4 / 1
إخلاصُهُم فِي العِبادَةِ
1 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : ما
عَبَدتُكَ طَمَعًا في جَنَّتِكَ، ولا
خَوفًا مِن نارِكَ ، ولكِن وَجَدتُكَ
أهلاً لِلعِبادَةِ فَعَبَدتُكَ[1] .
2 ـ عنه عليه السّلام : إنَّ قَومًا
عَبَدُوا اللهَ رَغبَةً فَتِلكَ عِبادَةُ
التُّجّارِ ، وإنَّ قَومًا عَبَدُوا
اللهَ رَهبَةً فَتِلكَ عِبادَةُ العَبيدِ
، وإنَّ قَومًا عَبَدُوا اللهَ شُكرًا
فَتِلكَ عِبادَةُ الأَحرارِ[2] .
3 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : (إنَّ)
العُبّادَ ثَلاثَةٌ : قَومٌ عَبَدُوا
اللهَ عَزَّوجَلَّ خَوفًا فَتِلكَ
عِبادَةُ العَبيدِ ، وقَومٌ عَبَدُوا
اللهَ تَبارَكَ وتَعالى طَلَبَ الثَّوابِ
فَتِلكَ عِبادَةُ الاُجَراءِ ، وقَومٌ
عَبَدُوا اللهَ عَزَّوجَلَّ حُبًّا لَهُ
فَتِلكَ عِبادَةُ الأَحرارِ ، وهِيَ
أفضَلُ العِبادَةِ[3] .
4 ـ الإمام زين العابدين عليه السّلام :
إنّي أكرَهُ أن أعبُدَ اللهَ لا غَرَضَ لي
إلّا ثَوابَهُ ، فَأَكونَ كَالعَبدِ
الطَّمِعِ المُطيعِ ، إن طَمِعَ عَمِلَ
وإلّا لَم يَعمَل . وأكرَهُ أن أعبُدَهُ
(لا غَرَضَ لي) إلّا لِخَوفِ عِقابِهِ ،
فَأَكونَ كَالعَبدِ السَّوءِ إن لَم
يَخَف لَم يَعمَل . قيلَ لَهُ : فَلِمَ
تَعبُدُهُ ؟ قالَ : لِما هُوَ أهلُهُ
بِأَياديهِ عَلَيَّ وإنعامِهِ[4] .
4 / 2
اِجتِهادُهُم فِي العِبادَةِ
5 ـ الإمام الباقر عليه السّلام : كانَ
رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله عِندَ
عائِشَةَ لَيلَتَها ، فَقالَت : يا رَسولَ
اللهِ ، لِمَ تُتعِبُ نَفسَكَ وقَد غَفَرَ
اللهُ لَكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وما
تَأَخَّرَ؟ فَقالَ: يا عائِشَةُ، ألا
أكونُ عَبدًا شَكورًا ؟! قالَ : وكانَ
رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله يَقومُ
عَلى أطرافِ أصابِعِ رِجلَيهِ، فَأَنزَلَ
اللهُ سُبحانَهُ وتَعالى: طه * ما أنزَلنا
عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقى [5] .
6 ـ عائِشَةُ : إنَّ نَبِيَّ اللهِ صلّى
الله عليه و آله كانَ يَقومُ مِنَ
اللَّيلِ حَتّى تَتَفَطَّرَ قَدَماهُ ،
فَقُلتُ : لِمَ تَصنَعُ هذا يا رَسولَ
اللهِ وقَد غَفَرَ اللهُ لَكَ ما
تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وما تَأَخَّرَ ؟
قالَ : أفَلا اُحِبُّ أن أكونَ عَبدًا
شَكورًا ؟ ![6]
7 ـ بَكرُ بنُ عَبدِاللهِ : إنَّ عُمَرَ بنَ
الخَطّابِ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى
الله عليه و آله وهُوَ مَوقوذٌ ـ أو قالَ :
مَحمومٌ ـ فَقالَ لَهُ عُمَرُ : يا رَسولَ
اللهِ ، ما أشَدَّ وَعكَكَ ! فَقالَ : ما
مَنَعَني ذلِكَ أن قَرَأتُ اللَّيلَةَ
ثَلاثينَ سورَةً فيهِنَّ السَّبعُ
الطِّوالُ . فَقالَ عُمَرُ : يا رَسولَ
اللهِ ، غَفَرَ اللهُ لَكَ ما تَقَدَّمَ
مِن ذَنبِكَ وما تَأَخَّرَ وأنتَ تَجهَدُ
هذَا الاِجتِهادَ ؟! فَقالَ : يا عُمَرُ ، أ
فَلا أكونُ عَبدًا شَكورًا ؟![7]
8 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : كانَ
رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله
يُصَلّي مِنَ التَّطَوُّعِ مِثلَيِ
الفَريضَةِ[8] .
9 ـ عائِشَةُ : كانَ [رَسولُ اللهِ صلّى
الله عليه و آله ] يُصَلّي لَيلاً طَويلاً
قائِمًا ولَيلاً طَويلاً قاعِدًا[9] .
10 ـ عائِشَةُ : قَلَّ ما كانَ يَنامُ
[رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله ] مِنَ
اللَّيلِ لَمّا قالَ اللهُ : قُمِ
اللَّيلَ إلّا قَليلاً[10] .
11 ـ عائِشَةُ : كانَ النَّبِيُّ صلّى الله
عليه و آله يَذكُرُ اللهَ عَلى كُلِّ
أحيانِهِ[11] .
12 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : إنَّ
فاطِمَةَ عليها السّلام أتَتِ النَّبِيَّ
صلّى الله عليه و آله تَسأَلُهُ خادِمًا ،
فَقالَ : ألا اُخبِرُكِ ما هُوَ خَيرٌ لَكِ
مِنهُ ؟ تُسَبِّحينَ اللهَ عِندَ
مَنامِكِ ثَلاثًا وثَلاثينَ ، وتَحمَدينَ
اللهَ ثَلاثًا وثَلاثينَ ، وتُكَبِّرينَ
اللهَ أربَعًا وثَلاثينَ . فَما تَركتُها
بَعدُ ، قيلَ : ولا لَيلَةَ صِفّينَ ؟ قالَ
: ولا لَيلَةَ صِفّينَ[12] .
13 ـ عُروَةُ بنُ الزُّبَيرِ : كُنّا
جُلوسًا في مَجلِسٍ في مَسجِدِ رَسولِ
اللهِ صلّى الله عليه و آله ، فَتَذاكَرنا
أعمالَ أهلِ بَدرٍ وبَيعَةِ الرِّضوانِ ،
فَقالَ أبُو الدَّرداءِ : يا قَومِ ، ألا
اُخبِرُكُم بِأَقَلِّ القَومِ مالاً
وأكثَرِهِم وَرَعًا وأشَدِّهِمُ
اجتِهادًا فِي العِبادَةِ ؟ قالوا : مَن ؟
قالَ : عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه
السّلام [13] .
14 ـ حَبَّةُ العُرَنِيُّ : بَينا أنَا
ونَوفٌ نائِمَينِ في رُحبَةِ القَصرِ إذ
نَحنُ بِأَميرِ المُؤمِنينَ عليه السّلام
في بَقِيَّةٍ مِنَ اللَّيلِ واضِعًا
يَدَهُ عَلَى الحائِطِ شِبهَ الوالِهِ،
وهُوَ يَقولُ : إنَّ في خَلقِ السمَّاواتِ
وَالأَرضِ . . .[14]. قالَ : ثُمَّ جَعَلَ
يَقرَأُ هذِهِ الآياتِ ويَمُرُّ شِبهَ
الطائِرِ عَقلُهُ ، فَقالَ : أ راقِدٌ يا
حَبَّةُ أم رامِقٌ؟ قُلتُ : رامِقٌ ، هذا
أنتَ تَعمَلُ هذَا العَمَلَ فَكَيفَ
نَحنُ ؟! قالَ : فَأَرخى عَينَيهِ فَبَكى ،
ثُمَّ قالَ لي : يا حَبَّةُ ، إنَّ ِللهِ
مَوقِفًا ، ولَنا بَينَ يَدَيهِ مَوقِفٌ
لا يَخفى عَلَيهِ شَي ءٌ مِن أعمالِنا . يا
حَبَّةُ ، إنَّ اللهَ أقرَبُ إلَيكَ
وإلَيَّ مِن حَبلِ الوَريدِ . يا حَبَّةُ ،
إنَّهُ لَن يَحجُبَني ولا إيّاكَ عَنِ
اللهِ شَي ءٌ .
ثُمَّ قالَ : أ راقِدٌ أنتَ يا نَوفُ؟ قالَ
: لا يا أميرَ المُؤمِنينَ ، ما أنَا
بِراقدٍ ولَقَد أطَلتَ بُكائي هذِهِ
اللَّيلَةَ ، فَقالَ : يا نَوفُ ، إن طالَ
بُكاؤُكَ في هذَا اللَّيلِ مَخافَةً مِنَ
اللهِ عَزَّوجَلَّ قَرَّت عَيناكَ غَدًا
بَينَ يَدَيِ اللهِ عَزَّوجَلَّ . يا
نَوفُ ، إنَّهُ لَيسَ مِن قَطرَةٍ قَطَرَت
مِن عَينِ رَجُلٍ مِن خَشيَةِ اللهِ إلّا
أطفَأَت بِحارًا مِنَ النّيرانِ . يا
نَوفُ ، إنَّهُ لَيسَ مِن رَجُلٍ أعظَمَ
مَنزِلَةً عِندَ اللهِ مِن رَجُلٍ بَكى
مِن خَشيَةِ اللهِ وأحَبَّ فِي اللهِ
وأبغَضَ فِي اللهِ . يا نَوفُ ، مَن أحَبَّ
فِي اللهِ لَم يَستَأثِر عَلى
مَحَبَّتِهِ ، ومَن أبغَضَ فيِ اللهِ لَم
يُنِل مُبغِضيهِ خَيراً ، عِندَ ذلِكَ
استَكمَلتُم حَقائِقَ الإِيمانِ ـ ثُمَّ
وَعَظَهُما وذَكَّرَهُما ، وقالَ في
أواخِرِهِ : ـ فَكونوا مِنَ اللهِ عَلى
حَذَرٍ ، فَقَد أنذَرتُكُما . ثُمَّ
جَعَلَ يَمُرُّ وهُوَ يَقولُ : لَيتَ
شِعري في غَفَلاتي أمُعرِضٌ أنتَ عَنّي أم
ناظِرٌ إلَيَّ ؟ ! ولَيتَ شِعري في طولِ
مَنامي وقِلَّةِ شُكري في نِعَمِكَ
عَلَيَّ ما حالي ؟ قالَ: فَوَاللهِ ما زالَ
في هذَا الحالِ حَتّى طَلَعَ الفَجرُ[15] .
15 ـ أبو صالِحٍ : دَخَلَ ضِرارُ بنُ
ضَمرَةَ الكِنانِيُّ عَلى مُعاوِيَةَ،
فَقالَ لَهُ : صِف لي عَلِيًّا ، فَقالَ :
أوَ تُعفيني يا أميرَ المُؤمِنينَ ؟ قالَ :
لا اُعفيكَ . قالَ : أمّا إذ لابُدَّ ...
فَأَشهَدُ بِاللهِ لَقَد رَأَيتُهُ في
بَعضِ مَواقِفِهِ وقَد أرخَى اللَّيلُ
سُدولَهُ ، وغارَت نُجومُهُ ، يَميلُ في
مِحرابِهِ قابِضاً عَلى لِحيَتِهِ ،
يَتَمَلمَلُ تَمَلمُلَ السَّليمِ ،
ويَبكي بُكاءَ الحَزينِ ، فَكَأَنّي
أسمَعُهُ الآنَ وهُوَ يَقولُ : يا رَبَّنا
يا رَبَّنا ـ يَتَضَرَّعُ إلَيهِ ـ ثُمَّ
يَقولُ لِلدُّنيا : إلَيَّ تَغَرَّرتِ ؟ !
إلَيَّ تَشَوَّفتِ ؟ ! هَيهاتَ هَيهاتَ ،
غُرّي غَيري ، قَد بَتَتُّكِ ثَلاثًا ،
فَعُمُرُكِ قَصيرٌ ، ومَجلِسُكِ حَقيرٌ ،
وخَطَرُكِ يَسيرٌ ، آهِ آهِ مِن قِلَّةِ
الزّادِ ، وبُعدِ السَّفَرِ ، ووَحشَةِ
الطَّريقِ . فَوَكَفَت دُموعُ مُعاوِيَةَ
عَلى لِحيَتِهِ ما يَملِكُها ، وجَعَلَ
يُنَشِّفُها بِكُمِّهِ وقَدِ اختَنَقَ
القَومُ بِالبُكاءِ ، فَقالَ : كَذا كانَ
أبُو الحَسَنِ ؛ كَيفَ وَجدُكَ عَلَيهِ يا
ضِرارُ ؟ قالَ : وَجدُ مَن ذُبِحَ واحِدُها
في حِجرِها ، لا ترَقَأُ دَمعَتُها ولا
يَسكُنُ حُزنُها . ثُمَّ قامَ فَخَرَجَ[16] .
16 ـ الإمام الحسن عليه السّلام : رَأَيتُ
اُمّي فاطِمَةَ عليها السّلام قائِمَةً
في مِحرابِها لَيلَةَ الجُمُعَةِ ، فَلَم
تَزَل راكِعَةً ساجِدَةً حَتَّى انفَجَرَ
عَمودُ الصُّبحِ ، وسَمِعتُها تَدعو
لِلمُؤمِنينَ والمُؤمِناتِ وتُسَمّيهِم
وتُكثِرُ الدُّعاءَ لَهُم ولا تَدعو
لِنَفسِها بِشَي ءٍ، فَقُلتُ: يا اُمّاه،
لِمَ لا تَدعينَ لِنَفسِكِ كَما تَدعينَ
لِغَيرِكِ ؟ فَقالَت : يا بُنَيَّ ، الجارَ
ثُمَّ الدّارَ[17].
17 ـ الحَسَنُ البَصرِيُّ : ما كانَ في
هذِهِ الاُمَّةِ أعبَدُ مِن فاطِمَةَ ،
كانَت تَقومُ حَتّى تَوَرَّمَت
قَدَماها[18] .
18 ـ عَبدُ اللهِ بنُ الزُّبَيرِ ـ لَمّا
سَمِعَ بِمَقتَلِ الحُسَينِ عليه السّلام
ـ : أمَا وَاللهِ لَقَد قَتَلوهُ ! طَويلاً
بِاللَّيلِ قِيامُهُ ، كَثيرًا فِي
النَّهارِ صِيامُهُ[19] .
19 ـ اليَعقوبيُّ في تاريخِهِ : قيلَ
لِعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليهما السّلام :
ما أقَلَّ وُلدَ أبيكَ! قالَ : العَجَبُ
كَيفَ وُلِدتُ لَهُ ، إنَّهُ كانَ يُصَلّي
فِي اليَومِ وَاللَّيلَةِ ألفَ رَكعَةٍ
فَمَتى كانَ يَفرُغُ لِلنِّساءِ ؟ ![20]
20 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : كانَ
عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السّلام
شَديدَ الاِجتِهادِ فِي العِبادَةِ ،
نَهارَهُ صائِمٌ ، ولَيلَهُ قائِمٌ ،
فَأَضَرَّ ذلِكَ بِجِسمِهِ ، فَقُلتُ
لَهُ : يا أبَه[21] ، كَم هذَا الدُّؤوبُ[22] ؟
! فَقالَ : أتَحَبَّبُ إلى رَبّي لَعَلَّهُ
يُزلِفُني[23] .
21 ـ عنه عليه السّلام : كانَ عَلِيُّ بنُ
الحُسَينِ عليهما السّلام إذا أخَذَ
كِتابَ عَلِيٍّ عليه السّلام فَنَظَرَ
فيهِ قالَ : مَن يُطيقُ هذا ؟ مَن يُطيقُ ذا
؟ قالَ : ثُمَّ يَعمَلُ بِهِ ، وكانَ إذا
قامَ إلَى الصَّلاةِ تَغَيَّرَ لَونُهُ
حَتّى يُعرَفُ ذلِكَ في وَجهِهِ ، وما
أطاقَ أحَدٌ عَمَلَ عَلِيٍّ عليه السّلام
مِن وُلدِهِ مِن بَعدِهِ إلّا عَلِيَّ بنَ
الحُسَينِ عليهما السّلام [24] .
22 ـ عَمرُو بنُ عَبدِ اللهِ بنِ هِندٍ
الجَمَلِيُّ عَنِ الإِمامِ الباقِرِعليه
السّلام : إنَّ فاطِمَةَ بِنتَ عَلِيِّ
بنِ أبي طالِبٍ لَمّا نَظَرَت إلى ما
يَفعَلُ ابنُ أخيها عَلِيُّ بنُ
الحُسَينِ بِنَفسِهِ مِنَ الدَّأبِ فِي
العِبادَةِ أتَت جابِرَ بنَ عَبدِاللهِ
بنِ عَمرِو بنِ حِزامٍ الأَنصارِيَّ
فَقالَت لَهُ : يا صاحِبَ رَسولِ اللهِ ،
إنَّ لَنا عَلَيكُم حُقوقًا ، ومِن
حَقِّنا عَلَيكُم أن إذا رَأَيتُم
أحَدَنا يُهلِكُ نَفسَهُ اجتِهادًا أن
تُذَكِّروهُ اللهَ وتَدعوهُ إلَى البُقيا
عَلى نَفسِهِ ، وهذا عَلِيُّ بنُ
الحُسَينِ بَقِيَّةُ أبيهِ الحُسَينِ
قَدِ انخَرَمَ أنفُهُ وثَفِنَت جَبهَتُهُ
ورُكَبتاهُ وراحَتاهُ دَأبًا مِنهُ
لِنَفسِهِ فِي العِبادَةِ .
فَأَتى جابِرُ بنُ عَبدِ اللهِ بابَ
عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليهما السّلام ،
وبِالبابِ أبو جَعفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ
عَلِيٍّ عليهما السّلام في اُغَيلِمَةٍ
مِن بَني هاشِمٍ قَدِ اجتَمَعوا هُناكَ ،
فَنَظَرَ جابِرٌ إلَيهِ مُقبِلاً فَقالَ :
هذِهِ مِشيَةُ رَسولِ اللهِ صلّى الله
عليه و آله وسَجِيَّتُهُ ، فَمَن أنتَ يا
غُلامُ ؟ فَقالَ : أنَا مُحَمَّدُ بنُ
عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ، فَبَكى جابِرُ
بنُ عَبدِ اللهِ رضي الله عنه ، ثُمَّ قالَ
: أنتَ وَاللهِ الباقِرُ عَنِ العِلمِ
حَقّاً ، اُدنُ مِنّي بِأَبي أنتَ واُمّي
، فَدَنا مِنهُ فَحَلَّ جابِرٌ إزارَهُ
ووَضَعَ يَدَهُ في صَدرِهِ فَقَبَّلَهُ
وجَعَلَ عَلَيهِ خَدَّهُ ووَجهَهُ وقالَ
لَهُ : اُقرِئُكَ عَن جَدِّكَ رَسولِ
اللهِ صلّى الله عليه و آله السَّلامَ ،
وقَد أمَرَني أن أفعَلَ بِكَ ما فَعَلتُ ،
وقالَ لي : يوشِكُ أن تَعيشَ وتَبقى حَتّى
تَلقى مِن وُلدِي مَنِ اسمُهُ مُحَمَّدٌ
يَبقَرُ العِلمَ بَقرًا ، وقالَ لي :
إنَّكَ تَبقى حَتّى تَعمى ثُمَّ يُكشَفُ
لَكَ عَن بَصَرِكَ .
ثُمَّ قالَ لي : اِئذَن لي عَلى أبيكَ،
فَدَخَلَ أبو جَعفَرٍ عَلى أبيهِ
فَأَخبَرَهُ الخَبَرَ وقالَ : إنَّ شَيخًا
بِالبابِ وقَد فَعَلَ بي كَيتَ وكَيتَ ،
فَقالَ : يا بُنَيَّ ، ذلِكَ جابِرُ ابنُ
عَبدِ اللهِ . ثُمَّ قالَ : أمِن بَين
وِلدانِ أهلِكَ قالَ لَكَ ما قالَ وفَعَلَ
بِكَ ما فَعَلَ؟ قالَ: نَعَم، [قالَ :][25]
إنّا للهِِ، إنَّهُ لَم يَقصُدكَ فيهِ
بِسوءٍ ولَقَد أشاطَ بِدَمِكَ[26] .
ثُمَّ أذِنَ لِجابِرٍ فَدَخَلَ عَلَيهِ ،
فَوَجَدَهُ في مِحرابِهِ قَد أنضَتهُ
العِبادَةُ ، فَنَهَضَ عَلِيٌّ عليه
السّلام فَسَأَلَهُ عَن حالِهِ سُؤالاً
حَفِيًّا ثُمَّ أجلَسَهُ بِجَنبِهِ ،
فَأَقبَلَ جابِرٌ عَلَيهِ يَقولُ : يَا
بنَ رَسولِ اللهِ ، أماعَلِمتَ أنَّ اللهَ
تَعالى إنَّما خَلَقَ الجَنَّةَ لَكُم
ولِمَن أحَبَّكُم وخَلَقَ النّارَ لِمَن
أبغَضَكُم وعاداكُم ، فَما هذَا الجَهدُ
الَّذي كَلَّفتَهُ نَفسَكَ ؟ قالَ لَهُ
عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهما السّلام :
يا صاحِبَ رَسولِ اللهِ ، أما عَلِمتَ
أنَّ جَدّي رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه و
آله قَد غَفَرَ اللهُ لَهُ ما تَقَدَّمَ
مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ فَلَم يَدَعِ
الاِجتِهادَ لَهُ ، وتَعَبَّدَ ـ بِأَبي
هُوَ واُمّي ـ حَتَّى انتَفَخَ السّاقُ
ووَرِمَ القَدَمُ ، وقيلَ لَهُ : أتَفعَلُ
هذا وقَد غُفِرَ لَكَ ما تَقَدَّمَ مِن
ذَنبِكَ وما تَأَخَّرَ ؟ قالَ: أفَلا
أكونُ عَبدًا شَكورًا ؟!
فَلَمّا نَظَرَ جابِرٌ إلى عَلِيِّ بنِ
الحُسَينِ عليهما السّلام ولَيسَ يُغني
فيهِ مِن قَولٍ يَستَميلُهُ مِنَ الجَهدِ
وَالتَّعَبِ إلَى القَصدِ قالَ لَهُ :
يَابنَ رَسولِ اللهِ ، البُقيا عَلى
نَفسِكَ ، فَإِنَّكَ لَمِن اُسرَةٍ بِهِم
يُستَدفَعُ البَلاءُ وتُستَكشَفُ
اللَّأواءُ[27] وبِهِم تُستَمطَرُ
السَّماءُ . فَقالَ : يا جابِرُ ، لا أزالُ
عَلى مِنهاجِ أبَوَيَّ مُؤتَسِيًا بِهِما
صَلَواتُ اللهِ عَلَيهِما حَتّى ألقاهُما
.
فَأَقبَلَ جابِرٌ عَلى مَن حَضَرَ فَقالَ
لَهُم : وَاللهِ ، ما أرى في أولادِ
الأَنبِياءِ مِثلَ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ
إلّا يوسُفَ بنَ يَعقوبَ عليهما السّلام .
وَاللهِ لَذُرِّيَّةُ عَلِيِّ بنِ
الحُسَينِ عليهما السّلام أفضَلُ مِن
ذُرِّيَّةِ يوسُفَ بنِ يَعقوبَ ، إنَّ
مِنهُم لَمَن يَملَأُ الأَرضَ عَدلاً
كَما مُلِئَت جَورًا[28] .
23 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : كانَ أبي
رضي الله عنه يُصَلّي في جَوفِ اللَّيلِ ،
فَيَسجُدُ السَّجدَةَ فَيُطيلُ حَتّى
نَقولُ : إنَّهُ راقِدٌ[29] .
24 ـ عنه عليه السّلام : إنّي كُنتُ
اُمَهِّدُ لِأَبي فِراشَهُ
فَأَنتَظِرُهُ حَتّى يَأتِيَ ، فَإِذا
أوى إلى فِراشِهِ ونامَ قُمتُ إلى فِراشي
، وإنَّهُ أبطَأَ عَلَيَّ ذاتَ لَيلَةٍ
فَأَتَيتُ المَسجِدَ في طَلَبِهِ ،
وذلِكَ بَعدَما هَدَأَ النّاسُ ، فَإِذا
هُوَ فِي المَسجِدِ ساجِدٌ ولَيسَ فِي
المَسجِدِ غَيرُهُ ، فَسَمِعتُ حَنينَهُ
وهُوَ يَقولُ : سُبحانَكَ اللّهُمَّ أنتَ
رَبّي حَقًّا حَقًّا ، سَجَدتُ لَكَ يا
رَبِّ تَعَبُّدًا ورِقًّا ، اللّهُمَّ
إنَّ عَمَلي ضَعيفٌ فَضاعِفهُ لي ،
اللّهُمَّ قِني عَذابَكَ يَومَ تَبعَثُ
عِبادَكَ ، وتُب عَلَيَّ إنَّكَ أنتَ
التَّوّابُ الرَّحيمُ[30] .
25 ـ عنه عليه السّلام : كانَ أبي عليه
السّلام كَثيرَ الذِّكرِ ، لَقَد كُنتُ
أمشي مَعَهُ وإنَّهُ لَيَذكُرُ اللهَ ،
وآكُلُ مَعَهُ الطَّعامَ وإنَّهُ
لَيَذكُرُ اللهَ ، ولَقَد كانَ يُحَدِّثُ
القَومَ وما يَشغَلُهُ ذلِكَ عَن ذِكرِ
اللهِ ، وكُنتُ أرى لِسانَهُ لازِقًا
بِحَنَكِهِ يَقولُ : لا إلهَ إلَّا اللهُ ،
وكانَ يَجمَعُنا فَيَأمُرُنا بِالذِّكرِ
حَتّى تَطلُعَ الشَّمسُ ، ويَأمُرُ
بِالقِراءَ ةِ مَن كان يَقرَأُ مِنّا ،
ومَن كانَ لا يَقرَأُ مِنّا أمَرَهُ
بِالذِّكرِ[31] .
26 ـ يَحيَى العَلَوِيُّ : كانَ موسَى بنُ
جَعفَرٍعليهما السّلام يُدعَى العَبدَ
الصّالِحَ مِن عِبادَتِهِ وَاجتِهادِهِ .
رَوى أصحابُنا أنَّهُ دَخَلَ مَسجِدَ
رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله
فَسَجَدَ سَجدَةً في أوَّلِ اللَّيلِ ،
وسُمِعَ وهُوَ يَقولُ في سُجودِهِ :
عَظيمُ[32] الذَّنبِ عِندي فَليَحسُنِ
العَفوُ عِندَكَ ، يا أهلَ التَّقوى ويا
أهلَ المَغفِرَةِ . فَجَعَلَ يُرَدِّدُها
حَتّى أصبَحَ[33] .
27 ـ حَفصٌ : ما رَأَيتُ أحَدًا أشَدَّ
خَوفًا عَلى نَفسِهِ مِن موسَى بنِ
جَعفَرٍعليهما السّلام ولا أرجَى النّاسِ
مِنهُ ، وكانَت قِراءَ تُهُ حُزنًا ،
فَإِذا قَرَأَ فَكَأَنَّهُ يُخاطِبُ
إنسانًا[34] .
28 ـ الثَّوبانِيُّ : كانَت لِأَبِي
الحَسَنِ موسَى بنِ جَعفَرٍعليه السّلام
، بِضعَ عَشرَةَ سَنَةً ، كُلَّ يَومٍ
سَجدَةٌ بَعدَ انقِضاضِ الشَّمسِ إلى
وَقتِ الزَّوالِ ، فَكانَ هارونُ رُبَّما
صَعِدَ سَطحًا يُشرِفُ مِنهُ عَلَى
الحَبسِ الَّذي حَبَسَ فيهِ أبَا
الحَسَنِ عليه السّلام ، فَكانَ يَرى أبَا
الحَسَنِ عليه السّلام ساجِدًا ، فَقالَ
لِلرَّبيعِ : يا رَبيعُ ، ما ذاكَ الثَّوبُ
الَّذي أراهُ كُلَّ يَومٍ في ذلِكَ
المَوضِعِ ؟ فَقالَ : يا أميرَ
المُؤمِنينَ ، ما ذاكَ بِثَوبٍ وإنَّما
هُوَ موسَى بنُ جَعفَرٍعليهما السّلام
لَهُ كُلَّ يَومٍ سَجدَةٌ بَعدَ طُلوعِ
الشَّمسِ إلى وَقتِ الزَّوالِ . قالَ
الرَّبيعُ : فَقالَ لي هارونُ : أما إنَّ
هذا مِن رُهبانِ بَني هاشِمٍ . قُلتُ : فَما
لَكَ قَد ضَيَّقتَ عَلَيهِ فِي الحَبسِ ؟!
قالَ : هَيهاتَ ، لابُدَّ مِن ذلِكَ ![35]
29 ـ عَبدُ السلامِ بنُ صالِحٍ الهَرَوِيُّ
: جِئتُ إلى بابِ الدّارِ الَّتي حُبِسَ
فيهَا الرِّضاعليه السّلام بِسَرَخسَ
وقَد قُيِّدَعليه السّلام ، فَاستَأذَنتُ
عَلَيهِ السَّجّانَ فَقالَ : لا سَبيلَ
لَكَ إلَيهِ عليه السّلام ، قُلتُ : ولِمَ
؟ قالَ : لِأَنَّهُ رُبَّما صَلّى في
يَومِهِ ولَيلَتِهِ ألفَ رَكعَةٍ ،
وإنَّما يَنفَتِلُ مِن صَلاتِهِ ساعَةً
في صَدرِ النَّهارِ وقَبلَ الزَّوالِ
وعِندَ اصفِرارِ الشَّمسِ ، فَهُوَ في
هذِهِ الأَوقاتِ قاعِدٌ في مُصَلّاهُ
ويُناجي رَبَّهُ[36] .
4 / 3
صَلاتُهُم
30 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله :
جُعِلَت قُرَّةُ عَيني فِي الصَّلاةِ[37] .
31 ـ عَبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ : كانَ
النَّبِيُّ صلّى الله عليه و آله لا
يَكونُ ذاكِرونُ إلّا كانَ مَعَهُم ، ولا
مُصَلّونَ إلّا كانَ أكثَرَهُم صَلاةً[38] .
32 ـ فُضالَةُ بنُ عُبَيدٍ : كانَ رَسولُ
اللهِ صلّى الله عليه و آله إذا نَزَلَ
مَنزِلاً في سَفَرٍ أو دَخَلَ بَيتَهُ لَم
يَجلِس حَتّى يَركَعَ رَكعَتَينِ[39] .
33 ـ عائِشَةُ : كانَ رَسولُ اللهِ صلّى
الله عليه و آله يُحَدِّثُنا
ونُحَدِّثُهُ ، فَإِذا حَضَرَتِ
الصَّلاةُ فَكَأَنَّهُ لَم يَعرِفنا ولَم
نَعرِفهُ[40] .
34 ـ مُطَرِّفُ بنُ عَبدِ اللهِ عَن أبيهِ :
أتَيتُ رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه و آله
وهُوَ يُصَلّي ولِجَوفِهِ أزيزٌ[41]
كَأَزيزِ المِرجَلِ[42] .
35 ـ جَعفَرُ بنُ عَلِيٍّ القُمِّيُّ ـ في
كتابِ زُهدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه و
آله ـ : إنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه و
آله كانَ إذا قامَ إلَى الصَّلاةِ
كَأَنَّهُ ثَوبٌ مُلقىً[43] .
36 ـ جابِرُ بنُ عَبدِ اللهِ : كانَ رَسولُ
اللهِ صلّى الله عليه و آله لا يُؤَخِّرُ
الصَّلاةَ لِطَعامٍ ولا لِغَيرِهِ[44] .
37 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : كانَ
رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله لا
يُؤثِرُ عَلى صَلاةِ المَغرِبِ شَيئًا
إذا غَرَبَتِ الشَّمسُ حَتّى
يُصَلِّيَها[45] [46] .
38 ـ مُطَرِّفُ بنُ عَبدِ اللهِ بنِ
الشِّخّيرِ : صَلَّيتُ أنَا وعِمرانُ بنُ
حُصَينٍ بِالكوفَةِ خَلفَ عَلِيِّ بنِ
أبي طالِبٍ ، فَكَبَّرَ بِنا هذَا
التَّكبيرَ حينَ يَركَعُ وحينَ يَسجُدُ ،
فَكَبَّرَهُ كُلَّهُ ، فَلَمَّا
انصَرَفنا قالَ لي عِمرانُ : ما صَلَّيتُ
مُنذُ حينٍ ـ أو قالَ : مُنذُ كَذا وكَذا ـ
أشبَهَ بِصَلاةِ رَسولِ اللهِ صلّى الله
عليه و آله مِن هذِهِ الصَّلاةِ ؛ يَعني
صَلاةَ عَلِيٍّ عليه السّلام [47] .
39 ـ الإمام عليّ عليه السّلام ـ إنَّهُ
كانَ يَوماً في حَربِ صِفّينَ مُشتَغِلاً
بِالحَربِ وَالقِتالِ وهُوَ مَعَ ذلِكَ
بَينَ الصَّفَّينِ يَرقُبُ الشَّمسَ ،
فَقالَ لَهُ ابنُ عَبّاسٍ : يا أميرَ
المُؤمِنينَ ما هذَا الفِعلُ ؟ ـ : أنظُرُ
إلَى الزَّوالِ حَتّى نُصَلِّيَ ، فَقالَ
لَهُ ابنُ عَبّاسٍ : وهَل هذا وَقتُ صَلاةٍ
؟! إنَّ عِندَنا لَشُغلاً بِالقِتالِ عَنِ
الصَّلاةِ ! فَقالَ عليه السّلام : عَلى ما
نُقاتِلُهُم ؟! إنَّما نُقاتِلُهُم عَلَى
الصَّلاةِ[48] .
40 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : كانَ
عَلِيٌّ عليه السّلام يَركَعُ فَيَسيلُ
عَرَقُهُ حَتّى يَطَأَ في عَرَقِهِ مِن
طولِ قِيامِهِ[49] .
41 ـ رُوِيَ أنَّهُ كانَ عَلِيٌّ عليه
السّلام إذا حَضَرَهُ وَقتُ الصَّلاةِ
تَلَوَّنَ وتَزَلزَلَ ، فَقيلَ لَهُ : ما
لَكَ ؟ فَيَقولُ : جاءَ وَقتُ أمانَةٍ
عَرَضَهَا اللهُ تَعالى عَلَى
السَّماواتِ وَالأَرضِ وَالجِبالِ
فَـأَبَينَ أن يَحمِلنَها وحَمَلَهَا
الإِنسانُ ، في ضَعفي ، فَلا أدري اُحسِنُ
إذًا ما حَمَلتُ أم لا[50] .
42 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله : أمَّا
ابنَتي فاطِمَةُ ... مَتى[51] قامَت في
مِحرابِها بَينَ يَدَي رَبِّها جَلَّ
جَلالُهُ ، ظَهَرَ نورُها لِمَلائِكَةِ
السَّماءِ كَما يَظهَرُ نورُ الكَواكِبِ
لِأَهلِ الأَرضِ ، ويَقولُ اللهُ
عَزَّوجَلَّ لِمَلائِكَتِهِ : يا
مَلائِكَتِي ، اُنظُروا إلى أمَتي
فاطِمَةَ سَيِّدَةِ إمائي قائِمَةً بَينَ
يَدَيَّ تَرتَعِدُ فَرائِصُها مِن خيفَتي
، وقَد أقبَلَت بِقَلبِها عَلى
عِبادَتي[52] .
43 ـ اِبنُ فَهدٍ الحِلِّيُّ في عُدَّةِ
الدّاعي : كانَت فاطِمَةُ عليها السّلام
تَنهَجُ فِي الصَّلاةِ مِن خيفَةِ اللهِ
تَعالى[53] .
44 ـ الإمام زين العابدين عليه السّلام :
إنَّ الحَسَنَ بنَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ
عليهما السّلام كانَ أعبَدَ النّاسِ في
زَمانِهِ وأزهَدَهُم وأفضَلَهُم ، وكانَ
إذا حَجَّ حَجَّ ماشِيًا ورُبَّما مَشى
حافِيًا ، وكانَ إذا ذَكَرَ المَوتَ بَكى
، وإذا ذَكَرَ القَبرَ بَكى ، وإذا ذَكَرَ
البَعثَ وَالنُّشورَ بَكى ، وإذا ذَكَرَ
المَمَرَّ عَلَى الصِّراطِ بَكى ، وإذا
ذَكَرَ العَرضَ عَلَى اللهِ تَعالى
ذِكرُهُ شَهَقَ شَهقَةً يُغشى عَلَيهِ
مِنها ، وكانَ إذا قامَ في صَلاتِهِ
تَرتَعِدُ فَرائِصُهُ بَينَ يَدَي
رَبِّهِ عَزَّوجَلَّ ، وكانَ إذا ذَكَرَ
الجَنَّةَ وَالنّارَ اضطَرَبَ اضطِرابَ
السَّليمِ ، ويَسأَلُ اللهَ الجَنَّةَ
ويَعوذُ بِهِ مِنَ النّارِ ، وكانَ عليه
السّلام لا يَقرَأُ مِن كِتابِ اللهِ
عَزَّوجَلَّ : يا أيُّهَا الَّذينَ آمَنوا
إلّا قالَ : لَبَّيكَ اللّهُمَّ لَبَّيكَ .
ولَم يُرَ في شَي ءٍ مِن أحوالِهِ إلّا
ذاكِرًا ِللهِ سُبحانَهُ[54] .
45 ـ عنه عليه السّلام : كانَ الحَسَنُ بنُ
عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليهما السّلام
يُصَلّي ، فَمَرَّ بَينَ يَدَيهِ رَجُلٌ
فَنَهاهُ بَعضُ جُلَسائِهِ ، فَلَمَّا
انصَرَفَ مِن صَلاتِهِ قالَ لَهُ : لِمَ
نَهَيتَ الرَّجُلَ ؟ قالَ : يَا بنَ رَسولِ
اللهِ ، حَظَرَ[55] فيما بَينَكَ وبَينَ
الِمحرابِ ، فَقالَ : وَيحَكَ ! إنَّ اللهَ
عَزَّوجَلَّ أقرَبُ إلَيَّ مِن أن
يَحظُرَ فيما بَيني وبَينَهُ أحَدٌ[56] .
46 ـ السَّبزَوارِيُّ في جامِعِ الأَخبارِ
: كانَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليهما
السّلام إذا تَوَضَّأَ تَغَيَّرَ لَونُهُ
وَارتَعَدَت مَفاصِلُهُ ، فَقيلَ لَهُ في
ذلِكَ ، فَقالَ : حَقٌّ لِمَن وَقَفَ بَينَ
يَدَيِ اللهِ المَلِكِ الجَبّارِ أن
يَصفَرَّ لَونُهُ وتَرتَعِدَ
مَفاصِلُهُ[57] .
47 ـ الإمام الباقر عليه السّلام : كانَ أبي
عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهما السّلام
إذا حَضَرَتِ الصَّلاةُ يَقشَعِرُّ
جِلدُهُ ، ويَصفَرُّ لَونُهُ ،
وتَرتَعِدُ فَرائِصُهُ[58]، ويَقِفُ
شَعرُهُ ، ويَقولُ ودُموعُهُ تَجري عَلى
خَدَّيهِ : لَو عَلِمَ العَبدُ مَن يُناجي
مَا انفَتَلَ[59] [60] .
48 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : كانَ
عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهما السّلام
إذا تَوَضَّأَ اصفَرَّ لَونُهُ ، فَقيلَ
لَهُ : ما هذَا الَّذي يَغشاكَ ؟ فَقالَ :
أتَدري لِمَن أتَأَهَّبُ لِلقِيامِ بَينَ
يَدَيهِ ؟ ![61]
49 ـ عنه عليه السّلام : كانَ أبي عليه
السّلام يَقولُ : كانَ عَلِيُّ بنُ
الحُسَينِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيهِما إذا
قامَ فِي الصَّلاةِ كَأَنَّهُ ساقُ
شَجَرَةٍ ، لا يَتَحَرَّكُ مِنهُ شَي ءٌ
إلّا ما حَرَّكَهُ الرّيحُ مِنهُ[62] .
50 ـ أبانُ بنُ تَغلِبَ : قُلتُ لِأَبي
عَبدِاللهِ عليه السّلام : إنّي رَأَيتُ
عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليهما السّلام
إذا قامَ فِي الصَّلاةِ غَشِيَ لَونَهُ
لونٌ آخَرُ ، فَقالَ لي : وَاللهِ إنَّ
عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليهما السّلام
كانَ يَعرِفُ الَّذي يَقومُ بَينَ
يَدَيهِ[63] .
51 ـ أبو أيّوبَ : كانَ أبو جَعفَرٍ وأبو
عَبدِاللهِ عليهما السّلام إذا قاما إلَى
الصَّلاةِ تَغَيَّرَت ألوانُهُما
حُمرَةً ومَرَّةً صُفرَةً، وكَأَنَّما
يُناجِيانِ شَيئًا يَرَيانِهِ[64].
52 ـ جابِرٌ الجُعفِيُّ عَنِ الإِمامِ
الصّادِقِ عليه السّلام : لَقَد صَلّى أبو
جَعفَرٍعليه السّلام ذاتَ يَومٍ فَوَقَعَ
عَلى رَأسِهِ شَي ءٌ ، فَلَم يَنزَعهُ مِن
رَأسِهِ حَتّى قامَ إلَيهِ جَعفَرٌ
فَنَزَعَهُ مِن رَأسِهِ، تَعظيًما ِللهِ
وإقبالاً عَلى صَلاتِهِ، وهُوَ قَولُ
اللهِ: أقِم وَجهَكَ لِلدّينِ
حَنيفًا[65]
[66].
53 ـ السَّيِّدُ ابنُ طاووسٍ في فَلاحِ
السّائِلِ : رُوِيَ أنَّ مَولانا جَعفَرَ
بنَ مُحَمَّدٍ الصّادِقَ عليه السّلام
كانَ يَتلُو القُرآنَ في صَلاتِهِ
فَغُشِيَ عَلَيهِ ، فَلَمّا أفاقَ سُئِلَ
: مَا الَّذي أوجَبَ مَا انتَهَت حالُكَ
إلَيهِ ؟ فَقالَ ما مَعناهُ : ما زِلتُ
اُكَرِّرُ آياتِ القُرآنِ حَتّى بَلَغتُ
إلى حَالٍ كَأَنَّني سَمِعتُ مُشافَهَةً
مِمَّن أنزَلَها عَلَى المُكاشَفَةِ
وَالعِيانِ ، فَلَم تَقُمِ القُوَّةُ
البَشَرِيَّةُ بِمُكاشَفَةِ الجَلالَةِ
الإِلهِيَّةِ[67] .
4 / 4
صَلاتُهُم بِاللَّيلِ
54 ـ الإمام الباقر والإمام الصادق عليهما
السّلام ـ في قَولِهِ تَعالى : ومِنَ
اللَّيلِ فَسَبِّحهُ وإدبارَ النُّجومِ
[68] ـ : إنَّ رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه و
آله كانَ يَقومُ مِنَ اللَّيلِ ثَلاثَ
مَرّاتٍ ، فَيَنظُرُ في آفاقِ السَّماءِ
ويَقرَأُ الخَمسَ مِن آلِ عِمرانَ ،
الَّتي آخِرُها : إنَّكَ لا تُخلِفُ
الميعادَ[69] ، ثُمَّ يَفتَتِحُ صَلاةَ
اللَّيلِ[70] .
55 ـ عائِشَةُ : إنَّ رَسولَ اللهِ صلّى
الله عليه و آله كانَ يَنامُ أوَّلَ
اللَّيلِ ويُحيي آخِرَهُ[71] .
56 ـ عائِشَةُ : إنَّ رَسولَ اللهِ صلّى
الله عليه و آله كانَ لا يَدَعُ قِيامَ
اللَّيلِ ، وكانَ إذا مَرِضَ أو كَسِلَ
صَلّى قاعِدًا[72] .
57 ـ اِبنُ عَبّاسٍ : ذَكَرَ النَّبِيُّ
صلّى الله عليه و آله قِيامَ اللَّيلِ
وفاضَت عَيناهُ، فَقَرَأَ: تَتَجافى
جُنوبُهُم عَنِ المَضاجِعِ [73] [74] .
58 ـ عَبدُ اللهِ بنُ عَبّاسٍ : بِتُّ
لَيلَةً عِندَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه
و آله فَلَمَّا استَيقَظَ مِن مَنامِهِ
أتى طَهورَهُ فَأَخَذَ سِواكَهُ فَاستاكَ
، ثُمَّ تَلا هذِهِ الآياتِ : إنَّ في
خَلقِ السَّماواتِ وَالأَرضِ واختِلافِ
اللَّيلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِاُولِي
الأَلبابِ [75] حَتّى قارَبَ أن يَختِمَ
السّورَةَ أو خَتَمَها ، ثُمَّ تَوَضَّأَ
فَأَتى مُصَلّاهُ فَصَلّى رَكعَتَينِ ،
ثُمَّ رَجَعَ إلى فِراشِهِ فَنامَ ما شاءَ
اللهُ ، ثُمَّ استَيقَظَ فَفَعَلَ مِثلَ
ذلِكَ ، ثُمَّ رَجَعَ إلى فِراشِهِ فَنامَ
، ثُمَّ استَيقَظَ فَفَعَلَ مِثلَ ذلِكَ ،
ثُمَّ رَجَعَ إلى فِراشِهِ فَنامَ ، ثُمَّ
استَيقَظَ فَفَعَلَ مِثلَ ذلِكَ ، كُلُّ
ذلِكَ يَستاكُ ويُصَلّي رَكعَتَينِ ،
ثُمَّ أوتَرَ[76] .
59 ـ الإمام الصادق عليه السّلام ـ وذَكَرَ
صَلاةَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه و آله ـ
: كانَ يُؤتى بِطَهورٍ فَيُخَمَّرُ عِندَ
رَأسِهِ، ويوضَعُ سِواكُهُ تَحتَ
فِراشِهِ ، ثُمَّ يَنامُ ما شاءَ اللهُ ،
فَإِذَا استَيقَظَ جَلَسَ، ثُمَّ قَلَّبَ
بَصَرَهُ فِي السَّماءِ، ثُمَّ تَلَا
الآياتِ مِن آلِ عِمرانَ : إنَّ في خَلقِ
السَّماواتِ وَالأَرضِ وَاختِلافِ
اللَّيلِ وَالنَّهارِ... ، ثُمَّ يَستَنُّ
ويَتَطَهَّرُ ، ثُمَّ يَقومُ إلَى
المَسجِدِ فَيَركَعُ أربَعَ رَكَعاتٍ
عَلى قَدرِ قِراءَ تِهِ رُكوعُهُ ،
وسُجودُهُ عَلى قَدرِ رُكوعِهِ . يَركَعُ
حَتّى يُقالَ مَتى يَرفَعُ رَأسَهُ ؟!
ويَسجُدُ حَتّى يُقالَ مَتى يَرفَعُ
رَأسَهُ ؟! ثُمَّ يَعودُ إلى فِراشِهِ
فَيَنامُ ما شاءَ اللهُ ، ثُمَّ
يَستَيقِظُ فَيَجلِسُ، فَيَتلُو الآياتِ
مِن آلِ عِمرانَ، ويُقَلِّبُ بَصَرَهُ
فِي السَّماءِ ، ثُمَّ يَستَنُّ
ويَتَطَهَّرُ ، ويَقومُ إلَى المَسجِدِ
فَيُصَلّي أربَعَ رَكَعاتٍ كَما رَكَعَ
قَبلَ ذلِكَ ، ثُمَّ يَعودُ إلى فِراشِهِ
فَيَنامُ ما شاءَ اللهُ ، ثُمَّ
يَستَيقِظُ فَيَجلِسُ فَيَتلُو الآياتِ
مِن آلِ عِمرانَ ويُقَلِّبُ بَصَرَهُ فِي
السَّماءِ ، ثُمَّ يَستَنُّ ويَتَطَهَّرُ
، ويَقومُ إلَى المَسجِدِ فَيوتِرُ
ويُصَلِّي الرَّكعَتَينِ ثُمَّ يَخرُجُ
إلَى الصَّلاةِ[77] .
60 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : ما تَرَكتُ
صَلاةَ اللَّيلِ مُنذُ سَمِعتُ قَولَ
النَّبِيِّ صلّى الله عليه و آله : صَلاةُ
اللَّيلِ نورٌ . فَقالَ ابنُ الكَوّاءِ :
ولا لَيلَةَ الهَريرِ ؟ قالَ : ولا لَيلَةَ
الهَريرِ[78] .
61 ـ الصَّدوقُ فِي الفَقيهِ : كانَ عَلِيُّ
بنُ الحُسَينِ عليهما السّلام سَيِّدُ
العابِدينَ يَقولُ : «العَفوَ العَفوَ»
ثَلاثَمِائَةِ مَرَّةٍ فِي الوِترِ فِي
السَّحَرِ[79] .
62 ـ إبراهيمُ بنُ العَبّاسِ : كانَ
[الرِّضا]عليه السّلام قَليلَ النَّومِ
بِاللَّيلِ ، كَثيرَ السَّهَرِ[80] .
63 ـ رُوِيَ أنَّ الإِمامَ الهادِيَ عليه
السّلام كانَ بِاللَّيلِ مُقبِلاً عَلَى
القِبلَةِ لا يَفتُرُ ساعَةً ، عَلَيهِ
جُبَّةُ صوفٍ ، وسَجّادَتُهُ عَلى
حَصيرٍ[81] .
4 / 5
صَومُهُم
64 ـ حَمّادُ بنُ عُثمانَ عَن أبي
عَبدِاللهِ عليه السّلام : سَمِعتُهُ
يَقولُ : صامَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه
و آله حَتّى قيلَ ما يُفطِرُ ، ثُمَّ
أفطَرَ حَتّى قيلَ ما يَصومُ ، ثُمَّ صامَ
صَومَ داودَعليه السّلام يَومًا ويَومًا
لا[82] ، ثُمَّ قُبِضَ عَلى صِيامِ ثَلاثَةِ
أيّامٍ فِي الشَّهرِ ، قالَ : إنَّهُنَّ
يَعدِلنَ صَومَ الشَّهرِ ويَذهَبنَ
بِوَحَرِ الصَّدرِ ـ وَالوَحَرُ :
الوَسوَسَةُ ـ .
قالَ حَمّادٌ : فَقُلتُ : وأيُّ الأَيّامِ
هِيَ ؟ قالَ عليه السّلام : أوَّلُ خَميسٍ
فِي الشَّهرِ ، وأوَّلُ أربَعاءَ بَعدَ
العَشرِ مِنهُ ، وآخِرُ خَميسٍ فيهِ .
فَقُلتُ : كَيفَ صارَت هذِهِ الأَيّامُ
الَّتي تُصامُ ؟ فَقالَ عليه السّلام :
إنَّ مَن قَبلَنا مِنَ الاُمَمِ كانَ إذا
نَزَلَ عَلى أحَدِهِمُ العَذابُ نَزَلَ
في هذِهِ الأَيّامِ ، فَصامَ
رَسولُ اللهِ
صلّى الله عليه و آله هذِهِ الأَيّامَ
الَمخوفَةَ[83] .
65 ـ أبو سَلَمَةَ : سَأَلتُ عائِشَةَ كَيفَ
كانَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله
يَصومُ ؟ فَقالَت : كانَ يَصومُ حَتّى
نَقولُ لا يُفطِرُ ، ويُفطِرُ حَتّى
نَقولُ لا يَصومُ . ولَم أرَهُ في شَهرٍ
أكثَرَ صِيامًا مِنهُ في شَعبانَ ، كانَ
يَصومُ شَعبانَ كُلَّهُ إلّا قَليلاً ،
بَل كانَ يَصومُ شَعبانَ كُلَّهُ[84] .
66 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : حُبِّبَ
إلَيَّ الصَّومُ بِالصَّيفِ[85] .
67 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : كانَ
أميرُ المُؤمِنينَ عليه السّلام يَدخُلُ
إلى أهلِهِ ويَقولُ : عِندَكُم شَي ءٌ
وإلّا صُمتُ ؟ فَإِن كانَ عِندَهُم شَي ءٌ
أتَوهُ بِهِ وإلّا صامَ[86] .
68 ـ عنه عليه السّلام : كانَ عَلِيُّ بنُ
الحُسَينِ عليهما السّلام إذا كانَ
اليَومُ الَّذي يَصومُ فيهِ أمَرَ بِشاةٍ
فَتُذبَحُ وتُقطَعُ أعضاءً وتُطبَخُ ،
فَإِذا كانَ عِندَ المَساءِ أكَبَّ عَلَى
القُدورِ حَتّى يَجِدَ ريحَ المَرَقِ
وهُوَ صائِمٌ ، ثُمَّ يَقولُ : هاتُوا
القِصاعَ، اِغرِفوا لِآلِ فُلانٍ
وَاغرِفوا لِآلِ فُلانٍ ، ثُمَّ يُؤتى
بِخُبزٍ وتَمرٍ فَيَكونُ ذلِكَ عَشاءَ
هُ، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلى
آبائِهِ[87] .
69 ـ إبراهيمُ بنُ العَبّاسِ : كانَ
[الرِّضاعليه السّلام ] كَثيرَ الصِّيامِ
فَلا يَفوتُهُ صِيامُ ثَلاثَةِ أيّامٍ
فِي الشَّهرِ ، ويَقولُ : ذلِكَ صَومُ
الدَّهرِ[88] .
70 ـ عَلِيُّ بنُ أبي حَمزَةَ : سَأَلتُ
مَولاةً لِعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليهما
السّلام بَعدَ مَوتِهِ فَقُلتُ : صِفي لي
اُمورَ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليهما
السّلام ، فَقالَت : اُطنِبُ أو أختَصِرُ ؟
فَقُلتُ : بَلِ اختَصِري ، قالَت : ما
أتَيتُهُ بِطَعامٍ نَهارًا قَطُّ ، ولا
فَرَشتُ لَهُ فِراشًا بِلَيلٍ قَطُّ[89] .
4 / 6
حَجُّهُم
71 ـ عَبدُ اللهِ بنُ عُبَيدِ بنِ عُمَيرٍ :
لَقَد حَجَّ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ عليهما
السّلام خَمسًا وعِشرينَ حَجَّةً ماشِيًا
، وإنَّ النَّجائِبَ لَتُقادُ مَعَهُ[90] .
72 ـ مُصعَبُ بنُ عَبدِ اللهِ : حَجَّ
الحُسَينُ عليه السّلام خَمسًا وعِشرينَ
حَجَّةً ماشِيًا[91] .
73 ـ الزَّمَخشَرِيُّ : رُئِيَ الحُسَينُ
بنُ عَلِيٍّ عليهما السّلام يَطوفُ
بِالبَيتِ ، ثُمَّ صارَ إلَى المَقامِ
فَصَلّى ، ثُمَّ وَضَعَ خَدَّهُ عَلَى
المَقامِ فَجَعَلَ يَبكي ويَقولُ :
عُبَيدُكَ بِبابِكَ ... سائِلُكَ بِبابِكَ
مِسكينُكَ بِبابِكَ . يُرَدِّدُ ذلِكَ
مِرارًا[92] .
74 ـ الإمام الباقر عليه السّلام : كانَت
لِعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليهما السّلام
ناقَةٌ حَجَّ عَلَيهَا اثنَتَينِ
وعِشرينَ حَجَّةً ما قَرَعَها قَرعَةً
قَطُّ . قالَ : فَجاءَ ت بَعدَ مَوتِهِ وما
شَعَرنا بِها إلّا وقَد جاءَ ني بَعضُ
خَدَمِنا أو بَعضُ المَوالي ، فَقالَ :
إنَّ النّاقَةَ قَد خَرَجَت فَأَتَت
قَبرَ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليهما
السّلام فَانبَرَكَت عَلَيهِ فَدَلَكَت
بِجِرانِهَا القَبرَ وهِيَ تَرغو ،
فَقُلتُ : أدرِكوها وجيئوني بِها قبلَ أن
يَعلَموا بِها أو يَرَوها ، فَقالَ أبو
جَعفَرٍعليه السّلام : وما كانَت رَأَتِ
القَبرَ قَطُّ[93] .
75 ـ سُفيانُ بنُ عُيَينَةَ : حَجَّ عَلِيُّ
بنُ الحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ
عليهم السّلام ، فَلَمّا أحرَمَ
وَاستَوَت بِهِ راحِلَتُهُ اصفَرَّ
لَونُهُ وَانتَفَضَ [ووَقَعَ] عَلَيهِ
الرِّعدَةُ ولَم يَستَطِع أن يُلَبِّيَ ،
فَقيلَ لَهُ : ما لَكَ لا تُلَبّي ؟ فَقالَ
: أخشى أن أقولَ : لَبَّيكَ فَيَقولُ : لا
لَبَّيكَ . فَقيلَ لَهُ : لابُدَّ مِن هذا .
قالَ : فَلَمّا لَبّى غُشِيَ عَلَيهِ
وسَقَطَ مِن راحِلَتِهِ ، فَلَم يَزَل
يَعتَريهِ ذلِكَ حَتّى قَضى حَجَّهُ[94] .
76 ـ أفلَحُ مَولَى الإِمامِ الباقِرِعليه
السّلام : خَرَجتُ مَعَ مَولايَ حاجًّا ،
فَلَمّا دَخَلَ المَسجِدَ نَظَرَ إلَى
البَيتِ فَبَكى حَتّى عَلا صَوتُهُ،
فَقُلتُ : بِأَبي واُمّي ، إنَّ النّاسَ
يَنظُرونَ إلَيكَ فَلَو رَفَعتَ [رَفَعتَ]
بِصَوتِكَ قَليلاً ، فَبَكى وقالَ :
وَيحَكَ ! لِمَ لا أبكي؟! لَعَلَّ اللهَ أن
يَنظُرَ إلَيَّ بِرَحمَةٍ مِنهُ ،
فَأَفوزَ بِها عِندَهُ . ثُمَّ طافَ
بِالبَيتِ ورَكَعَ عِندَ المَقامِ
ورَفَعَ رَأسَهُ مِن سُجودِهِ ، فَإِذا
مَوضِعُهُ مُبتَلٌّ مِن دُموعِهِ[95] .
77 ـ القاسِمُ بنُ حُسَينٍ
النَّيسابورِيُّ : رَأَيتُ أبا
جَعفَرٍعليه السّلام عِندَما وَقَفَ
بِالمَوقِفِ مَدَّ يَدَيهِ جَميعًا ،
فَما زالَتا مَمدودَتَينِ إلى أن أفاضَ ،
فَما رَأَيتُ أحَدًا أقدَرَ عَلى ذلِكَ
مِنهُ[96] .
78 ـ مالِكُ بنُ أنَسٍ : كُنتُ أدخُلُ عَلَى
الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍعليهما
السّلام فَيُقَدِّمُ لي مِخَدَّةً
ويَعرِفُ لي قَدرًا ويَقولُ : يا مالِكُ ،
إنّي اُحِبُّكَ ، فَكُنتُ اُسَرُّ
بِذلِكَ وأحمَدُ اللهَ عَلَيهِ . وكانَ
عليه السّلام لا يَخلو مِن إحدى ثَلاثِ
خِصالٍ : إمّا صائِمًا وإمّا قائِمًا
وإمّا ذاكِرًا ، وكانَ مِن عُظَماءِ
العُبّادِ وأكابِرِ الزُّهّادِ الَّذين
يَخشَونَ اللهَ عَزَّوجَلَّ ، وكانَ
كَثيرَ الحَديثِ ، طَيِّبَ الُمجالَسَةِ
، كَثيرَ الفَوائِدِ ، فَإِذا قالَ : قالَ
رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله
اخضَرَّ مَرَّةً وَاصفَرَّ اُخرى حَتّى
يُنكِرُهُ مَن يَعرِفُهُ . ولَقَد حَجَجتُ
مَعَهُ سَنَةً ، فَلَمَّا استَوَت بِهِ
راحِلَتُهُ عِندَ الإِحرامِ كانَ كُلَّما
هَمَّ بِالتَّلبِيَةِ انقَطَعَ الصَّوتُ
في حَلقِهِ وكادَ يَخِرُّ مِن راحِلَتِهِ
، فَقُلتُ: قُل يَابنَ رَسولِ اللهِ،
فَلابُدَّ لَكَ مِن أن تَقولَ . فَقالَ
عليه السّلام : يَابنَ أبي عامِرٍ ، كَيفَ
أجسُرُ أن أقولَ : لَبَّيكَ اللّهُمَّ
لَبَّيكَ ، وأخشى أن يَقولَ عَزَّوجَلَّ
[لي] : لا لَبَّيكَ ولا سَعدَيكَ[97] .
79 ـ عَلِيُّ بنُ مَهزِيارَ : رَأَيتُ أبا
جَعفَرٍ الثّانِيَ عليه السّلام في
سَنَةِ مِائَتَينِ وخَمسٍ وعِشرينَ[98]
وَدَّعَ البَيتَ بَعدَ ارتِفاعِ
الشَّمسِ، وطافَ بِالبَيتِ يَستَلِمُ
الرُّكنَ الَيمانِيَّ في كُلِّ شَوطٍ ،
فَلَمّا كانَ فِي الشَّوطِ السّابِعِ
استَلَمَهُ وَاستَلَمَ الحَجَرَ ومَسَحَ
بِيَدِهِ ثُمَّ مَسَحَ وَجهَهُ بِيَدِهِ
، ثُمَّ أتَى المَقامَ فَصَلّى خَلفَهُ
رَكعَتَينِ ، ثُمَّ خَرَجَ إلى دُبُرِ
الكَعبَةِ إلَى المُلتَزَمِ فَالتَزَمَ
البَيتَ وكَشَفَ الثَّوبَ عَن بَطنِهِ
ثُمَّ وَقَفَ عَلَيهِ طَويلاً يَدعو ،
ثُمَّ خَرَجَ مِن بابِ الحَنّاطينَ
وتَوَجَّهَ .
قالَ : فَرَأَيتُهُ في سَنَةِ سَبعَ
عَشرَةَ ومِائَتَينِ وَدَّعَ البَيتَ
لَيلاً ، يَستَلِمُ الرُّكنَ الَيمانِيَّ
وَالحَجَرَ الأَسوَدَ في كُلِّ شَوطٍ ،
فَلَمّا كانَ فِي الشَّوطِ السّابِعِ
التَزَمَ البَيتَ في دُبُرِ الكَعبَةِ
قَريبًا مِنَ الرُّكنِ الَيمانِيِّ
وفَوقَ الحَجَرِ المُستَطيلِ وكَشَفَ
الثَّوبَ عَن بَطنِهِ، ثُمَّ أتَى
الحَجَرَ فَقَبَّلَهُ ومَسَحَهُ وخَرَجَ
إلَى المَقامِ فَصَلّى خَلفَهُ ، ثُمَّ
مَضى ولَم يَعُد إلَى البَيتِ ، وكانَ
وُقوفُهُ عَلَى المُلتَزَمِ بِقَدرِ ما
طافَ بَعضُ أصحابِنا سَبعَةَ أشواطٍ
وبَعضُهُم ثَمانِيَةً[99] .
80 ـ مُحَمَّدُ بنُ عُثمانَ العَمرِيُّ رضي
الله عنه : وَاللهِ إنَّ صاحِبَ هذَا
الأَمرِ لَيَحضُرُ المَوسِمَ كُلَّ
سَنَةٍ ، فَيَرَى النّاسَ ويَعرِفُهُم
ويَرَونَهُ ولا يَعرِفونَهُ[100] .
(1)
عوالي اللآلي : 1/ 404 / 63 ، و : 2 / 11 / 18 ، شرح نهج
البلاغة لابن ميثم البحرانيّ : 5/361 وفيه:
«ما عبدتك خوفًا من عقابك ولا طمعًا في
ثوابك بل ...» ، شرح مائة كلمة لأمير
المؤمنين عليه السّلام : 235 .
(2) نهج البلاغة : الحكمة 237 ، تحف العقول : 246
عن الإمام الحسين عليه السّلام وزاد في
آخره «وهي أفضل العبادة»، تاريخ دمشق
«ترجمة الإمام زين العابدين عليه السّلام
» : 111 / 141 ، حلية الأولياء : 3 / 134 كلاهما عن
إبراهيم العلويّ عن الإمام الصادق عن أبيه
عن الإمام زين العابدين عليهم السّلام .
(3) الكافي : 2 / 84 / 5 عن هارون بن خارجة .
(4) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ
عليه السّلام : 328 / 180 .
(5) الكافي : 2 / 95 / 6 عن أبي بصير ، وراجع
الاحتجاج : 1 / 520 ، والآية 1 و 2 من سورة طه .
(6) صحيح البخاريّ : 4 / 1830 / 4557 ، صحيح مسلم : 4 /
2172 / 2820 ، وراجع صحيح البخاريّ : 1/380/1078 ، و :
5/2375/6106 ، و : 4 / 1830 / 4556 ، صحيح مسلم : 4 / 2171 / 2819
، سنن الترمذيّ : 2 / 268 / 412 ، سنن ابن ماجة : 1 /
456 / 1419 ، سنن النسائيّ : 3 / 219، مسند ابن حنبل
: 6 / 348 / 18266 ، الزهد لابن المبارك : 35 / 107 ،
عيون الأخبار لابن قتيبة : 2 / 298 ، السنن
الكبرى : 3 / 24 / 4731 كلّها عن المغيرة ، تاريخ
بغداد : 4/331 عن أنس ، و : 7 / 265 عن أبي جحيفة ،
فتح الأبواب : 170 عن الزهريّ عن عليّ بن
الحسين عليهما السّلام .
(7) أمالي الطوسيّ : 403 / 903 .
(8) الكافي : 3 / 443 / 3 ، التهذيب : 2 / 4 / 3 ،
الاستبصار : 1 / 218 / 7703 كلّها عن الفضيل بن
يسار والفضل بن عبدالملك وبكير .
(9) صحيح مسلم : 1 / 504 / 105 ، سنن الترمذيّ : 2 / 23
/ 375 ، سنن ابن ماجة : 1 / 388 / 1228 ، سنن النسائي
: 3 / 219 ، مسند ابن حنبل : 9 / 393 / 24723 و : 397 / 24743
، المستدرك على الصحيحين : 1 / 397 / 976 .
(10) مسند أبي يعلى : 4 / 466 / 4918 ، والآية 2 من
سورة المزّمّل .
(11) صحيح مسلم : 1 / 282 / 117 ، سنن الترمذيّ : 5 /
463 / 3384 ، سنن أبي داود : 1 / 5 / 18 ، سنن ابن
ماجة : 1 / 110 / 302 ، مسند ابن حنبل : 9 / 342 / 24464 ،
و : 10 / 151 / 26436 ، مسند أبي يعلى : 4 / 363 / 680 .
(12) صحيح البخاريّ : 5 / 2051 / 5047 ، صحيح مسلم : 4
/ 2091 / 2727 ، مسند الحميديّ : 1/24/43، تاريخ
بغداد : 3 / 24 كلّها عن عبدالرحمن بن أبي
ليلى ، مسند ابن حنبل : 1/322/1312 عن ابن أعبد .
(13) أمالي الصدوق : 72 / 9 ، روضة الواعظين : 125
، المناقب لابن شهرآشوب : 2 / 124 وفيه «أعبد
الناس عليّ بن أبي طالب عليه السّلام » .
(14) آل عمران : 190 .
(15) فلاح السائل : 266 .
(16) حلية الأولياء : 1 / 84 ، وراجع الصواعق
المحرقة : 131 ، مروج الذهب : 2 / 433 ،
الاستيعاب : 3 / 209 ، خصائص الأئمّة عليهم
السّلام : 70 ، كنزالفوائد : 2 / 103 ، المناقب
لابن شهرآشوب : 2 / 103 ، نهج البلاغة : الحكمة
77 ، الفصول المهمّة : 127 .
(17) دلائل الإمامة : 152 / 65 ، علل الشرائع : 181 /
1 ، كشف الغمّة : 2 / 94 ، ضيافة الإخوان : 265
كلّها عن فاطمة الصغرى عن الإمام الحسين
عليه السّلام .
(18) المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 341 ، ربيع
الأبرار : 2 / 104 .
(19) تاريخ الطبريّ : 5 / 475 ، مقتل الحسين لأبي
مخنف : 247 عن عبدالملك بن نوفل .
(20) تاريخ اليعقوبيّ : 2 / 247 ، العقد الفريد :
2 / 343 وفيه «قيل لمحمّد بن عليّ بن الحسين
أو لعليّ بن الحسين عليهم السّلام : ما
أقلّ ولد أبيك ...» ، فلاح السائل : 269 .
(21) مضى عليّ بن الحسين عليهما السّلام في
عام خمسة و تسعين من الهجرة ، و كان مولد
جعفر بن محمّد سنة ثلاث و ثمانين من الهجرة
، فكان مقامه مع جدّه اثنتى عشرة سنة .
(راجع تاريخ أهل بيت : 77 و 81)
(22) دأب في العمل : إذا جدَّ وتَعِب .
(النهاية : 2 / 95)
(23) المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 155 عن معتب .
(24) الكافي : 8 / 163 / 172 عن سلمة بيّاع
السابريّ .
(25) إضافة من عندنا يقتضيها السياق .
(26) أي: عمل في هلاكك . (راجع لسان العرب : 7 /
338)
(27) اللّأْواءُ : المشقّة والشدّة . (لسان
العرب : 15 / 238)
(28) أمالي الطوسيّ : 636 / 1314 ، المناقب لابن
شهرآشوب : 4 / 148 مختصرًا ، بشارة المصطفى : 66
عن عمر بن عبدالله بن هند الجمليّ عن
الإمام الصادق عليه السّلام .
(29) قرب الإسناد : 5 / 15 عن مسعدة بن صدقة .
(30) الكافي : 3 / 323 / 9 عن إسحاق بن عمّار .
(31) الكافي : 2 / 499 / 1 عن ابن القدّاح .
(32) كذا في المصدر والظاهر «عظم الذنب ...»
وفي المناقب لابن شهرآشوب (4/318) قبح الذنب
من عبدك .
(33) تاريخ بغداد : 13 / 27 .
(34) الكافي : 2 / 606 / 10 .
(35) عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 1 / 95 ،
المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 318 عن اليونانيّ
إلى قوله: «بعد انقضاض الشمس إلى وقت
الزوال» .
(36) عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 2 / 183 / 6
.
(37) تاريخ بغداد : 12 / 372 عن أنس بن مالك ،
المعجم الكبير : 20 / 420 / 1012 عن المغيرة .
(38) حلية الأولياء : 7 / 112 ، تاريخ بغداد : 10 /
94 وفيه «ذاكرين ... مصلّين» بدل «ذاكرون
ومصلّون».
(39) حلية الأولياء : 5 / 148 .
(40) عدّة الداعي : 139 ، عوالي اللآلي : 1 / 324 / 61
وزاد في آخره «شغلاً بالله عن كلّ شي ء» .
(41) أي: خنين من ا لخوف ، وهو صوت البكاء .
وقيل : هو أن يجيش جوفه ويغلي بالبكاء .
(النهاية : 1 / 45 )
(42) عيون أخبار الرضا: 2/299، الخصال: 282 عن
عبدالله بن حامد رفعه إلى بعض الصالحين عن
النبيّ صلّى الله عليه و آله : إنّه كان إذا
صلّى سمع لصدره وجوفه أزيز كأزيز المرجل
من الهيبة، الاحتجاج: 1/519/127 عن الإمام
الكاظم عن آبائه عن الإمام عليّ عليهم
السّلام ، فلاح السائل: 161 عن جعفربن عليّ
القمّيّ في كتاب زهد النبيّ صلّى الله
عليه و آله .
(43) فلاح السائل : 161 .
(44) السنن الكبرى : 3 / 105 / 5043 .
(45) في المصدر «يصلّها» والصحيح ما أثبتناه
.
(46) علل الشرائع : 350 / 5 عن ليث ، تنبيه
الخواطر : 2 / 78 عن الإمام عليّ عليه السّلام
وفيه «كان رسول الله صلّى الله عليه و آله
لا يؤثر على الصلاة عشاءً ولا غيره ، وكان
إذا دخل وقتها كأنّه لا يعرف أهلاً ولا
حسبًا» .
(47) مسند ابن حنبل : 7 / 200 / 19881 .
(48) إرشاد القلوب : 217 .
(49) فلاح السائل : 109 عن أبي الصباح .
(50) المناقب لابن شهرآشوب : 2 / 124 ، وراجع
عوالي اللآلي : 1 / 324 / 63 ، إحقاق الحقّ : 18 / 4
نقلاً عن تنبيه الغافلين .
(51) في الطبعة المعتمدة «مِنّي» والصحيح ما
أثبتناه من طبعة اُخرى .
(52) أمالي الصدوق : 100 / 2 ، الفضائل لشاذان بن
جبرئيل : 8 كلاهما عن ابن عبّاس .
(53) عدّة الداعي : 139 .
(54) أمالي الصدوق : 150 / 8 ، فلاح السائل : 268 ،
عدّة الداعي : 123 إلى قوله «من النار» كلّها
عن المفضّل بن عمر عن الإمام الصادق عن
أبيه عليهما السّلام .
(55) الحَظْرُ : المنع (مجمع البحرين : 1 / 424) .
(56) التوحيد : 184 / 22 عن منيف عن الإمام
الصادق عن أبيه عليهما السّلام .
(57) جامع الأخبار : 166 / 397 ، المناقب لابن
شهرآشوب : 4 / 14 نحوه عن الفتّال وفيه «الحسن
بن عليّ كان إذا توضّأ ...» .
(58) الفريصة : لحمة عند نغض الكتف في وسط
الجنب عند منبض القلب ، وهما فريصتان
ترتعدان عند الفزع . (لسان العرب : 7 / 64)
(59) انفتل فلان عن صلاته أي انصرف ، ولفت
فلانًا عن رأيه وفتله أي صرفه ولواه ،
وفتله عن وجهه فانفتل أي صرفه فانصرف .
(لسان العرب : 11 / 514)
(60) مقتل الحسين عليه السّلام للخوارزميّ :
2 / 124 عن حنّان بن سدير عن أبيه .
(61) إعلام الورى : 255 عن سعيد بن كلثوم ،
الإرشاد : 2 / 143 ، كشف الغمّة : 2 / 298 كلاهما
عن عبدالله بن محمّد القرشيّ ، المناقب
لابن شهرآشوب : 4 / 148 ، مكارم الأخلاق : 2 / 97/
2277 .
(62) الكافي : 3 / 300 / 4 ، فلاح السائل : 161
كلاهما عن جهم بن حميد .
(63) علل الشرائع : 231 / 7 ، وراجع الخصال : 517 / 4
.
(64) فلاح السائل : 161 ، دعائم الإسلام : 1 / 159 .
(65) يونس : 105 .
(66) الاُصول الستّة عشر «أصل جعفر بن محمّد
الحضرمي» : 70 عن جابر .
(67) فلاح السائل : 107 .
(68) الطور : 49 .
(69) آل عمران : 194 .
(70) مجمع البيان : 9 / 257 عن زرارة وحمران
ومحمّد بن مسلم ، عوالي اللآلي : 2 / 26 / 62 .
(71) صحيح مسلم : 1 / 510 / 739 ، سنن النسائي : 3 / 218
، سنن ابن ماجة : 1 / 434 / 1365 .
(72) سنن أبي داود : 2/32/1307 ، مسند ابن حنبل :
10/98/26174 ، السنن الكبرى : 3 / 21 / 4722 عن عبدالله
بن أبي موسى النصري .
(73) السجدة : 16 .
(74) حلية الأولياء : 5 / 87 ، تفسير الطبريّ : 11
/ الجزء 21 / 103 وزاد فيه «ففاضت عيناه حتّى
تحادرت دموعه» عن مجاهد مرسلاً .
(75) آل عمران : 190 .
(76) سنن أبي داود : 1 / 15 / 58 ، وراجع مسند ابن
حنبل : 1 / 798 / 3541 .
(77) التهذيب : 2 / 334 / 1377 عن معاوية بن وهب .
(78) المناقب لابن شهرآشوب : 2 / 123 .
(79) الفقيه : 1 / 489 / 1408 .
(80) عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 2 / 184 / 7
، إعلام الورى : 314 .
(81) الخرائج والجرائح : 2 / 901 .
(82) أي يومًا يصوم ويومًا لا يصوم . (مرآة
العقول : 16 / 252)
(83) الكافي : 4 / 89 / 1 ، الفقيه : 2 / 82 / 1786 وليس
فيه بعد «يومًا» الثانية «لا» ولعلّه سقط
، التهذيب : 4 / 302 / 913 ، الاستبصار : 2 / 136 / 444
وفيهما «قال حمّاد : فقلت : ما الوحر ؟ قال :
الوحر : الوسوسة» ، ثواب الأعمال : 105 / 6 ،
الدروع الواقية : 55 .
(84) مسند ابن حنبل : 9 / 474 / 25155 و : 515 / 25373 ،
وراجع صحيح مسلم : 2 / 810 / 1156 ، مسند أبي يعلى
: 4 / 339 / 4613 .
(85) مستدرك الوسائل : 7 / 505 / 8758 نقلاً عن لبّ
اللباب للراونديّ .
(86) التهذيب : 4 / 188 / 531 ، عوالي اللآلي : 3 / 135 /
15 كلاهما عن هشام بن سالم .
(87) الكافي : 4 / 68 / 3 ، المحاسن : 2 / 158 / 1432
كلاهما عن حمزة بن حمران .
(88) عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 2 / 184 / 7
، إعلام الورى : 314 .
(89) علل الشرائع : 232 / 9 ، الخصال : 518 / 4 عن
حمران بن أعين عن الإمام الباقر عليه
السّلام ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 155 .
(90) المستدرك على الصحيحين : 3 / 185 / 4788 ،
تاريخ دمشق «ترجمة الإمام الحسن عليه
السّلام » : 142 / 236 ، السنن الكبرى : 4 / 542 / 8645
كلاهما عن عبدالله بن عبّاس ، المناقب
لابن شهرآشوب : 4/14 عن الإمام الصادق عليه
السّلام وليس فيه «وإنّ النجائب ...»،
وراجع التهذيب: 5/11/29 و : 12 / 33 ، الاستبصار : 2
/ 141 / 461 و : 142 / 465 ، علل الشرائع : 447 / 6 ، قرب
الإسناد : 170 / 624 .
(91) المعجم الكبير : 3 / 115 / 2844 .
(92) ربيع الأبرار : 2 / 149 .
(93) الكافي : 1 / 467 / 2 ، بصائر الدرجات : 353 / 15 ،
الاختصاص : 300 كلّها عن زرارة .
(94) تاريخ دمشق «ترجمة الإمام زين العابدين
عليه السّلام » : 40 / 63 ، كفاية الطالب : 450 ،
سير أعلام النبلاء : 4 / 392 ، تهذيب الكمال : 20
/ 390 ، عوالي اللآلي : 4 / 35 / 121 .
(95) تذكرة الخواصّ : 339 ، صفة الصفوة : 2 / 64 ،
الفصول المهمّة : 209 ، مطالب السؤول : 80 ،
كشف الغمّة : 2 / 360 ، نور الأبصار : 158 .
(96) إقبال الأعمال : 2 / 73 .
(97) الخصال : 167 / 219 ، علل الشرائع : 235 ، أمالي
الصدوق : 143 / 3 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 275
من قوله «حججت مع الصادق عليه السّلام » .
(98) روى الشيخ في التهذيب هذا الخبر من
الكافي وفي أكثر نسخه سنة خمس عشرة ومأتين
وفي بعضها كما هنا وفي تلك النسخ زيادة بعد
نقل الخبر ، وهي هذه : قال محمّد بن الحسن
مصنف هذا الكتاب : هذا غلط لأنّ أبا جعفر
عليه السّلام مات سنة عشرين ومأتين
والصحيح أن يقول : خمس عشرة انتهى . (مرآة
العقول : 18 / 229)
(99) الكافي : 4 / 532 / 3 ، التهذيب : 5 / 281 / 959 وفيه
«تسع عشرة» بدل «سبع عشرة» .
(100) الفقيه : 2 / 520 / 3115 ، كمال الدين : 440 / 8 ،
الغيبة للطوسيّ : 363 / 329 ، إثبات الهداة : 3 /
452 / 68 .
|