[351]
أحمد ، عن أبيهم ، عن ابن بكير ، عن ميسر بن عبدالعزيز قال : قال لي أبوعبدالله عليه السلام
رأيت كأني على جبل فيجئ الناس فيركبونه فاذا كثروا عليه تصاعد بهم الجبل
فينتشرون عنه ويسقطون فلم يبق معي إلا عصابة يسيرة أنت منهم وصاحبك الاحمر -
يعني عبدالله بن عجلان ( 1 ) .
55 - كش : حمدويه ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، ومحمد بن مسعود
عن أحمد بن المنصرو ، عن أحمد بن الفضل ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد بن عيسى
عن عبدالحميد بن أبي الديلم قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فأتاه كتاب عبدالسلام
ابن عبدالرحمن بن نعيم ، وكتاب الفيض بن المختار ، وسليمان بن خالد يخبرونه
أن الكوفة شاغرة برجلها وأنه إن أمرهم أن يأخذوها أخذوها ، فلما قرأ كتابهم
رمى به ، ثم قال : ما أنا لهؤلاء بامام أما علموا أن صاحبهم السفياني ( 2 ) .
بيان : قال الفيروز آبادي : شغر الرجل المرأة رفع رجلها للنكاح
كأشغرها فشغرت ، والارض لم يبق بها أحديحميها ويضبطها ، وبلدة شاغرة برجلها
لم تمتنع من غارة أحد لخلوها .
56 - كش : محمد بن مسعود ، عن علي بن الحسن ، عن محمد بن الوليد ، عن
العباس بن هلال ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام ذكر : أن سعيدة مولاة جعفر عليه السلام
كانت من أهل الفضل ، كانت تعلم كلمات سمعت من أبي عبدالله عليه السلام فانه كان عندها
وصية رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأن جعفرا قال لها : اسألي الله الذي عرفنيك في الدينا
أن يزوجنيك في الجنة ، وأنها كانت في قرب دار جعفر عليه السلام لم تكن ترى في المسجد
إلا مسلمة على النبي صلى الله عليه وآله ، خارجة إلى مكة أو قادمة من مكة ، وذكر أنه كان
آخر قولها : وقد رضينا الثواب وأمنا العقاب ( 3 ) .
57 - ختص : أحمد بن محمد ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن مروك ، عن هشام
___________________________________________________________________
( 1 ) رجال الكشى ص 158 .
( 2 ) نفس المصدر ص 226 .
( 3 ) المصدر السابق ص 234 .
[352]
ابن الحكم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : نعم الشفيع أنا وأبي لحمران
ابن أعين يوم القيامة ، نأخذ بيده ولا نزايله حتى ندخل الجنة جميعا ( 1 ) .
58 - ختص : روي محمد بن عيسى بن عبيد ، عن زياد القندي ، عن أبي عبدالله
عليه السلام أنه قال في حمران : إنه رجل من أهل الجنة ( 2 ) .
59 - كش : عن ابن أبي نجران ، عن حماد الناب عن المسمعي قال : لما أخذ
داود بن علي المعلى بن خنيس حبسه فأراد قتله ، فقال له المعلى : أخرجني إلى الناس
فان لي دينا كثيرا ومالا حتى اشهد بذلك ، فأخرجه إلى السوق ، فلما اجتمع
الناس قال : أيها الناس أنا معلى بن خنيس فمن عرفني فقد عرفني اشهدوا أني ما تركت
من مال عين أو دين أو أمة أو عبد أو دار أو قليل أو كثير فهو لجعفر بن محمد عليه السلام قال :
فشد عليه صاحب شرطة داود فقتله .
قال : فلما بلغ ذلك أبا عبدالله عليه السلام خرج
يجر ذيله حتى دخل على داود بن علي وإسماعيل ابنه خلفه فقال : يا داود قتلت
مولاي وأخذت مالي فقال : ما أنا قتلته ولا أخذت مالك فقال : والله لادعون
على من قتل مولاي وأخذ مالي ، قال : ما قتلته ولكن قتله صاحب شرطتي فقال :
بإذنك أو بغير إذنك ؟ فقال : يا إسماعيل شأنك به ، فخرج
إسماعيل والسيف معه حتى قتله في مجلسه .
قال حماد : فأخبرني المسمعي عن معتب قال : فلم يزل أبوعبدالله عليه السلام ليلته
ساجدا وقائما فسمعته في آخر الليل وهو ساجد يقول " اللهم إني أسألك بقوتك
القوية ومحالك الشديدة وبعزتك التي خلقك لها ذليل أن تصلي على محمد وآل
محمد وأن تأخذه الساعة الساعة " قال : فوالله ما رفع رأسه من سجوده حتى سمعنا
الصائحة فقالوا : مات داود بن علي ، فقال أبو عبدالله عليه السلام : إني دعوت الله عليه
بدعوة بعث الله إليه ملكا فضرب رأسه بمرزبه انشقت مثانته ( 3 ) .
60 - كش : حمدويه ، عن محمد بن عيسى ، ومحمد بن مسعود ، عن جبرئيل بن
___________________________________________________________________
( 1 و 2 ) الاختصاص ص 196 .
( 3 ) رجال الكشى ص 240 .
[353]
أحمد ، عن محمد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن الوليد بن صبيح قال :
قال داود بن علي لابي عبدالله عليه السلام : ما أنا قتلته - يعني معلى بن خنيس - قال :
فمن قتله ؟ قال : السيرافي ، وكان صاحب شرطته ، قال : أقدنا منه قال : قد أقدتك
قال : فلما اخذ السيرافي وقدم ليقتل جعل يقول : يا معشر المسلمين ، يأمروني
بقتل الناس فأقتلهم لهم ، ثم يقتلوني فقتل السيرافي ( 1 ) .
بيان : أقدنا منه أي مكنا نقتله قودا وقصاصا .
61 - كش : محمد بن مسعود قال : كتب إلى الفضل قال : حدثنا ابن أبي عمير
عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن إسماعيل بن جابر قال : لما قدم أبوإسحاق من
مكة ، فذكر له قتل المعلى بن خنيس قال : فقام مغضبا يجر ؟ ثوبه فقال له إسماعيل
ابنه : يا أبة أين تذهب ؟ فقال : لو كانت نازلة لقدمت عليها ، فجآء حتى دخل
على داود بن علي فقال : يا داود لقد أتيت ذنبا لا يغفره الله لك قال : وما ذلك
الذنب ؟ قال : قتلت رجلا من أهل الجنة ، ثم مكث ساعة ، ثم قال : إن شاء الله
قال له داود : وأنت قد أتيت ذنبا لا يغفره الله لك قال : وما ذلك الذنب ؟ قال : زوجت
ابنتك فلانا الاموي قال : إن كنت زوجت فلانا الاموي ، فقد زوج رسول الله
صلى الله عليه وآله عثمان ، ولي برسول الله صلى الله عليه وآله اسوة ، قال : ما أنا قتلته قال :
فمن قتله ؟ قال : قتله السيرافي قال : فأقدنا منه قال : فلما كان من الغد غدا السيرافي
فأخذه فقتله فجعل يصيح : يا عباد الله يأمروني أن أقتل لهم الناس ثم يقتلوني ( 2 ) .
62 - كش : حمدويه بن نصير ، عن محمد بن عيسى ، عن علي بن أسباط
قال : قال سفيان بن عيينة لابي عبدالله عليه السلام إنه يروي أن علي بن أبي طالب عليه السلام
كان يلبس الخشن من الثياب ، وأنت تلبس القوهي المروي ( 3 ) ؟ قال : ويحك إن
___________________________________________________________________
( 1 ) رجال الكشى ص 241 .
( 2 ) نفس المصدر ص 241 .
( 3 ) القوهى المروى : ضرب من الثياب بيض منسوبة إلى قوهستان وهى قصبة من
قصبات خراسان .
[354]
عليا عليه السلام كان في زمان ضيق فإذا اتسع الزمان ، فأبرار الزمان أولى به ( 1 ) .
63 - كش : محمد بن مسعود ، عن الحسين بن اشكيب ، عن الحسن بن
الحسين المروري ، عن يونس بن بن عبدالرحمان ، عن أحمد بن عمر قال : سمعت
بعض أصحاب أبي عبدالله عليه السلام يحدث أن سفيان الثوري دخل على أبي عبدالله عليه السلام
وعليه ثياب جياد فقال : يا أبا عبدالله عليه السلام إن آباءك لم يكونوا يلبسون مثل هذه
الثياب ؟ ! فقال له : إن آبائي عليهم السلام كانوا يلبسون ذاك في زمان مقفر مقصر
[ مقتر ] وهذه زمان قد أرخت الدنيا عزاليها فأحق أهلها بها أبرارهم ( 2 ) .
بيان : العزالي بكسر اللام وفتحها جمع العزلآء وهي فم المزادة الاسفل
وإرخاؤها كناية عن كثرة النعم واتساعها ، كما يقال لبيان كثرة المطر : أرخت السماء
عزاليها .
64 - كش : وجدت في كتاب أبي محمد جبرئيل بن أحمد الفاريابي بخطه
حدثني محمد بن عيسى ، عن محمد بن الفضيل الكوفي ، عن عبدالله بن عبدالرحمان
عن الهيثم بن واقد ، عن ميمون بن عبدالله قال : أتى قوم أبا عبدالله عليه السلام يسألونه
الحديث من الامصار ، وأنا عنده ، فقال لي : أتعرف أحدا من القوم ؟ قلت : لا فقال :
كيف دخلوا علي ؟ قلت : هؤلاء قوم يطلبون الحديث من كل وجه ، لا يبالون
ممن أخذوا ، فقال لرجل منهم : هل سمعت من غيري من الحديث ؟ قال : نعم قال :
فحدثني ببعض ما سمعت .
قال : إنما جئت لاسمع منك ، لم أجئ احدثك ، وقال للآخر : ذلك ما يمنعه
أن يحدثني ما سمع ؟ قال : تتفضل أن تحدثني بما سمعت ، أجعل الذي حدثك
حديثه أمانة لا أتحدث به أبدا ؟ قال : لا قال : فسمعنا بعض ما اقتبست من العلم
حتى نعتد بك إن شاء الله قال : حدثني سفيان الثوري ، عن جعفر بن محمد عليه السلام قال :
النبيذ كله حلال إلا الخمر ، ثم سكت فقال أبوعبدالله عليه السلام : زدنا قال : حدثني
___________________________________________________________________
( 1 ) رجال الكشى ص 248 وليس في آخر الحديث لفظ " به " .
( 2 ) نفس المصدر ص 249 وفيه " عرابها " بدل " عزاليها " .
[355]
سفيان عمن حدثه عن محمد بن علي عليه السلام أنه قال : من لم يمسح على خفيه
فهو صاحب بدعة ، ومن لم يشرب النبيذ فهو مبتدع ، ومن لم يأكل الجريث ( 1 )
وطعام أهل الذمة وذبايحهم فهو ضال أما النبيذ فقد شربه عمر نبيذ زبيب فرشحه
بالماء ، وأما المسح على الخفين فقد مسح عمر على الخفين ثلاثا في السفر ، ويوما وليلة
في الحضر ، وأما الذبائح فقد أكلها علي عليه السلام وقال : كلوها ، فان الله تعالى يقول :
" اليوم احل لكم الطيبات وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل
لهم " ( 2 ) ثم سكت .
فقال أبوعبدالله عليه السلام : زدنا فقال : فقد حدثتك بما سمعت فقال : أكل الذي
سمعت هذا ؟ قال : لا ، قال : زدنا قال : حدثنا عمرو بن عبيد ، عن الحسن قال :
أشياء صدق الناس بها ، وأخذوا بما ليس في كتاب الله لها أصل ، منها : عذاب القبر
ومنها الميزان ، ومنها الحوض ، ومنها الشفاعة ، ومنها النية ، ينوي الرجل من
الخير والشر فلا يعمله فثياب عليه ولا يثاب الرجل إلا بما عمل إن خيرا فخيرا
وإن شرا فشرا قال : فضحكت من حديثه ، فغمزني أبوعبدالله عليه السلام أن كف حتى
نسمع .
قال : فرفع رأسه إلي فقال : وما يضحك ؟ من الحق أم من الباطل ؟ قلت
له : أصلحك الله وأبكي ؟ ! وإنما يضحكني منك تعجبا كيف حفظت هذه الاحاديث ؟
فسكت ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : زدنا قال : حدثني سفيان الثوري ، عن محمد بن
المنكدر أنه رأى عليا عليه السلام على منبر بالكوفة وهو يقول : لئن أتيت برجل يفضلني
على أبي بكر وعمر لاجلدنه حد المفتري ، فقال له أبوعبدالله عليه السلام : زدنا فقال :
حدثني سفيان عن جعفر أنه قال : حب أبي بكر وعمر إيمان ، وبغضهما كفر .
قال أبوعبدالله عليه السلام : زدنا قال : حدثني يونس بن عبيد ، عن الحسن أن عليا عليه السلام
أبطأ على بيعة أبي بكر ، فقال له عتيق : ما خلفك عن البيعة ؟ والله لقد هممت أن
___________________________________________________________________
( 1 ) الجريث : هو بالثاء المثلثة كسكيت ضرب من السمك يشبه الحيات .
( 2 ) سورة المائدة الاية : 5 .
[356]
أضرب عنقك ، فقال علي عليه السلام خليفة رسول الله لا تثريب ، فقال له أبئو عبدالله عليه السلام :
زدنا .
قال : حدثني سفيان الثوري ، عن الحسن أن أبابكر أمر خالد بن الوليد
أن يضرب عنق علي عليه السلام إذا سلم من صلاة الصبح ، وان أبابكر سلم بينه وبين
نفسه ، ثم قال : يا خالد ! لا تفعل ما أمرتك ، فقال له أبوعبدالله عليه السلام : زدنا قال :
حدثني نعيم بن عبيدالله ، عن جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال : ود علي بن أبي طالب
عليه السلام أنه بنخيلات ينبع ، يستظل بظلهن ، ويأكل من حشفهن ولم يشهد
يوم الجمل ولا النهروان ، وحدثني به سفيان ، عن الحسن ، قال أبوعبدالله عليه السلام :
زدنا قال : حدثنا عباد ، عن جعفر بن محمد أنه قال : لما رأى علي بن أبي طالب عليه السلام
يوم الجمل كثرة الدمآء ، قال لابنه الحسن : يا بني لم أدر أن الامر يبلغ هذا
المبلغ ، فقال له أبوعبدالله عليه السلام : زدنا .
قال : حدثنا سفيان الثوري ، عن جعفر بن محمد عليه السلام أن عليا عليه السلام لما قتل
أهل صفين بكى عليهم ، ثم قال : جمع الله بيني وبينهم في الجنة قال : فضاق بي البيت
وعرقت ، وكدت أن أخرج من مسكي ( 1 ) فأردت أن أقوم إليه فأتوطأه ثم ذكرت
غمز أبي عبدالله عليه السلام فكففت فقال له أبوعبدالله عليه السلام : من أي البلاد أنت ؟ قال :
من أهل البصرة قال : هذا الذي تحدث عنه وتذكر اسمه جعفر بن محمد تعرفه ؟
قال : لا قال : فهل سمعت منه شيئا فط ؟ قال : لا ، قال : فهده الاحاديث عندك
حق ؟ قال : نعم ، قال : فمتى سمعتها ؟ قال : لا أحفظ قال : إلا أنها أحاديث
أهل مصرنا ، منذ دهرنا لا يمترون فيها .
قال له أبوعبدالله عليه السلام : لو رأيت هذا الرجل الذي تحدث عنه فقال لك هذه
التي ترويها عني كذب ، وقال : لا أعرفها ولم احدث بها ، هل كنت تصدقه ؟ قال :
لا قال : لم ؟ قال : لانه شهد على قوله رجال لو شهد أحدهم على عتق رجل لجاز
___________________________________________________________________
( 1 ) مسكى : المسك بسكون السين : الجلد جمع مسك ومسوك والقطعة منه مسكة .
[357]
قوله ، فقال : اكتب بسم الله الرحمان الرحيم حدثني أبي ، عن جدي ، قال :
ما اسمك ؟ قال : ما تسأل عن اسمي إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : خلق الله الارواح قبل
الجساد بألفي عام ، ثم أسكنها الهواء ، فما تعارف منها ثم ايتلف ههنا ، وما تناكر
ثم اختلف ههنا ، ومن كذب علينا أهل البيت حشره الله يوم القيامة أعمى يهوديا
وإن أدرك الدجال آمن به ، وإن لم يدركه آمن به في قبره ، يا غلام ضع لي ماءا
وغمزني وقال : لا تبرح ، وقام القوم فانصرفوا ، وقد كتبوا الحديث الذي سمعوا
منه .
ثم إنه خرج ووجهه منقبض فقال : أما سمعت ما يحدث به هؤلاء ؟ قلت :
أصلحك الله ما هؤلاء ، وما حديثهم ؟ [ قال أعجب حديثهم ] كان عندي الكذب
علي والحكاية عني ، مالم أقل ولم يسمعه عني أحد ، وقولهم : لو أنكر الاحاديث
ما صدقناه ما لهؤلاء لا أمهل الله لهم ، ولا أملى لهم ثم قال لنا : إن عليا عليه السلام
لما أراد الخروج من البصرة قال على أطرافها ثم قال : لعنك الله يا أنتن الارض
ترابا ، وأسرعها خرابا ، وأشدها عذابا ، فيك الداء الدوي ، قيل : ما هو يا
أمير المؤمنين ؟ قال : كلام القدر الذي فيه الفرية على الله ، وبغضنا أهل البيت ، وفيه
سخط الله ، وسخط نبيه صلى الله عليه وآله وكذبهم علينا أهل البيت ، واستحلالهم الكذب
علينا ( 1 ) .
65 - كش : محمد بن مسعود ، عن علي بن الحسن ، عن محمد بن الوليد
عن العباس بن هلال قال : ذكر أبوالحسن الرضا عليه السلام أن سفيان بن عيينة لقي
-بحار الانوار مجلد: 43 من ص 357 سطر 19 الى ص 365 سطر 18
فقال : والذي بعث محمدا بالحق ، لو أن رجلا صلى ما بين الركن والمقام عمره ، ثم
لقي الله بغير ولايتنا أهل البيت ، للقي الله بميتة جاهلية ( 2 ) .
66 - بشا : محمد بن عبدالوهاب الرازي ، عن محمد بن أحمد النيسابوري
___________________________________________________________________
( 1 ) رجال الكشى ص 249 بتفاوت .
( 2 ) نفس المصدر ص 248 .
[358]
عن محمد بن أحمد بن الحسن البزاز ، عن أحمد بن عبدالله الهاشمي ، عن علي بن
عاذل القطان ، عن محمد تميم الواسطي ، عن الحماني ، عن شريك قال : كنت
عند سليمان الاعمش في مرضته التي قبض فيها إذ دخل علينا ابن أبي ليلى وابن
شبرمة وأبوحنيفة فأقبل أبوحنيفة على سليمان الاعمش فقال : يا سليمان الاعمش
اتق الله وحده لا شيك له ، واعلم أنك في أول يوم من أيام الآخرة ، وآخر يوم
من أيام الدنيا ، وقد كنت تروي في علي بن أبي طالب أحاديث لو أمسكت عنها لكان
أفضل فقال سليمان الاعمش : لمثلي يقال هذا ؟ ! أقعدوني أسندوني ، ثم أقبل على
أبي حنيفة فقال : يا أبا حنيفة حدثني أبوالمتوكل الناجي ، عن أبي سعيد الخدري
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا كان يوم القيامة يقول الله عزوجل لي ولعلي بن
أبي طالب أدخلا الجنة من أحبكما والنار من أبغضكما ، وهو قول الله عزوجل
" ألقيا في جنهم كل كفار عنيد " ( 1 ) قال أبوحنيفة : قوموا بنا لايأتي بشئ هو
أعظم من هذا ، قال الفضل : سألت الحسن عليه السلام فقلت : من الكفار ؟ قال : الكافر
بجدي رسول الله صلى الله عليه وآله قلت : ومن العنيد ؟ قال : الجاحد حق
علي بن أبي طالب عليه السلام ( 2 ) .
67 - نبه : دخل طاووس اليماني على جعفر بن محمد الصادق عليه السلام فقال له :
أنت طاووس ؟ فقال : نعم ، فقال : طاووس طير مشوم ما نزل بساحة قوم إلا آذانهم
بالرحيل ، نشدتك الله هل تعلم أن أحدا أقبل للعذر من الله ؟ قال : اللهم لا قال :
فنشدتك الله هل تعلم أصدق ممن قال : لا أقدر ، ولا قدرة له ؟ قال : اللهم لا قال :
فلم لا يقبل من لا أقبل للعذر منه ممن لا أصدق في القول منه ؟ ! قال : فنفض أثوابه
وقال : ما بيني وبين الحق عداوة ( 3 ) .
___________________________________________________________________
( 1 ) سورة ق الاية : 24 .
( 2 ) بشارة المصطفى ص 59 مع ذكر خصوصيات في السند .
( 3 ) تنبيه الخواطر ص 12 طبع النجف الاشرف .
[359]
بيان : كأنه عليه السلام رد عليه في القول بالجبر ونفي الاستطاعة .
68 - كا : علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس قال : قال أبو -
عبدالله عليه السلام لعباد بن كثير البصري الصوفي : ويحك يا عباد غرك أن عف بطنك
وفرجك إن الله عزوجل يقول في كتابه " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا
قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم " ( 1 ) اعلم أنه لا يتقبل الله عزوجل منك شيئا
حتى تقول قولا عدلا ( 2 ) .
69 كا : العدة ، عن ابن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن زرعة قال : كان
رجل بالمدينة ، وكان له جارية نفسية ، فوقعت في قلب رجل ، وأعجب بها ، فشكى
ذلك إلى أبي عبدالله عليه السلام قال : تعرض لرؤيتها ، وكلما رأيتها فقل : أسأل الله
من فضله ، ففعل ، فما لبث إلا يسيرا حتى عرض لوليها سفر ، فجاء إلى الرجل
فقال : يا فلان أنت جاري ، وأوثق الناس عندي ، وقد عرض لي سفر ، وأنا احب
أن اودعك فلانة جارتي تكون عندك ، فقال الرجل : ليس لي امرأة ، ولا معي في
منزلي امرأة فكيف تكون جارتك عندي ؟ فقال : اقومها عليك بالثمن ، وتضمنه
لي تكون عندك ، فإذا أنا قدمت فبعنيها أشتريها منك ، وإن نلت منها نلت ما يحل
لك ، ففعل وغلظ عليه في الثمن ، وخرج الرجل فمكثت عنده ما شاء الله حتى قضى
وطره منها .
ثم قدم رسول لبعض خلفاء بني امية يشتري له جواري ، فكانت هي فيمن
سمي أن يشتري ، فبعث الوالي إليه فقال له : جارية فلان قال : فلان غائب ، فقهره
على بيعها ، فأعطاه من الثمن ما كان فيه ربح ، فلما احذت الجارية ، واخرج بها
من المدينة ، قدم مولاها ، فأول شئ سأله سأله عن الجارية كيف هي ؟ فأخبره
بخبرها ، وأخرج إليه المال كله ، الذي قومه عليه والذي ربح ، فقال : هذا ثمنها
فخذه ، فأبى الرجل فقال : لا آخذ إلا ما قومت عليك ، وما كان من فضل فخذه
___________________________________________________________________
( 1 ) سورة الاحزاب الاية : 70 .
( 2 ) الكافى ج 8 ص 107 .
[360]
لك هينئا فصنع الله له بحسن نيته ( 1 ) .
70 - كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي إسماعيل البصري ، عن
الفضيل بن يسا قال : كان عباد البصري عند أبي عبدالله عليه السلام يأكل ، فوضع
أبوعبدالله يده على الارض فقال له عباد : أصلحك الله أما تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله
نهى عن ذا ، فرفع يده فأكل ، ثم أعادها أيضا ، فقال له أيضا ، فرفعها ، ثم أكل
فأعادها فقال له عباد أيضا ، فقال له أبوعبدالله عليه السلام : لا والله ما نهى رسول الله صلى الله عليه وآله
عن هذا قط ( 2 ) .
71 - كا : علي بن محمد بن بندار ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن محمد بن علي
رفعه قال : مر سفيان الثوري في المسجد الحرام فرأى أبا عبدالله ، عن محمد بن علي
رفعه قال : مر سفيان الثوري في المسجد الحرام فرأى أبا عبدالله عليه السلام وعليه ثياب
كثيرة القيمة حسان فقال : والله لآتينه ولا وبخنه ، فدنا منه فقال : يا ابن
رسول الله ، والله ما لبس رسول الله صلى الله عليه وآله مثل هذا اللباس ، ولا علي ولا أحمد من
آبائك ؟ ! .
فقال له أبوعبدالله عليه السلام : كان رسول الله صلى الله عليه وآله في زمن قتر مقتر ، وكان يأخذ
لقتره وإقتاره ، وإن الدنيا بعد ذلك أرخت عزاليها ، فأحق أهلها بها أبرارها
ثم تلا " قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق " ( 3 )
فنحن أحق من أخذ منها ما أعطاه الله ، غير أني يا ثوري ما ترى علي من ثوب
إنما لبسته للناس ، ثم اجتذب بيد سفيان فجرها إليه ، ثم رفع الثوب الاعلى
وأخرج ثوبا تحت ذلك على جلده غليظا فقال : هذا لبسته لنفسي غليظا ، وما رأيته
للناس ، ثم جذب ثوبا على سفيان أعلاه غليظ خشن ، وداخل ذلك ثوب لين
فقال : لبست هذا الاعلى للناس ولبست هذا لنفسك تسرها ( 4 ) .
___________________________________________________________________
( 1 ) نفس المصدر ج 5 ص 559 .
( 2 ) الكافى ج 6 ص 271 .
( 3 ) سورة الاعراف ، الاية : 32 .
( 4 ) نفس المصدر ج 6 ص 442 وفيه " اقتداره " مكان " اقتاره " .