الفهرس

عدد الأئمّة من أهل البيت

 

1 ـ جابِرُ بنُ سَمُرَةَ : سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه و آله يَومَ جُمُعَةٍ عَشِيَّةَ رُجِمَ الأَسلَمِيُّ يَقولُ : لا يَزالُ الدّينُ قائِمًا حَتّى تَقومَ السّاعَةُ ، أو يَكونَ عَلَيكُمُ اثنا عَشَرَ خَليفَةً ، كُلُّهُم مِن قُرَيشٍ[1] .

2 ـ جابِرُ بنُ سَمُرَةَ : سَمِعتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه و آله يَقولُ : يَكونُ اثنا عَشَرَ أميرًا . فَقالَ كَلِمَةً لَم أسمَعها ، فَقالَ أبي : إنَّهُ قالَ : كُلُّهم مِن قُرَيشٍ[2] .

3 ـ جابِرُ بنُ سَمُرَةَ : سَمِعتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه و آله يَقولُ : لا يَزالُ أمرُ النّاسِ ماضِيًا ما وَلِيَهُمُ اثنا عَشَرَ رَجُلاً . ثُمَّ تَكَلَّمَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه و آله بِكَلِمَةٍ خَفِيَت عَلَيَّ ، فَسَأَلتُ أبي : ماذا قالَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله ؟ فَقالَ : كُلُّهُم مِن قُرَيشٍ[3] .

4 ـ جابِرُ بنُ سَمُرَةَ : قالَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله : يَكونُ مِن بَعدِي اثنا عَشَرَ أميرًا . قالَ : ثُمَّ تَكَلَّمَ بِشَي ءٍ لَم أفهَمهُ ، فَسَأَلتُ الَّذي يَليني فَقالَ : قالَ : كُلُّهُم مِن قُرَيشٍ[4].

5 ـ جابِرُ بنُ سَمُرَةَ : سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه و آله يَقولُ : لا يَزالُ الإِسلامُ عَزيزًا إلَى اثنَي عَشَرَ خَليفَةً . ثُمَّ قالَ كَلِمَةً لَم أفهَمها ، فَقُلتُ لِأَبي : ما قالَ ؟ فَقالَ : كُلُّهُم مِن قُرَيشٍ[5] .

6 ـ أبو جُحَيفَةَ : كُنتُ مَعَ عَمّي عِندَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه و آله فَقالَ : لا يَزالُ أمرُ اُمَّتي صالِحًا حَتّى يَمضِيَ اثنا عَشَرَ خَليفَةً، ثُمَّ قالَ كَلِمَةً وخَفَضَ بِها صَوتَهُ، فَقُلتُ لِعَمّي ـ وكانَ أمامي ـ : ما قالَ يا عَمِّ ؟ قالَ : قالَ يا بُنَيَّ : كُلُّهُم مِن قُرَيشٍ[6] .

7 ـ جابِرُ بنُ سَمُرَةَ : دَخَلتُ مَعَ أبي عَلى رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله فَسَمِعتُهُ يَقولُ : ألا إنَّ هذَا الأَمرَ لايَنقَضي حَتّى يَمضِيَ اثنا عَشَرَ خَليفَةً ، ثُمَّ تَكَلَّمَ بِشَي ءٍ لَم أفهَمهُ ، فَقُلتُ لِأَبي : ما قالَ ؟ قالَ : كُلُّهم مِن قُرَيشٍ[7] .

8 ـ جابِرُ بنُ سَمُرَةَ : كُنتُ مَعَ أبي عِندَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه و آله فَسَمِعتُهُ يَقولُ : بَعدِي اثنا عَشَرَ خَليفَةً . ثُمَّ أخفى صَوتَهُ ، فَقُلتُ لِأَبي : مَا الَّذي أخفى صَوتَهُ ؟ قالَ : قالَ : كُلُّهُم مِن بَني هاشِمٍ[8] .

9 ـ مَسروقُ : كُنّا جُلوسًا عِندَ عَبدِاللهِ بنِ مَسعودٍ وهُوَ يُقرِؤُنا القُرآنَ ، فَقالَ لَهُ رَجُلٌ : يا أبا عَبدِالرَّحمنِ ، هَل سَأَلتُم رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه و آله : كَم تَملِكُ هذِهِ الاُمَّةُ مِن خَليفَةٍ ؟ فَقالَ عَبدُاللهِ بنُ مَسعودٍ : ما سَأَلَني عَنها أحَدٌ مُنذُ قَدِمتُ العِراقَ قَبلَكَ ، ثُمَّ قالَ : نَعَم ، ولَقَد سَأَلنا رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه و آله ، فَقالَ : اِثنا عَشَرَ ، كَعِدَّةِ نُقَباءِ بَني إسرائيلَ[9] .

10 ـ الإمام الباقر عليه السّلام : قالَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله : مِن وُلدِي اثنا عَشَرَ نَقيبًا ، نُجَباءُ مُحَدَّثونَ مُفَهَّمونَ ، آخِرُهُمُ القائِمُ بِالحَقِّ ، يَملَؤُها عَدلاً كَما مُلِئَت جَورًا[10] .

11 ـ اِبنُ عَبّاسٍ ـ في قَولِهِ تَعالى وَالسَّماءِ ذاتِ البُروجِ ـ : قالَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله : أنَا السَّماءُ ، وأمَّا البُروجُ فَالأَئِمَّةُ مِن أهلِ بَيتي وعِترَتي ، أوَّلُهُم عَلِيٌّ وآخِرُهُمُ المَهدِيُّ ، وهُمُ اثنا عَشَرَ[11] .

12 ـ الإمام الباقر عَن أبيهِ عَنِ الحُسَينِ عليهم السّلام : دَخَلتُ أنَا وأخي عَلى جَدّي رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله ، فَأَجلَسَني عَلى فَخِذِهِ ، وأجلَسَ أخِيَ الحَسَنَ عَلى فَخِذِهِ الاُخرى ، ثُمَّ قَبَّلَنا وقالَ : بِأَبي أنتُما مِن إمامَينِ صالِحَينِ ، اختارَكُمَا اللهُ مِنّي ، ومِن أبيكُما واُمِّكُما ، واختارَ مِن صُلبِكَ يا حُسينُ تِسعَةَ أئِمَّةٍ ، تاسِعُهُم قائِمُهُم ، وكُلُّكُم فِي الفَضلِ وَالمَنزِلَةِ عِندَ اللهِ تَعالى سَواءٌ[12] .

13 ـ عنه عليه السّلام : الاِثنا عَشَرَ الإِمامَ مِن آلِ مُحَمَّدٍعليهم السّلام كُلُّهُم مُحَدَّثٌ ، مِن وُلدِ رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله ومِن وُلدِ عَلِيٍّ ، ورَسولُ اللهِ وعَلِيٌّ عليهما السّلام هُمَا الوالِدانِ[13] .

راجع
الكافي : 1 / 525 ما جاء في الاثني عشر والنصّ عليهم ، الخصال : 466 باب الخلفاء والائمّة بعد النبيّ ، عيون أخبار الرضاعليه السّلام : 1 / 40 ، أمالي الصدوق : 97 / 9 ، 114 / 8 ، 502 / 10 ، كمال الدين : 256 باب 24 ما روي عن النبيّ صلّى الله عليه و آله في النصّ على القائم عليه السّلام وأنّه الثاني عشر من الأئمّة عليهم السّلام .
الإرشاد : 2 / 345 ـ 347 ، كفاية الأثر : 69 ، إعلام الورى : 361 الفصل الأوّل في ذكر بعض الأخبار التي جاء ت في النصّ على عدد الاثني عشر من الأئمّة عليهم السّلام من طريق العامّة على طريق الإجمال ، الغيبة للطوسيّ : 127 ـ 134 ، اليقين والتحصين لابن طاووس : 244 و 375 و 488 ، 570 ، فرائد السمطين : 2 / 329 / 579 ، بشارة المصطفى : 192 ، الاختصاص : 233 ، جامع الأخبار : 61 الفصل السابع في فضائل الأئمّة الاثني عشرعليهم السّلام ، إحقاق الحقّ : 2/353 ، 4 / 94 و 103 و 356 ، 5 / 93 ، 7 / 477 ، 13 / 1 ـ 74 ، 19 / 628 ، 20 / 538 .

تحقيق حول أحاديث عدد الأئمّة
روي مضمون الأحاديث (77 ـ 84) مرارًا في مصادر أهل السنّة[14] مع اختلاف في الألفاظ . ونفس هذه الأحاديث موجودة في بعض مصادر الشيعة أيضًا[15] . وينمّ اختلاف متن هذه الروايات عن وجود ملابسات سياسيّة في نقلها . حيث حُذفت كلمة «بعدي» في بعض الروايات ، واُبدل لفظ «الخليفة» بلفظ «الأمير»[16] . واُبدل «الخليفة» في بعض الروايات بـ «القيّم»[17] أو «الملك»[18] . واُنيط قوام الإسلام في بعض تلك الروايات «إلى يوم القيامة» بخلافة خلفاء النبيّ صلّى الله عليه و آله الاثني عشر[19] ، بينما حُذفت هذه الإناطة من بعضها الآخر . وأناطت طائفة من تلك الروايات مصالح الاُمّة الإسلاميّة بولايتهم[20] ، في حين أهملت روايات اُخرى هذه الحقيقة . وأناطت مجموعة من هذه الأخبار جريان الاُمور الطبيعيّة في المجتمع الإسلاميّ بولايتهم[21] ، في وقت طَوَت صاحباتها كشحًا دون هذه الحقيقة .
ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الأحاديث ، مع جميع هذه الاختلافات ، تشترك في نقطتين أساسيّتين :

1 ـ تعيين النبيّ صلّى الله عليه و آله لأفضل الأشخاص الذين سيتسنّى لهم قيادة الاُمّة من بعده لسنين متمادية .

2 ـ إنّ عدد الأئمّة الذين حظيت قيادتهم بتأييد النبيّ صلّى الله عليه و آله هو اثنا عشر شخصًا .
وستتجلّى هذه الحقيقة أكثر فأكثر عند الرجوع إلى روايات شيعة أهل البيت عليهم السّلام ، حيث سنرى أنّهم ذكروا ـ علاوة على تقريرهم لتلك الحقيقة[22] ـ أسماء خلفاء النبيّ ومواصفاتهم بشكل أدقّ .
وقد ذكرت هذه الإيضاحات في الروايات (86 ـ 89) من هذا الفصل ، وفي روايات الفصل السادس / أسماء الأئمّة من أهل البيت .
اُضيف إلى ذلك أنّ هذا الكلام من النبيّ الأعظم قد صدر في حجّة الوداع[23] وفي عرفات أو مِنى[24] أو فيهما ، وفي المدينة[25] وهي المواطن التي صدر عنه فيها حديث الثقلَين[26] ، فلا ريب أنّ مراده من قوله «من قريش» هو الأئمّة من أهل بيته . كما قال الإمام عليّ عليه السّلام :
إنَّ الأَئِمَّةَ مِن قُرَيشٍ غُرِسوا في هذَا البَطنِ مِن هاشِمٍ ، لا تَصلُحُ عَلى سِواهُم ، ولا تَصلُحُ الوُلاةُ مِن غَيرِهِم[27] .
فلا ريب أنّ حذف المواصفات الدقيقة لخلفاء النبيّ صلّى الله عليه و آله الاثني عشر ، من بعض الروايات ، كان لأسباب سياسيّة . غير أنّه يكفي ما ذكرنا لاتّضاح الحقيقة ؛ لأنّ العدد المذكور لا ينطبق إلّا على أئمّة أهل البيت . ولو قُرِنت هذه الأحاديث بحديث الثقلَين المتواتر ـ وسائر الأحاديث التي جاء ت في هذا الكتاب حول تعريف أهل البيت ووجوب التمسّك بهم ـ لعرفنا أنّ النبيّ صلّى الله عليه و آله حدّد ـ وبمزيد من الدقّة والوضوح ، وأكثر من أيّ شي ء آخر ـ معالم القيادة المستقبليّة للاُمّة الإسلاميّة والأئمّة من بعده[28] .


الهامش


(1) صحيح مسلم : 3 / 1453 / 10 ، مسند ابن حنبل : 7 / 410 / 20869 ، مسند أبي يعلى : 6 / 473 / 7429 ، الخصال : 473 / 30 وفيهما «و» بدل «أو» .
(2) صحيح البخاريّ : 6 / 2640 / 6796 .
(3) صحيح مسلم : 3 / 1452 / 6 ، الخصال : 473 / 27 .
(4) سنن الترمذيّ : 4 / 501 / 2223 ، مسند ابن حنبل : 7 / 430 / 20995 .
(5) صحيح مسلم : 3 / 1453 / 7 ، وأيضًا في : ح 8 وفيه «هذا الأمر» بدل «الإسلام» ، و ح 9 وفيه «هذا الدين عزيزًا منيعًا ...» و «صمّنيها الناس» بدل «لم أفهمها» ، مسند ابن حنبل : 7 / 412 / 20882 ، سنن أبي داود : 4 / 106 / 4280 ، تاريخ بغداد : 2 / 126 وفيهما «فكبّر الناس وضجّوا ثمّ قال ...» .
(6) المستدرك على الصحيحين : 3 / 716 / 6589 ، المعجم الكبير : 22 / 120 / 308 ، وراجع التاريخ الكبير : 8 / 411 / 3520 ، أمالي الصدوق : 255 / 8 .
(7) تاريخ واسط : 98 ، الخصال : 470 / 16 نحوه .
(8) ينابيع المودّة : 3 / 290 / 4 ، إحقاق الحقّ : 13 / 30 كلاهما عن مودّة القربى .
(9) مسند ابن حنبل : 2 / 55 / 3781 ، المستدرك على الصحيحين : 4 / 546 / 8529 ، المعجم الكبير : 10 / 158 / 10310 ، مسند أبي يعلى : 5 / 31 / 5009 ، وراجع الخصال : 467 / 6 ـ 11 ، أمالي الصدوق : 254 / 4 ـ 7 .
(10) الكافي : 1 / 534 / 18 عن أبي سعيد رفعه .
(11) ينابيع المودّة : 3 / 254 / 59 .
(12) كمال الدين : 269 / 12 عن أبي حمزة الثماليّ .
(13) الكافي : 1 / 531 / 7 ، وذكره أيضًا في : 533 / 14 كلاهما عن زرارة .
(14) في مسند ابن حنبل وحده أكثر من 30 رواية عن جابر بن سمرة ، وراجع ج 7 / 403 ـ 449 .
(15) نقل ابن بابويه في الخصال 32 حديثًا بهذا المضمون أيضًا ، وراجع ص 466 باب الخلفاء والأئمّة بعد النبيّ صلّى الله عليه و آله .
(16) راجع : ص 73 / 78 و 74 / 80 .
(17) المعجم الكبير : 2 / 196 / 1794 عن جابر بن سمرة : كنت مع أبي عند النبيّ صلّى الله عليه و آله ، فقال : يكون لهذه الاُمّة اثنا عشر قيّمًا لا يضرّهم من خذلهم . ثمّ همس رسول الله صلّى الله عليه و آله بكلمة لم أسمعها ، فقلت لأبي : ما الكلمة التي همس بها النبيّ صلّى الله عليه و آله ؟ قال : كلّهم من قريش .
(18) الخصال : 471 / 19 عن جابر بن سمرة : دخلت على رسول الله صلّى الله عليه و آله مع أبي فقال : لا تزال هذه الاُمّة صالحًا أمرها ظاهرة على عدوّها حتّى يمضي اثنا عشر ملكًا ـ أو قال : اثنا عشر خليفة ـ ثمّ قال كلمة خفيت عليَّ ، فسألت أبي فقال : قال : كلّهم من قريش .
وفي مسند ابن حنبل : 7 / 424 / 20959 عن جابر بن سمرة أيضًا قال : خطبنا رسول الله صلّى الله عليه و آله بعرفة فقال : لن يزال هذا الدين عزيزًا منيعًا ظاهرًا على من ناوأه لا يضرّه من فارقه أو خالفه حتّى يملك اثنا عشر كلّهم من قريش .
(19) راجع : ص 73 / 77 .
(20) راجع : ص 74 / 82 .
(21) راجع : ص 73 / 79 .
(22) راجع الخصال : 466 ، البحار : 36 / 226 باب نصوص الرسول صلّى الله عليه و آله على الأئمّة عليهم السّلام .
(23) مسند ابن حنبل : 7 / 405 / 20840 عن جابر بن سمرة السوائيّ قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله يقول في حجّة الوداع : إنّ هذا الدين لن يزال ظاهرًا على من ناوأه ، لا يضرّه مخالف ولا مفارق حتّى يمضي من اُمّتي اثنا عشر خليفة . قال : ثمّ تكلّم بشي ء لم أفهمه ، فقلت لأبي : ما قال ؟ قال : كلّهم من قريش ، وراجع 20843 و 20857 و 20885 و 20892 .
(24) مسند ابن حنبل : 7 / 429 / 20991 عن جابر بن سمرة قال : خطبنا رسول الله صلّى الله عليه و آله بعرفات . وقال المقدّميّ في حديثه : سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله يخطب بمنى . وهذا لفظ حديث أبي الربيع : فسمعته يقول : لن يزال هذا الأمر عزيزًا ظاهرًا حتّى يملك اثنا عشر كلّهم . ثمّ لغط القوم وتكلّموا فلم أفهم قوله بعد «كلّهم» ، فقلت لأبي : يا أبتاه ، ما بعد كلّهم ؟ قال : كلّهم من قريش . وقال القواريريّ في حديثه : لا يضرّه من خالفه أو فارقه حتّى يملك اثنا عشر . وراجع : 20922 و 20959 و 20960 و 20990 .
(25) كما يظهر من حديث رجم الأسلمي التي وقعت في المدينة (راجع صحيح مسلم : 3 / 1318 ـ 1324) .
(26) راجع : ص 137 تحقيق حول حديث الثقلين / تاريخ صدور الحديث .
(27) نهج البلاغة : الخطبة 144 .
(28) قال بعض المحقّقين : إنّ الأحاديث الدالّة على كون الخلفاء بعده صلّى الله عليه و آله اثني عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة ، فبشرح الزمان وتعريف الكون والمكان عُلِم أنّ مراد رسول الله صلّى الله عليه و آله من حديثه هذا الأئمّة الاثنا عشر من أهل بيته وعترته ، إذ لا يمكن أن يُحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه ، لقلّتهم عن اثني عشر ، ولا يمكن أن يُحمل على الملوك الاُمويّة لزيادتهم على اثني عشر ، ولظلمهم الفاحش إلّا عمر ابن عبدالعزيز ، ولكونهم غير بني هاشم ، لأنّ النبيّ صلّى الله عليه و آله قال : «كلّهم من بني هاشم» في رواية عبدالملك عن جابر ، وإخفاء صوته صلّى الله عليه و آله في هذا القول يرجّح هذه الرواية ، لأنّهم لا يُحبُّون خلافة بني هاشم ، ولا يمكن أن يُحمل على الملوك العبّاسيّة لزيادتهم على العدد المذكور ، ولقلّة رعايتهم لآية قُل لا أسأَلُكُم عَلَيهِ أجرًا إلَّا المَوَدَّةَ فِي القُربى وحديث الكساء ، فلابدّ من أنْ يُحمل هذا الحديث على الأئمّة الاثني عشر من أهل بيته وعترته صلّى الله عليه و آله ؛ لأنّهم كانوا أعلم أهل زمانهم وأجلّهم وأورعهم وأتقاهم ، وأعلاهم نسبًا ، وأفضلهم حسبًا ، وأكرمهم عند الله ، وكـان علومهم عن آبائهم متّصلة بجدّهم صلّى الله عليه و آله وبالوراثة واللدنيّة ، كـذا عرفهم أهل العلم والتحقيق وأهل الكشف والتدقيق . ويؤيّد هذا المعنى ـ أي أنَّ مراد النبيّ صلّى الله عليه و آله الأئمّة الاثنا عشر من أهل بيته ـ ويشهد له ويرجّحه حديث الثقلين ، والأحاديث المتكثّرة المذكورة في هذا الكتاب وغيره (ينابيع المودّة : 2 / 292 ونفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار : 2 / 328) .
وقال المولى صدرا قدّس سرّه : هذه الروايات بأسرها مستصحّة الأسانيد من طرق العامّة ، مثبتة الصحّة في صحاحهم واُصولهم جميعًا ، وهنالك من الطريقين مسانيد صحاح وطرق مستفيضة يجمعها أنّه صلّى الله عليه و آله قال : الأَئِمَّةُ بَعدي مِن عِترَتي عَدَدُ نُقَباءِ بَني إسرائيلَ، تِسعَةٌ مِن صُلبِ الحُسَينِ عليه السّلام ، أعطاهُمُ اللهُ عِلمي وفَهمي، والتّاسِعُ مَهدِيُّهُم . وفي صحاحهم الستّة و جامع اُصولهم : أنّه صلّى الله عليه و آله قال : المَهدِيُّ مِن عِترَتي مِن وُلدِ فاطِمَةَ يَملَأُ الأَرضَ قِسطًا وعَدلاً كَما مُلِئَت ظُلمًا وجَورًا ، وأنّه صلّى الله عليه و آله قال : لا تَذهبُ الدُّنيا حَتّى يَملِكَ العَربَ رَجُلٌ مِن أهلِ بَيتي يُواطِئُ اسمُهُ اسمي ، وأنّه صلّى الله عليه و آله قال : لَو لَم يَبقَ مِنَ الدُّنيا إلّا يَومٌ واحِدٌ لَطَوَّلَ اللهُ ذلِكَ اليَومَ حَتّى يَبعَثَ رَجُلاً مِنّي أو مِن أهلِ بَيتي يُواطِئُ اسمُهُ اسمِي يَملَأُ الأَرضَ قِسطًا وعَدلاً كَما مُلِئَت ظُلمًا وجَورًا .
قال شارح المشكاة : هذه الأحاديث وأشباهها فيها دليل ظاهر على أنّ الخلافة مختصّة بقريش، ولا يجوز عقدها لغيرهم . وبيّن صلّى الله عليه و آله أنّ هذا الحكم إلى آخر الدهر ما بقي من الناس اثنان .
فنقول : من لم يكن في عقله آفة وعلى بصيرته غشاوة يعلم أنّ هذه النصوص المتواترة الصحّة دالّة على أنّ خلفاء النبيّ صلّى الله عليه و آله من بعده اثنا عشر إمامًا لا غير ، كلّهم من قريش ، بهم يقوم الدين ويستقيم الإسلام إلى قيام الساعة ، ولم يوجد هذا العدد ولا هذا الوصف إلّا في أئمّه الشيعة الإماميّة ، فهؤلاء الأوصياء الخلفاء ، فثبت أنّ الأرض ما زالت إلّا ولله فيها الحجّة . (شرح اُصول الكافي : 2 / 481) .

الصفحة السابقة

          اهل البيت (ع) في الكتاب و السنة

طباعة

الصفحة اللاحقة