مكتبة الإمام زين العابدين

فهرس الكتاب

 

 

أتصدق لعيالي

عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (ع) قال: «كان علي بن الحسين (ع) إذا أصبح خرج غادياً في طلب الرزق فقيل له: يا ابن رسول الله أين تذهب؟ فقال: أتصدق لعيالي، قيل: له: أتتصدق؟ قال: من طلب الحلال فهو من الله جلّ وعز صدقة عليه»(1).

وفي هذه الرواية بعض الملاحظات الدقيقة ينبغي ذكرها:

الأولى: إن الأئمة الأطهار (ع) لا يأخذون من بيت المال حد الإمكان وإنما كانوا يشتغلون ببعض الأعمال مثل الزراعة وما أشبه، وبهذه الطريقة كانوا يحصلون على نفقاتهم ونفقات عائلتهم.

الثانية: إن ثواب طلب الرزق الحلال من أجل تأمين نفقات العائلة يعادل ثواب إعطاء الصدقة في سبيل الله، هذا بالإضافة إلى الروايات الكثيرة التي تحث المسلمين على العمل، والزراعة، والتجارة وغيرها، وتبين أن أجر ذلك مثل أجر المجاهد في سبيل الله(2) وأن الكاسب حبيب الله، وأن العمل والكسب الحلال من أسباب غفران الذنوب.

عن أبي عبد الله (ع) قال: «إذا كان الرجل معسرا فيعمل بقدر ما يقوت به نفسه وأهله ولا يطلب حراما فهو كالمجاهد في سبيل الله»(3).

وعن أبي الحسن الرضا (ع) قال: «الذي يطلب من فضل الله عز وجل ما يكف به عياله أعظم أجرا من المجاهد في سبيل الله عزوجل»(4).

وعن أبي عبد الله (ع) أنه قال: «إياك الكسل والضجر فإنهما مفتاح كل سوء، إنه من كسل لم يؤد حقا ومن ضجر لم يصبر على حق»(5).

وقال أبو الحسن موسى بن جعفر (ع) : «إن الله تعالى ليبغض العبد النوام، إن الله تعالى ليبغض العبد الفارغ»(6).

وعن أبي عبد الله (ع) قال: «كان أمير المؤمنين (ع) يحتطب ويستقي ويكنس، وكانت فاطمة (ع) تطحن وتعجن وتخبز»(7).

 

(1) بحار الأنوار: ج46 ص67 ب5 ح32.

(2) راجع من لا يحضره الفقيه: ج3 ص168 باب المعايش والمكاسب ح3631.

(3) الكافي: ج5 ص88 باب من كد على عياله ح3.

(4) وسائل الشيعة: ج17 ص67 ب23 ح22002.

(5) من لا يحضره الفقيه: ج3 ص168-169 باب المعايش والمكاسب والفوائد والصناعات ح3634.

(6) وسائل الشيعة: ج17 ص58 ب17 ح21972.

(7) غوالي اللآلي: ج3 ص200 ق2 باب التجارة ح25.