إلى الفضاء
وأراد أن يسلك طريقا ، فجاء أسد منعه من أن يسري منها ، فسلك جانبا إخر فمنعه
___________________________________________________________________
وقصيدته الرائية مشهورة أخرجها أو بعضها كل من أبي جعفر الطبرى في بشارة المصطفى ص 343
والقاضى نور الله في مجالسه ج 2 ص 506 وصاحب الروضات ص 29 والطبرسى في اعلام الورى
ص 279 وابن شهر آشوب في المناقب ج 3 371 والشيخ المفيد في الفصول المختارة
ص 94 طبع النجف الطبعة الاولى .
وأشار إلى القصيدة الكشى في رجاله ص 186 وابن حجر في لسان الميزان ج 1 ص 436
والمسعودى في مروج الذهب ج 2 ص 102 طبع مصر سنة 1346 وأبوالفرج في الاغانى
ج 7 ص 231 ، وغيرهم .
أما قصيدته البائية فقد ذكرها المرزبانى في أخبار السيد ص 43 وذكر بعضها الاربلى
في كشف الغمة ج 3 ص 450 والطبرسى في اعلام الورى ص 279 وابن شهر آشوب في
المناقب ج 3 ص 371 وأبوجعفر الطبرى في بشارة المصطفى ص 343 وأخرجها عن بعضهم
السيد الامين في الاعيان ج 12 ص 157 والشيخ الامينى في الغدير ج 2 ص 246 .
( 1 ) الارشاد ص 303 .
( 2 ) القاموس ج 1 ص 234 .
[320]
منه أيضا ، وكأنه أشار إلى الكميت أن يسلك خلفه ، ومضى الاسد في جانب الكميت
إلى أن أمن وتخلص من الاعداء ، وكذلك كان حال السيد الحميري دعاله الصادق
عليه السلام لما هرب عن أبويه ، وقد حر شا السلطان عليه لنصبهما ، فدله سبع على
طريق ونجا منهما ( 1 ) .
11 - قب : داود الرقي بلغ السيد الحميري أنه ذكر عند الصادق عليه السلام
فقال : السيد كافر فأتاه وقال : يا سيدي أنا كافر مع شدة حبي لكم ومعاداتي
الناس فيكم ؟ قال : وما ينفعك ذاك وأنت كافر بحجة الدهر والزمان ، ثم أخذ
بيده وأدخله بيتا فإذا في البيت قبر فصلى ركعتين ، ثم ضرب بيده على القبر ، فصار
القبر قطعا ، فخرج شخص من قبره ينفض التراب عن رأسه ولحيته ، فقال له
الصادق عليه السلام : من أنت ؟ قال : أنا محمد بن علي المسمى بابن الحنفية ، فقال :
فمن أنا ؟ قال : جعفر بن محمد حجة الدهر والزمان : فخرج السيد يقول :
تجعفرت باسم الله فيمن تجعفرا ( 2 ) .
12 - قب : عثمان بن عمر الكواء في خبر أن السيد قال له : اخرج إلى باب
الدار تصادف غلاما نوبيا على بغلة شهباء معه حنوط وكفن يدفعها إليك ، قال :
فخرجت فاذا بالغلام الموصوف ، فلما رآني قال : يا عثمان إن سيدي جعفر بن
محمد يقول لك : ما آن أن ترجع عن كفرك وضلالك ، فان الله عزوجل اطلع
عليك فرآك للسيد خادما فانتجبك فخذ في جهازه ( 3 ) .
13 - قب : الاغاني قال عباد بن صهيب : كنت عند جعفر بن محمد فأتاه نعي
السيد ، فدعا له وترحم عليه ، فقال له رجل : يا ابن رسول الله وهو يشرب الخمر
ويؤمن بالرجعة ؟ ! فقال عليه السلام : حدثني أبي عن جدي أن محبي آل محمد لا
يموتون إلا تائبين ، وقد تاب ، ورفع مصلى كان تحته فأخرج كتابا من السيد
___________________________________________________________________
( 1 ) الخرائج والجرائح ص 264 .
( 2 ) المناقب لابن شهر آشوب ج 3 ص 370 .
( 3 ) نفس المصدر ج 3 ص 370 .