الفهرس

صفة شيعتهم

 

1 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : شيعَتُنَا المُتَباذِلونَ في وَلايَتِنا ، المُتَحابّونَ في مَوَدَّتِنا ، المُتَزاوِرونَ في إحياءِ أمرِنا ، الَّذينَ إن غَضِبوا لَم يَظلِموا ، وإن رَضوا لَم يُسرِفوا ، بَرَكَةٌ عَلى مَن جاوَروا ، سِلمٌ لِمَن خالَطوا[1] .

2 ـ عنه عليه السّلام : شيعَتُنا هُمُ العارِفونَ بِاللهِ ، العامِلونَ بِأَمرِ اللهِ ، أهلُ الفَضائِلِ ، وَالنّاطِقونَ بِالصَّوابِ ، مَأكولُهُمُ القوتُ ، ومَلبَسُهُمُ الاِقتِصادُ ، ومَشيُهُمُ التَّواضُعُ ... تَحسَبُهُم مَرضى وقَد خولِطوا وما هُم بِذلِكَ ، بَل خامَرَهُم مِن عَظَمَةِ رَبِّهِم وشِدَّةِ سُلطانِهِ ما طاشَت لَهُ قُلوبُهُم وذَهَلَت مِنهُ عُقولُهُم ، فَإِذَا استَقاموا مِن ذلِكَ بادَروا إلَى اللهِ بِالأَعمالِ الزَّكِيَّةِ ، لا يَرضَونَ لَهُ بِالقَليلِ ، ولا يَستَكثِرونَ الجَزيلَ[2] .

3 ـ نَوفُ بنُ عَبدِاللهِ البِكاليُّ : قال لي عَلِيٌّ عليه السّلام : يا نَوفُ ، خُلِقنا مِن طينَةٍ طَيِّبَةٍ ، وخُلِقَ شيعَتُنا مِن طينَتِنا ، فَإِذا كانَ يَومُ القِيامَةِ اُلحِقوا بِنا .
فَقُلتُ : صِف لي شيعَتَكَ يا أميرَالمُؤمِنينَ . فَبَكى لِذِكري شيعَتَهُ ، ثُمَّ قالَ : يا نَوفُ ، شيعَتي وَاللهِ الحُلَماءُ العُلَماءُ بِاللهِ ودينِهِ ، العامِلونَ بِطاعَتِهِ وأمرِهِ ، المُهتَدونَ بِحُبِّهِ ، أنضاءُ عِبادَةٍ ، أحلاسُ زَهادَةٍ ، صُفرُ الوُجوهِ مِنَ التَّهَجُّدِ ، عُمشُ العُيونِ مِنَ البُكاءِ ، ذُبُلُ الشِّفاهِ مِنَ الذِّكرِ ، خُمصُ البُطونِ مِنَ الطَّوى ، تُعرَفُ الرَّبّانِيَّةُ في وُجوهِهِم ، وَالرَّهبانِيَّةُ في سَمتِهِم . مَصابيحُ كُلِّ ظُلمَةٍ ، ورَيحانُ كُلِّ قَبيحٍ ، لا يَثنونَ مِنَ المُسلِمينَ سَلَفًا ، ولا يَقفونَ لَهُم خَلَفًا . شُرورُهُم مَكنونَةٌ ، وقُلوبُهُم مَحزونَةٌ ، وأنفُسُهُم عَفيفَةٌ ، وحَوائِجُهُم خَفيفَةٌ ، أنفُسُهُم مِنهُم في عَناءٍ ، وَالنّاسُ مِنهُم في راحَةٍ ، فَهُمُ الكاسَةُ الأَلِبّاءُ، وَالخالِصَةُ النُّجَباءُ ، وهُمُ الرَّوّاغونَ فِرارًا بِدينِهِم . إن شَهِدوا لَم يُعرَفوا ، وإن غابوا لَم يُفتَقَدوا ، اُولئِكَ شيعَتِيَ الأَطيَبونَ ، وإخوانِيَ الأَكرَمونَ ، ألا هاهِ شَوقًا إلَيهِم ![3]

4 ـ مُحَمَّدُ بنُ الحَنَفِيَّةِ : لَمّا قَدِمَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السّلام البَصرَةَ بَعدَ قِتالِ أهلِ الجَمَلِ ، دَعاهُ الأَحنَفُ بنُ قَيسٍ وَاتَّخَذَ لَهُ طَعامًا ، فَبَعَثَ إلَيهِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيهِ وإلى أصحابِهِ، فَأَقبَلَ ثُمَّ قالَ : يا أحنَفُ ، اُدعُ لي أصحابي ، فَدَخَلَ عَلَيهِ قَومٌ مُتَخَشِّعونَ كَأَنَّهُم شِنانٌ بَوالٍ ، فَقالَ الأحنَفُ بنُ قَيسٍ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، ما هذَا الَّذي نَزَلَ بِهِم ؟ أمِن قِلَّةِ الطَّعامِ ، أو مِن هَولِ الحَربِ ؟! فَقالَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيهِ : لا يا أحنَفُ ، إنَّ اللهَ سُبحانَهُ أحَبَّ أقوامًا تَنَسَّكوا لَهُ في دارِ الدُّنيا تَنَسُّكَ مَن هَجَمَ عَلى ما عَلِمَ مِن قُربِهِم مِن يَومِ القِيامَةِ مِن قَبلِ أن يُشاهِدوها، فَحَمَلوا أنفُسَهُم عَلى مَجهودِها[4].

5 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : اِمتَحِنوا شـيعَتَنا عِندَ ثَـلاثٍ : عِندَ مَواقيتِ الصَّـلاةِ كَيفَ مُحافَظَتُهُم عَلَيها ، وعِندَ أسرارِهِم كَيفَ حِفظُهُم لَها عَن عَدُوِّنا ، وإلى أموالِهِم كَيفَ مُواساتُهُم لِإِخوانِهِم فيها[5] .

6 ـ عنه عليه السّلام : إنَّما شيعَةُ جَعفَرٍ مَن عَفَّ بَطنُهُ وفَرجُهُ ، وَاشتَدَّ جِهادُهُ ، وعَمِلَ لِخالِقِهِ ، ورَجا ثَوابَهُ ، وخَافَ عِقابَهُ . فَإِذا رَأَيتَ اُولئِكَ فَاُولئِكَ شيعَةُ جَعفَرٍ[6] .

7 ـ عنه عليه السّلام : شيعَتُنا مَن قَدَّمَ مَا استَحسَنَ ، وأمسَكَ مَا استَقبَحَ، وأظهَرَ الجَميلَ ، وسارَعَ بِالأَمرِ الجَليلِ رَغبَةً إلى رَحمَةِ الجَليلِ ، فَذاكَ مِنّا وإلَينا ومَعَنا حَيثُ ما كُنّا[7].

8 ـ عنه عليه السّلام : شيعَتُنا أهلُ الوَرَعِ وَالاِجتِهادِ ، وأهلُ الوَفاءِ وَالأَمانَةِ ، وأهلُ الزُّهدِ وَالعِبادَةِ ، أصحابُ إحدى وخَمسينَ رَكعَةً فِي اليَومِ وَاللَّيلَةِ ، القائِمونَ بِاللَّيلِ ، الصّائِمونَ بِالنَّهارِ ، يُزَكّونَ أموالَهُم ، ويَحُجّونَ البَيتَ ، ويَجتَنِبونَ كُلَّ مُحَرَّمٍ[8] .

9 ـ عنه عليه السّلام : إنَّما شيعَتُنا يُعرَفونَ بِخِصالٍ شَتّى : بِالسَّخاءِ ، وَالبَذلِ لِلإِخوانِ ، وبِأَن يُصَلُّوا الخَمسينَ لَيلاً ونَهارًا[9] .

10 ـ عنه عليه السّلام : الشّيعَةُ ثَلاثٌ : مُحِبٌّ وادٌّ فَهُوَ مِنّا ، ومُتَزَيِّنٌ بِنا ونَحنُ زَينٌ لِمَن تَزَيَّنَ بِنا ، ومُستَأكِلٌ بِنَا النّاسَ ومَنِ استَأكَلَ بِنَا افتَقَرَ[10] .

11 ـ عنه عليه السّلام : اِفتَرَقَ النّاسُ فينا عَلى ثَلاثِ فِرَقٍ : فِرقَةٌ أحَبّونَا انتِظارَ قائِمِنا لِيُصيبوا مِن دُنيانا ، فَقالوا وحَفِظوا كَلامَنا وقَصَّروا عَن فِعلِنا ، فَسَيَحشُرُهُمُ اللهُ إلَى النّارِ .
وفِرقَةٌ أحَبّونا وسَمِعوا كَلامَنا ولَم يُقَصِّروا عَن فِعلِنا ، لِيَستَأكِلُوا النّاسَ بِنا ، فَيَملَأُ اللهُ بُطونَهُم نارًا ، يُسَلِّطُ عَلَيهِمُ الجوعَ وَالعَطَشَ .
وفِرقَةٌ أحَبّونا وحَفِظوا قَولَنا وأطاعوا أمرَنا ولَم يُخالِفوا فِعلَنا ، فَاُولئِكَ مِنّا ونَحنُ مِنهُم[11] .

12 ـ عنه عليه السّلام ـ لِرَجُلٍ ادَّعَى الحُبَّ لِأَهلِ البَيتِ عليهم السّلام ـ : مِن أيِّ مُحِبّينا أنتَ ؟ فَسَكَتَ الرَّجُلُ ، فَسَأَلَهُ سَديرٌ[12] : وكَم مُحِبّوكُم يَا بنَ رَسولِ اللهِ؟ فَقالَ : عَلى ثَلاثِ طَبَقاتٍ : طَبَقَةٌ أحَبّونا فِي العَلانِيَةِ ولَم يُحِبّونا فِي السِّرِّ ، وطَبَقَةٌ يُحِبّونا فِي السِّرِّ ولَم يُحِبّونا فِي العَلانِيَةِ ، وطَبَقَةٌ يُحِبّونا فِي السِّرِّ وَالعَلانِيَةِ هُمُ الَّنمَطُ الأَعلى ...
وَالطَّبَقَةُ الثّانِيَةُ الَّنمَطُ الأَسفَلُ ، أحَبّونا فِي العَلانِيَةِ وساروا بِسيرَةِ المُلوكِ ، فَأَلسِنَتُهُم مَعَنا وسُيوفُهُم عَلَينا .
وَالطَّبَقَةُ الثّالِثَةُ الَّنمَطُ الأَوسَطُ ، أحَبّونا فِي السِّرِّ ولَم يُحِبّونا فِي العَلانِيَةِ . ولَعَمري لَئِن كانوا أحَبّونا فِي السِّرِّ دونَ العَلانِيَةِ فَهُمُ الصَّوّامونَ بِالنَّهارِ القَوّامونَ بِاللَّيلِ تَرى أثَرَ الرَّهبانِيَّةِ في وُجوهِهِم ، أهلُ سِلمٍ وَانقِيادٍ.
قالَ الرَّجُلُ : فَأَنَا مِن مُحِبّيكُم فِي السِّرِّ وَالعَلانِيَةِ . قالَ جَعفَرٌعليه السّلام : إنَّ لُِمحِبّينا فِي السِّرِّ وَالعَلانِيَةِ عَلاماتٍ يُعرَفونَ بِها. قالَ الرَّجُلُ : وما تِلكَ العَلاماتُ ؟ قالَ عليه السّلام : تِلكَ خِلالٌ أوَّلُها أنَّهُم عَرَفُوا التَّوحيدَ حَقَّ مَعرِفَتِهِ وأحكَموا عِلمَ تَوحيدِهِ[13] .


الهامش


(1) الكافي : 2 / 236 / 24 عن أبي المقدام عن الإمام الباقر عليه السّلام ، وراجع الخصال : 397 / 104 ، صفات الشيعة: 91 / 23 ، تحف العقول : 300 ، مشكاة الأنوار : 6 ، التمحيص : 69 / 168 ، شرح الأخبار : 3 / 504 / 1449 .
(2) مطالب السؤول : 54 عن نوف البكاليّ .
(3) أمالي الطوسيّ : 576 / 1189 .
(4) صفات الشيعة : 118 / 63 .
(5) الخصال : 103 / 62 عن الليثيّ ، روضة الواعظين : 321 وفيهما «عند عدوّنا» ، وما أثبتناه لما في سائر المصادر ، مشكاة الأنوار : 78 ، قرب الإسناد : 78 / 253 .
(6) صفات الشيعة : 89 / 21 ، الكافي : 2 / 233 / 9 وفي صدره «إنّما شيعة عليّ» ، الخصال : 296 / 63 كلّها عن المفضّل بن عمر .
(7) صفات الشيعة : 95 / 32 عن مسعدة بن صدقة .
(8) صفات الشيعة : 81 / 1 عن أبي بصير .
(9) تحف العقول : 303 .
(10) الخصال : 103 / 61 ، أعلام الدين : 130 كلاهما عن معاوية بن وهب ، روضة الواعظين : 321 ، مشكاة الأنوار : 78 .
(11) تحف العقول : 514 عن المفضّل .
(12) سدير بن حكيم بن صهيب الصيرفيّ من أصحاب السجّاد والباقر والصادق عليهم السّلام . (رجال الطوسيّ)
(13) تحف العقول : 325 .

الصفحة السابقة

          اهل البيت (ع) في الكتاب و السنة

طباعة

الصفحة اللاحقة